
أيام الشارقة التراثية تحتفي بعبق الماضي الأصيل سنوياً
ومما يُميّز المهرجان بعدّه حدثاً ثقافيّاً وتراثيّاً كبيراً:
المشاركة ضمن الفعاليات على نطاقٍ واسع
يُشارك في فعاليات أيّام الشّارقة التراثية دول من مختلف أنحاء العالم؛ ليكون الحدث بهذا مركزاً يجمع الشّعوب كافة، والثّقافات، والأعراق معاً، ويُبرز تراثهم الشّعبيّ جنباً إلى جنب مع
، ويُشكّل حلقة تبادلٍ ثقافيّ فيما بينها.
وتجدر الإشارة إلى أن صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، قد شارك في انطلاق عدد من دورات "أيام الشارقة التراثية" خلال السنوات الماضية، حيث تفضّل بافتتاح فعالياتها بنفسه.
كما وتشهد النسخ المختلفة لأيام الشارقة التراثية مشاركةً واسعةً للجهات والمؤسسات الحكومية ذات الصّلة بالثّقافة والتراث على المستوى الدوليّ، مثل: منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "اليونسكو"، والمركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية "إيكروم"، والمجلس الدولي لمنظمات المهرجانات والفنون الشّعبية (CIOFF).
كما شارك في نُسخ سابقة مركز حمدان بن محمد لإحياء التراث بدبي، ودائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي، فضلاً عن الجهات الحكومية الشّارقية، مثل: هيئة الشارقة للمتاحف، وهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق)، وهيئة البيئة و
، وهيئة الإنماء التجاري والسياحي، ومكتبات الشارقة العامة، ومؤسسة "ربع قرن" لصناعة القادة، والمبتكرين وغيرها.
إطلاق فعاليات ثقافية وتراثية متنوّعة
تسلط فعاليات أيام الشارقة التراثية الضوء على الجذور الثقافية العميقة التي تمتد من الماضي إلى الحاضر، وتستعرض ثراء العادات والتقاليد المحلية، في مشهد نابض يُجسّد روح الهوية الوطنية، ويعزز الترابط بين الأجيال، وقد تضمنت هذه الفعاليات ما يأتي:
عروضٌ فنّية ومسرحية وسينمائية منوّعة
تتميّز أيّام الشّارقة التراثية بعروضها الفنّية الفلكلورية المتنوّعة، والمُبهجة، بدءاً من الرقصات المحلّية، والنغمات الإيقاعية التراثية، والأهازيج التي يبدأ بها العرض مرحباً بضيوفه بطريقةٍ يستحضر معها عبق الماضي، وذكريات الأجداد، وصولاً إلى عروض
التي تؤدّيها الفِرق الفنّية المحلّية، وكذلك العروض المسرحية، والسينمائية، مثل: "أوبريت سيمفونية النخلة"، و"مواعيد عرقوب"، بالإضافة إلى "سينما الأيام"، التي تعرض أفلاماً ذات طابع تراثي وثقافي.
عروضٌ لحِرفٍ تقليدية إماراتية تنبض بروح الماضي
تضمّ أيّام الشّارقة عدداً من الحِرف التقليدية الإماراتية التي تعكس جمالية التصاميم، والمنتجات التراثية وغناها الثّقافيّ وإبداع الحِرَفيّ وإتقانه في الوقت نفسه، وقد يعرض المهرجان متعلّقات الحِرف ضمن معارض للمشغولات اليدوية، والمجسّمات التراثية والتقليدية، أو ضمن عروضٍ حيّة يؤدّي فيها الحِرّفيّ الصّنعة أمام الزوّار.
وتتضمن أبرز هذه الحِرف: فنّ التلي لصناعة الملابس التقليدية، وتزيينها، وحِرفة صناعة العطور والدخون التي تُجهَّز من روائح تفوح بالأصالةِ والجمال؛ كالمسك، والعنبر، والعود، والزعفران، ويوجد فنّ السدو، وهو فنّ النسيج المُطرّز على نحو تقليديّ من صوف الأغنام، أو الإبل، أو الماعز، أو وبر الجِمال، وحِرفة تجفيف الأسماك التي كانت تُستخدم لحفظ الفائض منه عند الحاجة بواسطة الملح الخشن، والدفن في التراب.
