
سعداوي: لا تنازل عن 'التخصص' في توظيف المتعاقدين
وبالتالي، فإنه لا يمكن بأي حال من الأحوال التنازل عن شرط التخصص، حيث التقيد به ضروري للمحافظة على حقوق الأساتذة المادية، إذ لا يمكن قبول توظيف خريجي الجامعات من فئة حاملي شهادة الليسانس في الحقوق بجميع فروعه على سبيل المثال وليس الحصر، كأساتذة للتدريس بالطورين المتوسط والثانوي.
وفي رده، على سؤال كتابي للنائب بالمجلس الشعبي الوطني فريتيح محمد، حامل لرقم 82/56، الموجه إلى الوزير الأول، وبناء على إرسال مدير ديوان الوزير الأول المؤرخ في 26 جوان الفائت، عن مسألة عدم إدراج بعض الشهادات في منصة التعاقد ضمن التخصصات المطلوبة للتدريس في قطاع التربية الوطنية، على غرار شهادة الليسانس في الحقوق، استعرض المسؤول الأول عن القطاع، مجموعة توضيحات قانونية عن كيفية تعيين هذه الفئة من المربين، وذلك لأجل رفع اللبس عن أي غموض قد يعتري عملية التوظيف التعاقدي والمتاح حاليّا لفائدة خريجي الجامعات.
وفي هذا الصدد، لفت وزير التربية الوطنية، في إرسال وزاري صادر عنه بتاريخ 19 جويلية الجاري، حامل لرقم 888، إلى أن التوظيف بقطاع التربية الوطنية، يقوم على مبدأ التخصص، لاسيما في مرحلتي التعليم المتوسط والثانوي، وتطبيقا لهذا المبدأ يتم إسناد تدريس المادة إلى أستاذ متخصص فيها، وفي حالة عدم وجود أستاذ متخصص يتم إسنادها إلى أستاذ من التخصص الأقرب إليها، ويخضع بذلك التوظيف لأحكام النصوص القانونية المنظمة لذات العملية سواء مسابقات التوظيف بصفة عامة أو توظيف الأساتذة عن طريق التعاقد بصفة خاصة.
وبناء على ما سبق، أكد الوزير على أن دائرته الوزارية وكإجراء استثنائي تفرضه حتمية استمرار التعليم، تلجأ إلى توظيف الأساتذة بصفة التعاقد، عبر النظام المعلوماتي للأرضية الرقمية للقطاع، وفقا للأطر التشريعية والتنظيمية المعمول بها، وتتقيد في كل ذلك بالشهادات الجامعية المتطابقة مع المناصب المالية المطلوبة والمنصوص عليها حصرا في القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 10 مارس 2016، المحدد لقائمة المؤهلات والشهادات المطلوبة للتوظيف والترقية في بعض الرتب الخاصة بالتربية الوطنية، المعدل والمتمم.
وعليه، فهي شهادات تفرضها مقتضيات تطبيق المناهج التعليمية المعتمدة، حسب المجال الأكاديمي لكل مادة مقررة في كل مرحلة تعليمية، وكذا القرار المؤرخ في 15 جويلية 2014، الذي يحدد إطار تنظيم المسابقات والامتحانات المهنية، للالتحاق ببعض الرتب المنتمية للأسلاك الخاصة بالتربية الوطنية، المعدل والمتمم، مثلما يؤكد الوزير.
وبالاستناد لما سبق، أشار الوزير إلى أن القرار الوزاري المشترك المؤرخ في 10 مارس 2016، سالف الذكر، تمت دراسته والمصادقة عليه من قبل اللجنة الخاصة المنعقدة لدى المديرية العامة للوظيف العمومي والإصلاح الإداري المشكلة من ممثلي قطاعي التعليم العالي والبحث العلمي والتربية الوطنية ومصالح الوظيفة العمومية.
وتأكيدا لما سلف، أوضح سعداوي أن مصالحه ملزمة بالتقيد بالمؤهلات والشهادات الواردة ضمن القرار سالف الذكر دون سواها، وهو الأمر الذي تلزمهم به أجهزة الرقابة الميزانياتية كشرط إجباري، لتأشير الملفات وكذا الرقابة اللاحقة لمصالح الوظيفة العمومية والإصلاح الإداري، ما يضمن المحافظة على حقوق الأساتذة المتعاقدين كاملة غير منقوصة، على غرار دفع مرتباتهم وجميع مستحقاتهم المالية.
