
"ترامب" و"ثمرات كلّ شيء"!
كمال ميرزا
جو 24 :
للذين يشكّكون في أنّ القرآن صالح لكلّ زمان ومكان، هلّا قرأتم الآية (126) من "سورة البقرة":
((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)).
هل تظنّون أنّ هذه الآيات قد نزلتْ حصراً بحقّ "قريش" و"أبو جهل" و"أبو لهب" و"الوليد بن المغيرة" و"أُبي بن خلف".. الخ؟!
"شو هظول وشو مرقتهم"؟! وأي عزّ وجاه وثروة وترف وبطر عرفه هؤلاء مقارنةً بغيرهم؟!
وكذلك الآيات (57 - 60) من "سورة القصص":
((وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ
وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ
وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ
وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ)).
أمّا بالنسبة للآية (37) من "سورة إبراهيم"، فأخشى فيما أخشاه أن يكون جزءاً من "الاتفاقيّات الإبراهيميّة" المشفوعة بفتاوى "علماء السلاطين" (أو صمتهم) الاعتراف لليهود بـ "حقّ" ونصيب في "الثمرات" التي وعد الله بها سيدنا "إبراهيم" عليه السلام حين أسكن من ذريّته في وادٍ غير ذي زرع!
((رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)).
ولاحظوا خاتمة أو قفلة أو نهايات الآيات أعلاه:
وبئس المصير..
أكثرهم لا يعلمون..
نحن الوارثين..
وأهلها ظالمون..
أفلا تعقلون..
لعلّهم يشكرون!
بالنسبة لـ ((لعلّهم يشكرون)) تحديداً، يبدو أنّ الأمر قد التبس علينا قليلاً فشكرنا "ترامب" بدل أن نشكر الله عزّ وجل!
تابعو الأردن 24 على

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 7 ساعات
- عمون
الحاجة بسمة علي عامر القيسي في ذمة الله
بسم الله الرحمن الرحيم، (يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ ارْجِعِي إِلَىٰ رَبِّكِ رَاضِيَةً مَّرْضِيَّةً فَادْخُلِي فِي عِبَادِي وَادْخُلِي جَنَّتي) . عمون - انتقلت إلى رحمة الله تعالى، الحاجة بسمة علي عامر القيسي ارملة الاخ والصديق المرحوم الحاج سالم محمد القيسي / ابوعلي . وسيتم تشييع جثمانها الطاهر غداً بعد صلاة الظهر من مسجد انوار مكة الى مقبرة مادبا الإسلامية طريق نتل . وتقبل التعازي للرجال في صالة جمعية الاخلاء القيسية قرب مجمع السفريات لمدة يومين . 6/25 نسال الله لها الرحمة والمغفرة والفردوس الأعلى من الجنة والعتق من النار وان تكون في بطن الارض من الامنين ويوم القيامة من الفرحين المستبشرين . إنا لله وإنا إليه راجعون .

