
الشيخ حنتوس شهيد موقف
الشيخ صالح حنتوس، أحد أعمدة تعليم القرآن، لم ينخرط في العمل السياسي بشكل مباشر، لكنه ظل يعمل في قلب الفكرة الجمهورية، بوصفه معلماً للناس، وصاحب رسالة، ووجهاً من وجوه النظام القيمي الذي حاول الكهنوت سحقه منذ لحظة انقلابه، فحين تهاجم مليشيا مسلّحة معلم قرآن لأنه لم يركع لها، فإن ما يُستهدف هو جوهر الجمهورية: أن يكون الإنسان حراً، صادقاً، وفياً لقيمه، لا تابعاً لإمام ولا خادمًا لسلالة.
في وصيته قال حنتوس: "أنا مظلوم... بزّوا مرتباتي، رموا أولادي، حسبنا الله ونعم الوكيل... إن شاء الله أكون شهيدًا عند الله". بهذه الكلمات، ثَبَّت الرجل جمهوريته، فالجمهورية ليست وثيقة رسمية، بل موقف ووعي يجعلك تقول: "لا"، حين يجب أن تُقال، حتى لو قالها الرجل الوحيد وسط البنادق.
لماذا يخاف الكهنوت من هذا الشيخ؟ لأنه يُمثل جمهورية القيم، لا جمهورية الورق، رجل تربّت على يده أجيال من اليمنيين المؤمنين بأن السلطة ليست حقاً سلالياً، وأن الإنسان يولد حراً.
لم يغيّر الشيخ ثوبه ولا لسانه في زمن الانحناء، فأن ترسل جماعةٌ تدعي السيطرة كتيبةً كاملةً لمواجهة شيخ مسن، فهي تعترف ضمناً بأن الكهنوت ما زال مهزوزًا أمام فكرة الجمهورية، أمام الكلمة، ومعه لن تفلح بنادقهم في إخراس وصية.
انتصر الشيخ، نعم، انتصر لأنه أعطى الجمهورية وجهها الحقيقي، شيخ أعزل، صادق، يقف في وجه سلالة غاصبة، بكل هدوء وكرامة، انتصر لأنه حرّك فينا الإيمان بأن الكهنوت، مهما توحش، لا يستطيع اغتيال الجمهورية التي في قلوب الناس.
لم يكن الشيخ شهيد مظلومية، بل شهيد موقف، وشهادته ليست وداعًا، بل دعوة للعودة إلى أصل القضية: أن الجمهورية هي خط الدفاع الأخير ضد الكهنوت، وأن صوت الشيخ أقوى من كتيبة، ومن مشروعٍ تدميريٍّ بأكمله، وإن تغطّى بفلسطين
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 22 دقائق
- اليمن الآن
متخصصون يتحدثون لـ'يمن ديلي نيوز' عن الجذور التاريخية لعاشوراء بين النص والتأويل الطائفي
أعد التقرير لـ'يمن ديلي نيوز' محمد العياشي: في ظل الجدل المتجدد حول دلالات يوم عاشوراء وتباين طُرق إحيائه بين المذاهب الإسلامية، أجرى 'يمن ديلي نيوز' استطلاعًا لآراء باحثين وأكاديميين ومختصين في الفكر الديني والتاريخ الإسلامي، للوقوف على أبعاد هذه الذكرى الدينية وأسباب توظيفها السياسي والطائفي. ركزت الآراء على أهمية إعادة الاعتبار للمعنى الإيماني والنبوي لهذا اليوم، الذي يخلّد نجاة نبيّ الله موسى عليه السلام من فرعون، في مقابل تحذيرات من مساعي جماعات مسلحة مثل الحوثيين لتسخيره في التحريض الطائفي وخدمة أجندات سياسية ضيقة، ما يهدد النسيج الاجتماعي ويذكي الصراعات في اليمن والمنطقة. يعرض هذا التقرير خلاصة ما أدلى به الباحثون والأكاديميون في تصريحات خاصة لـ'يمن ديلي نيوز'، داعين إلى قراءة تاريخية معتدلة وموضوعية لهذه المناسبة، تُسهم في تعزيز الوعي الديني وتحصين المجتمع من مشاريع التفرقة والاحتراب. توظيف سياسي وتحريضي والبداية مع الباحث في فكر وعقائد الحوثيين 'عبد الملك الحضوري' الذي قال إن يوم عاشوراء يمثل يوم اختلاف أكثر من كونه يوم اتفاق بين السنة والشيعة، مشيراً إلى توظيف جماعات مثل الحوثيين لهذه المناسبة بشكل سياسي وتحريضي، ومؤكدًا على ضرورة تقديم قراءة معتدلة ووسطية لها. وذكر الباحث 'الحضوري'، في حديث لـ 'يمن ديلي نيوز' أن الأصل في يوم عاشوراء أنه اليوم