logo
#

أحدث الأخبار مع #آياتالله

العلاقات الإيرانية الأمريكية المُلتبسة
العلاقات الإيرانية الأمريكية المُلتبسة

مراكش الإخبارية

time١٦-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • مراكش الإخبارية

العلاقات الإيرانية الأمريكية المُلتبسة

تتميز العلاقات الإيرانية / الأمريكية بكم هائل من المواقف المتناقضة عبر التاريخ خاصة منذ الانقلاب الذي قامت به أجهزة المخابرات الأمريكية ضد حكومة رئيس الوزراء مصدق في 1953، والذي أثمر عودة شاه إيران إلى ممارسة السلطة المطلقة والتحالف مع الولايات المتحدة الأمريكية. كانت حكومة مصدق حكومة وطنية وضعت برنامجا اقتصاديا واجتماعيا لتوزيع الثروة على الشعب الإيراني خاصة مداخيل النفط، ولم تك لها أي صبغة إيديولوجية ماركسية أو دينية، إلا أن واشنطن في إطار الحرب الباردة لم تستسغ وجود حكومة وطنية مستقلة في إيران، فكان الانقلاب العسكري الذي سوند من طرف المخابرات والجيش الأمريكيين. لقد ساعدت واشنطن نظام الشاه في تأسيس جيش قوي ومخابرات منظمة مارسا قهرا لا مثيل له ضد المعارضة. كما ساعدت الطائفة البهائية، وهي جماعة مُجدفة، على الوصول إلى السلطة، وكان أبرز عناصرها رئيس الوزراء السابق « عباس هويدا ». وتم اغتيال الآلاف من العناصر الوطنية أو الدينية وزج بمئات الآلاف في السجون. وعلى المستوى الخارجي تم ربط نظام الشاه بعلاقة استراتيجية مع الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة، وساعد الكيان الصهيوني في حرب أكتوبر 1973 بالمال والنفط لهزيمة الدول العربية. كانت « إيران الشاه » قد استولت في 1971 فور خروج بريطانيا من الخليج العربي على الجزر الإماراتية الثلاث: طمب الكبرى والصغرى وجزيرة أبو موسى، كما أكدت مطالبها الدائمة بالبحرين باعتبارها جزءا من إيران، وكان صمت شاه إيران عن ضم البحرين مرتبطا باتفاق مع المملكة العربية السعودية بمبادلتها بالجزر الثلاث، مما جعل العلاقات السعودية / الإماراتية تشوبها أزمة ظلت تلقي بظلالها على علاقة البلدين. حدثت كل هذه المنعرجات التاريخية بموافقة و تدخل واشنطن التي حلت محل بريطانيا في المنطقة. كانت السياسة الأمريكية -قبل 1979- قد وضعت مخططا للمنطقة يتميز بوضع العالم العربي بين كماشتين: الكيان الصهيوني من جهة وإيران من جهة أخرى، لذلك قامت الولايات المتحدة فور انتهاء حرب أكتوبر 1973 وشاركتها بعض الدول الغربية: فرنسا وكندا ببناء أول مفاعل ذي طبيعة عسكرية في إيران وتزويده بالأجهزة الطردية والبلوتنيوم. وكان طموح شاه إيران قويا لبناء قوة نووية و صاروخية للسيطرة على المنطقة، وذلك لم يواجه بأي معارضة عربية خصوصا من دول المنطقة السعودية وأقطار الخليج العربي ومصر أنور السادات باستثناء العراق الذي حذر من الطموحات الإيرانية لنظام الشاه. وبدأ في بناء مفاعل تموز النووي الذي دمرته القوات العسكرية الغربية في 1981، وقيل إن الكيان الصهيوني هو الذي نفذ الهجوم، بينما لم يتعرض المفاعل النووي الإيراني لأي هجوم، وزعم أن السبب في ذلك تقني وهو وجود المفاعلات النووية موزعة في مختلف أنحاء إيران، لكن ليس هذا هو السبب فالسياسة الأمريكية في مواجهة إيران / آيات الله تتميز بمواقف استثنائية وغامضة ومؤيدة بالفعل ومعارضة بالتصريحات، ذلك أن تدمير الطموحات العربية النووية في العراق استراتيجية، بينما تدمير المفاعل النووي الإيراني تكتيك مرحلي فقط. وما يدل على ذلك أن واشنطن قامت بإزالة أشرس أعداء إيران في المنطقة نظام طالبان السني المتشدد برئاسة الراحل المُلا محمد عمر في أفغانستان في 2001، ونظام البعث العراقي ذي الخلفية السنية برئاسة الراحل صدام حسين في 2003، وبذلك ساعدت إيران في التمدد في العراق وأفغانستان والمنطقة ككل/ ومنذ 1974 إلى غاية الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع الدول الأعضاء في مجلس الأمن + ألمانيا في 2015 لم تتعرض مفاعلات إيران لأي تهديد عسكري. وكان الاتفاق النووي الذي وقعته إيران مع الدول الخمس الأعضاء في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة + ألمانيا، فقد تميزت المباحثات بكون إيران لم تطرح مطلقا نووية الكيان الصهيوني أو القرار الصادر عن مجلس الأمن رقم 674 بجعل منطقة الشرق الأوسط خالية من السلاح النووي وهو المشروع الذي صدر ونفذ ضد العراق / البعثي وانتهى العمل به بعد احتلاله في 2003 لأنها وبأسلوب تكتيكي كانت تهدف إلى اتفاق في صالحها بغض النظر عن نووية الكيان الصهيوني، وهو نفس موقف دول الخليج العربية الانتهازي دون استيعاب خطورة كيان يحتل فلسطين والأراضي العربية ويمارس اعتداءات على المنطقة ويتمدد، ومع ذلك يجد