
انتهت المسببات.. فانتهى الإرهاب.!!
خالد المحيّا
استمرت عمليات تنظيم القاعدة الإرهابي ضدَّ الدولة والمجتمع السعودي لمدة 60 شهرًا متواصلة منذُ 2003 حتّى 2007 ، السبب الجوهري لهذه الاستمرارية هُوَ وجود الغطاء الفكري مِنْ رموز حركة الصحوة كالإخوان المسلمين والسُروريّة، الذين كانوا يُصرّحون بإدانة هذه العمليات على استحياء، ثُم يستكملونَ الحديثَ بعبارة 'ولكن' ، وبعد هذه الـ (لكن) البغيظة يُقدمون التبريرات بأنّ هؤلاء الأرهابيين اختاروا العنف بسبب شعورهم بأنهم يدافعون عن استضعاف الأمة الإسلامية وأنهم فقط أخطأوا في التصرّف ويجب احتواءهم إلى آخره، من هذه التبريرات السخيفة.
كانت حركة الصحوة تُقدّم سرديّة أن الوطنية كمبدأ وشعور لا وجود لها بالإسلام وأنّ المواطن السعودي يجب ألّا يعترف بالحدود الوطنية للدول ويجب أنْ يكونَ مُنشغلًا بهموم الأمة الإسلامية من كشمير شرقًا إلى غرب أفريقيًا، وكانوا يستَجْلِبون قصصاً لمعاناة مسلمين يخوضون صراعات داخلية سياسية في بلدانهم، ويقولون أنَّ من واجبنا كسعوديين تقديم المعونات والدعم لهم.
كانَ الطرح العام للصحوة من خلال الإخوان والسرورية طرح سياسي بامتياز للشؤون الدولية والأمنية ومحاولة خلق مُناخ ثَوري في المجتمع ضدّ الدولة من خلال التلميح دائمًا والتصريح نادرًا أنّ الدولة السعوية لا تقوم بأدوار مشرّفة في القضايا الإسلامية، بينما يشهد التاريخ والعالم أنّ السعوديّة كانت لها يَدُ السبق والعطاء والدعم في قضايا المسلمين المصيرية، وكذلك كانت فوضى جمع التبرعات تُتيح الفرصة للمتطرفين بالحصول على أموال تفوق توقعاتهم.
بعدَ أنّ نفّذ سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان هذه الاستراتيجة التي تعتمد على ثلاث مُرتكزات – تم ذكر المرتكزات أعلاه – اختفت وتلاشت آفة الإرهاب والتطرّف من المجتمع بشكلٍ عام، حيثُ أنّ الإرهابيين يحتاجونَ في البدء لتمويل مالي لبناء الخلايا وتوزيع الأدوار وشراء أسلحة ومعدات ومقرات سكنية وغيرها، وكذلك يحتاجون لغطاء فكري يُقدّم لهم التبرايرات حتى يتحصلّونَ على غِطاء الشرعية الدينية لعملياتهم ، وكذلك الغطاء الفكري الذي يُقدّم التبريرات يُساعد هؤلاء الإرهابيين باستقطاب أعضاء جُدد لديهم القبول والاستعداد للانضمام بسبب الطرح الفكري الذي يُضفي شرعيّة على تصرفاتهم .
في الخِتام.. حفظَ اللهُ لنا القيادة الرشيدة التي تعمل بِلا كَلل للتقدّم والنماء والازدهار وحفظْ الأمن والأمان.
