logo
ضريبة أميركية تلاحق العائلات العربية فماذا نعرف عنها؟

ضريبة أميركية تلاحق العائلات العربية فماذا نعرف عنها؟

Independent عربيةمنذ يوم واحد

تعتمد آلاف العائلات في العالم العربي على الحوالات المالية التي تصل إليهم من أفرادها العاملين في الخارج، وبخاصة الولايات المتحدة، التي تعد أكبر البلدان إرسالاً للأموال بنحو 80 مليار دولار.
وفي ظل الأوضاع الاقتصادية المتردية، وعدم الاستقرار داخل بعض الدول العربية، تلوح أخبار غير مبشرة لهذه الأسر، إذ يسعى الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى اقتطاع نصيب بلاده من الحوالات الخارجية، عبر فرض ضريبة بقيمة 3.5 في المئة.
وسيقتصر فرض الضريبة الجديدة على الحوالات الخارجية الصادرة عن غير المواطنين الأميركيين، وفق مشروع قانون الضرائب والإنفاق الذي قدمته الإدارة الأميركية، وأقره مجلس النواب الشهر الماضي.
ولن يبدأ العمل بهذا "القانون الكبير الجميل" كما يصفه الرئيس الأميركي إلا بعد الموافقة عليه من مجلس الشيوخ، الذي سيناقشه هذا الأسبوع. وكانت النسبة في المقترح الأولي 5 في المئة، لكنها خفضت قبل التصويت.
من الأكثر تضرراً عربياً؟
يعيش داخل الولايات المتحدة أكثر من 1.2 مليون مهاجر من منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، أي أقل من ثلاثة في المئة من إجمال المهاجرين داخل الولايات المتحدة، وفق إحصاء صادر عن معهد سياسات الهجرة لعام 2022. ومعظم هؤلاء المهاجرين قادمون من مصر (18.9 في المئة)، والعراق (18.4 في المئة)، ولبنان (10.8 في المئة)، وسوريا (9.1 في المئة).
وبين عامي 2010 و2023، ارتفعت الحوالات المرسلة من الولايات المتحدة وبقية دول العالم إلى المنطقة عبر القنوات الرسمية بنسبة 68 في المئة، لتصل إلى 63.1 مليار دولار عام 2023. وتصدرت مصر قائمة الدول المتلقية للحوالات بفارق كبير، إذ بلغت حصتها 24.2 مليار دولار، وتليها المغرب بـ12.1 مليار دولار ثم لبنان بـ6.4 مليار دولار.
وتشكل هذه الحوالات نسباً متفاوتة من الناتج المحلي في دول المنطقة، ففي لبنان تمثل نحو 28 في المئة من الناتج المحلي، و18 في المئة داخل اليمن، و10 في المئة بالأردن، مما يجعلها من الدول الأكثر عرضة للتأثر بأي تغيير يطاول هذه التدفقات المالية. أما العراق، فسيكون تأثره محدوداً، إذ لا تتجاوز التحويلات إليه واحداً في المئة من الناتج المحلي.
ومن المرجح أن يكون تأثير الضريبة الأميركية الجديدة أكثر قسوة على الدول التي تعاني حروباً وعدم استقرار مثل السودان، فبينما يبلغ عدد السودانيين المهاجرين حول العالم قرابة 6 ملايين، إلا أن تحويلاتهم المالية شهدت تراجعاً حاداً، ولم تتجاوز 150 مليون دولار عام 2019 مقارنة بـ3.1 مليار دولار عام 2008، وفقاً لجهاز تنظيم السودانيين العاملين بالخارج.
دخل الجاليات العربية في أميركا
ويعارض كثير من المهاجرين في الولايات المتحدة خطة ترمب بحجة تردي أوضاعهم الاقتصادية، وتظهر الأرقام أن الأسر المهاجرة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا تتقاضى دخولاً أقل من غيرها، فخلال عام 2022 بلغ متوسط دخل هذه الأسر نحو 67 ألف دولار، مقارنة بـ75 ألف دولار لجميع الأسر من مهاجرين أو مولودين داخل الولايات المتحدة.
ونحو 19 في المئة من المهاجرين إلى الولايات المتحدة من المنطقة يعيشون تحت خط الفقر، وتُعتبر الأسرة المكونة من أربعة أشخاص تحت خطر الفقر إذا كان دخلها السنوي أقل من 29700 دولار، وفق معايير مكتب الإحصاء الأميركي. وتفاوتت نسب الفقر بين الجنسيات، إذ أبلغ 14 في المئة من المهاجرين المصريين عن عيشهم تحت خط الفقر، مقابل 23 في المئة من الأردنيين و37 في المئة من اليمنيين.
التأثير الأكبر في أفريقيا
لا تقتصر تأثيرات الضريبة المقترحة في العرب، بل تمتد إلى دول أميركا اللاتينية وأفريقيا، حيث تعد التحويلات المالية مصدراً رئيساً للدخل.
وتشير آخر الإحصاءات إلى أن التحويلات المالية السنوية تفوق الآن مخولات المساعدات والاستثمار الأجنبي المباشر في القارة الأفريقية.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن الضريبة ستوجه "ضربة" إلى ملايين العائلات حول العالم، خلال وقت خفضت فيه الولايات المتحدة مساعداتها الخارجية بعد تفكيك الوكالة الأميركية للتنمية الدولية.
في أفريقيا ومن حيث القيمة، فسيتكبد النيجيريون خسائر بنحو 215 مليون دولار، أما غامبيا وليبيريا فستكونان الأشد تضرراً على صعيد الناتج المحلي، إذ تشكل التحويلات نحو ربع دخل كل منهما، وستتأثر السنغال التي يصنفها البنك الدولي كأكثر الدول اعتماداً على التحويلات الخارجية، وفق "نيويورك تايمز".
وتشير بيانات البنك الدولي إلى أن إجمال التحويلات إلى أفريقيا هذا العام تجاوز 92 مليار دولار، منها 12 ملياراً من الولايات المتحدة.
ضريبة مزدوجة
ويحذر منتقدو المشروع من أن الأشخاص الذين يرسلون الأموال من الولايات المتحدة يدفعون بالفعل ضريبة دخل على رواتبهم، مما يعني فرض ضريبة مزدوجة عليهم. فبموجب القانون الجديد، سيدفع المهاجرون ضريبة فيدرالية بنسبة 3.5 في المئة إلى جانب نحو ستة في المئة يتقاضاها عادة البنك أو شركة التحويل.
وسياسة فرض الضرائب على التحويلات المالية التي تأتي ضمن مشروع قانون الإنفاق تعد نادرة عالمياً، ويتوقع محللون أن يلجأ المهاجرون إلى وسائل بديلة لتجنب هذه الضريبة، مثل العملات المشفرة أو طرق غير قانونية.
وحذر ستة من الحائزين على جائزة نوبل في الاقتصاد من أن مشروع القانون بأكمله شأنه أن يضعف برامج الحماية الاجتماعية، ويزيد الدين الفيدرالي، مما سيلحق الضرر بملايين الأميركيين من خلال خفض مخصصات برنامجي الرعاية الصحية ودعم المساعدات الغذائية. وحتى إيلون ماسك الداعم الأقوى لترمب وصف التشريع المقترح بأنه "شر مقيت" وسيزيد من العجز الاتحادي، وذلك في منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي سرعان ما أيدها متشددون داخل الحزب الجمهوري.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

