
السيادة المؤجلة: البحرين بين خطر التحالفات وضرورة الإصلاح الداخلي
في لحظة اشتداد التوتر الإقليمي، ووسط تصاعد المخاطر على الخليج والمنطقة، يبقى السؤال الأهم: إلى أين تتجه البحرين بسياساتها؟ وما مدى انسجامها مع مصلحة شعبها وأمنها الوطني؟
في الوقت الذي أعربت فيه وزارة الخارجية البحرينية عن إدانتها للهجوم الإسرائيلي على الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن هذه الإدانة، على أهميتها الرمزية، تظل قاصرة عن التعبير عن الإرادة الشعبية الحقيقية، ومتناقضة مع جملة من السياسات الرسمية التي أسهمت في تعزيز التوتر الإقليمي بدلًا من احتوائه. إن دعوة البحرين لوقف التصعيد، والحديث عن التهدئة وضبط النفس، لا تكتسب مصداقية حقيقية ما لم تُترجم إلى سياسات عملية تبدأ بوقف أي شكل من أشكال التطبيع أو التعاون مع الكيان الصهيوني، الذي يُعدّ طرفًا مباشرًا في تأجيج النزاعات الإقليمية، ويمارس الإرهاب العسكري ضد شعوب المنطقة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني.
لقد آن الأوان لصُنّاع القرار أن ينصتوا لصوت الشعب البحريني، الذي عبّر مرارًا عن رفضه للارتماء في أحضان المشروع الصهيوني، ورفضه لاستخدام الأراضي أو الأجواء أو المياه البحرينية كمنصة لأي عمل عدائي ضد دول الجوار، خاصة الجمهورية الإسلامية الإيرانية، التي ترتبط تاريخيًا وثقافيًا ودينيًا بعلاقات وثيقة مع شعوب الخليج. إن مصلحة البحرين الوطنية تقتضي النأي بالنفس عن سياسة التورط في صراعات كبرى لا تملك البحرين أدواتها ولا تتحمل تبعاتها.
كما أن الاعتماد على الحماية الأمريكية وهمٌ استراتيجي، أثبتت التجارب التاريخية-من سقوط الشاه إلى الانسحاب من أفغانستان، وحتى تقليص الدور الأمريكي في المنطقة-أنه لا يضمن أمنًا مطلقًا، بل يستدرج الأخطار، ويجعل من البحرين ساحة صراع بالوكالة، لا سيما مع تزايد الضربات المتبادلة في المنطقة واتساع دائرة الاستهداف. إن الأمن الحقيقي لا يُبنى على قواعد عسكرية أجنبية، بل على علاقات حسن جوار، واحترام متبادل، وتعاون إقليمي مستقل عن الهيمنة الخارجية.
وعلى الصعيد الداخلي، فإن أي دعوة للمصالحة الإقليمية والتهدئة لن تكتمل ما لم تُرفَق بإصلاح داخلي حقيقي يبدأ بإطلاق سراح السجناء السياسيين، وإنهاء الممارسات الأمنية القمعية، وتحسين الأوضاع الحقوقية والمعيشية للمواطنين، وإرساء قيم المواطنة المتساوية والعدالة الاجتماعية، بعيدًا عن التمييز أو الإقصاء أو الاستقواء بالخارج. إن الأمن يبدأ من الداخل، والمناعة الوطنية تُبنى على الثقة بين الدولة والشعب، لا على تغليب الخيار الأمني على السياسي.
السيادة الوطنية لا تكتمل إلا عندما تكون الإرادة السياسية منسجمة مع وجدان الشعب، ومتحررة من الارتهان للمشاريع الخارجية.
