فورين بوليسي تتساءل : هل تكسب إسرائيل حربًا بلا جنود ؟
ترجمة - السوسنة - في تحليل حديث نشرته مجلة فورين أفيرز، يرى روبرت أ. بابي، أستاذ العلوم السياسية ومدير مشروع الأمن والتهديدات في جامعة شيكاغو، أن إسرائيل تخوض تجربة فريدة وغير مسبوقة في التاريخ العسكري المعاصر: محاولة إضعاف نظام سياسي وعسكري متماسك من الجو وحده، دون اللجوء إلى تدخل بري مباشر.منذ الهجوم الذي نفذه مقاتلو حماس في 7 أكتوبر 2023، شرعت إسرائيل في حملة جوية موسعة استهدفت إيران ومجموعاتها الحليفة في المنطقة، محققة بعض النجاحات التكتيكية مثل اغتيال قيادات في حزب الله وتدمير منشآت اتصالات وأهداف اقتصادية ونووية. غير أن هذه الإنجازات، بحسب بابي، تخفي وراءها مأزقًا استراتيجيًا أعمق أطلق عليه "فخ القنبلة الذكية"؛ أي الاعتماد الزائد على الضربات الدقيقة والاستخبارات المتقدمة، كبدائل للحلول السياسية أو العمليات البرية.قيود الواقع العسكرييشير التحليل إلى أن البرنامج النووي الإيراني يتمتع بتحصينات طبيعية وهندسية تعيق فعالية الهجمات الجوية، حيث تقع منشآت رئيسية مثل "فوردو" و"نطنز" في أعماق الأرض، بعيدًا عن متناول معظم الذخائر الإسرائيلية. كما أن القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات، التي قد تتيح توجيه ضربة حاسمة، لا تبدو متاحة في ترسانة إسرائيل. ويُضاف إلى ذلك المخاطر الجسيمة لأي هجوم محتمل على مفاعل بوشهر النووي، الذي قد يؤدي إلى كارثة بيئية تجرّ ردًا صاروخيًا إيرانيًا مباشرًا على منشآت إسرائيلية.حتى في حال حصول تدخل عسكري أميركي، يشكك بابي في إمكانية القضاء الكامل على القدرات النووية الإيرانية. فإيران، اليوم، تملك بالفعل ما يكفي من اليورانيوم المخصب بنسبة 60% لتصنيع عدة قنابل نووية، كما أن قدرتها على إخفاء أجهزة الطرد المركزي وبناء منشآت سرية تمنحها مرونة كبيرة في إعادة تشغيل برنامجها النووي سريعًا، حتى بعد الضربات.رهان على التغيير... بلا أدواتأمام تعقيد السيناريو العسكري، يبدو أن الرهان الإسرائيلي يتجه نحو هدف أكثر طموحًا: تغيير النظام في طهران. إلا أن هذا الطموح، كما يؤكد بابي، غير واقعي، إذ لم تنجح أي قوة جوية في التاريخ الحديث في إسقاط نظام معادٍ دون قوات برية أو دعم داخلي منظم. فالتجارب في فيتنام والعراق وليبيا تقدم أدلة صارخة على فشل هذا النمط من التدخل.التاريخ يُظهر أن القصف الجوي، مهما كان دقيقًا وواسعًا، لا يؤدي إلى انتفاضات شعبية ضد الأنظمة القائمة، بل غالبًا ما يعزز الحس القومي ويُقوّي شرعية الأنظمة المستهدفة. وفي حالة إيران، التي تملك جهازًا أمنيًا وعسكريًا متماسكًا وقاعدة اجتماعية ممتدة، فإن غياب بدائل داخلية موثوقة يجعل من سيناريو "التغيير الجوي" محض خيال سياسي.عزلة استراتيجية تتفاقميختم بابي تحليله بالتأكيد على أن إسرائيل باتت عالقة في مأزق استراتيجي حاد: لا الضربات الجوية قادرة على تحقيق الأهداف الكبرى، ولا الحلفاء - وفي مقدمتهم الولايات المتحدة - مستعدون لخوض مواجهة مفتوحة مع إيران. وإذا ما قررت واشنطن عدم الانخراط في التصعيد، فقد تجد إسرائيل نفسها في مواجهة منفردة مع إيران على أعتاب مرحلة نووية.وبالتالي، فإن المراهنة على القوة الجوية كأداة لحسم معضلات بحجم البرنامج النووي الإيراني أو تغيير النظام في طهران، تُعد أقرب إلى "وهم استراتيجي" لا يستند إلى حقائق ميدانية أو سوابق تاريخية ناجحة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العرب اليوم
