
كاسبرسكي تحذر من مخاطر إنشاء كلمات المرور باستخدام الذكاء الاصطناعي
فاطمة سويري
تشترط أغلب الخدمات والتطبيقات عبر الإنترنت أن يقوم المستخدم بإنشاء كلمة مرور، وفي ظل العدد الهائل لكلمات المرور، وندرة استخدام معظمها بشكل يومي، يزداد احتمال لجوء المستخدمين إلى إعادة استخدام نفس كلمات المرور، وتتعمق مشكلة سوء إدارة كلمات المرور بسبب الميل لاستخدام مزيج معتاد من الأسماء ومفردات المعاجم والأرقام، فإلى جانب سهولة فك شفرة كلمات المرور هذه، إن تمكن مجرم سيبراني من الحصول على إحداها في موقع ما، قد يفتح له الباب للوصول إلى كثير من المواقع الأخرى.
موضوعات مقترحة
لمواجهة الثغرات الأمنية الناتجة عن تكرار كلمات المرور، يُنصح المستخدمين بابتكار كلمات مرور فريدة وغير متكررة. غير أن إنشاء كلمات المرور وإدارتها قد يشكل تحدياً صعباً. وللتغلب على مشقة إنشاء وإدارة كلمات المرور، قد يلجأ البعض إلى استخدام النماذج اللغوية الكبيرة (LLMs) مثل ChatGPT وLlama وDeepSeek لتوليد كلمات مرورهم.
فعوضاً عن المعاناة في إيجاد كلمة مرور قوية، يستطيع المستخدمون توجيه طلب بسيط للذكاء الاصطناعي: «توليد كلمة مرور آمنة» والحصول على نتيجة فورية. فيولّد الذكاء الاصطناعي تركيبات تبدو كأنها عشوائية، ما يحد من ميل البشر لإنشاء كلمات مرور متوقعة مستمدة من الكلمات الموجودة في المعجم. غير أن المظهر قد يكون مضللاً، فقد لا تتمتع كلمات المرور التي يولّدها الذكاء الاصطناعي بالأمان الذي توحي به.
أجرى أليكسي أنتونوف، قائد فريق علوم البيانات لدى كاسبرسكي، تجربة شملت إنشاء 1000 كلمة مرور عبر أبرز وأوثق النماذج اللغوية الكبيرة، تشمل OpenAI ChatGPT، و Meta Llama وDeepSeek الصيني الجديد.
يوضّح أنتونوف: «تدرك كافة النماذج أن مواصفات كلمة المرور الجيدة تستلزم 12 حرفاً كحد أدنى، مع مزيج من الحروف الكبيرة والصغيرة والأرقام والرموز. وتُبين النماذج هذه المعايير عند إنشاء كلمات المرور».
ويضيف: «غير أنه عند التطبيق الفعلي، غالباً ما تجاهلت الخوارزميات إضافة الرموز الخاصة أو الأرقام في كلمة المرور: 26% من كلمات المرور في ChatGPT، و32% في Llama، و29% في DeepSeek. بينما ولّدت نماذج DeepSeek وLlama في بعض الأحيان كلمات مرور يقل طولها عن 12 حرفاً».
وفي 2024، طوّر أليكسي أنتونوف خوارزمية تعلم آلة لقياس قوة كلمات المرور، ليكتشف أن قرابة 60% منها عرضة للاختراق خلال ساعة واحدة عبر معالجات الرسوميات الحديثة أو أدوات الاختراق السحابية. وحين اختُبرت كلمات المرور التي ولّدها الذكاء الاصطناعي، ظهرت نتائج مثيرة للقلق، حيث تبين أنها أضعف بكثير مما توحي به: لم تصل 88% من كلمات مرور DeepSeek و87% من كلمات مرور Llama إلى مستوى القوة المطلوب لصد هجمات المجرمين السيبرانيين المتمرسين. أما ChatGPT فكان أداؤه أفضل نسبياً، إذ فشل 33% فقط من كلمات المرور في تحقيق معايير القوة المطلوبة في اختبار كاسبرسكي.
يوضّح أنتونوف: «تكمن المشكلة في عجز النماذج اللغوية الكبيرة عن توليد عشوائية فعلية. عوضاً عن ذلك، تقوم بتقليد الأنماط من البيانات المتاحة، ما يجعل نتائجها متوقعة لدى المخترقين المُلمين بآلية عمل هذه النماذج».
