
الاستثمار بين مطرقة القوانين وسندان التطبيق
على امتداد السنوات الماضية، قطعت المملكة الأردنية الهاشمية شوطاً طويلاً في بناء بيئة استثمارية جاذبة ومنافسة، عبر تحديث منظومتها التشريعية وتقديم حوافز نوعية تهدف إلى استقطاب رؤوس الأموال الأجنبية والمحلية.
وقد شكّلت منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة أبرز النماذج التي تبنّتها الحكومة كمنصة استراتيجية واعدة، تقدم مناخًا استثماريًا مميزًا من حيث التسهيلات، والأنظمة المرنة، والإعفاءات الجمركية والضريبية، وهي مزايا تم تعزيزها مؤخرًا ضمن إطار خطة وطنية شاملة لدفع عجلة النمو الاقتصادي.
التعديلات الأخيرة التي طرأت على قانون الاستثمار في العقبة حملت تسهيلات غير مسبوقة، تمثلت في إعفاءات ضريبية لقطاعات حيوية، وتبسيط الإجراءات الإدارية، إضافة إلى منح مزايا كبيرة تتعلق بالحصول على التراخيص والإقامات، كما تم إطلاق منصات رقمية تهدف إلى تسريع وتيرة المعاملات والحد من التعقيدات البيروقراطية التي شكّلت إحدى أبرز العقبات في البيئة الاستثمارية الأردنية.
ووفقًا لخبراء القطاع، فإن العقبة تمتلك اليوم مقومات بيئة منافسة على المستوى الإقليمي، قادرة على جذب استثمارات نوعية في قطاعات السياحة، والخدمات اللوجستية، والصناعات الخفيفة، والطاقة المتجددة.
رغم هذا التقدم الملموس على صعيد الإطار القانوني والتنظيمي، بقي التحدي الجوهري ماثلاً في التطبيق الفعلي على أرض الواقع ، إذ لا تزال هناك فجوة ملحوظة بين مضامين النصوص القانونية وبين آليات التعامل مع المستثمرين من قبل بعض الجهات التنفيذية والموظفين.
في كثير من الأحيان، يصطدم المستثمر بعقليات تقليدية غير مستوعبة لحجم الفرص التي قد يحملها، أو بإجراءات بطيئة ومعقدة، أو بإلحاح الطلبات والمستندات، مما يحد من فعالية البيئة الاستثمارية، ويقلل من تأثير التشريعات المتقدمة.
تبقى الحاجة ملحّة إلى رفع كفاءة الكوادر وتعزيز وعيها بأهمية الدور المحوري الذي يلعبه المستثمر في تحقيق التنمية المستدامة. فالمستثمر ليس مجرد طالب للربح، بل شريك حقيقي في بناء الاقتصاد، وصانع لفرص العمل، وناقل للمعرفة والخبرات، وعنصر أساسي في ترسيخ الاستقرار المالي والاجتماعي ، ويجب أن يكون التعامل معه مستندًا إلى ذات الفلسفة التي قامت عليها القوانين: فلسفة الانفتاح، والدعم، والمرونة، لا الاجتهادات الشخصية أو البيروقراطية المعرقلة التي تسيء للجهود الوطنية المبذولة.
إن نجاح الأردن في استقطاب الاستثمارات النوعية لا يعتمد فقط على كفاءة التشريعات، بل يتطلب منظومة متكاملة من الأداء المؤسسي الواعي، القادر على تحويل النصوص القانونية إلى ممارسات عملية تلمسها الشركات والمستثمرون منذ اللحظة الأولى.
