
بين وعود السماء ووعود الأرض ، أتى الوعد الصادق ، بقلم : هدى زوين
بين وعود السماء ووعود الأرض ، أتى الوعد الصادق ، بقلم : هدى زوين
بين وعود السماء التي لا تُخلف، ووعود الأرض التي تهتز عند أول ريح مصالح، عشنا عقودًا من الظلم والجراح والخذلان. كنا ننتظر، نصبر، نُعدّ العدة ونخبّئ الأمل في صدورنا كما تخبّئ الأم طفلها الوحيد من الخوف.
لكن اليوم، ومع كل مشهد صمود، مع كل مقاومة تتحدى أقوى آلات القتل، مع كل صوت حرّ يعلو، ومع كل دم طاهر يُسفك في سبيل الأرض والعقيدة… نشعر أن الوعد الصادق قد أتى.
تمادى الصهاينة، نعم، بطغيانهم وظلمهم واستهانتهم بكل القيم الإنسانية والدينية. ارتكبوا الجرائم على مرأى العالم، هدموا البيوت، قتلوا الأطفال، دنّسوا المقدسات، وحاصروا شعبًا لم يعرف إلا الصبر والمقاومة. فعلوا كل ذلك، لأن الأرض منحتهم وعودًا كاذبة، ولأن بعض الأنظمة باعت الكرامة من أجل العروش.
لكنهم لم يدركوا أن في هذه الأرض شعبًا مؤمنًا، لا تهزمه الآلة، ولا تُرعبه الطائرات، ولا تغويه أموال ولا وعود الغرب. شعب آمن أن النصر وعد من الله، لا من مؤتمرات ولا تحالفات. شعب حمل راية الإيمان ومشى بثبات نحو مصيره، مؤمنًا بأن خلف كل دمعة شهيد، نبتة نصر، وأن خلف كل طفل يتيم، جيل مقاوم لا يركع.
الوعد الصادق لم يعد أمنية، بل أصبح واقعًا نلمسه، نعيشه. نراه،في انتفاضة جنود الله، في وحدة المحور، في صحوة الشعوب، وفي قلوب الأحرار من كل الدنيا.
هذا الوعد، ليس وعد حجر ولا نار فقط، بل وعد صبرٍ طويل، دعاء ليل، ودمع خاشع، ووثيقة أبدية بين الأرض والسماء.
أتى الوعد الصادق، لأن هناك من آمن به رغم الألم، وثبت عليه رغم القهر، وانتظره بيقين لا يلين.
ولأن الله لا يُخلف وعده.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 4 ساعات
- فلسطين أون لاين
تقرير خمسة في كفن القلب.. حكاية أحمد وابنته إيلا في مجزرة الشاطئ
غزة/ عبد الرحمن يونس: لم يكن أحمد صلاح يعلم أن خطواته الأخيرة في شوارع مخيم الشاطئ ستكون نحو الخلود، وأنه سيُزف شهيدًا هذه المرة لا وحده، بل برفقة طفلته الصغيرة إيلا، ذات الأعوام الثلاثة، التي كانت تلتصق به كلما دوّى صوت الطائرات في سماء غزة. في مساء دامٍ قبل يومين، تحوّل مخيم الشاطئ إلى ما يشبه ساحة من الجمر، بعدما قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية نقطة تجمّع للمواطنين كانت مخصصة لشحن الهواتف المحمولة، وهي واحدة من نقاط قليلة يستخدمها الأهالي بسبب الانقطاع الشامل للكهرباء في القطاع منذ أشهر. تجمّع العشرات عند هذه النقطة علّهم يعيدون شيئًا من التواصل بالعالم، لكن الصاروخ الإسرائيلي كان أسرع من الشحن وأقوى من الكهرباء. في تلك اللحظة، كان