
من المطار إلى قلب إسلام آباد.. باكستان تزين شوارعها بلافتات النصر
إسلام آباد – على امتداد الطريق الرابط بين مطار إسلام آباد الدولي ووسط العاصمة الباكستانية، لمسافة تقارب 30 كيلومترا، تزينت الشوارع باللافتات والشعارات والأعلام الوطنية، في مشهد احتفالي يعكس مشاعر الفخر والانتصار التي عمّت البلاد عقب ما وصفه الباكستانيون بـ"الانتصار" على الهند في المواجهات المسلحة الأخيرة.
وفي قلب هذه الاحتفالات، برز حضور قائد الجيش الباكستاني الجنرال عاصم منير ، الذي بات يُلقب ببطل الأمة الباكستانية، إلى جانب رئيس الوزراء شهباز شريف ، التي زخرت الافتات الكبرى بصورتيهما.
وكانت خلال الأيام الأخيرة قد شهدت مدن عدة، وعلى رأسها العاصمة إسلام آباد ومدينة لاهور عاصمة إقليم البنجاب ، مسيرات شعبية عفوية خرج خلالها المواطنون إلى الشوارع حاملين الأعلام، مرددين شعارات وطنية، ومعبّرين عن دعمهم المطلق للقوات المسلحة.
أما في مدينة حيدر آباد جنوبي البلاد، فقد عمّت الاحتفالات الكبرى التي تخللتها عروض ألعاب نارية، تعبيرا عن فرحة السكان بعودة الهدوء إلى المنطقة.
بطل الأمة
وفي العاصمة إسلام آباد -التي تجول فيها موفد الجزيرة نت- تزخر الشوارع والساحات العامة بصور قائد الجيش والجنود والآليات العسكرية والطائرات التي شاركت في المواجهات إلى جانب اللافتات تعبيرا عن الاحتفال بإنجاز الجيش والدولة الباكستانية خلال المواجهة الأخيرة مع الهند.
وشهدت منصات التواصل الاجتماعي تفاعلا واسعا، حيث تداول المستخدمون مقاطع فيديو وصورا توثق الاحتفالات، وسط تعبيرات عن الارتياح لانتهاء التصعيد العسكري، والفخر بأداء الجيش الباكستاني خلال الأزمة.
وخلال جولة ميدانية لموفد الجزيرة نت في شوارع العاصمة، أكد عدد من المواطنين ما يعتبرونه "انتصارا واضحا" حققته بلادهم في المواجهات الأخيرة. ومن بينهم محمد عمير، سائق المركبة التي أقلّت الموفد من المطار إلى قلب إسلام آباد، وهو ينحدر من إقليم كشمير المتنازع عليها بين الهند وباكستان، حيث قال: "لقد حققنا النصر الواضح، وأذللنا العدو، وقائد الجيش هو بطل الأمة بلا منازع".
أما مظفر علي، وهو صاحب متجر في أحد أسواق المدينة، فقد عبّر عن فخره بما وصفه بـ"الرد الحاسم" الذي وجهته باكستان للهند، قائلا: "لقد برهنت قواتنا المسلحة على قوتها، وأثبتت أننا قادرون على الدفاع عن سيادتنا".
في حين عبّرت السيدة عاصمة علي، التي كانت تتسوق في منطقة بلو إيريا، عن مشاعرها بالقول: "أشعر بالفخر، لقد لقّنا العدو درسا لن ينساه، ونحن نقف خلف جيشنا بكل ما نملك".
وقد اندلعت هذه المواجهات الدامية الأربعاء السابع من مايو/أيار الجاري، واستمرت 4 أيام، واقتربت من التحول إلى حرب شاملة بين الجارتين النوويتين، قبل أن تتدخل الولايات المتحدة وعدد من الأطراف الدولية لاحتواء التصعيد، ما أسفر عن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الجانبين.
تتويج الاحتفالات
وتتويجا للاحتفالات، قام اليوم الأربعاء رئيس وزراء باكستان محمد شهباز شريف، برفقة عدد من الوزراء بزيارة إلى قاعدة سيالكوت العسكرية (231 كيلومترا جنوب إسلام آباد) والقريبة من الحدود مع الهند حيث هنأ الجنود بالنصر وأشاد بالشجاعة والاحترافية العالية للقوات خلال عملية "البنيان المرصوص" (اسم العملية العسكرية التي شنتها الباكستان ردا على الهند)، وكان رئيس أركان الجيش، الجنرال سيد عاصم منير، وقائد القوات الجوية زهير أحمد بابر صدهو، في استقبال المسؤولين الحكوميين.