صفقة أوسيمين قد تكون مخاطرة كبيرة على غلطة سراي!
صفقة أوسيمين قد تكون مخاطرة كبيرة على غلطة سراي!

صدى الالكترونية

timeمنذ 2 ساعات

  • صدى الالكترونية

صفقة أوسيمين قد تكون مخاطرة كبيرة على غلطة سراي!

أثارت الأنباء المتداولة حول تقديم نادي غلطة سراي التركي عرضًا لضم النيجيري فيكتور أوسيمين، مقابل 70 مليون دولار كقيمة انتقال، وراتب سنوي يبلغ 26 مليون دولار، جدلًا واسعًا في الأوساط الرياضية. تُعد هذه الأرقام ضخمة للغاية، وقد تُشكل عبئًا ماليًا كبيرًا على ميزانية النادي، وفي حال تراجع الأداء أو تحقيق نتائج سلبية في بعض المباريات، قد يطالب الجمهور بإقالة المدرب أوكان بوروك، مما قد يؤثر سلبًا على الحالة النفسية لأوسيمين ويُفقده الحماس والرغبة في العطاء. الاستثمار بهذا الحجم في لاعب واحد يعد مغامرة محفوفة بالمخاطر، وقد يُدخل النادي في أزمة مالية حقيقية خلال العامين المقبلين إذا لم تُحقق الصفقة النتائج المرجوة. اقرأ أيضاً +

أكثر 10 دول في العالم استخدامًا لتطبيق واتساب.. دولة عربية بينها
أكثر 10 دول في العالم استخدامًا لتطبيق واتساب.. دولة عربية بينها

