
عدو عدوي صديقي،،،
اضافة اعلان
قدم الباحث المتميز الدكتور وليد حباس، الباحث الأول في المركز الفلسطيني للدراسات الاسرائيلية محاضرة نظمها معهد السياسية والمجتمع حول الأبعاد الاستراتيجية للحرب الإيرانية الإسرائيلية الدائرة الآن، وفيها طرح عرضا تاريخيا شاملا للعلاقة بين إيران والكيان الصهيوني ومراحل تطور تلك العلاقة.تعود جذور العلاقة بين البلدين إلى حقبة ما قبل الثورة الإسلامية، فقد بدأت في إطار تحالف غير معلن عُرف باسم «تحالف المحيط»، جمع بين شاه إيران، وتركيا، وإثيوبيا، ونسّق سريًا مع إسرائيل في مواجهة ما كان يُنظر إليه كمحيط عربي عدائي لهم. إيران، وفي خطوة سبقت أغلب دول العالم الإسلامي، اعترفت رسميًا بإسرائيل عام 1950، ثم تراجعت عن ذلك في عهد رئيس وزراءها محمد مصدق، قبل أن يعيد الشاه محمد رضا بهلوي تفعيل العلاقة بسرية، وتمثلت هذه العلاقة بمشاريع استراتيجية مشتركة مثل خط أنابيب «إيلات – أشكلون»، والمشروع الصاروخي المشترك «زهرة»، وحتى زيارات شبه علنية لبن غوريون إلى طهران!لكن هذا التحالف – بالرغم من كونه في جوهره مصلحيًا على مستوى النظام –لم يحظَ يومًا بقبول شعبي في إيران؛ فبعد نكسة 1967، بدأت النخب الإيرانية المثقفة والطلابية تربط بين المشروع الاستعماري الغربي والمشروع الصهيوني، مما مهّد لتحول جذري في المزاج العام، تُوّج بالقطيعة التامة بعد الثورة الإسلامية عام 1979، حين وصفت طهران الإسلامية إسرائيل بـ»الشيطان الأصغر»، والولايات المتحدة بـ»الشيطان الأكبر»، لتبدأ مرحلة من العداء المعلن للحركة الصهيونية والدعم المفتوح لحركات المقاومة الإسلامية، كحماس وحزب الله.إلا أن سلوك الدول، كما أثبتت التجربة، لا يُختزل في خطابها العلني أو عقيدتها الأيديولوجية، بل يُعاد تشكيله وفقًا لضرورات الميدان. ففي خضم حربها الطويلة مع العراق، لم تتردد إيران في الدخول في صفقة «إيران – كونترا»، التي حصلت بموجبها على أسلحة من إسرائيل، بوساطة أميركية، في واحدة من أكثر المفارقات السياسية تعقيدًا وإثارة للجدل.ومع حلول الألفية الثالثة، انقلبت المعادلة من تحالف سري يرعى المصالح إلى مواجهة مفتوحة شديدة باللفظ والأفعال، وتحوّلت سورية ولبنان إلى ساحات لحرب وكالة بين الطرفين، وبدأت إسرائيل تنفيذ ضربات نوعية استهدفت منشآت إيرانية، منها هجمات سيبرانية (كفيروس «ستوكسنت» الذي حاول ضرب المنشآت النووية الإيرانية)، ومرورا باغتيالات عسكرية لقيادات في الحرس الثوري والبرنامج النووي، وذلك داخل العمق الإيراني نفسه! وتدريجيًا، تحوّلت العقيدة الأمنية الإسرائيلية تجاه إيران من سياسة الاحتواء إلى استراتيجية الهجوم الوقائي والمواجهة الشبه مباشرة.أما اليوم، ومع انتقال التوتر إلى هذه المرحلة الخطيرة، فقد باتت إسرائيل ترى في إيران تهديدًا وجوديًا يتطلّب الضرب الاستباقي، بل وإسقاط النظام باعتباره أصل التهديد. ومع أن اليهود يحملون للفرس، ممثلين بكورش الفارسي، امتنانًا تاريخيًا لإنقاذهم من السبي البابلي — بل يعتبرونه «بلفور الأول»، كما أشار بعض الباحثين — فإن إسرائيل تعمل على خلق انشقاق بين الشعب ونظام الملالي. ورغم وجود شريحة ليست صغيرة غير راضية عن الحكم، فإن الباحثين يستبعدون أن تتمكن إسرائيل من قلب النظام الإيراني أو محو برنامجه النووي.من المبكر الحكم على نتائج الحرب الدائرة، لكن يبدو أن الكفة تميل عسكريًا لصالح إسرائيل، بدعم من نظام عالمي يحسب لها. ومع ذلك، قانونيًا وأخلاقيًا، ما زال يُقصف في غزة على مرأى ومسمع من العالم.قد لا يبدو الوقت مناسبًا، لكن الخلاص لن يتحقق إلا بحكومات تتمتع بشرعية شعبية، ودول تملك منعة اقتصادية وسياسية وثقافية. وهذا لن يتأتى للعالم العربي، على اختلاف أحجام دوله وقدراتها المالية، من دون مشروع تكامل عربي: سياسي، اقتصادي، ثقافي، يقوم على ترسيخ الديمقراطية وحقوق الإنسان. وبخلاف ذلك، سنبقى في نطاق التابع الخانع، الذي لا يملك من أمره شيئًا. أليس هذا ما نعيشه — كشعوب ودول عربية.إسرائيل معتديه على ايران ومقولات الدفاع عن النفس بدعوى وجود تهديد لا سياق لها، مع التحفظ الكامل على سلوك النظام الإيراني، وعلو النظام نفس وعلى فشله في بناء علاقات متوازنة مع جواره العربي، فإن ما يجري هو عدوان واضح، ويطرح علينا معادلة بسيطة ومعقدة في آن واحد وهي عدو عدوي صديقي'، واضحة جنابكم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ ساعة واحدة
