
جيواستراتيجية السيليكون: من الرمال الناعمة إلى مركز الصراع العالمي
البرفسور عبد الله سرور الزعبي
مركز عبر المتوسط للدراسات الاستراتيجية
في خضم التحولات العالمية المتسارعة نحو الرقمنة والذكاء الاصطناعي، لم تعد الجغرافيا السياسية مقتصرة على الحدود والجيوش، بل أصبحت التكنولوجيا ومستلزماتها، الأدوات الجديدة لصياغة ملامح الهيمنة المستقبلية. فاذا كان النفط والغاز ذهب القرن الماضي، فقد أصبح السيلكون (Si) المشتق من خامات السليكا (SiO₂)، من اهم المورد الاستراتيجية (الفيصل فيها النقاء، فأمريكا من أكبر الدول المصدرة للسليكا عالية النقاوة، والصين من أكبر المنتجين، وكذلك وروسيا والبرازيل)، والعمود الفقري للاقتصاد والتفوق التقني، وتعيد تشكيل التوازنات الجيوسياسية، وتشعل سباقًا عالميًا جديدًا في التصنيع والابتكار بين قطبين رئيسيين، وادي السيليكون التكنولوجي الأمريكي ودرع السيليكون الصيني.
منذ العقود، أصبح وادي السيليكون في كاليفورنيا مركزًا عالميًا للابتكار والإبداع التقني، تقاطعت فيه الجامعات الامريكية العظيمة مع استثمارات حكومية، شكلت انعكاسًا حقيقياً لجوهر صناعة الرقائق microchips (التي تعتمد على السيليكون النقي كمادة أساسية، بنقاوة 99.999 N5 99.9999℅N6 و99.999999℅ N8) التي تدخل في صناعة الخلايا الشمسية عالية الكفاءة، وأشباه الموصلات، والإلكترونيات الدقيقة والهواتف الذكية، والحوسبة الكمومية، والمعدات العسكرية والتقنيات الفضائية والأجهزة الطبية وغيرها.
ان هذا الامر، جعل من وادي السيليكون العقل المدبر والقلب النابض للتفوق التكنولوجي والابتكار في العالم، وادى لظهور شركات عملاقة (Big Tech) مثل ابل Apple، وGoogle (مهيمنة في مجال البحث والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية)، وميتا Meta (تركز على تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، ومنصات التواصل)، وانتل Intel (لاعب أساسي في صناعة أشباه الموصلات)، ونفيديا NVIDIA (الرائدة في معالجات الرسومات وتقنيات الذكاء الاصطناعي)، وتسلا Tesla، وشركات ناشئة متقدمة Deep Tech Startups (تعمل على تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي)، والبيوتكنولوجية، والنانوتكنولوجية، والروبوتات المتقدمة، وشركات صناعية متقدمة Lockheed Martin Space Systems وNorthrop Grumman ومراكز أبحاث Applied Materials وLam Research وغيرها من الشركات التي جعلت من أمريكا المتفوقة تكنولوجياً، وبفضل هذا التفوق، استطاعت أن تفرض هيمنة تكنولوجية عالمية، تجاوزت الحدود الجغرافية وامتدت لتشمل الأمن القومي والاقتصاد والإعلام وغيرها.
ان الشركات العاملة في وادي السيلكون جعلت منه واحة استثمارية، فقد شهد في عام 2024، تدفقًا استثماريًا هائلًا، حيث استحوذت الشركات الناشئة على حوالي 90 مليار دولار من استثمارات رأس المال المغامر (Venture Capital)، وهو ما يمثل 57% من إجمالي التمويل الاستثماري في امريكا البالغ 178 مليار دولار لعام 2024.
كما ان الاستثمارات الحكومية في برنامج CHIPS and Science Act (أكثر من 50 مليار دولار) تم توجيه جزء كبير منها إلى شركات ومراكز تعمل في وادي السيليكون، وتستثمر وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة مليارات الدولارات سنويًا في الشركات التي تطور تقنيات ذات تطبيقات عسكرية واستراتيجية.
