أحدث الأخبار مع #كمالميرزاجو


جو 24
منذ 13 ساعات
- سياسة
- جو 24
"دافعش"!
كمال ميرزا جو 24 : هل سنشهد قريباً عودة "مباركة" لما يُسمّى "تنظيم الدولة الإسلاميّة في العراق والشام"، أو ما يُعرَف اختصاراً بـ "داعش"، إلى الأضواء، وبحيث يُوسّع التنظيم نطاق عمله ليشمل تحرير "بلاد فارس" أيضاً من غولاء "الروافض" و"النواصب" و"حكم الملالي".. أم أنّ الوقت ما زال مبكّراً على لعب هذه الورقة؟! هذه العودة فرصة لـ "المجاهدين" من أبناء "الفرقة الناجية" الذين تمّ استيرادهم من أربع جهات الأرض للقتال في سوريا لكي ينفضوا عن أنفسهم الغبار، ويليّنوا مفاصلهم، ويستعيدوا نشاطهم وحيويتهم.. فكما نعرف جميعاً "العمل عبادة"، و"الحركة بركة"، و"الإيد العطّالة بطّالة"! وتفجير كنيسة هنا أو ارتكاب مذبحة هناك لا يشفي غليل هؤلاء "المجاهدين" الأشاوس! وكالعادة، سيقنعون أنفسهم بأنّ الله عزّ وجلّ قد سخّر لهم من غايب علمه مَن يُموّلهم ويُسلّحهم ويوفّر لهم الدعم اللوجستيّ والاستخباراتيّ والمرور الآمن (سبحان الله)! وطبعاً فإنّ هؤلاء "المجاهدين" المُخلِصين المُخلَصين، وحتى لا يقعوا في فخّ الشبهات، وحتى لا يتركوا فسحةً للشيطان لكي يتسلل وينفذ إلى دواخلهم وعقولهم، فإنّهم لن يطرحوا على أنفسهم أسئلة مثل: الذي يموّلنا يموّلنا لماذا؟! والذي يسلّحنا يسلّحنا لماذا؟! والذي يدعمنا يدعمنا لماذا؟! وأين الجهاد من أجل تحرير فلسطين من كلّ هذا؟! وأين جهاد الدفع عن إخوتنا في غزّة من كلّ هذا؟! المهم بالنسبة لهؤلاء "المجاهدين" طاعة "مشايخهم" و"أمرائهم" و"أولي الأمر" لكي يظفروا بمغانم الدنيا وحُور الآخرة.. وما وراء ذلك فالعياذ بالله من همزات الشياطين! ما تقدّم يقتضي من التنظيم تعديل اسمه ليتناسب مع مناط عمله الجديد، أو بلغة التطوير والتحديث والتنمية البشرية تعديل الـ (scope of work)! أحد الأصدقاء اقترح اسماً جديداً يبدو موحياً في السياق الحالي: دافعش.. اختصاراً لتنظيم الدولة الإسلاميّة في "فارس" والعراق والشام! مشكلة الاسم الجديد أنّه قد يبدو جذاباً وبرّاقاً لما تسمّى أنظمة الاعتدال العربيّ والإسلاميّ، وبما يغريها بالانضمام إلى التنظيم بحلّته الجديدة بكون الاسم يتناسب مع الخيار الإستراتيجيّ الذي طالما التزمت به هذه الأنظمة إزاء الغطرسة الصهيونيّة والهيمنة الأمريكيّة: دافعش! هم "يدافعون"، بل ويهاجمون، ضدّ بعضهم البعض فقط! تابعو الأردن 24 على


جو 24
٢١-٠٥-٢٠٢٥
- ترفيه
- جو 24
في يوم الحداد الشركسي
كمال ميرزا جو 24 : في يوم الحداد الشركسي، أو يوم الحزن، أو ذكرى التهجير، أو ذكرى الإبادة (تعدّدت الأسماء والوجع واحد).. والذي يصادف 21 أيار/ مايو من كلّ عام.. استحضاراً لمأساة مستمرّة منذ عام 1864 ولغاية الآن.. نص من وحي رواية "البذرة الأخيرة" لـ "باغرات شينكوبا"، بقلم الكاتبة والشاعرة "هند سليمان" نقلاً عن مجموعتها "توت أحمر". "زاورقان" فوق جبل قفقاسيّ معمّم بالثلج حيث زهور الدندرون تنمو في الأعالي والبحيرات الجبلية في زرقتها كأنها شظايا السماء كانت صخرة تدعى زاورقان لا أحد يعرف