
رغم مرضه النادر ..عراقي مبتكر يفوز بجوائز عالمية
من محافظة الأنبار، خرج شاب يواجه مرضًا وراثيًا نادرًا، ليس فقط بالعلاج والتحمّل، بل بالابتكار. عمر محمد خضير، طالب في مدرسة الموهوبين من مواليد عام 2011، اختار أن يحوّل ألمه إلى حياة، وواقعه القاسي إلى وسيلة لخدمة الآخرين، عبر مشاريع علمية وتكنولوجية أثارت الإعجاب في مسابقات محلية وعالمية.
قصة ألم.. تحولت إلى دافع
ولد عمر وهو يحمل بين خلاياه مرض نزف الدم الوراثي "الهيموفيليا"، وهو مرض نادر يحدث بسبب نقص في مادة التخثر داخل الجسم، ما يؤدي إلى نزف مستمر وخطير عند أبسط إصابة.
يقول والده، وهو منتسب في وزارة الداخلية، إن الصدمة كانت أكبر من أن تُحتمل، "كان طفلاً بعمر أيام، ولا يتوقف عن النزيف، لم يفهم الأطباء حالته بسهولة، ونقلناه من مستشفى إلى آخر بلا جدوى."
في عمر عشرين يوماً فقط، خضع عمر لعملية جراحية في الرأس، ولم تكن أدوية التجلط متوفرة حينها داخل البلاد.
ويضيف والده "اضطررنا لشراء العلاج من الخارج، ست حقن فقط كلفتنا 22 مليون دينار، واستدنا المبلغ لأنه كان مسألة حياة أو موت."
ومنذ ذلك الحين، بدأت رحلة عمر اليومية مع العلاج والخوف والبحث المستمر عن الحقن في مستشفيات المحافظات.
بين كل إبرة وجرعة حياة: الطفولة التي بدأت بالدم
امتدت الشهور الأولى من حياة عمر محمد لتكون سلسلة طويلة من الزيارات الطبية المتكررة، بحثًا عن تفسير لحالته الغامضة آنذاك. ومع مرور عام ونصف، تبيّن أن هذا الطفل الذي لا يكف عن النزيف مصاب بمرض نادر اسمه "الهيموفيليا"، حيث يفتقر جسمه للمادة المسؤولة عن تخثر الدم، ما يجعل أبسط إصابة قد تهدد حياته.
لكن التحدي الأكبر لم يكن المرض بحد ذاته، بل تفاصيله اليومية، إذ لم يكن من السهل إيجاد وريد في جسد صغير ومرهق، فأُجبرت الفرق الطبية على وضع الكانيولا في مواضع غير تقليدية: الرأس، الخد، الأصابع، وحتى القدمين.
وكانت تلك الإبر والحديث لأهله، في ظاهرها علاج، لكنها حملت في طياتها وجعًا متكررًا لطفل لم يبلغ الخامسة بعد.
كبر عمر، ومعه كبرت المعرفة بالمرض والتأقلم معه، إلى أن ظهرت لمحات مبكرة من ذكاء لافت في سلوكه وتفاعله مع من حوله. وبدا أن خلف ذلك الجسد المنهك عقل متقد لا يهدأ.
حين حان وقت دخول الروضة يتابع ذووه، واجهت العائلة صدمة جديدة، مؤسسات تعليمية عدة رفضت استقباله، خشية تعقيدات حالته الصحية، ولكن في لحظة مصادفة، وُجدت روضة وافقت على استقباله بشروط قاسية، منها إخلاء المسؤولية القانونية في حال حدوث أي طارئ صحي له داخلها، ورغم ذلك، أكمل عمر عامه الأول في الروضة بروح متمردة على الألم، وبحب فطري للتعلّم.