*عقيد متقاعد.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


المدينة
منذ 19 ساعات
- المدينة
أيقونة السلام
لا صوت يعلو اليوم، ولا حديث يفوق الحديث عن المملكة العربيَّة السعوديَّة، وعرَّاب رُؤيتها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ودوره في حلحلة العديد من القضايا السياسيَّة والاقتصاديَّة، ولطالما كانت المملكة محط أنظار العالم، ولا يخلو هذا الاهتمام من إعجابِ مُحبٍّ، وثقةِ صديقٍ، واحترامِ ندٍّ، وكرهِ حاقدٍ، وكذبِ مدلِّسٍ أفَّاقٍ..وبين هذا وذاك، تمضي المملكة برُؤيتها وثقلها، لا تلفت يمنةً ويسرةً؛ لتشق طريقها لتحقيق حلمها، لا يهزُّ ثقتها جعجعة شانئيها، ولا عويل حاسديها..بالرغم من حملات التشكيك المكثَّفة تجاه المملكة، من قِبَل أعداء الوطن، الذين يرقبون كلَّ شاردة وواردة؛ لينسجُوا حولها أكاذيبهم، ويبثُّوا عبرها سمومهم؛ ليشوِّهوا صورتها -حسب اعتقادهم- إلَّا أيًّا من هذا لم يغيِّر حقيقة أنَّ المملكة العربيَّة السعوديَّة باتت الرقم الأصعب في المعادلة الدوليَّة، والأقوى تأثيرًا في العالم، والأجدر لقيادة الأُمَّتين العربيَّة والإسلاميَّة، بفضل الله أوَّلًا، ثمَّ بفضل رُؤية واضحة، وإرادة صلبة، بقيادة خادم الحرمين الشَّريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان -يحفظهما الله-.كما أثبت محمد بن سلمان «المُلهَم» وفريقه (السياسي - الاقتصادي)؛ أنَّ قواعد اللعبة السياسيَّة تغيَّرت؛ لتزيح الستار عن وجهٍ آخرَ للعالم، بدأت تتشكَّل ملامحه، بعيدًا عن العنتريات، وتصدير الأزمات، والمتاجرة فيها. لا مجال لإضاعة المزيد من الوقت، والعبث، والتيه في حلقة مفرغة لا نهاية لها.الآن وقت العمل، وتحقيق الأهداف، وبناء الأوطان..في الوقت الذي غرقت العديد من الدُّول في وحل الفوضى والانقسامات، جاء سمو ولي العهد -بجرأته، وطموحه، وجموحه-؛ ليعبر بالمملكة نحو برِّ الأمان -بفضل الله ورعايته-؛ ليواصل كتابة تاريخٍ جديدٍ، ويقود من خلفه جميع الدول والشعوب التي آمنت به وبقيادته..يطفئ فتنة هنا، ويضمِّد جرحًا هناك، ويحتوي منهكًا ضعيفًا وُلِد للتوِّ من رحم الفوضى والمعاناة..وما خبر جهود ومساعي سمو ولي العهد للمصالحة الإقليميَّة، ورفع العقوبات عن سوريا عنَّا ببعيد؛ ممَّا يُسهم في استقرار وأمن المنطقة؛ ليفتح صفحة لبناء سوريا جديدة، استحقَّ شعبها أنْ يعيش فيها بأمان، ويصبح سمو ولي العهد أيقونة السَّلام؛ لدوره الفعَّال المثمر في كثير من القضايا، لم يكن هذا الحدث أوَّلها ولا آخرها.هذه هي القيادة.. فكر، وقوَّة إرادة، وحُسن إدارة؛ بعيدًا عن ضجيج المشكِّكين.


