
لابيد يكشف رؤيته.. بماذا يختلف عن نتنياهو؟
حاول لابيد أن يخاطب الشارع العربي والدولي بلغة دبلوماسية ناعمة، لكنها لم تُخفِ التماهي الكامل مع مقاربات المؤسسة الإسرائيلية تجاه القضايا الإقليمية الجوهرية.
يرى محرر الشؤون الفلسطينية في "سكاي نيوز عربية" سلمان أبو دقة خلال حديثه إلى برنامج "غرفة الأخبار"، أن خطاب يائير لابيد بخصوص قطاع غزة يعكس ما يمكن وصفه بـ"الازدواجية الإسرائيلية" بين الخطاب السياسي الموجّه والرؤية الميدانية المتطرفة.
فرغم تأكيد لابيد أن حماس كان يمكن أن تنهي الحرب منذ عامين، مكررًا أن وضع السلاح من قبل الحركة كفيل بإنهاء الصراع خلال 24 ساعة، إلا أن الواقع على الأرض، وفق أبو دقة، يتناقض كليًا مع هذه التصريحات.
يشير أبو دقة إلى أن لابيد حاول الفصل بين سكان غزة وحركة حماس، معلنًا استعداد إسرائيل لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين، لكن التجربة الميدانية تقول العكس: "الحصار لا يزال مفروضا، والمساعدات لا تدخل إلا بشق الأنفس، وما من مؤشرات حقيقية على أن إسرائيل تفرّق في عملياتها العسكرية بين المدنيين والمسلحين".
كما يستدرك أبو دقة بأن حديث لابيد عن أن حل الصراع مرهون بتصرفات حماس لا يعكس حقيقة السياسة الإسرائيلية التي، منذ عهد أولمرت ومرورا بنتنياهو، لعبت دورا مباشرا في تعميق الانقسام الفلسطيني، بل و"استخدمت وجود حماس في غزة كورقة لضرب المشروع الوطني الفلسطيني".
ويرى أن دعم بعض الحكومات الإسرائيلية لحماس بشكل غير مباشر، كان هدفه منع قيام دولة فلسطينية موحدة.
من جانبه، يشير محرر الشؤون اللبنانية عماد الأطرش إلى أن تصريحات لابيد حول الجنوب اللبناني والقرار الدولي 1701 تؤكد وجود رغبة إسرائيلية باستثمار الواقع الأمني لفرض اتفاقات على طريقة "فرساي الثانية"، كما سماها.
ويقول الأطرش: "اليوم، مع تغير الظروف الدولية ووصول الرئيس ترامب إلى السلطة مجددًا، هناك اندفاعة أميركية تسعى إلى إعادة تشكيل البيئة الأمنية والسياسية في لبنان، وهو ما يفسر زيارة الأمير السعودي فيصل بن فرحان إلى بيروت وتحركات توماس باراك".
ويضيف: "الرسائل واضحة: هناك ضغوط دولية متزايدة على الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله مقابل وعود بمساعدات مالية. لكن التحدي يكمن في كيفية تنفيذ هذه الضغوط دون الانزلاق إلى حرب أهلية لبنانية داخلية".
يذهب محرر الشؤون الإسرائيلية نضال كناعنة إلى أن تصريحات يائير لابيد تعكس ما وصفه بـ"متلازمة السياسي الإسرائيلي"، أي التحدث بلغة مزدوجة: خطاب داخلي للناخب الإسرائيلي، وخطاب خارجي موجه للإعلام الدولي والعربي.
ويقول كناعنة: "عندما تحدث لابيد عن غزة، وعن السابع من أكتوبر، حاول تبرئة نفسه من المسؤولية، مهاجمًا نتنياهو ومشيرًا إلى أنه لو كان رئيسًا للوزراء، لتصرف بطريقة مغايرة".