توالت الأعوام، وازداد تعلّقه بالمدرسة، حتى قرر خوض اختبار القبول في مدرسة الموهوبين في الصف الثالث الابتدائي، متحديًا نحو 500 طالب، ليتفوق في جميع المراحل ويظفر بمقعد نخبوي، كان بمثابة بوابة عبور نحو عالمٍ أكبر، في تلك البيئة المشجعة، بدأت تظهر ملامح شغف جديد لديه: البرمجة، ومن خلال دورات عبر الإنترنت، بدأ عمر رحلته في فهم الخوارزميات والذكاء الاصطناعي، دون أن يكون هناك معلم حاضر، بل فقط فضوله، وإصراره، وشاشة حاسوب.
شارَك في ورش ومسابقات داخل العراق وخارجه، ممثلاً بلاده بموهبة فردية لم تُصقل في مؤسسات كبرى، بل في غرفة صغيرة، مدفوعة بأمل عائلة تؤمن بابنها. ورغم قلة الدعم المالي، والاعتماد شبه الكامل على موارد أسرته، استطاع أن يحصد جوائز مرموقة، أبرزها لقب "أفضل مكتشف في الوطن العربي.
من الأزمة إلى الإلهام
في خضم المعاناة، بدأ عمر يصنع طريقًا خاصًا به. خلال جائحة كورونا، وبينما توقفت المدارس، وجد في البرمجة ملاذًا جديدًا. يقول المبتكر الموهوب بحديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع): "كنت وقتها في الصف الثاني الابتدائي، بدأت أتعلم أساسيات البرمجة من الإنترنت، وشجعني أهلي. وجدت نفسي أستمتع، وأحب أتعلم أكثر."
شارك عمر في دورات تدريبية لتعلم لغات البرمجة، وسرعان ما بدأ في تنفيذ أفكار ابتكارية، أولها كان مشروعًا إنسانيًا بامتياز: "منبه العوائق للمكفوفين"، وهو جهاز يساعد فاقدي البصر على التحرك بأمان عبر استشعار العقبات أمامهم.
عرض عمر اختراعه في عدة مسابقات محلية ببغداد والنجف والموصل، ولاقى إشادة واسعة، ما منحه دفعة قوية للاستمرار في هذا المجال، وتطوير مهاراته رغم كل الظروف
"كل وجع ممكن أن يتحول إلى طاقة" اختراعات لخدمة الإنسان
ابتكارات عمر لم تكن ترفًا تكنولوجيًا، بل كانت نتاج شعور عميق بمعاناة الآخرين. فكان أول اختراعاته "منبه العوائق للمكفوفين"، جهاز يساعد فاقدي البصر على تجنب الاصطدام بالعقبات. ثم جاء الابتكار الثاني، وهو "منبه ارتفاع الحرارة للرضع"، جهاز يراقب حرارة الطفل، وفي حال تجاوزت الحد الطبيعي، يتصل تلقائيًا بهاتف الأم لتحذيرها من الخطر.
أما الابتكار الثالث فكان نابعًا من حوادث تكررت مرارًا، حيث ينسى بعض الآباء أطفالهم داخل السيارات. صمّم عمر جهازًا ذكيًا يُثبّت داخل السيارة، يرصد بكاء الطفل أو ارتفاع الحرارة أو تسرب الغازات، ويتصل مباشرة بذوي الطفل لتحذيرهم من الوضع الطارئ.
بفضل هذا الابتكار، مثّل العراق في البطولة العربية للروبوت والذكاء الاصطناعي في قطر، وحصل على لقب أفضل مكتشف في الوطن العربي.
وفي خطوة إنسانية أخرى، صمّم عمر جهاز تنبيه للأمهات الصم، يحوّل صوت بكاء الطفل إلى اهتزازات وإشارات ضوئية على سوار تلبسه الأم، ما يتيح لها الاستجابة لطفلها رغم إعاقتها السمعية. نال بهذا الابتكار جوائز عدة، منها:
•أفضل فكرة خارج الصندوق من شركة أمازون في المسابقة العالمية "كوديفور" بالإمارات
•المركز الثالث في البطولة العربية للروبوت في الأردن
•مشاركة مشرفة في تحدي المخترعين العالمي في الولايات المتحدة الأمريكية
•بالإضافة إلى مشاركات متميزة في ملتقيات محلية كـ"ملتقى المبدعين للذكاء الاصطناعي والروبوت" في محافظة نينوى
بين النزف والأمل.