الوطن

timeمنذ 2 ساعات

  • الوطن

أكثر 10 دول في العالم استخدامًا لتطبيق واتساب.. دولة عربية بينها

منذ ظهوره في عام 2009، شهد تطبيق 'واتساب' تطورًا لافتًا حوله من وسيلة لتبادل الرسائل النصية إلى منصة اتصالات عالمية يستخدمها أكثر من 2.5 مليار شخص شهريًا بحلول عام 2024، ليغدو بذلك لاعبًا مؤثرًا في الاقتصاد الرقمي والتجارة الإلكترونية. صفقة القرن: استحواذ فيسبوك في واحدة من أكبر صفقات التكنولوجيا، استحوذت شركة 'فيسبوك' (التي أصبحت لاحقًا 'ميتا') على 'واتساب' في عام 2014 مقابل 19 مليار دولار، متجاوزة عرضًا سابقًا قدمته 'غوغل' بقيمة مليار دولار فقط في 2013، وفقًا لتقرير صحيفة 'الغارديان' البريطانية. ورأى مراقبون حينها أن الصفقة شكلت منعطفًا حاسمًا في تاريخ التطبيق. ad إيرادات متصاعدة.. بلا إعلانات رغم رفضه الصريح للإعلانات منذ تأسيسه، نجح 'واتساب' في تحقيق إيرادات سنوية بلغت نحو 1.7 مليار دولار في 2024، معظمها من خلال نسخة 'واتساب للأعمال'، بحسب تقارير منصتي 'Sleekflow' و'Business of Apps'. هذه النسخة صُممت خصيصًا لتلبية احتياجات الشركات في خدمة العملاء والتسويق ضمن منظومة 'ميتا'، التي بلغت إيراداتها الإجمالية في العام نفسه نحو 164.5 مليار دولار. ورغم مجانية التطبيق وخلوه من الإعلانات التقليدية، استندت فلسفة المؤسسين جان كوم وبريان أكتون على احترام خصوصية المستخدمين. كتب كوم في مقال شهير: 'لا أحد يستيقظ متحمسًا لرؤية المزيد من الإعلانات'، مؤكدًا أن التطبيق لن يبيع بيانات المستخدمين مقابل الربح. ad أدوات مدفوعة للشركات.. نموذج تجاري بديل بدلاً من الإعلانات، تبنّى واتساب نموذجًا تجاريًا قائمًا على الخدمات المدفوعة للشركات، أبرزها 'واجهة البرمجة للأعمال'، التي تتيح للشركات التواصل مع العملاء برسوم تُحسب بناءً على عدد الرسائل والدولة. كما أطلق ميزة 'انقر للرسالة' التي تربط إعلانات فيسبوك بحسابات واتساب التجارية. وقد استخدمت شركات عالمية مثل 'سامسونغ'، و'لينوفو'، و'لوريال'، و'شيفروليه' هذه الأدوات، كما عقد واتساب شراكات مع شركات عملاقة في أسواق نامية مثل 'أمازون' و'أوبر' في الهند وأميركا اللاتينية. وتُشير تصريحات نائبة رئيس المنتجات في ميتا، نيكيلا سرينيفاسان، إلى أن أكثر من 200 مليون شركة باتت تعتمد على 'واتساب للأعمال'. الأسواق الناشئة تقود النمو منذ إطلاقه عام 2018، حظي تطبيق 'واتساب للأعمال' بانتشار واسع في دول أميركا اللاتينية وآسيا. وتُظهر بيانات 'Contexto' أن البرازيل تصدرت العائدات في 2022 بنحو 5.28 مليارات دولار، تلتها المكسيك بـ1.94 مليار دولار. وفيما يلي قائمة بأعلى الدول من حيث عدد المستخدمين في 2024: الهند: 390 مليون مستخدم البرازيل: 148 مليون إندونيسيا: 112 مليون الولايات المتحدة: 98 مليون الفلبين: 88 مليون المكسيك: 77 مليون تركيا: 56 مليون مصر: 55 مليون ألمانيا: 44 مليون نيجيريا: 40 مليون أرقام قياسية في النمو تطورت إيرادات واتساب بشكل مطّرد خلال السنوات الماضية: 2018: 443 مليون دولار 2019: 507 ملايين دولار 2020: 632 مليون دولار 2021: 790 مليون دولار 2022: 906 ملايين دولار 2023: 1.3 مليار دولار 2024: 1.7 مليار دولار كما ارتفع عدد مستخدمي التطبيق من 103 ملايين في عام 2012 إلى 2.5 مليار في 2024، مع أكثر من 6.3 مليارات عملية تحميل منذ انطلاقه. خصوصية تحت المجهر رغم هذا النجاح، لم يخلُ التطبيق من الجدل. ففي عام 2021، أثار تحديث سياسة الخصوصية موجة من الانتقادات، خاصة في الهند، حيث اعتُبرت هذه السياسة تهديدًا لحقوق المستخدمين. وتقدمت منظمات بدعاوى قضائية أمام المحكمة العليا في نيودلهي، واعتبرت المحكمة أن إجبار المستخدمين على مشاركة بياناتهم يُعد انتهاكًا للخصوصية. اتهامات بالتضليل واحتكار السوق كما اتُّهم 'واتساب' بلعب دور في نشر الأخبار الكاذبة والشائعات، خاصة خلال الانتخابات في دول مثل البرازيل والهند، وسط غياب آليات فعالة لضبط المحتوى. ودفع ذلك جهات تنظيمية، خصوصًا في أوروبا، للضغط باتجاه تشريعات صارمة ضد هذا النوع من التطبيقات. في المقابل، يثير تمدد 'واتساب' في الأسواق الناشئة قلقًا بشأن المنافسة، لا سيما أن التطبيق بات يشكل جزءًا من 'الاحتكار الثلاثي' الذي تملكه 'ميتا' إلى جانب 'فيسبوك' و'إنستغرام'. وقد كشفت وثائق أميركية أن مارك زوكربيرغ ناقش فصل 'إنستغرام' عن ميتا تحسبًا لدعاوى قضائية محتملة، في حين تسعى لجنة التجارة الفدرالية الأميركية حاليًا لإلغاء استحواذ الشركة على واتساب وإنستغرام.