الصمت التام على نوويته التي تشكل الخطورة الحقيقية على الخليج العربي وإيران والعالم العربي ككل. في كتابه « التجربة » أشار وزير الدفاع الأمريكي الأسبق غيتس إلى معارضته الشديدة لأي حرب مع إيران، مؤكدا أن الكيان الصهيوني و الرياض يجران واشنطن لحرب، وأشار إلى مقابلة له مع الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز في 2013 الذي وصف إيران برأس الأفعى، وقد غمز غيتس في مذكراته بكون زيارة الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب و الصفقات التي عقدها مع الرياض والتي قد تتجاوز 400 مليار دولار هي جزء من الخطة لجر واشنطن لحرب جديدة في المنطقة، مما يدل على أن واضعي السياسة في واشنطن غير متفقين على خروج الولايات المتحدة من الاتفاق النووي مع إيران الذي منحها صفة دولة إقليمية كبرى تمتلك الدورة النووية. وبعد 10 سنوات ستكون هذه الدورة قد اكتملت و بقرار دولي. إلا أن سياسة دول الخليج العربي فيما يخص نووية إيران تصطدم بصمتها المريب عن نووية الكيان الصهيوني لاعتقادها أن الخطر الإيراني أشد لكون إيران دولة كبرى مساحتها 1.648,195 كلم2 وسكانها حوالي 90 مليون نسمة، ولكونها دولة إسلامية تقود الصراع المذهبي الشيعي / السني في البحرين والكويت والسعودية وباكستان وأفغانستان والعراق حيث تتواجد جماعات أو طوائف شيعية تتفاوت في ضخامتها لتصل إلى أغلبية في العراق والبحرين. بينما ترى تلك الدول أن الكيان الصهيوني محدود جغرافيا وبشريا مختلف الديانة غير مسلم، وبالتالي لا خطر منه. إن تقدير الأمر على هذا النحو يجعل السياسة العربية لا تتمتع ببعد نظر فنووية إيران يجب أن تقابلها نووية السعودية، وتأسيس جيش قوي ظل ينتظر الوجود منذ تأسيس الملك عبد العزيز آل سعود للمملكة في 1932، بدل الخوف من وجوده وقوته على الأسرة / المالكة. إن استدعاء الأجانب الذين لهم أجندة خاصة للقتال بمقابل ونيابة عن بعض الدول العربية هي سياسة يعوزها المنطق والقرار الاستراتيجي، ثم إن الابتزاز المالي والسياسي الذي عبر عنه الرئيس الأمريكي ترامب بلا مواربة بل وفي حضور ولي العهد السعودي أحيانا وعلنا يدل على أن الأمر يتعلق بتجفيف مالي للمدخرات العربية. ثم إن التوصل فيما بعد إلى اتفاق بين واشنطن أمر منتظر وأكيد مع إيران وسيكون ضد النظام العربي الجديد الذي تقوده الرياض وأبو ظبي بعد انهيار النفوذ المصري وخروج العراق وسوريا من التاريخ، فواشنطن لن تقاتل نيابة عن دول الخليج العربي حتى ولو تقاضت الثمن، والشروط الـ 12 التي اشترطها وزير الخارجية الأمريكي على طهران ستؤول في أسوأ التقديرات إلى شرطين أو ثلاثة فلا ننسى أن إيران سمحت للولايات المتحدة باستعمال أجوائها لضرب العراق وأفغانستان في 2001 و 2003، وكانت أول دولة أخبرتها واشنطن بالهجوم على العراق، في حين ظلت الرياض في شخص الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز تؤكد أن لا هجوم على العراق، وخصوصا أيضا أن الحصار السابق ضد إيران الذي أدى إلى اتفاق 2015، كان – أي الحصار- بمشاركة الاتحاد الأوروبي وروسيا و الصين، وهذه الدول اليوم غير موافقة على الخروج من الاتفاقية ثم هناك حربا تجارية قد تقع أو بدأت بوادرها بإصدار واشنطن قرارات حمائية ضد الصين قد تضاف إليها سلع ألمانيا حيث يبلغ الفائض التجاري لصالح الصين حوالي 330 مليار دولار و لصالح ألمانيا حوالي 114 مليار دولار – الفائض التجاري = النقص بين الصادرات والواردات- بالإضافة إلى الأزمة الكورية و العلاقة الملتبسة مع موسكو. ثم إن العلاقة بين واشنطن و إيران تنتهي دائما بالتصالح، فمطالب واشنطن ضد إيران قد لا تتعدى برنامج الصواريخ الباليستية حتى لا تصل للكيان الصهيوني، وبعض العلاقات مع حزب الله وسوريا، لأن كلا القيادتين ذات بُعد نفعي أو براغماتي، فواشنطن أمدت خدمات لإيران سواء في عهد الشاه أو في عهد الآيات ومنحتها العراق على طبق من ذهب – السياسة لا يدعى فيها أخطاء استراتيجية فالأمر يكون دائما مدروس قبل اتخاذ أي قرار- وأزالت أعداءها الكبار خاصة نظامي طالبان والبعث، وتسمي في وثائقها الخليج العربي بالخليج الفارسي، ويجري الآن استنزاف دول الخليج العربي باستغلال الخلافات والتهديد الإيراني المزعوم وسينتهي الأمر بامتلاك إيران القنبلة النووية وهي بالفعل تمتلكها الآن، ولن يعلن عن ذلك إلا بعد استنزاف الثروة الخليجية من طرف الغرب وستظل الأمة العربية بين كماشتين، وطهران لن تنخدع بمسألة إزالة السلاح النووي من الشرق الأوسط أبدا بأنها تريد أن تكون دولة كبرى في المنطقة وستبقى كذلك مادامت الأقطار العربية الصغيرة والكبيرة لا تهتم إلا بالتكتيك وتهرب من الاستراتيجية؛

إيران في مخيال رجل الشارع الأميركي... شيطنة الرموز
إيران في مخيال رجل الشارع الأميركي... شيطنة الرموز

Independent عربية

time١٢-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • Independent عربية

إيران في مخيال رجل الشارع الأميركي... شيطنة الرموز

تمثل الصورة الثقافية للدول إحدى الأدوات الناعمة لتشكيل الإدراك العام عبر الأجيال، في الحالة الإيرانية شهدت العلاقة مع الوعي الأميركي تحولات متباينة بين الشيطنة والتغييب والفضول الثقافي، ومع تسارع التغيرات الإقليمية والدولية بات من اللافت رصد تبدل معادلات الصورة الإيرانية في الوجدان الأميركي، بما يحمله ذلك من مؤشرات أوسع على مستقبل التفاعلات بين الشرق الأوسط والولايات المتحدة. كثيراً ما شكلت منطقة الشرق الأوسط بإرثها المعقد وتركيبتها الجيوسياسية الفريدة، صورة مثقلة في الوعي الأميركي تتأرجح بين الاستشراق الموجه والخاضع في حالات كثيرة للخلفية الثقافية والشيطنة السياسية، ومن بين دول هذه المنطقة تبرز إيران كحالة خاصة في الإدراك الأميركي، ليس فقط بفعل الصراعات النووية والخطابات العدائية، بل لكونها تتقاطع مع تاريخ طويل من سوء الفهم الثقافي والانفصال الرمزي بين الشرق والغرب. وفي محاولة لقراءة المسافة الحادة بين الجانبين، ستبرز كثير من المعطيات التي شكلت الصورة الذهنية وجسدتها كواقع عملي. منذ الحرب العالمية الثانية ومع تصاعد دور أميركا كقوة عظمى، تشكل وعي جمعي لدى المواطن الأميركي التقليدي والأكاديمي والسياسي يقوم على رؤية العالم من منظار القوة والسيطرة. هذا المواطن تربى على سرديات "الكاوبوي المنتصر"، الذي جاء لينقذ العالم من همجية الآخر، وعلى تغييب متعمد لحقيقة "الهندي الأحمر" الذي أبيد لصالح الحلم الأميركي. في هذا السياق تتكون صورة الشرق الأوسط وتتشكل صورة إيران ضمنه، أي ضمن كل هذه السياقات، وتصنيفها بهوية مسبقة مؤطرة كبؤرة اضطراب لا تفهم إلا بلغة العقوبات أو التدخلات واختزال الثقافة الإيرانية في عناوين الأخبار: "آيات الله" و"الملف النووي" و"دعم الإرهاب"، ويغيب عن ذهنه أن هذا الشعب وريث حضارة فارسية قديمة أقدم مما جرى اختصاره في هذه العناوين. ولكن بنظرة تاريخية على نموذج المثقف الأميركي الذي قد يحمل بعضاً من الحيادية، نجده إلى حد كبير أكثر انفتاحاً نسبياً، لكنه ليس بمنأى عن تأثير السرديات الناعمة التي ترسمها المؤسسات الإعلامية والثقافية، فحتى الجامعات ومراكز الأبحاث التي تتأثر بالتمويل السياسي في الغالب، يظل هناك ما يجعل "القراءة العميقة" لإيران والشرق الأوسط مرهونة بتوجهات معينة. ومع ذلك ظهرت في الأعوام الأخيرة محاولات جادة لدى بعض المثقفين الأميركيين لفهم إيران خارج قفص الأيديولوجيا، أحد أبرز الأمثلة هو المفكر الأميركي ستيفن كينزر الذي ألف كتاب "كل رجال الشاه" وقدم فيه قراءة تاريخية دقيقة لانقلاب 1953 المدعوم من وكالة الاستخبارات الأميركية ضد رئيس الوزراء الإيراني محمد مصدق، كاشفاً كيف تشكلت العداوة السياسية من خيانة تاريخية، وليس فقط من تعارض أيديولوجي. في الاتجاه المقابل تبرز شخصيات ثقافية إيرانية حاولت مخاطبة الوعي الغربي بلغته، مثل المخرجة الإيرانية مرزيه مشكيني، التي قدمت أفلاماً إنسانية عميقة مثل "اليوم الذي أصبحت فيه امرأة"، التي فتحت نافذة على تعقيدات الحياة في إيران ما بعد الثورة بعيداً من الخطاب السياسي المباشر، مما سمح لجمهور أميركي ودولي أن يلمس إنسانية المرأة الإيرانية لا صورتها النمطية. لكن هل الثقافة الأميركية قادرة أصلاً على فهم الشرق الأوسط كما هو؟ الحقيقة أنها ثقافة نشأت على مركزية الذات وعلى تفوق سرديتها العالمية، ولذلك غالباً ما تعجز عن فهم المجتمعات التي لا تتحدث بلغتها الرمزية أو لا تعكس تجربتها. فعلى رغم التعدد الثقافي في الداخل الأميركي، إلا أن النظرة إلى الخارج لا تزال حبيسة ثنائية "نحن والآخر". إيران مثلاً ليست فقط "دولة شيعية ثيوقراطية"، بل هي أيضاً مزيج من الشعوب واللغات وتيارات فكرية متصارعة من التيارات القومية إلى الحركات الإصلاحية والعلمانية، ومن لا يفهم هذه الطبقات لن يستطيع أن يقرأ واقعها أو يتنبأ بتحولاتها. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ما يشكل الصورة الذهنية اليوم ليس فقط الإعلام السياسي، بل القوى الناعمة التي تتسلل إلى الوعي اليومي عبر الأفلام والكتب والمنصات وحتى الموضة. ومن الحقائق الحية والمؤثرة والقائمة هي أن القوى الناعمة الأميركية لا تزال في كثير من الأحيان تقدم الشرق الأوسط وإيران بصورة سطحية أو نمطية. الاستثناءات موجودة، لكنها لا تحدث اختراقاً كبيراً في الوعي الجمعي. في المقابل بدأت إيران نفسها أخيراً تحاول إنتاج قوتها الناعمة وتصديرها، من خلال سينما تعبيرية وأدب معاصر حاز جوائز وفنانين مبدعين، وفنانات يخترقن المحظور، وموسيقى تنتشر عالمياً، لكن هذه الصورة تواجه تحديين: الأول داخلي يرتبط بالقيود السياسية، والثاني خارجي مرتبط بعدم السماح لهذه الصورة بالوصول إلى الجمهور الأميركي إلا بعد فلترة أيديولوجية. وعليه، يبقى المستقبل مرهوناً بقدرة الطرفين على كسر حواجز "القراءة الكسولة". لا يكفي أن تقدم إيران نفسها للعالم بلغة المقاومة فقط، بل عليها أن تستثمر في قواها الناعمة بذكاء بعيداً من الأدلجة، وعلى النخبة الأميركية أن تتجاوز عقدة "الكاوبوي" وتنظر إلى إيران لا كخصم استراتيجي فقط، بل كمرآة لتحدياتها الثقافية العميقة. إن الإدراك الحقيقي لا يتولد من التكرار بل من الصدمة المعرفية، ومن هنا يمكن أن يصبح المثقف الأميركي يوماً ما أكثر قدرة على قراءة الشرق الأوسط كما هو، لا كما يريد أن يراه. فيما إيران وبما تحمله من تناقضات وأصالة وتحولات، تظل اختباراً حاداً لقدرة العقل الأميركي على تجاوز الصور النمطية. ربما لا تكون هذه المسافة قابلة للردم بسهولة لكن الخطوة الأولى تبدأ بالاعتراف بأن الصورة التي يحملها المواطن الأميركي سواء المواطن التقليدي أم المواطن المثقف، وبما يختزله عن الشرق الأوسط، ليست الصورة الكاملة، وأن هناك دوماً وجهاً آخر للحقيقة ينتظر أن يرى.

الإيكونوميست: اتفاق ترامب مع الحوثيين يعزز قبضتهم على اليمن
الإيكونوميست: اتفاق ترامب مع الحوثيين يعزز قبضتهم على اليمن

يمن مونيتور

time١١-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • يمن مونيتور

الإيكونوميست: اتفاق ترامب مع الحوثيين يعزز قبضتهم على اليمن

ترجمة وتحرير 'يمن مونيتور' المصدر: الإيكونوميست على مدار سبعة أسابيع، قصف دونالد ترامب، الرئيس الأمريكي، الحوثيين، المتمردين اليمنيين المدعومين من إيران، أكثر من ألف مرة. كان هذا ضعف عدد الضربات التي شنها سلفه في أكثر من عام. ثم توقف القصف بشكل غير متوقع. في 6 مايو، في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الكندي، ذكر السيد ترامب بشكل عرضي أنه توصل إلى صفقة مع الحوثيين. وأوضح 'سنوقف الضربات'، مقابل وقف هجمات الحوثيين على السفن. ' يضمن حرية الملاحة للشحن التجاري الدولي في البحر الأحمر'، غرد وزير الخارجية العماني، بدر البوسعيدي، الذي توسط في الاتفاقية، بعد فترة وجيزة. أشياء كثيرة تفسر تغيير مسار السيد ترامب. كانت تكلفة الحملة، التي قدرت بمليار دولار، باهظة. فشلت الهجمات في ردع الحوثيين. وهددوا بتأجيج الصراع في الوقت الذي كان فيه الرئيس متجها إلى الشرق الأوسط لتعزيز السلام. وكان الإيرانيون قد علقوا المفاوضات بشأن برنامجهم النووي بعد أن حذر بيت هيغسيث وزير الدفاع الأمريكي إيران من أنها 'ستدفع' مقابل 'دعمها الفتاك' للحوثيين. في 4 أيار/مايو، اخترق أحد صواريخ الحوثيين دفاعات إسرائيل وأصاب ضواحي مطارها الرئيسي في تل أبيب. وردا على ذلك، دمرت إسرائيل الحديدة وهو ميناء يمني ومطار العاصمة وثلاث طائرات مدنية ومصنعين كبيرين للإسمنت. بدا أن الشرق الأوسط القديم، الذي حرض أمريكا وإسرائيل ضد إيران ووكلائها، قد عاد. والمستفيد المباشر من الانفراج الواضح هو إيران. بعد أن أوقف مشكلة الحوثيين، يبدو السيد ترامب أقرب من أي وقت مضى إلى صفقة مع آيات الله. وسرعان ما أعلنت إيران أنها ستستأنف جولة رابعة من المحادثات في غضون أيام. ويقال إن مسودة اتفاق يجري تداولها يمكن أن تشهد استعادة الجمهورية الإسلامية وأمريكا للعلاقات الدبلوماسية بعد 45 عاما. وإذا تحقق ذلك، فستقوم الفرق الفنية بوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم إلى مستويات منخفضة إلى الأبد. قبل رحلته إلى الخليج في 13 مايو، وعد ترامب بالفعل عن 'إعلان كبير جدا' قادم. 'الأمور تتحرك بسرعة كبيرة'، يقول مراقب على اتصال بكل من الإيرانيين والأمريكيين. الحوثيون يصرخون أيضا. قال السيد ترامب إنهم استسلموا. يصر الحوثيون على أن أمريكا دُفعت قسراً على التراجع. لقد ألحقت الضربات الأمريكية أضرارا بترسانة الصواريخ بعيدة المدى للحوثيين ولكنها لم تقضي عليها. لا يزالون أقوى قوة في اليمن. لقد سقط قادة حماس وحزب الله، وهما العضوان الآخران في 'محور المقاومة' الإيراني. عبد الملك الحوثي هو آخر رجل في المنظمة. 'لم نكن نتوقع أن يستسلم ترامب للحوثيين ويمنحهم النصر مجانا'، يقول عبد الغني الإرياني، المحلل اليمني. يأتي ذلك فيما الآخرون يحسبون خسائرهم. ويترك الاتفاق 25 مليون يمني تحت نير الحوثيين. أدى عقد من الضربات الجوية التي بدأت مع السعوديين إلى شل البنية التحتية. يفرض الحوثيون ضرائب باهظة، لكنهم لا يظهرون اهتماما يذكر بتقديم الخدمات. بدلا من ذلك، يركزون على تعزيز قواتهم، وإحكام قبضتهم وتلقين السكان العقيدة الدينية وخطاب الكراهية. 'إنهم أسوأ من طالبان'، يقول زائر يمني إلى العاصمة صنعاء. كما أن منافسي الحوثيين في اليمن أذكياء أيضا. كان البعض يأمل في أنه تحت الضغط الأمريكي قد تنضم الجماعة أخيرا إلى اتفاق لتقاسم السلطة وتسمح للحكومة المعترف بها دوليا بالعودة إلى العاصمة. كان آخرون يأملون في استغلال زحف المهمة الأمريكية وإعادة شن هجوم بري. الآن يخشون أن يكون الحوثيون هم الذين يتقدمون. لا يمكن لأي من القوات اليمنية الأخرى أن تضاهي الجماعة المتمردة. وزادت قوتهم 12 ضعفا لتصل إلى 350 ألفا منذ عام 2015، وفقا للأمم المتحدة، بعد عام من استيلائهم على صنعاء. وعلى عكس خصومهم اليمنيين، فهم منضبطون ومستعدون للقتال. ويستعد الحوثيون لشن هجمات حقول النفط بالقرب من مأرب وشبوة، كما يقول مراقبون يمنيون. الأكثر إثارة للدهشة هو تخلي السيد ترامب عن إسرائيل. أطلق حملته في مارس عندما استأنف الحوثيون هجماتهم على إسرائيل. لكن الاتفاق لا يفعل شيئا لتقييد ضربات الحوثيين ضد حليف أمريكا. ويقول الحوثيون إنهم سيستمرون في إطلاق النار على إسرائيل طالما استمرت إسرائيل في حصارها على غزة. قد يكون ذلك علامة على إحباط السيد ترامب من رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، أو تصميمه على تأمين صفقة مع إيران. في كلتا الحالتين، تبدو إسرائيل خارج الحلقة بشكل غير عادي. مقالات ذات صلة