يقول عمر في حديث خاص لـ(واع): مرضي لم يكن عائقا.. كان محفزا. كل وجع مرّيت بيه، وكل نزف عشته، جعلني أحس بمعاناة الناس وأفكر بكيفية مساعدتهم، أكثر شيء جعلني أستمر هو دعم أمي وأبي، وتشجيع ناس مؤمنين بموهبتي، أنا أريد الوصول، ليس من أجل ان أنجح، ليصدق غيري إن المرض ليس النهاية، أبدًا.
الابتكار الأقرب لقلب عمر كان جهاز إنذار الأم الصمّاء، لأنه يمنح الأم إحساسًا لم تكن تملكه، ويمنح الطفل شعورًا بقربها منه "كل اختراع صنعته فيه شيء من ألمي، لكن هذا تحديدًا فيه شيء من الحب يقول بحديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع).
ويتابع:أحلم أن أتخصص في مجال الذكاء الاصطناعي، وأقدم شيئًا مهمًا لبلدي. المسابقات كانت مدرسة كبيرة علّمتني من أخطائي وعرّفتني على قدرات الشباب من مختلف الدول، وكل لجنة تحكيم كانت تضيف لي ملاحظات أعود بها لأتطور أكثر. النوادي والدورات التدريبية كانت بيتي الثاني.
لكن العلاج يظل التحدي الأكبر أمامه:
يقول عمر "علاجي يُجهّز لي في المستشفى مجانًا، لكنه ينقطع باستمرار، وهذا أكبر عائق أمامي في المدرسة والمسابقات. الفيالة الواحدة ثمنها ثلاثة ملايين دينار عراقي، وأحتاج إلى اثنتين أو ثلاث أسبوعيًا. النزيف لا ينتظر."
وعن الدعم الذي رافقه، يذكر عمر بكل امتنان: "أهلي، مدرستي، وأساتذتي في مؤسسة IOT Kids، أستاذ محمد العزاوي، والأستاذ علي الزبيدي من مؤسسة الأجيال، والكثير من المسؤولين الذين استقبلوني ودعموني، ومنهم البروفيسور ضياء الجميلي مستشار رئيس الوزراء للذكاء الاصطناعي، وكادره د. عمار حسين ود. رغد... جميعهم صنعوا فيَّ إيمانًا لا يُنسى".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 2 أيام
- موقع كتابات
مليارات قمة بغداد للبهرجة الإعلامية وأطفال مرضى سرطان الدم بين الحياة والموت؟ تلك إذا قسمة ضيزى؟
في بلدٍ ما يزال يعاني من جراح الحروب ومختلف الأزمات الاقتصادية والمعيشية، وتتفاقم فيه معاناة المواطنين يومًا بعد يوم، جاءت 'قمة بغداد' لتكون بمثابة القشة التي قصمت ظهور أطفال مرضى السرطان وفي مسرحية هزلية تُنفق فيها مليارات الدنانير على بهرجة إعلامية لا تسمن ولا تغني من جوع. قبل أيامٍ من انعقاد 'قمة بغداد' أطلقت جمعية 'مرضى سرطان الدم' في العراق صرخة استغاثةٍ مدوية إلى رئيس الوزراء 'محمد شياع السوداني' تتوسل فيه تدخله العاجل لتوفير علاجاتٍ أساسية تنقذ أرواح المرضى من قبضة الموت! رئيس الجمعية السيد 'محمد كاظم جعفر'، كشف في تصريحٍ صحفي، نقلته وسائل الإعلام، عن مأساةٍ تفطر القلوب إن: 'مرضى سرطان الدم الحاد يواجهون الموت البطيء بسبب نفاذ علاجهم في المستشفيات الحكومية وأن وزارة الصحة لم تستجيب الى نداءنا لغاية الإن' مرضى سرطان الدم الحاد يموتون موتًا بطيئًا، يعتصرهم الألم في مستشفياتٍ حكوميةٍ جردتها الإهمال من أدنى مقومات