
الإمارات وتفعيل ChatGPT على المستوى الوطني: خطوة استراتيجية نحو السيادة الرقمية الشاملة
في واحدة من أكثر الخطوات جرأة في العالم الرقمي، أعلنت الإمارات العربية المتحدة عن شراكة استراتيجية مع شركة OpenAI من ضمن مبادرة "Stargate UAE"، تهدف إلى تمكين السكان من الوصول إلى أدوات الذكاء الاصطناعي المتقدمة على نطاق وطني، بما في ذلك خدمات مثل ChatGPT.
ورغم أن الإعلان لم يُشر بوضوح إلى تقديم خدمة ChatGPT Plus مجاناً الى جميع السكان، إلا أن هذه الشراكة تشير بوضوح إلى توجه الدولة نحو "دمقرطة" الوصول إلى الذكاء الاصطناعي وتكريسه جزءاً من البنية التحتية المستقبلية.
من التمكين التقني إلى السيادة الرقمية
تُعد هذه المبادرة أكثر من مجرد اتفاقية تقنية. إنها إعلان سيادي بأن الذكاء الاصطناعي لم يعد رفاهية أو أداة نخبوية، بل حاجة وطنية واستثمار في رأس المال البشري.
بناء مركز بيانات ضخم بقدرة 1 جيغاواط في أبوظبي، بالتعاون مع شركات عملاقة مثل Oracle وNVIDIA وCisco وSoftBank، يعني أن الإمارات لا تستورد الذكاء الاصطناعي فحسب، بل تُصبح مركزاً لإنتاجه وتصديره وتوطينه.
إعادة تعريف الخدمة العامة
لأول مرة، نسمع عن دولة تُفعّل أدوات الذكاء الاصطناعي بالطريقة نفسها التي توفر فيها الكهرباء أو الإنترنت. الحديث هنا لا يدور عن "تجربة تكنولوجية"، بل عن تحول في فلسفة الدولة حيال علاقتها بالمجتمع، حيث المعرفة والتحليل والتنبؤ لم تعد وظائف نخبوية، بل جزء من الحياة اليومية لكل مواطن ومقيم.
الفرصة أمام الجميع… والتحدي أيضاً
إذا تحقق هذا التمكين فعلياً، فنحن أمام نقطة تحوّل كبرى، إذ على المؤسسات التعليمية إعادة تصور أدوات التعليم، وعلى الإدارات العامة إدماج الذكاء الاصطناعي في تقديم الخدمات، وعلى الأفراد تطوير مهاراتهم لفهم هذه الأدوات واستثمارها.
لكنّ التحدي الحقيقي لا يكمن في الإتاحة التقنية فحسب، بل في الاستعداد المجتمعي والمؤسسي لتفعيلها بفعالية وأمان. نحن بحاجة إلى برامج توعية، أطر حوكمة، وتدريب واسع النطاق حتى لا يُعاد إنتاج الفجوة الرقمية بنسخة جديدة.
شات جي بي تي (وكالات)
لحظة فاصلة للمنطقة
ما تقوم به الإمارات ليس مجرد تطور محلي، بل إشارة إقليمية إلى أن من يجرؤ على الاستثمار في الذكاء الاصطناعي، ومن يُفعّل أدواته ضمن رؤية واضحة، سيكون له موقع متقدم في مستقبل الاقتصاد العالمي.
إنها دعوة ضمنية للدول الأخرى في المنطقة، فالذكاء الاصطناعي لم يعد خياراً، بل ضرورة سيادية واقتصادية وإنسانية.
ربما لم تُعلن الإمارات رسمياً عن إتاحة ChatGPT Plus مجاناً للجميع بعد، لكن الرسالة وصلت: من يمكّن شعبه من الوصول إلى أدوات الذكاء، يمكّنه من السيطرة على مستقبله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون 24
منذ 7 ساعات
- ليبانون 24
لكل من يعاني من ردود سطحية من ChatGPT.. جرّب "قاعدة الكلمات الثلاث"!