عمون
منذ 7 ساعات
- عمون
بعد سقوط مروحة على طالب: بناء المدارس باب خير للمحسنين
شهدت إحدى المدارس الأردنية مؤخرًا حادثة سقوط مروحة سقفية على طالب في مرحلة التوجيهي، الأمر الذي أعاد إلى الواجهة واقع المدارس الحكومية وحاجتها الماسة للصيانة والتأهيل، خاصة في ظل الاكتظاظ المستمر ونظام الفترتين في العديد من المدارس. *واقع المدارس: أرقام ومؤشرات وفقًا لبيانات وزارة التربية والتعليم: تضم المملكة أكثر من 4080 مدرسة حكومية، يُقدّر أن ما لا يقل عن 50% منها تحتاج إلى صيانة متوسطة إلى شاملة. ما يزيد عن 700 مدرسة تعمل بنظام الفترتين نتيجة نقص الأبنية المدرسية أو ازدياد أعداد الطلبة. في بعض المناطق، تصل كثافة الطلبة في الصف الواحد إلى 45 طالبًا، مما يؤثر على جودة التعليم وسلامة البيئة الصفية. في عام 2025، تم تخصيص 30.5 مليون دينار لصيانة وتأهيل حوالي 1000 مدرسة، وهو رقم لا يغطي كامل الاحتياج الفعلي. هذه المؤشرات تسلط الضوء على أهمية معالجة البنية التحتية للمدارس، ليس فقط لحماية الطلبة من الحوادث، بل أيضًا لضمان بيئة تعليمية آمنة ومحفزة. *تحديات إضافية نقص عدد المدارس في المناطق ذات الكثافة السكانية المرتفعة. قِدَم بعض الأبنية المدرسية، إذ تعود إلى أكثر من 40 عامًا دون صيانة جوهرية. ضعف التهوية والتبريد في بعض الصفوف، مما يؤثر على تركيز الطلبة. ضغط نظام الفترتين على الطلبة والمعلمين، سواء من حيث الوقت أو الطاقة. *مقترح عملي: شراكة مجتمعية منظمة لتحقيق استجابة فعّالة ومستدامة، نقترح ما يلي: 1. إطلاق مبادرة وطنية لدعم المدارس، تشارك فيها وزارة التربية والتعليم ووزارة الأوقاف والمؤسسات المجتمعية. 2. تخصيص مسار واضح لتوجيه التبرعات المجتمعية نحو بناء المدارس وصيانتها، من خلال حسابات رسمية وموثوقة. 3. إشراك المتبرعين ورجال الأعمال في تصميم وبناء المدارس، مع توفير حوافز رمزية (مثل تسمية الصفوف أو المدارس بأسمائهم). 4. تعزيز الوعي المجتمعي بأن التعليم أولوية وطنية تتطلب تكاتف الجميع، من خلال حملات إعلامية هادفة. 5. استخدام أراضٍ غير مستغلة (وقفية أو حكومية) لتوسعة المدارس أو بناء مدارس جديدة. *بناء المدارس: باب جديد للصدقة الجارية يرغب الكثير من المحسنين في ترك أثر طيب عبر بناء المساجد، وهو أمر محمود في الإسلام، لكن من المفيد أن يُطرح أيضًا خيار بناء المدارس أو المساهمة في صيانتها وتجهيزها، باعتبارها من أوجه البر التي لا تقل أجرًا. فقد حثّ الإسلام على طلب العلم، ورفع من شأنه، فقال رسول الله ﷺ: "من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهّل الله له به طريقًا إلى الجنة." وفي موضع آخر: "إن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضا بما يصنع." كما أن تعليم النشىء وتوفير بيئة علمية سليمة يندرج ضمن الصدقة الجارية، لما له من أثر ممتد في الأجيال والمجتمع. إن تخصيص بعض التبرعات الموجهة للمساجد لبناء صفوف مدرسية أو تجهيز مختبرات أو حتى وحدات صحية مدرسية، يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا في حياة آلاف الطلبة والمعلمين، مع الاحتفاظ بالأجر والثواب في ميزان حسنات المتبرع. إن تحسين واقع المدارس في الأردن ليس مسؤولية الحكومة وحدها، بل يتطلب تكامل الجهود الرسمية والمجتمعية. حادثة سقوط المروحة ليست سوى عرض لمشكلة أعمق تتعلق بالبنية التحتية والتخطيط طويل الأمد. توفير بيئة تعليمية آمنة ومتقدمة لأبنائنا هو استثمار في مستقبل الأردن، وفتح باب المشاركة المجتمعية أمام المحسنين والمتبرعين لبناء المدارس وصيانتها، يُعد خطوة ذكية وعادلة نحو تعزيز التنمية المستدامة، وإعلاء قيمة العلم، التي كرّمتها الشريعة واحتفت بها الحضارات.

عمون
منذ 13 ساعات
- عمون
الحاج عبدالله محمد الرحيل النعيمات في ذمة الله
عمون - انتقل إلى رحمة الله تعالى، الحاج عبدالله محمد الرحيل النعيمات ( أبو عبد السلام ). وسيشيع جثمانه الطاهر بمشيئة الله تعالى بعد صلاة مغرب اليوم الثلاثاء من مسجد بيوضة الشرقية إلى مقبرة العائلة إنا لله وإنا إليه راجعون