
الكنديون يصوّتون مباشرة ضدّ ترامب
إيطاليا تلغراف
دلال البزري
كاتبة وباحثة لبنانية
قبل الإعصار الترامبي، كان الكنديون يسخرون من علاقة ساستهم بالولايات المتحدة، من انبهارهم بها وضعفهم حيالها. تروي إحدى نكاتهم: رئيس الوزراء يحمل كوباً من الماء، فيطلب منه الرئيس الأميركي أن يسقيه منه. ماذا يفعل؟… يعطيه الكوب بأكمله. في البدء، لم يصدقّوا ترامب عندما قال، في إحدى الولائم في ناديه الخاص، إنه سيضمّ كندا إلى الولايات المتحدة. قالوا إنه يمزح، أو يتباهى، كعادته. وبعدما أعلنها رسمياً، وكرّر أن كندا ستكون الولاية الأميركية الواحدة والخمسين، بأنه سيفرض التعرفات الجمركية على صناعاتها ومواردها، وبعدما قلَّل من احترام رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو، وقدّمه إلى الصحافة بصفته 'حاكم ولاية كندا'… انقلب المزاج الكندي رأساً على عقب. وخرج الكنديون عن هدوئهم الخرافي، وامتلأت الأجواء بالظواهر الجديدة؛ الأغاني التي تتغنّى بكندا، بكندا وحدَها وبما يميّزها عن الولايات المتحدة؛ المقاطعة السريعة للبضائع الأميركية وسحبها من الرفوف، خصوصاً الكحول؛ الحملة في المحالّ التجارية بالملصقات على البضائع 'صُنع في كندا'؛ واللافتات في الشوارع، فيها قلوبٌ كبيرةٌ مضاءة بألوان الزهر، وتحتها عبارة 'محلّي'؛ صفير صاخب ضدّ فريق الهوكي أثناء مباراة كانت تُعتبَر ودّيةً في السابق، وإطلاق أغنية من وحي صرخاتهم على المدرّج 'فلنُخرِج قوّتنا'، التي تحوّلت أغنيةَ 'مقاومة جماعية وطنية' ضدّ الإجراءات الأميركية؛ انتشار القمصان، المكتوب عليها 'ليس للبيع'، أو 'أبداً 51″؛ ذيوع مقالات وتصاعد أصوات تنادي بـ'المقاوِمة' ضدّ ترامب في الإعلام ومواقع التواصل مثل 'لن نكون أبدا الولاية الواحدة والخمسين'، و'قرارات غبيّة'، أو 'هراء كبير'؛ تظاهرات واعتصامات في أنحاء المدن والضواحي، أشهرها تظاهرة مونتريال أوائل إبريل/ نيسان الماضي؛ مقاطعة الرحلات إلى الولايات المتحدة، إلغاء حجوزات الإجازات والصيف، إلغاء إقامات 'طيور الثلج' في كاليفورنيا، الخاصّة بالمتقاعدين الكنديّين الميسورين.
الحكومة والمعارضة والمؤسّسات الرسمية كلّها وقفت ضدّ مراسيم ترامب، من المحافظين إلى الليبراليين إلى اليساريين الديمقراطيين والخضر… غالبيتهم أعلنوا: 'دولار ضدّ دولار'، وناشدوا بالدفاع عن 'سيادة كندا واقتصادها' في وجه التهديد الأميركي، ووعدوا بمساعدة القطاعات التي ستتضرّر بنتيجة التعرفات، وبإيجاد بدائل عن البضائع الأميركية المستوردة. وتجد قوّة ردّة فعلهم في كلمة 'خيانة'. يشعر الجميع بأن أميركا خانتهم؛ الصداقة والجيرة القديمتَين، والتقارب أو التماهي الثقافي، والثقة بالنيات، بل أحياناً، كما تدلّ سالفة 'كوب الماء'، التنازل عن بعض الحقوق في مقابل الاطمئنان. فالكنديون لا يحبّذون الصراعات ولا يغضبون ولا يتوتّرون، ويعشقون هُويَّاتهم وبيوتهم وعائلاتهم، بل قليلاً ما يبالون بالانتخابات. من أتى من بلاد مثل بلادنا يُدهَش من هذا التسليم بالمستقبل.
