logo
صنع الله إبراهيم واللعب مع النظام!

صنع الله إبراهيم واللعب مع النظام!

العرب اليوم١٤-٠٨-٢٠٢٥
كثيرا ما تستخدم السلطة فى نظام مبارك سلاح الجزرة والعصا، إذا لم تفلح العصا، فإن الجزرة كفيلة بتحقيق الانتصار النهائى، هذا هو الطريق إلى (الحظيرة) التى يفتحونها، من أجل تدجين المثقفين، لم يكتف صنع الله إبراهيم، بأن يرفض الجزرة ويواجه ضربات العصا، فلقد أمضى ٦ سنوات فى سجون عبدالناصر، منذ نهاية الخمسينيات بتهمة الانضمام للتنظيم اليسارى (حدتو).
صنع الله ذهب فى علاقته بالسلطة إلى ذروة التحدى، عندما قرر أن يمسك كلما واتته الفرصة بالعصا، ويلهب بها ظهر السلطة.
هكذا تحتفظ له الذاكرة عام ٢٠٠٣ بهذا المشهد فى المسرح الصغير بدار الأوبرا المصرية، كانت هناك لعبة بين اثنين من الدهاة دكتور جابر عصفور أمين عام المجلس الأعلى للثقافة والأديب صنع الله إبراهيم، عندما تم ترشيحه لجائزة الرواية العربية (النسخة الثانية)، من خلال لجنة برئاسة الطيب صالح الأديب السودانى الكبير، الجائزة مقدارها ١٠٠ ألف جنيه يتجاوز الرقم بمقياس هذا الأيام ٥ ملايين جنيه، كان صنع الله قد عرف بفوزه كما ذكر دكتور جابر من خلال الأديب السودانى الكبير الطيب صالح مبدع رواية (موسم الهجرة للشمال).
ولأن أهل مكة أدرى بشعابها، فإن دكتور جابر كان مكلفًا بالتواصل مع صنع الله، الذى أكد له أن الجائزة وسام على صدره، وهكذا اطمأن الجميع أن كل التفاصيل تحت السيطرة.
بينما كان صنع الله بذكاء فى نيته (اللعب مع الكبار) ولديه أسبابه السياسية، فهو ضد نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك رافضًا كبت الحريات واستمرار العلاقات مع إسرائيل.
كان صنع الله مدركًا أنه لو اعتذر عن الجائزة فى اتصال تليفونى مفندا تلك الأسباب، فلن يذكر أحد ذلك، بل ربما كذبوا أساسًا ترشحه للجائزة، وستمنح على الفور لغيره، ملحوظة بعد إعلان صنع الله رفضه للجائزة، تقدم العديد من الأدباء المرموقين لوزير الثقافة فاروق حسنى مطالبين بمنحهم الجائزة، كان رأى الوزير هو ضرورة إغلاق الصفحة تمامًا، لن أذكر أسماء الكتاب الكبار الذين عرضوا خدماتهم على الدولة، فليست تلك هى القضية.
المشهد على المسرح الصغير درامى من الطراز الأول، صنع الله يأخذ الميكروفون، معلنًا رفضه الجائزة، بينما فاروق حسنى بما يمتلكه من ثبات انفعالى يلتقط الميكروفون، ويؤكد أن الدولة التى يتهمها بكبت الرأى هى نفسها التى سيسلمه وزيرها الجائزة، أى أنها لا تتخذ موقفًا من مبدع بسبب آرائه السياسية، آراء صنع الله قبل الجائزة معلنة ومتداولة ولم تحمل أى مهادنة النظام.
أتصور أن الطيب صالح، لم يتح لجابر عصفور تلك الفرصة، عندما تواصل مباشرة مع صنع الله، فكان ينبغى التعامل مع الأمر الواقع، وهكذا تلاعب صنع الله بجابر عصفور.
تلقى صنع الله عقابًا مباشرًا بمنع استضافته فى الإعلام الرسمى، وعندما أراد نور الشريف عام ٢٠٠٧ بطولة مسرحية مأخوذة عن روايته (اللجنة) من إخراج منير مراد إنتاج مسرح الدولة جاءت أوامر عليا بإيقاف البروفات، العرض تم إلغاؤه، قبل الافتتاح مباشرة.
فى عام ٢٠١١ أنتج جابى خورى قصة (ذات) فى مسلسل إخراج كاملة أبوذكرى وبطولة نيللى كريم، المسلسل عرض فى رمضان ٢٠١٢ ولا يزال يحتفظ بمكانته بين أفضل أعمالنا الدرامية. القصة التى نسجها صنع الله تروى تاريخنا مع ثورة ٥٢ من خلال البطلة (ذات)، ميلادها مع الثورة، هذا هو مفتاح صنع الله المزج بين توثيق التاريخ وتحليله اجتماعيًا. صنع الله لم ينتظر يومًا الجزرة ولم ترهبه العصا، بل التقطها من سلطة مبارك و(فين يوجعك)!!.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما حقيقة ترشيح حزب الميثاق للنائب مجحم الصقور لرئاسة مجلس النواب ؟
ما حقيقة ترشيح حزب الميثاق للنائب مجحم الصقور لرئاسة مجلس النواب ؟

