
'إشاعات تشوش على الإطار' .. 'التنسيّقي' ينفي اعتراضه على دعوة الشّرع لقمة بغداد
وكالات- كتابات:
أكد نائب عن ائتلاف (دولة القانون)، اليوم الأحد، توجيه دعوة رسمية للرئيس الانتقالي لسورية؛ 'أحمد الشّرع'، لحضور 'قمة بغداد'، مشيرًا إلى أن رسم سياسة الدولة بيد رئيس الحكومة ووزارة الخارجية، فيما نفى مصدر في (الإطار التنسيّقي) ما تردد إزاء رفض الأخير لحضور 'الشّرع' في القمة.
وقال النائب عن (دولة القانون)؛ 'داخل راضي'، لوسائل إعلام محلية، إن: 'لا صحة لما يرّوج إزاء رفض (الإطار) مشاركة الشّرع في أعمال القمة العربية التي ستنعقد في بغداد'.
وأضاف: 'المسؤول عن توجيه الدعوات للزعماء والرؤساء هي القنوات الرسمية في الدولة ممثلة برئيس الحكومة ووزارة الخارجية، فهي المعنية برسم سياسة الدولة وهناك أكثر من بروتوكول ومعاهدة تنص على أن هناك تعاونًا بين الدول سواء كانت شقيقة أو صديقة أو دول جوار أو إقليمية، في المشاركة بمؤتمرات القمة أو الاجتماعات المهمة التي تُعالج قضايا محورية'.
وتابع أن: 'العراق تربطه علاقة أخوة مع الجانب السوري، رُغم تغيّر الحكام أو الشخصيات المتصَّدية لإدارة الدولة في دمشق'، مضيفًا أن: 'اجتماع القمة سيحضره أغلب الرؤساء العرب إن لم يكن جميعهم، والعراق بلد مستقل وصاحب قرار مستقل، بالتالي من حقه دعوة أي شخصية للمشاركة لأن المصالح المشتركة تتطلب ذلك، وخلاف ذلك يُعدّ تكهنات شخصية واجتهادات فردية'.
بدوره وصف مصدر في (الإطار التنسيّقي)، ما يّروج له البعض من وجود حراك داخل (الإطار التنسيّقي)، لرفض خطوات الحكومة إزاء دعوة رئيس 'سورية' الانتقالي؛ 'أحمد الشّرع'، لحضور 'القمة العربية'؛ في 'بغداد'، بأنه: 'أمر غير صحيح، وما هي سوى محاولات للتشويش على (الإطار التنسيّقي) إلى جانب إرباك عمل الحكومة'.
وأضاف أن: 'الدعوة قائمة وسيتم تسليمها للشّرع، وزير خارجية سورية'، مبينًا أن: 'الخطوات متسارعة في المنطقة، وبالتالي لا بُدّ من خطوات جادة لإعادة الهدوء والاستقرار لسورية، ومن المؤمل أن يشهد الأسبوع الجاري زيارة وزير خارجية سورية؛ أسعد الشيباني، للعراق'.
ولفت المصدر إلى أن: 'جميع الدول بما فيها إيران اتفقت على أن الإدارة السورية الحالية تُمثل مرحلة انتقالية'.
واستجابت 'الجامعة العربية' لطلب رئيس الوزراء العراقي؛ 'محمد شيّاع السوداني'، بعقد القمة العربية المقبلة في 'بغداد'، والذي تقدم به خلال 'قمة الرياض'، في أيار/مايو عام 2023.
وأعلن 'السوداني'، أن 'بغداد' ستستضيف 'القمة العربية' الـ (34) في 2025، بعد موافقة 'الجامعة العربية' وتنازل 'سورية' عن استضافة الدورة المقبلة لصالح 'العراق'.