وأشاد شريف في كلمة ألقاها أمام الجنود، بالقوات المسلحة على أدائهم المتميز في المعركة، قائلا: "لقد دافعت القوات المسلحة الباسلة في باكستان، المدعومة بعزيمة الأمة التي لا تتزعزع، عن الوطن الأم بطريقة بطولية وسددت ضربة حاسمة للعدوان الجبان للعدو. وسيخلد التاريخ كيف تمكن حماة باكستان خلال بضع ساعات فقط من إخماد العدوان غير المبرر للهند بدقة وعزيمة لا مثيل لهما".
إشادة بالجيش
وفي كلمته أشار رئيس الوزراء إلى أن باكستان وافقت على وقف إطلاق النار من منطلق المصلحة الكبرى للسلام في المنطقة. وأكد مجددا عزم باكستان القوي على تعزيز السلام في جنوب آسيا، مع الدفاع عن سيادتها وسلامة أراضيها بأي ثمن.
وندد بعدوان الهند بذريعة كاذبة للإرهاب، واصفا إياه بسابقة خطيرة ينبغي على المجتمع الدولي الانتباه لها. كما أعرب عن قلقه إزاء التصريحات الاستفزازية والتحريضية المستمرة من القيادة الهندية، معتبرا إياها تهديدا للسلام الإقليمي الهش.
وأكد شريف على أن الحل العادل لقضية جامو وكشمير، وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي ، أمر ضروري لضمان السلام الدائم في جنوب آسيا، داعيا الأمين العام للقيام بدوره في تحقيق حل عادل لها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
الجيش الباكستاني يصف ما يحدث في غزة بالجريمة ضد الإنسانية
إسلام آباد – قال مدير العلاقات العامة بالقوات المسلحة الباكستانية الجنرال أحمد شريف شودري إن ما يحدث في قطاع غزة أقل ما يمكن وصفه أنه جريمة ضد الإنسانية، جاء ذلك خلال مقابلة خاصة لموفد الجزيرة نت إلى إسلام آباد، ستُنشر لاحقا. وطالب شودري (المتحدث الرسمي باسم الجيش) إسرائيل بالتوقف عن "العنجهية" وقتل الأطفال والنساء والأبرياء، فهذا لن يكون إلا سببا في تراجعها ونفور العالم منها، وخلق أعداء لها. كما حث شودري الفلسطينيين على أخذ العبرة مما قامت به باكستان، حيث حرصت على رص الصفوف الداخلية وبناء قوتها الذاتية لتكون رادعة لكل عدو وطامع، حتى بات عنوان المرحلة الحالية في باكستان هو "بنيان مرصوص"، وهو نفس اسم العملية العسكرية التي أطلقتها القوات الباكستانية في مواجهة العدان الهندي. وأكد شودري وقوف باكستان حكومة وشعبا وجيشا إلى جانب المظلومين في فلسطين ، وأنهم يتعاطفون مع أهل غزة ومستعدون لمساعدتهم وإغاثتهم. وفي وقت سباق اليوم أدانت الخارجية الباكستانية في بيان -أطلعت الجزيرة نت عليه- بأشد العبارات العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، الذي أسفر عن مقتل العشرات من الفلسطينيين، بالإضافة إلى الاستهداف المتعمّد للمستشفيات والبنى التحتية الحيوية الأخرى، وأوامر الإخلاء الجماعي. واعتبر البيان أن توسيع العمليات البرية الإسرائيلية في غزة، وإعلانها "السيطرة الكاملة" على غزة، يشكلان تهديدا خطيرا للجهود الرامية إلى تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة. وانتقد البيان مواصلة إسرائيل عرقلة وصول المساعدات الإنسانية الأساسية إلى ملايين المحتاجين إليها، وهو ما يُمثل فرض عقاب جماعي على الشعب الفلسطيني المحاصر. وقال البيان إن باكستان تجدد دعوتها للمجتمع الدولي إلى الوقف الفوري لحملة الإبادة الجماعية الإسرائيلية، وضمان وقف إطلاق نار دائم في غزة، كما تحث على اتخاذ خطوات ملموسة لتوفير المساعدات الإنسانية دون عوائق لملايين الفلسطينيين المحتاجين، ومحاسبة إسرائيل على جرائمها الفظيعة. وأكد أن باكستان تجدد معارضتها القاطعة لأي محاولات لتهجير الفلسطينيين من أراضيهم التاريخية، أو توسيع المستوطنات الإسرائيلية غير القانونية، أو ضم أي جزء من الأراضي الفلسطينية المحتلة. وختم بالقول إن باكستان ماضية في دعمها الثابت لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير ، وتدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة ومتصلة جغرافيا على حدود ما قبل عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.