صراحة نيوز

timeمنذ ساعة واحدة

  • صراحة نيوز

ما حقيقة ترشيح حزب الميثاق للنائب مجحم الصقور لرئاسة مجلس النواب ؟

صراحة نيوز- أصدر النائب مجحم الصقور بيانا أمس الخميس اعلن فيه ترشحه لرئاسة مجلس النواب. وقال في بيانه أن ترشحه يأتي امتثالاً لقرار اتخذه حزب الميثاق دون أن يوضح فيما إذا كان القرار صادرعن المجلس المركزي ام المكتب السياسي ام كتلة الحزب في المجلس صراحة نيوز سعت للوقوف على حقيقة الأمر بالتواصل مع عدد من قيادات الحزب ولم تتلقى أية توضيحات. بسم الله الرحمن الرحيم ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ [الشورى: 38]، انطلاقًا من هذه القاعدة الراسخة التي جعلها القرآن الكريم مبدأ للحكم الرشيد ومفتاحًا للعدالة، نؤكد أن مجلس النواب لم يكن يومًا مجرد مؤسسة دستورية، بل هو تجسيد عملي لإرادة الأمة وصوتها الحر. وفي هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها وطننا، باتت الحاجة ملحة لقيادة برلمانية تؤمن بأن التعددية الحزبية أساس الديمقراطية، وأن رفض التهميش والإقصاء هو الضمانة لبقاء المجلس بيتًا لكل الأردنيين، وإيمانًا مني بأن مجلس النواب هو بيت الشعب ومرآة تطلعاته، وتشريعاته هي الضمانة لمسيرة الإصلاح الوطني الشامل التي أرادها جلالة الملك عبدالله الثاني، أعلن ترشحي لرئاسة مجلس النواب ممتثلاً بقرار حزب الميثاق إيماناً بالعمل المؤسسي والالتزام الحزبي، واضعًا نصب عيني مسؤولية تعزيز مكانة المجلس ودوره الدستوري والرقابي والتشريعي. فقد مرّ الأردن بمحطات مفصلية رسّخت قناعتي بأن الحياة الحزبية والتعددية السياسية ليست ترفًا، بل هي شرط أساسي لتجذير الديمقراطية وتوسيع المشاركة الشعبية في صناعة القرار. من هنا، فإن نهجي لرئاسة المجلس يستند إلى رؤية واضحة تقوم على: ترسيخ قيم التعددية باعتبارها الطريق الطبيعي لبناء برلمانات قوية تُعبر عن الإرادة الشعبية الحقيقية. تعزيز مسار الديمقراطية وتطوير أدواتها داخل المجلس، بما يحول دون تهميش أي صوت وطني ويضمن أن تكون القاعة البرلمانية ساحة حوار ناضج ومسؤول. تكريس دور مجلس النواب كحاضنة للتيارات السياسية والفكرية، وفضاء جامع يحترم التنوع والاختلاف، ويترجمها إلى سياسات وتشريعات عادلة. تعزيز الشراكة بين السلطتين التشريعية والتنفيذية على قاعدة الرقابة المتوازنة، والشفافية، وصون المصلحة الوطنية العليا. وبذلك أتقدم إلى زملائي النواب بهذه الرؤية، لا طلبًا لموقع أو وجاهة، بل إيمانًا بأن المسؤولية في هذه المرحلة تقتضي قيادةً برلمانية تضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار، وتفتح الأبواب أمام المشاركة بعيدًا عن الإقصاء والتهميش. وفقنا الله جميعًا لخدمة وطننا وشعبنا وقيادتنا الهاشمية.

