
ما هي آداب الرجوع من الحج؟.. "الإفتاء" تجيب
ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية، يقول صاحبه، ما هي آداب الرجوع من الحج؟ فوالدي سافر إلى الحج هذا العام، وطلب مني أن أسألكم عن أهم الآداب التي تُراعى لمن هو عائد من الحج؟.
وقالت دار الإفتاء المصرية في ردها على السائل، إن الآداب التي تُراعى للعائد من الحج كثيرة، من أهمها: أن يُعجِّل بالرجوع إلى أهله، والدعاء، وعمل النقيعة، وإخبار أهله بموعد قدومه، والابتعاد عن الذنوب والمعاصي، ومداومة التعلق بالدار الآخرة، حتى يحافظ على نقائه الذي عاد به من الحج، فيكون حاله بعد الحج أفضل منه قبله.
وأوضحت الإفتاء أن هناك مجموعةٌ من الآداب التي ينبغي أن يراعيها مَنْ حج البيت المعظم، وهي مأخوذة من هدي النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وبمراعاتها يَعْظُم أجره، وتحصل له بعد الحج بركته، ومن هذه الآداب:
- أن يتعجل في الرجوع إلى بلده وأهله: فعن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «إِذَا قَضَى أَحَدُكُمْ حَجَّهُ فَلْيُعَجِّلِ الرِّحْلَةَ إِلَى أَهْلِهِ، فَإِنَّهُ أَعْظَمُ لِأَجْرِهِ» رواه الدارقطني، والبيهقي، والحاكم.
- أن يقرأ دعاء السفر أثناء ركوبه، ولفظه: «اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، ﴿سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنْقَلِبُونَ﴾ اللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ فِي سَفَرِنَا هَذَا البِرَّ وَالتَّقْوَى، وَمِنَ الْعَمَلِ مَا تَرْضَى، اللَّهُمَّ هَوِّنْ عَلَيْنَا سَفَرَنَا هَذَا وَاطْوِ عَنَّا بُعْدَهُ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الصَّاحِبُ فِي السَّفَرِ، وَالْخَليفَةُ فِي الْأَهْلِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ وَعْثَاءِ السَّفَرِ، وَكَآبَةِ الْمَنْظَرِ، وَسُوءِ الْمُنْقَلَبِ فِي الْمَالِ وَالْأَهْلِ، وإذا رَجَعَ قَالَهُنَّ وَزَادَ فِيهِنَّ: آيِبُونَ، تائِبُونَ، عَابِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ» رواه الإمام مسلم.
- أن يدعو بالدعاء الوارد في خصوص ذلك في السنة المطهرة: فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان إذا قَفَلَ من غزو أو حج أو عمرة، يُكَبِّرُ على كل شَرَفٍ من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، آيِبُونَ، تَائِبُونَ، عَابِدُونَ، سَاجِدُونَ، لِرَبِّنَا حَامِدُونَ، صَدَقَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَنَصَرَ عَبْدَهُ، وَهَزَمَ الأَحْزَابَ وَحْدَهُ» متفق عليه؛ وذلك تعظيمًا لله ومواظبةً على ذكره وإظهارًا لكلمته، وإنما كان يَخُصُّ بذلك الشرف؛ لأن منه يرى من الأرض ما يقع عليه بصره، فكان يستحب أن يفعل ذلك أول ما يرى من الأرض مما فتحه الله عليه ويستقبله بالتكبير والتعظيم، ولأن ما شُرِعَ فيه الإعلان من الذكر فالأحق به ما علا من الأرض كالأذان والتلبية؛ لأن في ذلك إظهارًا للذكر، وفي تخصيص المطمئن به من الأرض ضرب من التَّسَتُّرِ، كما قال الإمام الباجي في "المنتقى" (3/ 77، ط. مطبعة السعادة).
