logo
مونديال 2030 في المغرب: استدامة أم شعارات؟ بين الطموح البيئي والأسئلة الجوهرية

مونديال 2030 في المغرب: استدامة أم شعارات؟ بين الطموح البيئي والأسئلة الجوهرية

المغرب الآنمنذ 5 ساعات

فوزي لقجع يعد بـ'مونديال أخضر'.. لكن هل الواقع قادر على مواكبة الرؤية؟
في خطاب ألقاه نيابة عنه الكاتب العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أعلن فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ورئيس لجنة تنظيم كأس العالم 2030، أن المغرب
عازم على جعل هذا الحدث الكروي الكبير نموذجًا عالميًا في الاستدامة البيئية والاندماج الاجتماعي
، معتبرًا أن تنظيم كأس العالم بشراكة مع إسبانيا والبرتغال يشكّل فرصة تاريخية لتسريع التحول البيئي بالمملكة.
لكن خلف هذه التصريحات الطموحة، تُطرح تساؤلات ملحة:
هل يملك المغرب فعلاً البنيات المؤسساتية والمالية والتقنية لتحويل كأس العالم إلى رافعة بيئية وتنموية؟
أم أننا أمام خطاب تسويقي جميل يصطدم بتحديات الحوكمة، والنفايات، والعدالة المجالية؟
من خطاب الرؤية إلى تعقيدات التنزيل: ماذا يقول الواقع؟
لقجع ربط تنظيم المونديال برؤية الملك محمد السادس الذي يضع الاستدامة في قلب السياسات العمومية، لكن هذا الربط لا يعفي من السؤال الأساسي:
أين وصل المغرب فعليًا في تفعيل هذه الرؤية بيئيًا؟
بحسب تقارير البنك الدولي (2023)،
ما يزال المغرب يواجه تحديات مزمنة في تدبير النفايات الصلبة، وتوفير المياه، وتحقيق عدالة بيئية بين الجهات
. فالمعدل الوطني لإعادة تدوير النفايات لا يتجاوز 10%، بينما تذهب النسبة الأكبر إلى مطارح غير مهيكلة، مما يُناقض طموح 'معالجة فعالة للنفايات' كما أعلن لقجع.
كما أن
التحديات المائية
تزداد حدّة، إذ صنّفت تقارير اليونسكو المغرب ضمن الدول المهددة بنقص المياه بحلول 2030، بسبب الضغط المناخي وسوء توزيع الموارد.
الطاقات المتجددة: فرصة استراتيجية أم تسويق بيئي؟
أشار لقجع إلى 'استثمار مكثف في الطاقات المتجددة لتزويد البنيات التحتية الرياضية'، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح، تماشيًا مع أهداف المغرب الطاقية (الانتقال إلى 52% من الطاقات المتجددة بحلول 2030)، بحسب
الوكالة المغربية للطاقة المستدامة MASEN
.
لكن يظل السؤال:
هل ستُصمم الملاعب والمرافق فعليًا وفقًا لمعايير 'البناء الأخضر'؟ وهل هناك التزام شفاف بنشر المعطيات البيئية للمشاريع المرتبطة بالمونديال؟
الشراكة الثلاثية: فرصة دبلوماسية أم ورطة تنظيمية؟
تنظيم مشترك مع إسبانيا والبرتغال يفتح الباب أمام
دبلوماسية رياضية قوية
، لكنه يطرح أيضًا تحديات تنسيقية ضخمة:
كيف ستُوزّع المسؤوليات البيئية بين الدول الثلاث؟
وهل ستراعي المعايير الموحّدة خصوصيات كل دولة؟
ثم:
هل سيُراعى مبدأ العدالة المجالية داخل المغرب نفسه، في إشراك المناطق غير المستضيفة كما أشار لقجع؟
أم أننا سنكرر مشهد 'الرباط والدار البيضاء فقط'؟
'الحكامة المندمجة': المفهوم الجديد أم العبارة الغامضة؟
يراهن لقجع على ما أسماه 'الحكامة المندمجة' المبنية على التمويل الكربوني وتثمين المعارف المحلية. ورغم حداثة الطرح، تبقى المفاهيم فضفاضة بدون
أجندة واضحة وتقييم مستقل
.
وحتى التمويل الكربوني، رغم كونه أداة مبتكرة عالميًا، إلا أن
تطبيقه في إفريقيا لا يزال محدودًا جدًا بسبب ضعف النظم القانونية والرقابية
، كما تُظهر بيانات منصة 'Carbon Pricing Dashboard' التابعة للبنك الدولي.
في الخلاصة: مونديال أخضر.. ولكن بشروط!
لا شك أن الطموح المغربي في جعل كأس العالم 2030 منبرًا للتنمية المستدامة أمر يستحق الإشادة. لكن هذا الطموح يحتاج إلى أكثر من خطابات ووعود. يحتاج إلى:
إفصاح دوري وشفاف عن المعطيات البيئية والتمويلية
إشراك فعلي للجهات والمجتمع المدني
ربط مشاريع البنية التحتية بالمخططات المناخية لا بالمصالح السياسية
ضمان عدالة مجالية لا تجعل من المونديال مشروعًا للمركز فقط
وإلا، فقد يتحول 'مونديال المناخ' من فرصة استثنائية إلى
حملة دعائية عابرة
، تعجز عن ترك الأثر الحقيقي في واقع بيئي واجتماعي يحتاج إلى أكثر من مجرد 'كرة القدم'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لقجع: المغرب ملتزم بجعل كأس العالم 2030 نموذجا للاندماج والاستدامة البيئية
لقجع: المغرب ملتزم بجعل كأس العالم 2030 نموذجا للاندماج والاستدامة البيئية