نبض غزة …!
نبض غزة …!

سواليف احمد الزعبي

timeمنذ 2 ساعات

  • سواليف احمد الزعبي

نبض غزة …!

#نبض_غزة …! بقلم م. عبدالرحمن 'محمدوليد' بدران منذ أيام ونحن نسمع بخطط جيش الاحتلال الإسرائيلي احتلال مدينة غزة وتهجير مئات الآلاف من أهلها بتحويلها إلى 'دردسن' جديدة بعد أن يفعل بها الاحتلال كما فعل الحلفاء الأمريكيين والبريطانيين بمدينة دردسن الألمانية في نهاية الحرب العالمية الثانية بقصفها من خلال أكثر من 1000 قاذفة بحوالي 4000 طن من المتفجرات شديدة الانفجار مخلفة ما يزيد عن 25 ألف من الضحايا، وكل هذا بحثاً من الاحتلال عن تسجيل أي انتصار يستطيع تسويقه أمام جمهوره بعد فشل عامين في تحرير رهائنه المحتجزين في غزة حتى الآن، وقبل ذلك سمعنا رئيس وزراء الكيان المحتل وهو يعود لترديد أوهامه التي يحلم بها على مسامع جمهوره بارتباطه بخطط توسيع دولته حتى ولو حساب دول عربية قائمة مثل الأردن ومصر، وليس فقط أراضي الشعب الفلسطيني المسروقة منذ أكثر من 70 عاماً أمام أنظار العالم، وهنا يتوجب على كل واحد منا التوقف طويلاً عند مثل هذه التصريحات التي ما كانت لتخرج بهذه الرعونة إلا بعدما وجد هذا الاحتلال أنه في عالم تحكمه شريعة الغاب، لا احترام فيه لا لقوانين دولية ولا معايير إنسانية ولا لأي اتفاقيات دولية، خصوصاً عندما نرى بأنه استهدف بتصريحه دولاً يفترض ارتباطه معها بمعاهدات سلام ليؤكد للعالم أجمع أنه أبعد ما يكون عن احترام أي عهود او مواثيق او حقوق لبشر أو حتى حجر. واليوم يبدأ الاحتلال وحتى ربما قبل كتابة هذه السطور في تنفيذ خطته باحتلال مدينة غزة وطرد ساكنيها الذين يبلغون مئات الآلاف، ساعياً لإنهاء الأمر بأسرع وقت ممكن وأقل خسائر في صفوفه، لكنه نسي بأنه حتى في المدن التي سواها بالتراب مازال يواجه مقاومة من شعبها حتى بعد كل هذه الأشهر الطويلة، ذلك ليس لأن شعب غزة يمتلكون الدبابات والطائرات والصواريخ التي تمكنهم من الصمود كل هذه المدة، ولكن لأنهم يمتلكون شيئاً أبعد ما يكون فهم النتنياهو وأقرانه من جوقة التطرف، وهو الإيمان والعقيدة والتشبث بالأرض حتى آخر نفس. وقد رأينا كيف جاء الرد الأردني على مثل تلك التصريحات التي لا تدل إلا تخبط الاحتلال وضياع بوصلته، بإعلان عودة خدمة العلم في الجيش الأردني، كرسالة واضحة بأن شباب الأردن جاهزين دائماً للدفاع عن أرضهم متى ما دعت الحاجة لذلك، وقادرين على تمريغ أنف نتنياهو ومن معه في التراب في كرامة جديدة تعيد تفاصيل معركة الكرامة إلى أذهانهم من جديد، تماماً كأقرانهم المصريين القادرين على إعادة كابوس حرب أكتوبر لعقول كل القائمين على إجرام الاحتلال وتطرفه، ولتذكير هذا الاحتلال بأنه حتى ولو نجح في تسوية غزة بكل من فيها بالتراب سيبقى نبض غزة ينبض في قلب كل حر في هذا العالم، سواء في عالمنا العربي أو خارجه، وسواء كان مسلماً أو مسيحياً أو يهودياً أو حتى ملحداً يؤمن بمبدأ حرية الإنسان في العيش فوق تراب وطنه بحرية وعزة وكرامة، وسيبقى نبض غزة رغم أنف الاحتلال ملهماً للأجيال القادمة بصمودها ووقوفها في وجه كل هذا الجبروت والطغيان والاجرام، وحدها تقول كل هذه الأشهر للعالم بأسره بأن نبضها وان انقطع فوق ترابها سيبقى ينبض فوق كل تراب يسير عليه حر في هذا العالم، وستبقى أيقونة للحرية والكرامة بكل ما قدمت من تضحيات وصبر وقصص أسطورية. لكم الله يا أهل غزة، يا من علمتم العالم كيف يكون الصبر والصمود في أعظم صوره، أزاح الله كربكم وأعانكم على مبتلاكم وضاعف لكم الأجر والثواب، وجعل لكم فرجاً عاجلاً من كل هم ألم بكم وأبدله بابتسامة فرح تعلو محياكم، أنتم وكل الكرام الأعزاء الأحرار من أهل فلسطين المحتلة الجريحة.