الذي أنجى الله فيها موسى من فرعون، وهو ما دعا النبي ﷺ إلى الترغيب في صيامه، وروايات الصوم ثابتة عند جميع المسلمين بما فيهم الشيعة الإمامية والزيدية. وأضاف:' أن أحداثًا أخرى وقعت في مثل هذا اليوم، مثل مقتل الحسين بن علي رضي الله عنهما، كانت سببًا في توظيفه طائفيًا من بعض الفرق والجماعات'. وبحسب الحضوري، تعود جذور هذا التوظيف إلى الدولة البويهية في القرن الرابع الهجري، التي رسخت ممارسات بدعية في إحياء المناسبة على نحو يزيد من شقاق الأمة ويذكي العداوات بين المسلمين، منتقدًا ما وصفه بـ'الخطاب الطائفي الذي يطعن في رموز الإسلام ويهدم الثوابت'. وأوضح أن جماعة الحوثي في اليمن تتبنى هذا الخطاب بشكل صريح وضمني، مستشهدًا بتسجيلات لحسين بدر الدين الحوثي وسلسلة ملازم 'معرفة الله'، التي تحمل اتهامات صريحة لجيل الصحابة والخلفاء الراشدين أبو بكر وعمر رضي الله عنهما، وتحمّلهم وزر الفتن والانقسامات. ودعا الحضوري إلى قراءة معتدلة ووسطية لعاشوراء، تركز على المعنى الإيماني النبوي في صيامه، وتقطع الطريق على التوظيف السياسي والطائفي، لأن المسلمين جميعًا بحاجة إلى وعي تاريخي موضوعي يرفض خطاب الكراهية، ويحافظ على وحدة الأمة أمام مشاريع التفرقة. نحن أحق بموسى ومن جانبه قال الدكتور حمود بن مسعد الخرام، أن يوم عاشوراء يمثل يومًا للعبادة وذكر الله، وله أهمية كبيرة ة في ثقافة المسلمين، حيث يتذكرون فيه انتصار النبي موسى على فرعون. وأوضح الخرام في حديثه لـ 'يمن ديلي نيوز'، أن النبي محمد ﷺ لاحظ أن اليهود كانوا يصومون هذا اليوم في المدينة، فسأل عن السبب وعلم أنه يوم انتصار موسى، فرد قائلاً 'نحن أحق بموسى'، وأمر الصحابة بصيام يوم عاشوراء، حيث رغب في صيام التاسع والعاشر لتفريقه عن اليهود، ويُعتبر كفارة لذنوب السنة الماضية. وحول موقف الزيدية وباقي الفرق الشيعية ليوم عاشورا، قال الباحث الخرام، إنه يمثل بالنسبة لهم يومًا مأساويًا، حيث يُنظر إليه كتاريخ لاستشهاد الحسين بن علي بن أبي طالب، مشيراً إلى تحريف بعض الفرق الشيعية لتواريخ هذه الأحداث، واختلاف الروايات حول توقيت استشهاد الحسين وواقعه. وأشار الخرام، إلى أن شيعة الكوفة قد اعترفوا بأنهم كانوا من تسببوا في مقتل الحسين، حيث أرسلوا له 5000 رسالة يدعونه لنصرتهم مضيفاً: أن الحسين بن علي واجه جيش عبيد الله بن زياد طالبًا منهم السماح له بالعودة إلى المدينة، لكنه تم رفض طلبه واستشهد. وفيما يتعلق بالرؤية السنية، نوه الخرام إلى أن أهل السنة والجماعة يعتبرون الحسين مظلومًا ويرحمونه ويشهدون له بالصلاح والتقوى والخير، مع التأكيد على أنه من أهل الجنة بشهادة النبي ﷺ، إلا أنهم لا يحتفلون باليوم كما تفعل بعض الفرق الشيعية. وأضاف اللواء الخرام، أن الفرق الشيعية يوظفون كل الحوادث لمصلحتهم، رغم أن الحسين بن علي لا هو شيعي ولا هو زيدي، وله اثنا عشر، وهو صحابي جليل مشهود له بالجنة، ولا يؤمن بخرافات ولا ضلالات ولا شركيات أبداً. وتابع: 'كما وظفوا مقتل زيد بن علي، ومقتل علي بن أبي طالب، وظفوا أيضاً مقتل الحسين بن علي، وقضايا كثيرة، ولا يزالون يوظفونها ويتشبث الآخرون بها'. وشدد الباحث في الشؤون الدينية الخرام على أهمية التوعية حول القضايا التاريخية والدينية والتأكد من دقتها لضمان عدم تزييف الحقائق. يوم للشحن الطائفي وبدوره اتهم الأكاديمي والباحث السياسي، الدكتور عمر ردمان في تصريحه لـ' يمن ديلي نيوز'، جماعة