منذ ساعة واحدة
- العرب اليوم
نتنياهو يتهم إيران بمحاولة قتل ترمب ويصفه بالقائد الحاسم في ردعها
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ، إن إيران تصنف الرئيس الأميركي دونالد ترمب على أنه «عدوها الأول وتريد قتله». وفي مقابلة مع شبكة «فوكس نيوز» الأميركية، قال نتنياهو: «يريدون قتله. إنه عدوهم الأول. إنه قائد حاسم. لم يسلك قط الطريق الذي سلكه الآخرون لمحاولة التفاوض معهم بطريقة واهية، مانحين إياهم طريقاً لتخصيب اليورانيوم، أي طريقاً نحو قنبلة نووية». وأضاف: «لقد مزق اتفاقهم النووي الزائف، وقتل قاسم سليماني المسؤول السابق عن العمليات الخارجية في (الحرس الثوري). وقال لهم بوضوح تام: (لا يُمكنكم امتلاك سلاح نووي، مما يعني أنه لا يُمكنكم تخصيب اليورانيوم). لقد كان حازماً للغاية، لذا فهو بالنسبة لهم العدو الأول». وأشار نتنياهو إلى أنه كان أيضاً هدفاً لإيران بعد إطلاق «حزب الله» صاروخاً على نافذة غرفة نومه في منزله بقيسارية في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، ووصف نفسه بأنه «الشريك الأصغر» لترمب في تهديد قدرة إيران على التسلح بالأسلحة النووية. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، إن بلاده كانت تواجه «تهديداً وشيكاً» بالدمار النووي، ولم يتبقَّ لها خيار سوى التصرف بقوة في «اللحظة الأخيرة». وأضاف: «كنا نواجه تهديداً وشيكاً، تهديداً وجودياً مزدوجاً. أولاً، خطر إسراع إيران في استخدام اليورانيوم المخصب لصنع قنابل ذرية، بنيَّة مُعلنة ومحددة، وهي تدميرنا. ثانياً، اندفاعها لزيادة ترسانتها من الصواريخ الباليستية إلى حدِّ امتلاكها 3600 سلاح سنوياً. وفي غضون 3 سنوات سيصل 10 آلاف صاروخ باليستي، يزن كل منها طناً، بسرعة 6 ماخ، إلى مدننا. ثم في غضون 26 عاماً، سيصل هذا العدد إلى 20 ألف صاروخ. لا يمكن لأي دولة أن تتحمل ذلك؛ خصوصاً دولة بحجم إسرائيل، لذلك كان علينا أن نتحرك». وزعم نتنياهو أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على إيران قد أعاقت البرنامج النووي الإيراني «بشكل كبير»، مضيفاً: «المفاوضات مع النظام الراعي للإرهاب لا تُحرز أي تقدم». وبعد عقود من المواجهة بالوكالة والعمليات المحدودة، دخلت إسرائيل وإيران في مواجهة مباشرة لأيام، بدأتها الدولة العبرية بهجوم مباغت على إيران الجمعة، أسفر عن مقتل قادة عسكريين وعلماء نوويين إيرانيين. وبدأت طهران منذ ليل الجمعة، إطلاق دفعات من الصواريخ الباليستية والمُسيَّرات نحو إسرائيل. ورغم الدعوات إلى وقف التصعيد، يواصل الجانبان تبادل التهديدات بإحداث مزيد من الدمار. ودعا الرئيس الأميركي إيران وإسرائيل إلى «إبرام تسوية»؛ مشيراً إلى أن واشنطن «من الممكن أن تنخرط» في النزاع ولكنها «ليست منخرطة» حالياً.