ان النتائج التقنية لوادي السيلكون جعلت من أمريكا سيدة الموقف في الاستراتيجية التكنولوجية، والتفوق العسكري والاستخباراتي، ومقاومة التهديدات السيبرانية، والأمن القومي في مواجهة المنافسة الصينية والتقلبات الجيوسياسية.
ان التفوق الامريكي في تصميم الشرائح الإلكترونية وتطويرها، أصبح في الآونة الأخيرة مهدداً بعدد من التحديات الاخذة بالتصاعد، ما يجعل مستقبل صناعات الوادي التكنولوجية موضع قلق استراتيجي، وما يزيد من التهديدات عدم القدرة الامريكية التصنيعية للرقائق بالكامل (تعتمد على شركات مثل TSMC التايوانية، وSamsung الكورية الجنوبية بشكل رئيسي)، مما يزيد من التهديدات لسلاسل الامداد ويحد من تفوقها.
أمريكا، انتبهت لمثل هذه التحديدات، فعززت الاستثمار الداخلي لتصنيع الرقائق واشباه الموصلات، حيث وقعت اتفاقية مع شركة (TSMC) التايوانية لبناء مصنع بقيمة تتجاوز 100 مليار دولار (بسبب التهديدات الصينية لتايوان)، كما انها لن تتردد في استقطاب افضل المواهب العلمية العالمية (رغم قوانين الهجرة المشددة)، وخصصت اموالاً لدعم الشركات الناشئة ودعم مشاريع في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والأمن السيبراني (مشروع مانهاتن الرقمي)، وتعمل على الاستحواذ على عدد من الشركات الرائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي وغيرها، وفرض المعايير التقنية، وعبر تحالفات تكنولوجية مع تايوان، شركة TSMC، وكوريا الجنوبية شركة Samsung (تقودان مركز الثقل التقني للرقائق)، واليابان، والهند، وأوروبا، للمحافظة على الهيمنة ولنفوذ الجيوسياسي.
الصين التي استوعبت المعادلة منذ اكثر من عقدين من الزمن، وتحركت باستراتيجية محكمة لبناء درع السيليكون الخاص بها، والذي يشمل شركات عملاقة مثل Huawei للاتصالات و5G)، SMIC (الشرائح)، BYD (بطاريات السيارات الكهربائية) وشركات الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية، وتطوير سلسلة إمداد محلية للسليكا (مؤمنة بان الرهان على السيليكون هو رهان على المستقبل)، ودعم تصنيع الرقائق (استطاعت تحقيق اختراق بالوصول الى 7 نانو ميتر، رغم القيود المفروضة عليها، ومنعها من الوصول الى المعدات الرئيسية مثل أنظمة الطباعة الضوئية Extreme Ultraviolet Lithography)، والسيطرة على معادن نادرة (وسعت نفوذها في افريقيا وغيرها من الدول للسيطرة عليها)، وإنشاء صندوق أشباه الموصلات الحكومي بقيمة عشرات المليارات، والتوسع في مشاريع الخلايا الشمسية والذكاء الصناعي (ضمن خطة القيادة في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030، فدعمت شركات مثل Alibaba وBaidu وTencent)، لتحقيق السيادة التكنولوجية وضمان حماية أمنها القومي.
كما عملت الصين على كسر الطوق المفروض عليها من خلال مبادرة الحزام والطريق الرقمي، وشراكات مع دول البريكس وغيرها.
على الرغم من ان الصين تمتلك التصميم والإرادة السياسية والقدرة على الحشد المركزي طويل الأمد، الا انها تواجه العزلة التكنولوجية وخطر الاعتماد على السوق المحلي، الا انه من الواضح ان الطريق ما زال طويلاً امامها، لكي تلحق بالتفوق الأمريكي وحلفاءها في تصميم وتصنيع أشباه الموصلات. ومع كل ذلك فان الصين تراهن على الزمن، وحجم السوق، والإصرار السياسي لتحقيق استقلال السيليكون، حتى وإن استغرق ذلك لعقد من الزمن او أكثر.
ان ما يجري من صراع بين وادي السيلكون (مركز القوة الناعمة الأمريكية) ودرع السيلكون (محاولة الصين لتأمين الاستقلال السيادي في العالم الرقمي الجديد)، غير من قواعد الاشتباك، ونقلها من التنافس على جزر بحر الصين الى المصانع التايوانية، التي تنتج رقائق بحجم 5 نانومتر، وادخل سلاسل امداد السيلكون كشريان جديد للمستقبل، وادخل مفهوم قوة السيطرة على التقنيات والمعادن اللازمة لإنتاج الرقائق بجانب مفهوم قوة السيطرة العسكرية.
ان ما يجري في وادي السيليكون الأمريكي ودرع السيليكون الصيني، جعل العالم يقف على مفترق طرق تكنولوجي، تؤدي الى تشكيل نظام تكنولوجي مزدوج، لكل منهما خرائطه الخاصة للنفوذ والهيمنة ويعيد تشكيل الجغرافيا السياسية، التي كانت تقوم على من يملك الممرات البحرية أو الاحتياطيات النفطية وغيرها، لندخل فيها الى عصر الجيوسيلكون، راسماً جيواستراتيجية جديدة تكتب بالرمال النقية (ستظهر خريطة عالمية جديدة تُرسم فيها الحدود بالنانو والبت)، وفارضةً واقعاً جديداً على الدول الصغيرة باختيار احد المعسكرين التكنولوجيين (الحياد اصبح في خطر) ومهدداً سيادة الدول الرقمية.
ان هذه المعادلة، تجعل من السليكا، تلك الحبيبات الرملية، مفتاحًا للسيادة الرقمية والاقتصادية، وهي التي يمتلك الأردن منها مليارات الاطنان والتي درست بدقة فائقة خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي من قبل المرحوم يوسف النمري واخرون ومن قبل جهات المانية مثل Federal Institute for Geoscience and Natural Resources في تقريرهم التفصيلي لعام 1980 (راس النقب وقاع الديسة والبيضاء وغيرها) وبينت ان درجة النقاوة لبعض العينات تصل الى 99.65℅ في راس النقب (هناك تقارير أخرى، بينت ان متوسط النقاوة 99 ℅)، وما زلنا نجري الدراسات، حيث بين معالي وزير الطاقة بان نقاوة السليكا تزيد عن 99.9 ( نتائج العينات المرسلة لمختبرات نورث كارولينا (North Carolina) مؤخرا، تشير الى ان نقاوة السليكا لبعض العينات وصلت الى 99.97℅، الا ان الوزارة مازالت تدرس العروض المقدمة من مختبرات (Anzaplan) الألمانية و(Sinonine) الصينية (حسب المعلن في الاعلام بتاريخ 27/3/2025)، وسأتحدث عن السليكا كأحد روافع الاقتصاد الأردني المستقبلي بمقال خاص لاحقاً.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

السوسنة
منذ يوم واحد
- السوسنة
OpenAI تبتكر جهازًا صغيرًا ذكيًا بدون شاشة
السوسنة- دفع الذكاء الاصطناعي التوليدي الذي قدمته شركة OpenAI إلى تعزيز الوعي العام بهذه التقنية، والآن قد تكون الشركة بصدد تطوير نوع جديد تمامًا من أجهزة الذكاء الاصطناعي.وفي تقرير نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، ذكر سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، أنه خلال اجتماع مع الموظفين يوم الأربعاء، أشار إلى أن المنتج الرئيسي المقبل للشركة لن يكون جهازًا قابلًا للارتداء، بل جهازًا صغيرًا دون شاشة، يتمتع بقدرة عالية على الإدراك الكامل لمحيط مستخدمه.وأوضح ألتمان قائلا: "صغير بما يكفي لوضعه على مكتب أو وضعه في الجيب.ووصفه ألتمان بأنه "جهاز أساسي ثالث" إلى جانب ماك بوك برو وآيفون، و"رفيق ذكاء اصطناعي" مُدمج في الحياة اليومية.جاء العرض التقديمي عقب إعلان "OpenAI" استحواذها على io، وهي شركة ناشئة أسسها العام الماضي مصمم "ابل" السابق جوني إيف، في صفقة أسهم بقيمة 6.5 مليار دولار.سيتولى إيف دورًا رئيسيًا في الإبداع والتصميم في "OpenAI".ووفقًا للتقارير، أخبر ألتمان الموظفين أن عملية الاستحواذ قد تضيف في نهاية المطاف تريليون دولار إلى القيمة السوقية للشركة، إذ إنها تُنشئ فئة جديدة من الأجهزة تختلف عن الأجهزة المحمولة، والأجهزة القابلة للارتداء، والنظارات التي طرحتها شركات أخرى.كما ورد أن ألتمان أكد للموظفين أن السرية ضرورية لمنع المنافسين من نسخ المنتج قبل إطلاقه.وكما اتضح، تسرب تسجيل لتصريحاته إلى صحيفة "وول ستريت جورنال"، مما أثار تساؤلات حول مدى ثقته بفريقه، ومدى استعداده للكشف عن المزيد:


خبرني
منذ يوم واحد
- خبرني
OpenAI تعمل على تطوير جهاز ذكي بدون شاشة
خبرني - دفعت شركة OpenAI الذكاء الاصطناعي التوليدي إلى الوعي العام. والآن، قد تُطوّر نوعًا مختلفًا تمامًا من أجهزة الذكاء الاصطناعي. وفقًا لتقرير صحيفة "وول ستريت جورنال"، قال سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI، للموظفين يوم الأربعاء أن المنتج الرئيسي القادم للشركة لن يكون جهازًا قابلًا للارتداء، بل سيكون جهازًا صغيرًا بدون شاشة، مُدركًا تمامًا لمحيط مستخدمه. وأوضح ألتمان قائلا: "صغير بما يكفي لوضعه على مكتب أو وضعه في الجيب. ووصفه ألتمان بأنه "جهاز أساسي ثالث" إلى جانب ماك بوك برو وآيفون، و"رفيق ذكاء اصطناعي" مُدمج في الحياة اليومية. جاء العرض التقديمي عقب إعلان "OpenAI" استحواذها على io، وهي شركة ناشئة أسسها العام الماضي مصمم "ابل" السابق جوني إيف، في صفقة أسهم بقيمة 6.5 مليار دولار. سيتولى إيف دورًا رئيسيًا في الإبداع والتصميم في "OpenAI". ووفقًا للتقارير، أخبر ألتمان الموظفين أن عملية الاستحواذ قد تضيف في نهاية المطاف تريليون دولار إلى القيمة السوقية للشركة، إذ إنها تُنشئ فئة جديدة من الأجهزة تختلف عن الأجهزة المحمولة، والأجهزة القابلة للارتداء، والنظارات التي طرحتها شركات أخرى. كما ورد أن ألتمان أكد للموظفين أن السرية ضرورية لمنع المنافسين من نسخ المنتج قبل إطلاقه.