وكذلك يعرض المهرجان حِرفة الخوص التي تستخدم سعف النّخيل لصناعة السلال، والحقائب، وأغطية الأواني، وغيرها من الأدوات المنزلية، وحِرفة صناعة السّفن التي كان الأجداد قد امتهنها لصيد السّمك، وغوص البحار بحثاً عن اللؤلؤ، ولأغراض السفر، والتنقّل، والتجارة؛ فيعرض المهرجان مثلاً نماذج لسفنٍ قديمةٍ، وقوارب مصنوعةٍ من خشب القرط، وما يرتبط بها من حِرف كصناعة الليخ "شِباك الصيد"، وأدوات الملاحة والغوص.
كما سلّط المهرجان الضوء على حِرفة
"الصّيد بالصقور"، وتقنية الزّراعة بالأفلاج الذي يُعدّ نظامَ ريٍّ تقليديّ ينقل المياه الجوفية تحت الأرض من مصدرها إلى حوض مُعيّن بالإمكان الوصول إليه.
معارض تراثية وثقافيةٍ إماراتية وعالمية
تشتمل المعارض في أيّام الشّارقة التراثية على لوحاتٍ فنّية تعرض التراث الإماراتيّ والعالميّ، وتُعبّر عنه بصورةٍ عصرية، كذلك تضمّ مجموعة من المصنوعات التراثية من مختلف أنحاء العالم، مثل: المصنوعات الجلدية والنسيجية، والتطريز، وصناعة السجاد والزخارف الجصية، التي تُعدّ جميعها جزءاً من المصنوعات الشعبية المُشارِكة في المهرجان.
عُرضت أيضاً في أيام الشارقة التراثية في مُختلف نُسخه حِرف من خارج دولة الإمارات من الدول المشاركة في هذا الحدث التراثي المميز، فمثلاً في نسخة العام الماضي عُرضت حِرفة صناعة قبعات شعر الخيل، وهي حِرفة تقليدية في كوريا الجنوبية، وفي نسخة سابقة عُرضت النواعير العراقية "آلات مائية خشبية تقليدية"، والخنجر الإماراتيّ العُماني، وبعض الأطعمة التقليدية الخاصّة ببعض الدول؛ كالهريسة والمنسف الأردنيّ.
في رحاب الكتب والمعرفة والقراءة
تشهد النُسَخ المختلفة من أيام الشارقة التراثية إطلاق عدد من الأنشطة التعليمية المرتبطة بالكتب الأكاديمية والثّقافية والأدبية ذات الصّلة بالتراث، ففي نسخة هذا العام جرى إطلاق "سوق الكتبيين" الذي يحتوي على كتبٍ قديمة مستعملة وأخرى حديثة، تتنوع موضوعاتها ما بين التراث، والحوار الحضاري، والأدب، وسِيَر المؤرخين، بالإضافة إلى القصص والحكايات، والموضوعات الشعبية المختلفة، بالإضافة إلى ذلك شهدت الأيام -في نسخة هذا العام- احتفالية مئوية أول مكتبة في الشارقة منذ عام 1925.
كذلك تضمّ الفعاليات عدداً من الندوات العلميّة، واللقاءات الفكرية، والمحاضرات الأكاديمية التي تتحدث عن التراث العربيّ، وما يرتبط به من قضايا معاصِرة، التي يُقدّمها باحثون، ومختصّون في هذا المجال.
فعاليات صغارٍ ويافعين مُبهجة
تضمّ أيّام الشّارقة التراثية أنشطةً ترفيهية وعروضاً فنّية مسلّية تخصّ فئتيْ الصّغار واليافعين، مثل: القصص والحكايا التمثيلية التي تتناول تراث الأجداد ضمن برامج الحكواتي، ومسرح الأطفال، وكذلك تضمّ
، وألغازاً تراثية ومسابقات وجوائز للفائزين، ولا تقتصر فعاليات الصّغار واليافعين على الترفيه واللّعب؛ فتوجد أيضاً الورش التعليمية والتدريبية التي تُثري معارفهم في مجال الثّقافة والتراث، مثل صناعة الورق من سعف النخيل وصناعة الدمى وغيرها.
