
سوريا الجديدة: تحولات ما بعد العقوبات
تمثل مرحلة رفع العقوبات الأميركية عن سوريا -بعد سقوط النظام المخلوع وتسلّم الرئيس أحمد الشرع مقاليد الحكم- نقطة تحول محورية في تاريخ البلاد المعاصر.
فهذا التطور لا يعكس مجرد تغيير في السياسة الخارجية الأميركية، بل يشير إلى اعتراف دولي بالتحولات العميقة التي شهدتها سوريا على المستويات؛ السياسية، والاقتصادية، والاجتماعية.
وتأتي هذه الخطوة في سياق إقليمي ودولي متغير، يتطلب فهمًا عميقًا لدلالاتها وتداعياتها المستقبلية.
السياق التاريخي للعقوبات
فُرضت العقوبات الأميركية على سوريا على مدى عقود طويلة، وتصاعدت بشكل ملحوظ خلال السنوات الأخيرة من حكم النظام السابق.
لم تكن هذه العقوبات مجرّد إجراءات اقتصادية، بل مثّلت أداة سياسية هدفت إلى عزل نظام اتُّهم بانتهاكات واسعة لحقوق الإنسان، وتقويض الاستقرار الإقليمي.
وقد شكلت هذه العقوبات جزءًا من منظومة ضغط دولية، استهدفت تغيير سلوك النظام السابق، لكنها أثرت بشكل مباشر على الاقتصاد السوري والمواطنين العاديين. وبالتالي، فإن رفعها اليوم يمثل اعترافًا ضمنيًا بالتغيير الجذري في بنية النظام السياسي السوري.
يحمل قرار رفع العقوبات دلالات سياسية عميقة، أبرزها الاعتراف الدولي بشرعية النظام الجديد بقيادة الرئيس أحمد الشرع؛ فالولايات المتحدة، من خلال هذا القرار، تقدم إشارة واضحة بأنها ترى في سوريا الجديدة شريكًا محتملًا في المنطقة، وليس خصمًا يجب احتواؤه.
كما يعكس هذا القرار تحولًا في الإستراتيجية الأميركية تجاه المنطقة، حيث تسعى واشنطن إلى إعادة ترتيب أوراقها في الشرق الأوسط، وتعزيز العلاقات مع الدول التي تتبنى مسارات إصلاحية، وهذا يفتح المجال أمام سوريا للعودة إلى المشهد الإقليمي والدولي كفاعل مؤثر.
ومن المتوقع أن يؤدي هذا الانفتاح إلى تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والدول الغربية، وإعادة فتح السفارات، وتنشيط قنوات التواصل السياسي، ما يسهم في كسر العزلة التي عانت منها البلاد لسنوات طويلة.
التداعيات الاقتصادية المرتقبة
تفتح هذه المرحلة الجديدة آفاقًا واسعة للاقتصاد السوري الذي عانى من الركود والانهيار خلال سنوات الصراع والعقوبات؛ فرفع العقوبات يعني إمكانية استئناف التعاملات المصرفية الدولية، وعودة الاستثمارات الأجنبية، وفتح الأسواق العالمية أمام المنتجات السورية.
كما يتيح هذا التطور فرصة للحصول على قروض وتمويلات من المؤسسات المالية الدولية، مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، لدعم برامج إعادة الإعمار، وتأهيل البنية التحتية المتضررة. ويمكن أن يسهم ذلك في خلق فرص عمل جديدة، وتحسين مستوى المعيشة، وتخفيف معدلات الفقر المرتفعة.
غير أن الاستفادة القصوى من هذه الفرص تتطلب إصلاحات هيكلية في الاقتصاد السوري، وتبنّي سياسات شفافة في إدارة الموارد، ومكافحة الفساد، وتحسين بيئة الأعمال لجذب المستثمرين.
الانعكاسات الاجتماعية والإنسانية
على المستوى الاجتماعي، يمكن أن يسهم رفع العقوبات في تحسين الأوضاع الإنسانية للمواطنين السوريين، من خلال توفير السلع الأساسية والأدوية، التي كانت شحيحة بسبب القيود المفروضة على الاستيراد. كما يمكن أن يساعد في تطوير قطاعات الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية.
ومن المتوقع أن يشجع هذا الانفتاح على عودة اللاجئين والمهجرين السوريين من دول الجوار وأوروبا، خاصة مع تحسن الظروف الأمنية والاقتصادية، وهذا يتطلب برامج وطنية لإعادة الإدماج، وتوفير السكن والعمل، وضمان المصالحة المجتمعية.
كما يمكن أن يسهم الانفتاح في تعزيز دور المجتمع المدني والمنظمات غير الحكومية، التي يمكنها الآن العمل بحرية أكبر وتلقي الدعم الدولي لبرامجها التنموية والإنسانية.
التحديات والفرص المستقبلية
رغم الإيجابيات المتوقعة، تواجه سوريا الجديدة تحديات كبيرة في مرحلة ما بعد العقوبات؛ فالبلاد بحاجة إلى إعادة بناء مؤسساتها على أسس ديمقراطية، وتحقيق المصالحة الوطنية، ومعالجة إرث الانتهاكات السابقة من خلال آليات العدالة الانتقالية.
كما أن إعادة إعمار البنية التحتية المدمرة تتطلب موارد ضخمة وخططًا إستراتيجية طويلة المدى. وهناك تحدي إعادة هيكلة الاقتصاد وتنويع مصادر الدخل، بعيدًا عن الاعتماد على قطاعات تقليدية محدودة.
نجاح سوريا في استثمار هذه الفرصة التاريخية سيكون له انعكاسات إيجابية، ليس فقط على مستقبل البلاد، بل على استقرار المنطقة بأكملها
غير أن هذه التحديات تقابلها فرص واعدة، خاصة مع الدعم الدولي المتوقع، والموقع الإستراتيجي لسوريا، وإمكانية الاستفادة من خبرات السوريين في المهجر.
ويمكن لسوريا الجديدة أن تستثمر هذه الفرصة التاريخية لبناء نموذج تنموي مستدام، يقوم على المشاركة والشفافية والعدالة الاجتماعية.
يمثل رفع العقوبات الأميركية عن سوريا بداية مرحلة جديدة في تاريخ البلاد، تحمل في طياتها آمالًا كبيرة وتحديات جسيمة. وتتطلب هذه المرحلة رؤية وطنية شاملة، وإرادة سياسية قوية، وتعاونًا دوليًا فاعلًا، لتحويل الانفتاح السياسي والاقتصادي إلى واقع ملموس يلمسه المواطن السوري في حياته اليومية.
إن نجاح سوريا في استثمار هذه الفرصة التاريخية سيكون له انعكاسات إيجابية، ليس فقط على مستقبل البلاد، بل على استقرار المنطقة بأكملها.
وتبقى المسؤولية مشتركة، بين القيادة السياسية الجديدة والمجتمع السوري والمجتمع الدولي، لضمان أن تكون هذه المرحلة بداية حقيقية لسوريا ديمقراطية مزدهرة ومستقرة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 31 دقائق
- الجزيرة
الحدث بواشنطن والتداعيات في إسرائيل.. هل يوظف نتنياهو مقتل الدبلوماسيين سياسيا؟
القدس المحتلة- شهدت العاصمة الأميركية واشنطن -اليوم الخميس- هجوما مسلحا قتل فيه اثنان من موظفي السفارة الإسرائيلية، هما يارون ليسينسكي وسارة ميلغرام. وهزَّ الهجوم الذي وقع أثناء مغادرة الدبلوماسييْن فعالية للجنة اليهودية الأميركية (إيه جيه سي) في المتحف اليهودي، الأوساط الدبلوماسية في الولايات المتحدة وإسرائيل، لكنه أيضا فجَّر نقاشا سياسيا واسعا في الداخل الإسرائيلي حول تداعياته ومآلاته. وقال دبلوماسيون إسرائيليون للموقع الإلكتروني "واي نت": "نحن في صدمة كاملة، رغم أن الأمر لم يكن مفاجئا"، وأضافوا أن التحذيرات من التعرض للعنف ازدادت منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، حيث تصاعدت التوترات بعد الحرب على غزة. وفي أعقاب الهجوم، أعلنت السلطات الإسرائيلية تشديد الإجراءات الأمنية بمحيط البعثات الإسرائيلية والمؤسسات اليهودية في الولايات المتحدة ومناطق أخرى حول العالم، خشية هجمات مماثلة. ويارون ليسينسكي، مهاجر من ألمانيا إلى إسرائيل، وخدم في الجيش الإسرائيلي ودرس في الجامعة العبرية وجامعة "رايخمان" الإسرائيلية. وشغل منصب مساعد باحث لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في السفارة، "وكان ملتزما بمبادئ الحوار بين الأديان والتعاون الإقليمي، مستلهما ذلك من رؤية اتفاقيات أبراهام"، حسب صحيفة "هآرتس". ورثى رون شوفال، عميد معهد أرغمان، ليسينسكي قائلا "عرفته عن قرب كطالب في معهد أرغمان وخريج برنامج (الخروج)، كان شخصا استثنائيا بكل معنى الكلمة، نشأ كمسيحي، لكنه أحب إسرائيل بصدق، وقرّر أن يجعلها وطنه، فهاجر إليها، وخدم في جيشها، وكرّس حياته للصهيونية ولخدمة الدولة، وهو الذي قرر بإرادته الحرة ربط مصيره بمصير الشعب اليهودي". أما سارة ميلغرام، حسب هآرتس، فقد عملت في قسم الدبلوماسية العامة، و"حملت رؤية متقدمة للسلام والتفاهم الثقافي"، متأثرة بخلفيتها الأكاديمية في جامعة السلام ب كوستاريكا ، وتجربتها العملية في مبادرات التعايش مثل "تيتش تو بيس" (Tech2Peace) التي تجمع بين شباب إسرائيليين وفلسطينيين. وزارت ميلغرام إسرائيل عام 2023 ضمن برنامج يهدف لتعزيز التعايش والسلام بين الشعوب، وعملت بقسم الدبلوماسية العامة في السفارة الإسرائيلية بواشنطن، وتولت مسؤولية تنظيم ورئاسة الوفود التي تزور إسرائيل. توظيف سياسي ولم يتأخر رد الفعل داخل إسرائيل، لكنه بدا متباينا بين المعسكر الحكومي والمعارضة، ففي أروقة الحكومة، ينظر البعض إلى الحادث كفرصة لتعزيز موقف رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ، الذي يعاني منذ أشهر من تراجع شعبيته بسبب استمرار الحرب على غزة، والانتقادات الواسعة للأداء الأمني والدبلوماسي. وأفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أن مصادر قريبة من حزب الليكود ترى أن نتنياهو قد يستخدم الحادث لتأكيد ضرورة الاستمرار في السياسات الأمنية المتشددة و"الحرب على الإرهاب أينما كان" حسب وصفها، إضافة إلى حشد الدعم الشعبي في وجه ما تعتبره "حملة تشويه داخلية وخارجية". وقال المحلل السياسي عكيفا إلدار، إن تحليلات إعلامية موالية للحكومة بدأت تروّج لفكرة أن الهجوم يثبت صحة موقف إسرائيل من المخاطر المتزايدة التي يواجهها الإسرائيليون في الخارج بسبب تصاعد "التحريض المعادي"، وتدعو لزيادة التنسيق الأمني مع واشنطن واتخاذ خطوات لحماية البعثات الدبلوماسية. في المقابل، أوضح إلدار للجزيرة نت أن أطرافا من المعارضة ترى أن مقتل الدبلوماسيين نتيجة مباشرة لانعكاسات السياسات الإسرائيلية الأخيرة في المنطقة، خاصة تلك المتعلقة بغزة، وتراجع فرص الحل السياسي مع الفلسطينيين. وأشار إلى أن شخصيات بارزة في تحالف "المعسكر الوطني" برئاسة بيني غانتس و"هناك مستقبل" برئاسة يائير لبيد ، ترى أن "الخطاب التصعيدي للحكومة، وعزل إسرائيل دبلوماسيا، يزيدان الأخطار على الإسرائيليين داخل البلاد وخارجها". وأكد أن الحادث يعكس تآكل صورة إسرائيل كـ"شريك سلام"، ويدفع ثمنه الشباب الإسرائيلي العامل في ساحات العمل الدبلوماسي، مثل يارون وسارة. تذكير بالثمن ويبقى السؤال المطروح في تل أبيب، هل سيكون هذا الحادث لحظة توحيد وطنية، أم سيتم توظيفه كأداة إضافية في معركة سياسية لا تنتهي؟ والأكيد أن مقتل يارون وسارة لن يمر مرور الكرام، في أروقة القرار بالمؤسسة الإسرائيلية. ويقول مراسل الشؤون السياسية والدبلوماسية لصحيفة "يديعوت أحرونوت"، إيتمار آيخنر، إن ما وصفها بـ"مأساة" مقتل يارون وسارة ستضاف إلى اللوحة التذكارية بمقر وزارة الخارجية الإسرائيلية، التي تحمل أسماء 16 دبلوماسيا قُتلوا أثناء أداء مهامهم حول العالم، معظمهم في هجمات مسلحة واغتيالات. مضيفا أن اللوحة تمثل ما قال إنه "تذكار دائم للثمن الذي يدفعه ممثلو إسرائيل من أجل الحفاظ على صوتها في العالم". وأوضح أن الهجوم على الدبلوماسيَين في واشنطن لم يكن مجرد "مأساة إنسانية"، بل ضربة رمزية لممثلي دولة يخوضون معركة معقدة في وجه موجة متزايدة من العزلة والتحريض، على حد وصفه. لافتا إلى أن دور الخارجية الإسرائيلية في الخارج بات أكثر أهمية من أي وقت مضى. ولفت إلى أن عملية واشنطن "تؤكد أن المعركة التي تخوضها إسرائيل ليست فقط في الميدان العسكري"، وقال إن "موظفي الوزارة هم الخط الأمامي للدفاع عن إسرائيل وشرعيتها". كراهية الداخل وفي مقال بعنوان "الكراهية التي تأتي من الداخل"، والذي يعكس الاستقطاب السياسي وعمق الشرخ بين الإسرائيليين بشأن التداعيات الخارجية والداخلية بسبب استمرار الحرب على غزة، انتقدت رئيسة حركة "إسرائيلي"، سارة هايتزني كوهين، بشدة تصريحات يائير غولان زعيم حزب الديمقراطيين بإسرائيل، التي اتهم فيها الجيش الإسرائيلي بقتل الأطفال كهواية، ووصفتها بالخيانة. وأشارت إلى أن الخطر الحقيقي لا يأتي فقط من الخارج، بل من الداخل، من شخصيات عامة وسياسيين سابقين يهاجمون إسرائيل وجيشها ويغذون الكراهية ضدهما. وتربط الكاتبة في مقال لها في صحيفة "يسرائيل هيوم" بين تصريحات غولان وأمثاله، مثل إيهود باراك ، و إيهود أولمرت وبوغي يعالون، وبين ما وصفته بـ"استغلال أعداء إسرائيل هذه التصريحات لتبرير العمليات المسلحة ضدها". وحذّرت من ما وصفته بالتراخي في "الذاكرة الجماعية الإسرائيلية"، الذي أدى إلى نسيان ما اعتبرته "فظائع" ارتكبت بحق إسرائيليين.


الجزيرة
منذ 31 دقائق
- الجزيرة
كيف استدرجت سرايا القدس قوة إسرائيلية إلى كمين مركب بخان يونس؟
قال الخبير العسكري العقيد حاتم كريم الفلاحي، إن العملية التي نفذها مقاتلو الجناح العسكري ل حركة الجهاد الإسلامي شرقي مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة ، تؤكد نجاعة فصائل المقاومة في استدراج القوات الإسرائيلية. وأوضح الفلاحي -في حديثه للجزيرة- أن سرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي- نفذت عبر "المشاغلة بالنار" عملية استدراج للقوات الإسرائيلية إلى مناطق يوجد فيها مقاتلون، إذ تسعى هذه القوات في هذه الحالة إلى السيطرة عليها و"تطهيرها". وبناء على ذلك، تدخل هذه المناطق ضمن مخطط فصائل المقاومة، بما فيها عمليات تفخيخ المنازل ونصب كمائن ضد القوات والآليات الإسرائيلية، حسب الخبير العسكري. وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية تتقدمها دائما قوة هندسية لتطهير الطرق من العبوات وحقول الألغام أو لتفخيخ المنازل، ومن ثم الدخول إلى المنازل خاصة العالية منها بغرض السيطرة أو المراقبة. وفي هذه الحالة، فإن القوات المتقدمة تصبح هدفا سهلا لفصائل المقاومة -وفق الفلاحي- بتفجير المنازل على هذه القوات أو استهدافها بقذائف مضادة للأفراد والتحصينات. وفي وقت سابق اليوم الخميس، قالت سرايا القدس، إن مقاتليها استدرجوا قوة هندسية إسرائيلية إلى كمين مركب داخل مبنى مفخخ بعبوات شديدة الانفجار شرقي خان يونس وتفجيره في القوة المتوغلة. ولفتت السرايا -في بيانها- إلى استهداف مقاتليها قوات النجدة فور وصولها بقذيفة مضادة للدروع، مؤكدة هبوط مروحية لإجلاء القتلى والجرحى. وعن الاستدراج الدائم لقوات الهندسة، أوضح الخبير العسكري أن "القوة الهندسية تعمل في أجواء معركة يختلف فيها العمل عن الأوضاع الطبيعية"، مما يجعل حالة الارتباك والفوضى تسود أحيانا، خاصة عندما تكون هناك مواجهة مباشرة بين الطرفين. كما أن إخفاء التفخيخات والعبوات الناسفة وتمويهها، يُصعب على القوة الهندسية فحصها في أجواء معركة -وفق الفلاحي- مما يجعل عملية التفجير سهلة لفصائل المقاومة، وغالبا يتم ذلك فور دخول القوة الهندسية إلى المنازل المفخخة. وأكد الخبير العسكري وجود تكامل أدوار بين فصائل المقاومة، مستدلا بقصف سرايا القدس -أمس الأربعاء- مناطق غلاف غزة برشقات صاروخية، ثم تنفيذ مقاتليها كمينا مركبا جنوبي القطاع. وخلص إلى أن منظومة القيادة والسيطرة التي تعمل في هذه المناطق تتوزع فيها الواجبات والأدوار سواء في المواجهة المباشرة أو إطلاق الرشقات الصاروخية.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
السويد تحاكم مواطنا في قضية حرق الطيار الأردني معاذ الكساسبة
أعلنت النيابة العامة السويدية، اليوم الخميس، أنها ستوجه لائحة اتهام بحق مواطن سويدي مدان سابقا بالاشتباه بصلته باحتجاز الطيار الأردني معاذ الكساسبة في سوريا وإعدامه حرقا داخل قفص عام 2015. وقالت النيابة في بيان، إنها تعتزم توجيه اتهامات للمواطن السويدي أسامة كريّم (32 عاما) يوم الثلاثاء المقبل بارتكاب "جرائم حرب وجرائم إرهابية خطِرة في سوريا". وصدرت سابقا أحكام على أسامة كريّم لضلوعه في هجمات باريس عام 2015 وهجمات بروكسل عام 2016. ووقع الطيار الأردني معاذ الكساسبة في أسر تنظيم الدولة الإسلامية في ديسمبر/كانون الأول 2014 عندما سقطت طائرته شمالي سوريا، أثناء تنفيذه غارة على مواقع التنظيم ضمن حملة التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة ومشاركة الأردن. وأعلن التنظيم في فبراير/شباط 2015 إعدام الكساسبة حرقا، وبثَّ تسجيلا مصورا لإحراقه. وقد مني تنظيم الدولة -الذي سيطر عام 2014 على مناطق واسعة من سوريا والعراق- بهزيمة أولى في العراق عام 2017، ثم سوريا عام 2019، وخسر كامل مناطق سيطرته الأساسية. إلا أن عناصره المتوارين لا يزالون يشنون هجمات، وإن كانت محدودة، في البلدين خصوصا ضد القوى الأمنية، كما يتبنى التنظيم هجمات في دول أخرى.