
وحدت اليمنيين وسلطت الضوء على الأوضاع الراهنة.. ثورة النساء في اليمن الدلالات والرسائل (تحليل)
تشهد محافظات يمنية ثورة تنخرط فيها النساء بشكل مكثف، وأبرزها في محافظات عدن وتعز وأبين، الواقعات تحت سيطرة للحكومة اليمنية، المعترف بها دوليا، والممولة من السعودية والإمارات، وتتخذ من عدن عاصمة لها.
وشهدت شوارع هذه المدن طوال الفترة الماضية خروج آلاف النساء في مظاهر احتجاجية متواصلة، للمرة الأولى، ومثل انعدام الخدمات وتردي الوضع المعيشي أبرز دوافع ومبررات الخروج النسوي.
بدأت تلك المظاهرات بشكل عفوي في مدينة عدن، على خلفية تراجع مستوى الخدمات، وأبرزها الكهرباء، وانقطاع الرواتب، ثم امتدت الشرارة إلى محافظة أبين المجاورة، التي تعيش هي الأخرى وضعا مشابها، وتوسعت الدائرة لاحقا لتصل محافظة تعز ذات الكثافة السكانية العالية، والتي تشهد تراجعا غير مسبوق بالخدمات الأساسية، وأبرزها الماء والكهرباء، وانقطاع الرواتب.
وحدت هذه المعاناة، والخروج النسوي اليمنيين في المدن التابعة للحكومة، وأبزرها تعز وعدن، رغم تنامي مظاهر المناطقية، وحصر الانتقالي سيطرته على ما كان يعرف بالمدن الجنوبية، لكن التدافع المستمر للشارع، عكس واحدية الحياة المعيشية، والهم المشترك.
المظاهر الثورية للنساء انخرطت فيها نساء من مختلف الفئات العمرية، وخرجن في ذروة فصل الصيف، التي ترتفع فيه درجة الحرارة إلى مستويات قياسية، وتنعدم فيه خدمات الكهرباء، ورفعن شعارات منددة، وهتافات غاضبة، خاصة في عدن، التي كان لها النصيب الأكبر من الحضور والمشاركة.
وتعكس هذه الثورة مستوى الضيق الذي وصل له السكان في هذه المدن، ويعبر عن حالة من المستوى المريع للوضع المعيشي، ووصول السكان إلى مرحلة من الضيق من أداء السلطات الحاكمة، وعبرت عنها النساء في هذه المظاهرات المستمرة.
ولعل الفارق بين التظاهرات في تعز وعدن، أنها جاءت بعيدا عن حالة التجاذب والدوافع السياسية، مع فارق أن الأولى لايزال فيها روح العمل السياسي، والفاعلية للأحزاب، بينما تغيب في الثانية التحركات السياسية التي يمكن اعتبارها تقف خلف دفع النساء للشوارع، ما يجعل الثورة النسائية في عدن تكتسب زخما كبيرا، ودلالة قوية، وتعد بمثابة استفتاء على السلطات القائمة، وردا على عمليات التضييق المناطقي، وهيمنة اللون الواحد، المتمثل هنا بالمجلس الانتقالي، الذي يسيطر بشكل كامل أمنيا واقتصاديا على عدن.
قوبلت هذه الثورة بالبرود أحيانا، وبمحاولات القمع أيضا، ففي تعز وأبين خرجت العديد من المظاهرات، لكن لم تتعرض لاي مضايقات أو محاولات إجهاض، بينما في عدن تعرضت النساء المشاركات لعمليات تضييق مستمرة، ومحاولات منع من التجمهر، ووصل الأمر حد الاعتداء على بعض النساء، وإخراج عناصر نسائية لمنعهن من التظاهر، وهو ما انتقده المركز الأورومتوسطي في تقرير حديث له.
ونجحت النساء في عدن بإيصال صوتهن للمجتمع المحلي والدولي، من خلال الإصرار المستمر في التظاهر، وتحدي قرارات اللجنة الأمنية التي منعت التظاهر، في محاولة لمنع التدفق المستمر إلى الشوارع، وهو ما يعكس أيضا مدى الشعور بتدهور الأوضاع، والحاجة الملحة لإجراء تدخلات عاجلة تلبي مطالب النساء.