المدينة
منذ 2 أيام
- المدينة
مؤشرات لزيارة ترامب للسعودية
في حدث وصفه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بـ(التاريخي)، حطَّت الطائرة الرئاسية الأمريكية يوم الثلاثاء ١٣/٥/٢٠٢٥م في الرياض، في زيارةٍ لفتت أنظار العالم، كأول زيارة رسمية في ولاية ترامب الثانية لدولة خارجية، هي المملكة العربية السعودية؛ في مؤشِّر هام على مكانة المملكة ومتانة العلاقات السعودية الأمريكية المتأصلة والمتجذرة لأكثر من 90 عاماً، بدءاً بالطاقة في عهد الرئيس الأمريكي روزفلت، ووصولاً إلى المعرفة والابتكار حتى اليوم.. فهذه العلاقات بين البلدين هي علاقات «إستراتيجية» - كما وصفها سمو الأمير محمد بن سلمان في كلمته في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي- لإثبات الدور السعودي والأمريكي في اقتصاد البلدين، وأن المسيرة لابد أن تكتمل في الحاضر والمستقبل.. بل إن السعودية اليوم أصبحت لاعباً رئيساً في اقتصاد أمريكا بفتحها آفاق جديدة للشراكة.. فقد عملت السعودية على فرص استثمارية بحجم 600 مليار دولار، من بينها اتفاقيات تفوق 300 مليار تم الإعلان عنها؛ وسيتم الإعلان عن بقية الاتفاقيات قريباً.. هذه الشراكة تشمل مجالات متعددة، عسكرية وأمنية واقتصادية وتقنية، وتسهم في توطين الصناعة وتنمية المحتوى المحلي، ودعم الناتج المحلي الإجمالي.ولأن الاهتمام كان منصباً على التقنية والذكاء الاصطناعي، باعتبارهما مفاتيح جديدة للتنمية المستدامة في كافة المجالات؛ فقد رافق الرئيس ترامب رؤساء كبرى شركات التقنية العالميَّة، لتعكس دور المملكة على خارطة الاقتصاد الرقمي العالمي، بوصفها أكبر اقتصاد رقمي في المنطقة، ومحورا رئيسا لجذب استثمارات الذكاء الاصطناعي والحوسبة ومراكز البيانات، والخدمات السحابيَّة، وتطوير القدرات الوطنية الرقمية مع كبرى الشركات التقنية AWS، Microsoft، Google Cloud.. وغيرها.وعلى هامش القمة أكََّد وزير الاتصالات د. عبدالله السواحة، أنَّ المنجزات التي حققتها المملكة في الاقتصاد الرقمي والتقنية والابتكار، تعكس حجم الدعم غير المحدود من القيادة الحكيمة، وأن المملكة لا تستثمر فقط في التقنية، بل في الإنسان أيضاً، إذ تمثِّل الشراكات مع شركات أمريكيَّة مثل: Apple - Amazon - Google – Microsoft، رافدًا مهمًّا لبناء أكبر تكتل للمواهب الرقميَّة في المنطقة، بعددٍ يتجاوز (381) ألف كفاءة رقميَّة. وما نتمناه هو عودة الكوادر البشرية السعودية المؤهلة من الخارج لهذه المجالات، للمساهمة في الابتكار والتنمية الرقمية.وقد كانت هموم المنطقة العربية في القمة الخليجية من أولويات سمو الأمير محمد بن سلمان، حيث أكد على حق الشعب الفلسطيني في أرضه، وأنه يسعى لوقف التصعيد في المنطقة، وإنهاء الحرب في غزة، وأكد على ذلك قادة مجلس التعاون الخليجي في كلماتهم.كما أكد سمو الأمير محمد بن سلمان على تشجيع الحوار بين الأطراف اليمنية، والوصول إلى حل سياسي في اليمن، ومواصلة الجهود لإنهاء الأزمة السودانية، وكذلك القضية اللبنانية.. بل تكلَّل اللقاء في اليوم الثاني بإعلان رفع العقوبات عن سوريا، بعد طلب سمو الأمير محمد بن سلمان ذلك، في خُطوة أشعلت الفرح في كافة أنحاء الوطن العربي، وأهل سوريا بصفة خاصة، وأصبحت لغة الجسد التي قام بها سموّه، بحركة يديه على صدره، وعلامات الفرح في ملامح وجهه، أيقونة تصدَّرت مواقع التواصل العربية والعالمية، لأن ذلك يعني دوره الفاعل – حفظه الله- في إعادة بناء سوريا وإحياء اقتصادها وتحقيق الأمن والاستقرار.