اليوم 24

timeمنذ 2 ساعات

  • اليوم 24

لقجع: المغرب ملتزم بجعل كأس العالم 2030 نموذجا للاندماج والاستدامة البيئية

أكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، أمس الأربعاء بسلا الجديدة، أن المغرب ملتزم بشكل حازم بجعل كأس العالم 2030 نموذجا للاستدامة البيئية والاندماج الاجتماعي، وبتنظيم هذا المونديال في إطار دينامية شاملة للانتقال البيئي. وقال لقجع، وهو رئيس لجنة كأس العالم 2030، خلال لقاء نظم بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، تحت شعار 'كأس العالم 2030، مناخ العالم'، أن تنظيم هذا الحدث الرياضي الكبير يمثل امتدادا للرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تضع الاستدامة في صلب السياسات العمومية الوطنية. وأوضح لقجع في كلمة تليت باسمه من طرف الكاتب العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، طارق ناجم، أن 'المملكة تستعد لتنظيم مشترك لكأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال. ووعيا منا بأن هذا العرس العالمي تواكبه مسؤوليات بيئية من الدرجة الأولى، فإننا نراه فرصة تاريخية لتسريع وتيرة تنميتنا المستدامة والمتضامنة'. كما ذكر بأن المغرب يعتزم جعل هذه التظاهرة رافعة للتحول الحضري والاقتصادي والاجتماعي، تماشيا مع التوجهات الاستراتيجية للنموذج التنموي الجديد. وفي هذا السياق، قدم رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التزامات المملكة الملموسة في مجال الاستدامة، والتي ترتكز على ثلاثة محاور أساسية تهم الاستثمار المكثف في الطاقات المتجددة لتزويد البنيات التحتية الرياضية بالطاقة، والتدبير المبتكر للموارد المائية، بالإضافة إلى وضع نظام فعال لمعالجة النفايات، يدمج التسميد العضوي وتثمين المواد، مع التأكيد على أهمية الحكامة المندمجة، التي تجمع بين آليات تمويل مبتكرة (كالتمويل الكربوني)، وإشراك المناطق غير المستضيفة، وتثمين المعارف والخبرات المحلية. وأشار إلى أن 'طموحنا واضح: وهو جعل المغرب فاعلا رئيسيا في كرة القدم العالمية ونموذجا إفريقيا في التنمية الرياضية المستدامة، يزاوج بين التميز واحترام الأرض'. من جهته، أشاد نائب رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، مارك بومان، بالمقاربة المغربية، واصفا إياها بـ'النموذجية' من حيث قدرتها على التوفيق بين متطلبات الرياضة، والانتقال المناخي، والإدماج. وقال 'لقد تمكن المغرب من بناء رؤية منسجمة، تتماشى مع أولوياتنا الاستراتيجية. ومع استثمارنا لأكثر من خمسة مليارات أورو في المملكة، فإننا نتموقع كشريك مالي واستراتيجي على المدى الطويل'، مستحضرا في هذا الصدد برنامج المدن الخضراء، بالإضافة إلى أول سند جماعي أخضر أصدرته مدينة أكادير، كمثال على مشروع واعد ومنتج. كما أبرز السند الأخضر الذي أصدره المكتب الوطني للسكك الحديدية، مشددا على أهمية حكامة المقاولات العمومية من أجل جذب رؤوس أموال خاصة ومستدامة. بدورها، أعربت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المغرب، إيلاريا كارنيفالي، عن ترحيبها بمبادرة تعزيز الاستدامة من خلال الرياضة، من حيث أنها تسعى إلى الجمع بين الطموحات المناخية والمشروع الرياضي الشامل. وأضافت في تصريح للصحافة بالمناسبة أن 'الرياضة تعد رافعة قوية لتحقيق التنمية المستدامة، ويظهر المغرب رؤية نموذجية من خلال مواءمة التزاماته المناخية مع هذا الحدث العالمي'، مشيرة إلى أن كأس العالم 2030 يمكن أن يشكل نموذجا عالميا لدمج الأهداف البيئية، مع تحقيق آثار مستدامة على المستوى المحلي، وإلهام الأجيال الصاعدة'. وأكدت كارنيفالي أن 'برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيواصل دعم المملكة في هذا المسار الريادي'. وتم التركيز، خلال هذا اللقاء، على الفرصة التاريخية التي يوفرها مونديال 2030 لتسريع التحولات الهيكلية في المملكة، خدمة لالتزاماتها المناخية، وتنميتها الترابية، وإشعاعها الدولي. وتم تنظيم ثلاث جلسات موضوعية تناولت البنى التحتية المستدامة، وآليات التمويل الأخضر، والتنقل منخفض البصمة الكربونية، بمناسبة هذا الحدث الذي شارك فيه مسؤولون حكوميون، وخبراء دوليون، ومؤسسات مالية، وفاعلون ترابيون، ومتدخلون في مجال التنمية المستدامة.