ثمّ تقرّرت الانتخابات. قبلها كان الليبراليون أصحاب السلطة في تراجع حسب الاستطلاعات. جاستن ترودو، بدا مرشّحاً ضعيفاً، فأقاله حزبه وبدّله بمارك كارني، وهو رجل متخصّص بإدارة الأموال (حاكم سابق لكلّ من المصرفَين المركزيَّين في كندا وبريطانيا)، فصار هو المرشّح الليبرالي لرئاسة البلاد. قبل هذه الانتخابات أيضاً، كان المرشّح المحافظ، بيار بواليافر، (الأوفر حظّاً) نسخةً مخفّفةً من ترامب على قدر ما يتحمّله الكنديون؛ يحبّه، يقلّده في شعوبيته وهندامه وشعاراته ونبراته، وعلاقته بالإعلام ومواقع التواصل، ببرامجه في خفض ميزانية الدولة، برفضه حملات التطعيم ضدّ كوفيد 19، نكرانه أزمة المناخ، وشتائمه ضدّ خصومه… إلخ.
مع مراسيم ترامب الجديدة، ساد شعار واحد، أولوية واحدة في هذه الانتخابات؛ كيف نواجه ترامب؟
لكن الآن، الوضع يختلف مع مراسيم ترامب الجديدة. بلمحة بصر، ساد شعار واحد، أولوية واحدة في هذه الانتخابات؛ كيف نواجه ترامب؟ ومع مرشّحهم الجديد ارتفعت حظوظ الليبراليين، وانخفضت حظوظ المحافظين. كانت انتخابات حامية بلغت نسبة المشاركة فيها 68.65%، وطرح فيها مارك كارني (الليبرالي) رؤيته الأخلاقية والسياسية، فشدّد على التضامن الوطني، ورفع من قيم التواضع والطموح والوحدة، ودعا إلى بناء كندا 'قويةً حرّةً مستقلّةً'، وإلى حماية القطاعات التي سوف تتضرّر من إجراءات ترامب. أما بيار بواليافر (المحافظ)، فطبعاً ابتلع ريقه بعدما شاهد الحماسة الوطنية الأنتي ترامبية، أخذ مسافةً واضحةً من مثله الأعلى ترامب. وعندما تدخّل هذا الأخير في الانتخابات الجارية ودعا الكنديين إلى التصويت لمن يقرّبه من الولايات المتحدة، اعترض عليه بيار بواليافر، فاستدرك واستعار شعارات منافسه (كارني) وأكّد أن كندا 'ستبقى أبية سيّدةً ومستقلة'. إذاً، ربح الليبراليون من دون أن يشكّلوا أغلبيةً مطلقةً. المحافظون خسروا، لكنّهم نالوا مقاعدَ جديدة في البرلمان. ومع ذلك، فإن رئيسهم (شبيه ترامب) خسر مقعده الذي جلس فيه 25 عاماً.
بقيت القوة البرلمانية الثالثة (اليسارية)، أي الحزب الديمقراطي الجديد بقيادة جاغميت سينغ. في حملته الانتخابية استمرّ هذا الحزب في التمسّك بأولوياته القديمة، أي الصحّة للجميع، وحماية العمّال، والضريبة على أصحاب الثروات الطائلة. فيما غالبية الناخبين في مكان آخر، مهما كانت همومهم المعيشية يرون في ترامب الخطر الأكبر، وكانت السخرية بأولئك اليساريين أن مارك كارني، المصرفي، مرشّح الليبراليين، أصبح ممثّلاً لليسار! كيف يمكن تصديق هذا التحوّل؟ خسر هذا الحزب 72% من المقاعد، ولم يتبقَّ له غير سبعة مقاعد.
الكنديون بعد ترامب (الثاني)، يشعرون بأنهم طُعنوا في الظهر، بأن 'خيانة' أميركا لهم تدفعهم إلى الدفاع عن أنفسهم
رغم تمايزهم عن الأميركيين بلباقتهم ومدنيتهم، وبالتعارض الدائم مع شراسة الأميركيين، إلا أن الكنديين معجبون بالولايات المتحدة، يعتبرون أنفسهم 'أصدقاء' تاريخيين لها، وقد يدعم هذا الشعور أن كندا كانت دائماً أرض لجوء من العبودية، أو لرفض الخدمة العسكرية في حرب فيتنام، كما تبدو الآن حاضنةَ الهاربين من الحروب كلّها. ولكنّ الكنديين بعد ترامب (الثاني)، يشعرون بأنهم طُعنوا في الظهر، بأن 'خيانة' أميركا لهم تدفعهم إلى الدفاع عن أنفسهم، عن مواردهم الطبيعية الهائلة، عن أراضيهم القطبية الشمالية، عن مستوى حياتهم واستقرارهم، عن ذاك التنوّع الهائل بينهم. وسيكون على كندا أن تتعسكر بالتالي، وأن تخصّص أرقاماً عاليةً في ميزانياتها للتسلّح، وأن تتكوّن في هذه المعمعة هُويَّة كندية جديدة، ستفتح على كندا أبواباً لم تطرقها من قبل.
إنها أوّل دولة تُخاض فيها الانتخابات بأولويات مضادّة لترامب. الشعب الأميركي انتخبه، والشعب الكندي أسقطه، رغم تدخّله بها. الانتخابات الأسترالية، بعد أيّام على الكندية، لم يكن ترامب هدفاً مباشراً فيها، إنما كان شبحاً يحوم حولها. سقط فيها قائد الائتلاف اليميني بيتر دوتون، شبيه نظيره الأميركي؛ يقلّده في أسلوبه وتوجّهاته، ويصفه بـ'المفكر الكبير'. وفاز الحزب العمّالي بقيادة اليساري أنطوني ألبانيز، الذي لم يهاجم ترامب مباشرة، ولكنّ برنامجه 'أنتي' ترامبي بامتياز. قال محلّلون بأن هذه الانتخابات، كانت استفتاءً غير مباشر ضدّ ترامب، مقارنةً بالكندية التي كانت 'استفتاءً مباشراً'.
بأي أصوات سيسقط ترامب بعد ذلك؟ وأيّ هُويَّات سيُحيي؟ وأي هُويَّات سيخنق، وبأيّ سلاح؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الخبر
منذ 2 ساعات
- الخبر
"المخزن يفعل ما يريد متجاهلا تماما الأغلبية"
قال موقع إخباري بريطاني، إن مشاركة الجيش الصهيوني المتورط في إبادة الفلسطينيين في قطاع غزة، في المناورات العسكرية الجارية على الأراضي المغربية، هي "أحدث تعزيز للعلاقات مع المغرب على الرغم من ردود الفعل المحلية". وفي مقال مطول لـ "ميدل إيست أي"، المتخصص في شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، سلط الضوء على التعاون المغربي-الصهيوني في عز إبادة الفلسطينيين، أكد أن المرة الثالثة التي يشارك فيها الكيان الصهيوني في المناورات السنوية متعددة الأطراف، ولكن على عكس العام الماضي، التي أحيطت فيها بالسرية تجنبا لغضب الشارع المغربي، فإن المشاركة هذا العام كانت في العلن. وفي هذا الخصوص، قال ياسر العبادي، القيادي في الجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع، في تصريح لـ"ميدل إيست أي"، "حقيقة النظام المغربي لا يتعاون مع الجيش الصهيوني فحسب، بل ويظهر ذلك لنا بلا خجل وعلنا، وهذا ما يجعلني عاجزا عن الكلام حقا". ويرى ياسر العبادي أن دولة المخزن "تفعل ما تريد، متجاهلة تماما رغبات الأغلبية، تماما مثل ما حدث مع التطبيع"، مردفا: "إنها ديكتاتورية وهكذا تتصرف الأنظمة الاستبدادية". من جهته، نبه الخبير المغربي في الأمن والجيوسياسية في شمال افريقيا، عبد القادر عبد الرحمن، في تصريح للموقع ذاته إلى أنه ورغم المعارضة الشعبية الواسعة، فقد تطور التعاون بين المغرب والكيان الصهيوني "تدريجيا"، مشيرا الى أن التجارة بين الطرفين شهدت نموا سريعا لتصل إلى 116.7 مليون دولار في عام 2023، وهو ضعف الرقم المسجل في العام السابق. ولفت الى أن التعاون يتوسع أيضا في مجال الأسلحة والاستخبارات، مستشهدا بالصفقات والسفن التي تحمل أسلحة موجهة الى الكيان الصهيوني وترسو في الموانئ المغربية، وتزويد المملكة بقمر صناعي صهيوني للتجسس، وحذر من أن "هذا التعاون العسكري الوثيق من شأنه أن يؤدي في نهاية المطاف إلى مزيد من عدم الاستقرار في منطقة شمال افريقيا والساحل على نطاق أوسع". ويرى ياسر العبادي إن كل هذا التعاون بين الجانبين لم يفاجئه لأن "الاتصالات العسكرية بين المغرب والكيان الصهيوني سبقت التطبيع بعقود من الزمن"، موضحا: "نحن نعلم أن الملك الحسن الثاني ساعد الصهاينة على الفوز في حرب الستة أيام من خلال تقديم معلومات حيوية عن الدول العربية". وختم الحقوقي المغربي تصريحاته قائلا :"حتى بث الإبادة الجماعية على الهواء مباشرة وآلاف الجثث البشرية في شوارع غزة لن تجعل النظام المغربي يتراجع أو يفكر في قطع العلاقات أو على الأقل إخفاءها". وفي أواخر شهر مارس الماضي، تورطت الفرقة الصهيونية التي تشارك في المناورات بالمغرب في قتل 15 من عمال الإنقاذ الفلسطينيين في غزة وفي حفر مقابر جماعية للتغطية على الجريمة. ودعت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بفلسطين، فرانشيسكا ألبانيز، الرباط إلى "احترام سيادة القانون واعتقال جنود اللواء". وأضافت المقررة الاممية : "إذا تأكد ذلك، فإنه سيمثل عتبة جديدة من الانحطاط - وانتهاكا للالتزام الدولي بالتحقيق مع الأفراد المتورطين في جرائم الفظائع وملاحقتهم قضائيا".