وفي مقابل ذلك، جدد الوزير التأكيد على أن دائرته الوزارية قد شرعت في جدولة دراسة العديد من النصوص التنظيمية ومنها القرارين سالفي الذكر.
واستخلاصا لما سبق، أبرز وزير التربية أنه تم اعتماد التوظيف عن طريق النظام المعلوماتي للأرضية الرقمية لقطاع التربية الوطنية، وفق معايير بيداغوجية موضوعية مدروسة ومحددة مسبقا، بالتشاور والتنسيق مع مصالح المديرية العامة للوظيفة العمومية والإصلاح الإداري ووزارة المالية، وذلك قصد تحقيق عدة أهداف على أرض الواقع، من أبرزها ضمان الشفافية والمصداقية وحفاظا على مبدأي الإنصاف وتكافؤ الفرص بين جميع المترشحين، واحترام بذلك درجة الاستحقاق وكذا المرونة والسرعة في تغطية المناصب المالية الشاغرة الخاصة بالتأطير التربوي، وبغية ضمان استمرارية تمدرس التلاميذ خلال السنة الدراسية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر للأنباء
منذ 4 ساعات
- خبر للأنباء
ترامب: أي محاولة من إيران لاستئناف برنامجها النووي ستُسحق على الفور
حذر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاثنين، من أنه سيأمر بشن هجمات أمريكية جديدة على المنشآت النووية الإيرانية إذا حاولت طهران إعادة تشغيل المنشآت التي قصفتها الولايات المتحدة الشهر الماضي. وأصدر ترامب التحذير أثناء إجراء محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في منتجع تيرنبري للجولف على الساحل الغربي لاسكتلندا. وقال الرئيس ترامب للصحفيين، إن إيران ترسل 'إشارات سيئة'، وإن أي محاولة منها لاستئناف برنامجها النووي ستُسحق على الفور. وأضاف ترامب 'قضينا على قدراتهم النووية، قد يستأنفون البرنامج من جديد، وإذا فعلوا ذلك، فسنقضي عليه بأسرع مما تتخيلون'.


الخبر
منذ 5 ساعات
- الخبر
الولايات المتحدة تقاطع مؤتمر "حل الدولتين"
انطلق اليوم الاثنين بنيويورك، مؤتمر الأمم المتحدة، بشأن التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين، في ظل المقاطعة الأمريكية للحدث. وفي الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، في كلمة له أن حل الدولتين هو الإطار الوحيد المتجذر في القانون الدولي الذي أقرته الجمعية العامة والمدعوم دوليا. وحذر غوتيريش، من أن هذا الحل بات الآن "أبعد من أي وقت مضى"، داعيا إلى جعل المؤتمر نقطة تحول لإنهاء الاحتلال الصهيوني وتحقيق السلام في المنطقة. كما اعتبر أن النزاع الحالي في غزة يزعزع الاستقرار في المنطقة والعالم بأسره، وأن إنهاءه يتطلب إرادة سياسية، مستنكرا في الوقت ذاته الضم التدريجي للضفة الغربية المحتلة الذي اعتبره "غير قانوني"، ودعا لوقفه. ومن جهته، دعا وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو إلى جعل المؤتمر "نقطة تحول" لتنفيذ حل الدولتين، مؤكدا أن بلاده أطلقت زخما لا يمكن إيقافه من أجل الوصول لحل سياسي في الشرق الأوسط. كما دعا بارو إلى وقف الحرب والمعاناة في قطاع غزة والبدء بوقف إطلاق نار دائم، مشيرا إلى أنه "لا يمكن القبول باستهداف الأطفال والنساء بينما يسعون للحصول على المساعدات" في القطاع المحاصر. وشدد على أنه يجب الانتقال من نهاية الحرب على غزة إلى إنهاء النزاع الصهيوني - الفلسطيني برمته. وقال بارو، إن من أهداف المؤتمر