المراجع
[1] sharjahevents.ae, أيام الشارقة التراثية
[2] sgmb.ae, عبدالله بن سالم القاسمي يشهد انطلاق فعاليات الدورة الـ 20 من أيام الشارقة التراثية تحت شعار "التراث والإبداع"
[3] sih.shj.ae, ايام الشارقة التراثية النسخة 22 - 2025
[4] sheikhdrsultan.ae, سلطان يشهد انطلاق فعاليات الدورة الـ 22 لأيام الشارقة التراثية
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشارقة 24
منذ 2 ساعات
- الشارقة 24
الشارقة تسعى لنشر ثقافة التبرع وتُسهل على المواطنين القيام به
يأتي ذلك في إطار الرؤية الحكيمة لصاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وقرينة صاحب السمو حاكم الشارقة، سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، ودعمها المستمر للعمل الخيري، وإسهاماتهما الدائمة في العمل الإنساني؛ لتأسيس مجتمع قوي ومتلاحم تسوده المودة والألفة، وترسيخ مفاهيم حب الخير والبذل والعطاء. وتتمثل أبرز جهود إمارة الشارقة لنشر ثقافة التبرع بين المواطنين وجعلها مُيسرة بما يأتي: إطلاق المشاريع والحملات المجتمعية لنشر ثقافة التبرّع تتنوع الحملات المجتمعية والمشاريع الهادفة التي تُشجع المتبرعين على البذل والعطاء، وأبرزها الآتي: خدمة درهم الحمد تعدّ خدمة "درهم الحمد" مبادرة تبرّع بسيطة وفعّالة أطلقتها جمعية الشارقة الخيرية، تفتح الباب أمام أفراد المجتمع للتبرع بمبلغ درهم واحد يومياً، باقتطاعه من رصيد المكالمات لمشتركي اتصالات دو بمجرد الاشتراك في الخدمة، ويُخصَص لدعم مشاريع إنسانية متنوعة مما يساهم في تعزيز قيم البذل والعطاء ونشر ثقافة التبرع. حملة جود تُعد حملة "جود" الرمضانية واحدة من أضخم حملات التبرّع في الشارقة وتُنظمها جمعية الشارقة الخيرية، وهي حملة إنسانية يتم خلالها جمع التبرعات النقدية لمساعدة المحتاجين والمستفيدين سواء من داخل الإمارة وخارجها مثل؛ إفطار الصائمين، والسلال الغذائية الرمضانية، وكسوة العيد للأسر المحتاجة، وغيرها. مشروع وقف جيران النبيّ أُطلق مشروع "وقف جيران النبي" لصالح الأيتام من قِبَل مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي، وقد دشّنه صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة العام الحالي، وهو يُعد مبادرة اجتماعية عظيمة تفتح أبوابها لأفراد المجتمع للتبرع والمساهمة في تأمين مستقبل الأيتام وتحسين جودة حياتهم، وبذلك يعزز هذا المشروع ثقافة الوقف الخيري المستدام، بتشجيع المواطنين والمؤسسات على التبرّع والمساهمات المستمرة. حملات ومبادرات متنوعة نظمت كلية الفنون الجميلة والتصميم في جامعة الشارقة منذ سنوات مبادرة "التبرع الخيري"، والتي استهدفت الأسر العفيفة، والأيتام، ومختلف الفئات المُحتاجة، وقدمت لها صناديق خيرية متعددة الأصناف جرى إعدادها من التبرعات العينية التي جمعها الطلبة، ومنها: الأدوية، والكتب، والقرطاسية، والملابس وغيرها . كما أطلق مشروع "من قديمكم إلى جديدهم" من قبل جمعية الشارقة الخيرية، وقد استقبلت من خلاله التبرعات العينية المستعملة والصالحة للاستخدام من المتبرعين لتوزيعها على المحتاجين مثل؛ الأجهزة الكهربائية، والملابس، وغيرها . ويُعد أحد أوجه التبرع في إمارة الشارقة، وتقديمه هو مبادرة إنسانية سخيّة لمساعدة المرضى وإنقاذ الأرواح بمشيئة الله تعالى، وهناك العديد من الحملات التي نُظمت في الشارقة من قبل الجهات المختصة وحققت نجاحاً لافتاً. تفعيل دور المؤسسات وإشراكها في عمليات التبرع توظف إمارة الشارقة طاقات مؤسساتها المتنوعة لدعم التبرّع ضمن أطر رسمية ومبادرات مجتمعية؛ إذ تغرس ثقافة العطاء في المؤسسات والجهات المحلية المختلفة من خلال مشاركتها الفعلية بالتبرُّع للحملات والمشاريع المتنوعة، مما يضمن انتشاراً أوسع، وتأثيراً أعمق على أفراد المجتمع. فمثلاً يعدّ التبرُّع الضخم من هيئة كهرباء ومياه وغاز الشارقة بملايين الدراهم لصالح مشروع وقف "جيران النبي" خطوةً رائدةً في طريق نشر ثقافة التبرع في الإمارة، وتجسيداً حياً لروح المسؤولية المجتمعية. تسهيل التبرع على المواطنين وتعدد الوسائل المتاحة عمدت إمارة الشارقة والجهات المختصة فيها إلى تسهيل عملية التبرع، واستخدام وسائل متعددة لذلك في سبيل تحفيز أفراد المجتمع على التبرع وترسيخه لديهم، وذلك على النحو الآتي: توزيع صناديق التبرع تعاونت الجمعية الخيرية مع دائرة الشؤون الإسلامية بالشارقة لتوزيع صناديق لجمع التبرعات في المساجد، وحصالات متفاوتة الأحجام للراغبين في التبرع النقدي من مختلف فئات المجتمع. شاشات التبرع الذكية اتجهت جمعية الشارقة الخيرية لاستخدام التقنيات الرقمية الحديثة لجمع التبرعات، وقد تمثّل ذلك بشاشات التبرّع الذكية الموزعة في عدد من المراكز التجارية، والتي يَسْهل على المواطنين التعامل معها كبديل سهل وسريع للطرق النقدية التقليدية، وذلك من خلال استخدام ، أو خدمات الدفع بواسطة الهواتف المحمولة، أو مسح كود التبرع الذاتي، ونُشرت العديد من هذه الشاشات في أماكن مختلفة من الإمارة. السيارة المتنقلة لجمع التبرعات وفرت جمعية الشارقة الخيرية خدمة السيارات المتنقلة لجمع التبرعات؛ فهي تمثل وسيلة سهلة وميسرة للراغبين في التبرع، تمكّنهم من تقديم مساهماتهم بسهولة، إلى جانب التعريف بمشاريع الجمعية وحملاتها الخيرية المختلفة، وتصل هذه السيارة إلى مختلف ، ويمكن التبرع من خلالها بواسطة طرق الدفع الإلكتروني، وبطاقات الائتمان. قنوات وتطبيقات الدفع الإلكترونية تتوفر في جمعية الشارقة الخيرية خدمة التبرع السريع بواسطة الرسائل النصيّة المجانيّة "SMS"، أو باستخدام البطاقات الائتمانية، كما تُتيح فرصة التبرع من خلال الحسابات البنكية. ختاماً، لا تدخر إمارة الشارقة جُهداً في سبيل نشر ثقافة التبرّع، وجعلها قيمة اجتماعية راسخة لدى أبناء الإمارة، وتتكاثف جهود الجهات المعنية بشكل حثيث لتثقيف مواطني الإمارة وحثهم على الإيثار، و ، والتلاحم، والبذل، والعطاء، فضلاً عن تسهيل الأمر عليهم وجعل التبرّع متاحاً للجميع. المراجع [1] سلطان القاسمي يدشّن وقف "جيران النبي" لأيتام مؤسسة الشارقة للتمكين الاجتماعي [2] "الشارقة الخيرية" توفّر شاشات تبرع ذكية في المراكز التجارية [3] الشارقة الخيرية تزف بشرى سارة لمشتركي خدمة درهم الحمد


صحيفة الخليج
منذ 2 أيام
- صحيفة الخليج
«إيكروم» يشارك في أنشطة المدرسة الصيفية الدولية للشباب والتراث
