logo
العلاقات الإيرانية الأمريكية المُلتبسة

العلاقات الإيرانية الأمريكية المُلتبسة

تتميز العلاقات الإيرانية / الأمريكية بكم هائل من المواقف المتناقضة عبر التاريخ خاصة منذ الانقلاب الذي قامت به أجهزة المخابرات الأمريكية ضد حكومة رئيس الوزراء مصدق في 1953، والذي أثمر عودة شاه إيران إلى ممارسة السلطة المطلقة والتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية. كانت حكومة مصدق حكومة وطنية وضعت برنامجا اقتصاديا واجتماعيا لتوزيع الثروة على الشعب الإيراني خاصة مداخيل النفط، ولم تك لها أي صبغة إيديولوجية ماركسية أو دينية، إلا أن واشنطن في إطار الحرب الباردة لم تستسغ وجود حكومة وطنية مستقلة في إيران، فكان الانقلاب العسكري الذي سوند من طرف المخابرات والجيش الأمريكيين.
لقد ساعدت واشنطن نظام الشاه في تأسيس جيش قوي ومخابرات منظمة مارسا قهرا لا مثيل له ضد المعارضة. كما ساعدت الطائفة البهائية، وهي جماعة مُجدفة، على الوصول إلى السلطة، وكان أبرز عناصرها رئيس الوزراء السابق « عباس هويدا ». وتم اغتيال الآلاف من العناصر الوطنية أو الدينية وزج بمئات الآلاف في السجون. وعلى المستوى الخارجي تم ربط نظام الشاه بعلاقة استراتيجية مع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، وساعد الكيان الصهيوني في حرب أكتوبر 1973 بالمال والنفط لهزيمة الدول العربية. كانت « إيران الشاه » قد استولت في 1971 فور خروج بريطانيا من الخليج العربي على الجزر الإماراتية الثلاث: طمب الكبرى والصغرى وجزيرة أبو موسى، كما أكدت مطالبها الدائمة بالبحرين باعتبارها جزءا من إيران، وكان صمت شاه إيران عن ضم البحرين مرتبطا باتفاق مع المملكة العربية السعودية بمبادلتها بالجزر الثلاث، مما جعل العلاقات السعودية / الإماراتية تشوبها أزمة ظلت تلقي بظلالها على علاقة البلدين.
حدثت كل هذه المنعرجات التاريخية بموافقة و تدخل واشنطن التي حلت محل بريطانيا في المنطقة. كانت السياسة الأمريكية -قبل 1979- قد وضعت مخططا للمنطقة يتميز بوضع العالم العربي بين كماشتين: الكيان الصهيوني من جهة وإيران من جهة أخرى، لذلك قامت الولايات المتحدة فور انتهاء حرب أكتوبر 1973 وشاركتها بعض الدول الغربية: فرنسا وكندا ببناء أول مفاعل ذي طبيعة عسكرية في إيران وتزويده بالأجهزة الطردية والبلوتنيوم. وكان طموح شاه إيران قويا لبناء قوة نووية و صاروخية للسيطرة على المنطقة، وذلك لم يواجه بأي معارضة عربية خصوصا من دول المنطقة السعودية وأقطار الخليج العربي ومصر أنور السادات باستثناء العراق الذي حذر من الطموحات الإيرانية لنظام الشاه. وبدأ في بناء مفاعل تموز النووي الذي دمرته القوات العسكرية الغربية في 1981، وقيل إن الكيان الصهيوني هو الذي نفذ الهجوم، بينما لم يتعرض المفاعل النووي الإيراني لأي هجوم، وزعم أن السبب في ذلك تقني وهو وجود المفاعلات النووية موزعة في مختلف أنحاء إيران، لكن ليس هذا هو السبب فالسياسة الأمريكية في مواجهة إيران / آيات الله تتميز بمواقف استثنائية وغامضة ومؤيدة بالفعل ومعارضة بالتصريحات، ذلك أن تدمير الطموحات العربية النووية في العراق استراتيجية، بينما تدمير المفاعل النووي الإيراني تكتيك مرحلي فقط. وما يدل على ذلك أن واشنطن قامت بإزالة أشرس أعداء إيران في المنطقة نظام طالبان السني المتشدد برئاسة الراحل المُلا محمد عمر في أفغانستان في 2001، ونظام البعث العراقي ذي الخلفية السنية برئاسة الراحل صدام حسين في 2003، وبذلك ساعدت إيران في التمدد في العراق وأفغانستان والمنطقة ككل/ ومنذ 1974 إلى غاية الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن + ألمانيا في 2015 لم تتعرض مفاعلات إيران لأي تهديد عسكري. وكان الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة + ألمانيا، فقد تميزت المباحثات بكون إيران لم تطرح مطلقا نووية الكيان الصهيوني أو القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 674 بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي وهو المشروع الذي صدر ونفذ ضد العراق / البعثي وانتهى العمل به بعد احتلاله في 2003 لأنها وبأسلوب تكتيكي كانت تهدف إلى اتفاق في صالحها بغض النظر عن نووية الكيان الصهيوني، وهو نفس موقف دول الخليج العربية الانتهازي دون استيعاب خطورة كيان يحتل فلسطين والأراضي العربية ويمارس اعتداءات على المنطقة ويتمدد، ومع ذلك يجد الصمت التام على نوويته التي تشكل الخطورة الحقيقية على الخليج العربي وإيران والعالم العربي ككل.