معنى زاورقان! اللغة التي اختبأ فيها المعنى تعرف لكنها شدّت على حزنها بعصبة رثة وأطلقت للريح المعاني.. الجبل أيضا يعرف لكنه استدار غاضبا من النارتيّين الذين أمسكوا بخيط تدلى من ثوب الهجرة فشدّتهم إليها بحبل غليظ.. أشجار الكستناء تعرف لكنها التفّت بأوراقها على عيون جذوعها منذ أن كفّ الجبليّ عن بناء بيته من خشبها واستبدله بالزبل والطين المواقد المتأجّجة بالحياة تعرف لكنها صمتت حين ملأ أفواهها الرماد صبيحة يوم الهجرة العاق. الأموات يعرفون لكن رفاتهم غابت في قبور بلا شواهد أوجعتهم الأوبئة كيف يطير سنونو في عالم من الوباء؟ أدماهم جشع النخّاسين ماذا ترى في عينيّ رجل مات لصّاً وهو يسرق أخته من بين حريم القصر؟ "وليمة مع الأموات" حين علا أنين البوق هرعوا جميعا يلبون النداء احتفاء بالضيف القادم من بلاد بعيدة من زمن بعيد الأم نفضت عنها غبار موتها القديم وقطعت حبال كمدها على أبنائها المغرّبين هبت لتحضر الماماليغا* الدافئة لتشبع البطون فكسر الخبز اليابسة، من العار أن تُقدّم للضيوف والأختان الجميلتان تجلسان كيمامتين المعشوقة فيليديش تتبختر بجديلتيها الواصلتين لكعبي رجليها ترمقه بحب وعتب: تأخرت، لكنك الآن هنا الموقد الذي انهالت عليه خيبة الهجرة ألقى تعويذة أزال بها لعنة ذاك الحاسد الذي دعا: "فليتحطم موقدك" وانبعثت فيه النار مثل فينيق قديم "السجن" لا يلتفت الشباب إلى التفاصيل يشغلهم اغترارهم بالحياة لا يأبهون لفراشة تحوم لا يشهقون لرؤية جبل عزيز لا يأنسون بنجمة وحيدة شاردة في عتمة موحشة لكن السجين، ينتكب خياله يطلق منه رصاصات تكسر حاجز المستحيل ينسج القصص يتسلق بعينيه الجبل كل صباح يساهر النجوم الصيفية من كوة صغيرة في الجدار الأصم وحين تغور نجمة، يعرف أنّه قد مات إنسان مجيد لا تغور النجوم لموت إنسان جاحد! يرسم كوخا فيه أسرة من أب وأم وطفل ينمو الطفل في عينيه يجعله تقويمه السنويّ يحسب في هرولته نحو الشباب أفول ذاته نحو المشيب يرسم بجانب الكوخ بقرة وحيدة يحلبها في وعاء من خشب الكستناء وأرضا صغيرة ينتظر أن يعيره أحدهم ثوره بعد انتهائه منه ليحرثها ويبذرها بالذرة الصفراء ربما تأخر في الحراثة والبذار لكن الماماليغا لا تغيب عن المائدة مهما كان المحصول فقيرا "أغنية الجرح" للجرح أغنية يزفر بها موجوع حزين لا يجدر به أن يغنيها وحيدا الرفاق من حوله يرددونها خلفه يهونون عليه كُربة الفراق: "واي رايدا اكتم أنينك يا أخي واي رايدا روح الغريق تحصد الأمل واي رايدا لا تفصحْ عن آلام الجرح" للجرح أغنية محض أغنية للجرح ألم مكتوم وأيادٍ تشد على يد الجريح "الوطن" تائه أبديّ من يفقد الوطن أبتر بلا جذور أجرد بلا غصون ليس في صدره قلب بل حجر يغني للجرح وحيدا لا رفاق ينشدون معه لا جبل يرد صداه يغرد كأنه طائر بلا أقران لا إلْفَ له ولا صديق يغرد أنشودته الأخيرة وهو لا يعرف أنّها الأخيرة ينادي على الرفاق والأحباب لكنه وحيد يغني لجرحه وحيدا يموت وحيدا ويرحل وحيدا ذلك الأخير تابعو الأردن 24 على


جو 24
١٤-٠٥-٢٠٢٥
- منوعات
- جو 24
"ترامب" و"ثمرات كلّ شيء"!