العلاج! وزارة الصحة، بدورها وبدلا من أن تسارع الى إنقاذ هؤلاء المرضى، أصمت أذنيها عن هذه الاستغاثات، تاركة الأطفال يصارعون الموت في صمتٍ مخيف! فكان لا بد من رفع النداء إلى رئيس الوزراء 'السوداني' بصفته الشخصية والوظيفية، عسى أن يخترق صوت استغاثة الألم جدران الحكومة، ويوقظ ضميرًا ميتًا لإنقاذ أرواحٍ بريئة تذوي بينما تُبدَّد المليارات على لافتاتٍ وشوارعَ مزيفة التجديد! قمةٌ تتباهى بـ (الوحدة والتضامن العربي)، بينما أطفال العراق يُتركون فريسةً للموت، وصرخاتهم تُخنق تحت وطأة الفساد واللامبالاة! 300 مليون دولار الميزانية الرسمية التي صرفت على 'القمة' أي ما يعادل بالسعر الرسمي: 393 مليار دينار عراقي والسعر في السوق الموازي: 445.5 مليار دينار عراقي وبالإضافة الى التبرع بإنشاء صندوق لإعادة ما يسمى بـ (إعمار غزة ولبنان) وهي مبادرة عراقية لدعم البلدين ومنها تم تخصيص 40 مليون دولار من ميزانية العراق وما يعادل بالضبط قيمته حسب سعر الصرف بالسعر الرسمي: 52.4 مليار دينار عراقي. والسعر في السوق الموازي: 59.4 مليار دينار عراقي. هذه المليارات التي أُنفقت على تنظيم هذا الحدث الذي لم يُنتج سوى صورٍ برَّاقة وشعاراتٍ جوفاء، وبينما أطفال العراق يصارعون الموت في مستشفيات تفتقر إلى أدنى مقومات الرعاية الصحية. أليست هذه قسمة ضيزى، حين تُبدَّد ثروات الأمة على استعراضاتٍ زائفة، بينما يُترك الأبرياء يواجهون مصيرهم دون أمل؟ فإن هذا الإسراف المالي المبالغ به وغير المبرر على حساب الأرواح. أليس هذا دليلاً على اختلال الأولويات وسوء إدارة الموارد؟ إن الأطفال المرضى في العراق، كما في غزة ولبنان، يستحقون أن تُوجه هذه الأموال لإنقاذ حياتهم، لا لتمويل استعراضات سياسية لا تُغيّر من واقعهم المؤلم. 'قمة بغداد' التي كان يُفترض أن تكون منصة لتعزيز الإجماع والتعاون العربي ودعم قضايا الأمة المصيرية، تحوَّلت إلى عرض دعائي مُكلف، حيث زُيِّنت الشوارع بالأعلام واللافتات، وامتلأت وسائل الإعلام بتغطياتٍ مبالغ فيها تُمجّد لهذا الحدث. لكن، ما الذي أضافته هذه القمة للعراقي العادي؟ هل حسَّنت من حال المستشفيات التي تفتقر إلى أجهزة العلاج الإشعاعي؟ هل وفَّرت الأدوية الكيميائية لأطفال ينتظرون جرعة علاج قد تكون بينهم وبين الحياة والموت سوى لحظات؟ الجواب المرير هو: لا شيء. المليارات التي أُنفقت كانت كافية لإنقاذ آلاف الأرواح، لكنها ذهبت لتلميع صورة حكومة عاجزة عن تلبية أبسط احتياجات شعبها. إن إنفاق هذه المليارات على 'البهرجة الإعلامية' ليس مجرد هدر مالي، بل هو جريمة أخلاقية تُرتكب بحق شعبٍ ما يزال يعاني. هل هو الفساد الذي يدفع بهذه الأموال إلى جيوب المتنفذين تحت غطاء تنظيم القمم؟ أم هو غياب رؤية حقيقية لتلبية احتياجات الشعب؟ في كلتا الحالتين، النتيجة واحدة: شعبٌ محروم، وأطفالٌ يموتون، وثرواتٌ تُبدَّد دون طائل. إن المسؤولين الذين وقَّعوا على هذا الإنفاق يتحملون وزر معاناة كل طفلٍ لم يجد علاجًا، وكل أسرةٍ فقدت أملها في نظامٍ يُفترض أن يكون خادمًا لها. وعندما تُبدَّد مئات مليارات الدنانير في بغداد على مسرحيةٍ تُسمى 'القمة العربية'، تتلألأ اللافتات الحديدية بثمن دماءٍ بريئة، وتُعبَّد الشوارع بفواتيرَ منتفخةٍ لتزيين واجهةٍ زائفة، بينما أطفال سرطان الدم يصرخون في مستشفياتٍ عاريةٍ من العلاج، يواجهون الموت البطيء في صمتٍ يمزق الضمير! أي قسمةٍ ضيزى هذه؟! قمةٌ تتغنى بالوحدة العربية، لكنها تُخفي تحت بريقها الإعلامي المُزيف نهبًا سافرًا وإهمالًا قاتلًا، تاركةً أرواح الأبرياء تذوي على مذبح الفساد! وبينما تسمع صرخات المرضى تُطارد أحلامهم كليلةٍ بلا نهاية؟!وهم يلفظون أنفاسهم في مستشفياتٍ جردها الفساد من أبسط أدوية الحياة! قمةٌ تتشدق بالوحدة، لكنها ليست سوى سوقٍ للنهب العلني، تُدار بأيدٍ معينة طوال السنيين على أن تُبدد المال العام على بهرجةٍ إعلاميةٍ كاذبة، بينما أرواح الأبرياء تُذبح على مذبح الجشع واللامبالاة! أليس هذا إجرامًا يُدمي القلوب؟! صوت المرضى يدوي كلعنةٍ تطارد ضمائر المسؤولين، لكن من يبالي وهم يرقصون على جثث الأمل، غارقين في نفاقٍ يفوح برائحة الموت؟! فمن غير المعقول أن تكون تكلفة لافتة خشبية قياس أبعادها 'ثلاث متر في واحد ونصف متر' تكلف 25 مليون دينار عراقي , لذا يستعد نواب هيئة النزاهة النيابية لفتح ملفات الفساد الذي نخر عظم هذه 'القمة العربية' البائسة، بميزانيةٍ مُرصودة بلغت 300 مليون دولار راحت طعامًا للصوص المال العام ! لافتة خشبية واحدة تكلف هذا المبلغ الطائل، أي مدادٍ هذا الذي كُتبت به؟! ليس ماء الذهب، بل دماء أطفال السرطان الذين يصرخون في مستشفياتٍ بلا دواء، يتصارعون مع الموت بينما تنفد الأدوية وتُبدَّد الملايين على لافتاتٍ وهمية! صرخاتهم صدحت حتى في قاعات الاجتماعات، لكن أين من يسمع؟! لا حياة لمن تنادي! وشارع المطار، يُعاد تبليطه وتشجيره من جديد بـ 100 مليار دينار، كأن الإسفلت السابق كان من تراب!وأقلام حبرٍ مقلدة، مستوردة من الصين وتركيا ولبنان، تُفوتر على أنها تحفٌ فنية أصلية المنشأ توزع على الوفود المشاركة , بينما هي خردةٌ لا تساوي الحبر الرخيص الذي فيها! هذه مجرد عينةٍ من نهبٍ سافر، فكم هو المبلغ الحقيقي الذي التهمته جيوب المسؤولين؟! قمةٌ لم تكن سوى مسرحيةٍ للسرقة، تُركت فيها دماء الفقراء والمرضى تُسفك على مذبح الفساد، بينما يرقص المسؤولون على أنقاض الأمل!. بالأمس القريب استضافة محافظة البصرة بطولة كاس الخليج النسخة الخامسة والعشرين حيث تكلفة الجدار الإعلاني بطول 15 كم هي 45 مليار دينار عراقي , وذلك لحجب منطقة عشوائية كان من المفترض أن تبنى محلها مجمعا سكنيا مكون من ألف وحدة سكنية , وبدلا من أنفاقه على هذا الجدار