العقبة اليوم تقف أمام فرصة استراتيجية استثنائية، وإذا ما تم استثمارها بالجدية والوعي المطلوب، فإنها مرشحة لتكون قصة نجاح وطنية واقليمية كبيرة كنموذج يُحتذى به في المنطقة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ومضة
منذ 2 ساعات
- ومضة
ومضة كابيتال تستثمر في ترجمة ضمن جولة تمويل قيمتها 15 مليون دولار
جمعت شركة "ترجمة"، المتخصصة في تكنولوجيا اللغة ومقرها دبي، تمويلاً قدره 15 مليون دولار ضمن جولة الفئة "أ"، بمشاركة "ومضة كابيتال"، وقيادة "غلوبال فنتشرز"، إلى جانب "تي إيه فنتشرز"، و"فايز كابيتال"، و"غولدن غيت فنتشرز"، و"إنديفر كاتاليست". ويهدف التمويل إلى تطوير منظومة الذكاء الاصطناعي المصممة خصيصًا للمؤسسات الناطقة بالعربية في المنطقة. تأسست "ترجمة" عام 2009 على يد نور الحسن، وقد نفذت مشاريع لغوية بـ50 لغة و22 لهجة عربية لأكثر من 700 عميل عالمي، أبرزها منصة Pronoia V2 – أول نموذج لغوي ضخم مصمم للعربية ويتفوّق على منافسيه العالميين. وتُعد الشركة من الرواد في تقديم حلول الترجمة، والتعريب، والدبلجة، والترجمة الفورية المدعومة بالذكاء الاصطناعي. سيُستخدم التمويل الجديد لتوسيع فريق الهندسة والبحث، وتطوير بنية تحتية سيادية، وإطلاق "أكاديمية الذكاء الاصطناعي" لتدريب القيادات الحكومية والمؤسسية في المنطقة. بيان صحفي: دبي، الإمارات العربية المتحدة – أعلنت شركة "ترجمة"، الرائدة في تقديم حلول تكنولوجيا اللغة في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، عن إغلاق جولة تمويل من الفئة A بقيمة 15 مليون دولار أمريكي، بمشاركة مجموعة من كبار المستثمرين المحليين والدوليين. وقادت الجولة شركة "غلوبال فنتشرز"، بمشاركة كل من "ومضة كابيتال"، و"TA Ventures"، و"Phaze Capital"، و"غولدن غيت فنتشرز"، وصندوق "Endeavor Catalyst". ويهدف التمويل إلى تسريع تطوير ونشر منصة وهي منظومة ذكية قائمة على الوكلاء (Agentic Ecosystem) مصمّمة خصيصًا لتلبية احتياجات المؤسسات الناطقة بالعربية في المنطقة. تأسست "ترجمة" عام 2009 على يد نور الحسن، بهدف كسر الحواجز اللغوية وربط الأسواق العالمية من خلال حلول لغوية مدعومة بالتقنية. وقد عالجت الشركة أكثر من 2 مليار كلمة بـ50+ لغة و22 لهجة عربية، وتوسعت إلى أكثر من 30 سوقًا عالميًا، مع امتلاكها قواعد بيانات لغوية حصرية على مستوى المنطقة. وتُعد الشركة مربحة وتحقق نموًا سنويًا مركبًا بنسبة 20٪ خلال السنوات الثلاث الماضية. وقد تطور نموذج أعمالها ليخدم الطلب المتزايد على حلول الذكاء الاصطناعي باللغة العربية، لا سيما مع تسارع الرقمنة في اقتصاد المنطقة البالغ 3 تريليونات دولار. من أبرز منتجات "ترجمة" منصة Pronoia V2، وهي نموذج لغوي ضخم (LLM) بُني خصيصًا للغة العربية، ويتفوق على نماذج عالمية مثل GPT-4o وDeepSeek وCohere في المهام العربية. ويوفر النموذج أداءً عاليًا، وأمانًا مؤسسيًا، وكفاءة في التكلفة، إلى جانب فهم معمّق للسياق الثقافي واللهجات المحلية. وتعتزم الشركة مضاعفة فريق البحث والهندسة، وتوسيع بنيتها التحتية الرقمية، وإطلاق أكاديمية متخصصة لتدريب مئات القادة من القطاعين الحكومي والخاص على تطبيقات الذكاء الاصطناعي المتقدمة خلال الـ18 شهرًا المقبلة.