- رؤيا نيوز
ترامب يتصل بنتنياهو عقب اجتماعه بفريق الأمن القومي الأميركي
أفاد موقع 'أكسيوس' نقلا عن مسؤول إسرائيلي لم يكشف عن هويته بأن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحدث مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الثلاثاء. ونقل 'أكسيوس' عن مسؤولين إسرائيليين قولهما إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو والمؤسسة الدفاعية الإسرائيلية لا يزالان يعتقدان أن الرئيس ترامب من المرجح أن يدخل الحرب في الأيام المقبلة لقصف منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران. واجتمع ترامب بفريقه للأمن القومي، يوم الثلاثاء، وسط تصاعد الصراع بين إسرائيل وإيران. وذكر البيت الأبيض عقب الاجتماع أن المناقشات التي تمت في غرفة العمليات، وهي مركز العمليات الأكثر تأمينا بمقر الحكومة في واشنطن، استمر نحو ساعة ونصف الساعة. ولم تصدر تفاصيل على الفور تتعلق بالقرارت التي اتخذت في الاجتماع. وينظر إلى كيفية تصرف الولايات المتحدة حيال ما يمكن أن يؤول إليه تطور الصراع الحالي بين إيران وإسرائيل، على أنه أمر حاسم. ويدعم الجيش الأميركي إسرائيل في جهودها الدفاعية، ومع ذلك تؤكد الحكومة الأميركية حتى الآن أنها لا تشارك في القتال بين إسرائيل وإيران. ودعا ترامب، الثلاثاء، إيران إلى 'الاستسلام غير المشروط'، قائلا إن صبره بدأ ينفذ وهو يعلم أين يختبئ المرشد الإيراني، على حد قوله. وفي منشور له على منصته 'تروث سوشيال'، كتب ترامب: 'نحن نعرف بالضبط أين يختبئ من يُسمى بـ(المرشد الأعلى). إنه هدف سهل، لكنه آمن في مكانه، ولسنا بصدد تصفيته (قتله!) على الأقل في الوقت الحالي. لكننا لا نريد أن تُطلق الصواريخ على المدنيين أو الجنود الأميركيين. صبرنا بدأ ينفد'.

السوسنة
منذ 2 ساعات
- السوسنة
فورين بوليسي تتساءل : هل تكسب إسرائيل حربًا بلا جنود ؟
ترجمة - السوسنة - في تحليل حديث نشرته مجلة فورين أفيرز، يرى روبرت أ. بابي، أستاذ العلوم السياسية ومدير مشروع الأمن والتهديدات في جامعة شيكاغو، أن إسرائيل تخوض تجربة فريدة وغير مسبوقة في التاريخ العسكري المعاصر: محاولة إضعاف نظام سياسي وعسكري متماسك من الجو وحده، دون اللجوء إلى تدخل بري مباشر.منذ الهجوم الذي نفذه مقاتلو حماس في 7 أكتوبر 2023، شرعت إسرائيل في حملة جوية موسعة استهدفت إيران ومجموعاتها الحليفة في المنطقة، محققة بعض النجاحات التكتيكية مثل اغتيال قيادات في حزب الله وتدمير منشآت اتصالات وأهداف اقتصادية ونووية. غير أن هذه الإنجازات، بحسب بابي، تخفي وراءها مأزقًا استراتيجيًا أعمق أطلق عليه "فخ القنبلة الذكية"؛ أي الاعتماد الزائد على الضربات الدقيقة والاستخبارات المتقدمة، كبدائل للحلول السياسية أو العمليات البرية.قيود الواقع العسكرييشير التحليل إلى أن البرنامج النووي الإيراني يتمتع بتحصينات طبيعية وهندسية تعيق فعالية الهجمات الجوية، حيث تقع منشآت رئيسية مثل "فوردو" و"نطنز" في أعماق الأرض، بعيدًا عن متناول معظم الذخائر الإسرائيلية. كما أن القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات، التي قد تتيح توجيه ضربة حاسمة، لا تبدو متاحة في ترسانة إسرائيل. ويُضاف إلى ذلك المخاطر الجسيمة لأي هجوم محتمل على مفاعل بوشهر النووي، الذي قد يؤدي إلى كارثة بيئية تجرّ ردًا صاروخيًا إيرانيًا مباشرًا على منشآت إسرائيلية.