الحصول على تعهدات من دول أوروبية أعلنت عزمها الاعتراف بدولة فلسطين، مؤكدا على أنه بعد المؤتمر ستكون هناك رؤية مشتركة سيتم تبنيها بشأن مستقبل غزة. بدوره، اعتبر وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود المؤتمر "محطة مفصلية" نحو تفعيل حل الدولتين وإنهاء الاحتلال الصهيوني لفلسطين. كما دعا إلى وقف فوري "للكارثة الإنسانية" في غزة بسبب الانتهاكات الصهيونية، مؤكدا أن مبادرة السلام العربية هي أساس جامع لأي حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية. أما رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، فاعتبر أن المؤتمر يشكل "بارقة أمل" في وقت تمر فيه المنطقة بلحظة حرجة بظل حرب الصهاينة على غزة. وشدد على أن دولة قطر تؤيد بشكل كامل أهداف المؤتمر، وترى أنه لا يوجد بديل عن تحقيق تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية. وأضاف "أي سلام يمكن أن يولد في ظل هذا الكم من التجويع والإذلال والقتل.. المشاهد التي رأيناها في غزة تمثل عارا على الإنسانية". وشدد المسؤول القطري على رفض بلاده القاطع لازدواجية المعايير، ولاستخدام الغذاء أداة في الحرب. وفي بيان لها، انتقدت وزارة الخارجية الأميركية مؤتمر حل الدولتين، معتبرة إياه "مسرحية دعائية تأتي وسط جهود دبلوماسية لإنهاء الصراع." وقالت الخارجية الأمريكية في بيانها، مساء اليوم الإثنين، أن المؤتمر سيطيل أمد الحرب ويشجع حماس ويقوض جهود السلام. وتجدر الإشارة، إلى أن المؤتمر الدولي لحل الدولتين كان من المقرر أن يُعقَد في نيويورك بين 17 و20 يونيو/جوان الماضي، لوضع خارطة طريق تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية، لكن الهجوم الصهيوني على إيران في 13 جوان، دفع عدة وفود من الشرق الأوسط إلى الاعتذار عن الحضور، مما أدى إلى تأجيله. وحسب تقارير إعلامية نقلا عن مصادر دبلوماسية، فقد مارست إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب ضغوطا دبلوماسية واسعة لمنع الحكومات من المشاركة في المؤتمر، عبر إرسال برقيات تحثها على عدم الحضور.


الشروق
منذ 6 ساعات
- الشروق
'موعدنا أمام الله للحساب' (2)!
لا شكّ أنّ المسؤولية الأولى عن ما يحصل في غزّة، هي مسؤولية الصهاينة وحلفائهم الذين لم يستطيعوا تركيع المجاهدين بالأسلحة المتطوّرة وبالعملاء والخونة، فراحوا يجوّعون المدنيين ليضغطوا على المجاهدين حتى يستسلموا ويلقوا بأسلحتهم.. إنّهم يريدون إحراج المقاومة أمام العالم! وقد انطلت حيلتهم على كثير من المغرضين الذين يتوجّهون بلومهم إلى المجاهدين الصامدين! ويحمّلونهم مسؤولية العدوان الصهيونيّ ومسؤولية الأطفال الذين يموتون جوعا بسبب حصار الصهاينة! المجاهدون يعانون ما يعانيه إخوانهم المدنيون، وأطفالهم يموتون جوعا كما يموت أطفال إخوانهم، وزوجاتهم يقضين نحبهنّ كما تقضي زوجات إخوانهم المدنيين نحبهنّ تحت القصف الصهيونيّ، ومن أمثلة قادة الجهاد الذين فقدوا أهليهم وأبناءهم في القصف الصهيونيّ، قائد كتيبة بيت حانون في كتائب القسّام، حسين فياض، الذي فقد زوجته وابنيه الاثنين في قصف صهيونيّ قبل أيام. المجاهدون لا ينعمون بالطّعام والشّراب وإخوانهم يجوعون، بل إنّهم يعانون ما يعانيه إخوانهم، وقد