وكان وزير الخارجية؛ 'فؤاد حسين'، أكد قبل أيام خلال مقابلة مع قناة (فرانس 24)، إنه: 'وجه دعوة رسمية لوزير الخارجية السوري؛ أسعد الشيباني، لزيارة بغداد، وسيكون في العاصمة العراقية قريبًا جدًا'، مشيرًا إلى أن: 'القمة التي سيحتضنها العراق؛ في أيار/مايو المقبل، ستشهد توجيه الدعوة لجميع قادة الدول العربية بمن فيهم الرئيس السوري الانتقالي؛ أحمد الشّرع'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ساحة التحرير
منذ 2 أيام
- ساحة التحرير
القمة السياسية والقمة الإعلامية: العراق يعلن عودته لاعباً محورياً عربياً!انتصار الماهود
القمة السياسية والقمة الإعلامية: العراق يعلن عودته لاعباً محورياً عربياً! انتصار الماهود*خاص من المنامة لبغداد ومن تونس لبغداد أيضا ، يتحرك العراق بثقة على مسارين متكاملين: الأول سياسي في قمة الجامعة العربية الرابعة والثلاثين، والثاني إعلامي في مؤتمر الإعلام العربي بنسخته الرابعة. وبين هذين الحدثين، برز العراق كلاعب محوري يعيد تموضعه في المشهد العربي، ليس عبر الخطاب وحده، بل من خلال الفعل والمبادرة، مستندًا إلى ثلاثية متماسكة: السياسة، الإعلام، والأمن الذي باتت ملامحه واضحة في قمة بغداد المنعقدة قبل أيام ، حمل رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني خطابًا اتسم بالوضوح والاتزان، والذي أكد فيه دعم العراق للقضية الفلسطينية، وحث على اعتماد الحوار سبيلاً لحل الأزمات العربية، مع رفض التبعية لأي محور خارجي. وهنا أظهر العراق نفسه كدولة ذات سيادة، توازن مصالحها دون أن تفقد بوصلتها العربية. خطاب السوداني لم يكن مجرد مشاركة بروتوكولية، بل إعلان عن مشروع استقرار إقليمي ينطلق من بغداد، ويعتمد الشراكة لا الصدام في كلا القمتين، لم يغفل العراق التأكيد على أن الأمن القومي العربي لا يتجزأ، وأن استقراره الداخلي هو أساس لأي دور فاعل. ففي القمة العربية قدّم العراق مجموعة من المبادرات والمواقف التي تعكس تطلعاته لتعزيز دوره الإقليمي والدولي. إليك أبرز النقاط التي ركّز عليها العراق خلال القمة: * أولاً: القضية الفلسطينية وإعادة إعمار غزة أدان العراق بشدة الهجمات الإسرائيلية على غزة، واصفًا إياها بـ'الإبادة الجماعية'. أعلن رئيس الوزراء محمد شياع السوداني عن إنشاء صندوق عربي لإعادة إعمار غزة ولبنان، مع تعهّد العراق بتقديم 20 مليون دولار لكل منهما. رفض العراق أي محاولات لتهجير الفلسطينيين قسرًا، معتبرًا ذلك 'جريمة ضد الإنسانية' . * ثانيًا: الأمن الإقليمي والتنسيق العربي أطلق العراق مبادرة تأسيس 'غرفة التنسيق الأمني العربي المشترك' لمكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، مقرها بغداد. دعا إلى إنشاء مراكز تنسيق لمكافحة المخدرات والجريمة العابرة للحدود. أكد على أهمية بناء شراكات إقليمية متوازنة بعيدًا عن سياسة المحاور، مع رفض استخدام الأراضي العراقية للاعتداء على دول أخرى . * ثالثًا: التنمية الاقتصادية والتكامل العربي اقترح العراق تأسيس 'مجلس وزراء التجارة العرب' لتنسيق السياسات التجارية. أطلق مبادرة 'العهد الإصلاحي الاقتصادي العربي' التي تشمل إنشاء مناطق تجارة حرة، وتطوير البنية التحتية، وتعزيز التكامل الصناعي والزراعي. شجّع الدول العربية على