الإفراج بكفالة عن أسترالي معتقل في العراق منذ 4 سنوات
الإفراج بكفالة عن أسترالي معتقل في العراق منذ 4 سنوات

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

الإفراج بكفالة عن أسترالي معتقل في العراق منذ 4 سنوات

أعلن مصدر أمني عراقي اليوم الجمعة الإفراج عن السجين الأسترالي روبرت بيثر بكفالة، بعد اعتقاله لأربع سنوات إثر خلاف مع البنك المركزي العراقي، لكن المهندس سيظل ممنوعاً من مغادرة البلاد. واعتقل بيثر وهو أسترالي الجنسية تعيش عائلته في إيرلندا في أبريل (نيسان) 2021 مع مساعده المصري، وحكم عليهما بالسجن خمس سنوات وبغرامة مالية قدرها 12 مليون دولار، وفق تقرير لمجموعة عمل أممية. واعتقل الأسترالي والمصري إثر "خلاف تعاقدي" مع البنك المركزي العراقي و"تقصير مفترض في المدفوعات" المالية، وفقاً لمجموعة العمل التابعة لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة. وأكد المسؤول الأمني العراقي الجمعة لوكالة الصحافة الفرنسية أن بيثر "أطلق سراحه من قبل السلطات العراقية لسوء حالته الصحية" من دون أن يتحدث عن السجين المصري. ونقلت قناة "أي بي سي" الأسترالية العامة ترحيب وزيرة الخارجية بيني وونغ بتخلية المواطن الأسترالي، موضحة أنها أثارت قضيته مراراً مع السلطات العراقية. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) بدوره، رحب وزير الخارجية الإيرلندي سيمون هاريس بالإفراج عن بيثر وكتب على منصة "إكس"، "تم إطلاق سراح روبرت وهو لا يزال في العراق"، موضحاً أنه تبلغ بالخبر من نظيره العراقي فؤاد حسين. واعتبر هاريس أن ما حصل "تطور إيجابي"، يشكل "خطوة أولى للسماح له بالعودة إلى عائلته" في إيرلندا. وأبلغت زوجة بيثر التي تقود منذ أربعة أعوام حملة لإطلاق سراحه، وسيلة إعلام إيرلندية أنه "ليس على ما يرام"، وينبغي أن يعود "لتلقي العلاج الطبي المناسب". وأكدت أن السلطات العراقية تمنعه من السفر. ووفقاً للتقرير الأممي كان بيثر ومساعده يعملان مع شركة هندسية مقرها الإمارات العربية المتحدة، مكلفة الإشراف على تشييد المقر الجديد للبنك المركزي العراقي في وسط بغداد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store