أحمد يحتضن طفلته إيلا، منتظرًا دورهما في شحن الهاتف، حين سقط الصاروخ. لم يصل إلى وجهته، ولم تعد إيلا إلى حضن والدتها. في مستشفى الشفاء، كانت الأجساد تغطى بالأقمشة البيضاء. جسد أحمد إلى جانب جسد إيلا، ملامح الطفلة لا تزال نقية، وكأنها تغفو فقط. أما أحمد، فكان كعادته يحميها بجسده حتى اللحظة الأخيرة. صورة واحدة لوالد يحتضن طفلته شهيدةً كانت كافية لتُغرق غزة بالبكاء. الحاج أبو حسن، والد الشهيد، وقف أمام الصحفيين بعينين دامعتين وصوت مخنوق بالحزن، وقال: "أحمد كان آخر أبنائي الذين بقوا لي... أربعة من أبنائي استُشهدوا في قصف منزلنا قبل الهدنة في يناير الماضي. كنت أتمسك به كمن يتمسك ببقايا قلبه، لكن الاحتلال لم يترك شيئًا. اليوم، التحق أحمد بإخوته، ليكتمل وجع القلب بخمسة شهداء من صُلبي". وتابع بنبرة موجعة: "تلك المجزرة الأولى لم تخرج من مخيلتي، لا زلت أسمع صرخات أبنائي وهم تحت الركام... لكن مجزرة الشاطئ جاءت لتنكأ الجرح من جديد. الاحتلال لا يفرّق بين أحد... لا بين الأطفال ولا الشباب ولا النساء". أما والدة أحمد، فكانت أكثر ثباتًا من الجميع، رغم الغصة التي ملأت صدرها. قالت بهدوء عميق لصحيفة "فلسطين": "ما عاد في عيني دموع، كلها نزلت على أبنائي الخمسة. أحمد كان روحي، سندي، آخر من تبقى، لكنه لحق بإخوته". وأضافت: "أنا وأولادي لسنا أغلى من شعبنا، صحيح أنهم غاليين على قلبي، لكن أرواحنا فداء لله وللوطن. ما نقول إلا ما يرضي ربنا: إنا لله وإنا إليه راجعون". مكان المجزرة لم يكن موقعًا عسكريًا، ولا حتى قريبًا من أي هدف محتمل. مجرد ساحة يربط فيها الأهالي هواتفهم عبر خطوط تمديد مؤقتة لشحن البطاريات، وسط عتمة الكهرباء الكاملة التي تعيشها غزة منذ شهور. كان هناك أطفال، ونساء، وشبان، كلهم أرادوا فقط أن يسمعوا صوت أحبائهم، أن يطمئنوا على أقاربهم، أن يبقوا على قيد التواصل... لكن الاحتلال أطفأ كل شيء. الطفلة إيلا، التي استشهدت بجوار والدها، لم تعرف معنى الحرب، لكنها أدركت الخوف. كانت تنام قرب والدها كل ليلة وتطلب منه أن "يطفئ السماء" عندما تشتعل بالصواريخ. وفي تلك الليلة، نامت نومتها الأخيرة، دون أن تصحو، قرب قلبه، كما أرادت دائمًا. يقول أحد جيران العائلة لـ"فلسطين": "أحمد كان شابًا خلوقًا، محبوبًا من الجميع. منذ فقد إخوته الأربعة، وهو يتحمل عبء الأسرة. كان يحاول أن يزرع الحياة وسط الموت، لكنه اليوم أصبح من الراحلين". جنازتهما كانت ثقيلة على القلب، خفيفة على الأرض، لأن الأجساد حين تكون طاهرة تُحمل بلا مقاومة. ارتفعت زغاريد الأمهات في محاولة لتجميل وداع لا يمكن تجميله، وترددت صيحات "الله أكبر" كأنها تحاول إقناع الحزن بأن للدماء مكانًا عند