logo
تلسكوب دولي يكتشف جسيمًا فائق الطاقة بمساهمة باحثين مغاربة

تلسكوب دولي يكتشف جسيمًا فائق الطاقة بمساهمة باحثين مغاربة

لكم١٤-٠٢-٢٠٢٥

ساهم علماء مغاربة في أحدث اكتشاف تاريخي في البحر الأبيض المتوسط، بواسطة التلسكوب الدولي (KM3NeT)، لجسيم 'نيوترينو' بطاقة لم يسبق تسجيلها قط في مجال الفيزياء الفلكية للطاقات العالية.
وقال المنسق الوطني لمشروع (KM3NeT) بالمغرب، البروفيسور يحيى التايلاتي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذا الاكتشاف الاستثنائي، الذي نشر في مجلة 'نيتشر' المرموقة، تحقق بفضل هذا التلسكوب الدولي؛ الكاشف العملاق الناتج عن تعاون دولي يعد المغرب عضوا فاعلا فيه.
وأوضح التايلاتي، الأستاذ بجامعة محمد الخامس بالرباط والأستاذ المنتسب لجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية في بابن جرير، أن تلسكوب (KM3NeT) عبارة عن بنية تحتية بحثية كبيرة متعددة التخصصات تتكون من شبكة كواشف تحت الماء مثبتة في قاع البحر الأبيض المتوسط على عمق 3000 متر.
ويشكل رصد ودراسة النيوترينوات الهدف الرئيسي لهذا التليسكوب، وذلك من خلال الكشف عن الضوء المنبعث بعد مرور الجسيمات وتفاعلها في مياه البحر.
وأشار إلى أن تلسكوب (KM3Net) تم إنجازه بفضل تعاون دولي يضم معاهد وباحثين بارزين من 21 بلدا، من بينها المغرب.
وتمثل الائتلاف المغربي جامعات محمد الخامس بالرباط، ومحمد الأول بوجدة، والقاضي عياض بمراكش، ومحمد السادس متعددة التخصصات التقنيات بابن جرير كأعضاء رسميين، بالإضافة إلى المركز الوطني للطاقة والعلوم والتقنيات النووية كعضو ملاحظ.
وفي معرض حديثه عن جوانب هذا الاكتشاف، ذكر التايلاتي بأن الإشارة التي تحمل اسم (KM3-230213A)، والتي تصل طاقتها إلى 220 مليون مليار إلكترون فولت)، تم التقاطها في 13 فبراير 2023 بواسطة الكاشف (KM3NeT)، الموجود في أعماق المتوسط.
وأوضح أن هذا الاكتشاف، الذي يعادل عشرة آلاف مرة الطاقة التي يولدها أكبر تصادم للجسيمات في العالم، يفتح آفاقا جديدة بشأن الظواهر الفيزيائية الفلكية المتطرفة، مثل الثقوب السوداء الهائلة، والمستعرات الأعظمية (Supernovas)، وانفجارات أشعة 'غاما'، التي تعد مصادر للنيوترينوات الكونية فائقة الطاقة القادرة على عبور الكون.
وبعد أن أبرز دور المغرب كشريك في مشروع (KM3NeT)، أكد التايلاتي أن المملكة، التي انضمت إلى هذا التعاون في سنة 2016، أنشأت موقعين للبناء لـ (KM3NeT)، وهما الموقعان الوحيدان خارج أوروبا؛ أحدهما بكلية العلوم بالرباط مخصص لدمج الوحدات البصرية الرقمية التي تكتشف مسار الضوء المنبعث من النيوترينوات، والآخر بكلية العلوم بوجدة لدمج الإلكترونيات التي تمكن من التواصل مع هذه الوحدات البصرية، مشددا على التزام المغرب بهذا المشروع الدولي من خلال اضطلاع الباحثين المغاربة بدور أساسي في مختلف البرامج الفيزيائية.
وتابع بأن 'التزام المملكة بهذا الإنجاز الكبير يعكس بوضوح الأهمية التي توليها الجامعات المغربية للبحث العلمي ودورها الإستراتيجي في المشاريع المتطورة على المستوى العالمي'، مشيرا إلى أن هذه المبادرة تمثل فرصة حقيقية لنقل التكنولوجيا العالية المتطورة إلى المغرب، بما يعزز التمكن من الأدوات والمعرفة التي ستفتح الفرص أمام الفاعلين الصناعيين، فضلا عن آفاق جديدة للباحثين الشباب في البلاد.
واعتبر أن هذا التقدم العلمي الكبير يعد ثمرة عمل تعاوني رفيع المستوى، شاركت فيه فرق من الباحثين الذين ساهموا بخبرتهم والتزامهم في توسيع حدود فهمنا للكون.
ولفت إلى أن نشر هذه النتيجة في مجلة 'نيتشر' المتخصصة يمثل اعترافا بجودة هذا العمل وأثره العالمي.
وخلص إلى القول 'نحن فخورون بإعلاء البحث المغربي في الساحة العالمية والمساهمة في تقدم علمي وتكنولوجي سيشكل علامة فارقة في تاريخ الفيزياء الفلكية للجسيمات'.
من جانبه، أكد منسق مشروع (KM3NeT) بجامعة محمد الأول بوجدة، عبد الإله موسى، أن 'هذا الاكتشاف هو نتيجة جهد استثنائي مشترك يبرهن على أن التميز العلمي يمكن أن يحققه باحثون شباب منخرطون في مشاريع دولية رائدة'.
وأضاف أن 'هذا النجاح يجسد أهمية الدعم الهيكلي والدائم للفاعلين الذين يساهمون بشكل فعال في إشعاع البحث العلمي والتكنولوجي'.
ويشكل تعزيز هذه المبادرات فرصة قيمة لتحفيز الابتكار وتثمين الإمكانات العلمية للمغرب، فضلا عن تشجيع بروز جيل جديد من العلماء من خلال برامج ذات توجهات محددة.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