حتى في حال حصول تدخل عسكري أميركي، يشكك بابي في إمكانية القضاء الكامل على القدرات النووية الإيرانية. فإيران، اليوم، تملك بالفعل ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لتصنيع عدة قنابل نووية، كما أن قدرتها على إخفاء أجهزة الطرد المركزي وبناء منشآت سرية تمنحها مرونة كبيرة في إعادة تشغيل برنامجها النووي سريعًا، حتى بعد الضربات.رهان على التغيير... بلا أدواتأمام تعقيد السيناريو العسكري، يبدو أن الرهان الإسرائيلي يتجه نحو هدف أكثر طموحًا: تغيير النظام في طهران. إلا أن هذا الطموح، كما يؤكد بابي، غير واقعي، إذ لم تنجح أي قوة جوية في التاريخ الحديث في إسقاط نظام معادٍ دون قوات برية أو دعم داخلي منظم. فالتجارب في فيتنام والعراق وليبيا تقدم أدلة صارخة على فشل هذا النمط من التدخل.التاريخ يُظهر أن القصف الجوي، مهما كان دقيقًا وواسعًا، لا يؤدي إلى انتفاضات شعبية ضد الأنظمة القائمة، بل غالبًا ما يعزز الحس القومي ويُقوّي شرعية الأنظمة المستهدفة. وفي حالة إيران، التي تملك جهازًا أمنيًا وعسكريًا متماسكًا وقاعدة اجتماعية ممتدة، فإن غياب بدائل داخلية موثوقة يجعل من سيناريو "التغيير الجوي" محض خيال سياسي.عزلة استراتيجية تتفاقميختم بابي تحليله بالتأكيد على أن إسرائيل باتت عالقة في مأزق استراتيجي حاد: لا الضربات الجوية قادرة على تحقيق الأهداف الكبرى، ولا الحلفاء - وفي مقدمتهم الولايات المتحدة - مستعدون لخوض مواجهة مفتوحة مع إيران. وإذا ما قررت واشنطن عدم الانخراط في التصعيد، فقد تجد إسرائيل نفسها في مواجهة منفردة مع إيران على أعتاب مرحلة نووية.وبالتالي، فإن المراهنة على القوة الجوية كأداة لحسم معضلات بحجم البرنامج النووي الإيراني أو تغيير النظام في طهران، تُعد أقرب إلى "وهم استراتيجي" لا يستند إلى حقائق ميدانية أو سوابق تاريخية ناجحة.


صراحة نيوز
منذ 2 ساعات
- صراحة نيوز
حماس تحذر أميركا من خطورة التورط في العدوان على إيران
صراحة نيوز-دانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التهديدات الأميركية الأخيرة، معربة عن رفضها 'المطلق لاستمرار العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية في إيران، بما يُعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتهديدًا مباشرًا للأمن والسلم في الإقليم والعالم'. وحذرت حماس في بيان صادر منتصف ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، 'من خطورة التورّط الأمريكي المباشر في أيّ عدوان عسكري على إيران، ونُحمّل واشنطن والكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد ضد إيران وفي المنطقة'. وتاليا نص البيان بالكامل: 'بسم الله الرَّحمن الرَّحيم تصريح صحفي التهديدات الأمريكية بالتدخل عسكريًا ضد إيران تدفع المنطقة إلى حافة الانفجار نعرب في حركة المقاومة الإسلامية 'حماس' عن إدانتنا الشديدة للتهديدات الأمريكية، ورفضنا المطلق لاستمرار العدوان الصهيوني على الجمهورية الإسلامية في إيران، بما يُعدّ انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وتهديدًا مباشرًا للأمن والسلم في الإقليم والعالم. إنّ التصريحات الصهيونية التي تزعم أن 'لا مدن آمنة من إسرائيل في الشرق الأوسط'، تعبّر عن عقلية استعمارية متغطرسة، وتكشف نوايا عدوانية تهدّد استقرار المنطقة وشعوبها. نُحذّر من خطورة التورّط الأمريكي المباشر في أيّ عدوان عسكري على إيران، ونُحمّل واشنطن والكيان الصهيوني المسؤولية الكاملة عن تداعيات التصعيد ضد إيران وفي المنطقة. نُؤكّد وقوفنا إلى جانب إيران وشعبها، ودعمنا حقّها المشروع في الدفاع عن نفسها وسيادتها الوطنية. وندعو الدول العربية والإسلامية إلى اتخاذ موقف موحّد ومسؤول في مواجهة العربدة الصهيونية، ورفض العدوان على إيران، والحيلولة دون استمراره، حمايةً لأمن المنطقة ومصالح شعوبها'.