الله. في غزة، كل القصص متشابهة، لكن قصة أحمد وإيلا كانت أعمق من الوجع؛ لأنها تحكي عن نهاية رجل كان الناجي الوحيد من مجزرة، فاستُهدف بعدها لا وحده، بل مع طفلته، في مكان لم يكن فيه سوى العتمة والانتظار. اليوم، يجلس الحاج أبو حسن في ركن خيمته، يردد أسماء أبنائه الخمسة واحدًا تلو الآخر، كأنما يُحصي ضلوعه. لم يتبق له منهم أحد. فقط صور على الجدران، وذكريات في القلب، ودموع جفت. تقول أم أحمد وهي تلمس صورة ابنها الشهيد: "ما ضاعوا... هم السابقون، ونحن اللاحقون. اللهم اجمعنا بهم في الجنة، حيث لا قصف ولا صواريخ ولا ألم". هذه غزة، حيث يتساوى الطفل والشيخ في الاستهداف، وحيث يُكتب للأب أن يدفن أبناءه واحدًا تلو الآخر، دون أن يجد لحزنه نهاية. لكن رغم كل هذا، تبقى غزة، وتبقى العائلات، وتبقى الحكايات شاهدة على أن دماء الشهداء ستنبت يومًا ما حريةً. المصدر / فلسطين أون لاين


شبكة أنباء شفا
منذ 9 ساعات
- شبكة أنباء شفا
بين وعود السماء ووعود الأرض ، أتى الوعد الصادق ، بقلم : هدى زوين
بين وعود السماء ووعود الأرض ، أتى الوعد الصادق ، بقلم : هدى زوين بين وعود السماء التي لا تُخلف، ووعود الأرض التي تهتز عند أول ريح مصالح، عشنا عقودًا من الظلم والجراح والخذلان. كنا ننتظر، نصبر، نُعدّ العدة ونخبّئ الأمل في صدورنا كما تخبّئ الأم طفلها الوحيد من الخوف. لكن اليوم، ومع كل مشهد صمود، مع كل مقاومة تتحدى أقوى آلات القتل، مع كل صوت حرّ يعلو، ومع كل دم طاهر يُسفك في سبيل الأرض والعقيدة… نشعر أن الوعد الصادق قد أتى. تمادى الصهاينة، نعم، بطغيانهم وظلمهم واستهانتهم بكل القيم الإنسانية والدينية. ارتكبوا الجرائم على مرأى العالم، هدموا البيوت، قتلوا الأطفال، دنّسوا المقدسات، وحاصروا شعبًا لم يعرف إلا الصبر والمقاومة. فعلوا كل ذلك، لأن الأرض منحتهم وعودًا كاذبة، ولأن بعض الأنظمة باعت الكرامة من أجل العروش. لكنهم لم يدركوا أن في هذه الأرض شعبًا مؤمنًا، لا تهزمه الآلة، ولا تُرعبه الطائرات، ولا تغويه أموال ولا وعود الغرب. شعب آمن أن النصر وعد من الله، لا من مؤتمرات ولا تحالفات. شعب حمل راية الإيمان ومشى بثبات نحو مصيره، مؤمنًا بأن خلف كل دمعة شهيد، نبتة نصر، وأن خلف كل طفل يتيم، جيل مقاوم لا يركع. الوعد الصادق لم يعد أمنية، بل أصبح واقعًا نلمسه، نعيشه. نراه،في انتفاضة جنود الله، في وحدة المحور، في صحوة الشعوب، وفي قلوب الأحرار من كل الدنيا. هذا الوعد، ليس وعد حجر ولا نار فقط، بل وعد صبرٍ طويل، دعاء ليل، ودمع خاشع، ووثيقة أبدية بين الأرض والسماء. أتى الوعد الصادق، لأن هناك من آمن به رغم الألم، وثبت عليه رغم القهر، وانتظره بيقين لا يلين. ولأن الله لا يُخلف وعده.