في كتابه « التجربة » أشار وزير الدفاع الأمريكي الأسبق غيتس إلى معارضته الشديدة لأي حرب مع إيران، مؤكدا أن الكيان الصهيوني و الرياض يجران واشنطن لحرب، وأشار إلى مقابلة له مع الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز في 2013 الذي وصف إيران برأس الأفعى، وقد غمز غيتس في مذكراته بكون زيارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب و الصفقات التي عقدها مع الرياض والتي قد تتجاوز 400 مليار دولار هي جزء من الخطة لجر واشنطن لحرب جديدة في المنطقة، مما يدل على أن واضعي السياسة في واشنطن غير متفقين على خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران الذي منحها صفة دولة إقليمية كبرى تمتلك الدورة النووية. وبعد 10 سنوات ستكون هذه الدورة قد اكتملت و بقرار دولي. إلا أن سياسة دول الخليج العربي فيما يخص نووية إيران تصطدم بصمتها المريب عن نووية الكيان الصهيوني لاعتقادها أن الخطر الإيراني أشد لكون إيران دولة كبرى مساحتها 1.648,195 كلم2 وسكانها حوالي 90 مليون نسمة، ولكونها دولة إسلامية تقود الصراع المذهبي الشيعي / السني في البحرين والكويت والسعودية وباكستان وأفغانستان والعراق حيث تتواجد جماعات أو طوائف شيعية تتفاوت في ضخامتها لتصل إلى أغلبية في العراق والبحرين. بينما ترى تلك الدول أن الكيان الصهيوني محدود جغرافيا وبشريا مختلف الديانة غير مسلم، وبالتالي لا خطر منه. إن تقدير الأمر على هذا النحو يجعل السياسة العربية لا تتمتع ببعد نظر فنووية إيران يجب أن تقابلها نووية السعودية، وتأسيس جيش قوي ظل ينتظر الوجود منذ تأسيس الملك عبد العزيز آل سعود للمملكة في 1932، بدل الخوف من وجوده وقوته على الأسرة / المالكة. إن استدعاء الأجانب الذين لهم أجندة خاصة للقتال بمقابل ونيابة عن بعض الدول العربية هي سياسة يعوزها المنطق والقرار الاستراتيجي، ثم إن الابتزاز المالي والسياسي الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي ترامب بلا مواربة بل وفي حضور ولي العهد السعودي أحيانا وعلنا يدل على أن الأمر يتعلق بتجفيف مالي للمدخرات العربية. ثم إن التوصل فيما بعد إلى اتفاق بين واشنطن أمر منتظر وأكيد مع إيران وسيكون ضد النظام العربي الجديد الذي تقوده الرياض وأبو ظبي بعد انهيار النفوذ المصري وخروج العراق وسوريا من التاريخ، فواشنطن لن تقاتل نيابة عن دول الخليج العربي حتى ولو تقاضت الثمن، والشروط الـ 12 التي اشترطها وزير الخارجية الأمريكي على طهران ستؤول في أسوأ التقديرات إلى شرطين أو ثلاثة فلا ننسى أن إيران سمحت للولايات المتحدة باستعمال أجوائها لضرب العراق وأفغانستان في 2001 و 2003، وكانت أول دولة أخبرتها واشنطن بالهجوم على العراق، في حين ظلت الرياض في شخص الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز تؤكد أن لا هجوم على العراق، وخصوصا أيضا أن الحصار السابق ضد إيران الذي أدى إلى اتفاق 2015، كان – أي الحصار- بمشاركة الاتحاد الأوروبي وروسيا و الصين، وهذه الدول اليوم غير موافقة على الخروج من الاتفاقية ثم هناك حربا تجارية قد تقع أو بدأت بوادرها بإصدار واشنطن قرارات حمائية ضد الصين قد تضاف إليها سلع ألمانيا حيث يبلغ الفائض التجاري لصالح الصين حوالي 330 مليار دولار و لصالح ألمانيا حوالي 114 مليار دولار – الفائض التجاري = النقص بين الصادرات والواردات- بالإضافة إلى الأزمة الكورية و العلاقة الملتبسة مع موسكو. ثم إن العلاقة بين واشنطن و إيران تنتهي دائما بالتصالح، فمطالب واشنطن ضد إيران قد لا تتعدى برنامج الصواريخ الباليستية حتى لا تصل للكيان الصهيوني، وبعض العلاقات مع حزب الله وسوريا، لأن كلا القيادتين ذات بُعد نفعي أو براغماتي، فواشنطن أمدت خدمات لإيران سواء في عهد الشاه أو في عهد الآيات ومنحتها العراق على طبق من ذهب – السياسة لا يدعى فيها أخطاء استراتيجية فالأمر يكون دائما مدروس قبل اتخاذ أي قرار- وأزالت أعداءها الكبار خاصة نظامي طالبان والبعث، وتسمي في وثائقها الخليج العربي بالخليج الفارسي، ويجري الآن استنزاف دول الخليج العربي باستغلال الخلافات والتهديد الإيراني المزعوم وسينتهي الأمر بامتلاك إيران القنبلة النووية وهي بالفعل تمتلكها الآن، ولن يعلن عن ذلك إلا بعد استنزاف الثروة الخليجية من طرف الغرب وستظل الأمة العربية بين كماشتين، وطهران لن تنخدع بمسألة إزالة السلاح النووي من الشرق الأوسط أبدا بأنها تريد أن تكون دولة كبرى في المنطقة وستبقى كذلك مادامت الأقطار العربية الصغيرة والكبيرة لا تهتم إلا بالتكتيك وتهرب من الاستراتيجية؛