- أن يُخبر أهله بموعد قُدُومه: قال الإمام النووي في "الإيضاح في مناسك الحج والعمرة" (ص: 514، ط. دار البشائر الإسلامية): [يُستحب إذا قَرُبَ من وطنه أن يبعث قُدَّامَهُ من يخبر أهله؛ كي لا يقْدَم عليهم بغتة؛ فهذا هو السنة] اهـ، ومعلوم أن الإخبار يكون في كل زمان بحسبه.
- أن يدعو بالدعاء المستحب عند الإشراف على بلده ووطنه: فإذا أشرف على بلده فَحَسَن أن يقول: اللهم إني أسألك خيرها، وخير أهلها، وخير ما فيها، واستحب أن يقول: اللهم اجعل لنا بها قرارًا، ورزقًا حسنًا، اللهم ارزقنا جَنَاها، وأعذنا من وبالها، وحببنا إلى أهلها، وحبب صالحي أهلها إلينا. كما أفاد الإمام النووي في "الإيضاح" (ص: 514).
- أن يجمع الناس على الطعام، كما هو الحال في كل عائد من سفر، ويسمى نقيعة، وعمل النَّقِيعَةِ ودعوة الناس إليها عند قدوم المسافر من حج وغيره هو صنيع مُستحسَنٌ أقرَّه الشرع وجاءت بأصله السنة النبوية المشرفة، فعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما: أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ "لَمَّا قَدِمَ المَدِينَةَ، نَحَرَ جَزُورًا أَوْ بَقَرَةً" أخرجه البخاري، وبوَّب له بـ(باب الطعام عند القدوم). وفيه: استحباب الضيافة والإطعام عند القدوم من السفر... وهو من فعل السلف، كما في "شرح صحيح البخاري" للإمام ابن بطال (5/ 243، ط. مكتبة الرشد).
قال الإمام بدر الدين العيني في "عمدة القاري" (15/ 16، ط. دار إحياء التراث): [وهذا الطعام يسمى النَّقِيعة، بفتح النون وكسر القاف: مشتق من النقع، وهو الغبار؛ لأن المسافر يأتي وعليه غبار السفر] اهـ.
وقال المُلَّا علي القاري في "مرقاة المفاتيح" (6/ 2516، ط. دار الفكر) عند شرح حديث جابر رضي الله عنه السابق: [السُّنَّةُ لمن قَدِم من السفر: أن يُضيِّفَ بِقَدْر وُسْعِهِ، ذكره الطيبي، وقال ابن الْمَلَكِ: الضيافة سُنَّةٌ بعد القُدوم] اهـ.
- جلب الهدايا والهبات وما يُدخل به السرور على نفوس الأهل وغيرهم، ويبعث في نفوسهم الشوق إلى زيارة بيت الله الحرام، كالثياب والسواك والمسبحة والطيب وسجادة الصلاة، وغير ذلك.
وفي الجملة: فإن الأنفع للعائد من الحج أن يتخلق بكل أدب يتوافق مع إتمام هذه الشعيرة العظيمة، وبما يحافظ له على البركة التي شملته من خلال الشعائر والمناسك والبقاع الطاهرة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 39 دقائق
- الجمهورية
"الشرع حلل أربعة"تبرير الرجال..فما حكم الزواج بأخرى دون عذر واضح؟
استنكر فضيلته اتجاه الرجل إلى الزواج بأخرى قائلا:"كأنه أقام الشرع كله ويأتى عند تلك النقطة ويريد تنفيذها، هذا مدخل لخراب البيت فطالما الله أعطاك بيت وزوجة وأولاد اقنع بما وهبك الله واحمد الله عليهم". تابع أمين الفتوى هناك حالات يجوز فيها الزواج بأخر كأن تكون الزوجة مريضة أو لا تقوى على خدمة الرجل،أما إذا كانت الزوجة تكفي بيتها وتقوم عليه وعلى رعاية الأبناء فلا داعي للزواج بأخرى لأن الله سيعاقبك على خراب بيتك،فقد وهبك بيتا آمنا مستقرا فليس هناك داعي للزواج الثاني. أوصى د.عويضة بالتفكير فى الأمر،وما عليه من واجبات تجاه أسرته،منوها إلى أنه من حق الزوجة رفض زواج الرجل بغيرها.