نموذج ذكاء اصطناعي من مايكروسوفت يتفوق بتوقعاته على هيئات الأرصاد الجوية التقليدية
نموذج ذكاء اصطناعي من مايكروسوفت يتفوق بتوقعاته على هيئات الأرصاد الجوية التقليدية

لكم

timeمنذ 2 أيام

  • لكم

نموذج ذكاء اصطناعي من مايكروسوفت يتفوق بتوقعاته على هيئات الأرصاد الجوية التقليدية

نجح نموذج ذكاء اصطناعي من شركة مايكروسوفت في إنتاج توقعات جوية لمدة 10 أيام أكثر دقة وبتكلفة أقل من النماذج التقليدية التي تعتمدها الهيئات الدولية المختصة الكبرى، وفقا لنتائج نشرتها الأربعاء مجلة 'نيتشر' العلمية. وتشكل هذه النتائج التجريبية غير المتاحة للعامة انجازا في العصر الذي بدأه عام 2023 نموذج الذكاء الاصطناعي 'بانغو-ويذر' من شركة هواوي، فيما تسعى الهيئات الكبرى المختصة إلى إنتاج توقعات أكثر موثوقية لظواهر الطقس الحادة التي تتسبب بأضرار بشرية ومادية وتفاقمت بفعل الاحترار المناخي العالمي. وأعلنت غوغل أيضا في العام المنصرم أنها تغلبت على النماذج التقليدية بنموذج قائم على الذكاء الاصطناعي. وأوضح الباحثون في نتائج دراستهم المنشورة في 'نيتشر' أن نموذج التعلم الآلي 'أورورا' من مايكروسوفت 'تفوق على التوقعات التشغيلية في التنبؤ بجودة الهواء، وأمواج المحيط، ومسارات الأعاصير المدارية، وظروف الطقس العالية الدقة، وكل ذلك بتكلفة حسابية' أدنى بكثير. وشرح مصممو 'أورورا' أنه بات، من خلال إعادة محاكاة حالات من الماضي القريب، أول نموذج ذكاء اصطناعي يتوصل إلى توقعات لمسار الأعاصير المدمرة على امتداد خمسة أيام، تبي ن أنها أفضل من تلك التي توصلت إليها سبعة مراكز للأرصاد الجوية، من بينها مركز الأعاصير الأميركي. فقبل أربعة أيام من إعصار 'دوكسوري' في المحيط الهادئ، تنبأ 'أورورا' في محاكاته بأن هذا الإعصار سيضرب الفيليبين، وهو ما حصل فعلا، في حين كانت التوقعات الرسمية في ذلك الوقت، عام 2023، تشير إلى أنه سيتجه شمال تايوان. كذلك تفو ق نموذج الذكاء الاصطناعي من مايكروسوفت في 92 في المئة من الحالات على توقعات نموذج المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى العالمية لمدة 10 أيام، وعلى مقياس يبلغ نحو عشرة كيلومترات مربعة. ويعد المركز الأوروبي للتنبؤات الجوية المتوسطة المدى الذي يوفر توقعات لـ35 دولة في أوروبا، المرجع العالمي للدقة في مجال الأرصاد الجوية.