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط: منتدى مراكش أضحى فضاء مهما لتعزيز الدبلوماسية البرلمانية والاقتصادية
رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط: منتدى مراكش أضحى فضاء مهما لتعزيز الدبلوماسية البرلمانية والاقتصادية

مراكش الآن

timeمنذ 13 ساعات

  • مراكش الآن

رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط: منتدى مراكش أضحى فضاء مهما لتعزيز الدبلوماسية البرلمانية والاقتصادية

قال رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط، جوليو شينتيميرو، إن منتدى مراكش البرلماني الاقتصادي للمنطقة الأورومتوسطية والخليج الذي افتتحت أشغال دورته الثالثة اليوم الجمعة بالمدينة الحمراء، أضحى 'فضاء دوليا مهما لتعزيزالدبلوماسية البرلمانية والاقتصادية والثقافية'. وتوقف شينتيميرو، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الذي ينظمه مجلس المستشارين وبرلمان البحر الأبيض المتوسط، تحت رعاية الملك محمد السادس، عند الروابط التاريخية والثقافية العميقة التي تجمع بلدان الخليج والبحر الأبيض المتوسط، مشيرا إلى أن بلدان المنطقتين راكمت تجارب رائدة في مواجهة التحديات الاقتصادية الدولية. ودعا في هذا الإطار، إلى استثمار التجارب والخبرات لإطلاق مبادرات جديدة على غرار 'وادي السيليكون' الذي يعد أهم منطقة صناعية في العالم وموطنا لأكبر شركات التكنولوجيا الرائدة في العالم، مؤكدا على أهمية عقد شراكات بين القطاعين العام والخاص. وبخصوص موضوع الذكاء الاصطناعي وحكامة استعماله، الذي يشكل أحد محاور جلسات النقاش في منتدى مراكش، شدد رئيس برلمان البحر الأبيض المتوسط، على أن المنتدى ي مث ل فرصة لجعل منطقة البحر الأبيض المتوسط فضاء لحوكمة الذكاء الاصطناعي وتحديد معالمها بشكل جيد. وأبرز شينتيميرو أن التقدم المتسارع للذكاء الاصطناعي يضع تحديات كبرى أمام الدول، داعيا إلى 'التحلي بالمسؤولية وتقديم اقتراحات ملموسة لاستثمار فرص الابتكار المتاحة'. وقال في هذا السياق، إنه يتم العمل مع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة على مراقبة والتحكم أيضا في الاستعمال السيء للذكاء الاصطناعي ومواجهة الأخبار الزائفة، وذلك 'من أجل تسخير التكنولوجيا لخدمة التقدم البشري لاجعلها سببا في النكوص والتخلف'. ويهدف منتدى مراكش إلى إشراك القادة السياسيين والاقتصاديين، والفاعلين في القطاعين العام والخاص، إلى جانب ممثلي الأوساط الأكاديمية والمجتمع المدني، في تشخيص الإشكالات وبحث الحلول الملائمة والبدائل الممكنة لتطوير التعاون الاقتصادي والتجاري، وتعزيز تدفق الاستثمارات بين دول المنطقتين الأورومتوسطية والخليجية. وتتناول جلسات المنتدى مواضيع 'تطور مشهد التجارة الدولية والمالية في المنطقتين الأورومتوسطية والخليجية'، و'التكيف الطاقي في المنطقتين الأورومتوسطية والخليجية – مقاربة متعددة الأبعاد لتحقيق التنمية المستدامة'، و'الذكاء الاصطناعي وحكامته – تعزيز الرقابة البرلمانية من خلال تتبع تطوره، وتطبيقاته، وتنظيمه'.

ما هي الخطة المدعومة من أمريكا لمساعدات غزة ولماذا ترفضها الأمم المتحدة؟
ما هي الخطة المدعومة من أمريكا لمساعدات غزة ولماذا ترفضها الأمم المتحدة؟