24 القاهرة
منذ ساعة واحدة
- 24 القاهرة
فضل صيام عاشوراء وحكمه.. كيف كان الاحتفال به قبل الإسلام؟
جاء في فضل صيام عاشوراء، الكثير من الأدلة التي تبرز سبب ترقب المسلمين لهذه المناسبة العظيمة التي نجا الله فيها سيدنا موسى من بطش فرعون وجنوده، وهي أيضا مناسبة يتنافس فيها المسلمون لعبادات خاصة تزيد حياتهم خيرات وبركات. ويتساءل البعض ما فضل فضل صيام عاشوراء وما أدلة ذلك، كذلك حول حكم صيامه منفردا أو مع تاسوعاء أم يجب صيام يوم قبله ويوم بعده، وهل كان يصومه اليهود بالفعل؟. عبر القاهرة 24 نوضح معلومات قيمة حول فضل صيام عاشوراء وكيف كان يتعامل الإسلام مع صيام عاشوراء وكيف كان يقدسه اليهود من قبل؟. فضل صيام عاشوراء قالت دار الإفتاء المصرية إن فضل صيام عاشوراء، ورد فيه أنه يكفر ذنوب السنة التى قبله؛ فعن أبى قتادة رضى الله عنه أن النبى صلى الله عليه وآله وسلم قال: "صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ، وَالسَّنَةَ الَّتِى بَعْدَهُ، وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ، أَحْتَسِبُ عَلَى اللهِ أن يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِى قَبْلَهُ" رواه مسلم. وأكدت أنه يجوز شرعًا صوم يوم عاشوراء منفردًا؛ لعدم ورود النهي عنه، ولثبوت الفضل والأجر لمن صامه ولو منفردًا، إلا أنه يستحب صوم يوم قبله أو بعده لمن استطاع، كما يستحب صوم يوم الحادى عشر من شهر المحرم مع يوم عاشوراء لمن لم يصم يوم التاسع. واستدلت بما ورد عن الْإِمَامِ أَحْمَدَ: "صُومُوا يَوْمَ عَاشُورَاءَ، وَخَالِفُوا الْيَهُودَ وَصُومُوا قَبْلَهُ يَوْمًا وَبَعْدَهُ يَوْمًا". الشيخ إبراهيم رضا من علماء الأزهر ونشر الأزهر الشريف عبر الفيسلوك، منشورا يؤكد ان يوم عاشوراء من أيَّام الله العظيمة التي شُرِعَ لنا صِيامُه، يومٌ أظهر الله فيه سيدنا موسى عليه السَّلام على فرعون، وأغرق الله فرعون وجنوده، وغشيهم من اليمِّ ما غشيهم، فصامَه النبي صلَّى الله عليه وسلَّم شكرًا لله على نجاة أخيه موسى عليه السلام، وأمرَ المسلمين بصيامه. ما هو سبب صوم يوم عاشوراء؟ بشأن ما هو سبب صوم يوم عاشوراء؟، أكد الشيخ إبراهيم رضا، من علماء الأزهر الشريف، أن يوم عاشوراء لم يكن اليهود يصومونه بالصفة التي نعرفها عن الصيام، بل كانوا يحيونه بالغناء والاحتفال، موضحا ان بطون اليهود كانت تحتفل بهذا اليوم بالخروج إلى الساحات وارتداء الملابس الجديدة واللهو واللعب، كأنه عيد يحتفلون به. وأشار الشيخ إبراهيم رضا إلى أنه عندما علم النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر، أمر المسلمين أن يصوموا يوم عاشوراء. وروى عن سيدنا أبي قتادة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن صيام هذا اليوم مكفر لذنوب عام كامل مضى. وأكد أن هناك إجماعًا بين الفقهاء على أن صيام هذا اليوم يكفر صغائر الذنوب للعام الذي مضى، بينما تبقى الكبائر مثل أكل أموال الناس