ولا خلاص للبحرين إلا باعتماد مشروع وطني مستقل، يعيد الكلمة للشعب، ويحرّر قرار السيادة من التبعية، ويؤسس لعلاقات قائمة على الاحترام المتبادل والتكامل الإقليمي، لا على أوهام الحماية الأجنبية وتحالفات الدم والنار.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البلاد البحرينية
منذ 31 دقائق
- البلاد البحرينية
إيران تصدر تحذيرا لإخلاء مقري قناتين إسرائيليتين
أصدرت إيران، الإثنين، تحذيرا بالإخلاء موجّها إلى العاملين في مقري القناتين الإسرائيليتين "القناة 12" و"القناة 14"، وذلك ردا على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت مقر التلفزيون والإذاعة الإيراني، وفقا لما ذكرته صحيفة "جيروزالِم بوست" العبرية. وذكرت صحيفة أن "الحساب الرسمي 'إيران بالعربية' على تطبيق تلغرام، والمرخّص من وزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، أصدر تحذيرا بالإخلاء موجّها إلى العاملين في مقري القناتين الإسرائيليتين "القناة 12" و"القناة 14"، يوم الاثنين". وأفادت الصحيفة أن هذا التهديد أتى عقب ضربة جوية إسرائيلية استهدفت شبكة أخبار "جمهورية إيران الإسلامية" (IRINN)، والتي تديرها هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية (IRIB)، في وقت سابق من اليوم. وكانت وكالة "فارس" الإيرانية قد أعلنت أن البث الرسمي للتلفزيون الإيراني عاد بعد انقطاع وجيز، إثر الغارة التي أسفرت عن مقتل عدد من موظفي المؤسسة الإعلامية. وتداولت منصات التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر المذيعة وهي على الهواء مباشرة لحظة وقوع الانفجار، حيث اهتز الاستوديو بشدة، في مشهد وثق لحظة الاستهداف. وجاء الهجوم على مبنى الإذاعة والتلفزيون بعد وقت قصير من تصريحات لوزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، وقال: "بوق الدعاية والتحريض الإيراني في طريقه إلى الزوال"، وفقا لنفس الصحيفة.


البلاد البحرينية
منذ 44 دقائق
- البلاد البحرينية
رئيس الأوقاف السنية يبحث احتياجات الدائرة الأولى بالمحافظة الجنوبية
استقبل سعادة الشيخ الدكتور راشد بن محمد بن فطيس الهاجري، رئيس مجلس الأوقاف السنية، في مكتبه، سعادة النائب عبدالله الرميحي ، عضو مجلس النواب، حيث جرى خلال اللقاء استعراض عدد من الموضوعات ، وبحث سبل تعزيز التعاون والتنسيق بين مجلس الأوقاف السنية والسلطة التشريعية، بما يسهم في تطوير العمل الوقفي وخدمة بيوت الله . وأكد سعادة رئيس المجلس حرص الأوقاف السنية على دعم كل الجهود التي تهدف إلى الإرتقاء بالمشاريع الوقفية، والتفاعل الإيجابي مع المقترحات المقدمة من السادة أعضاء مجلس النواب، بما يحقق المصلحة العامة ويعزز التنمية المستدامة في هذا القطاع الحيوي. من جهته، أعرب سعادة النائب عبدالله الرميحي عن بالغ شكره وتقديره للإدارة العامة للأوقاف السنية وما تقوم به من جهد مشكور في رعاية بيوت الله ومثمنا لسعادة الشيخ الدكتور راشد الهاجري ما يقوم به من مد جسور التعاون مع الجميع .


البلاد البحرينية
منذ 44 دقائق
- البلاد البحرينية
إسرائيل تدمر طائرتين F14 في مطار طهران.. وصاروخ إيراني يطال صفد