اللافت اصطحاب سمو الأمير محمد بن سلمان للرئيس الأمريكي إلى الدرعية كخُطوة رائعة، حيث أوضحت الزيارة للرئيس الأمريكي «جذورنا التاريخية» الممتدة من قرون، وأننا لسنا أمة على هامش التاريخ، بل لدينا حضارة وتراث؛ لذا كانت الصفقة الرابحة في تطوير الدرعية من خلال صندوق الاستثمارات العامة، ومن شركات أمريكية عالمية.لم يُخفِ السيد ترامب انبهاره بالسعودية، فأشاد بالتغييرات الكبيرة التي لاحظها في اقتصاد الدولة ونموها، وقال: إنه لشرفٍ عظيم أن يتواجد في السعودية.. كما أشار للمنتقدين والمشككين، وبأن الأيام أثبتت أنهم على خطأ.ووصف الرئيس ترامب سمو الأمير محمد بن سلمان بأنه رجل عظيم، وأنه (لا ينام)، في إشارةٍ واضحة لتفكير سموه المتواصل في شؤون الدولة، مقابل إنجازات غير مسبوقة في وقتٍ قياسي حققته السعودية. وأشار إلى ناطحات السحاب في المملكة، وأن خلفها مهندسين عظماء، وأن الرياض أصبحت مركزاً للاقتصاد والتكنولوجيا العالمية.. ولم ينسَ الإشادة بالرياضة، واستضافة كأس العالم، والفورميلا، فهي قطاعات أصبحت مهمة في اقتصاد المملكة، وذلك للسياسة الحكيمة فيها.كما أن نظرة الرئيس الأمريكي ترامب للشرق الأوسط قد تغيَّرت كلياً من خلال ما شاهده من مشروعات ضخمة وأجيالٍ جديدة تعمل للاستقرار العالمي والتكنولوجيا، وليس للإرهاب.. وأن هناك أناساً في السعودية من «دولٍ وديانات مختلفة»، يعملون جنباً إلى جنب للبناء والتنمية المستمرة.حقيقةً، زيارة ترامب للسعودية، وكلماته ولغة جسده، أظهرت له شخصية أخرى جديدة؛ فقد ظهر بكاريزما سياسية أكثر اتزاناً مما نعرف.. ووصف شعب الشرق الأوسط بأنه «عظيم»، وهذه ربما تكون المرة الأولى التي يصف بها الشعوب بهذه العبارات.نعم أثبتت زيارة ترامب للعالم أن السعودية الآن هي المحور الأول للعالم، الذي يدور في فلكه الاقتصاد العالمي والسياسة الدولية، بل إنها صوت العقل والحكمة في التواصل الحضاري.


Independent عربية
منذ 2 أيام
- Independent عربية
امتحان الشرع الداخلي بعد الخارجي
لا شيء اسمه وجبة مجانية، بحسب المثل الإنجليزي الشهير، ولا من خارج الحسابات الواقعية الدقيقة بدأ الانفتاح العربي والدولي على الإدارة الجديدة في سوريا قبل أن تمسك بالبلد تماماً، فكل شيء موقت في انتظار البراهين العملية، وكل خطوة لها ثمن أقله خطوات في الداخل. والثابت في حسابات الانفتاح وأسبابه هو أهمية الموقع الإستراتيجي والجيوسياسي لسوريا، وإسقاط نظام الأسد وإخراج نفوذ الملالي من الشام وتحويل ما كان جسراً للمشروع الإقليمي الإيراني إلى جدار عازل وقوة صد، والمتغير هو الأثمان المطلوبة عبر لوائح تضيق أو تتوسع، بحسب الظروف ومدى تجاوب دمشق. ذلك أن الرئيس الانتقالي أحمد الشرع حصل على الفرصة التي عمل لها بنشاط في الخارج مع دفع من السعودية وتركيا وقطر، فالوسيط القوي بينه وبي أميركا وأوروبا هو ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ثم يأتي دور الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وبناء على رغبة الأمير محمد أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب رفع العقوبات الأميركية عن سوريا من قبل أن يُبلغ إدارته بالقرار، والتقى الشرع في الرياض بحضور ولي العهد السعودي وحضور تقني لأردوغان. أما لائحة المطالب الأميركية من الشرع فإن الرئيس السوري بدأ تنفيذ بعضها والتزم تنفيذ بعضها الآخر، مع حاجته إلى وقت وقرار صعب بالنسبة إلى إخراج المقاتلين الأجانب