رغم تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي مثل ChatGPT في أداء مهام يومية متعددة، بدءاً من كتابة المقالات وتلخيص الاجتماعات، وصولاً إلى طلب المشورة النفسية، إلا أن بعض المستخدمين لا يزالون يواجهون صعوبة في الحصول على ردود دقيقة وشخصية تتجاوز الطابع السطحي أو التكرار. وفي هذا السياق، تبرز "قاعدة الكلمات الثلاث" كأداة ذكية وبسيطة تُحدث فرقاً ملموساً في جودة المخرجات وسياقها المهني أو الإبداعي. ما هي قاعدة الكلمات الثلاث؟ تعتمد القاعدة ببساطة على إضافة توجيه مكوّن من ثلاث كلمات إلى نص الطلب الموجّه إلى ChatGPT، ما يمنحه إطاراً واضحاً للرد من خلال نبرة معينة، أو أسلوب كتابة محدد، أو منظور مهني خاص. لا تتطلب القاعدة إعادة صياغة السؤال أو تعقيد اللغة، بل يكفي إدراج عبارة قصيرة تتضمن: "مثل محامٍ"، "كن معلّماً"، أو "تصرّف كأديب"، لتحفيز الذكاء الاصطناعي على تقديم ردود أكثر عمقاً وتخصصاً. فعلى سبيل المثال، تؤدي عبارة "مثل محامٍ" إلى ردود منظمة ومنطقية، بينما تنتج عبارة "كن معلّماً" شروحات مبسطة وواضحة، أما "تصرّف كأديب" فتنتج نصوصاً قوية ومباشرة. لماذا تنجح هذه الطريقة؟ النجاح وراء هذه القاعدة يكمن في قدرة ChatGPT على محاكاة أساليب كتابية وأصوات مهنية متعددة، بفضل تدريبه على كم هائل من النصوص والأنماط اللغوية. فبمجرد توجيهه عبر عبارة قصيرة على غرار "مثل أستاذ جامعي"، يتحول أسلوبه تلقائياً ليتماشى مع طبيعة هذا الدور، ما يمنح المستخدم رداً أقرب إلى ما قد يقدمه خبير بشري في نفس المجال. وتُعد القاعدة مفيدة بشكل خاص في الحالات التي تتطلب استهداف جمهور معين، أو استخدام نبرة محددة، سواء كانت إقناعية، تعليمية، أو تقنية، أو تجنّب الردود العامة أو السطحية. أمثلة على صيغ فعّالة يمكن استخدام القاعدة عبر صيغ متعددة تناسب مختلف الأغراض، من الكتابة إلى الترجمة والتحليل الإبداعي، ومن بين الأمثلة الشائعة "لخّص مثل صحافي"، "اشرح مثل أستاذ"، "قدّم ملاحظات مثل مرشد"، "اكتب قصيدة مثل كاتب أغاني"، "ترجم مثل دبلوماسي". وتزداد فاعلية القاعدة كلما كانت الشخصية المختارة أكثر تحديداً ودقة، مثل مدير تنفيذي، معالج نفسي، مصمم، مدرب، أو حتى مراهق، حيث تضفي بُعداً إنسانياً وواقعياً على الرد.


النهار
منذ 11 ساعات
- النهار
مليار مستخدم لأداة "ميتا إيه آي" حسب تأكيدات زوكربيرغ
وأفاد الرئيس التنفيذي لمجموعة "غوغل" سوندار بيتشاي الأسبوع المنصرم أن خدمة "إيه آي أوفرفيوز" التي توفر إجابات مكتوبة بواسطة الذكاء الاصطناعي عن الاستفسارات على محرّك البحث "تضم أكثر من 1,5 مليار مستخدم". وأضاف "هذا يعني أن "غوغل" يضع الذكاء الاصطناعي التوليدي في متناول عدد من الناس أكبر من عدد مستخدمي أي منتج آخر في العالم". وبعد نجاح أداة المساعدة "تشات جي بي تي" القائمة على الذكاء الاصطناعي التي أطلقتها شركة "أوبن إيه آي" في نهاية عام 2022، بدأت شركات التكنولوجيا العملاقة باستثمار عشرات مليارات الدولارات لتوفير أدوات منافسة. ودمجت "ميتا" الذكاء الاصطناعي في مختلف خدماتها سعياً إلى أن تجتذب أداتها المساعدة القائمة على الذكاء الاصطناعي أكبر عدد من المستخدمين في العالم. وفي كانون الأول/ديسمبر 2024، وصل عدد مستخدمي منصة واحدة على الأقل يومياً من منصات "ميتا" إلى 3,5 مليارات في مختلف أنحاء العالم. ويظهر المُساعد القائم على الذكاء الاصطناعي بسهولة بالغة على "واتساب" و"إنستغرام"، بمجرد إجراء بحث، من دون الحاجة إلى البحث عنه بالتحديد. كذلك أطلقت "ميتا" قبل شهر "ميتا إيه آي" كتطبيق منفصل. وأشار سوندار بيتشاي الأسبوع الفائت إلى أن لدى "جيمناي"، مساعد الذكاء الاصطناعي من "غوغل"، 400 مليون مستخدم نشط شهرياً. وفي شباط/فبراير، بلغ عدد مستخدمي أداة "أوبن إيه آي" النشطين أسبوعياً 400 مليون.


المنار
منذ 18 ساعات
- المنار
تنافس تكنولوجي بين الصين واميركا: 'ديب سيك' تطلق نموذج R1
أطلقت شركة ديب سيك الصينية الناشئة، التي أحدثت صدمةً في الأسواق هذا العام، بهدوء نسخةً مُحسّنة من نموذجها للاستدلال بالذكاء الاصطناعي. لم تُصدر الشركة إعلانًا رسميًا، ولكن تم إصدار نسخة R1 من 'ديب سيك' المُحسّنة على منصة Hugging Face لتخزين نماذج الذكاء الاصطناعي. برزت 'ديب سيك' هذا العام بعد أن تفوّق نموذجها الاستدلالي المجاني ومفتوح المصدر R1 على عروض منافسيها، بما في ذلك 'ميتا' و'OpenAI'. وقد صدم انخفاض التكلفة وقصر مدة التطوير الأسواق العالمية، مما أثار مخاوف من أن شركات التكنولوجيا الأميركية العملاقة تُفرط في الإنفاق على البنية التحتية، مما يُفقد مليارات الدولارات من قيمة أسهم شركات التكنولوجيا الأميريكية الكبرى، مثل شركة إنفيديا، الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي. نموذج 'ديب سيك R1″، هو نموذج استدلال محُسن، ما يعني أن الذكاء الاصطناعي قادر على تنفيذ مهام أكثر تعقيدًا من خلال عملية تفكير منطقية تدريجية. يأتي نموذج DeepSeek R1 المُحسّن خلف نموذجي الاستدلال o4-mini وo3 من 'OpenAI' مباشرةً على 'LiveCodeBench'، وهو موقع يُقارن النماذج بمقاييس مختلفة. أصبح 'ديب سيك' مثالاً يُظهر استمرار تطور الذكاء الاصطناعي الصيني رغم محاولات أميركا تقييد وصول البلاد إلى الرقائق وغيرها من التقنيات. جدير بالذكر كشفت شركتا التكنولوجيا الصينيتان العملاقتان 'بايدو' و'تنيست' عن كيفية تحسينهما لنماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بهما للتعامل مع قيود صادرات أشباه الموصلات الأميركية. انتقد جنسن هوانغ، الرئيس التنفيذي لشركة إنفيديا، المُصممة لوحدات معالجة الرسومات اللازمة لتدريب نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة، ضوابط التصدير الأميركية يوم الأربعاء. وقال هوانغ: 'استندت أميركا في سياستها إلى افتراض أن الصين لا تستطيع تصنيع رقائق الذكاء الاصطناعي. لطالما كان هذا الافتراض موضع شك، والآن أصبح خاطئًا تمامًا'. وأضاف هوانغ: 'السؤال ليس ما إذا كانت الصين ستمتلك ذكاءً اصطناعيًا، بل إنها تمتلكه بالفعل'.