قابت السلطات الحاكمة في تلك المدن المطالب بالصمت، وأبدى رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي، ورئيس الحكومة الجديد سالم بن بريك تفهما لمطالب النساء، وذلك من خلال خطاب العليمي في ذكرى الوحدة اليمنية الـ35، وكذلك في تغريدة لرئيس الوزراء الذي اندلعت الثورة مع تعيينه رئيسا للحكومة، واستبقت عودته الأولى لليمن.
على المستوى السياسي لم يصدر عن الأحزاب اليمنية والكيانات ما يوحي بالتأييد لهذه الثورة النسوية، أو معارضتها، بينما رحبت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان تأييدها لمظاهر ثورة النساء في كل المحافظات.
أما بالنسبة للمجلس الانتقالي فقد بدا متناقضا في التعامل مع هذه المظاهر الثورية، خاصة في مدينة عدن، ففي حين تتحدث مواقفه عن دعم المتظاهرات، فقد بادر أيضا لقمعهن، واستخدم أجهزته الأمنية للتضييق عليهن، وبنفس الوقت واصل اتهام الحكومة بالتقصير في الخدمات، رغم كونه شريكا رئيسيا في إدارتها.
تعد هذه الثورة النوعية حالة فريدة من النضال في اليمن، المعروف بالمحافظ، ونظرته للنساء مجتمعيا، وتأتي هذه المظاهرات لتقدم رسالة واضحة على الوضع الذي تعيشه الحكومة اليمنية في المناطق الخاضعة لسيطرتها، وتعكس مستوى التدهور للخدمات، وحالة الضيق الشعبية، ومن المرجح استمرارها، خاصة مع انعدام وسائل الحلول والمعالجات الملبية للمطالب المرفوعة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


حضرموت نت
منذ يوم واحد
- حضرموت نت
الرئيس العليمي: مستمرون في صرف المرتبات واستعادة الدولة (نص الخطاب)
أكد الرئيس رشاد العليمي أن مليشيا الحوثي التابعة لإيران، لا تزال ماضية في مشروعها التخريبي والطائفي، مرتهنة لإملاءات النظام الإيراني، ورافضة لكل جهود السلام. جاء ذلك في خطاب، مساء اليوم الخميس، بمناسبة عيد الأضحى المبارك، ألقاه نيابة عنه، وزير الأوقاف والإرشاد الدكتور محمد شبيبة. وأضاف الرئيس العليمي: 'المناطق الخاضعة لهذه الجماعة تحوّلت إلى ساحات للقمع والإرهاب، تُمارس فيها أبشع الانتهاكات من قتل واختطاف وتعذيب ونهب وتجويع، وتجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات الموت، في تحدٍ صارخ لكل القيم الدينية والإنسانية'. وقال الرئيس العليمي إن مغامرات الحوثيين الطائشة تسببت في استدعاء عدوان إسرائيلي دمّر ثلاثة موانئ، وثلاثة مصانع، ومطارًا، وأربع طائرات، دون أن يرف لها جفن. وأكد أن المليشيا مستمرة في سياستها التخريبية، بينما اختارت الدولة الانحياز للناس وتقديم حياة المدنيين ومصالحهم على استعراضات زائفة بالسيادة. وجدد الرئيس الدكتور العليمي تأكيد التزام مجلس القيادة الرئاسي والحكومة، بالشراكة مع القوى الوطنية، بالمضي قدمًا نحو تحسين الأوضاع المعيشية وصرف المرتبات واستعادة مؤسسات الدولة العادلة. وقال إن المرحلة القادمة ستكون مكرسة لترسيخ الأمن، وتوفير الخدمات، والتمسك بمبادئ المواطنة المتساوية والشراكة السياسية. نص الخطاب: بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، القائل في محكم كتابه الكريم: 'وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ'، والصلاة والسلام على رسول الله الصادق الأمين، وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين. يا أبناء شعبنا اليمني العظيم، في الداخل والخارج، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، يسعدني وإخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة أن نهنئكم بحلول عيد الأضحى المبارك، سائلًا المولى جل وعلا، أن يعيده على شعبنا ووطننا وقد تحقق له ما يصبو إليه من أمن وسلام واستقرار، وأن يجعل أيامنا القادمة خيرًا من ماضيها، ويكلّل نضالنا وتضحياتنا بالنصر المؤزر واستعادة دولتنا ومؤسساتها الوطنية. وفي هذه المناسبة العظيمة، اتقدم بخالص التهاني، والتبريكات إلى أخي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وإلى ولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، بمناسبة نجاح موسم الحج لهذا العام، مثمّنين عاليًا الجهود الكبيرة التي تبذلها المملكة العربية السعودية الشقيقة في خدمة ضيوف الرحمن، وتوفير كل سبل الراحة والأمان لأداء المناسك بكل يُسر وسكينة. وهي جهود مشهودة ومقدَّرة على المستويين الإسلامي والإنساني، تعكس ريادة المملكة ومكانتها الرفيعة في خدمة الإسلام والمسلمين. كما يسرني وإخواني أعضاء مجلس القيادة الرئاسي أن نهنئ حجاج بيت الله الحرام من أبناء اليمن وسائر المسلمين، ونسأل الله أن يتقبل منهم حجهم وسعيهم، وأن يُعيدهم إلى ديارهم سالمين غانمين. أيها الشعب اليمني الكريم، يأتي هذا العيد المبارك، ولا تزال مليشيا الحوثي الإرهابية ماضية في مشروعها التخريبي والطائفي، مرتهنة لإملاءات النظام الإيراني، ورافضة لكل جهود السلام، وممعنة في انتهاك حرمة الدماء، والأعراض. لقد تحوّلت المناطق الخاضعة لهذه الجماعة إلى ساحات للقمع والإرهاب، تُمارس فيها أبشع الانتهاكات بحق أبناء شعبنا من اختطافات وقتل وتعذيب وابتزاز، إلى جانب فرض الجبايات ونهب الممتلكات العامة والخاصة، وتجنيد الأطفال والزج بهم في جبهات الموت، ضاربة عرض الحائط بكل القيم الدينية والإنسانية. وقد رأيتم جميعا كيف قادت مقامرة هذه المليشيات الإرهابية بمصالح الشعب اليمني، ومكتسباته الى استدعاء العدوان الإسرائيلي لتدمير ثلاثة موانئ، وثلاثة مصانع، ومطار، وأربع طائرات، دون ان يرف لها جفن.. ولازالت مستمرة في مغامراتها الطائشة نحو مزيد من الخراب والدمار. كما رأيتم في مقابل هذا الإرهاب والابتزاز كيف اختارت الدولة دائما الانحياز للناس، وتقديم حياة المدنيين ومصالحهم على استعراض زائف بالسيادة. اننا في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة الشرعية، وبالشراكة مع القوى الوطنية والمكونات السياسية، ماضون في العمل من أجل تثبيت الأمن، وتوفير الخدمات، وتحسين الأوضاع المعيشية، وصرف المرتبات، واستعادة مؤسسات الدولة العادلة، الضامنة للشراكة، والمواطنة المتساوية لكل أبنائه. أيتها الأخوات أيها الإخوة المواطنون، نجدد في هذه المناسبة موقفنا الثابت والدائم إلى جانب قضية شعبنا العربي الفلسطيني الشقيق، وحقه في تحرير أرضه وتقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة كاملة السيادة، وندين بأشد العبارات حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي الغاشم بحق أهلنا في قطاع غزة، والتي تشكل وصمة عار في جبين الإنسانية، وتستوجب موقفًا دوليًا صارمًا يضع حدًا لهذا العدوان، ويحمي المدنيين الأبرياء. ختامًا، نجدد تهانينا لكل أبناء شعبنا في الداخل والخارج، سائلين الله تعالى الرحمة للشهداء، والشفاء للجرحى، والحرية للمعتقلين، وأن يجعل هذا العيد فاتحة خير لمرحلة جديدة يسود فيها السلام، والعدل والرخاء. كل عام وأنتم واليمن بخير، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.