لكن كناعنة يرى أن هذا الخطاب لا يعكس رؤية بديلة حقيقية، لأن لابيد نفسه لم يطرح بديلًا عن حماس سوى العودة إلى السلطة الفلسطينية، وهو أمر تعارضه أحزاب اليمين التي ترفض بشكل قاطع وجود سلطة فلسطينية موحدة قد تقود إلى قيام دولة فلسطينية.
ويضيف كناعنة: "اليمين الإسرائيلي يفضل الإبقاء على حماس في غزة بدلاً من منح السلطة فرصة في الحكم، لأن وجود كيانين منفصلين يعزز نظرية استحالة إقامة دولة فلسطينية موحدة".
أما في ما يتعلق بالملف الإيراني، فيؤكد كناعنة أن هناك إجماعا إسرائيليا واضحا بين المعارضة والحكومة على رفض الاتفاق النووي وضرورة التصعيد ضد إيران.
ويرى أن لابيد لم يختلف كثيرا عن نتنياهو في هذا الإطار، بل دافع عن الضربات الإسرائيلية في سوريا ولبنان واليمن وكأنها سياسة دولة، لا مجرد سياسة حكومة.
لابيد ينافس نتنياهو بإشارات ذكية
أما محرر الشؤون الأمريكية، موفق حرب، فيسلط الضوء على أسلوب لابيد الخطابي، مشيرًا إلى أن "الزعيم المعارض تحدث بلهجة حذرة، دون أن يهاجم الحكومة الإسرائيلية بشكل مباشر، حرصا على صورته أمام الرأي العام الإسرائيلي الذي يراقب تصرفات السياسيين في زمن الحرب".
ويقول حرب: "رغم أن لابيد انتقد نتنياهو ضمنيًا، حين قال إن لا عاقل يريد استمرار الحرب، وحين ألمح إلى أن ما حصل في 7 أكتوبر لم يكن ليحدث لو كان هو في سدة الحكم، إلا أنه حافظ على نفس المواقف الجوهرية للحكومة، خصوصًا في ما يتعلق بإيران وحماس ولبنان".
كما يلاحظ حرب تناقضً في خطاب لابيد: "هو يقول إن الحرب ليست مع الشعب الفلسطيني ، وإنما مع حماس، لكنه يعود ليبرر القصف والإغلاق والحصار، ويقول إن إسرائيل لا يمكن أن تطعم من يتحارب معها. هذا التناقض يعكس رغبة لابيد في الظهور بمظهر المعتدل، دون تقديم تنازلات حقيقية".
لابيد ونتنياهو وجهان لعملة واحدة في الملفات الإقليمية
أما من طهران، فيرى الدكتور محمد صالح صدقيان المحلل الخاص لسكاي نيوز عربية أن تصريحات لابيد لم تحمل أي تغيير جوهري في الموقف الإسرائيلي. ويقول: "لو لم نكن نعلم أن لابيد زعيم المعارضة، لاعتقدنا أنه ناطق باسم حكومة نتنياهو".
ويضيف: "الحديث عن حل الدولتين، وعن رغبة في تهدئة مع غزة، لا يعدو أن يكون خطابا للاستهلاك الإعلامي. إسرائيل، في كل حكوماتها، تتبنى ثوابت لا تتغير تجاه القضية الفلسطينية أو تجاه إيران وسوريا ولبنان. وما سمعناه من لابيد عن النووي الإيراني، والصواريخ، والبرنامج الباليستي، ينسجم تمامًا مع ما يقوله نتنياهو".
ويشير صدقيان إلى أن إسرائيل تحاول تسويق رؤيتها على أنها دفاع عن النفس، بينما الحقيقة، حسب تعبيره، هي أن "الاحتلال مستمر، والاعتداءات لا تتوقف، والتهرب من استحقاقات السلام هو الثابت الوحيد في السياسة الإسرائيلية".