سرايا الإخبارية
منذ 2 أيام
- سرايا الإخبارية
«وضع الذكاء الاصطناعي» .. خدمة مميزة من «غوغل» مقابل 250 دولارا شهريا
سرايا - أعلنت "غوغل" عن اعتزامها إتاحة الذكاء الاصطناعي لعدد أكبر من متصفحي الإنترنت مع خدمات مميزة تعتمد على هذه التقنية مقابل 249.99 دولار شهريا. ويأتي ذلك ضمن أحدث جهودها لمواجهة المنافسة المتزايدة من الشركات الناشئة مثل أوبن إيه.آي. كشفت غوغل، التابعة لألفابت، عن هذه الخطط في مؤتمرها السنوي للمطورين في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا، والذي اتسم بنبرة أكثر إلحاحا منذ أن شكل صعود الذكاء الاصطناعي التوليدي تحديا لمركز الشركة التكنولوجي في تنظيم المعلومات واسترجاعها على الإنترنت. وأصبحت غوغل في الشهور القليلة الماضية أكثر جرأة في تأكيدها على مواكبة منافسيها بعد أن بدت مترددة عقب إطلاق أوبن إيه.آي المدعومة من مايكروسوفت تطبيق الدردشة الشهير (تشات جي.بي.تي). وقال سوندار بيتشاي رئيس ألفابت التنفيذي في المؤتمر "تمكنا مرارا من تقديم أفضل النماذج بأفضل سعر". وأضاف بيتشاي أن تطبيق جيميناي، مساعد الشركة الذكي الذي يعتمد على الذكاء الاصطناعي، لديه الآن أكثر من 400 مليون مستخدم نشط شهريا. وفي تحديث رئيسي، أعلنت الشركة أن المستهلكين في جميع أنحاء الولايات المتحدة أصبح بإمكانهم الآن تحويل بحث غوغل إلى "وضع الذكاء الاصطناعي". عُرضت هذه الميزة في مارس/ آذار في إطار تجربة للاختبار، وهي تتخلى عن نتائج البحث التقليدية التي تتيح نطاقا واسعا من المعلومات وتستبدلها بإجابات حاسوبية دقيقة ومباشرة للاستعلامات المعقدة. كما أعلنت غوغل عن "خطة الذكاء الاصطناعي الفائقة" (إيه.آي ألترا بلان)، التي تتيح للمستخدمين، مقابل 249.99 دولارًا شهريًا، حدودًا أعلى للذكاء الاصطناعي ووصولًا مبكرًا إلى أدوات تجريبية مثل "بروجيكت مارينر"، وهو ملحق لمتصفح الإنترنت يُمكّن من أتمتة ضغطات المفاتيح ونقرات الفأرة، و"ديب ثينك"، وهو نسخة من نموذج جيميناي المتميز، أكثر قدرة على التفكير المنطقي في المهام المعقدة. ويُقارن هذا السعر بخطط شهرية قيمتها 200 دولار من مطوري نماذج الذكاء الاصطناعي أوبن إيه.آي وأنثروبيك، مما يبرز سعي الشركات لاستكشاف سبل لتغطية التكاليف الباهظة لتطوير الذكاء الاصطناعي. كما تتضمن خطة غوغل الجديدة 30 تيرابايت من التخزين السحابي واشتراكا مجانيا في يوتيوب. كما تضمنت الإعلانات تحديثات إضافية لجهود غوغل لتوفير "مساعد ذكاء اصطناعي عالمي" للمستخدمين، والذي يمكنه تنفيذ وظائف نيابة عن الشخص دون أي أسئلة إضافية. وقدّمت غوغل عرضا توضيحيا لتحديث (أسترا بروجيكت)، وهو نموذج أولي أعلن عنه العام الماضي ويمكّن المستخدمين من التحدث في الوقت الحقيقي مع المستخدم عن كل شيء مصور على هاتفه الذكي، مظهرا قدرته على تحليل الملفات المعدة بصيغة المستندات المنقولة (بي.دي.إف) واستخراج معلومات من مقطع مصور على يوتيوب لمساعدة المستخدم على إصلاح دراجة. وأكد مسؤولون تنفيذيون في المؤتمر أن بعض ميزات أسترا ستضاف إلى تطبيقاتها. وأعلن بيتشاي عن تطورات أخرى تعمل بالذكاء الاصطناعي، ومنها ردود شخصية في (جي ميل) وتحديث لبرنامج مؤتمرات الفيديو (غوغل ميت) الخاص بالشركة، والذي يتيح ترجمة الاجتماعات بين الإنجليزية والإسبانية في الوقت الفعلي. كما استعرض بيتشاي (غوغل بيم)، وهو جهاز يجعل محادثات الفيديو تبدو وكأنها شخصية وليس افتراضية، وذلك بالشراكة مع (إتش.بي).