الحوثي باتخاذ مناسبة يوم عاشوراء وسيلة للتعبئة والتحريض الطائفي في إطار صراعات السلطة والمطامح السياسية. وقال الباحث ردمان، إن الحوثيين، على غرار الجماعات الشيعية الأخرى، يخرجون هذه المناسبة عن أصلها الشرعي والتاريخي الذي يخلد نجاة نبي الله موسى من فرعون، ليجعلوا منها يومًا للنياحة والشحن الطائفي المرتبط بمقتل الحسين بن علي رضي الله عنه. وأوضح ردمان، أن الحوثيين يعمدون إلى 'أعناق النصوص' عبر ربط تشريع النبي ﷺ لصيام عاشوراء بتنبؤ مزعوم بمقتل الحسين، وتحويل عظمة هذا اليوم إلى مناسبة لتقديس خروجه والصراع على ما يسمونه يوم الولاية. وقال: الجماعة تستخدم هذه الذكرى منصة للتحريض الطائفي، بهدف ترسيخ نظريتهم السياسية التي تحصر الولاية في 'البطنين'، معتبرين ذلك استحقاقًا دينيًا يتجاوز الزمان والمكان. ولفت ردمان إلى أن الطائفية المبنية على فكرة التشيع ليست عند الحوثيين سوى أداة ثقافية واجتماعية للوصول إلى السلطة السياسية، حيث أعلن المرشد الإيراني علي خامنئي مؤخرًا بوضوح أن الصراع الحالي هو بين جبهتين: 'الحسينية' و'اليزيدية'. وأردف: 'جماعة الحوثي ليست إلا ذراعًا للمشروع الإيراني في اليمن، وتجسيدًا لهذه المعركة الفكرية التي تسعى إلى تكريس مفهوم 'آل البيت' في الحكم، وتصوير عبد الملك الحوثي باعتباره الوريث الشرعي لهذا الامتداد السلالي'. وشدد على أن عاشوراء في الفكر الإسلامي الصحيح هو يوم من أيام الله يُذكر بانتصار الحق وهلاك الطغاة، وليس وسيلة للشحن الطائفي وتقويض مبادئ الشورى التي يقوم عليها النظام السياسي في الإسلام. وختم الباحث السياسي 'عمر ردمان'، حديثه بالقول: إن 'مثل هذه الأفكار تذكي الصراعات والحروب، وتتسبب في إراقة الدماء وضياع مصالح الشعوب'. مظلومية مفتعلة وفي السياق قال مدير عام مكتب التربية والتعليم بأمانة العاصمة ومدير مؤسسة القلم للفكر والثقافة، عبدالحليم الهجري، 'إن يوم العاشر من محرم المعروف بيوم عاشوراء، هو يوم من أيام الله الخالدة، ويجسد انتصار المظلوم واندحار الظالم، كما عرفه الإسلام على لسان نبي الرحمة محمد ﷺ'. وأوضح الهجري، أن النبي ﷺ احتفى بهذا اليوم العظيم بصيامه، شكرًا لله تعالى على نجاة نبيه موسى عليه السلام من فرعون الظالم، في تأكيد على أن دين الإسلام يناهض الظلم ويقف مع المظلومين في كل زمان ومكان. وأضاف: 'استشهاد الحسين بن علي رضي الله عنه في يوم عاشوراء من عام 61 للهجرة، كان مأساة مؤلمة راح ضحيتها مظلوم وظالم، إلا أن أعداء الإسلام من الشيعة، الذين ساروا على نهج عبدالله بن سبأ –وهو يهودي ادعى الإسلام ليفتك به من داخله– حمّلوا هذه الحادثة ما لا تحتمله، في حين لم ينعكس ذلك على حوادث مماثلة كاغتيال الخلفاء الراشدين عمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم'. وأشار الهجري في حديثه لـ'يمن ديلي نيوز'، إلى أن الشيعة حولوا يوم عاشوراء إلى مناسبة للطعن واللعن وتأجيج الأحقاد بين المسلمين، بل استباحوا الدماء والأعراض تحت ذريعة 'الانتقام للحسين'، مستغلين مظلومية مفتعلة لهدم وحدة الأمة وإذكاء نيران الفتن. وتابع: 'معركة عاشوراء التي تتكرر كل عام لم تعد سوى وسيلة لهدم صرح الإسلام، وهذه المعركة تتطلب منا اليوم أن نخوض معركة وعي شاملة، خصوصًا مع المخدوعين والمغيبين الذين لا يعرفون خلفيات هذا التجييش الطائفي الممنهج'. وفي حديثه تساءل الهجري قائلاً: أي الجرائم أعظم؟ مقتل الحسين في معركة عسكرية خرج إليها، أم مقتل عمر وهو في المحراب، وعثمان في بيته، وعلي وهو في طريقه إلى المسجد؟، معتبرًا أن 'المقارنة تفضح ازدواجية الخطاب الطائفي الذي يتجاهل الجرائم السابقة، ويستثمر في حادثة مقتل الحسين لإشعال الفتن'. وقال عبد الحليم الهجري، إن ما نعيشه اليوم في اليمن من معاناة على يد الميليشيا الحوثية الإجرامية، هو امتداد لغرس طائفي خبيث زرع قبل أكثر من 1300 سنة، لكننا بوحدتنا ووعينا قادرون على دحر حملة رايات القتل والخراب والدمار. وأخذ العاشر من محرم لدى الشيعة ومنهم جماعة الحوثي بعداً مختلفاً بعد مقتل الحسين بن علي في معركة كربلاء عام 61هـ (680م)، حيث تحوّل هذا اليوم إلى مناسبة لإحياء الصراعات والدعوة للثأر، وتوظيفه سياسياً لصالح تجديد الولاء لما يسمونه أهل البيت. في اليمن، تعيد جماعة الحوثي المتأثرة بالمدرسة الاثني عشرية إنتاج عاشوراء على النمط التعبوي الإيراني، متجاوزين البعد الروحي والديني للمناسبة نحو توظيفها السياسي والطائفي. وتُظهر خطابات مؤسس الجماعة حسين بدر الدين الحوثي، ونجله عبد الملك الحوثي، تركيزًا متكررًا على أحداث كربلاء باعتبارها امتدادًا للصراع السياسي والعقائدي الذي تخوضه الجماعة اليوم، وتُستخدم المناسبة لتأجيج العداء ضد خصومها تحت رايات 'الولاية' و'الحق الإلهي'. مرتبط مقتل الحسين بن علي طالب نجات النبي موسى من فرعون يوم عاشورا ذكرى عاشورا


الصحوة
منذ ساعة واحدة
- الصحوة
"أحيلوني للنيابة".. تفاصيل المرافعة الأخيرة التي هزم بها الشيخ حنتوس الحوثيين بمنطق الحجة
لم يكن الشيخ السبعيني صالح حنتوس يحمل سوى مصحفه وصوت ضميره، حينما أحاطت ميليشيا الحوثي الإرهابية بمنزله بمديرية السلفية في محافظة ريمة، في محاولة لإجباره على التوقف عن تعليم القرآن الكريم، أو مواجهة مصير الموت. في تسجيل صوتي تداوله اليمنيون على نطاق واسع اليوم السبت، ظهر الشيخ حنتوس بكلمات ثابتة وقلب مطمئن، يواجه المسلحين الذين هددوا بقصف منزله، قائلًا بصوت هادئ: "تهددوني بقصف البيت؟ يالله اقصفوا، أنا هنا لن أخرج، واليوم عندي، وغدًا عندكم."، قالها مخاطباً القيادات القبلية من أبناء المديرية والتي ارتمت في صف المليشيا الارهابية. رفض الشيخ الانصياع لكل محاولاتهم، وأصر على أن يُعامل وفق القانون، مستشهدًا بمبادئ العدالة التي يفتقرون إليها، وهو يقول: "من معه عليّ دعوى، يتحرك للنيابة.. وأنا سأوكل محامي. أنتم دولة نظام وقانون؟، خلاص أحيلوها إلى النيابة." وعندما حاول المسلحون استفزازه بالتهديد، جاء رده أكثر حدة ممزوجًا بالإيمان العميق: "تريدون قتلي؟ اقتلوني داخل بيتي. أنا سأدافع عن نفسي وأنتم خصمي أمام الله يوم القيامة، وأنا اليوم شهيد." في لحظة أخرى، استحضر الشيخ حرمة الدماء في شهر الله الحرام، مخاطبًا المعتدين: "هذا شهر الله الحرام ولا نريد إراقة الدماء.. تأتي جماعة تعتدي عليّ في المسجد ثم تحاصرني في بيتي." ورغم إصرار المسلحين على تصفيته، ظل الشيخ حنتوس متمسكًا بالقيم التي كرس حياته من أجلها، حتى كان ختام كلماته وصيته الأخيرة: "هذا كلامي الأخير، إذا تريدونني اطلبوني من النيابة، وأنا سأوكل محامي.. غير هذا مافيش كلام، ولن اخرج من بيتي." بعد ساعات قليلة، قصفت الميليشيا منزله، بمختلف أنواع الأسلحة، وظل يقاوم حتى بسلاحه الشخصي، حتى ارتقى شهيداً تاركًا خلفه قصة بطولة تتناقلها الألسن، وإيمانًا راسخًا بأن صوت الحق يظل أقوى من فوهات البنادق.