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
66.80 ديناراً سعر الذهب عيار 21 محليا
اظهرت التسعيرة اليومية لبيع الذهب في الاردن لهذا اليوم، الصادرة عن النقابة العامة لاصحاب محلات تجارة وصياغة الحلي والمجوهرات اسعار عيارات الذهب الاربعة المتداولة في السوق الاردني. وعلى النحو التالي : وبلغ سعر بيع الذهب عيار '24' للغرام الواحد 76.500 دينار. وبلغ سعر بيع الذهب عيار '21' للغرام الواحد 66.800 دينار. وبلغ سعر بيع الذهب عيار '18' للغرام الواحد 59.000 دينار. وبلغ سعر بيع الذهب عيار '14' للغرام الواحد 45.100 دينار.


رؤيا نيوز
منذ 4 ساعات
- رؤيا نيوز
وزير الأشغال: توسعة الطرق الريفية وربطها بالشبكات الرئيسية عنصر أساسي في خطط التنمية المتوازنة
أجرى وزير الأشغال العامة والإسكان، المهندس ماهر أبو السمن، اليوم الأربعاء، جولة ميدانية موسعة شملت عدداً من المشاريع الإنشائية والخدمية التي تنفذها الوزارة في محافظتي العاصمة والبلقاء، بهدف الاطلاع على سير العمل والتأكد من الالتزام بالجداول الزمنية والمواصفات الفنية. وقال أبو السمن خلال الجولة التي شملت 7 مواقع، أن الزيارات الميدانية تأتي في إطار المتابعة الحثيثة للمشاريع التنموية، والوقوف على التحديات ميدانياً لضمان الإنجاز بكفاءة عالية ووفق المعايير المطلوبة، بما يسهم في تحسين مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين وتطوير شبكة الطرق والبنية التحتية في مختلف المناطق.' بدأت الجولة في العاصمة بزيارة مشروع إنشاء مسرب خدمات على طريق المطار، في منطقة وزارة الخارجية، والذي ينفذ بالاتجاهين. ويهدف المشروع إلى توسعة الطريق وتحسينه من خلال توفير مسارب إضافية لتخزين المركبات، ما يسهم في تخفيف الازدحام، خصوصاً في المناطق ذات الكثافة التجارية، وضمان انسيابية حركة المرور على الطريق الرئيسي. كما اطلع الوزير على أعمال إعادة تأهيل الجزيرة الوسطية على جزء من طريق الملك عبدالله الثاني، الممتد من الدوار الثامن حتى نفق الملتقى، حيث تشمل الأعمال إنشاء جزيرة وسطية جديدة باستخدام حواف خرسانية، وملء الفراغات بمواد ترابية زراعية، إلى جانب حماية أعمدة الإنارة القائمة، في خطوة تهدف إلى رفع مستوى السلامة المرورية وتجميل الطريق وتحسين ظروف القيادة ليلاً. وتابع أبو السمن سير العمل في مشروع صيانة وإعادة تأهيل الجسور ضمن محافظة العاصمة (الحزمة الأولى)، والذي يشمل خمسة جسور رئيسية هي: جسر مدخل المطار، جسر جامعة الإسراء، جسر مادبا، جسر الفردوس، وجسر الدوار الثامن. وتتضمن الأعمال رفع الكفاءة الإنشائية للجسور من خلال استبدال فواصل التمدد، وصيانة البلاطات الخرسانية والعوارض، بالإضافة إلى صيانة الحواجز الخرسانية والمعدنية والمواقع المتضررة في الخلطة الأسفلتية، وتنفيذ متطلبات السلامة المرورية من إشارات ودهانات وعواكس. وأشار الوزير إلى أهمية هذه الأعمال معتبرا أن الجسور تشكّل شرايين حيوية ضمن شبكة النقل في العاصمة، وتأهيلها يأتي لضمان سلامة المستخدمين