كمال ميرزا جو 24 : للذين يشكّكون في أنّ القرآن صالح لكلّ زمان ومكان، هلّا قرأتم الآية (126) من "سورة البقرة": ((وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُم بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ قَالَ وَمَن كَفَرَ فَأُمَتِّعُهُ قَلِيلاً ثُمَّ أَضْطَرُّهُ إِلَى عَذَابِ النَّارِ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ)). هل تظنّون أنّ هذه الآيات قد نزلتْ حصراً بحقّ "قريش" و"أبو جهل" و"أبو لهب" و"الوليد بن المغيرة" و"أُبي بن خلف".. الخ؟! "شو هظول وشو مرقتهم"؟! وأي عزّ وجاه وثروة وترف وبطر عرفه هؤلاء مقارنةً بغيرهم؟! وكذلك الآيات (57 - 60) من "سورة القصص": ((وَقَالُوا إِن نَّتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ نُمَكِّن لَّهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِن لَّدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَرْيَةٍ بَطِرَتْ مَعِيشَتَهَا فَتِلْكَ مَسَاكِنُهُمْ لَمْ تُسْكَن مِّن بَعْدِهِمْ إِلاَّ قَلِيلا وَكُنَّا نَحْنُ الْوَارِثِينَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ مُهْلِكَ الْقُرَى حَتَّى يَبْعَثَ فِي أُمِّهَا رَسُولا يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِنَا وَمَا كُنَّا مُهْلِكِي الْقُرَى إِلاَّ وَأَهْلُهَا ظَالِمُونَ وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ اللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى أَفَلا تَعْقِلُونَ)). أمّا بالنسبة للآية (37) من "سورة إبراهيم"، فأخشى فيما أخشاه أن يكون جزءاً من "الاتفاقيّات الإبراهيميّة" المشفوعة بفتاوى "علماء السلاطين" (أو صمتهم) الاعتراف لليهود بـ "حقّ" ونصيب في "الثمرات" التي وعد الله بها سيدنا "إبراهيم" عليه السلام حين أسكن من ذريّته في وادٍ غير ذي زرع! ((رَّبَّنَا إِنِّي أَسْكَنتُ مِن ذُرِّيَّتِي بِوَادٍ غَيْرِ ذِي زَرْعٍ عِندَ بَيْتِكَ الْمُحَرَّمِ رَبَّنَا لِيُقِيمُواْ الصَّلاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِّنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ وَارْزُقْهُم مِّنَ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَشْكُرُونَ)). ولاحظوا خاتمة أو قفلة أو نهايات الآيات أعلاه: وبئس المصير.. أكثرهم لا يعلمون.. نحن الوارثين.. وأهلها ظالمون.. أفلا تعقلون.. لعلّهم يشكرون! بالنسبة لـ ((لعلّهم يشكرون)) تحديداً، يبدو أنّ الأمر قد التبس علينا قليلاً فشكرنا "ترامب" بدل أن نشكر الله عزّ وجل! تابعو الأردن 24 على


جو 24
٢٣-٠٤-٢٠٢٥
- ترفيه
- جو 24
كريم حدادين: في وداع فارس أردنيّ!
كمال ميرزا جو 24 : مع احترامي للأفنديّة والبكوات والباشاوات، وأصحاب السعادة والعطوفة والمعالي.. إلّا أنّ سرّ الأردن الوطن أنّه بلد بناه وشدّ أزره "ملح الأرض" من "الأفراد"، عسكراً ومعلمين وموظفين و"حرّاثين"، والذين خدموه ورعوه وكبّروه كلٌّ من موقعه كما رعوا وكبّروا عائلاتهم وأبناءهم: وهنْاً على وَهْنٍ وجَلَدَاً على جَلَد! جارنا العزيز "كريم موسى حدادين" (أبو حيدر)، والذي وافته منيّته وانتقل إلى رحمة الله تعالى