صوت الحكمة في زمن الجنون
صوت الحكمة في زمن الجنون

عمون

timeمنذ 3 ساعات

  • عمون

صوت الحكمة في زمن الجنون

خلال و بعد وباء كورونا الذي ضرب العالم بشكل مفاجىء ، متجاوزا" حدود البلدان والجنسيات والديانات وكل أنواع الطبقيات والطائفيات والمناصب . عاد سكان العالم الى التفكير الديني وأشعرهم بأن العلم والمال وحده ليس سلاحا يغني عن كل شيءوأن القوة الإيمانية ممثلة بالعقائد المقدسة هي دعامة معنوية ضد الأزمات التي تواجه الانسانيه وتهدد وجودها على هذا الكوكب . لقد كان متوقعا "أننا سننتقل نحو عالم أكثر تدينا" يتجه نحو قالب فكري أكثر توازنا بين المادة والروح. تعمل من خلاله دول العالم على السلام والتوجه لمواجهة الكوارث الكبرى التي تهدد البشريه ،ولكن المفاجىء بعد انتهاء الوباء استعار العالم بحروب وتغيير في النظم الدولية وتوازناتها واستبدال اوراق الضغط وأساليب التاثير السياسي الى العسكري والاعتماد في كل ذلك على تفسيرات متشددة للدين تحولت إلى أيديولوجيات عنفية. ربما يكون هذا الجنون الذي نشهده في هذا العالم المتصدع داخليا بصراعاته والمنهكة قواى مؤسساته الدولية التي فقدت السيطرة بداية لانهيار النظام العالمي القائم . ولعل كل هذا سينذر بأيام صعبة على العالم والدول وسيحتاج من الدول التخطيط للتعامل مع هذه الازمة الخطيرة وحشد الامكانات لمنع حدوثها او التخفيف من اثارها المدمرة. الأردن بقيادة جلالة الملك يتعامل مع هذا الوضع الخطير من خلال تقديم وجهة نظره العقلانية المبنية على فهم عميق للصراعات الدائرة وجذورها ومراحل تطورها و الداعية الى نبذ التطرف واقصاء الاخر وتدعو الى استخدام الوسائل الدبلوماسيه لحل الصراعات من خلال علاقاته الاقليمية والدولية والاحترام الذي يحظى به. ولا شك بأن الاردن يضع القضية الفلسطينية على رأس الاولوية للوصول الى حل عادل وشامل يضمن مستقبل الاجيال القادمة . داخليا اعتقد ان الاردن يدير الازمات المتتالية بافضل ما يمكن لمصلحة البلد والشعب . كما اعتقد بانه وبفضل الله فان اداء قائد الجيش وقادة الاجهزة الامنية ووزيري الداخلية والخارجية كان مثاليا خلال الاعوام السابقة . وكذلك اليوم رئيس الوزراء ورئيسي الاعيان والنواب اشخاص وطنيين يعملون لمصلحة الاردن ورفعته في ظل قيادة جلالة الملك الحكيمة . والمطلوب منا جميعا كأردنيين الالتفاف حول قيادتنا الحكيمة والدفاع عن الاردن على كافة الاصعدة .

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store