التحليل الطيفي يرصد مؤشرات تمعدن واعدة في منطقة نواة موگور بالمغرب
التحليل الطيفي يرصد مؤشرات تمعدن واعدة في منطقة نواة موگور بالمغرب

بلبريس

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • بلبريس

التحليل الطيفي يرصد مؤشرات تمعدن واعدة في منطقة نواة موگور بالمغرب

بلبريس - ليلى صبحي كشفت دراسة علمية حديثة، نُشرت في دورية Scientific Reports التابعة لمجموعة ' نيتشر '، عن مؤشرات جيولوجية واعدة لتحولات حرارية مائية ترتبط بتراكمات معدنية في منطقة 'نواة موݣور'، الواقعة بالأطلس الكبير الشرقي شمال قرية ݣرامة بإقليم ميدلت، وذلك باستخدام تقنيات متطورة في الاستشعار عن بُعد. وتنتمي هذه المنطقة إلى السلسلة الهرسينية، وتتميز بتكوينات جيولوجية غنية بالمعادن كالزنك، الرصاص، النحاس، الحديد، وغيرها. وقد اعتمد الباحثون على صور الأقمار الصناعية 'ASTER'، 'Sentinel-2' و'ALOS' لتحليل البنية الجيولوجية ورصد التحولات المعدنية المرتبطة بالنشاط الحراري المائي، مع التركيز على معادن مثل الكاولينيت، الإليت، الكلوريت، والهِماتيت. ويقود فريق البحث الدكتور عبد اللطيف عمراوي من جامعة القاضي عياض بمراكش، إلى جانب الباحثين حسن إبوح ويوسف بامو من نفس الجامعة، والخبير الجيولوجي عبد الواحد فرح، والدكتور علي شبل من جامعة ديبريسين بالمجر، قسم المعادن والجيولوجيا. وتُبرز الدراسة القيمة العلمية والاقتصادية لتقنيات الاستشعار عن بُعد، خاصة في المناطق ذات التضاريس الصعبة، حيث تمكّن هذه الأدوات من توفير خارطة طريق دقيقة للمستثمرين والجهات المعنية، تُسهل تحديد مواقع واعدة لاستغلال الثروات المعدنية، بما يدعم جهود التنمية الاقتصادية محليًا. وحدد الفريق العلمي عدة مناطق تُظهر تحولات هيدروحرارية غنية بالحديد والكوارتز، قرب صدوع معروفة مثل 'تيت ن'علي'، 'تيجان'، 'تالهاريت'، و'تاملهل'. وأكدت التحليلات أن هذه التحولات ترتبط بشكل وثيق بالبنية التكتونية للمنطقة، ما يعزز فرضية تحكم البنيات الجيولوجية في التمعدن. ووفق نتائج الدراسة، فإن تراكمات معدنية ذات جدوى اقتصادية محتملة قد تتواجد في هذه المناطق، خصوصًا أن الصدوع والكسور تعتبر مسارات رئيسية لتركّز الخامات المعدنية في البيئات المرتبطة بالنشاط الحراري المائي. كما مكّنت تقنيات التحليل الطيفي متعدد المستشعرات من تحديد مناطق التحول المعدني بدقة، لاسيما بتمييز معادن الطين كالإليت والكاولينيت، والمعادن المؤكسدة مثل الهيماتيت والكوارتز، وهي كلها مؤشرات كلاسيكية لوجود نظم حرارية مائية. واعتمد الفريق العلمي على أدوات رقمية متقدمة، من بينها تحليل مكونات الطيف المنفصل (SAM)، وتحليل نسبة الطيف الموجه (BRR)، إلى جانب التصنيف غير المُراقب للصور، مما أفضى إلى إنتاج خرائط جيولوجية دقيقة تعكس أنماط التحولات المعدنية والهياكل التكتونية. وخلصت الدراسة إلى أن النتائج الميدانية تتقاطع مع المعطيات الجيولوجية السابقة، ما يعزز من موثوقية المنهجية المعتمدة ويؤكد فعالية تقنيات الاستشعار عن بُعد في دعم جهود الاستكشاف الجيولوجي واستشراف الفرص الاستثمارية في المجال المعدني.