يشارك المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم)، ومركزه الإقليمي في الشارقة، بمنتدى البوسنة الدولي (IFB) في إطلاق نشاطات المدرسة الصيفية الدولية للشباب والتراث في دورتها الـ 20. وتتواصل فعاليات الدورة حتى 9 أغسطس/آب المقبل، في مواقع مختلفة في البوسنة والهرسك، بما في ذلك سراييفو وموستار وستولاك. وضمن فعاليات المدرسة الصيفية، ينظم مركز «إيكروم» دورة تدريبية حول إدارة المخاطر وتوثيق التراث الثقافي في أوقات الأزمات. وتهدف فعاليات المدرسة والدورة التدريبية إلى تعريف الشباب بأهمية التراث الثقافي ودوره في تعافي المجتمعات، ومبادئ الحفاظ على التراث الحضري والمبني. ويقيم فريق خبراء «إيكروم» تدريباً حول إدارة مخاطر الكوارث، مع التركيز على المهارات العملية لتوثيق التراث المبني ورسم الخرائط. وفي كلمتها الافتتاحية، أكدت أرونا فرانشيسكا ماريا غوجرال، المديرة العامة لمنظمة «إيكروم»، أهمية الشراكة الحيوية مع منتدى البوسنة الدولي، مشيرة إلى التأثير الكبير لبرنامج التدريب في تزويد المشاركين بالمهارات الأساسية للحفاظ على التراث الثقافي في أوقات الأزمات وما بعدها، وهي مهمة أساسية للمنظمة. وأضافت: «يُجسّد تعاوننا مع المنتدى الدولي في البوسنة ما نؤمن به، وهو أن التراث الثقافي لا يقتصر على الماضي، بل هو أساسٌ للتعافي وإعادة البناء وبناء مجتمعات أكثر شمولاً وقدرة على الصمود، لا سيما في سياقات ما بعد الصراع». وأكدت الأهمية الفريدة لمكان انعقاد البرنامج قائلة: «تُعدّ البوسنة والهرسك مكاناً بالغ الأهمية لهذه المبادرة. فهنا، يحمل التراث الأمل وقوة التجديد». ويشارك في الدورة التدريبية 23 متدرباً ومتدربة من 13 دولة، مشكلين بذلك مجموعةً ديناميكيةً ومتنوعةً من الطلاب والمهنيين، وتشارك «إيكروم» بثلاثة من خبرائها ودعم عدد من المشاركين من المنطقة العربية. وبالإضافة إلى المحاضرات الأساسية التي تتناول مفهوم التراث ودوره في البوسنة، خاصة بعد التجربة الصعبة التي خاضتها في نهاية القرن 20، يطلع المشاركون على العديد من مواقع التراث الثقافي والمتاحف. ويتمكن الطلاب من استخدام أدوات التراث الرقمي المتنوعة، بما في ذلك الرسم والتصوير والمسح الضوئي بالليزر، إلى جانب تطبيقات الواقع الافتراضي المعزز، مما يوفر مجموعة شاملة ومبتكرة من المهارات لمواجهة التحديات المعاصرة في مجال صون التراث المبني والاستجابة للكوارث. وقالت عمرة حاجي محمدوفيتش، مديرة مركز التراث الثقافي في منتدى البوسنة الدولي: «تأتي هذه الدورة ضمن نشاطات النسخة العشرين من المدرسة الصيفية التي يُنظّمها المنتدى سنوياً. ويسعدنا هذا العام الإعلان عن شراكتنا الاستراتيجية مع منظمة «إيكروم»، والتي تساهم بتحسين تجربة المشاركين بشكل كبير من خلال مراعاة تنوّع خلفياتهم الأكاديمية ومواقعهم الجغرافية»، وأضافت: «يُشكّل المشهد الاجتماعي والثقافي للبوسنة والهرسك، الذي يعرف بتاريخ مُعقّد من مراحل الصراع والتعافي، خلفيةً أساسيةً لهذا التدريب. ويُقدّم تراث المنطقة الغني، الذي تحمّل الدمار والترميم، دروساً حيويةً لن يرغب المشاركون في تفويتها».