الموقع بوست
منذ 2 أيام
- الموقع بوست
توكل كرمان: في الساحل الغربي استيطان ودويلة تهدف لتفتيت اليمن وخنق تعز
أكدت الناشطة اليمنية الحائزة على جائزة نوبل للسلام توكل كرمان، أن ما يجري في الساحل الغربي عبارة عن إستيطان وإحتلال وإحلال ودويلة تهدف لتفتيت اليمن وخنق مدينة تعز. وقالت كرمان في مقال لها على منصة فيسبوك، إن مجي طارق عفاش وشقيقه عما إلى تهامة لإستعادة صنعاء من أبعد نقطة عنها!!، بل للاستيطان والحلول محل سكان تهامة الأصليين، ولتأسيس "دويلة خاصة بهم مرتهنة وتدار بالكامل من قبل مموليهم، وتؤسس لعملية تفتيت اليمن إلى دويلات كثيرة ولتنفيذ حكمهم بالإعدام على تعز عبر الاستحواذ على رئتها الوحيدة ومتنفسها الوحيد على البحار ومنفذها إلى العالم". وأضافت: "سنعود قليلا الى السنوات القليلة الماضية، حين اختلف صالح والحوثي بعد سنوات عديدة من الانقلاب والحرب كان صالح لايزال يحتفظ بأهم الألوية العسكرية ذات التدريب العالي والتسليح الجيد، عشرات المعسكرات والألوية الخاصة الممتدة من أمانة العاصمة صنعاء حتى سنحان وما حولها، فضلا عن ولاء المعسكرات الأخرى في مناطق كثيرة، كان طارق عفاش بمقام وزير دفاع صالح". وأردفت: "عام ونصف عام كانت تقريبا المدة الزمنية التي احتاجوها لدعم ومساندة مسيرة جحافل الحوثي من صعدة الى صنعاء، وأكثر تلك الجحافل من جيش صالح وحزب صالح والقبائل الموالية لصالح، أتتهم التوجيهات ضمن ترتيبات الانقلاب ان اخلعوا بدلة الحرس الجمهوري العسكرية وارتدوا ازياء مشابهة لما يرتديه افراد ميليشيا الحوثي، ورددوا ذات الصرخة". وأشارت إلى أنه حين أختلف الحوثي وصالح لاحقا، "بعد أكثر من ثلاثة أعوام من الانقلاب والحرب وبإيعاز من التحالف وتنسيق مع طارق، أن انقلبوا على الحوثي وسوف نساعدكم لاستعادة حكمكم لليمن وسنعترف به وندعمه". وأوضحت أن هذه الأمنية أو هذا الوهم الكبير ـ بعودة صالح للحكم ـ كان من البداية وراء دعم صالح للحوثي لتقويض العملية والتي سيأتي بعدها بالضرورة استعادة حكمه، مضيفة: "هكذا كانت حسبة صالح، وهو يطيح بسلطة وعملية انتقالية منحته وعائلته وأركان حكمه حصانة من أي مسائلة، واحتفظ فيها بنصيب وافر في السلطة". وتابعت: "أقول على غير مدة العام والنصف التي احتاجها صالح ومساعدوه -وابن اخيه طارق واحد من اهمهم - للإطاحة بالعملية الانتقالية التوافقية احتاجوا إلى يوم أو بضع يوم ليمنوا بهزيمة ساحقة وفشل تام أمام ميليشيا الحوثي، استولت جماعة الحوثي خلال ساعات على كل ألويتهم العسكرية بكامل عتادها وقتلت صالح واستولت على منزله وفر طارق إلى خارج مناطق سيطرة الحوثي". وبحسب كرمان، فقد تم مكافأة "طارق صالح"، بدويلة في ساحل تهامة يمارس فيها ما طاب له من النهب والاستيلاء على الممتلكات العقارية الخاصة والعامة، ومزاولة ما طاب له وأخيه عمار من القمع والانتهاكات والاخفاء القسري لمن يعارضه او لا يوافق على سياسة النهب والاستيلاء الممنهجة على ممتلكات واراضي ابناء تهامة. وأفادت أن قوات طارق صالح ليست مصممة من أجل تحرير صنعاء، حيث "لا تنقصهم فقط العقيدة الوطنية والنزاهة الاخلاقية لتكون جزء من معركة كهذه، هي لم تصمم لأن تكون في غير الساحل الغربي، وهي تتلقى الدعم من أجل هذه الغاية