دراسة علمية ترصد احتياطيات الذهب والنحاس والزنك في قلب الأطلس الكبير الشرقي عبر الأقمار الصناعية
دراسة علمية ترصد احتياطيات الذهب والنحاس والزنك في قلب الأطلس الكبير الشرقي عبر الأقمار الصناعية

لكم

time٣٠-٠٤-٢٠٢٥

  • لكم

دراسة علمية ترصد احتياطيات الذهب والنحاس والزنك في قلب الأطلس الكبير الشرقي عبر الأقمار الصناعية

كشفت دراسة علمية حديثة، نُشرت في دورية التقارير العلمية التابعة لمجموعة 'نيتشر' ، عن وجود مؤشرات واعدة لتحولات حرارية مائية مرتبطة بتراكمات معدنية في 'نواة موݣور' الواقعة في الأطلس الكبير الشرقي بالمغرب، وذلك بالاعتماد على تقنيات متقدمة في الاستشعار عن بعد. وتُعد منطقة 'موݣور'، شمال قرية ݣرامة باقليم ميدلت، جزءا من السلسلة الهرسينية وتتميز بتكويناتها الجيولوجية الغنية بالمعادن مثل الرصاص والزنك والنحاس والحديد. حيث استفاد الباحثون من صور الأقمار الصناعية'آستر' و'سنتينيل-2″ و'آلوس' لتحليل التركيب الجيولوجي للمنطقة وكشف التحولات المعدنية المرتبطة بالنشاط الحراري المائي، مثل وجود معادن الكاولينيت والإليت والكلوريت والهِماتيت. ويتقدم فريق البحث عبد اللطيف عمراوي من جامعة القاضي عياض بمراكش، ومن نفس الجامعة، حسن إبوح ويوسف بامو، بالإضافة إلى خبير الاستشارات الجيولوجية عبد الواحد فرح، وعلي شبل من قسم المعادن والجيولوجيا بجامعة 'ديبريسين' في المجر. وتُبرز هذه الدراسة أهمية استخدام تقنيات الاستشعار عن بُعد في استكشاف المعادن، خاصة في المناطق ذات التضاريس الوعرة. كما توفر خارطة طريق للمستثمرين والجهات المعنية لتحديد مناطق جديدة واعدة للاستغلال المعدني، مما قد يسهم في تعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة. وأكد الفريق العلمي أنه تم تحديد مناطق التغير الهيدروحراري، التي تحتوي على معادن غنية بالحديد والكوارتز، بالقرب من مناطق الصدوع مثل 'تيت ن'علي'، 'تيجان'، 'تالهاريت'، و'تاملهل'. حيث أظهرت التحليلات أن هذه المناطق تتوافق بشكل كبير مع الهياكل المعدنية المعروفة، مما يشير إلى أن التمعدن يتحكم فيه بشكل أساسي البنية التكتونية. وتشير نتائج الدراسة إلى إمكانية وجود تراكمات معدنية ذات جدوى تجارية، خاصة أن البنيات الجيولوجية التي تم تحديدها، مثل الصدوع والكسور، تُعد عادة مسارات مفضلة لتراكم الخامات المعدنية، خصوصاً في البيئات المرتبطة بالنشاط الهيدروحراري. وأكد الباحثون أن التحليل الطيفي متعدد المستشعرات مكّن من تمييز أنواع التحولات الحرارية المائية بدقة، حيث تم تحديد مناطق تحتوي على معادن الطين مثل الإليت والكاولينيت، إضافة إلى مناطق غنية بالمعادن المؤكسدة كالهماتيت والكوارتز، وهي مؤشرات تقليدية لوجود نظم حرارية مائية قد ترتبط بتراكمات معدنية ثمينة. وتظهر مؤشرات الذهب مع معادن الطين (الإليت والكاولينيت) والمعادن المؤكسدة كالهماتيت والكوارتز ضمن الشبكات المشقوقة لصخور الكاربونات والسيدرايت والأنكريت. وبالتالي، فإن الذهب يُرجح وجوده في المناطق الهيدروحرارية المحيطة بهذه الصدوع، حيث وفرت شبكات الشقوق مسارات لاحتواء السوائل المعدنية الساخنة التي ترسبت منها بذرات الذهب مع معادن أخرى. وقد تم استخدام مجموعة من تقنيات المعالجة الرقمية مثل تحليل مكونات الطيف المنفصل (SAM) وتحليل نسبة الطيف الموجه (BRR) والتصنيف غير المُراقب للصور، مما أتاح رسم خرائط جيولوجية دقيقة توضح أنماط التحول المعدني والهياكل التكتونية المرتبطة بها. ولفت الباحثون إلى أن النتائج تتقاطع مع المعطيات الجيولوجية السابقة للموقع، مما يعزز مصداقية وفعالية هذه الأدوات في الاستكشاف الجيولوجي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store