مونديال 2030 في المغرب: استدامة أم شعارات؟ بين الطموح البيئي والأسئلة الجوهرية
مونديال 2030 في المغرب: استدامة أم شعارات؟ بين الطموح البيئي والأسئلة الجوهرية

المغرب الآن

timeمنذ 5 ساعات

  • المغرب الآن

مونديال 2030 في المغرب: استدامة أم شعارات؟ بين الطموح البيئي والأسئلة الجوهرية

فوزي لقجع يعد بـ'مونديال أخضر'.. لكن هل الواقع قادر على مواكبة الرؤية؟ في خطاب ألقاه نيابة عنه الكاتب العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، أعلن فوزي لقجع، الوزير المنتدب المكلف بالميزانية ورئيس لجنة تنظيم كأس العالم 2030، أن المغرب عازم على جعل هذا الحدث الكروي الكبير نموذجًا عالميًا في الاستدامة البيئية والاندماج الاجتماعي ، معتبرًا أن تنظيم كأس العالم بشراكة مع إسبانيا والبرتغال يشكّل فرصة تاريخية لتسريع التحول البيئي بالمملكة. لكن خلف هذه التصريحات الطموحة، تُطرح تساؤلات ملحة: هل يملك المغرب فعلاً البنيات المؤسساتية والمالية والتقنية لتحويل كأس العالم إلى رافعة بيئية وتنموية؟ أم أننا أمام خطاب تسويقي جميل يصطدم بتحديات الحوكمة، والنفايات، والعدالة المجالية؟ من خطاب الرؤية إلى تعقيدات التنزيل: ماذا يقول الواقع؟ لقجع ربط تنظيم المونديال برؤية الملك محمد السادس الذي يضع الاستدامة في قلب السياسات العمومية، لكن هذا الربط لا يعفي من السؤال الأساسي: أين وصل المغرب فعليًا في تفعيل هذه الرؤية بيئيًا؟ بحسب تقارير البنك الدولي (2023)، ما يزال المغرب يواجه تحديات مزمنة في تدبير النفايات الصلبة، وتوفير المياه، وتحقيق عدالة بيئية بين الجهات . فالمعدل الوطني لإعادة تدوير النفايات لا يتجاوز 10%، بينما تذهب النسبة الأكبر إلى مطارح غير مهيكلة، مما يُناقض طموح 'معالجة فعالة للنفايات' كما أعلن لقجع. كما أن التحديات المائية تزداد حدّة، إذ صنّفت تقارير اليونسكو المغرب ضمن الدول المهددة بنقص المياه بحلول 2030، بسبب الضغط المناخي وسوء توزيع الموارد. الطاقات المتجددة: فرصة استراتيجية أم تسويق بيئي؟ أشار لقجع إلى 'استثمار مكثف في الطاقات المتجددة لتزويد البنيات التحتية الرياضية'، وهي خطوة في الاتجاه الصحيح، تماشيًا مع أهداف المغرب الطاقية (الانتقال إلى 52% من الطاقات المتجددة بحلول 2030)، بحسب الوكالة المغربية للطاقة المستدامة MASEN . لكن يظل السؤال: هل ستُصمم الملاعب والمرافق فعليًا وفقًا لمعايير 'البناء الأخضر'؟ وهل هناك التزام شفاف بنشر المعطيات البيئية للمشاريع المرتبطة بالمونديال؟ الشراكة الثلاثية: فرصة دبلوماسية أم ورطة تنظيمية؟ تنظيم مشترك مع إسبانيا والبرتغال يفتح الباب أمام دبلوماسية رياضية قوية ، لكنه يطرح أيضًا تحديات تنسيقية ضخمة: كيف ستُوزّع المسؤوليات البيئية بين الدول الثلاث؟ وهل ستراعي المعايير الموحّدة خصوصيات كل دولة؟ ثم: هل سيُراعى مبدأ العدالة المجالية داخل المغرب نفسه، في إشراك المناطق غير المستضيفة كما أشار لقجع؟ أم أننا سنكرر مشهد 'الرباط والدار البيضاء فقط'؟ 'الحكامة المندمجة': المفهوم الجديد أم العبارة الغامضة؟ يراهن لقجع على ما أسماه 'الحكامة المندمجة' المبنية على التمويل الكربوني وتثمين المعارف المحلية. ورغم حداثة الطرح، تبقى المفاهيم فضفاضة بدون أجندة واضحة وتقييم مستقل . وحتى التمويل الكربوني، رغم كونه أداة مبتكرة عالميًا، إلا أن تطبيقه في إفريقيا لا يزال محدودًا جدًا بسبب ضعف النظم القانونية والرقابية ، كما تُظهر بيانات منصة 'Carbon Pricing Dashboard' التابعة للبنك الدولي. في الخلاصة: مونديال أخضر.. ولكن بشروط! لا شك أن الطموح المغربي في جعل كأس العالم 2030 منبرًا للتنمية المستدامة أمر يستحق الإشادة. لكن هذا الطموح يحتاج إلى أكثر من خطابات ووعود. يحتاج إلى: إفصاح دوري وشفاف عن المعطيات البيئية والتمويلية إشراك فعلي للجهات والمجتمع المدني ربط مشاريع البنية التحتية بالمخططات المناخية لا بالمصالح السياسية ضمان عدالة مجالية لا تجعل من المونديال مشروعًا للمركز فقط وإلا، فقد يتحول 'مونديال المناخ' من فرصة استثنائية إلى حملة دعائية عابرة ، تعجز عن ترك الأثر الحقيقي في واقع بيئي واجتماعي يحتاج إلى أكثر من مجرد 'كرة القدم'.

لقجع: المغرب ملتزم بجعل كأس العالم 2030 نموذجا للاندماج والاستدامة البيئية
لقجع: المغرب ملتزم بجعل كأس العالم 2030 نموذجا للاندماج والاستدامة البيئية

المنتخب

timeمنذ 11 ساعات

  • المنتخب

لقجع: المغرب ملتزم بجعل كأس العالم 2030 نموذجا للاندماج والاستدامة البيئية

أكد الوزير المنتدب المكلف بالميزانية، ورئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، فوزي لقجع، اليوم الأربعاء بسلا الجديدة، أن المغرب ملتزم بشكل حازم بجعل كأس العالم 2030 نموذجا للاستدامة البيئية والاندماج الاجتماعي، وبتنظيم هذا المونديال في إطار دينامية شاملة للانتقال البيئي. وقال لقجع، وهو رئيس لجنة كأس العالم 2030، خلال لقاء نظم بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، تحت شعار "كأس العالم 2030، مناخ العالم"، أن تنظيم هذا الحدث الرياضي الكبير يمثل امتدادا للرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي تضع الاستدامة في صلب السياسات العمومية الوطنية. وأوضح لقجع في كلمة تليت باسمه من طرف الكاتب العام للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، طارق ناجم، أن "المملكة تستعد لتنظيم مشترك لكأس العالم 2030 مع إسبانيا والبرتغال. ووعيا منا بأن هذا العرس العالمي تواكبه مسؤوليات بيئية من الدرجة الأولى، فإننا نراه فرصة تاريخية لتسريع وتيرة تنميتنا المستدامة والمتضامنة". كما ذكر بأن المغرب يعتزم جعل هذه التظاهرة رافعة للتحول الحضري والاقتصادي والاجتماعي، تماشيا مع التوجهات الاستراتيجية للنموذج التنموي الجديد. وفي هذا السياق، قدم رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم التزامات المملكة الملموسة في مجال الاستدامة، والتي ترتكز على ثلاثة محاور أساسية تهم الاستثمار المكثف في الطاقات المتجددة لتزويد البنيات التحتية الرياضية بالطاقة، والتدبير المبتكر للموارد المائية، بالإضافة إلى وضع نظام فعال لمعالجة النفايات، يدمج التسميد العضوي وتثمين المواد، مع التأكيد على أهمية الحكامة المندمجة، التي تجمع بين آليات تمويل مبتكرة (كالتمويل الكربوني)، وإشراك المناطق غير المستضيفة، وتثمين المعارف والخبرات المحلية. وأشار إلى أن "طموحنا واضح: وهو جعل المغرب فاعلا رئيسيا في كرة القدم العالمية ونموذجا إفريقيا في التنمية الرياضية المستدامة، يزاوج بين التميز واحترام الأرض". من جهته، أشاد نائب رئيس البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية، مارك بومان، بالمقاربة المغربية، واصفا إياها بـ"النموذجية" من حيث قدرتها على التوفيق بين متطلبات الرياضة، والانتقال المناخي، والإدماج. وقال "لقد تمكن المغرب من بناء رؤية منسجمة، تتماشى مع أولوياتنا الاستراتيجية. ومع استثمارنا لأكثر من خمسة مليارات أورو في المملكة، فإننا نتموقع كشريك مالي واستراتيجي على المدى الطويل"، مستحضرا في هذا الصدد برنامج المدن الخضراء، بالإضافة إلى أول سند جماعي أخضر أصدرته مدينة أكادير، كمثال على مشروع واعد ومنتج. كما أبرز السند الأخضر الذي أصدره المكتب الوطني للسكك الحديدية، مشددا على أهمية حكامة المقاولات العمومية من أجل جذب رؤوس أموال خاصة ومستدامة. بدورها، أعربت الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المغرب، إيلاريا كارنيفالي، عن ترحيبها بمبادرة تعزيز الاستدامة من خلال الرياضة، من حيث أنها تسعى إلى الجمع بين الطموحات المناخية والمشروع الرياضي الشامل. وأضافت في تصريح للصحافة بالمناسبة أن "الرياضة تعد رافعة قوية لتحقيق التنمية المستدامة، ويظهر المغرب رؤية نموذجية من خلال مواءمة التزاماته المناخية مع هذا الحدث العالمي"، مشيرة إلى أن كأس العالم 2030 يمكن أن يشكل نموذجا عالميا لدمج الأهداف البيئية، مع تحقيق آثار مستدامة على المستوى المحلي، وإلهام الأجيال الصاعدة". وأكدت كارنيفالي أن "برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيواصل دعم المملكة في هذا المسار الريادي". وتم التركيز، خلال هذا اللقاء، على الفرصة التاريخية التي يوفرها مونديال 2030 لتسريع التحولات الهيكلية في المملكة، خدمة لالتزاماتها المناخية، وتنميتها الترابية، وإشعاعها الدولي. وتم تنظيم ثلاث جلسات موضوعية تناولت البنى التحتية المستدامة، وآليات التمويل الأخضر، والتنقل منخفض البصمة الكربونية، بمناسبة هذا الحدث الذي شارك فيه مسؤولون حكوميون، وخبراء دوليون، ومؤسسات مالية، وفاعلون ترابيون، ومتدخلون في مجال التنمية المستدامة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store