الخشبي البائس والذي تسبب بحالة من الانتقاد اللاذع في وسائل الإعلام على كلفته الباهضة جدأ في حينها , وبينما يُبدَّد هذا المبلغ الهائل على واجهة دعائية ، يرقد أطفال البصرة المصابون بالسرطان في مستشفى ينهار تحت وطأة نقص الكوادر الطبية، انعدام الأجهزة المتطورة، وشح الأدوية العلاجية. وعدم توفر السيولة المالية وهذا الحال في ينطبق في مستشفيات الموصل وبغداد , أطفال يموتون بصمت، بينما تصدح وسائل الإعلام بانتقاداتٍ لاذعة لفسادٍ وإدارةٍ فاشلة، تُفضّل الاستعراضات الاعلانية على إنقاذ الأرواح. أي قسمةٍ ضيزى هذه التي تُلقي بمستقبل الأطفال في هاوية الإهمال، وتُكرّس المليارات لتجميل الزيف؟ إن قسمة الأموال في العراق اليوم هي قسمة ضيزى بكل المقاييس. لا يمكن أن تستمر الأولويات المغلوطة في ظل شعبٍ يعاني وأطفالٍ يصارعون الموت. يجب أن تُعاد النظر في كيفية إنفاق ثروات البلاد، لتوجيهها نحو بناء مستشفيات مجهزة بأحدث المعدات، وتوفير الأدوية، ودعم النظام الصحي المنهار. إن إنقاذ حياة طفل مريض بسرطان الدم هو أعظم إنجاز يمكن أن تتباهى به أي حكومة أو قمة، وليس عدد اللافتات والإعلام أو التغطيات الإعلامية. فلنضع حدًا لهذا العبث، وليكن صوت الأطفال المرضى هو الذي يُحدد أولوياتنا، وليس زيف البهرجة السياسية لقمم لن تغني أو تسمن من جوع.


شفق نيوز
١٣-٠٥-٢٠٢٥
- شفق نيوز
رصد 70 مليون دينار لمكافحة الكلاب السائبة في محافظة عراقية
شفق نيوز/ كشف مدير المستشفى البيطري في البصرة، رياض محمد علي، يوم الثلاثاء، عن تخصيص مبالغ مالية ضمن حملة جديدة لمكافحة الكلاب السائبة في المحافظة، وتقديم مقترح لشراءها من المواطنين بمبالغ رمزية. وقال علي، لوكالة شفق نيوز، إن "الحكومة المحلية خصصت مبلغ 70 مليون دينار لشراء 100 ألف حبة خاصة بمكافحة الكلاب السائبة"، مبيناً أن "الموضوع متعلق حالياً في بغداد والحبوب جاهزة، وهي في طور الفحص والتدقيق الأمني، ومن المتوقع أن تصل إلى البصرة خلال الأيام المقبلة لبدء تنفيذ الحملة". وأوضح أن "من بين الطرق المقترحة لمعالجة الظاهرة هي التعاون مع شركة متخصصة بدعم الحكومة المحلية، تقدم آليات عدة للحد من انتشار الكلاب السائبة، منها القتل الرحيم بمادة كلوريد البوتاسيوم، والرمي بالخراطيش، وإنشاء أماكن مخصصة للإيواء مع تعقيمها أو إخصائها". ونبه رياض، إلى أن "المستشفى قدمت مقترح للشركة يتضمن شراء الكلاب السائبة من المواطنين بمبلغ رمزية تبدء من 5 آلاف دينار للإناث و3 آلاف للذكور، كخطوة بديلة للطرق التقليدية، تهدف إلى إشراك المجتمع في معالجة هذه الظاهرة المتفاقمة". وأشار إلى أن "محافظة البصرة تشهد تزايداً ملحوظاً في أعداد الكلاب السائبة، ما تسبب بمخاوف واسعة لدى المواطنين، لا سيما في المناطق السكنية والزراعية، وسط مطالبات بتسريع وتيرة الإجراءات الحكومية للسيطرة على الوضع".


شفق نيوز
٢٩-٠٤-٢٠٢٥
- شفق نيوز
مجلس الوزراء العراقي يتخذ حزمة قرارات أبرزها في قطاعيّ الصحة والكهرباء
شفق نيوز/ أقرّ مجلس الوزراء العراقي، يوم الثلاثاء، عدة قرارات تتعلق بالجانب الصحي واستيراد اللحوم، إلى جانب إجراء صيانة لعدد من المنشآت الخاصة بالكهرباء. وذكر المكتب الاعلامي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، في بيان ورد لوكالة شفق نيوز، أن "السوداني ترأس الجلسة الاعتيادية السابعة عشرة لمجلس الوزراء، جرت فيها مناقشة الأوضاع العامة في البلاد، ومتابعة عدد من الملفات المندرجة ضمن الخطط الإستراتيجية للحكومية، فضلاً عن التداول في الموضوعات المدرجة على جدول الأعمال واتخاذ القرارات اللازمة بشأنها". ووافق مجلس الوزراء على تخويل أمين بغداد والمحافظين، بحسب التخصص، صلاحية تخصيص قطع الأراضي التابعة للمؤسسات البلدية إلى الدوائر الحكومية الخدمية لاستخدامها للأغراض الرسمية، وذلك استنادًا إلى أحكام قانون إدارة البلديات (165 لسنة 1964) المعدّل. واضاف البيان، انه "وفي إطار الاتفاقية الإستراتيجية الموقعة بين العراق وتركيا، خلال زيارة الرئيس التركي إلى بغداد في نيسان/ أبريل 2024، خوّل المجلس وزير الموارد المائية صلاحية توجيه الدعوات والتوقيع لتنفيذ مشروعات؛ (ريّ الجزيرة، وريّ الحويجة، وسد أبو طاكية، وسدّ الأبيض، وسدّ الخزر)، وضمن جهود الحكومة في مجال البيئة، صوّت المجلس على اعتماد "المبادرة الوطنية للرقابة والتفتيش البيئي"، كإجراء وطني إستراتيجي، مع الأخذ بعين الاهتمام تعديل المبادرة لتتضمن تولي وزارة البيئة التعاقد مع الجهات المختصة لتقديم الدعم الفني واللوجستي للمراقب البيئي على وفق القانون". واشار الى انه "وفي إطار الجهود الصحية لمواجهة الأوبئة، أقر مجلس الوزراء توصيات لجنة الأمر الديواني (23514 لسنة 2023)، ومنها اعتماد اللجنة الوطنية للصحّة الواحدة، الجهة الوطنية المسؤولة عن إدارة الأحداث والأزمات الصحّية والوبائية كافة، وأخذ القرارات الضرورية لحماية المجتمع، وتكون هي الجهة المعنية بتقويم الفعاليات وتوجيهها مع الجهات المختصة، لضمان استجابة متكاملة ومتناسقة للأمراض الوبائية، فضلا عن السماح باستيراد اللحوم أو الحيوانات الحيّة، مع التأكيد بأخذ الإجراءات الضرورية كافة، للتأكد من سلامتها قبل وبعد دخولها إلى العراق، حفاظاً على الأمن الغذائي". ولفت الى "تمويل وزارة المالية مبلغ (3) مليارات دينار، من موازنة احتياطي الطوارئ، إلى اللجنة الوطنية للصحّة الواحدة، لتمكينها من تنفيذ إجراءات السيطرة على تفشي الأمراض، وفق خطة تشغيلية لها، بما يصبّ في السيطرة على الأمراض ومن ضمنها النشاط الإعلامي والتوعوي والإرشادي والرقابي، بحسب تبويب وزارة الصحة وكما يأتي؛ (1.750) مليار دينار إلى وزارة الزراعة، و(1) مليار دينار إلى وزارة الصحة، و(250) مليون دينار إلى وزارة البيئة، مع إعطاء استمرارية