
العودة للوعي... غيبوبة فقدان الذات العربي!
وأمام الانتكاسة في العقل والحس والوعي، حدثت حرب أكتوبر 1973، فظنها العقل انتصاراً، أو هكذا كان فهمه لها، رغم أنه يعيش على مسكنات وإنعاش يفصله عن إدراك الواقع، والحقيقة عكسية فالحرب هزيمة وتوسّع للكيان الصهيوني المحتل في الجولان وسيناء وغور الأردن، وتقهقر وتراجع للأمة.
ثم جاءت لحظة مفاجئة من العودة للوعي الذهني والصفاء القيمي والتشبث بالهوية، حينما جاء قرار حظر البترول العربي عمن يعادي الأمة العربية والإسلامية، ويقف ضد مصالحها وقضيتها المركزية (فلسطين)، مرحلة لم يمهلها الغرب أشهراً قليلة، فقضى عليها وعلى جذوتها ومحركها.
ودخلوا في غيبوبة مبرمجة، بأطروحات التعايش والهدن والأرض مقابل السلام، فتمخضت عن ذلك اتفاقية كامب ديفيد، وتوالى الإمعان في الغيبوبة فتمت اتفاقية وادي عربة، حتى سقطت البندقية وغصن الزيتون معاً، من جسد خيال المآتة، فجاءت القاصمة المسماة «اتفاق أوسلو» الذي شرعن الاستسلام والانسلاخ عن الذات والهوية والقيم العربية والإسلامية في الوحدة وصون المقدسات وجذوة المقاومة، وساد التطبيع، ومنحت سلطة على الورق ودولة بالاسم، لتمر عليها ثلاثون سنة ونحن نعايش وجودها الورقي ودولتها الصورية، والواقع يتجه لهيمنة وتوسّع واستيطان ينهي كل احتمال ووجود لفلسطين، بل ولدول عربية مستقبلاً، إذ صار الانقضاض على الجسد الهزيل، بلا رأس بسبب غيبوبته، سهلاً وميسراً، وهو واقع امتدت مرحلته نصف قرن من الزمان، حتى جاءت مرحلة «صفقة القرن»، «والشرق الأوسط الجديد».
لكن، طبيعة الكيان التوحشية الانتقامية سببت زلزالاً، حرك ذلك الجسد الهامد، وعلى نحو مفاجئ أفاق العقل، الذي تغالبه حالة اللاوعي بسبب كثرة المسكنات وطول أمدها، لكنه أفاق جزئياً «بمآسي غزة»، وكان ذلك وحتى اللحظة كافياً لإنعاش جسد أمته الهامد، دون حاجة إلى أجهزة الأعداء وخبرائها.
مرحلة مفصلية وحاسمة في تاريخ الأمة وصراعها، فإما عودة الرأس للوعي كاملاً فيُنعش جسده بالوحدة والتماسك وتوظيف القدرات - بعد حرب ومآسي غزة الكارثية، والتي أعادت الوعي للعالم بأجمعه، ومن ثم أحدثت تغييراً لأمتنا وأجيالها المغيّبة، أو تترك أعضاءه، التي أدمنت السكون والمسكنات، لتركن لأجهزة الإنعاش الغريبة المعلبة، فتعود الغيبوبة الكاملة وفقدان الذات.
بانتظار لحظة إفاقة فريدة للأمة، أو حدوث ما لا ندركه بالتفكير ولا بالتحليل من حيث لا نحتسب، وما ذلك على الله بعزيز.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الرأي
منذ 9 دقائق
- الرأي
ترامب يلوح بفرض رسوم جمركية جديدة على الصين بسبب النفط الروسي
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوم أمس الأربعاء إنه قد يفرض مزيدا من الرسوم الجمركية على الصين على غرار الرسوم التي أعلن عنها في وقت سابق على الهند بسبب مشترياتها من النفط الروسي، وذلك اعتمادا على ما سيحدث. وأضاف ترامب للصحفيين «يمكن أن يحدث»، وذلك بعد أن قال إنه يتوقع فرض المزيد من العقوبات الثانوية التي تهدف إلى الضغط على روسيا لإنهاء حربها في أوكرانيا. ولم يذكر مزيدا من التفاصيل. وتابع: «قد يحدث هذا. لا أستطيع أن أخبركم الآن. فعلنا ذلك مع الهند. وربما نفعل ذلك مع دولتين أخريين. قد تكون الصين إحداهما». وفرض ترامب الأربعاء رسوما جمركية بنسبة 25 في المئة على البضائع الهندية، بالإضافة إلى تعريفات جمركية بالنسبة نفسها أعلن عنها سابقا، وعزا القرار إلى مشتريات الهند المتواصلة من النفط الروسي. ولم يذكر قرار البيت الأبيض الصين، وهي مشتر كبير آخر للنفط الروسي. وفي الأسبوع الماضي، هدد وزير الخزانة الأميركي سكوت بيسنت الصين بمواجهة رسوم جمركية جديدة إذا استمرت في شراء النفط الروسي.


الرأي
منذ ساعة واحدة
- الرأي
ترامب: هناك احتمال كبير جداً أن نكون قد وصلنا إلى نهاية الطريق في شأن الحرب في أوكرانيا
- كان من الممكن أن تمتلك إيران سلاحاً نووياً في غضون شهرين وتم القضاء على قدراتها النووية تماماً - ترامب: سنفرض رسوماً جمركية بنسبة 100% تقريباً على الرقائق وأشباه الموصلات قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، إن هناك احتمالا كبيرا جدا أن نكون قد وصلنا إلى نهاية الطريق في شأن الحرب في أوكرانيا، وأن هناك فرصة جيدة لعقد اجتماع قريبا جدا ولم نحدد بعد موعدا للقاء بوتين. وفي الشأن الإيراني، قال ترامب «كان من الممكن أن تمتلك إيران سلاحا نوويا في غضون شهرين وربما أقل وتم القضاء على قدراتها النووية تماما». من ناحية أخرى، قال إن الولايات المتحدة الأميركية ستفرض رسوما جمركية بنسبة 100% تقريبا على الرقائق وأشباه الموصلات.


المدى
منذ 2 ساعات
- المدى
مصادر العربية: قصف جوي إسرائيلي يستهدف اللواء 107 بريف اللاذقية
The post مصادر العربية: قصف جوي إسرائيلي يستهدف اللواء 107 بريف اللاذقية appeared first on AlMada - أخبار لبنان والعالم.