شبكة أنباء شفا
منذ 9 ساعات
- شبكة أنباء شفا
الشجرة ، ذاكرة لا تمحى وجذور لا تموت ، بقلم : بديعة النعيمي
الشجرة ، ذاكرة لا تمحى وجذور لا تموت ، بقلم : بديعة النعيمي تقع قرية الشجرة على تلة متوسطة الارتفاع إلى الجنوب الغربي من مدينة طبريا. وعند ذكر الشجرة فإنه لا بد من أن نذكر أنها مسقط رأس الشهيد الرسام الكاريكاتيري الفلسطيني ناجي العلي رحمه الله الذي اغتالته يد الموساد الصهيوني في لندن. وهو صاحب الأيقونة المشهورة حنظلة. كانت الشجرة كباقي القرى الفلسطينية ،هادئة، زراعية بطبيعتها، متماسكة في نسيجها الاجتماعي، غير أنها كانت هدفا استراتيجيا ضمن الخطة الصهيونية للتطهير العرقي 'دالت' والتي صيغت لفرض السيطرة على المناطق الفلسطينية وتهجير سكانها. درات في القرية معركة من أشهر المعارك التي دارت خلال حرب ١٩٤٨، حيث دافع المجاهدون عنها بكل بسالة وشجاعة ضد عصابة 'الهاجاناه'. ويذكر أن هذه المعركة استمرت ٦ أشهر. لكن وكما هي العادة، فقد انتصرت عصابة 'الهاجاناه' بسبب نفاد الذخيرة واستشهاد عدد من المجاهدين وانسحاب آخرين. غير أن السبب الرئيسي لهذا الانتصار هو هدنة ١١/يونيو/١٩٤٨، التي سمحت للعصابات الصهيونية من إعادة تسليح نفسها، وترتيب خططها، حيث عادت لاحتلال القرية يوم ٨/يوليو. واندلع القتال بين المجاهدين والعصابة مرة أخرى، إلى أن أدخلت المدافع الثقيلة إلى ساحة المعركة فكان سقوط القرية النهائي. وقد ارتكبت العصابات المجرمة عمليات قتل جماعي داخل المنازل والحقول، لم يُفرق بين الشيخ والطفل، وكانت النتيجة مجزرة لا تزال موثقة بشهادات من تبقى من الناجين، وتقرير 'المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان' الذي أكد أن عدد الشهداء بلغ نحو ٧٠ شهيدا. 'دافيد بن غوريون'، أول رئيس وزراء لدولة الشتات، قال في أحد اجتماعات القيادة الصهيونية في يوليو ١٩٤٨ 'علينا أن نزيل العرب من المناطق التي نسيطر عليها، الشجرة ليست استثناء.' وهي إشارة صريحة إلى سياسة الطرد التي مورست دون تمييز. أما 'يغال ألون'، قائد عمليات منطقة الجليل، فقد صرح في مذكراته لاحقا، 'كان احتلال الشجرة ضروريا… لم يكن هناك خيار سوى استخدام القوة القصوى لفتح الطريق وتأمين الجليل الأسفل.' وهذا يشير إلى أن المجزرة كانت جزءا من خطة حربية ممنهجة. ويبقى البعد الإنساني لهذه المجزرة كما غيرها من مجازر ٤٨ هو الأشد وطأة. فالمجزرة لم تنفذ بأهل القرية فقط ،بل مسحت قرية كاملة من الوجود. فقد دُمرت البيوت، وسُويت معالمها بالأرض، وأُقيم على أنقاضها مستوطنة صهيونية تُدعى 'إيلانيا'، في محاولة لمسح الجغرافيا وإعادة كتابتها بلغة العدو الظالم. غير أن التاريخ لا يُكتب فقط في كتب المنتصرين، بل في ذاكرة الضحايا. والمجزرة، كغيرها، تظل شاهدا على ما حدث… كانت هنا وستنتفض يوما كفينيق بإذن الله…