رؤيا
منذ ساعة واحدة
- رؤيا
نتنياهو: لا يمكن السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية
نتنياهو: في خمسة أيام قلبنا الموازين وفتحنا طريقًا جويًا إلى إيران نتنياهو: أوباما مهد الطريق للبرنامج النووي الإيراني باتفاق فاضح نتنياهو: نمنع إيران من إطلاق أسلحة نووية على العالم زعم رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، إن تل أبيب قلبت الموازين خلال خمسة أيام فقط وفتحت طريقًا جويًا إلى إيران. وأوضح نتنياهو أن هذه المرحلة تمثل نقطة تحول تاريخية، مع اتخاذ قرارات حاسمة منذ بداية الحرب، حسبما نشرت "قناة 14" العبرية مساء الثلاثاء. وأكد أن إيران، إذا ما سمحت لها بتطوير أسلحتها النووية والصواريخ الباليستية، فإنها ستستهدف ليس فقط المدن الإسرائيلية، بل كل أنحاء العالم، مشددًا على أن إسرائيل تمنع ذلك، واصفًا هذه اللحظة بأنها لحظة فخر للشعب الإسرائيلي. وتابع: "في خمسة أيام فقط قلبنا الموازين، ونجحنا في فتح طريق جوي لإسرائيل إلى إيران، بعد سلسلة اغتيالات مستهدفة لمسؤولين أمنيين ونوويين إيرانيين كبار". وأضاف أن إسرائيل وجهت ضربات قاصمة للقيادة العسكرية والعلماء النوويين الإيرانيين، الذين تم القضاء عليهم واحدًا تلو الآخر. وأشار إلى أن إسرائيل ما زالت تواصل استهداف القادة الجدد، بما في ذلك القائد علي شادماني. وذكر نتنياهو أنه منذ أكثر من أربعين عامًا يحذر من خطر إيران، وذكر محاولاته السابقة في عامي 2011 و2012 لتدمير قدرات إيران النووية، لكنه لم يتمكن حينها من حشد الدعم اللازم. وانتقد بشدة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، واتهمه بتسهيل تطوير البرنامج النووي الإيراني عبر اتفاق وصفه بـ"الفاضح" الذي سمح لإيران بتخصيب اليورانيوم وتطوير أجهزة الطرد المركزي. وأكد نتنياهو أنه تصرف بشكل مستقل في قطاع غزة رغم تحفظات البيت الأبيض، مؤكدًا على ضرورة دخول الكيان إلى رفح لعدم الوقوع تحت التبعية الأمريكية. وأشار إلى تسارع البرنامج النووي الإيراني الذي تحول من العمل البطيء إلى تسريع عملية التسليح النووي، وهو ما دفعه إلى إصدار توجيه بالتحرك الفوري لإحباط هذا البرنامج، مشددًا على خطورة التهديد الإيراني، وفقا لتعبيره. وأكد أن التهديد الآخر الأكبر هو برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني الذي يخطط لإنتاج آلاف الصواريخ سنويًا، موضحًا أن التوجيه كان القضاء على تهديدي الصواريخ والبرنامج النووي معًا. وأوضح أن من المستحيل السماح لإيران بامتلاك أسلحة نووية، وأن الحرب الحالية كانت قرارًا حاسمًا لا مفر منه، مشيرًا إلى أن الخطة وضعت خلال ثلاثة أشهر بناءً على معلومات استخباراتية دقيقة. وختم بالقول إن ما سيحدث بعد الحرب سيغير واقع الشرق الأوسط، وأن الصراع يدور بين تل أبيب وطهران: "إما نحن أو هم".

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
البرادعي: الاعتماد على القوة يدفع الدول نحو التسلح النووي
عمون - قال الدكتور محمد البرادعي، المدير السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية، في منشور على منصة "إكس"، إن قيام إسرائيل بمهاجمة إيران، بما في ذلك منشآتها النووية المحظورة بموجب القانون الدولي، وطلب الرئيس الأميركي الأسبق دونالد ترامب من طهران "الاستسلام الكامل" والتخلي عن حقها في تخصيب اليورانيوم، يُعد "عملًا واضحًا من أعمال الإذلال الوطني". وأشار البرادعي إلى أن هذه السياسات جاءت رغم أن جميع وكالات الاستخبارات الغربية أكدت أن إيران لا تمثل "تهديدًا وشيكًا"، وأن الملف النووي الإيراني كان يُدار عبر المفاوضات، في إطار خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي) الموقعة عام 2015، والتي انسحبت منها الولايات المتحدة في 2018. وحذّر البرادعي من أن "الاعتماد على القوة بدل الحوار هو طريق مضمون لتدمير معاهدة حظر الأسلحة النووية ونظام منع الانتشار"، مؤكدًا أن ذلك يبعث برسالة خطيرة إلى الدول مفادها أن الضمانة الحقيقية لأمنها تكمن في امتلاك السلاح النووي.