logo
كريم حدادين: في وداع فارس أردنيّ!

كريم حدادين: في وداع فارس أردنيّ!

جو 24٢٣-٠٤-٢٠٢٥

كمال ميرزا
جو 24 :
مع احترامي للأفنديّة والبكوات والباشاوات، وأصحاب السعادة والعطوفة والمعالي.. إلّا أنّ سرّ الأردن الوطن أنّه بلد بناه وشدّ أزره "ملح الأرض" من "الأفراد"، عسكراً ومعلمين وموظفين و"حرّاثين"، والذين خدموه ورعوه وكبّروه كلٌّ من موقعه كما رعوا وكبّروا عائلاتهم وأبناءهم: وهنْاً على وَهْنٍ وجَلَدَاً على جَلَد!
جارنا العزيز "كريم موسى حدادين" (أبو حيدر)، والذي وافته منيّته وانتقل إلى رحمة الله تعالى وأمجاده السماويّة.. هو من هذا الصنف من الرجال.
بأعوام عمره التي ناهزت المئة، "أبو حيدر" هو أحد آخر "الفرسان"، حيث ينتمي إلى جيل الجدود الذين نالوا شرف الجُنديّة أيام الإمارة، وعاصر وزامل أسماء هي بالنسبة لأبناء جيلي بمثابة التاريخ والأسطورة مثل "زرقوش"، و"رشدي محمود ميرزا"، و"شكري إبراهيم/ أبو مريم"، و"عبد المجيد النسور/ وجه البلاد".. رحمة الله عليهم جميعاً.
حتى أواخر أيامه كان "أبو حيدر" عالي الهمّة، بالغ النشاط، يصحو مع الفجر وينام بعد الغروب، وينجز كلّ أشغاله بيده، ويسير مُنتصباً بقامته الفارعة كـ "القلم"، وبخطوات واسعة تشي بعسكريّته القديمة وتُشعركَ أنّ الباكورة بيمينه هي مجرد إكسسوار.
طبعاً كما هو متوقّع من عسكريّ أردنيّ ماعينيّ بمثل عمره، خَبِر ما خَبِر وعاصر ما عاصر وكابد ما كابد خلال حياته، كان "أبو حيدر" قويّ الشكيمة صعب المِراس، وأقرب إلى العناد.. دون أن ينتقص ذلك قيد أنملة من طيبة قلبه وأصالة معدنه.
أذكر مرّةً أننّا كنّا نصوّر فيلما توعويّاً حول "العنف الأسريّ" لصالح وزارة التنمية الاجتماعيّة، وكان السيناريو يتضمّن مقاطع تمثيليّة لشخص مُعنِّف تقوم الشرطة بإلقاء القبض عليه. وقد طلبتُ وقتها من أهلي الذهاب في زيارة إلى مسقط رأسي "جرش" ليومين حتى يتسنّى لنا تصوير كافة المشاهد المطلوبة في بيتنا، والذي هو شقة أرضيّة مستأجَرة جوار شقة "أبو حيدر" في العمارة التي يمتلكها.
وفي غمرة التصوير، فوجئتُ بالباب يُقرَع، وبـ "أبو حيدر" يقف بكامل هندامه والحطّة على رأسه والباكورة في يمينه استعداداً للذهاب إلى المخفر!
كان "أبو حيدر" يعلم أنّ أهلي في "جرش"، لذا عندما رأى سيارة شرطة بباب العمارة، وأحدهم يخرج مُكبّلاً ويوضع داخل سيارة الشرطة، بادر من تلقاء نفسه لـ "الفزعة" والوقوف إلى جانبي في غياب أهلي!
سكنانا في عمارة "أبو حيدر" أتتْ بمحض المصادفة!
كنتُ وقتها أبحثُ عن شقة لي ولأهلي بعد أن حسموا قرارهم بالرحيل من جرش إلى عمّان.
بحثتُ طويلاً أنا و"عمر"، ابن خالتي حُكْماً وصديقي قطعاً، دون أن نجدَ خياراً معقولاً ضمن الميزانية المتاحة.
وبالصدفة، اتصل بي ابن عمتي، وأخبرني أنّه لمح إعلاناً بخطّ اليد مُعلّقاً على إحدى الشرفات لشقّة للإيجار.
لم تكن منطقة تواجد عمارة "أبو حيدر" ضمن رادار بحثنا، ولكنّنا ذهبنا بكلّ الأحوال.
الشقة أعجبتنا مع أنّها ضمن عمارة عائليّة قديمة بعض الشيء، وليستْ إسكاناً حديثاً ضمن فورة الإسكانات المُستشريّة التي التهمتْ وتلتهم العاصمة عمّان وسائر المدن الأردنيّة.
الوقتُ كان متأخراً، لذا أردتُ تأجيل الموضوع لليوم التالي من أجل إحضار أهلي من "جرش" لرؤية الشقّة.
صديقي "عمر" اعترض، وقال لي: "دُق الحديد وهو حامي"، وبالفعل، اتصلنا بأهلي في "جرش" وقلنا لهم: "جهزوا حالكو"!
مشوار الذهاب إلى "جرش" والعودة بأهلي استغرق حوالي الساعتين، وعندما وصلنا كانتْ هناك عائلة أخرى قد انتهتْ توّاً من معاينة الشقّة.
العائلة أعجبتها الشقّة، وأرادتْ أن تستأجرها فوراً، ولكن "أبو حيدر" أخبرهم بأنّ هناك عائلة يُفترَض أن تأتي الليلة من "جرش"، إذا أرادوا الشقّة فالأوليّة لهم، وإذا لم يأتوا فالأولويّة لكم!
"أبو حيدر" فعل ذلك دون "عربون"، ودون أن يأخذ رقم هاتفي، ودون حتى أن نكون قد حسمنا قرارنا بعد باستئجار شقّته!
كما قلتُ، "أبو حيدر" كان قوي الشكيمة صعب المِراس وأقرب إلى العناد.. ولكنّه في نفس الوقت كان واضحاً و"دوغري" و"كلمته كلمة" حتى وإن بدا هذا الوضوح مزعجاً للكثيرين!
أليستْ هذه للأسف مشكلتنا كمجتمع وكدولة هذه الأيام: أنّنا شيئاً فشيئاً نفقد وضوحنا و"دغريّتنا" وكلمتنا؟!
إلى رحمة الله يا "أبو حيدر" أيّها الأردنيّ الأصيل..
وأطعمكَ الله من تينة زراقيّة سماويّة كتينتكَ التي نذرْتها للجيران تقطفُ لهم منها مع ندى الفجر، أو يقطفون هم كما يشاؤون..
وأطعمكَ الله "هريسةً" سماويّةً كهريستك التي كنتَ تصنعها بيديك، وتهدينا منها، وتحرص أن تكون غزيرة القطر رغم السكّري!
خلافي الوحيد مع "أبو حيدر" كان على القطط!
كان يعترضُ على قيامي بإطعام القطط في فناء العمارة، لأنّ هذا "بعطيها عين"، ويغريها بالقدوم والتجمّع والمكوث، جالبةً معها الإزعاج، ونابشةً أحواض الزرّيعة.
لكنّ موقف "أبو حيدر" من القطط تغيّر بشكل جذرّي منذ أن وُلِدتْ "كورونا" على شرفة بيته أيام حظر الكورونا!
هو و"أم حيدر" اللذان اسمياها "كورونا" تيمّناً بفيروس الكورونا!
في آخر عهدي به، وقبل وعكته الأخيرة، رأيتُ "أبو حيدر" عندما ذهبتُ لتفقّد خزانات المياه خلف الدار وهو يجلس على درجات غرفة الخزين و"كورونا" تتمرّغ في حجره.. مع أنّ "كورونا" قطة "شرنّة" ولا تتودّد لأحد!
نعزّي "أم حيدر"، ونعزّي الأبناء والأحفاد والأقارب والأهل في الوطن والمهجر، ونعزّي أنفسنا، ونعزّي "كورونا" وبناتها "شادية" و"صافيناز"، ونعزّي أشجار الحوش ودواليه ونباتاته وقوّارة الزعتر.. بوفاة الجار العزيز كريم حدادين "أبو حيدر"!
تابعو الأردن 24 على

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قصة البيت
قصة البيت

الدستور

timeمنذ 9 ساعات

  • الدستور

قصة البيت

قصة البيت «ترى الخوي والضيف والثالث الجار مثل الصلاة مابين فرض وسنّه». هذا البيت من الأبيات التي ذهبت مثلا بين الناس وهو من قصيدة للشاعر صقّار اللامي، وقصة القصيدة أن رجالا من شمّر حلّوا ضيوفا على مدينة الكبيسة، فعلم شيخ قبيلة الدليم علي السليمان البكر، وكان يطلبهم، فأرسل يطلب من شيخ الكبيسة تسليمهم، فرفض، فحوصرت المدينة من قبل الدليم، لكن الكبيسة أبت تسليم ضيوفها، فأرسل صقار رحمه الله هذه القصيدة لشيخ الدليم. ياراكب حمرا من الهجـن معطـار مـا قرٌّبـت عنـد العقيلـي تثـنـّى تشدا قرانيس القطـا حيـن ماطـار فوقه غلام يوصل الهرج منا تنصى الحريب اللي على الكود صبّار الشيخ علي هو زبون المجنّا امر سديته يا علي مـا بعـد صـار تبون شمط ضيوفنـا غصـب عنـا تسعين ليلة واشهب الملح يندار وقت المنام يطيّر النوم عنا وش عذرنا من لابس الخصر وسوار واللـي يخضبـن الذوايـب بحـنّـا اللي زبنّـا زابـن ضلع سنجـار والحـرب يبغـي واحـدٍ مايتـونّـا عار علينـا ضيفنـا تمسـه النّـار وسيوفـنـا بأيمانـنـا ينهضـنّـا اليا عطينـا ضيفنـا مـا لنـا كـار ونلوذ عن زيـن المضايـف بعنّـا رجّالنـا يفـرح اليـا جـوه خطّـار يعجـل قراهـم حـيـن مابرّكـنّـا ان جن هفاهيفٍ يسوقـن الأكـوار لالــوّذن ببيوتـنـا يرجـهـنّـا اول قراهـم مـن حليّـات الأثمـار غرايـسٍ طلعـة سهـيـلٍ وفـنّـا خمسة دلالٍ حاضبـاتٍ علـى النّـار ونجـرٍ نلاعبّ بـه علـى كـل فـنّـا وثالـث قراهـم حايـلٍ دوم تنـدار بمنـاسـفٍ دب الـدّهـر ينقلـنّـا ترى الخوي والضيف والثالث الجار مثل الصلاة مابين فرضٍ وسنه محمد بناها وأودع السور مندار وهلهل على درب السلامه وغنى وعندما سمع الشيخ سليمان بن بكر أبيات الشاعر صقار المهنا، ومدى التضحية التي قدمها الكبيسات تجاه ضيوفهم، فك الحصار بعدها وعاد بفرسانه؛ ما يدل على النبل وسمو الأخلاق. فللضيف والخوي والجار قيمة وحشمة عند العرب وبهم بياض الوجه وسواده.

محمد نور يكشف حقيقة انفصال نادر حمدي عن "واما" وأسباب شعوره بالخوف (فيديو)
محمد نور يكشف حقيقة انفصال نادر حمدي عن "واما" وأسباب شعوره بالخوف (فيديو)

جو 24

timeمنذ 10 ساعات

  • جو 24

محمد نور يكشف حقيقة انفصال نادر حمدي عن "واما" وأسباب شعوره بالخوف (فيديو)

جو 24 : خلال استضافته في بودكاست "كلمة السر مع رانيا حكيم"، والمذاع عبر "يوتيوب"، كشف نجم فريق "واما" الفنان محمد نور سبب انفصال الموزع نادر حمدي عن الفريق وعدم مشاركته في إحياء عدد من الحفلات أخيراً، موضحاً أن لا خلافات بينهم. وقال نور: "نادر حمدي فضل إنه يخليه في التوزيع وهو أخونا وصاحبنا وعشرة عمرنا، ومحصلش أي خلاف بيننا وهو مركز في التوزيع وناجح جداً فيه وأخوات وأصدقاء وحبايب". وتحدث نور عن الإنذارات في حياته وأسباب خوفه، قائلاً: "مشكلتي من وأنا صغير ناس صحابي صغيرين ماتوا فالموضوع ده بيخوفني جداً وبخاف على الناس اللي حواليا والتجارب دي سابت لي أثر مرعب وموضوع الموتوسيكل بالذات فدي أكتر حاجة فيها إنذار، والإنذار بقى مرتبط بالموت". وعن تعامله مع الأشخاص للمرة الأولى وانطباعه عنهم، أوضح: "أنا أي حد بشوفه لأول مرة يا إما أحبه يا إما محبوش مباخدش وقت، فالانطباع الأولاني يا إما ظريف يا إما دمه تقيل". وعن رأيه في نجاح فرقة "واما"، قال: "واما ناجحة جداً لحد ما جه الوقت اللي أنا بقيت أغنّي لوحدي وفهمي بيمثّل، وإحنا رجعنا وكنا لسة إمبارح في السعودية عندنا رحلة في أمريكا وكندا". وأضاف: "اللي كوّن لي شخصيتي إن بابا وماما سابوني أتعلّم واتعلّمت أعتمد على نفسي، وماما كانت بتعزف قانون وبابا كونترباس ومتعلّمتش حاجة غير المزيكا وبابا كان موجّه أول تربية موسيقية وكان بيعزف كونترباس زمان وأخويا بيعزف كامنجا وعايش برا". وعن حقيقة لحظة توثيقه لجنازة والده، أشار الى أن والده توفي خلال أزمة كورونا، حيث إنه كان مريضاً قبلها بسبعة أشهر... قائلاً: "أنا معرفش أنا مصورتهاش لأنه كان وقت كورونا وبعدين أبويا الله يرحمه كان أقرب حد ليا وكان آخر 6 أو 7 شهور تعبان جداً وقت الكورونا ومكنش فيه شغل ومكنش فيه فلوس وكنا قاعدين في البيت، ووقت ما توفي الموضوع كان صعب جداً بالنسبالي وأنا موثقتش حاجة الواحد كان في إيه ولا إيه". وأضاف: "قعدت بتاع 15 أو 20 يوم مش مصدق ومش مستوعب لأن أبويا كان طيب وأطيب واحد وفي حياته عمره ما زعقلي، وأنا عيالي علي وعمر بنفخهم وبضربهم وبجري وراهم... اللي بيعرفني من قريب بيشوف حاجات مختلفة خالص غير شكلي، واللي بيشوفني بيقولي أنت قد إيه طيب وبتحب الناس وكل اللي ميعرفنيش يفتكر حاجة تانية". واستطرد قائلاً: "أنا مبعرفش أعمل أي حاجة من غير لما أكلّم أمي، وهي قاعدة معايا في نفس البيت في الدور اللي تحت، وأنا نازل وطالع أدخل لها أشوفها محتاجة حاجة ناقصة حاجة ومبقولهاش أنا مسافر كتير عشان بتتوتر ووجودها في حياتي مطمّني ومخلّيني أحس إن مفيش مشكلة في أي حاجة وكلمة السر عندي في دعوة أمي ليا وأي حد بيدعيلي". وكشف محمد نور عن فترة إحساسه بالسلام النفسي، مؤكداً: "الشغلانة بتاعتنا دي غريبة جداً كل واحد قبل ما بينام يقعد يقول مين حفلته فين ومين كسب كام ومين نزل صورته أكبر من مين ومين راح السعودية وأنا لسة مروحتش، أنا الوحيد اللي في الشغلانة دي مليش دعوة بأي حد، وأي حد بيعمل حاجة حلوة أنا أول واحد ببعتله مبروك وكل الناس اللي في جيلنا كلهم صحابي ولما تيجي سيرتنا يقولوا نور ده شيك أوي مالوش دعوة بحد". وعن الأماكن التي يشعر فيها بالأمان، أوضح: "أنا عندي حاجتين بحب أوي أقعد في البيت عندي لوحدي لأني بحس إن عيلتي كلها موجودة، وبحب أروح البحر بردو بحب أخش جوا البحر في جدّة بالذات المياه بتبقى سخنة وبقعد أفكر في حاجة الشغل وأنا في المياه". تابعو الأردن 24 على

روبي تتحدث عن الفارق بين الغناء والتمثيل (فيديو)
روبي تتحدث عن الفارق بين الغناء والتمثيل (فيديو)

جو 24

timeمنذ 10 ساعات

  • جو 24

روبي تتحدث عن الفارق بين الغناء والتمثيل (فيديو)

جو 24 : خلال لقائها ضمن برنامج "et بالعربي"، على هامش تواجدها في "مهرجان موازين" بالمغرب، تحدثت الفنانة روبي عن الفارق بين الغناء والتمثيل، خاصة بعد تحقيقها النجاح في مجال الغناء منذ بدايتها كمغنّية على مدار مشوارها الفني حتى الآن، مضيفةً أنها تمكنت أيضاً من إثبات نفسها في مجال التمثيل، من خلال مشاركات درامية متنوعة، كان آخرها مسلسل "إخواتي" الذي عُرض ضمن السباق الرمضاني الماضي. وقالت روبي: "الغناء بالنسبة لي سهل وسلس أكثر من التمثيل، لأن التمثيل لازم الدور اللي يجيلي أكون بحبّه وأختاره بعناية ويكون مع مخرج معين وكاتب معين، فالخطوات بتبقى أصعب شوية". وتابعت: "التمثيل أنا بحبه بس لما يكون الدور مستاهل والفريق اللي بشتغل معاه حبّاه زي مسلسل "إخواتي" أنا كنت حابة الفريق كله والمخرج محمد شاكر خضير كانت فرصة كبيرة إني اشتغلت معاه، العمل كان فيه طاقة جميلة أنا أحب أعملها تاني ولكن صعب تلاقي زي ده بسهولة". وكانت روبي قد علّقت على تصدّر أغنية "ليه بيداري" ترند مواقع التواصل الاجتماعي على الرغم من مرور 21 سنة على طرحها، قائلةً: "الأغنية دي سبحان الله ترند ومحبوبة طول الوقت، وتفاعل الناس معاها في كل حفلة غير طبيعي، الله يرحمه محمد رحيم كان فنان كبير عمل لي أغاني جميلة أوي، أنا متشرّفة إني اشتغلت معاه". تابعو الأردن 24 على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store