ويختم قائلاً: "إذا كانت المعارضة لا تختلف عن الحكومة في الملفات الكبرى، فأين البديل؟ لا فرق بين نتنياهو ولبيد، إلا في طريقة الكلام".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سبوتنيك بالعربية
منذ ساعة واحدة
- سبوتنيك بالعربية
بعد رد "حماس"... ما هي أبرز بنود مقترح وقف إطلاق النار في غزة
بعد رد "حماس"... ما هي أبرز بنود مقترح وقف إطلاق النار في غزة بعد رد "حماس"... ما هي أبرز بنود مقترح وقف إطلاق النار في غزة سبوتنيك عربي كشفت وسائل إعلام إسرائيلية عن تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، الذي ينص على هدنة لمدة 60 يوما بضمان مباشر من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. 04.07.2025, سبوتنيك عربي 2025-07-04T20:41+0000 2025-07-04T20:41+0000 2025-07-04T20:41+0000 أخبار العالم الآن العالم حركة حماس غزة قطاع غزة إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية وبحسب ما ذكره موقع "آي 24 نيوز"، اليوم الجمعة، فإن المقترح يتضمن المقترح التزام إسرائيل الكامل بوقف إطلاق النار طوال مدة الهدنة، مقابل الإفراج المرحلي عن رهائن إسرائيليين.وتشمل المرحلة الأولى إطلاق سراح 8 رهائن أحياء في اليوم الأول، وتسليم جثث 5 رهائن قتلى في اليوم السابع، إضافة إلى 5 آخرين في اليوم الثلاثين.كما يشمل المقترح إطلاق رهينتين أحياء في اليوم الخمسين، وإعادة جثث 8 رهائن في اليوم الستين.كما ينص المقترح على إدخال مساعدات إنسانية واسعة إلى قطاع غزة فور موافقة حماس على الاتفاق، على أن يتم توزيعها عبر قنوات معتمدة تشمل الأمم المتحدة والهلال الأحمر، وفق اتفاق المساعدات الإنسانية الموقع في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.ومن المقرر أن تتوقف العمليات العسكرية الإسرائيلية فور بدء سريان الاتفاق، إلى جانب وقف النشاط الجوي العسكري والاستخباراتي فوق غزة لمدة 10 ساعات يوميا، ترتفع إلى 12 ساعة في أيام الإفراج عن الرهائن.وينص الاتفاق على إعادة انتشار القوات الإسرائيلية شمال القطاع في اليوم الأول، وفي جنوب القطاع بعد تسليم جثث الرهائن في اليوم السابع.وخلال فترة الهدنة، تبدأ مفاوضات موسعة بشأن وقف دائم لإطلاق النار، تشمل ترتيبات إطلاق سراح جميع الرهائن مقابل عدد من الأسرى الفلسطينيين، وآليات الانسحاب العسكري، وضمانات أمنية طويلة الأمد، بالإضافة إلى التفاهمات الخاصة بـ"اليوم التالي" في قطاع غزة.وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب من المتوقع أن يعلن عن تفاصيل الاتفاق بنفسه، فيما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن مصدر إسرائيلي أن الإعلان المشترك مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو قد يتم خلال لقائهما المرتقب الإثنين المقبل.وذكرت وسائل إعلام غربية أن "حماس" سلمت سلّمت الوسطاء ردها على المقترح الأمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.وقال قيادي في حماس لوسائل إعلام غربية، اليوم الجمعة، إن الحركة سلمت الوسطاء ردا إيجابيا على المقترح الأمريكي، مؤكدا أن الرد سيساعد في التوصل لاتفاق.وصرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في 4 يوليو/ تموز الجاري، أنه من المحتمل أن يتضح خلال 24 ساعة موقف حركة حماس الفلسطينية من مقترح وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين مع إسرائيل.وأعلنت حركة حماس، أمس الخميس، أنها تجري مشاورات مكثفة مع قادة القوى والفصائل الفلسطينية بشأن العرض الجديد لوقف إطلاق النار، الذي تلقته من الوسطاء، مشيرة إلى أنها ستعلن موقفها الرسمي بعد انتهاء المشاورات.ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، تسببت الحرب على غزة في مقتل أكثر من 57 ألف فلسطيني إضافة إلى نحو 135 ألف مصاب، حسب بيانات وزارة الصحة في غزة في 3 يوليو/ تموز الجاري، بينهم أكثر من 6 آلاف قتيل ونحو 23 ألف مصاب منذ استئناف الحرب في 18 مارس/ أذار الماضي. غزة قطاع غزة إسرائيل الولايات المتحدة الأمريكية سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 2025 سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 الأخبار ar_EG سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 1920 1080 true 1920 1440 true 1920 1920 true سبوتنيك عربي +74956456601 MIA 'Rossiya Segodnya' 252 60 سبوتنيك عربي أخبار العالم الآن, العالم, حركة حماس, غزة, قطاع غزة, إسرائيل, الولايات المتحدة الأمريكية


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
حماس تسلّم الوسطاء ردّها على مقترح وقف إطلاق النار
وقالت حماس، في بيان: "أكملت حركة حماس مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على شعبنا في غزة، وقامت الحركة بتسليم الرد للإخوة الوسطاء والذي اتسم بالإيجابية، والحركة جاهزة بكل جدية للدخول فورا في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار". هذا وذكر مسؤول فلسطيني مطلع على جهود الوساطة لرويترز أن "رد حماس إيجابي وسيساعد في التوصل لاتفاق". وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قال في وقت سابق إنه يتوقع أن ترد حماس على اقتراحه "الأخير" لوقف إطلاق النار في غزة في غضون 24 ساعة. وأعلن ترامب، الثلاثاء، أن إسرائيل وافقت على الشروط اللازمة لإتمام وقف إطلاق نار لمدة 60 يوما مع حماس، على أن تعمل مختلف الأطراف خلال هذه الهدنة على إنهاء الحرب. وقال مصدر مطلع على موقف حماس إن الحركة تطالب بضمانات واضحة بأن مفاوضات لإنهاء الحرب ستجرى خلال وقف إطلاق النار الذي سيسري لمدة 60 يوما، وأنه في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق بحلول نهاية تلك الفترة، فسيجري تمديد وقف إطلاق النار حتى يتمكن الجانبان من التوصل إلى اتفاق. ولم يعلق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعد على إعلان ترامب بشأن وقف إطلاق النار. لكنه قال مرارا إنه يجب نزع سلاح حماس وهو أمر رفضت الحركة مناقشته حتى الآن. وقادت حماس هجومها المفاجئ في السابع من أكتوبر 2023، مما أسفر، بحسب إحصائيات إسرائيلية، عن مقتل حوالى 1200 شخص معظمهم من المدنيين واقتياد 251 رهينة إلى غزة. وتسببت الحرب اللاحقة التي شنتها إسرائيل على حماس في تدمير قطاع غزة، الذي تديره الحركة المسلحة منذ قرابة عقدين من الزمن، لكنها لا تسيطر حاليا سوى على أجزاء منه، مما أدى إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم أكثر من مليوني نسمة وانتشار واسع النطاق للجوع. ويقول مسؤولون في القطاع الصحي في غزة إن أكثر من 57 ألف فلسطيني قتلوا خلال الحرب المستمرة منذ قرابة عامين.


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
حماس: سلمنا رداً إيجابياً على مقترح الوسطاء لوقف الحرب على غزة
أعلنت حركة حماس، الجمعة، أنها سلمت رداً «إيجابياً» إلى الوسطاء بشأن المقترح الأخير لوقف إطلاق النار في غزة وتبادل الأسرى. وقالت الحركة، في بيان، «أكملنا مشاوراتها الداخلية ومع الفصائل والقوى الفلسطينية حول مقترح الوسطاء الأخير لوقف العدوان على شعبنا في غزة». وأضافت: «قامت الحركة بتسليم الرد للإخوة الوسطاء والذي اتسم بالإيجابية، والحركة جاهزة بكل جدية للدخول فوراً في جولة مفاوضات حول آلية تنفيذ هذا الإطار».