تبنى نظاماً أكثر أماناً لإدارة كلمات المرور
عوضاً عن استخدام الذكاء الاصطناعي، يُنصح المستخدمون باللجوء إلى برمجيات مخصصة لإدارة كلمات المرور
أولاً، تعتمد هذه البرمجيات على مولّدات تشفير آمنة لإنتاج كلمات مرور تخلو من أي أنماط يمكن رصدها، ما يوفر عشوائية حقيقية. ثانياً، تُحفظ كافة بيانات الدخول في خزنة آمنة، يمكن الوصول إليها عبر كلمة مرور رئيسية فقط. يُغني ذلك عن حفظ مئات كلمات المرور مع ضمان حمايتها من الثغرات الأمنية.
كما تقدم برامج إدارة كلمات المرور ميزة الملء التلقائي والمزامنة بين الأجهزة، مما يبسط عملية تسجيل الدخول مع الحفاظ على مستوى الأمان. كما يوفر الكثير منها خدمة رصد الاختراقات، وإخطار المستخدمين في حال ظهور بيانات اعتمادهم ضمن البيانات المسربة.
رغم قدرة الذكاء الاصطناعي على المساعدة في مهام كثيرة، فإن إنشاء كلمات المرور لا يندرج ضمنها. فالأنماط المتكررة والقابلة للتوقع في كلمات المرور المولّدة بواسطة النماذج اللغوية الكبيرة تجعلها عرضة للاختراق. لذا، تجنب الطرق المختصرة، واستثمر في مدير كلمات مرور موثوق، ليكون درعك الأول في التصدي للتهديدات السيبرانية. ومع تزايد حوادث اختراق البيانات في عصرنا الحالي، أصبحت الحاجة إلى كلمة مرور قوية وفريدة لكل حساب أمراً لا جدال فيه.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار مصر
منذ ساعة واحدة
- أخبار مصر
جوجل تعيد تصميم محرك بحثها بوضع الذكاء الاصطناعي AI Mode
جوجل تعيد تصميم محرك بحثها بوضع الذكاء الاصطناعي AI Mode كشفت شركة جوجل، خلال مؤتمرها السنوي للمطورين Google I/O 2025 عن خطط شاملة لإعادة تصميم محرك بحثها ليعمل بطريقة تحاكي أسلوب التفاعل مع روبوتات المحادثة المعتمدة على الذكاء الاصطناعي، في خطوة تهدف إلى مجاراة المنافسة المتصاعدة من شركات مثل OpenAI وأنثروبيك.وبدايةً من اليوم، سيتمكن كافة المستخدمين في الولايات المتحدة من تفعيل ما يُعرف بـ وضع الذكاء الاصطناعي AI Mode في نتائج البحث في جوجل ومتصفح كروم، ليحصلوا على تجربة تفاعلية تعتمد على نمط الأسئلة والأجوبة، بدلًا من عرض تقليدي للنتائج في صورة روابط، ومن المقرر توسيع إطلاق تلك الميزة لكافة المستخدمين حول العالم خلال الأشهر المقبلة.ووصف ساندار بيتشاي، الرئيس التنفيذي لشركة ألفابت مالكة جوجل، هذا التحديث بأنه إعادة تصور كاملة لتجربة البحث ، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي ضمن جهود الشركة لإدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي في خدماتها الأساسية.ويُعد وضع الذكاء الاصطناعي AI Mode امتدادًا لتقنية مطالعات البحث المدعومة بالذكاء الاصطناعي AI Overviews التي أعلنتها جوجل خلال…..لقراءة المقال بالكامل، يرجى الضغط على زر 'إقرأ على الموقع الرسمي' أدناه


اليوم السابع
منذ 3 ساعات
- اليوم السابع
مايكروسوفت تُعيد تقديم أدوات تطوير الذكاء الاصطناعى على ويندوز