الانضمام إلى مشروع 'طريق التنمية' الذي يربط العراق بمحيطه الإقليمي. اقترح إنشاء 'المركز العربي للذكاء الاصطناعي' في بغداد *رابعًا: البيئة والأمن الغذائي أعلن العراق عن 'المبادرة العربية لتحقيق الأمن الغذائي' و'مبادرة بغداد لتعزيز التعاون العربي في مواجهة التحديات البيئية وتغيّر المناخ'. اقترح تأسيس 'المركز العربي لحماية البيئة من مخلفات الحروب'. دعا إلى توفير ملاذات آمنة للمتضررين من الكوارث الطبيعية والنزاعات المسلحة . *خامسًا: تعزيز الدور الثقافي والدبلوماسي اقترح العراق إنشاء 'المجلس العربي للتفاعل الثقافي بين الدول العربية' لتعزيز التبادل الثقافي. استضاف قمتين على هامش القمة: قمة ثلاثية مع مصر والأردن لبحث التعاون الاقتصادي ومشاريع الربط الكهربائي والنقل. قمة خماسية مع مصر، الأردن، فرنسا، والكويت لمناقشة الاستثمار، مكافحة الإرهاب، والربط الإقليمي . * سادسًا: الموقف من سوريا والعلاقات الإقليمية دعا العراق إلى دعم وحدة سوريا ورفض التدخلات الخارجية في شؤونها. أعرب عن تأييده لرفع العقوبات الدولية عن سوريا لتسريع عملية إعادة الإعمار. أكد على أهمية الحوار بين إيران والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن نجاح هذا الحوار يصب في مصلحة استقرار المنطقة والعراق . العراق العظيم بثلاثة أبعاد… حضورٌ لا يُمكن تجاهله ما بين خطاب سياسي متزن في البحرين، وتنظيم إعلامي رصين في بغداد، وتأكيد مستمر على أولوية الأمن بمعناه الشامل، يرسم العراق اليوم صورة جديدة لدوره العربي. ليست صورة طارئة أو دعائية، بل ناتجة عن توازن داخلي بدأ يؤتي ثماره، وإرادة سياسية تسعى لاستعادة المكانة دون الاصطدام، بل بالتكامل. إنه العراق الجديد، الذي يقدم نفسه لاعبًا محوريًا بثلاثة أبعاد مترابطة: سياسيًا: برز العراق بخطاب عقلاني يدعو للحلول السلمية والاحترام المتبادل. إعلاميًا: أصبح البلد منصة تجمع العرب حول تحديات كونية بلغة علمية وأدوات حديثة. أمنيًا: للعراق رؤية شمولية ناضجة تتجاوز البندقية، لتشمل الفكر، والمعلومة، والوعي. بعد أيام فقط من القمة السياسية، احتضنت بغداد مؤتمر الإعلام العربي الرابع بمشاركة واسعة من مؤسسات وهيئات إعلامية عربية ودولية. وقد تمحور المؤتمر حول 'الإعلام في مواجهة التغيّر المناخي'، إضافة إلى ورش عمل عن الذكاء الاصطناعي في صناعة المحتوى البيئي، ومبادرة الإنذار المبكر للجميع بحلول عام 2027. هذا التحول في بغداد من عاصمة كانت تقترن بالأزمات، إلى حاضنة لحوارات استراتيجية إعلامية، يمثل تحوّلًا نوعيًا في صورة العراق عربيًا، ويكشف عن رغبة واضحة في لعب دور منتج في القضايا العالمية. وهكذا، لم تكن مشاركته في القمتين ترفًا دبلوماسيًا، بل رسالة واضحة مفادها: العراق حاضر… وقادر على أن يكون عنصر توازن، لا أزمة، في معادلة المنطقة بغداد – 2025-05-23


شفق نيوز
منذ 4 أيام
- شفق نيوز
بعد اتفاق السلام.. العمال الكوردستاني يدعو أنقرة لتخفيف "قيود حبس" زعيمه أوجلان
