
البحرين في مشهد الحرب هل تسمع صوت الناس؟
دفع العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية في إيران، والإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الولايات المتحدة في قواعدها العسكرية في دول الخليج ومنها المنامة، عموم شعب البحرين الى التعبير عن سَخَطه من مغامرة الدولة المستمرّة لناحية رهْن أمن البلاد للمعلّم الأمريكي.
حاولت الدولة من الملك الى باقي المسؤولين بثّ أجواء هدفها طمأنة الشعب، لكنّ المسألة أكبر من تصريح أو بيان أو موقف أو اتصال يُجرى لمواكبة التطوّرات الناجمة عن الحرب المُندلعة منذ فجر الجمعة 13/6/2025.
اللقاءات المُسجّلة في المملكة كان أبرزها للملك حمد بن عيسى وعدد من أعضاء مجلس الدفاع الأعلى بهدف الإطّلاع على آخر المستجدات في المنطقة، حيث أكد أن حلّ الأزمات يكون عبر الحوار والوسائل الدبلوماسية، وضرورة مواصلة المفاوضات الأمريكية الإيرانية بشأن الملف النووي الإيراني، متحدّثًا عن أهمية إنهاء هذا الصراع الإقليمي لصالح جميع شعوب المنطقة.
إلى جانب هذا، أدانت وزارة الخارجية البحرينية العدوان الصهيوني على إيران، ودعت للتهدئة وضبط النفس وخفض التوتر، فيما شدّدت وزارة الداخلية البحرينية على أهمية الالتزام بمقتضيات الوعي العام، وحثّت على الاستماع إلى التعليمات من مصادرها الرسمية.
المجلس الأعلى للبيئة بدوره أكد عدم تسجيل أية مستويات غير طبيعية للمستويات الإشعاعية، مشيرًا إلى الرصد المستمر داخل المملكة.
مواكبةٌ رسمية واضحة على صعيد أداء الدولة، لكنّ أهل البلد الأصيلين هاجسهم في مكان آخر. الكلّ يريد لإيران كما لغزة ومقاومتها أن تنتصر على آلة القتل والحرب "الإسرائيلية" التي لا تتوقّف. هؤلاء ينشدون الأمان على أرضهم أيضًا بلا وجود غريب مفروض عليهم بالقوّة. هؤلاء يتمنّون اليوم قبل الغد أن تتّخذ الدولة رسمياً قرارًا بمغادرة النادي الأمريكي، وألّا تُسخّر أرضها ومياهها من أجل مشاريع الحرب وضرْب الجوار. البحرينيون مُتشوّقون لأن يُسحب الأسطول الخامس من مياههم إلى غير رجعة، علّ البلاد تبعد عن السيناريوهات الخطيرة في المنطقة، وتنشُد فعلًا السلام.
في معرض تعليقه على الأوضاع المستجدة في المنطقة عقب شنّ الهجوم "الإسرائيلي" على إيران، يقول بحريني ناشط على مواقع التواصل الاجتماعي "لا تجرون الديرة لحرب .. احنا مو ناقصين". تعبيرٌ يعكس حاجة المواطنين للشعور بالأمان الفعلي الذي يتحقّق بالابتعاد عن سياسة محور الحرب في المنطقة، أي الابتعاد عن الانخراط في المشروع الأمريكي كاملًا وتقديم كلّ التسهيلات والخدمات له.
يؤمن البحرينيون اليوم بأن دولتهم في خريطة الدول الكبرى لا صوت لها. عندما تُفرض الأوامر الأمريكية عليها، السلطة تُنفّذ بلا اعتراض، بلا أيّ اعتبار أو قيمة لرأي الشعب وتطلّعاته. بدل هذا الاستنفار لمواكبة الأحداث الطارئة في الجوار والمحيط، وبدل أن ترتعب خوفًا على وجودها من انعكاسات الحرب الإيرانية "الإسرائيلية" وتداعيات الخيارات العسكرية الأمريكية، وبدل أن تبلّغ طهران (سابقًا) بأنها لن تشارك في أيّ عمل يُعتبر معاديًا لها من على أراضيها، كان الأجدى بها قبل كلّ شيء أن تنأى بنفسها عن الصراعات والأجندات، وأن تسحب هذا التفويض الذي وهبت به جزءًا من أراضيها للأمريكي وأسطوله وألّا تحتمي أو تستقوي به على شعبها.