خدمة للمجازر الحكومية، لمدّة (3- 5) سنوات، بعد تأهيلها بالمتطلبات الضرورية، ووحدات المعالجة والإشراف البيطري". وفي ملف الكهرباء، وافق المجلس على الدعوة الخاصة بالصيانة طويلة الأمد (LTSA) للوحدات الـ (DIBIS 2×160 MW GTE-160) لمدة خمس سنوات، لـ(محطة كهرباء الدبس الغازية) بعهدة شركة (سيمنس انيرجي) الألمانية، بمدة تنفيذ وصيانة (5 سنوات)، بحسب جدول التوقيتات الزمنية، ومدّة ضمان التشغيل مستمرة خلال 5 سنوات و(365 يومًا) على حساب الموازنة التشغيلية لوزارة الكهرباء بعد آخر صيانة، ومن منشأ أمريكي أو أوروبي، واصلة إلى موقع المحطة على نفقة الشركة الألمانية، وتخويل السيد مدير عام الشركة العامة لنقل الطاقة الكهربائية/ المنطقة الشمالية صلاحية توقيع العقد مع الشركة، وفقا للبيان. كما نوه الى "إحالة الدعوة الخاصة بتجهيز مواد/ مرحلة أولى لتأهيل الوحدات (1، 2، 4) محطة كهرباء المسيب الحرارية، بعهدة شركة (سيمنس إنيرجي) الألمانية، بحسب أسلوب الدفع المقدم من الشركة، وتخويل السيد مدير عام الشركة العامة لإنتاج الطاقة الكهربائية/ الفرات الأوسط صلاحية الإحالة والتعاقد، على أن تكون الإجراءات الخاصة بالعقد على وفق تعليمات تنفيذ العقود الحكومية (2 لسنة 2014) والضوابط الملحقة بها". وبين انه "جرت الموافقة على تخويل وزير النقل صلاحية التفاوض والتوقيع على مشروع اتفاقية تعاون بين العراق وتونس في مجال النقل البحري، استنادًا إلى أحكام الدستور، وإعداد وزارة الخارجية وثيقة التخويل اللازمة، ورفعها إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء من أجل استحصال توقيع رئيس مجلس الوزراء. ووافق المجلس على مشروع قانون حماية المُسعف والمنقذ التطوّعي الذي دققه مجلس الدولة، وإحالته إلى مجلس النواب، مع الأخذ بعين الاهتمام ملحوظات الدائرة القانونية في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، في ظل التغيرات التي أجراها مجلس الدولة على مشروع القانون المذكور آنفًا". واوضح البيان، انه "تمت الموافقة على زيادة الكلفة الكلية ومقدار الاحتياط لمقاولة مشروع (إنشاء الممر الثاني لطريق الرميثة– النجمي بطول (12.700 كم) المدرج ضمن موازنة محافظة المثنى، مع تعديل اسم المشروع ليشمل تفاصيل المقطع الجديد، واستحداث مكوّن (استشاري/ مهندس مقيم لمشروع الأعمال التكميلية لإنشاء مستشفى في محافظة البصرة) بضمنها مبلغ الاحتياط، مع زيادة الكلفة الكلية له، مع زيادة الكلفة الكلية لمشروع (إنشاء مستشفى في محافظة البصرة)، اضافة الى زيادة مقدار الاحتياط والكلفة الكلية لعقد (الإشراف الهندسي لمشروع تشييد مبنى الأمانة العامة لمجلس الوزراء)". وتابع انه "وفي إطار إكمال مشاريع المصافي النفطية، وافق المجلس على زيادة كلفة مكوّن (منح الرخصة P/2171/2(FCC,CCR,NHT,PENEX)) وزيادة مقدار الاحتياط للعقد المذكور ضمن الكلفة الكلية لمشروع (مصفى كربلاء)".