شفق نيوز/ ذكرت قناة "فرانس 24" الفرنسية، يوم الثلاثاء، أن حزب العمال الكوردستاني "PKK" ناشد السلطات التركية تخفيف إجراءات الاعتقال المفروضة على زعيمه عبد الله أوجلان، باعتبار أنه من سيتولى مهمة تنفيذ قرار حلّ الحزب وإلقاء السلاح، والتفاوض حول ذلك مع المسؤولين الأتراك. ونقل التقرير الفرنسي الذي ترجمته وكالة شفق نيوز، عن المتحدث باسم الجناح السياسي للحزب زاغروس هيوا، وصفه لأوجلان بأنه "المفاوض الرئيسي"، مشيراً إلى أن "تركيا لم تقدم حتى الآن أي ضمانات لعملية سلام". وذكرّ التقرير باتخاذ الحزب "قرارات تاريخية" من وقف إطلاق النار إلى حلّ نفسه رسمياً في 12 أيار/ مايو الجاري، وإنهاء التمرد المسلح المستمر منذ عقود، موضحاً أن "هذه الخطوات جاءت استجابة لنداء من أوجلان، أطلقه عبر رسالة من سجنه في جزيرة آمرالي قرب إسطنبول، حيث يحتجز في عزلة منذ العام 1999". ونقل التقرير عن هيوا قوله إنه "باعتبارنا منظمة خاضت كفاحاً مسلحاً لمدة 41 عاماً، قررنا أن نحلّ أنفسنا وننهي الكفاح المسلح"، مضيفاً أن الحزب "يمنح بذلك السلام فرصة حقيقية". وأعرب عن أمله بأن "تجري الدولة التركية الآن تعديلات تتعلق بظروف العزلة المفروضة على القائد أوجلان، وأن تؤمن له ظروف عمل حرة وآمنة لكي يتمكن من قيادة العملية"، مضيفاً أن "القائد آبو هو مفاوضنا الرئيسي في أي محادثات مع تركيا، وأنه هو وحده بإمكانه قيادة التنفيذ العملي للقرار الذي اتخذه مؤتمر الحزب بحلّ نفسه، بما يمهد لتسوية سياسية". ولفت التقرير إلى أنه "ليس واضحاً حتى الآن الآلية المتعلقة بالحلّ، إلا أن الحكومة التركية سبق لها وأن صرحت بأنها ستراقب العملية عن كثب لضمان التنفيذ الكامل". إلا أن التقرير نقل عن هيوا قوله إن "تنفيذ القرار سيتم التفاوض عليه بين أوجلان والمسؤولين الأتراك". وبحسب التقرير، فإن "المراقبين يتوقعون أن تظهر الحكومة انفتاحاً جديداً تجاه الكورد، الذين يشكلون نحو 20% من سكان تركيا". وبرغم أن هيوا أكد أن "الحزب أظهر حسن نية وجدية وصدق فيما يتعلق بالسلام"، إلا أنه اتهم الدولة التركية بأنها "لم تقدم حتى الآن أي ضمانات ولم تتخذ أي خطوات لتسهيل العملية، وأنما واصلت القصف المدفعي والجوي ضد مواقع الحزب". ولفتت القناة الفرنسية إلى أن "تقارير إعلامية تركية تتحدث عن أن المسلحين الذين لم يرتكبوا جرائم على الأراضي التركية قد يعودون دون ملاحقة قانونية ضدهم، بينما قد يُجبر قادة الحزب على البقاء في المنفى أو في العراق". وأشار هيوا إلى أن "السلام الحقيقي يتطلب الاندماج، لا النفي، وفي حال كانت الدولة التركية صادقة وجادة فيما يتعلق بالسلام، فعليها إجراء التعديلات القانونية اللازمة حتى يتم دمج أعضاء الحزب في مجتمع ديمقراطي". ونوه إلى أن "الكورد يعتبرون أقلية عرقية لها ثقافتها ولغتها الخاصة، ويعيشون في منطقة جبلية ممتدة عبر تركيا وسوريا والعراق وإيران، وقد كافحوا لفتررة طويلة من أجل الحصول على وطن خاص بهم وأنهم تعرضوا لهزائم متكررة". ولفت إلى أن "ملايين الكورد يعيشيون حالياً بأمان نسبي في إقليم كوردستان وأيضاً تحت الإدارة الكوردية شبه المستقلة في شمال شرق سوريا حيث أن أنقرة تعتبر قوات سوريا الديمقراطية فرعاً من حزب العمال الكوردستاني". وأوضح هيوا بالقول: "نحن لا نتدخل في شؤون قوات سوريا الديمقراطية، والعملية الحالية هي بين حزب العمال الكوردستاني وتركيا فقط، ولا طرف آخر معني بها"، معتبراً أن "هذه العملية ستكون لها آثار إيجابية بالتأكيد على تسوية القضية الكوردية في بقية أجزاء كوردستان".