بديل

timeمنذ 20 ساعات

  • بديل

ما هي الخطة المدعومة من أمريكا لمساعدات غزة ولماذا ترفضها الأمم المتحدة؟

تهدف مؤسسة مدعومة من واشنطن إلى بدء العمل في غزة بحلول نهاية مايو للإشراف على نموذج جديد لتوزيع المساعدات، لكن الأمم المتحدة تقول إن الخطة تفتقر للنزاهة والحياد ولن تشارك فيها. وستشرف مؤسسة إغاثة غزة المدعومة من الولايات المتحدة على توصيل المساعدات في غزة، وأظهر السجل التجاري في جنيف أن المؤسسة أُنشئت في فبراير في سويسرا. وقال مصدر مطلع على الخطة إن المؤسسة تعتزم العمل مع شركتين أميركيتين خاصتين للأمن واللوجستيات، وهما (يو.جي سولوشنز) و(سيف ريتش سولوشنز). وقال مصدر ثان مطلع على الخطة إن مؤسسة إغاثة غزة تلقت بالفعل تعهدات بأكثر من 100 مليون دولار. ولم يتضح بعد مصدر هذه الأموال. وقالت دوروثي شيا القائمة بأعمال الممثل الدائم للولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة أمام مجلس الأمن في وقت سابق هذا الشهر إن مسؤولين أميركيين كبارا يعملون مع إسرائيل لتمكين المؤسسة من بدء العمل، وحثت الأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة على التعاون. وقالت إسرائيل إنها ستسمح للمؤسسة بأن تباشر عملها من دون المشاركة في إيصال المساعدات. قالت مؤسسة إغاثة غزة إن المؤسسة ستنفذ عملياتها في البداية من أربعة مواقع توزيع آمنة، ثلاثة في الجنوب وواحد في وسط غزة، وإنه سيجري 'خلال الشهر القادم افتتاح مواقع إضافية، بما في ذلك في شمال غزة'. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الخميس إن بناء مناطق التوزيع الأولى سيكتمل خلال الأيام المقبلة وإن إسرائيل تنوي إقامة مناطق آمنة واسعة جنوب غزة. وأضاف سينتقل السكان الفلسطينيون إلى هناك حفاظا على سلامتهم، بينما نخوض معارك في مناطق أخرى. وأكدت مؤسسة إغاثة غزة أنها لن تشارك أو تدعم أي شكل من أشكال التهجير القسري للمدنيين، وأنه لا يوجد حد لعدد المواقع التي يمكنها فتحها أو أماكنها. وذكرت في بيان ستستعين مؤسسة إغاثة غزة بمقاولين أمنيين لنقل المساعدات من المعابر الحدودية إلى مواقع التوزيع الآمنة. وبمجرد وصول المساعدات إلى المواقع، سيتم توزيعها مباشرة على سكان غزة بواسطة فرق إنسانية مدنية. وأعلن مندوب إسرائيل لدى الأمم المتحدة داني دانون أن بعض منظمات الإغاثة وافقت على العمل مع مؤسسة إغاثة غزة. ولم تعرف أسماء هذه المنظمات بعد. وأشارت المؤسسة إلى أنها تضع اللمسات الأخيرة على آليات إيصال المساعدات إلى من لا يستطيعون الوصول إلى مواقع التوزيع. وأضافت أنها لن تشارك أي معلومات شخصية عن متلقي المساعدات مع إسرائيل وأن الجيش الإسرائيلي 'لن يكون له وجود في المنطقة المجاورة مباشرة لمواقع التوزيع'. لماذا لن تتعاون الأمم المتحدة مع نموذج التوزيع الجديد؟ تقول الأمم المتحدة إن خطة التوزيع المدعومة من الولايات المتحدة لا تفي بمبادئ المنظمة الراسخة المتمثلة في النزاهة والحياد والاستقلالية. وقال توم فليتشر وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية إنه لا ينبغي إضاعة الوقت على الاقتراح البديل. وفي إفادة قدمها فليتشر إلى مجلس الأمن، أوضح أن المشكلات في الخطة التي كانت إسرائيل أول من طرحها هي أنها تفرض مزيدا من النزوح. وتعرض آلاف الأشخاص للأذى… وتقصر المساعدات على جزء واحد فقط من غزة ولا تلبي الاحتياجات الماسة الأخرى. وتجعل المساعدات مقترنة بأهداف سياسية وعسكرية. وتجعل التجويع ورقة مساومة. - إشهار - وتقول الأمم المتحدة إن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) هي العمود الفقري لعمليات الإغاثة في غزة. إلا أن إسرائيل تتهم الوكالة بالتحريض ضدها، وتتهم موظفيها بالتورط في أنشطة إرهابية. وتعهدت الأمم المتحدة بالتحقيق في جميع هذه الاتهامات. وتؤكد مؤسسة إغاثة غزة أن العمل مع إسرائيل لإيجاد 'حل عملي لا يعد انتهاكا للمبادئ الإنسانية'. لماذا طرحت خطة بديلة لتوزيع المساعدات؟ منعت إسرائيل دخول جميع المساعدات إلى غزة منذ الثاني من مارس متهمة حركة 'حماس' بسرقتها، وهو ما تنفيه الحركة. وتطالب إسرائيل بإطلاق سراح جميع الرهائن الذين جرى اقتيادهم لداخل غزة في هجوم السابع من أكتوبر 2023 على بلدات بجنوب إسرائيل والذي تقول إحصاءات إسرائيلية إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص. واندلعت على إثر الهجوم الحرب في قطاع غزة التي قتل فيها 53 ألف شخص. وفي أوائل أبريل، اقترحت إسرائيل آلية منظمة للمراقبة ودخول المساعدات إلى غزة. لكن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سرعان ما رفضها وقال إنها تهدد بمزيد من القيود على المساعدات والسيطرة على كل سعرة حرارية وحبة دقيق. وأقر الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن الكثير من الناس يتضورون جوعا في غزة». ووسط جمود بشأن المقترح الإسرائيلي، دعمت واشنطن مؤسسة إغاثة غزة المنشأة حديثا للإشراف على توزيع المساعدات. وذكرت المؤسسة قبل أيام أنها تسعى إلى بدء العمل في غزة بحلول نهاية مايو أيار. في غضون ذلك، سمحت إسرائيل باستئناف دخول مساعدات محدودة بموجب الآليات القائمة حاليا. تقول الأمم المتحدة منذ اندلاع الصراع إن عمليتها الإنسانية في غزة تواجه مشاكل بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية والقيود التي تفرضها إسرائيل على الدخول إلى غزة والعمل في جميع أنحاء القطاع وعمليات نهب من قبل عصابات مسلحة. لكن الأمم المتحدة أكدت أن نظامها لتوزيع المساعدات فعال وأن الأمر ثبُت بصورة خاصة خلال وقف إطلاق النار الذي استمر شهرين قبل أن تستأنف إسرائيل العمليات العسكرية في منتصف مارس آذار. وكانت إسرائيل تفحص المساعدات وتوافق عليها أولا ثم تُنقل إلى داخل حدود غزة حيث تستلمها الأمم المتحدة وتوزعها. وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك يوم الاثنين 'يمكننا العودة إلى ذلك النظام. لدينا آلية تعمل. لسنا بحاجة إلى إعادة اختراع العجلة'. وأضاف 'لسنا بحاجة إلى شريك جديد في عمليات الإغاثة ليملي علينا كيفية أداء عملنا في غزة'.

الصحراء المغربية.. سلوفاكيا تدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي
الصحراء المغربية.. سلوفاكيا تدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي

كش 24

timeمنذ يوم واحد

  • كش 24

الصحراء المغربية.. سلوفاكيا تدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي

في إطار الدينامية الدولية التي يقودها الملك محمد السادس، الداعمة لسيادة المغرب على صحرائه وللمخطط المغربي للحكم الذاتي 'تعتبر سلوفاكيا المبادرة المغربية، المقدمة إلى الأمين العام للأمم المتحدة في 11 أبريل 2007، بمثابة أساس من أجل تسوية نهائية تحت إشراف الأمم المتحدة' لقضية الصحراء المغربية. وعبرت جمهورية سلوفاكيا عن هذا الموقف في إعلان مشترك تم توقيعه عقب لقاء جرى، اليوم الخميس بالرباط، بين وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، ونظيره السلوفاكي، يوراي بلانار، وزير الشؤون الخارجية والأوروبية. وجاء في الإعلان المشترك أن 'سلوفاكيا تشيد بالجهود الجادة وذات المصداقية التي يبذلها المغرب من أجل الدفع بالمسار السياسي نحو تسوية، وتدعم حلا سياسيا عادلا ودائما ومقبولا من لدن الأطراف، قائما على التوافق، تماشيا مع القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، بما في ذلك القرار S/RES/2756 الصادر في 31 أكتوبر 2024'. وبموقفها المعزز الجديد، تساهم جمهورية سلوفاكيا في الزخم المتزايد لفائدة مغربية الصحراء ومبادرة الحكم الذاتي، التي تحظى بإشادة المجتمع الدولي.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store