من البلاد ومنع منحهم الجنسية وضمهم إلى الجيش، فهم نحو 30 ألف مقاتل كانوا رأس الحربة في معركة "هيئة تحرير الشام"، وأما أوروبا التي كان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أول من استقبل الشرع في قصر الإليزيه فإنها سبقت ترمب في تخفيف بعض العقوبات عن سوريا ثم زادت عيار التخفيف بعد القرار الأميركي. لكن الكل يعرف أن الرهان هو على امتحان في لعبة مكشوفة على الطاولة، وإذا كانت دمشق قد أجرت مفاوضات مع إسرائيل بوساطة من دولة الإمارات وحتى باتصال مباشر مع حكومة بنيامين نتنياهو للحد من الاجتياح الإسرائيلي لأراض سورية في حوض اليرموك بعد احتلال المنطقة المجردة من السلاح بحسب اتفاق فك الارتباط عام 1974، فإن من الصعب على الشرع الانضمام إلى "الاتفاقات الإبراهيمية" كما طلب منه ترمب، ففي رفع العقوبات الأميركية كثير من التعقيدات بين المفروض بقرارات رئاسية وقرارات في وزارتي الخزانة والخارجية، وبين المفروض بقوانين في الكونغرس وأخطرها "قانون قيصر"، وهي مرتبطة بمهلة مدتها 180 يوماً لمراقبة السلوك في سوريا. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) والفارق كبير بين رفع العقوبات والاعتراف الرسمي بالإدارة الجديدة، فلا تطبيع حتى الآن، بصرف النظر عن رفع العقوبات، وإذا كان رفع العقوبات قد فتح الباب أمام الاستثمارات وإعادة إعمار سوريا وحديث الشرع عن "مشروع مارشال" لسوريا واستعداده لإعطاء الأولوية للشركات الأميركية، فإن العقوبات ليست قليلة وإزالتها تحتاج إلى وقت، من إكمال الصورة القانونية للنظام الاقتصادي السوري إلى وضوح البنية السياسية للنظام، مروراً بأمر بالغ الأهمية وهو النظام القضائي ووجود قضاء مستقل في البلد يطمئن المستثمرين، فلا اطمئنان في قاعدة هشة وإن كانت مدعومة عربياً وإقليمياً. ولا حدود للمبالغ التي تحتاج إليها إعادة الإعمار ومعاودة النشاط الاقتصادي في بلد إنهار دخله القومي إلى حدود 7 مليارات دولار، ولم يترك النظام الساقط في مصرفه المركزي أكثر من 200 مليون دولار، ويحتاج إلى 50 عاماً للعودة لما كان عليه عام 2010، وما بين 500 و800 مليار دولار. والتحدي بعد النجاح الأولي في امتحان الانفتاح على الخارج هو الانفتاح على الداخل، فلا شيء يجعل المكاسب في الخارج ثابتة سوى بناء سلطة على قياس التنوع في المجتمع السوري والخروج من مقاييس الجهادية السلفية الضيقة على سوريا، ولا معنى للحديث عن وحدة سوريا مع الاستمرار في التضييق والاعتداءات على الأقليات العلوية والدرزية والمسيحية والكردية، لأن شرط الوحدة هو أن تكون "سوريا لكل السوريين" باعتراف الشرع، فلا أكثرية ولا أقليات، بل دولة مواطنة، ولا قوة خارجية مهما تكن لديها من مخططات للتقسيم والتفتيت، مثل إسرائيل، يمكن أن تنجح في مواجهة الوطنية السورية والشراكة الوطنية في الدولة، ولعل سوريا في حاجة إلى بند في دستورها على غرار البند في مقدمة الدستور اللبناني الذي نصه "لا شرعية لأي سلطة تناقض ميثاق العيش المشترك". في كتاب جديد تحت عنوان "من الجهاد إلى السياسة: كيف تبنى جهاديون سوريون السياسة"، يسجل المؤلف جيروم دريفون تحولات "هيئة تحرير الشام" من جبهة النصرة التابعة لـ "القاعدة" والإرهاب والزرقاوي و"داعش" إلى حركة سياسية أدارت بلديات وحكومة في إدلب، والكل في الداخل والخارج يسأل إن كانت الإدارة السورية الجديدة قادرة ومستعدة لأن تصبح معتدلة وبراغماتية وجامعة أم أن الجهادية السلفية متجذرة فيها، والجواب على الطريق.