خيارات سلطة آل خليفة التي سخّرت نفسها خادمة أمام واشنطن، كغيرها من العواصم الخليجية، لم تعد مجدية. في لحظة الحرب، ترى الدولة نفسها في المشهد حُكمًا، والتحالف مع الأمريكي مقابل الاعتراض الشعبي الواسع الرافض له يزيد من قلق المواطنين ولا يوصلهم الى برّ الأمان. تجنّب الاصطفاف الأعمى وراء الولايات المتحدة يُعيد الاستقرار والسكينة إلى أرض البحرين وأهلها وهذا ما يتمنّونه اليوم قبل الغد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مرآة البحرين
منذ 25 دقائق
- مرآة البحرين
السيادة المؤجلة: البحرين بين خطر التحالفات وضرورة الإصلاح الداخلي
في لحظة اشتداد التوتر الإقليمي، ووسط تصاعد المخاطر على الخليج والمنطقة، يبقى السؤال الأهم: إلى أين تتجه البحرين بسياساتها؟ وما مدى انسجامها مع مصلحة شعبها وأمنها الوطني؟ في الوقت الذي أعربت فيه وزارة الخارجية البحرينية عن إدانتها للهجوم الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن هذه الإدانة، على أهميتها الرمزية، تظل قاصرة عن التعبير عن الإرادة الشعبية الحقيقية، ومتناقضة مع جملة من السياسات الرسمية التي أسهمت في تعزيز التوتر الإقليمي بدلًا من احتوائه. إن دعوة البحرين لوقف التصعيد، والحديث عن التهدئة وضبط النفس، لا تكتسب مصداقية حقيقية ما لم تُترجم إلى سياسات عملية تبدأ بوقف أي شكل من أشكال التطبيع أو التعاون مع الكيان الصهيوني، الذي يُعدّ طرفًا مباشرًا في تأجيج النزاعات الإقليمية، ويمارس الإرهاب العسكري ضد شعوب المنطقة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني. لقد آن الأوان لصُنّاع القرار أن ينصتوا لصوت الشعب البحريني، الذي عبّر مرارًا عن رفضه للارتماء في أحضان المشروع الصهيوني، ورفضه لاستخدام الأراضي أو الأجواء أو المياه البحرينية كمنصة لأي عمل عدائي ضد دول الجوار، خاصة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي ترتبط تاريخيًا وثقافيًا ودينيًا بعلاقات وثيقة مع شعوب الخليج. إن مصلحة البحرين الوطنية تقتضي النأي بالنفس عن سياسة التورط في صراعات كبرى لا تملك البحرين أدواتها ولا تتحمل تبعاتها. كما أن الاعتماد على الحماية الأمريكية وهمٌ استراتيجي، أثبتت التجارب التاريخية-من سقوط الشاه إلى الانسحاب من أفغانستان، وحتى تقليص الدور الأمريكي في المنطقة-أنه لا يضمن أمنًا مطلقًا، بل يستدرج الأخطار، ويجعل من البحرين ساحة صراع بالوكالة، لا سيما مع تزايد الضربات المتبادلة في المنطقة واتساع دائرة الاستهداف. إن الأمن الحقيقي لا يُبنى على قواعد عسكرية أجنبية، بل على علاقات حسن جوار، واحترام متبادل، وتعاون إقليمي مستقل عن الهيمنة الخارجية. وعلى الصعيد الداخلي، فإن أي دعوة للمصالحة الإقليمية والتهدئة لن تكتمل ما لم تُرفَق بإصلاح داخلي حقيقي يبدأ بإطلاق سراح السجناء السياسيين، وإنهاء الممارسات الأمنية القمعية، وتحسين الأوضاع الحقوقية والمعيشية للمواطنين، وإرساء قيم المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، بعيدًا عن التمييز أو الإقصاء أو الاستقواء بالخارج. إن الأمن يبدأ من الداخل، والمناعة الوطنية تُبنى على الثقة بين الدولة والشعب، لا على تغليب الخيار الأمني على السياسي. السيادة الوطنية لا تكتمل إلا عندما تكون الإرادة السياسية منسجمة مع وجدان الشعب، ومتحررة من الارتهان للمشاريع الخارجية. ولا خلاص للبحرين إلا باعتماد مشروع وطني مستقل، يعيد الكلمة للشعب، ويحرّر قرار السيادة من التبعية، ويؤسس لعلاقات قائمة على الاحترام المتبادل والتكامل الإقليمي، لا على أوهام الحماية الأجنبية وتحالفات الدم والنار.


البلاد البحرينية
منذ 33 دقائق
- البلاد البحرينية
وزير النفط يستقبل سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى مملكة البحرين
استقبل سعادة الدكتور محمد بن مبارك بن دينه وزير النفط والبيئة المبعوث الخاص لشؤون المناخ، سعادة السيد ستيفن بوندي، سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى مملكة البحرين. وفي بداية اللقاء، أشاد سعادة الوزير بالعلاقات الوطيدة التي تجمع مملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية الصديقة في مختلف المجالات، لا سيما في مجال الطاقة والبيئة، منوهاً بما تشهده هذه العلاقات من تطور ونمو في ظل الحرص المتبادل على تقدمها والمضي بها نحو آفاق أوسع. من جانبه، أعرب سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى مملكة البحرين، عن شكره وتقديره لسعادة وزير النفط والبيئة على حفاوة الاستقبال، مؤكداً أهمية مواصلة تعزيز علاقات الصداقة والشراكة المتميزة بين البلدين الصديقين، متمنياً لمملكة البحرين دوام التقدم والازدهار.


البلاد البحرينية
منذ 33 دقائق
- البلاد البحرينية
إسرائيل تنشر فيديو لـ"قصف شاحنات في طريقها إلى طهران"
نشر الجيش الإسرائيلي، اليوم الاثنين، فيديو لما قال إنه لقصف شاحنات تحمل صواريخ في طريقها للعاصمة الإيرانية طهران. يأتي ذلك فيما شنت إسرائيل لليوم الرابع على التوالي، موجة مكثفة من الضربات على مواقع مختلفة في إيران، متوعدة بالمزيد. كما أكد الجانب الإسرائيلي تحقيق كافة أهداف المرحلة الأولى من عمليته العسكرية ضد إيران. منذ 13 يونيو يذكر أنه منذ 13 يونيو، أطلقت إسرائيل حملة هجمات واسعة النطاق على إيران، مستهدفة خصوصاً مواقع عسكرية ونووية، بهدف معلن هو منعها من تطوير أسلحة نووية، وهي مسألة لطالما نفتها طهران. فبعد عقود من الحروب بالوكالة والعمليات المحدودة، تصادمت إسرائيل وإيران لأول مرة عسكرياً بشكل مباشر بهذه الشدة. في حين خلفت تلك المواجهات المتبادلة 24 قتيلاً في إسرائيل، حسب أحدث التقديرات الرسمية، ونحو 250 في إيران.