الإمارات اليوم
منذ 2 أيام
- الإمارات اليوم
«إيكروم» ومنتدى البوسنة يطلقان «المدرسة الصيفية للشباب»
أطلق المركز الدولي لدراسة صون وترميم الممتلكات الثقافية (إيكروم) ومركزه الإقليمي في الشارقة، ومنتدى البوسنة الدولي (IFB) نشاطات المدرسة الصيفية الدولية للشباب والتراث في دورتها الـ20، التي تتواصل فعالياتها حتى التاسع من أغسطس المقبل في مواقع مختلفة في البوسنة والهرسك، بما في ذلك سراييفو وموستار وستولاك. وضمن فعاليات المدرسة الصيفية ينظم «إيكروم» دورة تدريبية حول إدارة المخاطر وتوثيق التراث الثقافي في أوقات الأزمات. وتهدف فعاليات المدرسة والدورة التدريبية إلى تعريف الشباب بأهمية التراث الثقافي ودوره في تعافي المجتمعات ومبادئ الحفاظ على التراث الحضري والمبني، ويقيم فريق خبراء «إيكروم» تدريباً حول إدارة مخاطر الكوارث مع التركيز على المهارات العملية لتوثيق التراث المبني ورسم الخرائط. من جهتها، أكدت المديرة العامة لمنظمة إيكروم، أرونا فرانشيسكا ماريا غوجرال، أهمية الشراكة الحيوية مع منتدى البوسنة الدولي، مشيرة إلى التأثير الكبير لبرنامج التدريب على تزويد المشاركين بالمهارات الأساسية للحفاظ على التراث الثقافي في أوقات الأزمات وما بعدها، وهي مهمة أساسية للمنظمة. وأضافت: «يُجسّد تعاوننا مع المنتدى الدولي في البوسنة ما نؤمن به؛ وهو أن التراث الثقافي لا يقتصر على الماضي فحسب، بل هو أساسٌ للتعافي وإعادة البناء وبناء مجتمعات أكثر شمولاً وقدرة على الصمود، لاسيما في سياقات ما بعد الصراع». وتخلل الافتتاح حفل استقبال وكلمات ترحيبية من نائب عمدة سراييفو، بريدراج بوهاريتش. وحضر الحفل نائب مدير مركز إيكروم الإقليمي في الشارقة، ناصر الدرمكي، إلى جانب أساتذة ومشاركين. ويشارك في هذه الدورة التدريبية 23 متدرباً ومتدربة من 13 دولة، مشكلين بذلك مجموعةً متنوعةً من الطلبة والمهنيين. ويشارك «إيكروم» بثلاثة من خبرائه وتقديم دعم لمشاركة عدد من المشاركين من المنطقة العربية تجمعهم رؤية مشتركة لدور التراث كأداة لبناء الثقة وتعافي المجتمعات المنكوبة. وإضافة إلى المحاضرات الأساسية التي تتناول مفهوم التراث ودوره في البوسنة، خصوصاً بعد التجربة الصعبة التي خاضتها في نهاية القرن الـ20، سيطلع المشاركون على العديد من مواقع التراث الثقافي والمتاحف، كما سيتمكن الطلاب من استخدام أدوات التراث الرقمي المتنوعة، بما في ذلك الرسم والتصوير والمسح الضوئي بالليزر، إلى جانب تطبيقات الواقع الافتراضي المعزز؛ ما يوفر مجموعة شاملة ومبتكرة من المهارات لمواجهة التحديات المعاصرة في مجال صون التراث المبني والاستجابة للكوارث. 40 دولة تُعد المدرسة الصيفية الدولية للشباب والتراث مبادرة تعليمية عالمية تُمكّن المهنيين الشباب (الذين تراوح أعمارهم بين 20 و35 عاماً) من التفاعل مع التراث كأداة للتعافي والمرونة والحوار بين الثقافات، وتأسست في مدينة ستولاك ونمت لتصبح منصة تجمع بين التدريب العملي على الترميم والتعليم النظري والتبادل الثقافي، وتجمع مشاركين من أكثر من 40 دولة. • 23 متدرباً ومتدربة من 13 دولة، يشاركون في الدورة الحالية.