كشفت شركة مايكروسوفت عن منصة جديدة وموسعة تُدعى Windows AI Foundry، وذلك خلال مؤتمر Build 2025، فى خطوة تهدف إلى تسهيل تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي على نظام ويندوز. المنصة الجديدة تُعد بمثابة تطوير شامل لخدمة Windows Copilot Runtime التي تم إطلاقها في مايو الماضي، حيث توصف الآن بأنها 'منصة موحدة لتطوير الذكاء الاصطناعي محليًا'، مما يتيح للمطورين تحسين النماذج الذكية وتخصيصها وتشغيلها بكفاءة داخل التطبيقات. تأتي هذه الخطوة في وقت تراهن فيه مايكروسوفت على الذكاء الاصطناعي كمصدر رئيسي للإيرادات المستقبلية، سواء عبر السحابة أو من خلال الأجهزة المحلية. وقد أعلن المدير التنفيذي للشركة ساتيا ناديلا في يناير أن إيرادات الذكاء الاصطناعي وصلت إلى 13 مليار دولار سنويًا، مستفيدة من شراكتها مع شركة OpenAI ، المطورة لـChatGPT. ورغم أن مايكروسوفت قد لا تجني أرباحًا مباشرة من التطبيقات التي يطوّرها طرف ثالث باستخدام الذكاء الاصطناعي، إلا أن توفير الأدوات اللازمة لبناء هذا النوع من البرمجيات على نظامها الأساسي يعزز من تفوقها التنافسي ويضعف حظوظ منافسيها، وهنا تبرز أهمية Windows AI Foundry. وبحسب بيان رسمي، تقوم المنصة تلقائيًا برصد مكونات الجهاز، مثل المعالج والبطاقة الرسومية ووحدة المعالجة العصبية، وتحميل الأدوات اللازمة لتشغيل النموذج المطلوب، كما تُحدَّث هذه الأدوات تلقائيًا لتواكب الأجهزة الجديدة، وتوفر أدوات تُسهّل تجهيز النماذج وتشغيلها محليًا. وتتضمن المنصة أيضًا خدمة جديدة تُدعى Foundry Local، تهدف إلى جلب إمكانات النماذج الذكية إلى أجهزة العملاء مباشرة، سواء على ويندوز أو macOS، وتوفر Foundry Local وحدات جاهزة لتشغيل النماذج محليًا باستخدام مكتبة ONNX Runtime مفتوحة المصدر، والتي تهدف إلى تسريع عمليات الذكاء الاصطناعي على مختلف المنصات. تدعم Foundry Local أيضًا واجهة أوامر نصية (CLI)، تتيح للمطورين استخدام أوامر مثل 'Foundry model list' و'Foundry model run' لاستعراض النماذج وتشغيلها واختبارها على الخادم المحلي. وذكرت مايكروسوفت أن الخدمة يمكنها رصد قدرات الجهاز تلقائيًا، وعرض النماذج المتوافقة معه، كما يُمكن للمطورين الاستفادة من SDK خاص لتضمين وظائف Foundry Local داخل تطبيقاتهم بكل سهولة.


البشاير
منذ 7 ساعات
- البشاير
خالد البرماوي يشرح لكم لماذا يهاجمون بيع أسرار الذكاء الاصطناعي إلى السعودية
خالد البرماوي يشرح لكم لماذا يهاجمون بيع أسرار الذكاء الاصطناعي إلى السعودية.. إليكم ما كتبه: في جانب هام جدا لم يتم تسليط الضوء عليه خلال زيارة ترامب الميمونة، وهي الصفقات التي أطلق عليها ' صفقات نقل المعرفة' وليس بيع التكنولوجيا، وهي أخطر وأغلى مليون مرة من عقود التسليح وصفقات السياسية لأنه ببساطة من يملكها، يملك السياسية والسلاح والاقتصاد!! ▪️علشان كدا الإعلام الأمريكي هاجم الشركات التكنولوجية التي شاركت في الزيارة، مثل (جوجل، آي بي إم،كوالكوم ،أمازون ،تسلا ،أوبن إيه آي، إنفيديا، أوراكل، إيه إم دي، أوبر ) وهي حرفيا من تقود عالم اليوم، على عكس ما يظن أنه يساق من واشنطن، بينما الواقع يدار من سان فرانسيسكو! ▪️ خلال وبعد الزيارة وحتى اللحظة تم اتهام هذه الشركات بأنها 'تضع تقنيات الذكاء الاصطناعي في أيدي غير أمينة'.. قصدهم العرب! ▪️سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، رد على هذا الكلام، ووصف منتقدي صفقات ترامب في مجال الذكاء الاصطناعي مع دول الخليج بـ'السذج'! ▪️القصة مثيرة للأهتمام، وليس لنا إلا أن نشاهد صراع الذكاء الاصطناعي، الذي سيغير وجه التاريخ، وربما يكتب نهايته.. تابعنا علي منصة جوجل الاخبارية