فقط، تقسيم اليمن إلى دويلات تدار بالكامل من قبل الكفيل وتحقق نفوذه وكافة مصالحه". وقالت "كرمان" إن دويلة طارق أختير مكانها بدقة، لتخنق تعز والنيل منها بأشد عقاب، إنها في الجزء الحي والحيوي من محافظة تعز، هي رئة تعز ومتنفسها واطلالتها على البحر ونافذتها إلى العالم". وأكدت أن تعز تتعرض لحرب وجود حقيقية من قبل طارق ومموليه، وأنها "حرب ممتدة خاضها طارق وعمه عفاش عبر مراحل عدة ودون هوادة، بدأت بشراكتهم بالانقلاب مع الحوثي على أحلامها وأحلام اليمنيين، حين الاطاحة بالعملية الانتقالية واستمرت بعد الانقلاب بشراكتهم مع الحوثي في الحرب التدميرية عليها، الاشراف على عشرات الألوية من الحرس الجمهورية المنتشرة في تعز وما حولها لقصفها ليل نهار وحشد وتجيش الغزاة القادمين من القبائل الموالية لآل عفاش، وضمن اعداد وتدريب فرق القناصة لتنفيذ برنامج القتل الدموي الذي دشنه عمه صالح بعبارته الشهيرة "دقوهم بالقناصة " وأخيرا بإقامة دويلة في المخا وما جاورها من المناطق الحيوية تغدو تعز بدونهما مجرد منطقة محاصرة معزولة أشبه بسجن لا ماء فيه ولا حياة". واعتبرت كرمان، أن إقامة دويلة الساحل الغربي "أسوأ وأخطر طعنة غادرة تتلقاها اليمن من تحالف الغدر لضرب مشروع استعادة الدولة اليمنية وتدمير وتفتيت الكيان الوطني إلى العديد من الدويلات"، مضيفة: "لا يكفِ المشروع الانفصالي الذي يترنح جنوبا أن يحقق هذه الغاية، هناك الكثير من التحديات والصعوبات التي تجعل هذا المشروع في مهب الريح، في المقابل دويلة الساحل الغربي تشرعن لعصر الدويلات بشكل نموذجي، وتكفل فيما تكفل انفصال البلاد وتفتيتها إلى عديد من الدويلات التي يتقاسم النفوذ عليها الامارات والسعودية وآخرون". وتابعت: "كل منزل يقيمه طارق يحقق هذه الغاية اللا وطنية كل طريق يرصها كل مبنى ينشئه، ليس الغرض منه استعادة الدولة ولا تحرير صنعاء بل إقامة دويلة الساحل لصاحبها طارق عفاش وابناءه من بعده، سيكون هناك مطار من اراضي وممتلكات شيدت على اراضي السكان الاصليين الخاصة والعامة لكن ريعه وعائداته ستذهب إلى جيب طارق وعائلته، وسيزدهر بالتجارة غير المشروعة التي طالما أجادها آل عفاش هناك". ونوهت إلى أنه سيكون هنالك ـ في الساحل الغربي ـ "أبراج ومدن سكنية لا أستبعد ذلك، تقام على الاراضي والعقارات المنهوبة من أبناء تهامة، يقتنيها ويتداولها المستوطنون، لكن لا حظ ولا نصيب لأبناء تهامة فيها، تلك المباني والطرق تقربنا من دويلة طارق لصاحبها محمد بن زايد". وأشارت إلى أن ابناء تهامة سيشاهدون "مدنا ليسوا من سكانها وابراجا كل شققها للغزاة والمستوطنين، وتجارة رائجة لاحظ لهم فيها ولا نصيب. وطرق مسفلته يقطعونها بأقدامهم المتشققة ويستنشقون عوادم السيارات الفارهة التي يقودها المستوطنون على عجل". وأضافت: "في الساحل الغربي هناك فقط استيطان واحتلال واحلال، ويكذب من يقول أن طارق القادم من مضارب سنحان يعد ويستعد من أجل تحرير صنعاء من أبعد نقطة عنها، يعلم ابناء تهامة من سكان المخا والساحل الغربي ان كل كلمة قلتها هنا صحيحة وأن ما خفي أعظم وأسوأ، إنني أنظر إليهم فلا أراهم سوى غزاة ومستوطنين، وليسوا مقاتلين في سبيل الحرية، ولن يكونوا، جميعنا يعلم هذا إلا الغافلون والمتهافتون".