هل بدأت العلاقات الأميركية - الإسرائيلية تفقد خصوصيتها؟
هل بدأت العلاقات الأميركية - الإسرائيلية تفقد خصوصيتها؟

جريدة الايام

time١٠-٠٥-٢٠٢٥

  • سياسة
  • جريدة الايام

هل بدأت العلاقات الأميركية - الإسرائيلية تفقد خصوصيتها؟

بمرور الأعوام، تمأسست وترسخت العلاقات الخاصة بين واشنطن والقدس، ومن ضمن هذه العلاقات كانت أنماط العمل الإعلامي بين الدولتين. من جهة، هناك الحوار الإعلامي البسيط الذي يمكن ملاحظته بسهولة: الرسائل الواضحة العلنية والمفصّلة، التي تضمنت التضامن والتزام تقديم المساعدة لإسرائيل وشبكة الأمان العسكرية والدبلوماسية. ويوجد أيضاً، ضمن هذه العلاقات، الامتعاض والأزمات في العلاقات. كان هذا ينعكس عادة في "رسائل التوبيخ" من النوع التي أرسلها جيرالد فورد، على سبيل المثال، لرئيس الحكومة، إسحق رابين، في بداية "أزمة التقديرات الجديدة" في سنة 1975، أو بالتصريحات العلنية النقدية الفجّة والعدائية. ومن جهة أُخرى، هُناك بُعد آخر، وهو الجزء الذي تصعب ملاحظته، وهو بُعد غير واضح، وقابل للتأويل من أكثر من جهة. وفي هذا السياق، من الغريب أن الرئيس الأميركي، الذي اعتاد تمرير الرسائل بشكل مباشر وحاد، ومن دون أيّ كوابح، اختار استعمال الطريقة الأكثر ذكاءً لتمرير الرسائل غير المباشرة للحليف الإسرائيلي، ومن ضمن ذلك أدوات غير مكتوبة، وفضّل اتخاذ الخطوات (أو الامتناع من اتخاذها)، بدلاً من التصريحات الواضحة والمباشرة. على سبيل المثال، هذا ما حدث عندما تفاجأ رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بسماع خبر إطلاق الحوار الدبلوماسي بين واشنطن وطهران كحقيقة، ومن دون أن يعرف شيئاً عن هذا المسار الذي جرى من خلف ظهره، والذي يشكل أولوية قصوى بالنسبة إلى إسرائيل. هذا لم يكن سوى بداية مسار من الخطوات التي لم تتضمن أيّ انتقادات علنية مباشرة من طرف البيت الأبيض تجاه الحليف الإسرائيلي، لكنها كانت إشارة جدية إلى تراجُع مكانة العلاقات الخاصة. وعلى النهج نفسه، أغلق البيت الأبيض أيضاً قناة التواصل المباشرة ما بين المسؤولين الإسرائيليين الكبار وستيف ويتكوف، مدير الأزمات الأساسي في الإدارة الأميركية، بشأن القضايا التي تخص الشروط المسبقة بالاتفاق الأميركي - الإيراني في الموضوع النووي. وبذلك، استمرت الحالة الضبابية تلفّ جولات المفاوضات التي لا تزال جارية بين ممثلين للإدارة والمسؤولين الكبار في نظام آيات الله في إيران. إسرائيل مكشوفة انعكس نمط التعامل هذا، أيضاً، في الخطوة الأحادية الجانب وغير المنسّقة التي انعكست في تصريحات الرئيس الـ47 بشأن الوضع الإنساني الصعب في قطاع غزة، وأيضاً في إعلانه نهاية العمليات العدائية بين الولايات المتحدة والحوثيين، من دون أن يكون لدى إسرائيل أيّ علم به قبل توقيعه. يبدو كأنه في هذه الساحة على الأقل، بقيت القدس وحدها، خصوصاً أن الاتفاق لا يُلزم هذه الذراع الإيرانية التوقف عن إطلاق الصواريخ الباليستية على إسرائيل. هذا كلّه، فضلاً عن حقيقة أن ترامب قرّر عدم المرور بإسرائيل خلال جولته في الدول الخليجية، وهو ما يتضمن مقولة واضحة وقوية، مفادها أن العلاقات الخاصة فقدت بريقها وخصوصيتها. فموضوع عدم زيارة إسرائيل يطرح تساؤلاً: هل باتت مكانتها فجأة، أقلّ من مكانة الإمارات العربية المتحدة وقطر، اللتين ينوي الرئيس زيارتهما، وكذلك السعودية التي من المتوقّع أن تكون في مركز الجولة؟ إن العامل المشترك الذي يربط بين هذه الخطوات كلها هو الشعور بخيبة الأمل العميقة جرّاء سلوك إسرائيل في سياق الحرب في غزة. فمن المعروف أن الرئيس [دونالد ترامب] كان ولا يزال يدعم فكرة الحرب القصيرة التي تهدف إلى الحسم السريع أمام العدو. وفي نظره، يجب أن تكون ساحة الحرب منصّة لإطلاق مسار دبلوماسي، وليست هدفاً بحد ذاتها. ومن هذا المنطلق، فإن استمرار القتال في غزة من دون حسم سريع وواضح (إلى جانب امتناع إسرائيل عن صوغ مسار سياسي لليوم التالي) يُحبط ترامب الذي كان يأمل بالوصول إلى حسم سريع وقاتل أمام "حماس"، وإلى اتفاق وقف إطلاق نار. الصفقة مع دول الخليج في خطر وفعلاً، تتعامل واشنطن مع حالة التردّد والغرق الإسرائيلي في الوحل الغزي من دون معنى، على أنها عائق مركزي أمام مسار إعادة تشكيل الشرق الأوسط على أساس خطوط جديدة، تشمل تعاوناً تجارياً واستراتيجياً صلبا بين القوة الأميركية العظمى وبين الجزء الأكبر من دول المنطقة. هذا التعاون، الذي يهدف إلى إعادة صوغ الشرق الأوسط برعاية العم سام، سيمنح دول المنطقة الأمن أمام كل تهديد، ويمنح ترامب المقابل اللائق من خلال المساعدات العسكرية الكريمة التي بدأ بمنحها للسعودية على شكل صفقات كبيرة جداً، تكون عبارة عن استثمارات سعودية وخليجية في مشاريع أميركية. ولأن هذا المسار والحلم مغلق الآن بجميع مركّباته (ومن ضمنها التطبيع الإسرائيلي - السعودي) بسبب ما تقوم به إسرائيل في غزة، فلا يجب أن نتفاجأ من الامتعاض في العاصمة الأميركية الآن. التعبير الأفضل عن هذا الامتعاض هو دفع إسرائيل نحو الهامش، والجهود الأميركية إلى التقدّم في مسارات التفافية على القدس، والطموح إلى تحسين مكانة الولايات المتحدة في الإقليم، وفي الوقت نفسه، الحفاظ على مسافة معينة من إسرائيل، حتى لو كان الثمن تأجيل توسيع اتفاقيات أبراهام في نموذجها الأصلي. إن زيارة ترامب القريبة للمنطقة والقمة التي سيعقدها مع قيادات الدول الخليجية ستساعدان على فهم الصورة، وما إذا هناك شرق أوسط جديد في قيد البلورة أمامنا، ولن تكون إسرائيل شريكاً رسمياً فيه. عن "إسرائيل اليوم"