وأمجاده السماويّة.. هو من هذا الصنف من الرجال. بأعوام عمره التي ناهزت المئة، "أبو حيدر" هو أحد آخر "الفرسان"، حيث ينتمي إلى جيل الجدود الذين نالوا شرف الجُنديّة أيام الإمارة، وعاصر وزامل أسماء هي بالنسبة لأبناء جيلي بمثابة التاريخ والأسطورة مثل "زرقوش"، و"رشدي محمود ميرزا"، و"شكري إبراهيم/ أبو مريم"، و"عبد المجيد النسور/ وجه البلاد".. رحمة الله عليهم جميعاً. حتى أواخر أيامه كان "أبو حيدر" عالي الهمّة، بالغ النشاط، يصحو مع الفجر وينام بعد الغروب، وينجز كلّ أشغاله بيده، ويسير مُنتصباً بقامته الفارعة كـ "القلم"، وبخطوات واسعة تشي بعسكريّته القديمة وتُشعركَ أنّ الباكورة بيمينه هي مجرد إكسسوار. طبعاً كما هو متوقّع من عسكريّ أردنيّ ماعينيّ بمثل عمره، خَبِر ما خَبِر وعاصر ما عاصر وكابد ما كابد خلال حياته، كان "أبو حيدر" قويّ الشكيمة صعب المِراس، وأقرب إلى العناد.. دون أن ينتقص ذلك قيد أنملة من طيبة قلبه وأصالة معدنه. أذكر مرّةً أننّا كنّا نصوّر فيلما توعويّاً حول "العنف الأسريّ" لصالح وزارة التنمية الاجتماعيّة، وكان السيناريو يتضمّن مقاطع تمثيليّة لشخص مُعنِّف تقوم الشرطة بإلقاء القبض عليه. وقد طلبتُ وقتها من أهلي الذهاب في زيارة إلى مسقط رأسي "جرش" ليومين حتى يتسنّى لنا تصوير كافة المشاهد المطلوبة في بيتنا، والذي هو شقة أرضيّة مستأجَرة جوار شقة "أبو حيدر" في العمارة التي يمتلكها. وفي غمرة التصوير، فوجئتُ بالباب يُقرَع، وبـ "أبو حيدر" يقف بكامل هندامه والحطّة على رأسه والباكورة في يمينه استعداداً للذهاب إلى المخفر! كان "أبو حيدر" يعلم أنّ أهلي في "جرش"، لذا عندما رأى سيارة شرطة بباب العمارة، وأحدهم يخرج مُكبّلاً ويوضع داخل سيارة الشرطة، بادر من تلقاء نفسه لـ "الفزعة" والوقوف إلى جانبي في غياب أهلي! سكنانا في عمارة "أبو حيدر" أتتْ بمحض المصادفة! كنتُ وقتها أبحثُ عن شقة لي ولأهلي بعد أن حسموا قرارهم بالرحيل من جرش إلى عمّان. بحثتُ طويلاً أنا و"عمر"، ابن خالتي حُكْماً وصديقي قطعاً، دون أن نجدَ خياراً معقولاً ضمن الميزانية المتاحة. وبالصدفة، اتصل بي ابن عمتي، وأخبرني أنّه لمح إعلاناً بخطّ اليد مُعلّقاً على إحدى الشرفات لشقّة للإيجار. لم تكن منطقة تواجد عمارة "أبو حيدر" ضمن رادار بحثنا، ولكنّنا ذهبنا بكلّ الأحوال. الشقة أعجبتنا مع أنّها ضمن عمارة عائليّة قديمة بعض الشيء، وليستْ إسكاناً حديثاً ضمن فورة الإسكانات المُستشريّة التي التهمتْ وتلتهم العاصمة عمّان وسائر المدن الأردنيّة. الوقتُ كان متأخراً، لذا أردتُ تأجيل الموضوع لليوم التالي من أجل إحضار أهلي من "جرش" لرؤية الشقّة. صديقي "عمر" اعترض، وقال لي: "دُق الحديد وهو حامي"، وبالفعل، اتصلنا بأهلي في "جرش" وقلنا لهم: "جهزوا حالكو"! مشوار الذهاب إلى "جرش" والعودة بأهلي استغرق حوالي الساعتين، وعندما وصلنا كانتْ هناك عائلة أخرى قد انتهتْ توّاً من معاينة الشقّة. العائلة أعجبتها الشقّة، وأرادتْ أن تستأجرها فوراً، ولكن "أبو حيدر" أخبرهم بأنّ هناك عائلة يُفترَض أن تأتي الليلة من "جرش"، إذا أرادوا الشقّة فالأوليّة لهم، وإذا لم يأتوا فالأولويّة لكم! "أبو حيدر" فعل ذلك