موقع كتابات
منذ 6 أيام
- موقع كتابات
العشوائية البروتوكولية تكشف عن تخبط وعجز العراق الدبلوماسي في استضافة المؤتمرات والأحداث الدولية؟
*العراق، إن أراد استعادة دوره الإقليمي الريادي، مطالب بأن يبدأ من أبسط قواعد البروتوكولات الدبلوماسي : وضع العلم الصحيح ، في المكان الصحيح ، للضيف الصحيح ؟ . انتشرت خلال الساعات القليلة الماضية على جميع منصات التواصل الاجتماعي صور تظهر إن الأخطاء البروتوكولية الفادحة التي شهدتها القمة العربية في بغداد (17 أيار 2025) ليست مجرد هفوات تنظيمية عابرة، بل كارثة دبلوماسية كاملة الأوصاف، تعكس عمق الفوضى الإدارية والجهل المؤسسي الذي ينخر في بنية الحكومة العراقية. الصور المتداولة التي أظهرت علم البحرين بدلاً من علم قطر خلف أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إلى جانب السجادة الحمراء الموضوعة بشكل مهين على الطرف الأيمن من سلم الطائرة اثناء نزوله ، وصولاً إلى الكارثة الأكبر المتمثلة في إعطاء الأولوية لوزراء الخارجية العرب في إلقاء الكلمات على حساب أمير دولة قطر، تكشف عن إخفاق غير مسبوق في أبسط قواعد الدبلوماسية والبروتوكول. هذه الأخطاء، التي توجت بمغادرة الشيخ تميم القمة على عجل احتجاجاً على هذا التجاوز الصارخ، ليست مجرد 'زلة' يمكن تبريرها، بل فضيحة دولية تجسد العشوائية والارتجالية التي باتت سمة ملازمة للتنظيم الحكومي في استضافة الأحداث والمؤتمرات الدولية في العراق. وهذا مما قد يترتب عليه فقدان المصداقية الدبلوماسية لان دولة قطر ليست مجرد دولة خليجية، بل قوة إقليمية مؤثرة تتمتع بنفوذ سياسي واقتصادي واسع، وعلاقاتها مع العراق تحمل أهمية استراتيجية في ظل التوازنات الإقليمية الهشة. ووضع أمير قطر بهذه الطريقة المحرجة، خاصة وبعد استضافته للرئيس الأمريكي قبل ساعات من قدومه الى بغداد لمواصلة دوره بدعم الحكومة العراقية ، لا تعكس فقط إهمالاً بروتوكولي، بل تُظهر ازدراءً ضمنياً قد يُفسر على أنه موقف سياسي متعمد . هذا الإخفاق يضع العراق في موقف محرج أمام المجتمع الدولي، ويُضعف قدرته على تقديم نفسه كمضيف موثوق مؤتمرات إقليمية أو دولية مستقبلية. وحتى ان هذا الحدث قد يكون له تداعيات اقتصادية محتملة مع دولة قطر والذي يعتبر بدوره من أبرز المستثمرين في المنطقة، ودورها في دعم المشاريع الاقتصادية والإغاثية في العراق ليس بالهين والأمر السهل الذي يمكن أن يتم التغاضي عنه أو استبداله. مثل هذه الأخطاء قد تُترجم إلى تبريد في العلاقات الثنائية وهناك من يستغلها لغرض تعميق الفجوة بين البلدين الشقيقين، وربما تقليص الاستثمارات القطرية أو إعادة توجيهها إلى دول أخرى تُظهر احتراماً أكبر للرموز الوطنية والبروتوكول الدبلوماسي. في سياق اقتصادي هش أصلاً، لا يستطيع العراق تحمل خسارة شريك مثل قطر على الأقل في الوقت الحالي. القمة العربية كانت فرصة للعراق لتعزيز دوره كمركز للحوار العربي، لكن هذه الأخطاء حوّلتها إلى