لليوم الرابع على التوالي، شنت إسرائيل موجة مكثفة من الضربات على مواقع مختلفة في إيران، الاثنين، متوعدة بالمزيد، في حين ردت طهران بالصواريخ في شمال إسرائيل. وأعلن الجيش الإسرائيلي عن رصد إطلاق صواريخ من إيران، معلناً تفعيل منظومات الدفاع لاعتراض التهديدات الإيرانية. وكشف الجيش الإسرائيلي عن تدمير طائرتين إيرانيتين F14 في مطار طهران، ومركز للاتصالات تابع للحرس الثوري الإيراني. وأفاد مراسل "العربية/الحدث"، بسقوط صاروخ في محيطة مدينة صفد في الجليل الأعلى. كذلك، ذكرت وسائل إعلام إيرانية، أن قصفاً إسرائيلياً طال مصنعاً للطائرات الهليكوبتر بساحة آزادي في طهران، فيما تم تفعيل الدفاعات الجوية في منشآت أصفهان النووية. ووقعت انفجارات قرب ساحة الحرية في العاصمة الإيرانية، وانفجار آخر ضخم في منطقة عسكرية قرب مطار مهرآباد. وفي وقت سابق اليوم، أعلنت السلطات الإيرانية إسقاط 8 طائرات مسيّرة إسرائيلية متطورة في محافظة دهلران جنوب غربي البلاد. وأوضح محافظ دهلران أنه "تم حتى الآن إسقاط 8 طائرات مسيّرة إسرائيلية متطورة في أجواء المحافظة من قِبل منظومة الدفاع الجوي الإيرانية". إسقاط طائرة MQ9 كما أشار إلى تدمير طائرة مسيّرة من طراز MQ9، وهي من صناعة الولايات المتحدة وإنتاج شركة General Atomics، في منطقة "عين الصولة" التابعة لقضاء "سهل عباس" الحدودي في دهلران. وفي كرمنشاه أيضا غربي البلاد، شوهدت أعمدة دخان تتصاعد إثر دوي انفجارات، ما خلف دمارا كبيرا في بعض المناطق. كما تضرر مستشفى "الفرابي" في نفس المنطقة. قصف قاعدة غرب طهران إلى ذلك، شهد معسكر للحرس الثوري الإيراني في محمدشهر – كرج، غربي طهران، عدة تفجيرات، بينما تصاعدت أعمدة الدخان. كما قصفت إسرائيل قاعدة عسكرية في غرب طهران مما أدى إلى تفعيل نظام الدفاع الجوي، بحسب وكالة "فارس". مشهد وبازار طهران كذلك سمع دوي انفجارات في مدينة مشهد شمال شرق البلاد. فيما أعلنت السلطات الإيرانية "تدمير مسيرات صغيرة إسرائيلية في مشهد". وأفاد مقر المنطقة الشمالية الشرقية للجيش الإيراني في بيان بأن "منظومات الدفاع الجوي التابعة للقوات المسلحة اشتبكت مع عدد من المسيرات الصغيرة التابعة للقوات المعادية، وتمكّنت من منعها من تنفيذ أي عمليات أو اختراق". كما أفيد بهجوم إسرائيلي على مواقع عسكرية غربي تبريز، والعثور على صواريخ سبايك الإسرائيلية الموجهة المضادة للدبابات، وفق ما نقلت وسائل إعلام إيرانية. أما في طهران التي شهدت منذ الصباح ازدحاما مروريا جراء خروج العديد من الإيرانيين نحو مناطق أكثر أمناً، فأفيد بإغلاق البازار الكبير، مع استمرار الضربات والتهديدات الإسرائيلية. كما أعلنت الشرطة الإيرانية العثور على مخزن مسيرات ومتفجرات جنوب العاصمة. من جانبه، أكد الجانب الإسرائيلي تحقيق كافة أهداف المرحلة الأولى من عمليته العسكرية ضد إيران، مؤكدا إنه يواصل ضرب الأهداف العسكرية في وسط البلاد تدمير ثلث منصات إطلاق الصواريخ أتى ذلك، بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي أنه دمر ثلث منصات إطلاق الصواريخ "أرض-أرض" التابعة لإيران خلال الغارات التي بدأت في 13 يونيو. وأوضح في إحاطة صحافية بوقت سابق اليوم أنه "منذ بداية العملية دمر أكثر من 120 منصة إطلاق صواريخ، ما مثل ثلث إجمالي منصات إطلاق الصواريخ لدى النظام الإيراني". كما أشار إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي تمكن الليلة الماضية من تدمير 20 صاروخاً باليستياً إيرانياً "قبل دقائق من إطلاقها على العمق الإسرائيلي". وأضاف المكتب الصحفي أن نحو 50 مقاتلة وطائرات أخرى تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي شاركت في هذه الغارات الليلية، وكان من مهامها تدمير منصات إطلاق الصواريخ. كما أكد مهاجمة مستودعات صواريخ ومراكز قيادة كانت تجهز لقصف جديد على الأراضي الإسرائيلية. وكانت إسرائيل شنت عملية "الأسد الصاعد" ليلة 13 يونيو، ضد البرنامج النووي الإيراني، قاصفة مواقع عسكرية، فضلا عن منشآت نووية، ومبان للشرطة ووزارة الخارجية في العاصمة طهران.