logo
"الإمارات بأعين عربيّة"... تنوّعت الشهادات والحلم واحد

"الإمارات بأعين عربيّة"... تنوّعت الشهادات والحلم واحد

النهار٠٧-٠٤-٢٠٢٥

لم أكن أتوقع وأنا أترك بلداً ولدتُ فيه وكبرت ودرست وعملت، ولي فيه أهل وأصدقاء وذكريات، أعرفه جيداً وآلفُه وأنا على يقين من أنه يعرفني هو أيضاً، لم أكن أتوقع حين غادرته قبل أكثر من عقدين من الزمن بداعي العمل أن أجد ما يعوّضني عن الكلمة الفاتنة "الوطن"، ولكن أليس الأمر أشبه بتلك الصبية التي تترك بيت والديها إلى عش الزوجية، فكيف إن كانت الانتقال إلى بيت يدعى الإمارات حيث يصبح الحلم واقعاً، والخيال يمشي على قدمين، وقد سبق أن سجلت إحساسي نثراً في مقال لي بعنوان "عاشقة دبي" وشعراً في قصيدتي "في عشق الوصل"، هذا ما استشعرته وأنا أقرأ شهادات ستة عشر كاتباً عن تجاربهم على أرض الإمارات جمعها كتاب بعنوان "الإمارات بأعين عربية" حرّره الشيخ سلطان سعود القاسمي والبروفيسور عبد الخالق عبد الله وصدر عن دار"كُتّاب" للنشر، ولعل ما جاء في مقدمة المحرّرَين يختصر الربيع في قارورة عطر حين كتبا "الحضور العربيّ ضروري في المكوّن السكّاني الإماراتي، فهو رصيد ثقافيّ وحضاريّ لا يوازيه أيّ حضور سكّانيّ واجتماعيّ وثقافيّ آخر" فمدن مثل أبو ظبي ودبي والفجيرة والشارقة وكل زاوية من زوايا الإمارات، تتحول إلى كيان حيّ في عين الزائر العربي أصبح مقيماً، فيتداخل الماضي بالحاضر، والمكان بالزمان. ولا يصبح المكان مجرد خلفية للأحداث، بل شخصية بحد ذاته، تؤثر على طريقة تفكير الأفراد وتشكيل هويتهم، وهو ما جاء على لسان أكاديميين، وروائيات وروائيين، ومفكرين وفلاسفة، ولم يأت السرد الذي نقرأه في هذا الكتاب من فراغ، بل من ذاكرة قادمة من أماكن وثقافات متعددة، كل هؤلاء يقفون تحت سماء واحدة، ويساهمون في المشهد الحضاري الذي يشهده العالم، فلا تمسي المدن مجرد أماكن للسكن، بل هي مجموعة من القصص المتراكمة، حيث يترك كل فرد أثره، في الأدب والفن والسينما والعلم، ومن خلال المنصات التي يعمل من خلالها، سواء أكان في الإعلام، أم الهيئات والدوائر والمؤسسات الثقافية والتربوية، ما يجعل المدينة نصاً مفتوحاً يمكن قراءته من زوايا متعددة، فوجدت نفسي وأنا أقرأ فصول هذا الكتاب أردد ما قاله الشاعر الياباني باشو: «تحت أشجار الكرز/ لا يوجد غرباء/ كلنا أصدقاء!».
قراءة هذه الشهادات، تفتح أمامنا العلاقة مع فلسفة المكان، حيث تظهر فكرة الانتماء، البنوّة، الاستقرار، الأمان، السلام، إلى جانب السفر داخل المكان والمشاركة في البناء، والأهم الخيط الإنساني الذي لمس فيه كلّ هؤلاء، طيبة وتسامح أهل الإمارات، وانفتاح المؤسسات على احتواء النخب وتكريمهم من خلال عدد من الجوائز والمسابقات، ومنها: البوكر، العويس، الشارقة، والكثير غيرها، التي شكّلت للبعض عتبة مضيئة للتعرف إلى مدن الإمارات والمشاركة في التأسيس الثقافي. والقارئ يعثر بيسر على أجوبة لهذا الاحتضان الذي أصبح شاطئاً جديداً لكاتبي الشهادات في الإمارات، حيث يتغير معنى المنفى والغربة، فتمسي البلاد البيت والحضن والوطن، وتصبح مكان تحقق الأحلام إلى جانب تحقيق الأنا الإبداعية، وتشيع هذه الكيمياء في الأخذ والعطاء مع ثقافة المكان، كل واحد من هؤلاء يعطي هذا المكان من ماء عمره وزهرة شبابه وثقافته، في المقابل يصل إلى معنى البيت والوطن والتصالح مع الذات. هكذا تفعل الإمارات بكل مقيم.