دون "عربون"، ودون أن يأخذ رقم هاتفي، ودون حتى أن نكون قد حسمنا قرارنا بعد باستئجار شقّته! كما قلتُ، "أبو حيدر" كان قوي الشكيمة صعب المِراس وأقرب إلى العناد.. ولكنّه في نفس الوقت كان واضحاً و"دوغري" و"كلمته كلمة" حتى وإن بدا هذا الوضوح مزعجاً للكثيرين! أليستْ هذه للأسف مشكلتنا كمجتمع وكدولة هذه الأيام: أنّنا شيئاً فشيئاً نفقد وضوحنا و"دغريّتنا" وكلمتنا؟! إلى رحمة الله يا "أبو حيدر" أيّها الأردنيّ الأصيل.. وأطعمكَ الله من تينة زراقيّة سماويّة كتينتكَ التي نذرْتها للجيران تقطفُ لهم منها مع ندى الفجر، أو يقطفون هم كما يشاؤون.. وأطعمكَ الله "هريسةً" سماويّةً كهريستك التي كنتَ تصنعها بيديك، وتهدينا منها، وتحرص أن تكون غزيرة القطر رغم السكّري! خلافي الوحيد مع "أبو حيدر" كان على القطط! كان يعترضُ على قيامي بإطعام القطط في فناء العمارة، لأنّ هذا "بعطيها عين"، ويغريها بالقدوم والتجمّع والمكوث، جالبةً معها الإزعاج، ونابشةً أحواض الزرّيعة. لكنّ موقف "أبو حيدر" من القطط تغيّر بشكل جذرّي منذ أن وُلِدتْ "كورونا" على شرفة بيته أيام حظر الكورونا! هو و"أم حيدر" اللذان اسمياها "كورونا" تيمّناً بفيروس الكورونا! في آخر عهدي به، وقبل وعكته الأخيرة، رأيتُ "أبو حيدر" عندما ذهبتُ لتفقّد خزانات المياه خلف الدار وهو يجلس على درجات غرفة الخزين و"كورونا" تتمرّغ في حجره.. مع أنّ "كورونا" قطة "شرنّة" ولا تتودّد لأحد! نعزّي "أم حيدر"، ونعزّي الأبناء والأحفاد والأقارب والأهل في الوطن والمهجر، ونعزّي أنفسنا، ونعزّي "كورونا" وبناتها "شادية" و"صافيناز"، ونعزّي أشجار الحوش ودواليه ونباتاته وقوّارة الزعتر.. بوفاة الجار العزيز كريم حدادين "أبو حيدر"! تابعو الأردن 24 على


جو 24
٢٤-٠٣-٢٠٢٥
- جو 24
وَشَقٌ على وَشَقٍ!
كمال ميرزا جو 24 : في المعجم: الجذر الثلاثيّ وَ شَ قَ.. وَشَقَ (فعل ماضٍ) يَشِقُ (مضارع) وَشْقَاً (المصدر).. وَشَقَ العدّاءُ: أسرعَ.. وَشَقَ اللّحمَ: شرّحهُ، جفّفهُ، قدّدهُ.. وَشَقَ فلاناً: طعنهُ.. وَشَقَ فلاناً: خدشهُ.. وَشَقَ فلاناً: عضّهُ.. سبحان الله، للوَشَقِ من اسمه نصيب، متى يكون لنا نحن أيضاً من اسمنا نصيب: عربٌ، مسلمونَ، بشرٌ؟! من اليوم فصاعداً قد يكون من المناسب أن نحدّث تعبيراتنا اللغويّة؛ اعتدنا القول: فلان أسد، فلان سبع. لماذا لا نقول: فلان وَشَق؟! ـ ما اسمُك يا فتي؟ ـ وَشَق! ـ ما كنيتك يا رجل؟ ـ أبو الوشق! لكم يصلح هذا الاسم وهذه الكنية لصحابيّ أو لبطل من أبطال التاريخ! ((ترى الرجل الطرير فتزدريه... وفي أثوابه "وَشَقٌ" هصورُ))! يا الله لو أنّ المقاومة تتحفنا بعبوة أو قذيفة جديدة من أي عيار تريده باسم "وَشَق"! عندما قتل ابنُ سيدنا آدم أخاه، ولم يدرِ كيف يداري سوأة أخيه، وأرسل اللهُ له الغرابَ ليقول متحسّراً نادماً: "يا ويلتا أعجزتُ أن أكون مثل هذا الغراب".. فهل سنقول نحن اليوم بينما نرقب إخوتنا يُساؤون ويقتّلون ويذبّحون في غزّة وعموم فلسطين: يا ويلتا أعجزنا أن نكون مثل هذا الوَشَق؟! على دَلْوَشَق على دَلْوَشَق.. حِبّي يا مرابط جواة النفق.. قالولي انسرق.. لا لا ما انسرق.. حقّي رح يرجع مهما يكيدونا! تابعو الأردن 24 على