26 سبتمبر نيت
منذ ساعة واحدة
- 26 سبتمبر نيت
وزارة الثقافة والسياحة تُحيي ذكرى استشهاد الإمام الحسين
نظمّت وزارة الثقافة والسياحة والهيئات والجهات التابعة لها اليوم فعالية خطابية بذكرى عاشوراء، استشهاد الإمام الحسين عليه السلام، بتمويل صندوق التراث والتنمية الثقافية. وفي الفعالية التي حضرها مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى السفير عبدالاله حجر، أكد وزير الثقافة والسياحة الدكتور علي اليافعي، أهمية إحياء ذكرى عاشوراء لاستلهام الدروس والعبر من سيرة الإمام الحسين عليه السلام والسير على نهجه. وتطرق إلى فاجعة كربلاء والاختلالات التي أصابت الأمة ومحاولات أعدائها النيل من رموزها وقادتها ومقدساتها، مؤكدًا أن سبب انحراف الأمة الإسلامية عن الدين الصحيح هو ابتعادها عن رسول الله وآل بيته الأخيار. وقال 'لولا ثورة الإمام الحسين لما كانت هناك ثورات ضد الظلم والاستكبار والطغاة'، لافتًا إلى أن فاجعة كربلاء هي مأساة بحق الإمام الحسين وآل بيته وإحياء اليمنيين هذه الذكرى، لتجسيد الولاء لله ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم والإمام علي عليه السلام وأعلام الهدى. واستعرض الوزير اليافعي، مناقب الإمام الحسين والقيم التي حملها خلال تضحياته في مواجهة الظلم، والمبادئ التي أرساها لإحياء دين الله ومقاومة التيار المنحرف عن الإسلام، مشيرًا إلى أن منهج الإمام الحسين في الثورة على الطغيان، يتجدد اليوم في مواجهة تحالف العدوان والتصدي لمشاريع قوى الاستعمار والوصاية ومقاومة قوى الغزو والاحتلال. وأضاف 'مظلومية أحفاد رسول الله لا يمكن طمسها من ذاكرة الأجيال، كون تضحياتهم تمثل روحية جهادية وخيارًا لأبطال اليمن في طريق صناعة النصر وإفشال مؤامرات العدوان ومرتزقته'، مبينًا أن إحياء الذكرى تعكس مدى حب اليمنيين للإمام الحسين وارتباطهم به. وأكد وزير الثقافة والسياحة أن الإمام الحسين كان علما من أعلام الأمة ولم يكن حريصا على مناصب دنيوية بقدر ما كان حرصه على إصلاح الأمة والتضحية في سبيل الحق، معتبرًا إحياء الذكرى محطة للتزود بقيم الصبر والثبات على الحق ومواجهة الباطل. وفي الفعالية التي حضرها وكيل أول وزارة الثقافة والسياحة الدكتور عصام السنيني، أكد الناشط الثقافي محمد شرف الدين، أهمية إحياء ذكرى عاشوراء للتعرف على مظلومية الإمام الحسين واستلهام الدروس والعِبر منها، مبينًا أن ثورة الإمام الحسين خلّدت قيمًا تجلّت في العصر الراهن، لما حملته من مبادئ حملها الأبطال بصمود وعزيمة لا تقهر. وتطرق إلى مناقب ومآثر الإمام الحسين ودفاعه عن الحق ضد الطاغوت ونهجه القرآني والجهادي وما تعرض له من ظلم، مشيرًا إلى أن إحياء ذكرى استشهاده رسالة بعظمة الشعب اليمني وصموده وثباته والمضي على نهج الثورة التي خلدها أحفاد النبي الكريم. تخللت الفعالية التي حضرها عدد من قيادات ومسؤولي وموظفي الوزارة والهيئات التابعة لها، فقرات إنشادية عبرت عن عظمة المناسبة.