مادة دسمة للانتقاد. ومغادرة أمير قطر للقمة لم تكن مجرد احتجاج شخصي، بل رسالة سياسية واضحة تعكس استياء دولة محورية من التعامل غير المهني. هذا قد يُعيق قدرة العراق على لعب دور قيادي في الجامعة العربية مستقبلاً، خاصة إذا استمرت مثل هذه الأخطاء في تقويض ثقة الدول الأعضاء. وهذه الأخطاء البروتوكولية المتكررة والتي حدثت في السابق والآن تحدث بنفس الصيغة في قمة بغداد تلقي بظلالها على سمعة العراق كدولة مضيفة للمؤتمرات الدولية لسنوات قادمة. الدول والمنظمات الدولية، التي تعتمد على الكفاءة والدقة في التنظيم، ستصبح أكثر حذراً في قبول دعوات العراق لاستضافة فعاليات كبرى. هذا الإخفاق يعزز الصورة النمطية عن العراق كدولة تعاني من الفوضى والعشوائية الإدارية، مما يُضعف مكانتها في المنافسة مع دول إقليمية أخرى مثل السعودية أو الإمارات أو قطر، اللتين تُظهر كفاءة عالية في تنظيم القمم الدولية وزيارات رؤساء الدول وما شاهدناه خلال الأيام القليلة الماضية من التنظيم الذي تجسد في أدق التفاصيل لزيارة الرئيس الأمريكي ترامب للمنطقة. هذا يعني أن هناك خللاً هيكلياً في دائرة التشريفات والمراسيم التابعة لرئاسة الوزراء، وغياباً للتنسيق مع وزارة الخارجية والتي تمتلك خبراء مختصين في الدبلوماسية. اختيار أشخاص غير مؤهلين لقيادة اللجان التنظيمية، بناءً على العلاقات الحزبية أو الشخصية ، هو السبب الجذري لهذه الكارثة. وما حدث في قمة بغداد ليس مجرد خطأ عابر، بل تعبير صارخ عن الفساد الإداري والتخبط الذي يعصف بالمؤسسات العراقية. كيف يمكن لدولة تطمح لقيادة المشهد العربي أن تفشل في تمييز علم دولة قطر عن علم البحرين؟ وكيف يُسمح بوضع السجادة الحمراء بشكل يُسيء إلى كرامة ضيف بحجم أمير قطر؟ والأدهى، كيف يمكن تبرير إعطاء الأولوية لوزراء خارجية لإلقاء كلمتهم في القمة على حساب رئيس دولة، في خرق واضح لأبسط قواعد البروتوكول؟ هذه ليست أخطاء فردية، بل نتاج نظام إداري متهافت يعتمد على المحسوبية الشخصية والحزبية بدلاً من الكفاءة. تبريرات الحكومة العراقية، التي حاولت التقليل من شأن الحادثة، لم تُقنع أحداً، خاصة مع تسريبات بعض المواقع والصحافة القطرية التي كشفت عن عمق الحرج الذي شعر بها الوفد القطري. هذا الإنكار ومحاولة طمس الحقائق يزيد من تفاقم الأزمة، حيث يُظهر غياب الشفافية والمسؤولية. لو كان هناك تنسيق فعلي بين دائرة التشريفات ووزارة الخارجية، وبإشراف خبراء مختصين، لما وصلنا إلى هذا المستوى من الإحراج الدولي. ولكي يستعيد العراق مكانته كمضيف موثوق، يجب عليه العمل فورآ لتشكيل لجنة مختصة كفؤة ومهنية في إعادة هيكلية دائرة المراسيم والتشريفات التابعة للأمانة العامة لرئاسة الوزراء: *إعادة هيكلة شاملة وجذرية لدائرة التشريفات والمراسيم بكافة فروعها ومكاتبها، مع الاعتماد على كوادر مؤهلة تمتلك خبرة في الدبلوماسية والبروتوكول. *إشراك وزارة الخارجية بشكل مباشر في تنظيم الفعاليات الدولية، مع