شهادات كثيرة استوقفتني، ففي الكتاب تنوّعٌ في السرد الأكاديمي والأدبي والفلسفي، وبعض هذه الشهادات جاء من النضج، نضج الذات والأنا الإبداعي والفكري، مثل شهادة الدكتور الفيلسوف أحمد برقاوي، القادم من الأنا الفلسفي دائماً، ليدخل عتبات دولة الإمارات العربية المتحدة، تحدث عن زياراته للبلد قبل استقراره فيه قبل اثنتي عشرة سنة، فقد جاء هرباً من الوضع في سوريا بعدما شارك في ثورة الربيع العربي، وكتب عنها، بل بعدما باتت لغة الموت هي اللغة السائدة في بلده، فهنا نجد الفلسطيني الذي خبر فكرة اللجوء، والذي وُلد على ضفاف بردى في دمشق، ففي شهادته ملمح للذاكرة ونقد الذات، وكان اختياره للإمارات يعادل اختياره الحياة، بعدما حطّم الصورة النمطية لبلاد النفط. ويلتقط في شهادته موضوعاً خطيراً وهو خسارة سوريا لنخبها الثقافية، التي تعادل روح المجتمع، ثم يقترب من مدينة الشارقة المحطة الأولى في زيارته وإقامته، والتي سكن فيها وكان يصحو في الليالي الأولى يتفقد أولاده، وكأنه يحمل كابوس الحرب معه، وانتقل بعدها إلى دبي، ثم الفجيرة التي أسّس فيها بيت الفلسفة وأصبحت هناك مكتبة تحمل اسمه، مستذكراً دائماً القيم والعادات والطقوس الإماراتية.
شهادة أخرى غلب عليها الجانب الأكاديمي كتبها الدكتور محمد عياشي بعنوان "ثلاثة عقود في التعليم الجامعي في الإمارات"، يحكي فيها عن رحلة العطاء وتربية الأجيال، بل تأسيس أسرة وجيل آخر يواصل طريق استدامة الفكر والعلم والمعرفة والقيم. وهو ما نجده عند الدكتور إسماعيل البشري الذي يرى "أهم ما يميز الإمارات هو النظرة المستقبلية"، مثل الدكتور إسماعيل البشري، فيما كتب د. رضوان السيد عن السنع الإماراتي، وعن باني الإمارات الحديثة الشيخ زايد رحمه الله. وإضافة إلى شهادات الأكاديميين كان لشهادة الأدباء نكهتها الخاصة، فالروائي الأردني عامر طهبوب يرى الإمارات بلد الفرص وبلد العمل والتعب والركض، والسياقة الطويلة، ويؤنسنها حين يكتب عن مدنها "مدن تسكنها، ومدن تسكنك، عندما تحب مدينة عليك أن تشرب قهوتها، لا أن تفتح لها الفنجان بل أن تقرأ كفّها، ليس لأنك تجيد قراءة الكف، بل لأنك تمسك يدها وتسبر أغوارها، وتصل إلى قلبها" فتحولت المدينة من مجرد أحجار إلى معشوقة تستحق الحب كله.
استوقفني في كتاب "الإمارات بأعين عربية" أن نصف شهادات الكتّاب كانت للنساء، فللمرأة حضورها المضيء والمبدع على هذه الأرض، يكفي أن نقرأ عناوين بعض الشهادات، لنساء مبدعات يُقمن على أرض الإمارات، ونتعرّف إلى ما تحمله من إشارات، فالدكتورة ريم طارق متولي كتبت: "أنا العراقية ابنة الإمارات"، وبالتأكيد فإن هذا يفتح على الانتماء، والبنوة لهذه الأرض، وتظهر الأنا في هذا الاندغام الجميل بين ثقافتين، فيما تناولت الإعلامية منتهى الرمحي جانب الأمان في هذا البلد الطيب في شهادتها "وجدت سعادتي في الإمارات" وهي شهادة كتبت بلغة سردية تقترب من السيرة الذاتية، لهذا تلتفت قليلاً إلى بلدها الأردن، لتشير إلى أنها امرأة جاءت من مجتمع محافظ، وتعيش الآن في دبي مع بناتها الثلاث، وتقول في هذه الشهادة: "إذا سئلت عن كلمة السّر التي ميزت تنقلاتنا وكل رحلاتنا خلال فترة إقامتنا في دبي، والتي تخطت العشرين عاماً، فهي دون منازع الأمن، كنا أربع إناث، بناتي الثلاث وأنا، لا أذكر أن شكت أيّ منهن من أيّ حادث".وكتبت الروائية الليبية نجوى بن نشوان ورقتها بلغة ساخرة وذكية عنونتها بـ"دع السفن تمرّ"، بكل ما يحمله هذا العنوان من إشارات السفر، والفعل، وقيادة الرحلة نحو شواطئ الأمان، بعيداً عن أرض ليبيا المشتعلة بالحروب والصراعات. في شهادة نجوى مقارنة بين مدن ذكية كدبي، ومدن لا تزال تكتب أسماء الناس على الجوازات بخط اليد، وما يسببه ذلك من الإحراجات في المطارات حتى الغربية منها، فيما تحدث المفارقة في مطار أبو ظبي الذي تدخله أول مرة تقول "حين دخلت المطار شعرت بالاختلاف الكبير في الزمان والمكان، تفحصتُ الإنسان الأوّل الذي أراه من كوكب الإمارات، بينما يقلّب جواز سفري الأشبه بدفتر الدَّين في دكاكين حارتنا القديمة، فالإنكليزية المكتوبة في جوازي أسوأ من روشتات الأطباء". الجميل هذه المرة أنها مرت بأمان، ولم يعرقل الجواز دخولها. وفي هذا السرد الشفاف المليء بالمرارة، تتحدث عن أهمية الأدب: "شكرت الأدب الذي نقلني إلى موضع آخر، لقد تبيّن أن له فائدة لم تتطرق إليها ورش الكتابة، إنّه مسكّن موضعي للإحساس المتكتل بالمرارة".
الخيط الساحر في شهادات النساء، هو الأمومة، وعلاقة المرأة بأبنائها، الاقتراب من مفهوم العائلة والبيت، وهنا تمسي العائلة أيضاً وطناً، ولكن تحت سماء الإمارات، فالروائية عفاف البطاينة في شهادتها التي أشارت فيها إلى قدومها إلى الإمارات برفقة طفليها، تنظر إلى المستقبل مشيرة إلى أهمية البيئة التعليمية المتسامحة في الإمارات، وتتساءل عن مستقبل أطفالها: "حين يكبرون ويأخذون أدوارهم التي هيأتها لهم الحياة، ماذا سيقولون عن طفولتهم المتطورة والهانئة جداً هنا، الأجيال التي تترعرع في النعيم وتعتاد التطور التكنولوجي والمدني ستكون أجيالاً مختلفة بفارق معرفي كبير"، تساؤلات كثيرة أخرى تطرحها، وتصب في سؤال جدوى الكتابة في مدن البزنس والعمل، "ماذا يفعل كاتب في مدينة لا تحتاج إلى كاتب، هل سيكتب قوائم الطعام في المطاعم والمقاهي، هل سيكتب كتيبات منتجات المصانع، ماذا يفعل الكاتب في مدينة المال والأعمال؟" والجواب عن هذه الأسئلة هيّن، فإن كانت الإمارات منحت مبدعين إقامات ذهبية على أرضها موفرة لهم سبل العيش الكريم فلا عذر لمن لا يرى الإبداع إلا وليد التعاسة.
أما الدكتورة مايا أبو ظهر، فقد أتت الإمارات وهي عروس، وصنعت تجاربها هنا، تكلمت بحرية عن تفاصيل حياتية توّجت بالدراسة والعمل، سيدة تطهو الطعام لزوجها، تتواصل مع أهلها وتتابع دراستها وتخصصها إلى أن باتت أكاديمية في الجامعة، وفي شهادتها تقول: "الإمارات صارت بيتي"، وهذا نراه عند سوزان الهوبي، ورحلة عائلتها من الشتات إلى الاستقرار، وهنا تمسي الإمارات الفضاء الثقافي للطموح والحياة معاً.
في هذا الكتاب عن هذه الدولة التي تحولت إلى مهوى القلوب ومطمح الأنفس والتي تحولت إلى قارة تعيش على أرضها بسلام وأمان مئتا جنسية، نجد أجمل حكايات النجاح خطتها أقلام تقول لنا "على أرض الإمارات ما يستحق الحياة"، وكم من تجارب كثيرة لمبدعين سكنوا الإمارات العربية المتحدة ما زلنا ننتظر قراءة شهاداتهم في أجزاء أخرى من هذا الكتاب لم لا؟ أليس هذا البلد تطبيقاً عملياً لحكمة علي بن أبي طالب "ليس بلد أحقّ بك من بلد، خير البلاد ما حملك"؟!

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حور القاسمي تتقلّد وسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب
حور القاسمي تتقلّد وسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب

النهار

time١٥-٠٤-٢٠٢٥

  • النهار

حور القاسمي تتقلّد وسام الجمهورية الفرنسية للفنون والآداب

في مشهد يُجسّد التقاء الإبداع الثقافي العربي بالاعتراف العالمي، نالت الشيخة حور بنت سلطان القاسمي، رئيسة "مؤسسة الشارقة للفنون"، وسام "الفنون والآداب" (برتبة ضابط) من الجمهورية الفرنسية. الوسام، الذي يُعدّ أحد أرفع الأوسمة الثقافية في فرنسا، جاء تتويجاً لإسهاماتها العميقة في تطوير الفن المعاصر، محلياً ودولياً، وتثبيت حضور إمارة الشارقة على الخريطة العالمية للفنون. جرى حفل التكريم صباح اليوم في مبنى "الطبق الطائر" بالشارقة، حيث قلّد السفير الفرنسي لدى دولة الإمارات نيكولا نيمتشينو الوسام إلى الشيخة حور، بحضور عدد من الشخصيات الرسمية والثقافية، في مقدّمهم الشيخ فاهم بن سلطان القاسمي، والشيخة نوار القاسمي، وجان كريستوف باري، والشيخة نورة المعلا، والشيخة راد فاهم القاسمي، إلى جانب مستشارات ثقافيات من السفارة الفرنسية والرابطة الفرنسية في الشارقة. السفير نيمتشينو لم يخفِ إعجابه بمسيرة القاسمي التي وصفها بـ"المليئة بالعطاء"، مؤكداً أن هذا التكريم يمثل تعبيراً عن امتنان الجمهورية الفرنسية لما قدّمته القاسمي من جسور ثقافية تربط بين فرنسا والإمارات. وأشاد تحديداً بدور "مؤسسة الشارقة للفنون" و"بينالي الشارقة" كمساحتين مفتوحتين للتعبير الفني الحر، يحتضنان تنوعاً ثقافياً غنياً وينقلان صوت الفن العربي إلى الساحة الدولية. من جهتها، عبّرت الشيخة حور عن سعادتها بهذا التكريم، معتبرةً أن الوسام لا يُتوّج جهودها الشخصية فحسب، بل هو أيضاً تقدير لمسار جماعي بدأته بدعم والديها، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي والشيخة جواهر بنت محمد القاسمي. وقالت: "إنه لشرف كبير استقبله بكل امتنان وسرور، ليس لنفسي فقط، بل لكل من وقف إلى جانبي وساندني ووجهني وألهمني طوال مسيرتي". وأعادت القاسمي التأكيد على أن هذه اللحظة، رغم رمزيتها، لا تمثل نهاية لمسار بل امتداداً له، في سعيها المستمر لتعزيز التعاون الثقافي بين الشارقة وفرنسا، ودعم المبدعين من مختلف الأجيال. وذكّرت بأنّها "منذ أكثر من ثلاثة عقود، كرست حياتها لشغفها العميق بالفنون، وبشكل خاص الفن المعاصر، بكل أشكاله ومجالاته"، معتبرة أنّ "منحي هذا الوسام هو في المقام الأول اعتراف بالعمل الذي تم إنجازه، واحتفاء بالالتزام الجماعي الذي يمكنني من دعم وتشجيع عالم الإبداع في الشارقة". مسيرة ممتدة من الشغف والعمل ولدت حور القاسمي مع شغف بالفن والثقافة، ونجحت في ترسيخ اسمها كأحد أبرز القيّمين الفنيين في العالم العربي. منذ تأسيسها لـ"مؤسسة الشارقة للفنون" عام 2009، عملت على توسيع نطاق المؤسسة لتشمل معارض دولية وبرامج إقامة للفنانين، ودعم التكليفات الفنية، والبحث في العمارة والترميم، إلى جانب برامج تعليمية للفئات العمرية المختلفة. وأشرفت على تقييم بينالي الشارقة 15 عام 2023، كما تولت إدارة البينالي منذ عام 2003، ما جعله منصة دولية بارزة للفن المعاصر. وفي عام 2017، انتُخبت رئيسة لرابطة البينالي الدولية، وتم نقل مقرها إلى الشارقة. تشغل القاسمي أيضاً مناصب مؤثرة أخرى، منها: رئيس معهد إفريقيا، ورئيس مجلس إدارة ترينالي الشارقة للعمارة، والمدير الإبداعي لعلامة "قاسمي" للأزياء، كما ستتولى في 2025 منصب المدير الفني لترينالي آيتشي في اليابان. وفي 2023، عُيّنت رئيسة لجامعة الدراسات العالمية في الشارقة. معارض عالمية وعضويات مرموقة عملت القاسمي على تقييم معارض بارزة مثل "حسن شريف: فنان العمل الواحد"، و"الرفيق قبل الطريق"، و"حين يصبح الفن حرية"، كما شاركت في معارض كبرى حول العالم، في برلين، باريس، لندن، أمستردام، فالنسيا، وكوريا. واختيرت عضواً في مجالس فنية واستشارية مرموقة، أبرزها الجمعية اللبنانية "أشكال ألوان"، ومعهد كونست فركيه في برلين، ومجلس الفنون المستقلة في لندن. وحازت على شهادات مرموقة من أبرز الجامعات الفنية في لندن، ونالت الدكتوراه الفخرية من جامعة الفنون الإبداعية في المملكة المتحدة (2023). مؤسسة الشارقة للفنون: حاضنة للإبداع تُعد "مؤسسة الشارقة للفنون" اليوم من أبرز المنصات الفنية في العالم العربي، عبر مبادرات مثل "بينالي الشارقة"، و"لقاء مارس"، و"البرنامج التعليمي"، و"برنامج الفنان المقيم"، وتعمل على تشجيع الحوار الفني المتعدد الثقافات، والبحث في الهويات المتنوعة، وتشجيع التجريب والابتكار في الفنون البصرية. بهذا الوسام الفرنسي، تُتوّج مسيرة الشيخة حور القاسمي التي استطاعت عبر التزامٍ حقيقي بالرؤية الثقافية أن تُعيد تشكيل علاقة الشارقة بالفن، وأن تمنح الحراك الفني العربي بُعداً عالمياً يليق بطموح المبدعين فيها.

"الإمارات بأعين عربيّة"... تنوّعت الشهادات والحلم واحد
"الإمارات بأعين عربيّة"... تنوّعت الشهادات والحلم واحد

النهار

time٠٧-٠٤-٢٠٢٥

  • النهار

"الإمارات بأعين عربيّة"... تنوّعت الشهادات والحلم واحد

لم أكن أتوقع وأنا أترك بلداً ولدتُ فيه وكبرت ودرست وعملت، ولي فيه أهل وأصدقاء وذكريات، أعرفه جيداً وآلفُه وأنا على يقين من أنه يعرفني هو أيضاً، لم أكن أتوقع حين غادرته قبل أكثر من عقدين من الزمن بداعي العمل أن أجد ما يعوّضني عن الكلمة الفاتنة "الوطن"، ولكن أليس الأمر أشبه بتلك الصبية التي تترك بيت والديها إلى عش الزوجية، فكيف إن كانت الانتقال إلى بيت يدعى الإمارات حيث يصبح الحلم واقعاً، والخيال يمشي على قدمين، وقد سبق أن سجلت إحساسي نثراً في مقال لي بعنوان "عاشقة دبي" وشعراً في قصيدتي "في عشق الوصل"، هذا ما استشعرته وأنا أقرأ شهادات ستة عشر كاتباً عن تجاربهم على أرض الإمارات جمعها كتاب بعنوان "الإمارات بأعين عربية" حرّره الشيخ سلطان سعود القاسمي والبروفيسور عبد الخالق عبد الله وصدر عن دار"كُتّاب" للنشر، ولعل ما جاء في مقدمة المحرّرَين يختصر الربيع في قارورة عطر حين كتبا "الحضور العربيّ ضروري في المكوّن السكّاني الإماراتي، فهو رصيد ثقافيّ وحضاريّ لا يوازيه أيّ حضور سكّانيّ واجتماعيّ وثقافيّ آخر" فمدن مثل أبو ظبي ودبي والفجيرة والشارقة وكل زاوية من زوايا الإمارات، تتحول إلى كيان حيّ في عين الزائر العربي أصبح مقيماً، فيتداخل الماضي بالحاضر، والمكان بالزمان. ولا يصبح المكان مجرد خلفية للأحداث، بل شخصية بحد ذاته، تؤثر على طريقة تفكير الأفراد وتشكيل هويتهم، وهو ما جاء على لسان أكاديميين، وروائيات وروائيين، ومفكرين وفلاسفة، ولم يأت السرد الذي نقرأه في هذا الكتاب من فراغ، بل من ذاكرة قادمة من أماكن وثقافات متعددة، كل هؤلاء يقفون تحت سماء واحدة، ويساهمون في المشهد الحضاري الذي يشهده العالم، فلا تمسي المدن مجرد أماكن للسكن، بل هي مجموعة من القصص المتراكمة، حيث يترك كل فرد أثره، في الأدب والفن والسينما والعلم، ومن خلال المنصات التي يعمل من خلالها، سواء أكان في الإعلام، أم الهيئات والدوائر والمؤسسات الثقافية والتربوية، ما يجعل المدينة نصاً مفتوحاً يمكن قراءته من زوايا متعددة، فوجدت نفسي وأنا أقرأ فصول هذا الكتاب أردد ما قاله الشاعر الياباني باشو: «تحت أشجار الكرز/ لا يوجد غرباء/ كلنا أصدقاء!». قراءة هذه الشهادات، تفتح أمامنا العلاقة مع فلسفة المكان، حيث تظهر فكرة الانتماء، البنوّة، الاستقرار، الأمان، السلام، إلى جانب السفر داخل المكان والمشاركة في البناء، والأهم الخيط الإنساني الذي لمس فيه كلّ هؤلاء، طيبة وتسامح أهل الإمارات، وانفتاح المؤسسات على احتواء النخب وتكريمهم من خلال عدد من الجوائز والمسابقات، ومنها: البوكر، العويس، الشارقة، والكثير غيرها، التي شكّلت للبعض عتبة مضيئة للتعرف إلى مدن الإمارات والمشاركة في التأسيس الثقافي. والقارئ يعثر بيسر على أجوبة لهذا الاحتضان الذي أصبح شاطئاً جديداً لكاتبي الشهادات في الإمارات، حيث يتغير معنى المنفى والغربة، فتمسي البلاد البيت والحضن والوطن، وتصبح مكان تحقق الأحلام إلى جانب تحقيق الأنا الإبداعية، وتشيع هذه الكيمياء في الأخذ والعطاء مع ثقافة المكان، كل واحد من هؤلاء يعطي هذا المكان من ماء عمره وزهرة شبابه وثقافته، في المقابل يصل إلى معنى البيت والوطن والتصالح مع الذات. هكذا تفعل الإمارات بكل مقيم. شهادات كثيرة استوقفتني، ففي الكتاب تنوّعٌ في السرد الأكاديمي والأدبي والفلسفي، وبعض هذه الشهادات جاء من النضج، نضج الذات والأنا الإبداعي والفكري، مثل شهادة الدكتور الفيلسوف أحمد برقاوي، القادم من الأنا الفلسفي دائماً، ليدخل عتبات دولة الإمارات العربية المتحدة، تحدث عن زياراته للبلد قبل استقراره فيه قبل اثنتي عشرة سنة، فقد جاء هرباً من الوضع في سوريا بعدما شارك في ثورة الربيع العربي، وكتب عنها، بل بعدما باتت لغة الموت هي اللغة السائدة في بلده، فهنا نجد الفلسطيني الذي خبر فكرة اللجوء، والذي وُلد على ضفاف بردى في دمشق، ففي شهادته ملمح للذاكرة ونقد الذات، وكان اختياره للإمارات يعادل اختياره الحياة، بعدما حطّم الصورة النمطية لبلاد النفط. ويلتقط في شهادته موضوعاً خطيراً وهو خسارة سوريا لنخبها الثقافية، التي تعادل روح المجتمع، ثم يقترب من مدينة الشارقة المحطة الأولى في زيارته وإقامته، والتي سكن فيها وكان يصحو في الليالي الأولى يتفقد أولاده، وكأنه يحمل كابوس الحرب معه، وانتقل بعدها إلى دبي، ثم الفجيرة التي أسّس فيها بيت الفلسفة وأصبحت هناك مكتبة تحمل اسمه، مستذكراً دائماً القيم والعادات والطقوس الإماراتية. شهادة أخرى غلب عليها الجانب الأكاديمي كتبها الدكتور محمد عياشي بعنوان "ثلاثة عقود في التعليم الجامعي في الإمارات"، يحكي فيها عن رحلة العطاء وتربية الأجيال، بل تأسيس أسرة وجيل آخر يواصل طريق استدامة الفكر والعلم والمعرفة والقيم. وهو ما نجده عند الدكتور إسماعيل البشري الذي يرى "أهم ما يميز الإمارات هو النظرة المستقبلية"، مثل الدكتور إسماعيل البشري، فيما كتب د. رضوان السيد عن السنع الإماراتي، وعن باني الإمارات الحديثة الشيخ زايد رحمه الله. وإضافة إلى شهادات الأكاديميين كان لشهادة الأدباء نكهتها الخاصة، فالروائي الأردني عامر طهبوب يرى الإمارات بلد الفرص وبلد العمل والتعب والركض، والسياقة الطويلة، ويؤنسنها حين يكتب عن مدنها "مدن تسكنها، ومدن تسكنك، عندما تحب مدينة عليك أن تشرب قهوتها، لا أن تفتح لها الفنجان بل أن تقرأ كفّها، ليس لأنك تجيد قراءة الكف، بل لأنك تمسك يدها وتسبر أغوارها، وتصل إلى قلبها" فتحولت المدينة من مجرد أحجار إلى معشوقة تستحق الحب كله. استوقفني في كتاب "الإمارات بأعين عربية" أن نصف شهادات الكتّاب كانت للنساء، فللمرأة حضورها المضيء والمبدع على هذه الأرض، يكفي أن نقرأ عناوين بعض الشهادات، لنساء مبدعات يُقمن على أرض الإمارات، ونتعرّف إلى ما تحمله من إشارات، فالدكتورة ريم طارق متولي كتبت: "أنا العراقية ابنة الإمارات"، وبالتأكيد فإن هذا يفتح على الانتماء، والبنوة لهذه الأرض، وتظهر الأنا في هذا الاندغام الجميل بين ثقافتين، فيما تناولت الإعلامية منتهى الرمحي جانب الأمان في هذا البلد الطيب في شهادتها "وجدت سعادتي في الإمارات" وهي شهادة كتبت بلغة سردية تقترب من السيرة الذاتية، لهذا تلتفت قليلاً إلى بلدها الأردن، لتشير إلى أنها امرأة جاءت من مجتمع محافظ، وتعيش الآن في دبي مع بناتها الثلاث، وتقول في هذه الشهادة: "إذا سئلت عن كلمة السّر التي ميزت تنقلاتنا وكل رحلاتنا خلال فترة إقامتنا في دبي، والتي تخطت العشرين عاماً، فهي دون منازع الأمن، كنا أربع إناث، بناتي الثلاث وأنا، لا أذكر أن شكت أيّ منهن من أيّ حادث".وكتبت الروائية الليبية نجوى بن نشوان ورقتها بلغة ساخرة وذكية عنونتها بـ"دع السفن تمرّ"، بكل ما يحمله هذا العنوان من إشارات السفر، والفعل، وقيادة الرحلة نحو شواطئ الأمان، بعيداً عن أرض ليبيا المشتعلة بالحروب والصراعات. في شهادة نجوى مقارنة بين مدن ذكية كدبي، ومدن لا تزال تكتب أسماء الناس على الجوازات بخط اليد، وما يسببه ذلك من الإحراجات في المطارات حتى الغربية منها، فيما تحدث المفارقة في مطار أبو ظبي الذي تدخله أول مرة تقول "حين دخلت المطار شعرت بالاختلاف الكبير في الزمان والمكان، تفحصتُ الإنسان الأوّل الذي أراه من كوكب الإمارات، بينما يقلّب جواز سفري الأشبه بدفتر الدَّين في دكاكين حارتنا القديمة، فالإنكليزية المكتوبة في جوازي أسوأ من روشتات الأطباء". الجميل هذه المرة أنها مرت بأمان، ولم يعرقل الجواز دخولها. وفي هذا السرد الشفاف المليء بالمرارة، تتحدث عن أهمية الأدب: "شكرت الأدب الذي نقلني إلى موضع آخر، لقد تبيّن أن له فائدة لم تتطرق إليها ورش الكتابة، إنّه مسكّن موضعي للإحساس المتكتل بالمرارة". الخيط الساحر في شهادات النساء، هو الأمومة، وعلاقة المرأة بأبنائها، الاقتراب من مفهوم العائلة والبيت، وهنا تمسي العائلة أيضاً وطناً، ولكن تحت سماء الإمارات، فالروائية عفاف البطاينة في شهادتها التي أشارت فيها إلى قدومها إلى الإمارات برفقة طفليها، تنظر إلى المستقبل مشيرة إلى أهمية البيئة التعليمية المتسامحة في الإمارات، وتتساءل عن مستقبل أطفالها: "حين يكبرون ويأخذون أدوارهم التي هيأتها لهم الحياة، ماذا سيقولون عن طفولتهم المتطورة والهانئة جداً هنا، الأجيال التي تترعرع في النعيم وتعتاد التطور التكنولوجي والمدني ستكون أجيالاً مختلفة بفارق معرفي كبير"، تساؤلات كثيرة أخرى تطرحها، وتصب في سؤال جدوى الكتابة في مدن البزنس والعمل، "ماذا يفعل كاتب في مدينة لا تحتاج إلى كاتب، هل سيكتب قوائم الطعام في المطاعم والمقاهي، هل سيكتب كتيبات منتجات المصانع، ماذا يفعل الكاتب في مدينة المال والأعمال؟" والجواب عن هذه الأسئلة هيّن، فإن كانت الإمارات منحت مبدعين إقامات ذهبية على أرضها موفرة لهم سبل العيش الكريم فلا عذر لمن لا يرى الإبداع إلا وليد التعاسة. أما الدكتورة مايا أبو ظهر، فقد أتت الإمارات وهي عروس، وصنعت تجاربها هنا، تكلمت بحرية عن تفاصيل حياتية توّجت بالدراسة والعمل، سيدة تطهو الطعام لزوجها، تتواصل مع أهلها وتتابع دراستها وتخصصها إلى أن باتت أكاديمية في الجامعة، وفي شهادتها تقول: "الإمارات صارت بيتي"، وهذا نراه عند سوزان الهوبي، ورحلة عائلتها من الشتات إلى الاستقرار، وهنا تمسي الإمارات الفضاء الثقافي للطموح والحياة معاً. في هذا الكتاب عن هذه الدولة التي تحولت إلى مهوى القلوب ومطمح الأنفس والتي تحولت إلى قارة تعيش على أرضها بسلام وأمان مئتا جنسية، نجد أجمل حكايات النجاح خطتها أقلام تقول لنا "على أرض الإمارات ما يستحق الحياة"، وكم من تجارب كثيرة لمبدعين سكنوا الإمارات العربية المتحدة ما زلنا ننتظر قراءة شهاداتهم في أجزاء أخرى من هذا الكتاب لم لا؟ أليس هذا البلد تطبيقاً عملياً لحكمة علي بن أبي طالب "ليس بلد أحقّ بك من بلد، خير البلاد ما حملك"؟!

3100 عمل فني في "المهرجان الدولي للتصوير" في الشارقة
3100 عمل فني في "المهرجان الدولي للتصوير" في الشارقة

الميادين

time٢١-٠١-٢٠٢٥

  • الميادين

3100 عمل فني في "المهرجان الدولي للتصوير" في الشارقة

بمشاركة أكثر من 420 مصوراً ومبدعاً، يقدمون أكثر من 3100 عمل فني، تنطلق الشهر المقبل، فعاليات الدورة التاسعة من "المهرجان الدولي للتصوير" (اكسبوجر) 2025 في الشارقة، ليشكل، وفق المنظمين، "احتفالاً عالمياً بالسرد البصري ويجمع أعمالاً فنية من مختلف أنحاء العالم". وعلى مدار أسبوع، يحتضن المهرجان (20 - 26 شباط/فبراير) في مقره الجديد بمنطقة الجادة بالشارقة، أكثر من 349 فعالية، تتوزع على 98 معرضاً فردياً وجماعياً، بمختلف التقنيات والرؤى المبتكرة، وأكثر من 72 ورشة عمل يقدمها خبراء في عالم التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، بالإضافة إلى 50 خطاباً، وأكثر من 53 جلسة تقييم للسير الفنية، و18 جلسة نقاش جماعية، إلى جانب عرض 58 فيلماً تعكس التنوع العالمي والتميز الفني في عالم السرد البصري. وتغطي المعارض الفردية والجماعية مجموعة متنوعة من أنواع التصوير، منها التصوير الصحفي والوثائقي، وتصوير الطبيعة والحياة البريّة، وتصوير الرحلات والمغامرات، والتصوير الفني والإبداعي، وتصوير البورتريه، وتصوير حياة الشارع، والتصوير الرياضي والحركي، والتصوير التقني والتجريبي، وغيرها من أنواع التصوير الفوتوغرافي. ويستضيف "اكسبوجر 2025" المصور العالمي، دون ماكولين، ويشارك بمعرضه الفردي "ما بين الحياة والموت"، حيث يعرف ماكولين بأعماله المؤثرة في توثيق الحروب والنزاعات، وفاز بالعديد من الجوائز منذ بداية مسيرته المهنية في عام 1959، ومنها جائزة "صورة العام للصحافة العالمية" البريطانية مرات عدة. وكذلك جيمس ناكتوي، الذي يعتبر واحداً من أشهر مصوري الحروب، حيث سيقدم مجموعة من أعماله في معرض بعنوان "جغرافيا الحرب". أما غريج غورمان، وهو أحد الأسماء البارزة في تصوير المشاهير والبورتريه، سيشارك في معرض جماعي في المهرجان بعنوان "احتفاء بمبدعي القبائل"، ستتم إعادة تفسير الصور الكلاسيكية التي التقطها غورمان للمنحوتات الأفريقية. ومن بين الأسماء المشاركة، سيباستيان كوبلاند، الذي وثّق للقطبين الشمالي والجنوبي، وشكلت صوره دعوة لاتخاذ إجراءات عاجلة لمكافحة التغير المناخي وحماية البيئة، وهو ما سيستعرضه في معرض بعنوان "الاختفاء". وإضافة إلى الأسماء المذكورة وغيرها سيجمع "اكسبوجر" 2025 عدداً من المخرجين وصنّاع الأفلام الذين تركت أعمالهم بصمة في عوالم السينما والقصص البصرية والقضايا العالمية. هكذا سيستضيف المهرجان المخرجة كارين بالارد، التي ترشحت لـ"جائزة إيمي"، والتي تميزت بعملها خلف الكواليس في أفلام هوليوود مثل "أرغو وفيوري" Argo and Fury، وإتقان فن صناعة الأفلام. في حين يرحب المهرجان بالمخرج سليم أمين الذي يكرم إرث والده محمد أمين، الذي وثقت أعماله قصصاً من أفريقيا، لا سيما المجاعة الإثيوبية. كما سيستقبل المهرجان سينثيا بول وستيفاني بيكر، اللتين تركزان على تداعيات التغير المناخي من خلال فيلمهما الوثائقي البيئي "مدن غارقة" Sinking Cities، الذي يسلط الضوء على التأثير المدمر لارتفاع مستويات سطح البحر. في حين يعرض المهرجان فيلم "صيف مظلم" Dark Summer، للمخرجة باتريشيا موريرا، والذي يستكشف إزالة الغابات في الأمازون، ويجمع بين السرد البصري وأدبيات العدالة البيئية. فيما يستضيف المهرجان هوراسيو فيلالوبوس، الذي يقدم رؤية متعمقة للمشهد الاجتماعي في منطقة أمريكا اللاتينية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store