شهد العدوّ الصهيونيّ نفسه بعد تشريح جثة القائد يحيى السّنوار -تقبّله الله- أنّه لم يذق طعاما في الأيام الثلاثة التي سبقت استشهاده.. هذه هي الحقيقة ولكنّ أحفاد ابن سلول يأبون إلا ترويج الكذب والبهتان في حقّ أولياء الله المجاهدين. نعم، المسؤولية الأولى هي مسؤولية الصهاينة وحلفائهم.. لكن من يلوم عدوا صهيونيا كافرا فيما يفعل، واللهُ قد أخبر أنّه أشدّ النّاس عداوة للذين آمنوا؟! المسؤولية الأكبر –حقيقة وواقعا- هي مسؤولية حكام المسلمين الذين خذلوا أطفال غزّة وتركوهم للعدوّ الصهيونيّ يروّعهم ويقتلهم صبرا وجوعا، مسؤولية الحكّام جميعا، ومسؤولية حكّام مصر والأردن وسوريا في الدّرجة الأولى، لأنّ بلادهم تجاور فلسطين، خاصّة مصر التي تملك معبرا يربط بقطاع غزّة، وفي وسعها أن تحرج العدوّ الصهيونيّ، لكنّها مع كلّ أسف حيّرت الأمّة عندما ردّت قوافل الدّعم ومنها القافلة المغاربية (المغرب العربي) من الطّريق! حكّام المسلمين أثبت أكثرهم أنّهم غير معنيين بقضية غزّة ولا قضية فلسطين ولا بأيّ قضية أخرى من قضايا الأمّة، بخلاف قادة الصهاينة الذين لا يكتفون بالتفاني في خدمة المشروع الصهيونيّ في الأرض المحتلّة، حتى يتمادى بهم الأمر إلى الدّفاع عن حلفائهم في المنطقة، وها هو رئيس الوزراء الصهيونيُّ يهبّ لنجدة إخوانه الدروز في السويداء السورية، ويقصف محيط السويداء والعاصمة دمشق نصرة لإخوانه، وقد قالها قبل أيام بلسان فصيح صريح: 'لن نقف متفرّجين أمام ما يحدث لإخواننا في السويداء'.. فأين أين حكّام المسمين من إخوانهم في غزّة، والله يقول: ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ))؟! المسؤولية الأكبر بعد مسؤولية الحكّام، هي مسؤولية علماء الأمّة، في أن يجهروا بكلمة الحقّ، ويستنفروا الحكّام والشعوب لنجدة المروّعين المجوّعين في غزّة.. يجب على العلماء أن يبيّنوا حكم من يساهم في حصار المسلمين، وحكم من يسكت على حصارهم، وحكم من يخذلهم ولا يقدّم لهم يد المساعدة. العلماء يجب أن يذكّروا الحكام وكلّ من له مسؤولية في بلاد الإسلام أنّ فقهاء الأمّة قالوا إنّ من منع الطعام عن سجين عمدا، وكان السببَ في موته، فإنه يقتل به؛ لأنه يكون ظهر منه قصد موته. هذا فيمن يمنع الطّعام عن سجين يستحقّ السّجن؛ كيف بمن يمنعه عن مسلم لا ذنب له؟! وقد نُقل عن بعض الفقهاء أنّه لو مات أحد النّاس جوعا وجيرانه يعلمون به وهم يقدرون على إطعامه، فإنّ على جيرانه دفعَ ديته.. قال الإمام ابن قدامة –رحمه الله-: 'وإن مات جوعًا، وبه رمق، ولم يطعمه جيرانه مع قدرتهم، أثموا، ووجب عليهم ديته'، وقال: 'ومن اشتد جوعه حتى عجز عن طلب القوت، ففرض على كل من علم به أن يطعمه أو يدل عليه من يطعمه، صونا له عن الهلاك، فإن امتنعوا من ذلك حتى مات اشتركوا في الإثم، قال عليه الصلاة والسلام: 'ما آمن بالله من بات شبعان وجاره إلى جنبه طاو '، وقال -عليه الصلاة والسلام-: 'أيما رجل مات ضياعا بين أقوام أغنياء فقد برئت منهم ذمة الله وذمة رسوله''.. هذا في إنسان واحد يُترك حتى يموت جوعا، كيف بمن يسكت عن قتل العشرات والمئات جوعا وهو يرى ويسمع؟! هذا ما يفترض في علماء الأمّة أن يقولوه ويجهروا به، لكنّنا مع كلّ أسف نرى كيف أنّ الأزهر أخرج بيانا