إعطاء الأولوية للخبراء بدلاً من المحسوبيات الحزبية والعلاقات الشخصية. *إجراء تدريبات مكثفة للكوادر التنظيمية، مع محاكاة سيناريوهات بروتوكولية لضمان عدم تكرار مثل تلك الأخطاء. *إنشاء لجنة رقابية مستقلة تُشرف على التحضيرات للأحداث الدولية، مع إلزامها بتقديم تقارير علنية لضمان الشفافية والنزاهة والكفاءة وبالأخص الصرفيات والأموال التي يتم رصدها من ميزانية الدولة لمثل تلك الفعاليات والمؤتمرات الدولية وأن يتم بأشرف هيئة النزاهة الاتحادية وديوان الرقابة المالية. ومما زاد من سوء هذا الحدث خروج المتحدث الرسمي باسم الحكومة العراقية السيد 'باسم العوادي' يوم أمس ومن خلال حوار مع الإعلامية 'فرح اطميش' من على قناة الفرات الإخبارية حيث شن هجوما لاذعا على العرب بعد انتهاء أعمال القمة العربية حيث وضحت طريقة كلامه و عصبيته وعدم دبلوماسيته في تناوله بصورة هادئة ورزينة وبالأخص بعد أن شن هجومه اللاذع بقوله باللهجة العامية العراقية الدارجة :' چا ليش اعطينا 40 مليون دولار مساعدات وصرفنا 300 مليون دولار على القمة (احنه سباع احنه منخاف) ' ويضيف في كلامه :' التعاطي السياسي مع البلدان العربية سيبنى على الدروس التي أخذناها من مستوى المشاركة والتفاعل مع القمة العربية' ويوضح في حواره :' إلي يندك بينا نندك بي.. إحنا جذع نخلة والي نوگع عليه انكتله والي يوگع علينا يتعور، نحن العراق نشرّف ولا نتشرف'. تصريحات المتحدث الرسمي باسم الحكومة السيد ' العوادي'، بهذه الصورة المشحونة بالنقد اللاذع والهجوم الحاد على مستوى التمثيل العربي، مثلت قنبلة دبلوماسية ستُكلف العراق ثمناً باهظاً، حيث كان الأجدر به اعتماد لغة رصينة تُعبّر عن إحباط الحكومة بهدوء، بدلاً من خطاب استفزازي سيُفاقم الأزمة حين تتناقلها وسائل الإعلام الخليجية والعربية خلال الساعات القادمة وهذا ما نتوقعه . هذه العصبية الشخصية ، التي غذّتها العشوائية والمحسوبية في اختيار غير المؤهلين لتنظيم الحدث، كما كشفت التسريبات الإعلامية، لم تكن لتحدث لو تم التنسيق مع خبراء دائرة التشريفات ووزارة الخارجية، مما يُنذر تداعيات كارثية على مكانة العراق الدبلوماسية إقليمياً ودولياً. وغيرها من التعابير والجمل والعبارات الحادة النقدية التي خرجت من كلام المتحدث الرسمي السيد العوادي مما سوف ينعكس سلبا دون شك على مكانة العراق الدبلوماسية لدى الدول العربية والخارج. هذه الأحداث التي جرت في السابق والتي ما تزال تتكرر بصورة مستفزة الإن وبنفس الصيغ ليست مجرد إحراج مؤقت، بل جرس إنذار يُنذر بتداعيات استراتيجية طويلة الأمد. إذا لم تُعالج الحكومة العراقية هذه الأزمة بجدية، وتتخذ إجراءات جذرية لتصحيح الخلل الإداري، فإنها ستظل رهينة صورة الدولة الفاشلة التي لا تستطيع حتى تمييز أعلام ضيوفها. في عالم الدبلوماسية، حيث الرموز تتحدث بصوت أعلى من الكلمات، فإن مثل هذه الأخطاء ليست مجرد هفوات، بل جرائم سياسية تُكلف الدولة سمعتها ومكانتها.