خبر للأنباء
منذ 4 ساعات
- خبر للأنباء
بعد زيلينسكي.. رئيس جنوب أفريقيا ضحية جديدة لـ"مسرحيات" ترامب الدبلوماسية
جاء هذا المشهد المُعد مسبقاً من البيت الأبيض لتحقيق أقصى تأثير إعلامي، في إحياء لسابقة مماثلة مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي فبراير الماضي، حيث واجه ترامب رامافوسا باتهامات كاذبة بـ"إبادة جماعية" ضد البيض في جنوب أفريقيا، مزعوماً حدوث مجازر ومصادرات للأراضي. يكشف الحادث عن استعداد ترامب لتحويل المكتب البيضاوي - المقام الرسمي المخصص عادة لاستقبال الضيوف الأجانب بكل تكريم - إلى منصة لإذلال قادة الدول الأقل نفوذاً أو ممارسة الضغوط عليهم بشأن قضاياه الشخصية. قد يؤدي هذا النهج غير المسبوق إلى تردد القادة الأجانب في قبول دعوات ترامب، خشية التعرض للإهانة العلنية، ما قد يعيق بناء تحالفات مع حلفاء تتنافس واشنطن مع الصين على كسبهم. وصف باتريك جاسبار، السفير الأمريكي السابق لدى جنوب أفريقيا في عهد أوباما، اللقاء بأنه "مشهد مخزٍ" حيث "تعرض رامافوسا لهجوم بواسطة مقاطع مصورة مزيفة وخطاب تحريضي". وأضاف جاسبار، الباحث حالياً في مركز "أمريكان بروغرس": "التعامل مع ترامب بشروطه ينتهي دوماً بشكل سيء للجميع". كان من المفترض أن يمثل اللقاء فرصة لإصلاح العلاقات المتوترة بين البلدين، خاصة بعد فرض ترامب رسوماً جمركية، وتهدئة الجدل حول مزاعمه غير المدعومة بـ"إبادة البيض" وعرضه إعادة توطين جماعة الأفريكان البيض. وبعد بداية ودية، أمر ترامب - نجم تلفزيون الواقع السابق - بتعتيم الأضواء لعرض مقاطع فيديو ومقالات زعم أنها تثبت اضطهاد البيض، في مشهد مسرحي مبالغ فيه. حافظ رامافوسا على هدوئه رغم استفزازه الواضح، محدثاً توازناً دبلوماسياً بين تفنيد الادعاءات وتجنب المواجهة المباشرة مع الرئيس الأمريكي المعروف بحساسيته المفرطة. ومازح رامافوسا قائلاً: "آسف لعدم امتلاكي طائرة لأهديك إياها"، في إشارة إلى عرض قطر تزويد ترامب بطائرة فاخرة بديلة لـ"إير فورس وان". وأكد متحدثه الرسمي أن الرئيس "تعرض لاستفزاز واضح لكنه تجنب الوقوع في الفخ". يأتي هذا الحادث بعد أشهر فقط من مشادة علنية بين ترامب والرئيس الأوكراني زيلينسكي، حيث اتهمه الأخير بعدم الامتنان للمساعدات الأمريكية، مما أثار قلق حلف الناتو. ورغم أن جنوب أفريقيا ليست في قلب صراع جيوسياسي، إلا أنها تمثل قوة اقتصادية أفريقية رئيسية، حيث تحتل الصين المرتبة الأولى بين شركائها التجاريين، تليها الولايات المتحدة. يذكر أن جنوب أفريقيا، التي أنهت نظام الفصل العنصري عام 1994، ترفض بشدة مزاعم ترامب، فيما يُعتبر خطابه موجهًا بشكل واضح لقاعدته الانتخابية من اليمين المتطرف. منذ عودته للسلطة، ألغى ترامب مساعدات لدول أفريقية وطرد دبلوماسيين، بينما يواصل تقييد قبول اللاجئين من معظم أنحاء العالم. يُذكر أن قانون إصلاح الأراضي في جنوب أفريقيا - الذي يهدف لتصحيح مظالم الماضي - يسمح بالمصادرة دون تعويض في حالات المصلحة العامة، مع ضمانات قضائية كاملة. علق محلل الشؤون الدولية تيم مارشال: "من كان يشك في أن حادثة زيلينسكي كانت مدبرة، فليتأكد الآن أن الأمر يتكرر بنفس السيناريو".


الخبر
منذ 6 ساعات
- الخبر
البنك الإسلامي للتنمية: غلاف مالي قدره 3 ملايير دولار مفتوح أمام الجزائر
كشف رئيس البنك الإسلامي للتنمية، محمد سليمان الجاسر، اليوم الخميس، بالجزائر العاصمة، أن إطار التعاون الموقع بين البنك والجزائر يتضمن خدمات تمويلية وتأمينية لفائدة الأخيرة، بقيمة تصل إلى 3 مليار دولار في الفترة بين 2025 و2027، مفندا أن يكون الأمر بمثابة قرض واستدانة خارجية للجزائر. وجاء التصريح الذي نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، خلال ندوة صحفية مشتركة نشطها الجاسر مع وزير المالية، عبد الكريم بو الزرد، في اختتام أشغال الاجتماعات السنوية للهيئة المالية متعددة الأطراف (19-22 مايو)، والتي جرت تحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية عبد المجيد تبون. وبعد أن أعرب عن امتنناه لرئيس الجمهورية على رعايته السامية لهذه الاجتماعات السنوية، مشيدا بالظروف التي نظمت فيها، أوضح الجاسر أنه بموجب هذا الإطار الجديد للتعاون تلتزم مجموعة البنك "بتقديم خدمات مالية وتأمينية بقيمة 3 ملايير دولار حسب احتياجات البلاد للفترة القادمة". وأكد أن الجزائر تحظى بـ "مكانة خاصة" لدى البنك، معلنا عن "فصل جديد من فصول الشراكة بين الطرفين". و في رده على سؤال صحفي لمعرفة ما اذا كانت هذه الخدمات المالية مرادفا لقروض وبالتالي للجوء الجزائر الى الاستدانة الخارجية، أوضح الجاسر قائلا: "لم أتكلم عن قروض ولا حتى عن تمويلات، فقط ذكرت أن هناك إطار تعاون بين الجزائر والبنك الاسلامي للتنمية بسقف 3 ملايير خلال 3 سنوات، في حال ما إذا قررت الجزائر الاستفادة من هذه المبالغ". و أضاف: "أما اذا لم ترد الجزائر الاستفادة من هذه المبالغ فتبقى في البنك". وتابع في نفس السياق "هذا ما نقوم به مع أغلب الدول الأعضاء لكي نؤطر طريقة التعاون مستقبلا ونضع فيه أشياء ممكنة الحصول، لكنها تعتمد على احتياجات الدولة و قراراتها" قبل أن يختم: "هذا كل ما قيل وغير ذلك يعتبر لغطا". وفي تعقيبه على نفس السؤال، الذي تطرق لتصريحات رئيس الجمهورية حول انعدام المديونية الخارجية للجزائر، أكد بوالزرد على ما سبقه إليه رئيس البنك بـ "إزالة سوء الفهم" الذي تلى التصريحات الأخيرة للجاسر حول إطار التعاون الجديد مع الجزائر. للتذكير، فقد كانت الجزائر قد وقعت مع مجموعة البنك الإسلامي للتنمية، الثلاثاء الماضي، اتفاقية-إطار استراتيجية للتعاون للفترة الممتدة من 2025 إلى 2027، لدعم القطاعات المعززة للتنافسية والتنويع الاقتصادي وتطوير البنى التحتية ودعم القطاع الخاص. وتشمل الاتفاقية أربعة محاور أفقية داعمة تتمثل في تعزيز أدوات التمويل الاسلامي والتخفيف من آثار التغير المناخي وتمكين المرأة والشباب وتطوير القدرات وبناء الكفاءات.