
ترمب يجبر مئات الطلاب الأجانب على مغادرة أميركا بعد إلغاء تأشيراتهم
ألغت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب مئات التأشيرات الخاصة بالطلاب الأجانب في مختلف أنحاء الولايات المتحدة، مما دفع العديد منهم إلى مغادرة البلاد خلال أيام، وفق صحيفة USA Today.
وأفادت جامعات أميركية بأن بعض الطلاب اضطروا لمغادرة البلاد على الفور، وأن العديد منهم فعلوا ذلك بعدما اكتشفوا أن تأشيراتهم قد أُلغيت، إما عبر النظام الفيدرالي لمعلومات التبادل الطلابي والزائرين، أو من خلال رسالة نصية أو بريد إلكتروني مفاجئ.
وقالت USA Today إن عدة جامعات تواصلت معها رفضت الإفصاح عن تفاصيل القرارات، بسبب اعتبارات الخصوصية الخاصة بالطلاب.
1.5 مليون طالب أجنبي
وقال خبراء في شؤون الهجرة إنهم لم يروا قط الحكومة الفيدرالية تجري مثل هذه التغييرات الجذرية على عملية استضافة الطلاب الأجانب، التي عادةً ما تكون غير بارزة.
وطعن المشروع الوطني للهجرة في إلغاءات التأشيرات، التي طالت طلاباً في ولايات من بينها كاليفورنيا، وكولورادو، وكنتاكي، وأوهايو، وميشيجان، وماساتشوستس، وفلوريدا، وولايات أخرى.
ويشكل عدد الطلاب الذين أُلغيت تأشيراتهم نسبة صغيرة من إجمالي عدد الطلاب الأجانب، الذي يقدر بنحو 1.5 مليون طالب في الولايات المتحدة، لكن القرار أحدث صدمة كبيرة داخل الأوساط الجامعية.
ونقلت USA Today عن مسؤولين في جامعات قولهم إن بعض حالات الإلغاء كانت مرتبطة بأمور بسيطة، مثل خلافات مع زملاء السكن أو مخالفات مرورية خارج الحرم الجامعي، فيما ارتبطت حالات أخرى بمشاركة الطلاب في احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين.
وقال المحامي المختص بشؤون الهجرة في ولاية واشنطن، لين ساوندرز، للصحيفة: "لقد عملت في هذا المجال لمدة 25 عاماً، ولم يسبق أن رأيت 300 طالب يفقدون تأشيراتهم".
وأضاف: "أن يتم إلغاء نحو 300 تأشيرة فجأة، فهذا أمر سياسي تماماً.. حين تقرأ أن تأشيرات المئات قد أُلغيت، فأنت تعلم تماماً ما الذي يجري".
موجة من الإلغاءات
واستعاد ترمب منصبه في البيت الأبيض بعد حملة انتخابية تركزت على فرض قيود جديدة صارمة على الهجرة. ويتهم بعض المحافظين دولاً، لا سيما الصين، بإرسال طلاب إلى الجامعات الأميركية بهدف سرقة الملكية الفكرية.
وأوضحت USA Today أن الطلاب الأجانب عادةً لا يكونون مؤهلين للحصول على مساعدات مالية، بل يدفعون الرسوم الدراسية كاملة، ما يسهم في دعم التكاليف الدراسية للطلاب الآخرين.
وبحسب الحكومة الفيدرالية، تضم ولاية كاليفورنيا أكبر عدد من الطلاب الأجانب، وتُعد تخصصات علوم الحاسوب واللغات وإدارة الأعمال من بين أكثر التخصصات شيوعاً بينهم. كما يشكل الطلاب القادمون من الهند والصين النسبة الأكبر من مجموع الطلاب الأجانب، إذ يمثلون نحو نصف العدد الإجمالي، وفقاً لمسؤولين فيدراليين.
وأشارت الصحيفة إلى عدم وجود حصر مركزي لأعداد الطلاب الذين أُلغيت تأشيراتهم أو الدول التي ينتمون إليها. وقالت إن العديد من الطلاب الأجانب الذين شاركوا في الاحتجاجات الجامعية قدموا للولايات المتحدة من منطقة الشرق الأوسط.
وقال المحامي ساوندرز إنه اعتاد رؤية حالات قليلة سنوياً لطرد طلاب بسبب مخالفات مثل القيادة تحت تأثير الكحول، لكن في كثير من الحالات، كان يُسمح للطلاب بإكمال دراستهم.
وقالت USA Today إن هذه الموجة من الإلغاءات دفعت بعض الطلاب إلى المغادرة الفورية، بمن فيهم أولئك الذين كانوا على وشك التخرج. ففي جامعة ميشيجان، يحاول مسؤولون مساعدة طالب أجنبي على استكمال مشروع تخرجه من برنامج الماجستير في الهندسة المعمارية، رغم اضطراره للعودة إلى بلده.
وتبدو حالات الإلغاء هذه مختلفة عن تلك التي شهدت احتجاز طالب الدراسات العليا في جامعة كولومبيا، محمود خليل، وطالبة جامعة توفتس، روميسا أوزتورك، إذ لم يُحتجز الطلاب، بل طُلب منهم مغادرة البلاد طوعاً خلال 7 أيام. وقد أثارت هذه الإجراءات احتجاجات متفرقة، من بينها تظاهرة في جامعة أريزونا.
"لا مبرر رسمي"
وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو صرح، الشهر الماضي، بأنه ألغى ما لا يقل عن 300 تأشيرة لطلاب وصفهم بـ"المجانين"، بسبب دعمهم أو مشاركتهم في أنشطة مؤيدة للفلسطينيين، رغم أن هذه الأنشطة تُعد محمية بموجب التعديل الأول للدستور الأميركي.
وقال روبيو في مؤتمر صحافي: "قد يكون العدد تجاوز 300 الآن.. نقوم بذلك كل يوم.. في كل مرة أجد أحد هؤلاء المجانين، ألغي تأشيرته".
وقال مسؤولون بجامعة كولورادو للصحيفة إن 6 طلاب فقدوا تأشيراتهم، وأن مسؤولين بالجامعة رافقوا بعضهم إلى المطار للعودة إلى أوطانهم، ولا يزال من غير الواضح ما إذا كان للطلاب حق الاعتراض على قرارات الإلغاء.
وقالت نائبة مدير جامعة ولاية كولورادو للشؤون الدولية، كاثلين فيرفاكس، في بيان: "حتى الآن، لم يُقدم أي مبرر رسمي لإلغاء التأشيرات للطلاب المتأثرين أو لجامعة ولاية كولورادو". وأضافت: "نعمل بشكل استباقي مع الطلاب لمساعدتهم على التواصل مع الموارد القانونية المناسبة وفهم خياراتهم، هذا الدعم يقدم بناءً على قرارات الطلاب الشخصية".
وفي جامعة ماساتشوستس-أمهيرست، قال رئيس الجامعة خافيير رييس إن 5 طلاب دوليين فقدوا تأشيراتهم، وحث بقية الطلاب على التحقق من حالة تأشيراتهم.
من جهته، اعتبر الأستاذ في جامعة نيويورك، روبرت كوهين، المتخصص في دراسة الحركات الاحتجاجية، أن استهداف الطلاب بسبب مشاركتهم في تجمعات أو كتابتهم لرسائل مؤيدة للفلسطينيين، ما هو إلا محاولة "مكشوفة" من ترمب لقمع الأصوات المعارضة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 37 دقائق
- Independent عربية
ترمب يفرض 50 في المئة رسوما تجارية على الاتحاد الأوروبي من أول يونيو
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب اليوم الجمعة إنه يوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50 في المئة على السلع المقبلة من الاتحاد الأوروبي اعتباراً من الأول من يونيو (حزيران) المقبل، مشيراً إلى أن التعامل مع التكتل في شأن التجارة صعب. وذكر ترمب على منصة "تروث سوشيال" التي يمتلكها، أن "التعامل مع الاتحاد الأوروبي، الذي تشكل بالأساس لاستغلال الولايات المتحدة من الناحية التجارية، صعب جداً... مناقشاتنا معهم لا تفضي إلى أي نتيجة!". وذكرت صحيفة "فايننشيال تايمز" اليوم أن المفاوضين التجاريين للرئيس الأميركي يضغطون على الاتحاد الأوروبي لخفض الرسوم الجمركية من جانب واحد على السلع الأميركية. ووفقاً للصحيفة، فإن المفاوضين يقولون إنه من دون تنازلات لن يحرز الاتحاد تقدماً في المحادثات لتجنب رسوم مضادة إضافية بنسبة 20 في المئة. ونقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمها القول إن الممثل التجاري الأميركي جيميسون جرير يستعد لإبلاغ المفوض التجاري الأوروبي ماروش شفتشوفيتش اليوم بأن "مذكرة توضيحية" قدمتها بروكسل في الآونة الأخيرة للمحادثات لا ترقى إلى مستوى التوقعات الأميركية. ولم تتمكن وكالة "رويترز" من التأكد من صحة التقرير على الفور، ولم يرد مكتب الممثل التجاري الأميركي بعد على طلب الوكالة للتعليق الذي أرسل خارج ساعات العمل الرسمية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقال المتحدث باسم المفوضية الأوروبية لشؤون التجارة أولوف جيل لـ"رويترز" عبر البريد الإلكتروني "أولوية الاتحاد الأوروبي هي السعي إلى اتفاق عادل ومتوازن مع الولايات المتحدة... اتفاق تستحقه علاقاتنا التجارية والاستثمارية الضخمة". وأضاف أن الاتحاد يواصل التفاعل بصورة نشطة مع الولايات المتحدة، وأنه من المقرر أن يتحدث شفتشوفيتش مع جرير اليوم. وذكرت الصحيفة أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى التوصل إلى نص إطاري متفق عليه بصورة مشتركة للمحادثات، لكن الجانبين لا يزالان متباعدين إلى حد كبير. وفرضت الولايات المتحدة رسوماً جمركية بنسبة 25 في المئة على السيارات والصلب والألمنيوم من الاتحاد الأوروبي في مارس (آذار) و20 في المئة على سلع أخرى من الاتحاد في أبريل (نيسان). وخفضت بعد ذلك الرسوم البالغة 20 في المئة إلى النصف حتى الثامن من يوليو (تموز)، مما أعطى مهلة 90 يوماً لإجراء محادثات للتوصل إلى اتفاق أكثر شمولاً في شأن الرسوم الجمركية. ورداً على ذلك، علق الاتحاد الذي يضم 27 دولة خططه لفرض رسوم جمركية مضادة على بعض السلع الأميركية، واقترح إلغاء جميع الرسوم الجمركية على السلع الصناعية من كلا الجانبين، غير أن إعلان ترمب اليوم يشكل مواجهة جديدة في العلاقات التجارية بين الطرفين.


الوئام
منذ ساعة واحدة
- الوئام
هل تنهار العلاقة الأطول؟.. كندا تتحدى سياسات ترمب الحمائية
خاص – الوئام في ظل التوترات المتصاعدة بين واشنطن وأوتاوا، وفي وقت تتداعى فيه أسس النظام التجاري الغربي بسبب سياسات إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب الحمائية، اجتمع مسؤولون أمريكيون وكنديون في محاولة لإعادة الاستقرار إلى العلاقات الثنائية التي طالما شكلت حجر زاوية في الاقتصادين. اللقاءات الجانبية ضمن قمة مجموعة السبع في بانف بكندا تعكس أهمية اللحظة ومحاولة احتواء التصعيد قبل أن يتحول إلى أزمة استراتيجية طويلة الأمد. محاولة لخفض التوتر على هامش قمة مجموعة السبع في بانف، التقى وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت مع وزير المالية الكندي فرانسوا فيليب شامبان لمناقشة التوترات التجارية المستمرة. ورغم التكتم على تفاصيل المحادثات، وصف شامبان اللقاء بالإيجابي، مشيرًا إلى 'تقدم ملموس وإحساس بالوحدة' بين دول المجموعة. من جانبه، صرّح بيسنت بأن اليوم كان 'مثمرًا جدًا'. اتفاق اقتصادي وأمني جديد في الوقت ذاته، كان الوزير الكندي المكلّف بالعلاقات التجارية مع الولايات المتحدة، دومينيك لوبلان، يجتمع مع مسؤولين من إدارة ترمب في واشنطن لبحث اتفاق اقتصادي وأمني جديد. وشدد رئيس الوزراء الكندي مارك كارني في أوتاوا على أن حكومته 'لن تتعجل لكنها مصممة على تحقيق أفضل صفقة لكندا. قمة السبع تبحث الاستقرار العالمي تركز اجتماعات مجموعة السبع على تنسيق الجهود بين الاقتصادات الغربية الكبرى لتحقيق استقرار اقتصادي عالمي. غير أن السياسات التجارية الحمائية التي ينتهجها ترمب، بما في ذلك فرض رسوم جمركية مرتفعة على واردات من الحلفاء، أثارت مخاوف في الأسواق المالية، ودفعت الشركات لتقليص استثماراتها وخطط التوظيف. وتشهد العلاقات التجارية بين كندا والولايات المتحدة توترًا مستمرًا منذ أشهر. بينما تحتفظ واشنطن بتعريفات بنسبة 25% على سلع لا تدخل ضمن اتفاق التجارة الأمريكي المكسيكي الكندي، ردّت كندا بتعريفات انتقامية على واردات أمريكية بقيمة 43 مليار دولار. ومع ذلك، منحت أوتاوا إعفاءات مؤقتة لقطاعات السيارات والصناعات التحويلية لتسهيل التحول نحو مورّدين جدد. لا اتفاقات جديدة أفادت مصادر مطلعة أنه لا توجد خطط أمريكية حالية للإعلان عن اتفاقيات تجارية جديدة مع بقية دول مجموعة السبع عند اختتام القمة المالية. لكن اللقاء الثنائي بين بيسنت وشامبان يشير إلى سعي حثيث من قبل الطرفين لتجنب تصعيد إضافي. وسط هذه الأجواء، حذّر كارني من أن نمط العلاقات الاقتصادية التقليدية بين كندا والولايات المتحدة، وخصوصًا سلاسل التوريد المتكاملة، قد أصبح شيئًا من الماضي. واعتبر شامبان، في مداخلته الافتتاحية بالقمة، أن التجارة الحرة والعادلة أمر أساسي لتحقيق استقرار اقتصادي عالمي، رغم اعترافه بأن سياسات الرسوم الأمريكية تخلق توترات داخل المجموعة. التأثيرات الاقتصادية تشير البيانات الأولية إلى أن الاقتصاد الكندي بدأ يعاني من آثار السياسات التجارية الأمريكية، لاسيما الرسوم الجمركية على السيارات والفولاذ والألمنيوم. هذا التأثير بات ملموسًا في سوق العمل الكندية، في ظل اعتماد البلاد على السوق الأمريكية التي تشكل نحو خُمس الناتج المحلي الكندي.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
باريس تمضي قدما على طريق الاعتراف بفلسطين
من المقرر أن يستضيف وزير الخارجية الفرنسي جان - نويل بارو نظراءه من السعودية والأردن ومصر في اجتماع بعد ظهر اليوم الجمعة، للتحضير لمؤتمر حول حل الدولتين وتصفية النزاع الإسرائيلي - الفلسطيني، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي. وقال المصدر "إنه اجتمع عمل في الساعة 15.30 مع نظرائه المصري والأردني والسعودي"، موضحاً أنه لن يُعقد مؤتمر صحافي بعد اللقاء. وستترأس فرنسا بالاشتراك مع السعودية مؤتمراً دولياً في نيويورك بين الـ17 والـ20 من يونيو (حزيران) المقبل لإعطاء دفعة لحل الدولتين الفلسطينية والإسرائيلية. وأعلن بارو هذا الأسبوع أن فرنسا عازمة على الاعتراف بدولة فلسطين، وهو قرار من المرجح أن يسبب اضطرابات في العلاقة مع إسرائيل. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان "من أجل توخي حل الدولتين، فإن مسألة الاعتراف المتبادل بين الدول أمر بالغ الأهمية". وأضاف "إذا أردنا أن نتمكن من التحدث عن حل الدولتين، فيجب على الدول التي لم تعترف بفلسطين أن تعترف بها، ويجب على الدول التي لم تعترف بإسرائيل أن تبادر بالتحرك نحو التطبيع". ويعترف نحو 150 بلداً بدولة فلسطين التي تتمتع بصفة عضو مراقب في الأمم المتحدة، ولكنها لا يمكن أن تمنح العضوية الكاملة إلا بتصويت مؤيد من مجلس الأمن. وعام 2020 أدت "اتفاقات أبراهام" التي رعاها دونالد ترمب خلال ولايته الأولى في البيت الأبيض إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وثلاث دول عربية هي الإمارات والبحرين والمغرب. لكن كثيراً من الدول العربية ترفض حتى الآن الانضمام إلى هذه الاتفاقات، خصوصاً السعودية، وكذلك جارتا إسرائيل سوريا ولبنان. وفي قرار اعتمدته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر (كانون الأول) 2024، دعت الجمعية إلى إجراء مفاوضات ذات صدقية في شأن عملية السلام في الشرق الأوسط، وقررت عقد هذا "المؤتمر الدولي الرفيع المستوى من أجل التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين" في يونيو المقبل في نيويورك، وأوكلت رئاسته إلى باريس والرياض.