يندّد فيه بما يحصل من تجويع للمسلمين، لكنّه ما لبث أن حذف البيان.. أمّا هيئة كبار العلماء في بلاد الحرمين، فهي منشغلة بالحديث عن فضل الذّكر، وبفتاوى بعيدة كلّ البعد عن المأساة التي يعيشها المسلمون في غزّة! بعد الحكّام والعلماء؛ المسؤولية تقع على عواتق المسلمين جميعا، فليس يكفي المسلمين أن يقفوا عند حدّ إلقاء التبعة على كواهل الحكّام والعلماء، ثمّ يواصلوا حياتهم كأنّهم قد أدّوا ما عليهم، أو كأنّ شيئا لم يكن! نحن جميعا معنيون بمحنة إخواننا المسلمين في غزّة، وإذْ لم نستطع الجهاد بأنفسنا، فنحن مسؤولون أمام الله عن جهاد المال، وجهاد بالمال هو قرين الجهاد بالنفس في كتاب الله تعالى.. حتى من لا يملك فضلا من المال، مرتّبه أو أرباح تجارته بالكاد تكفيه في ضرورياته، هذا أيضا مخاطب بالإنفاق لنجدة إخوانه الجوعى في غزّة، لأنّ الله يقول: ((لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّون)). كيف بمن يملك مالاً يفضل عن حاجاته الأصلية؟ كيف بمن يتخوّض في مال الله بغير حقّ في الكماليات؟ كيف بمن يتخوّض في الشّهوات والمحرّمات؛ ؟! يقول الله –تعالى-: ((هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ تُدْعَوْنَ لِتُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَمِنْكُمْ مَنْ يَبْخَلُ وَمَنْ يَبْخَلْ فَإِنَّمَا يَبْخَلُ عَنْ نَفْسِهِ وَاللَّهُ الْغَنِيُّ وَأَنْتُمُ الْفُقَرَاءُ وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ)). نحن الجزائريين خاصّة مسؤولون مسؤولية عظيمة أمام الله، لأنّه أتيحت لنا فرصة الإنفاق في سبيل الله، والجمعيات التي تجمع التبرّعات وتوصلها بأمانة إلى أهلنا في غزّة موجودة ومعروفة، بينها جمعية البركة التي أقاق نشاطها أولياء الصهاينة الأمريكان، فصنّفوها جمعية إرهابية! فالله الله أن تغلبنا نفوسنا على الإنفاق! نحن نعيش امتحانا، إمّا أن ننجح فيه نجاحا تغفر به ذنوبنا، أو نخسر خسرانا مبينا ربّما تحبط به أعمالنا.. كان التابعيّ أويس القرني –رحمه الله- إذا أمسى تصدق بما في بيته من الفضل من الطعام والثياب، ثم يقول: 'اللهم من مات جوعا فلا تؤاخذني به، ومن مات عريانا فلا تؤاخذني به'. هناك -ولله الحمد- محسنون كثر في بلدنا الجزائر تداعوا للبذل والإنفاق، وسطروا من أروع النّماذج، ينبغي أن نتّخذهم لنا قدوة، أعرض من صنائعهم نموذجين: أحد الأفاضل كتب تجربته ليحرّك بها همم إخوانه في العطاء، فقال: 'أمّا تجربتي فسأشاركها تحفيزا للباذلين لعلهم يهبون من جديد، ومن باب ((إن تبدو الصّدقات فنعمّا هي))، ولأن الأمر جد ولا يعتبر البتة تبرعا أو تطوعا، بل هو واجب والتحفيز له والتحريض عليه مما لا يتم الواجب إلا به فيصبح من الواجبات، أقول: 'منذ جانفي 2024م، وأنا أقتسم مداخيل المكتب والمقاولة مع غزة بالسوية (50%)، وما شعرت بقلة، بل والله رأيت أثر البركة كما لم تكن من قبل'. والأعجب منه، محسن آخر من إخواننا الجزائريين، منذ انطلاق طوفان الأقصى قبل عامين، لم يصرف شيئا من مدخوله في غير دفع الإيجار ونفقة عيشه الضرورية، يبعث جميع ما بقي إلى إخواننا في غزّة، لدرجة أنّه لم يشتر منذ عامين حذاء جديدا يلبسه.. ((وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُون)).