ورفع كفاءة الجسور وإطالة عمرها التشغيلي.' وعلى طريق العدسية – البحر الميت، تفقد الوزير الأعمال المنجزة حديثاً ضمن مشروع معالجة تصريف المياه الجوفية والمياه السطحية في منطقة 'النبعات'، والذي تضمن إعادة إنشاء طبقات الطريق في المناطق المتضررة من تجمع المياه. وقد تم إنجاز هذا المشروع ضمن المدة الزمنية المحددة في وثائق العطاء، وبحسب أعلى المواصفات الفنية. كما اطلع على سير العمل في العطاء المركزي المتعلق بتنفيذ ثلاثة مهارب للشاحنات على الطريق ذاته، والذي يهدف إلى تعزيز السلامة المرورية وتوفير ممرات آمنة للشاحنات في حالات الطوارئ والانحدارات الحادة. وبلغت نسبة الإنجاز في المشروع الذي بدأ في 10 نيسان الماضي نحو 38%، ومن المتوقع الانتهاء من كافة الأعمال منتصف تموز المقبل، فيما تبلغ كلفة المشروع حوالي مليون دينار. وفي محافظة البلقاء، أطلع أبو السمن على مستوى الأعمال المنفذة في مشروعي إعادة تأهيل طريق وادي شعيب – ال سعة المنعطفات الخطرة، وتنفيذ أعمال سلامة مرورية مثل الدهان والعواكس الأرضية والشواخص والحواجز المعدنية، إضافة إلى تحسين نظام تصريف مياه الأمطار. أما على طريق ماحص – وادي شعيب، البالغ طوله 5 كم، فقد تم كشط الطبقة السطحية وتنفيذ توسعة على طول الطريق بمعدل 3 إلى 4 أمتار، لتصل سعة الطريق إلى 9 أمتار تقريباً. كما تم تنفيذ طبقتين من الفرشيات لمناطق التوسعة، وأعمال مشابهة في مجالات السلامة المرورية وتصريف مياه الأمطار. وأوضح الوزير: 'توسعة الطرق الريفية وربطها بالشبكات الرئيسية هو عنصر أساسي في خطط التنمية المتوازنة، وهو ما يسهم في دعم الحركة الاقتصادية والزراعية ويقلل من مخاطر الحوادث.' كما تم فتح أعمال جديدة لصيانة طريق 'السكنة'، واستكمال صيانة طريق وادي شعيب بطول 5.5 كم، وتنفيذ عبّارة أنبوبية بقطر 1000 ملم لتصريف المياه المتجمعة من الأخاديد باتجاه مجرى السيل، بما يحد من الانجرافات والأضرار خلال موسم الأمطار. وتضمنت الجولة زيارة مشروع إنشاء مبنى مدرسة الزعتري الأساسية للبنين، الذي تنفذه الوزارة بكلفة إجمالية تبلغ 1.25 مليون دينار. ويتكون المبنى من ثلاثة طوابق بمساحة إجمالية تصل إلى نحو 1900 متر مربع، ويضم 12 غرفة صفية، إضافة إلى المختبرات والساحات والملاعب والأقسام الإدارية والوحدات الصحية. وأكد أبو السمن أن الحكومة تولي أهمية خاصة للمشاريع التعليمية، وتسعى لتوفير بيئة تعليمية، ملائمة من خلال اقامة أبنية مدرسية حديثة وآمنة تستجيب لاحتياجات الطلبة والمعلمين.' وفي ختام جولته أكد أبو السمن، أن وزارة الأشغال تعمل ضمن خطة متكاملة لتحسين البنية التحتية والطرق في جميع أنحاء المملكة، ومحور ذلك كله هو المواطن الذي تسعى الحكومة لرفع مستوى الخدمات المقدمة له بما ينعكس على جودة الحياة ويرفد مسيرة الأردن التنموية. وثمن أبو السمن جهود العاملين في الميدان بمختلف المواقع التي شملتها الجولة، مؤكدا ضرورة مواصلة الجهود لخدمة الوطن والمواطن وضمان تنفيذ المشاريع بأفضل المواصفات وضمن المدد المحددة.