بالباطل من الذنوب التي لا يغفرها الله تعالى لمرتكبها إلا بالتوبة النصوح ورد الحقوق لأصحابها. وقارن الشيخ إبراهيم رضا بين صيام يوم عاشوراء وصيام يوم عرفة، مشيرًا إلى أن صيام يوم عرفة يكفر ذنوب عامين كاملين، وهو مقصود به صغائر الذنوب وليس حقوق الناس. وشدد على أن حقوق الناس لا غفران فيها إلا برد الحقوق إلى أصحابها. وذكر أن يوم عاشوراء يوم مبارك شهده النبي صلى الله عليه وسلم في السنة الأولى للهجرة عندما دخل المدينة المنورة، مؤكدًا أن الهجرة كانت أمرًا لنصرة الدين والعصمة من الناس، مستشهدًا بقول الله تعالى في هذا الشأن. وأوضح الشيخ إبراهيم رضا أن صيام يوم عاشوراء ينقسم إلى ثلاث درجات: الدرجة الأولى هي صيام يوم قبله ويوم بعده، والدرجة الثانية هي صيام التاسع والعاشر من محرم، وهو من الأمور التي يظن بعض الناس أنها تمنع تشبهنا باليهود، حيث يعتقدون خطأً أن صيامه منفردًا هو تشبه بهم. ونفى هذا الاعتقاد، مؤكدًا أن هذا الأمر ليس له نص شرعي، لأن اليهود لم يكونوا يصومون من الأساس كما بين سابقًا. وأشار إلى أن الدرجة الثالثة هي صيام يوم عاشوراء بمفرده، وهذا يكفي لنيل الأجر والثواب المترتب على صيام هذا اليوم المبارك.


الدستور
منذ 2 ساعات
- الدستور
خالد الجندي عن قصة "سقي الكلب": من رحم المخلوقات نبلغ رضا الخالق
قال الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن حديث النبي صلى الله عليه وسلم بشأن الرجل الذي سقى كلبًا يعكس عمق الرحمة في الإسلام، ويقدم درسًا إنسانيًا راقيًا حول التعامل مع المخلوقات. تفصيل الحديث وأضاف، خلال برنامج "لعلهم يفقهون" على قناة DMC، أن الحديث يرويه الصحابي الجليل أبو هريرة رضي الله عنه، وهو متفق عليه بين البخاري ومسلم، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم قصّ على أصحابه قصة رجل اشتد به العطش، فوجد بئرًا فنزل فيها وشرب، ثم خرج ليجد كلبًا يلهث من شدة العطش، يأكل الثرى.. فقال الرجل: "لقد بلغ هذا الكلب من العطش ما بلغ بي"، فنزل مجددًا وملأ خفه ماء، ورفعه بفمه ليسقي الكلب، فشكر الله له فغفر له. وأكد "الجندي" أن هذا الحديث له روايتان، إحداهما عن رجل، والأخرى عن امرأة بغي من بني إسرائيل فعلت الأمر ذاته، فسقى الله لها وغفر لها. وقال: "هذا يدل على تعدد الحادثة، وأن القصة وقعت مرتين مع شخصين مختلفين"، مستشهدًا بشرح الإمام بدر الدين العيني. كل من أكرم مخلوقًا أكرمه الخالق وتابع قائلًا: "الدرس العميق هنا هو أن كل من أكرم مخلوقًا أكرمه الخالق، فكيف بمن يُكرم الإنسان؟ إذا كان من سقى كلبًا شُكر وغُفر له، فما بالنا بمن يُحسن إلى البشر؟"، مضيفًا أن الحديث يحمل كلمات ثلاثة محورية: شكر، وغفر، وأُدخل الجنة. وأوضح أن التنوع في الروايات بين رجل وامرأة يؤكد أن الأجر لا يتوقف على جنس فاعل الخير، بل على العمل ذاته، مشيرًا إلى قوله تعالى: "من عمل صالحًا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة".