أحدث الأخبار مع #السيلكون


جريدة الايام
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- سياسة
- جريدة الايام
الــــولايــــات المــتــحــــــدة الســعــوديــة
عندما شاهدت، أول من امس، الرئيس ترامب وولي العهد السعودي بن سلمان يقفان الواحد إلى جانب الآخر، بديا رجلي أعمال بلا مظاهر رسمية زائدة أو محبة زائدة للطقوس الدبلوماسية. في مطار الرياض، اكتفيا بعزف النشيدين القوميين (وكان صعبا تجاهل الأخطاء في عزف النشيد الأميركي). وسارع الزعيمان إلى قاعة الاستقبال الكبرى في قصر اليمامة. الرئيس الأميركي ومضيفه السعودي يبتسمان، وأمامهما، في طابور طويل تقف قمة الأعمال التجارية الأميركية. عرض ترامب كل واحد منهم حسب قيمته البنكية. حصل اثنان على اهتمام خاص: إيلون ماسك بالطبع كان في رأس صف المصافحين، والأميرة ريما بنت بندر، سفيرة السعودية في واشنطن. وسارع ترامب للثناء عليها حين علم بأنها "مسؤولة عن كل شيء". صحيح أن الحدث جرى في الرياض، "قدس" السعودية، لكن الحاضرين في القاعة – القمة التجارية بين الدولتين – ركزوا على اللقاءات الجانبية اكثر. ومن ناحية ولي العهد، خير أن يتحدثا أيضا عن "مدينة المستقبل" نيوم على شواطئ البحر الأحمر، حيث توقفت أعمال التنمية وتحتاج إلى الكثير من المقدرات الأميركية لإعادة تحريكها. من ناحية بن سلمان، وُضعت في الرياض، أول من أمس، الأساسات لإقامة "مملكة الذكاء الصناعي"، أو امبراطورية السيلكون للشرق الأوسط (ولا كلمة عن إسرائيل). رأى هو وترامب في خيالهما كيف ستصبح السعودية مركز العلم، التنمية، التجديد والإبداع العالمي بالتعاون مع كبرى الصناعات الأميركية. لا يوجد هناك، كما يجدر بالذكر بيروقراطية ولوائح مثلما في دول الغرب. ظهر ترامب وبن سلمان يوقعان على عشرات الوثائق بعضها علنية، وأخرى بقيت دون نشر. كان هناك كل شيء: خدمات صحية، تكنولوجيا، وربما أيضا مفاعل نووي لأغراض سلمية لم تنكشف تفاصيله حاليا. إضافة إلى ذلك ستشتري السعودية بالطبع سلاحا حديثا من الولايات المتحدة وبكثرة. وأفادت مصادر أميركية، أول من أمس، لـ"رويترز" في موضوع طائرات "اف 35" فقالت، "يتحدثون في هذا"، وترامب هو الآخر قال هذا أيضا في محادثاته في المملكة. بيع "اف 35" للسعودية إذا خرج إلى حيز التنفيذ سيكون سيئا لإسرائيل، ويمس بشدة بالتفوق الجوي لطائراتنا. هذه ليست الأنباء المقلقة الوحيدة: فإذا صدقنا التقارير العربية، فإنه بعد تحرير عيدان الكسندر يبدو أن ترامب سئم جدا (حالياً على الأقل) من مسألة المخطوفين الإسرائيليين. وهو يترك مواصلة المعالجة في الأيدي المخلصة لمبعوثه ويتكوف. سيلتقي الاثنان (أمس) في قطر، وغداً مرة أخرى في الإمارات. باستثناء حضور الواجب القصير في الفاتيكان، في جنازة البابا، هذه مرة أخرى محطة الرئيس ترامب الأولى خارج الولايات المتحدة. في ولايته الأولى كرئيس، استقبل ترامب من حاكم مدينة مكة. كان ولي العهد بن سلمان في حينه في مراحل الإعداد الدراماتيكية لتسلمه منصبه، ولا يزال ينتعش بصراعات القوى. أما الآن فهو كلي القدرة، والمقرر الحصري في المملكة. يكرس ترامب تركيزا كاملا على السعودية، إذ في هذه المرة لا يوجد من يعرقل. سيلتقي الرئيس برعاية المضيف، الرئيس السوري الجولاني، رئيس لبنان، وأبو مازن. "المفاجأة الكبرى"، التي وعد بها ترامب قبل الرحلة، لم تنكشف بعد على ما يبدو، لكن يمكن أن نخمن بأنه ستكون لها صلة وثيقة بإسرائيل. أول من امس، أعطى ترامب فقط إشارة عندما قال، "يسره أن تنضم السعودية إلى اتفاقات إبراهيم". يبحث ترامب عن قطعة الحلوى، التي تسمح بحل العقدة الكامنة في إعلان ولي العهد بأنه "طالما لم تقم دولة فلسطينية لن تكون هناك علاقات مع إسرائيل". هذا هو السبب لدعوة أبو مازن. ترامب يريد بالطبع إخراج "حماس" من القطاع، لكن السلطة تبدو ضعيفة جدا. ترامب يريد أن يصل إلى تسوية سياسية شاملة تدعه يركز على الأعمال التجارية فقط بإشراف السعودية، وبمساعدة الإمارات. يجدر بنا الانتباه إلى أن مصر السيسي، الذي وصفه ترامب بود زائف "الدكتاتور المحبوب علي"، خرج من الصورة.


جفرا نيوز
٢٦-٠٤-٢٠٢٥
- علوم
- جفرا نيوز
جيواستراتيجية السيليكون: من الرمال الناعمة إلى مركز الصراع العالمي
البرفسور عبد الله سرور الزعبي مركز عبر المتوسط للدراسات الاستراتيجية في خضم التحولات العالمية المتسارعة نحو الرقمنة والذكاء الاصطناعي، لم تعد الجغرافيا السياسية مقتصرة على الحدود والجيوش، بل أصبحت التكنولوجيا ومستلزماتها، الأدوات الجديدة لصياغة ملامح الهيمنة المستقبلية. فاذا كان النفط والغاز ذهب القرن الماضي، فقد أصبح السيلكون (Si) المشتق من خامات السليكا (SiO₂)، من اهم المورد الاستراتيجية (الفيصل فيها النقاء، فأمريكا من أكبر الدول المصدرة للسليكا عالية النقاوة، والصين من أكبر المنتجين، وكذلك وروسيا والبرازيل)، والعمود الفقري للاقتصاد والتفوق التقني، وتعيد تشكيل التوازنات الجيوسياسية، وتشعل سباقًا عالميًا جديدًا في التصنيع والابتكار بين قطبين رئيسيين، وادي السيليكون التكنولوجي الأمريكي ودرع السيليكون الصيني. منذ العقود، أصبح وادي السيليكون في كاليفورنيا مركزًا عالميًا للابتكار والإبداع التقني، تقاطعت فيه الجامعات الامريكية العظيمة مع استثمارات حكومية، شكلت انعكاسًا حقيقياً لجوهر صناعة الرقائق microchips (التي تعتمد على السيليكون النقي كمادة أساسية، بنقاوة 99.999 N5 99.9999℅N6 و99.999999℅ N8) التي تدخل في صناعة الخلايا الشمسية عالية الكفاءة، وأشباه الموصلات، والإلكترونيات الدقيقة والهواتف الذكية، والحوسبة الكمومية، والمعدات العسكرية والتقنيات الفضائية والأجهزة الطبية وغيرها. ان هذا الامر، جعل من وادي السيليكون العقل المدبر والقلب النابض للتفوق التكنولوجي والابتكار في العالم، وادى لظهور شركات عملاقة (Big Tech) مثل ابل Apple، وGoogle (مهيمنة في مجال البحث والذكاء الاصطناعي والبنية التحتية السحابية)، وميتا Meta (تركز على تقنيات الواقع المعزز والافتراضي، ومنصات التواصل)، وانتل Intel (لاعب أساسي في صناعة أشباه الموصلات)، ونفيديا NVIDIA (الرائدة في معالجات الرسومات وتقنيات الذكاء الاصطناعي)، وتسلا Tesla، وشركات ناشئة متقدمة Deep Tech Startups (تعمل على تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي)، والبيوتكنولوجية، والنانوتكنولوجية، والروبوتات المتقدمة، وشركات صناعية متقدمة Lockheed Martin Space Systems وNorthrop Grumman ومراكز أبحاث Applied Materials وLam Research وغيرها من الشركات التي جعلت من أمريكا المتفوقة تكنولوجياً، وبفضل هذا التفوق، استطاعت أن تفرض هيمنة تكنولوجية عالمية، تجاوزت الحدود الجغرافية وامتدت لتشمل الأمن القومي والاقتصاد والإعلام وغيرها. ان الشركات العاملة في وادي السيلكون جعلت منه واحة استثمارية، فقد شهد في عام 2024، تدفقًا استثماريًا هائلًا، حيث استحوذت الشركات الناشئة على حوالي 90 مليار دولار من استثمارات رأس المال المغامر (Venture Capital)، وهو ما يمثل 57% من إجمالي التمويل الاستثماري في امريكا البالغ 178 مليار دولار لعام 2024. كما ان الاستثمارات الحكومية في برنامج CHIPS and Science Act (أكثر من 50 مليار دولار) تم توجيه جزء كبير منها إلى شركات ومراكز تعمل في وادي السيليكون، وتستثمر وزارة الدفاع الأمريكية ووكالة مشاريع البحوث الدفاعية المتقدمة مليارات الدولارات سنويًا في الشركات التي تطور تقنيات ذات تطبيقات عسكرية واستراتيجية. ان النتائج التقنية لوادي السيلكون جعلت من أمريكا سيدة الموقف في الاستراتيجية التكنولوجية، والتفوق العسكري والاستخباراتي، ومقاومة التهديدات السيبرانية، والأمن القومي في مواجهة المنافسة الصينية والتقلبات الجيوسياسية. ان التفوق الامريكي في تصميم الشرائح الإلكترونية وتطويرها، أصبح في الآونة الأخيرة مهدداً بعدد من التحديات الاخذة بالتصاعد، ما يجعل مستقبل صناعات الوادي التكنولوجية موضع قلق استراتيجي، وما يزيد من التهديدات عدم القدرة الامريكية التصنيعية للرقائق بالكامل (تعتمد على شركات مثل TSMC التايوانية، وSamsung الكورية الجنوبية بشكل رئيسي)، مما يزيد من التهديدات لسلاسل الامداد ويحد من تفوقها. أمريكا، انتبهت لمثل هذه التحديدات، فعززت الاستثمار الداخلي لتصنيع الرقائق واشباه الموصلات، حيث وقعت اتفاقية مع شركة (TSMC) التايوانية لبناء مصنع بقيمة تتجاوز 100 مليار دولار (بسبب التهديدات الصينية لتايوان)، كما انها لن تتردد في استقطاب افضل المواهب العلمية العالمية (رغم قوانين الهجرة المشددة)، وخصصت اموالاً لدعم الشركات الناشئة ودعم مشاريع في الذكاء الاصطناعي والحوسبة الكمومية والأمن السيبراني (مشروع مانهاتن الرقمي)، وتعمل على الاستحواذ على عدد من الشركات الرائدة في مجالات الذكاء الاصطناعي وغيرها، وفرض المعايير التقنية، وعبر تحالفات تكنولوجية مع تايوان، شركة TSMC، وكوريا الجنوبية شركة Samsung (تقودان مركز الثقل التقني للرقائق)، واليابان، والهند، وأوروبا، للمحافظة على الهيمنة ولنفوذ الجيوسياسي. الصين التي استوعبت المعادلة منذ اكثر من عقدين من الزمن، وتحركت باستراتيجية محكمة لبناء درع السيليكون الخاص بها، والذي يشمل شركات عملاقة مثل Huawei للاتصالات و5G)، SMIC (الشرائح)، BYD (بطاريات السيارات الكهربائية) وشركات الذكاء الاصطناعي والمنصات الرقمية، وتطوير سلسلة إمداد محلية للسليكا (مؤمنة بان الرهان على السيليكون هو رهان على المستقبل)، ودعم تصنيع الرقائق (استطاعت تحقيق اختراق بالوصول الى 7 نانو ميتر، رغم القيود المفروضة عليها، ومنعها من الوصول الى المعدات الرئيسية مثل أنظمة الطباعة الضوئية Extreme Ultraviolet Lithography)، والسيطرة على معادن نادرة (وسعت نفوذها في افريقيا وغيرها من الدول للسيطرة عليها)، وإنشاء صندوق أشباه الموصلات الحكومي بقيمة عشرات المليارات، والتوسع في مشاريع الخلايا الشمسية والذكاء الصناعي (ضمن خطة القيادة في الذكاء الاصطناعي بحلول 2030، فدعمت شركات مثل Alibaba وBaidu وTencent)، لتحقيق السيادة التكنولوجية وضمان حماية أمنها القومي. كما عملت الصين على كسر الطوق المفروض عليها من خلال مبادرة الحزام والطريق الرقمي، وشراكات مع دول البريكس وغيرها. على الرغم من ان الصين تمتلك التصميم والإرادة السياسية والقدرة على الحشد المركزي طويل الأمد، الا انها تواجه العزلة التكنولوجية وخطر الاعتماد على السوق المحلي، الا انه من الواضح ان الطريق ما زال طويلاً امامها، لكي تلحق بالتفوق الأمريكي وحلفاءها في تصميم وتصنيع أشباه الموصلات. ومع كل ذلك فان الصين تراهن على الزمن، وحجم السوق، والإصرار السياسي لتحقيق استقلال السيليكون، حتى وإن استغرق ذلك لعقد من الزمن او أكثر. ان ما يجري من صراع بين وادي السيلكون (مركز القوة الناعمة الأمريكية) ودرع السيلكون (محاولة الصين لتأمين الاستقلال السيادي في العالم الرقمي الجديد)، غير من قواعد الاشتباك، ونقلها من التنافس على جزر بحر الصين الى المصانع التايوانية، التي تنتج رقائق بحجم 5 نانومتر، وادخل سلاسل امداد السيلكون كشريان جديد للمستقبل، وادخل مفهوم قوة السيطرة على التقنيات والمعادن اللازمة لإنتاج الرقائق بجانب مفهوم قوة السيطرة العسكرية. ان ما يجري في وادي السيليكون الأمريكي ودرع السيليكون الصيني، جعل العالم يقف على مفترق طرق تكنولوجي، تؤدي الى تشكيل نظام تكنولوجي مزدوج، لكل منهما خرائطه الخاصة للنفوذ والهيمنة ويعيد تشكيل الجغرافيا السياسية، التي كانت تقوم على من يملك الممرات البحرية أو الاحتياطيات النفطية وغيرها، لندخل فيها الى عصر الجيوسيلكون، راسماً جيواستراتيجية جديدة تكتب بالرمال النقية (ستظهر خريطة عالمية جديدة تُرسم فيها الحدود بالنانو والبت)، وفارضةً واقعاً جديداً على الدول الصغيرة باختيار احد المعسكرين التكنولوجيين (الحياد اصبح في خطر) ومهدداً سيادة الدول الرقمية. ان هذه المعادلة، تجعل من السليكا، تلك الحبيبات الرملية، مفتاحًا للسيادة الرقمية والاقتصادية، وهي التي يمتلك الأردن منها مليارات الاطنان والتي درست بدقة فائقة خلال ستينات وسبعينات القرن الماضي من قبل المرحوم يوسف النمري واخرون ومن قبل جهات المانية مثل Federal Institute for Geoscience and Natural Resources في تقريرهم التفصيلي لعام 1980 (راس النقب وقاع الديسة والبيضاء وغيرها) وبينت ان درجة النقاوة لبعض العينات تصل الى 99.65℅ في راس النقب (هناك تقارير أخرى، بينت ان متوسط النقاوة 99 ℅)، وما زلنا نجري الدراسات، حيث بين معالي وزير الطاقة بان نقاوة السليكا تزيد عن 99.9 ( نتائج العينات المرسلة لمختبرات نورث كارولينا (North Carolina) مؤخرا، تشير الى ان نقاوة السليكا لبعض العينات وصلت الى 99.97℅، الا ان الوزارة مازالت تدرس العروض المقدمة من مختبرات (Anzaplan) الألمانية و(Sinonine) الصينية (حسب المعلن في الاعلام بتاريخ 27/3/2025)، وسأتحدث عن السليكا كأحد روافع الاقتصاد الأردني المستقبلي بمقال خاص لاحقاً.


الغد
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- الغد
المعادن الإستراتيجية والنادرة تعيد رسم الخريطة الجيوسياسية (1 - 5)
مركز عبر المتوسط للدراسات الإستراتيجية في مقال سابق تحت عنوان "الصراع العالمي على الموارد الطبيعية" والمنشور بجريدة الغد بتاريخ 1/2/2023، كنت قد اشرت الى أن قوة الموارد الطبيعية كانت الاهم في تاريخ صراع الأمم، وهو الصراع المرتبط بجغرافية الأرض. اضافة اعلان يعتبر اليونانيون القدماء أول من فكر في أهمية الجغرافيا للدولة، حيث أشار هيرودوت الى ان سياسة الدولة تعتمد على بيئتها الجغرافية، تبعه أرسطو في كتابه السياسة The Politics، حيث قسم العالم الى إقليم شديد الحرارة وشديد البرودة والمعتدل، وأشار فيه الى ان قوة اليونان تعود الى وجودها ضمن الإقليم المعتدل، تبعها تنقل مركز الحضارات القديمة ضمن المنطقة المعتدلة مناخياً (أثينا، مصر، فارس، روما، بغداد ولاحقاً اسطنبول). استمرت القواعد السياسية الرئيسية بالتطور التدريجي الى القرن التاسع عشر، حيث بدأ هذا المفهوم بالتوسع حيث ربط Ratzell مفهوم واقع الدولة والقوى العالمية المنطلقة من الموقع الجغرافي من جهة وقوة التكنولوجيا والاقتصاد من جهة أخرى، ويضاف اليها قدرة الدولة على الحركة الديناميكية المستمرة. إلا أن بريجينسكي أشار إلى ان الموقع الجغرافي لبعض الدول يجعل منها دول محور جيوسياسي، أو ذات وضعية جيوسياسية محددة، يحدد قدرتها بالتاثير في محيطها الإقليمي او على الساحة السياسة العالمية من حيث القدرة على استخدام القوة العسكرية والتحالفات السياسية وقوة التاثير الاقتصادي (الثروات الطبيعية والقوة الصناعية والعلاقات التجارية). ان توزيع الثروات الطبيعية واكتشافها في أراضي دول محددة دون غيرها، جعل منها محط اهتمام او اطماع للكثير من الدول الكبرى منذ القرن الثامن عشر، واستمر وصولاً الى القرن العشرين الذي تميز بالصراع على موارد الطاقة الاحفورية (الفحم والنفط والغاز). الا ان القرن الحالي يشهد تحولات جذرية من حيث الاهتمام العالمي بالمعادن الاستراتيجية والنادرة والذي اصبح اهتمام العالم بها اكبر من اهتمامه بالوقود الاحفوري (القادم من الشرق الأوسط)، الذي تسارعت الاكتشافات العالمية له (لم يعد الشرق الأوسط المصدر الرئيسي له كما كان في القرن الماضي، فاحتياطيات افريقيا من النفط والغاز تشكل ما يقارب 15 %، روسيا تقارب 25 % من احتياطيات الغاز 6 % من النفط، وأميركا اللاتينية 20 % من النفط وحوالي 10 % من الغاز، وأميركا الشمالية ما يقارب 35 % في بما فيها الإنتاج من الصخر الزيتي الكندي، بالإضافة الى الاكتشافات الجديدة في بحر الشمال والقارة المتجمدة الشمالية، وغيرها من المناطق وبنسب مختلفة). ان دخول العالم الى عصر الثورة الصناعية لتكنولوجيا المستقبل (التي تتسابق الدول الكبرى على امتلاكها) والتحول العالمي الى الطاقة النظيفة، وللمحافظة على الامن الاقتصادي للدول والسيطرة الجيوسياسية، جعل الاهتمام العالمي بالمعادن الأساسية للصناعة (الحديد، النحاس، الالمنيوم، وغيرها) والاستراتيجية منها (حيث تم تصنيف 30 معدناً بانها ذات قيمة استراتيجية عالمية حسب التصنيف الأوروبي و35 معدنا حسب وزارة الطاقة الأميركية) مثل النيكل، الكوبالت، النحاس، المنغنيز، الليثيوم، البلاتين، الزئبق، المغنيسيوم، السيلكون (السيليكا عالية النقاوة 99.99 % في الولايات المتحدة الأميركية، أستراليا، البرازيل، روسيا، الصين، السويد وفنلندا، وغيرها من الدول بدرجة نقاوة اقل على سبيل المثال الأردن بنقاوة تزيد قليلاً على 99 % في بعض المناطق، سنتحدث عنها لاحقاً)، اليورانيوم، الذهب (الإنتاج العالمي حوالي 3000 طن)، البلاتين (الإنتاج العالمي 160 طن) والألماس وغيرها)، ومنها ما يعتبر من المعادن النادرة الخفيفة أو الثقيلة مثل التيتانيوم، اللانثانم، السيريوم، البراسيوديميوم، النيوديميوم، البروميثيوم، السماريوم، اليوروبيوم، الجادولينيوم، التيربيوم، الديسبروسيوم، الهولميوم، الإربيوم، الثوليوم، الإيتربيوم، اللوتيتوم، سكانديوم، والإيتريوم، الرينيوم، البلاديوم (ثمن الكيلوغرام حوالي 80 ألف دولار، الإنتاج العالمي 200 طن)، والروديوم (ثمن الكيلوغرام حوالي 675 الف دولار، الإنتاج العالمي 31 طنا، يأتي من جنوب أفريقيا وروسيا وكندا وزيمبابوي)، الايريديوم (ثمن الكيلوغرام حوالي 100 الف دولار والإنتاج العالمي حوالي 3 أطنان، يأتي من جنوب أفريقيا وروسيا وكندا)، والخفيفة اكثر استخداماً من حيث الكمية، الا ان الثقيلة ستستخدم في صناعات حساسة واعلى سعراً. هذا وتقدر احتياطيات العالم من المعادن النادرة ما يقارب 120 مليون طن، تسيطر الصين على 44 مليون طن (تنتج ما يقارب 70 % من الاحتياجات العالمية وتدير ما يقارب من 90 % من اعمال التعدين والمعالجة في العالم). بينما تملك أميركا 1.9 مليون طن (تنتج حوالي 45 الف طن سنوياً يتم معالجة معظمها خارج البلاد، وهي تستورد ما يقارب 80 % من احتياجاتها، وهي الدولة الأكثر استهلاكاً لها، لتقدمها الكبير في الصناعات التكنولوجية المتقدمة ولاحتياجاتها لها في الصناعات العسكرية المتطورة، فمثلاً صناعة طائرة F-35 تحتاج الى ما يزيد على 415 كغم منها)، وهي في سباق مع الزمن لحل مشكلتها المستقبلية في سلاسل التوريد لهذه المعادن (التي تسيطر عليها الصين بشكل رئيسي، وهي الدولة التي ابدعت خلال العقدين الأخيرين في توظيف القوة الاقتصادية لتحقيق أهداف جيوسياسية وجيوإستراتيجية أكبر) لأهمية ذلك للأمن القومي الأميركي. في الجزء الثاني سأتحدث عن احتياطيات الدول من المعادن النادرة وقد نتطرق إلى أهم المعادن الإستراتيجية.

جفرا نيوز
١٤-٠٤-٢٠٢٥
- سياسة
- جفرا نيوز
المعادن الاستراتيجية والنادرة تعيد رسم الجوسياسة العالمية
جفرا نيوز - عبدالله سرور الزعبي في مقال سابق تحت عنوان "الصراع العالمي على الموارد الطبيعية" والمنشور بجريدة الغد بتاريخ 1/2/2023، كنت قد اشرت الى إن قوة الموارد الطبيعية كانت الاهم في تاريخ صراع الأمم، وهو الصراع المرتبط بجغرافية الأرض. يعتبر اليونانيين القدماء اول من فكر في أهمية الجغرافيا للدولة، حيث أشار هيرودوت الى ان سياسة الدولة تعتمد على بيئتها الجغرافية، تبعه ارسطو في كتابة السياسة The Politics، حيث قسم العالم الى إقليم شديد الحرارة وشديد البرودة والمعتدل، وأشار فيه الى ان قوة اليونان تعود الى وجودها ضمن الإقليم المعتدل، تبعها تنقل مركز الحضارات القديمة ضمن المنطقة المعتدلة مناخياً (أثينا، مصر، فارس، روما، بغداد ولاحقاً اسطنبول). استمرت القواعد السياسية الرئيسية بالتطور التدريجي الى القرن التاسع عشر، حيث بدأ هذا المفهوم بالتوسع حيث ربط Ratzellمفهوم واقع الدولة والقوى العالمية المنطلقة من الموقع الجغرافي من جهة وقوة التكنولوجيا والاقتصاد من جهة أخرى، ويضاف اليها قدرة الدولة على الحركة الديناميكية المستمرة. الا ان بريجينسكي أشار الى ان الموقع الجغرافي لبعض الدول يجعل منها دول محور جيوسياسي، او ذات وضعية جيوسياسية محددة، يحدد قدرتها بالتاثير في محيطها الإقليمي او على الساحة السياسة العالمية من حيث القدرة على استخدام القوة العسكرية والتحالفات السياسية وقوة التاثير الاقتصادي (الثروات الطبيعية والقوة الصناعية والعلاقات التجارية). ان توزيع الثروات الطبيعية واكتشافها في أراضي دول محددة دون غيرها، جعل منها محط اهتمام او اطماع للكثير من الدول الكبرى منذ القرن الثامن عشر، واستمر وصولاً الى القرن العشرون الذي تميز بالصراع على موارد الطاقة الاحفورية (الفحم والنفط والغاز). الا ان القرن الحالي يشهد تحولات جذرية من حيث الاهتمام العالمي بالمعادن الاستراتيجية والنادرة والذي اصبح اهتمام العالم بها اكبر من اهتمامه بالوقود الاحفوري (القادم من الشرق الأوسط)، الذي تسارعت الاكتشافات العالمية له (لم يعد الشرق الأوسط المصدر الرئيسي له كما كان في القرن الماضي، فاحتياطيات افريقيا من النفط والغاز تشكل ما يقارب 15℅، روسيا تقارب 25℅ من احتياطيات الغاز 6℅ من النفط، وامريكا اللاتينية 20℅ من النفط وحوالي 10℅ من الغاز، وأمريكا الشمالية ما يقارب 35℅ في بما فيها الإنتاج من الصخر الزيتي الكندي، بالإضافة الى الاكتشافات الجديدة في بحر الشمال والقارة المتجمدة الشمالية، وغيرها من المناطق وبنسب مختلفة). ان دخول العالم الى عصر الثورة الصناعية لتكنلوجيا المستقبل (التي تتسابق الدول الكبرى على امتلاكها) والتحول العالمي الى الطاقة النظيفة، وللمحافظة على الامن الاقتصادي للدول والسيطرة الجيوسياسية، جعل الاهتمام العالمي بالمعادن الأساسية للصناعة (الحديد، النحاس، الالمنيوم، وغيرها) والاستراتيجية منها (حيث تم تصنيف 30 معدناً بانها ذات قيمة استراتيجية عالمية حسب التصنيف الأوروبي و35 معدنا حسب وزارة الطاقة الامريكية) مثل النيكل، الكوبالت، النحاس، المنغنيز، الليثيوم، البلاتين، الزئبق، المغنيسيوم، السيلكون (السيليكا عالية النقاوة 99.99℅ في الولايات المتحدة الأمريكية، أستراليا، البرازيل، روسيا، الصين، السويد وفنلندا، وغيرها من الدول بدرجة نقاوة اقل على سبيل المثال الأردن بنقاوة تزيد قليلاً عنً 99℅ في بعض المناطق، سنتحدث عنها لاحقاً)، اليورانيوم، الذهب (الإنتاج العالمي حوالي 3000 طن)، البلاتين (الإنتاج العالمي 160 طن) والالماس وغيرها)، ومنها ما يعتبر من المعادن النادرة الخفيفة اوالثقيلة مثل التيتانيوم، اللانثانم، السيريوم، البراسيوديميوم، النيوديميوم، البروميثيوم، السماريوم، اليوروبيوم، الجادولينيوم، التيربيوم، الديسبروسيوم، الهولميوم، الإربيوم، الثوليوم، الإيتربيوم، اللوتيتوم، سكانديوم، والإيتريوم، الرينيوم، البلاديوم (ثمن الكيلوغرام حوالي 80 الف دولار، الإنتاج العالمي 200 طن)، والروديوم (ثمن الكيلوغرام حوالي 675 الف دولار، الإنتاج العالمي 31 طن، يأتي من جنوب افريقيا وروسيا وكندا وزيمبابوي)، الايريديوم (ثمن الكيلوغرام حوالي 100 الف دولار والإنتاج العالمي حوالي 3 طن، يأتي من جنوب افريقيا وروسيا وكندا)، والخفيفة اكثر استخداماً من حيث الكمية، الا ان الثقيلة ستستخدم في صناعات حساسة واعلى سعراً. هذا وتقدر احتياطيات العالم من المعادن النادرة ما يقارب 120 مليون طن، تسيطر الصين على 44 مليون طن (تنتج ما يقارب 70℅ من الاحتياجات العالمية وتدير ما يقارب من 90℅ من اعمال التعدين والمعالجة في العالم). بينما تملك أمريكا 1.9 مليون طن (تنتج حوالي 45 الف طن سنوياً يتم معالجة معظمها خارج البلاد، وهي تستورد ما يقارب 80℅ من احتياجاتها، وهي الدولة الأكثر استهلاكاً لها، لتقدمها الكبير في الصناعات التكنولوجية المتقدمة ولاحتياجاتها لها في الصناعات العسكرية المتطورة، فمثلاً صناعة طائرة F-35 تحتاج الى ما يزيد عن 415 كغم منها)، وهي في سباق مع الزمن لحل مشكلتها المستقبلية في سلاسل التوريد لهذه المعادن (التي تسيطر عليها الصين بشكل رئيسي، وهي الدولة التي ابدعت خلال العقدين الأخيرين في توظيف القوة الاقتصادية لتحقيق اهداف جيوسياسية وجيواستراتيجية اكبر) لأهمية ذلك للأمن القومي الأمريكي. في الجزء الثاني سأتحدث عن الاحتياطيات الدول من المعادن النادرة وقد نتطرق الى اهم المعادن الاستراتيجية.


الجمهورية
٢٦-٠٣-٢٠٢٥
- صحة
- الجمهورية
متجر لمستلزمات الاطفال: كل احتياجات طفلك في مكان واحد
إيجاد متجر لمستلزمات الاطفال والأسرة من مكان واحد قد يكون مهمة صعبة للغاية لاسيما إن كنت من بين الأمهات الجدد، لذلك لابد من البحث حول أفضل المتاجر الإلكترونية التي توفر لك جميع مستلزمات الطفل حديث الولادة والرضع بالإضافة إلى الألعاب ومستلزمات الكبار بأفضل الأسعار ، التسوق الإلكتروني يسهل عليك عملية المقارنة ما بين المنتجات المتنوعة وتوفر عليك الوقت والجهد في الذهاب إلى المحال التجارية. ما هي مستلزمات الأطفال وحديثي الولادة ؟ هناك العديد من المستلزمات المتنوعة التي يحتاج إليها الطفل في بداية حياته، بدءًا من تجهيزات غرفة المولود والمستلزمات الخاصة بالعناية الشخصية والملابس، الأمر الذي يتطلب ميزانية كبرى. لكن من خلال التسوق الذكي عبر متجر لمستلزمات الأطفال واستخدام كوبونات خصم نمشي ، يمكنكِ الحصول على كل ما تبحثين عنه بأفضل الأسعار، مثل: شنطة البيبي: وهي من بين الأدوات الهامة التي يوضع بها كافة مستلزمات البيبي. الحفاضات: هي من بين الاحتياجات الأساسية التي لا غنى عنها لأي مولود، وينبغي الحرص على اختيار أفضل الأنواع التي تحميه من الإصابة بالإلتهابات. لوازم العناية بالطفل: يحتاج الطفل إلى مجموعة من الكريمات والشامبو وزيت الجسم والبيبي لوشن والمناديل المبللة وغيرها من المستحضرات. ببرونة البيبي: هي من بين الاحتياجات الأساسية لكل طفل ويجب اختيارها بعناية تامة وأن تكون مناسبة للطفل على أن تكون الحلمة مصنوعة من السيلكون المرن. لوازم ومتطلبات النظافة الشخصية للبيبي: مثل ليفة الاستخدام و شفاط الأنف وقصافة صغيرة لتهذيب الأظافر، فرشاة تنظيف الببرونة بالإضافة إلى فرشاة الشعر والمشط. ملابس الطفل: ويجب أن تكون مصنوعة من القطن الخام والابتعاد عن الخامات المصنوعة من البوليستر، مع عدم المبالغة في العدد حيث يكفي الطفل 3 أو 6 قطع من كل نوع في البداية. كيفية التسوق من متجر لمستلزمات الاطفال والرضع ؟ مستلزمات الأطفال عديدة للغاية الأمر الذي يجعل الأم في حيرة من أمرها وقد تذهب الامهات عدة مرات إلى المحلات او البحث عن متاجر من أجل الحصول على احتياجات طفلها واحتياجات أسرتها المتنوعة بالإضافة إلى الأسعار المرتفعة، لكن مع وجود متجر لمستلزمات الاطفال وتطبيق كود خصم بلومينغديلز سوف تحصلين على كافة احتياجاتك من مكان واحد بخصم تصل قيمته إلى 60%. يتيح لك هذا الموقع القدرة على تصفح الآلاف من المنتجات بصورة سهلة وبسيطة عن طريق كتابة اسم السلعة في المكان الخاص بها ومن ثم البحث فسوف يظهر لك كل ما تبحثين عنه، يمكنك وضعه في السلة والاختيار ما بين إكمال جولة التسوق الخاصة بك أو الدفع عن طريق استخدام كوبون الخصم. مميزات التسوق عبر الإنترنت للحصول على مستلزمات الأسرة التسوق عبر الإنترنت أصبح من بين الأمور الهامة للغاية والتي توفر عليك كثيرًا سواء من ناحية الوقت أو المال ومن بين مميزات التسوق الإلكتروني ما يلي: إمكانية شراء جميع احتياجات الأسرة والمنزل من مكان واحد دون بذل الكثير من الجهد في الذهاب للمحلات. توفير المال حيث أن هناك العديد من المتاجر التي توفر لك كوبونات الخصم المتنوعة. وجود منتجات عالية الجودة من بين أشهر الماركات العالمية. خامات جيدة ومريحة وأذواق عصرية تناسب الجميع. إمكانية الدفع عند الاستلام والمعاينة وأيضًا وجود خدمات الاستبدال والاسترجاع. أهم النصائح الواجب مراعاتها عند التسوق من متجرمستلزمات الاطفال هناك مجموعة من النصائح الهامة الواجب مراعاتها عند اتخاذ قرار التسوق عبر الإنترنت وعلى رأسها ما يلي: ينبغي عليك ترتيب الأولويات وتحديد الأمور الهامة للشراء من أجل توفير المال. عند إتخاذ قرار شراء عربة الأطفال عليك اختيار الأنواع سهلة الفتح والغلق على أن تكون خفيفة الوزن. يجب شراء مجموعة من الفوط الصغيرة للحماية من القشط. ينبغي تحديد عدد ونوعية الملابس والمستلزمات التي تحتاجين إليها مما يسهل عليك من عملية البحث.