الأمناء
منذ 2 أيام
- الأمناء
هل يُصلِح سالم بن بريك ما أفسدته الشرعية؟
في الوقت الذي يتأرجح فيه المواطن في عدن وباقي مدن الجنوب، بين أملٍ ضئيل يتشبث به في لحظات الصبر القصوى، وخيبةٍ تتكرّس يومًا بعد آخر في تفاصيل معيشته القاسية، يطل سالم بن بريك، رجل المال والإدارة، على رأس حكومة مأزومة ترزح تحت ركام الفشل المتراكم والانقسامات والتجاذبات، التي لم تترك مجالًا للإصلاح، إلا من باب الأماني، وبرغم أن تعيينه لاقى ترحيبًا أوليًا لدى شريحة واسعة من المراقبين والشارع على حد سواء، خصوصًا أولئك الذين يبحثون عن أي بصيص أمل يبعث على الطمأنينة في نفق مظلم طويل، إلا أن هذا الترحيب لم يكن بلا شروط، ففي تقديري، كان هذا الترحيب مشروطًا بالفعل لا بالقول، وبالإنجاز لا بالشعارات، وبالقدرة على إحداث فارق ملموس يتجاوز حدود النوايا الطيبة، وعلى ما يبدو ، أن سالم بن بريك لم يأتِ إلى منصبه الجديد وهو غافل عمّا ينتظره، فالرجل، بخلفيته المهنية الطويلة واحتكاكه المباشر بملفات الدولة المالية، يدرك أو هكذا يُفترض حجم التحديات التي تقف كجدار صد أمام أي محاولة إصلاحية؛ من الرواتب المتأخرة إلى العملة المتدهورة، ومن تردي الخدمات في العاصمة عدن إلى الشعور المتزايد في الشارع الجنوبي بأن الجنوب يُحمّل فوق طاقته، دون أن يكون له القرار أو النصيب،ومن خلال متابعتنا لما طرحه في أولى جلسات مجلس الوزراء، بدا واضحًا أن الرجل لا ينوي السير على خطى من سبقوه من رؤساء الحكومات الذين اكتفوا بالصمت أو التبرير، وعلى الرغم من أنه لم يطرح تساؤلات مباشرة حول مسألة توريد الإيرادات، إلا أنني أتساءل هنا، هل يدرك بن بريك وهو الخبير المالي ، أن عدن تورد كل إيراداتها إلى البنك المركزي، بينما محافظات مثل مأرب وتعز لا تزال تحتفظ بإيراداتها؟ وهل يعي أن هذه المفارقة تمثل جوهر الخلل في بنية العلاقة المالية والإدارية داخل الدولة؟ إن الاعتراف بهذه الإشكالية هو الخطوة الأولى لأي إصلاح حقيقي، وإذا ما تحوّلت من مجرد إدراك إلى موقف سياسي واقتصادي عملي، فإنها قد تشكل نقطة انطلاق محترمة نحو تغيير قواعد اللعبة المالية المقلوبة. ومن وجهة نظري، فإن حديث بن بريك عن ضرورة البحث عن موارد بديلة والاعتماد على الذات مع الاستفادة من دعم الأشقاء، يعكس إدراكًا جزئيًا لحقيقة أن الاقتصاد لن يُبنى من الخارج فقط، بل يجب أن ينهض من الداخل من خلال إدارة رشيدة قادرة على الاستفادة من كل قرش يُجمع، مع شفافية ومحاسبة لا تعرف المجاملة. وفي السياق ذاته، فإن المجلس الانتقالي الجنوبي الذي يشارك اليوم بشكل مباشر في إدارة الملفات الحكومية لا يمكنه في رأيي أن يظل في موقع الناقد والمراقب؛ فهو معنيّ بأن يثبت لجماهيره أن المشروع السياسي الذي يحمله قادر على الترجمة الواقعية في حياة الناس، لا سيما على صعيد الخدمات والإدارة والأمن والتنمية، وإذا ما فشل بن بريك لا قدّر الله في إحداث فارق حقيقي، فإن ذلك لن يُقرأ فقط بوصفه فشلًا لرجل تكنوقراطي، بل سيُنظر إليه كفشل لمنظومة كاملة كانت تعِد الناس بأنها البديل الممكن، والمشروع القادم، والخلاص من عبث الشرعية وفسادها. إنني أؤمن بأننا أمام لحظة مفصلية لا تحتمل التردد؛ لحظة إما أن نكسر فيها القيد الذي كبّل الجنوب لعقود من التهميش والفساد، أو نواصل السقوط في دوامة التكرار البليد لخيبات لا نهاية لها. ولذا، فإننا نضع املنا في أن يدرك بن بريك، والمجلس الانتقالي الجنوبي من خلفه، أن لا مجال للترف السياسي الآن، ولا مساحة للمراوغة أو الخطابات العامة، فالشعب قد ملّ الانتظار، وبلغ به الإنهاك مبلغًا لم يعد فيه قادرًا على تحمل المزيد، فإن كنتم صادقين وأرجو أن تكونوا كذلك، فلتبدأوا من عدن، من شارعها، من سوقها، من منزل المواطن الذي لا يملك ثمن الدواء ولا يجد عملًا يقيه مذلّة السؤال، ابدؤوا من حيث يحترق الجسد الجنوبي كل يوم في صمت، وإن لم تفعلوا، فإن التاريخ لا يرحم الذين خذلوا شعوبهم مرتين.