الجزيرة
منذ 5 ساعات
- الجزيرة
باكستان والهند تتفقان على عودة قواتهما لمواقعها بكشمير
اتفقت باكستان و الهند على إعادة تموضع قواتهما بحيث تعود إلى مواقعها المعتادة على طول الحدود في منطقة كشمير بحلول 30 مايو/أيار الجاري، في حين أكد مسؤولون من الجانبين أن اتفاق وقف إطلاق النار غير محدد بمدة زمنية. وقال مسؤول هندي "لا يوجد تاريخ انتهاء لوقف الأعمال العدائية كما تم التأكيد عليه في اتصال مديري العمليات العسكرية في البلدين يوم 12 مايو/أيار"، مفندا التكهنات بشأن حدوث انهيار وشيك لوقف إطلاق النار. ولم يصدر بيان رسمي من الجيش الباكستاني ، لكن دبلوماسيا -طلب عدم ذكر اسمه- أكد أن وقف إطلاق النار لا يزال ساري المفعول ولا يرتبط بموعد زمني محدد لانتهائه، مؤكدا أن مناقشات مديري العمليات العسكرية كانت تهدف إلى "جعل وقف إطلاق النار مستداما". وخاضت الهند وباكستان الأسبوع الماضي صراعا استمر 4 أيام، في أسوأ أعمال عنف عسكري منذ عقود أسفرت عن مقتل نحو 70 شخصا، بينهم عشرات المدنيين من الجانبين، مما أثار مخاوف عالمية من احتمال تحوله إلى حرب شاملة، قبل التوصل إلى وقف لإطلاق النار يوم السبت الماضي.


الجزيرة
منذ يوم واحد
- الجزيرة
صحيفة إيطالية: هل بدأت حرب المياه بين الهند وباكستان؟
يرى تقرير نشره موقع "شيناري إيكونومتشي" الإيطالي أن "حرب مياه" بدأت تلوح في الأفق بين الهند و باكستان ، بعد أن سرّعت نيودلهي وتيرة بناء سدّي "دول هاستي" و"راتل" في كشمير ، مما يهدد بتقويض " معاهدة مياه السند" التاريخية. وقال الكاتب فابيو لوغانو في التقرير إن هذا التصعيد الخطير حول هذه المشاريع المائية الحساسة في منطقة السند يُنذر بعواقب وخيمة، إذ لا تمثل هذه السدود مجرد منشآت في مجال الطاقة، بل أوراق ضغط جيوسياسية في صراع طويل الأمد بين البلدين. تسريع بناء السدود وقال لوغانو إن السكرتير العام لإقليم جامو وكشمير أتال دولو أصدر تعليماته للمسؤولين بالإسراع في تنفيذ مشروعين كبيرين لتوليد الطاقة الكهرومائية في سدّي "راتل" و"دول هاستي" بمنطقة كشتوار، رغم اعتراضات باكستان التي ترى في ذلك انتهاكا لمعاهدة مياه نهر السند التي قامت الهند بتعليقها عقب الهجوم في بهلغام يوم 22 أبريل/نيسان الماضي. وأضاف أن دائرة الإعلام والعلاقات العامة في جامو وكشمير كتبت عن الزيارة على منصة إكس: "قام السكرتير العام أتال دولو بزيارة مشروعي راتل (850 ميغاواط) ودول هاستي (390 ميغاواط) الكهرومائيين لتفقّد التقدّم في الأعمال والعمليات". وتؤكد الهند أن هذه المشاريع تلتزم بإرشادات معاهدة مياه السند، وأنها ضرورية لأمن الطاقة والتنمية الاقتصادية في المنطقة. شريان حياة وأشار الكاتب إلى أن مياه نهر السند وروافده تُعدّ شريان حياة لباكستان، إذ توفر لها الموارد اللازمة للزراعة وإنتاج الطاقة. وكانت الهند قد اعترضت سابقا على هذه المعاهدة التي تنظّم استخدام مياه السند منذ عام 1960، لكنها تعهدت بعد الهجمات الأخيرة في كشمير بعدم السماح بوصول قطرة ماء واحدة إلى باكستان، حسب الكاتب. وختم لوغانو بأن تسارع الجهود الهندية في بناء السدود إشارة واضحة على نية خنق باكستان مائيا، في حين أعلنت إسلام آباد أنها مستعدة لخوض الحرب من أجل الدفاع عن حقها في المياه، مما يعني أن التوتر بين البلدين لا يزال بعيدا عن الحل.