في طهران يتنفسون الصعداء
في طهران يتنفسون الصعداء

رصين

time٢٨-٠٤-٢٠٢٥

  • سياسة
  • رصين

في طهران يتنفسون الصعداء

الغد-إسرائيل هيوم الهجوم تأجل، لكنه سيأتي – هكذا وعد الأسبوع الماضي رئيس الأركان الإيراني محمد بكري الذي هدد حتى بأن يكون هذا الهجوم أكثر إيلاما من سابقه وسيلحق أضرارا وخسائر فادحة. رئيس الأركان الإيراني لم يقصد بالطبع الهجوم الإسرائيلي المخطط على إيران الذي حسب تقارير الإعلام منعه الرئيس ترامب بل هجوم إيراني ضد إسرائيل، الثالث في عدده بعد الهجومين اللذين سبقاه في نيسان (أبريل) وتشرين الأول (أكتوبر) 2024. مثل هذا الهجوم، حسب المسؤول الإيراني سيأتي – وهي مسألة وقت فقط. لكن التصريحات في جهة والأفعال في جهة أخرى. في هذه الأثناء، إيران والولايات المتحدة تتنافسان فيما بينهما في إطلاق تصريحات التفاؤل غير الحذر على الإطلاق بالنسبة للتقدم في المحادثات التي بدأتا فيها في محاولة للوصول إلى اتفاق نووي جديد بينهما. صحيح أن المحادثات في بدايتها لكن حماسة الطرفين لا تعرف الحدود، ويبدو أنهما مصممان على الوصول إلى اتفاق. وفيما يركضان كل الطريق إلى الاتفاق – في النهاية سيصلان إليه. لقد أخطأت الولايات المتحدة إذ لم تضع خطوطا حمراء واضحة للمفاوضات مع إيران في كل ما يتعلق بإطارها الزمني – فالإيرانيون معروفون كأبطال في التأجيل والتسويف – والأخطر من ذلك، ليس أيضا في كل ما يتعلق بالمسائل موضع الحديث. فمثلا يتبين أن مسائل مثل "الدعم الذي يمنحه الإيرانيون لوكلاء لديهم في لبنان، في العراق واليمن مثلما هو أيضا لمشروعهم في الصواريخ بعيدة المدى، التي تصل منذ الآن إلى قلب أوروبا، لا توجد على الإطلاق على جدول الأعمال. يحتمل أن يكون الأمريكيون يأملون في أن يحول الاتفاق الإيرانيين اذا ما تحقق، إلى محبي سلام. لكن إذا كانوا هكذا يفكرون، فإنهم لم يعرفوا بعد الطبيعة الحقيقية لنظام آيات الله بعد 40 سنة من استيلائهم على الحكم في طهران. لقد أتاح الانهيار الاتفاق النووي السابق في العام 2015 للإيرانيين، أن يصلحوا دولة حافة نووية، لديها المعرفة والقدرة، المنشآت والعتاد التي تسمح لها بأن تنتج سلاحا نوويا في غضون وقت غير طويل – أشهر معدودة، أو بأقصى الأحوال بضع سنوات. الإيرانيون لا يحتاجون لأكثر من هذا وبالتالي فلا يوجد في طهران أي إلحاح للتقدم نحو النووي فيثير بذلك العالم كله عليهم. وبالتالي فإن الهدف الإيراني هو الحفاظ قدر الإمكان على ما هو موجود ولهذا فإنهم مستعدون لأن يبدوا مرونة بعيدة المدى والتعهد بألا تنتج إيران قنيلة نووية، بل وحتى التنازل عن جزء من اليورانيوم المخصب الموجود لديها. بعد كل شيء، كل اتفاق هو بالإجمال ورقة يمكن بعد بضع سنوات خرقها، بعد أن يغادر ترامب البيت الأبيض أو بعد أن يتغير الواقعين الإقليمي والدولي. وعليه، فيمكن البحث والحديث عن كل اتفاق لا يطلب من إيران التنازل عما يوجد لها - لا عن وكلائها في المنطقة، لا عن مشاريعها العسكرية ولا عن ترسانتها من الصواريخ ولا عن البنية التحتية لبحوثها النووية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store