logo
ما تأثير التعرض للشدائد في مرحلة الطفولة المتأخرة؟

ما تأثير التعرض للشدائد في مرحلة الطفولة المتأخرة؟

سرايا - كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Molecular Psychiatry أن التعرض للشدائد خلال مرحلة الطفولة المتأخرة يرتبط بتغيرات متسارعة في ترابط الدماغ، وهي تكيفات قد تساعد الأطفال على التعامل مع الضغوط العاطفية، لكنها ترتبط أيضا بتراجع الأداء الأكاديمي.
استندت الدراسة إلى بيانات 7,190 طفلًا شاركوا في دراسة "تطور الدماغ والإدراك لدى المراهقين" (ABCD)، وهي مشروع طويل الأمد يتتبع تطور الدماغ والسلوك لدى الأطفال في الولايات المتحدة.
وركّز التحليل على صور للدماغ في حالة الراحة تم التقاطها عند سن العاشرة تقريبًا، ثم بعد عامين، بالإضافة إلى تقارير ذاتية عن أحداث حياتية سلبية مثل الخلافات الأسرية أو المرض أو الانتقال إلى منزل جديد خلال تلك الفترة.
وأظهرت النتائج انخفاضا ملحوظا في الترابط بين الشبكات القشرية واسعة النطاق والبنى الدماغية تحت القشرية، مثل اللوزة الدماغية والحُصين والمخطط، وهي مناطق رئيسة تتحكم في تنظيم العاطفة والذاكرة والتحكم الحركي.
الفقر والتوتر في الطفولة يهددان صحة الأمعاء لاحقا
وقد ظهرت هذه الانخفاضات بشكل خاص في الشبكات الحسية الحركية وشبكة الحزام-القشرة الجبهية، واعتبر الباحثون هذه التغيرات مؤشرات على تسارع النضج العصبي استجابةً للشدائد.
وبحسب الباحثين، فإن هذه التغيرات العصبية تبدو كاستجابة تكيفية؛ فقد أظهر الأطفال الذين سجّلوا انخفاضا أكبر في الترابط بين القشرة والمناطق تحت القشرية أعراضا أقل من الاضطرابات الداخلية، مثل القلق أو الحزن، وفقًا لتقارير الآباء.
ويُعزز ذلك فرضية أن الدماغ قد يعيد ضبط مسار تطوره تحت الضغط لتعزيز المرونة العاطفية.
لكن من جهة أخرى، ارتبطت هذه التغيرات نفسها بانخفاض في الأداء الأكاديمي، فقد أبلغ الأطفال الذين طرأ لديهم انخفاض أكبر في الترابط الدماغي عن درجات مدرسية أقل بعد عامين من الفحص الأول، حتى عند الأخذ في الاعتبار عدد الأحداث السلبية التي مرّوا بها.
كما وُجدت علاقة ضعيفة بين هذه التغيرات وزيادة السلوكيات الخارجية، مثل الفوضى أو عدم الانضباط في الصف.
وقال الباحثون: "تشير هذه النتائج إلى وجود مفاضلة في النمو، إذ قد تساعد بعض التكيفات العصبية الأطفال على تخفيف الضغوط العاطفية، لكنها قد تضعف في الوقت نفسه العمليات المعرفية المهمة للتحصيل الأكاديمي".
ولعزل تأثير الشدائد عن العوامل الأخرى، كالوضع الاجتماعي والاقتصادي والخلفية الأسرية والتطور الدماغي السابق، استخدم الفريق طريقة إحصائية تُعرف باسم "الترجيح بناءً على درجات الاحتمال"، استنادًا إلى 390 متغيرا خلفيا.
وقد سمح لهم ذلك بمحاكاة تصميم تجريبي عشوائي من خلال ضبط المتغيرات المربكة. كما استخدموا تقنية "الانحدار الشبكي المرن" المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لرصد التغيرات الدماغية التي تنبأت بعدد الأحداث السلبية.
وأظهرت النتائج اتساقًا عبر مجموعتي التدريب والاختبار. ولاحظ الباحثون عدم وجود فروق كبيرة بين الذكور والإناث، فقد أظهرت النماذج المدربة على بيانات الفتيات دقة مماثلة عند تطبيقها على بيانات الفتيان، والعكس صحيح، ما يشير إلى وجود نمط استجابة عصبية متشابهة للشدائد بين الجنسين في هذه المرحلة العمرية.
ورغم أن الدراسة تدعم فرضية أن الشدائد ترتبط بتغيرات في نمو الدماغ، فقد حذّر الباحثون من أن البيانات تبقى رصدية. وأشاروا إلى أن المنهجية تقلل من التحيز لكنها لا تثبت العلاقة السببية.
"صدمات الطفولة" تُضعف نمو الدماغ وتؤثر في الأداء الدراسي
كما سلّطوا الضوء على محدودية الفترة الزمنية المدروسة، التي قد لا تعكس ضغوطًا مزمنة أو مبكرة، بالإضافة إلى احتمال التحيز في تقارير السلوك المستندة إلى آراء الأطفال أو أولياء أمورهم.
وعلى الرغم من أن الارتباطات بين التغيرات الدماغية والسلوك كانت ذات دلالة إحصائية، فإنها بقيت متوسطة من حيث القوة. ولا تزال الآثار طويلة الأمد لتسارع نضج الدماغ غير واضحة، سواء كانت إيجابية أو سلبية أو مختلطة.
ودعا الباحثون إلى مواصلة البحث لتتبع هذه التغيرات العصبية حتى سن المراهقة والرشد، وفهم ما إذا كانت تتنبأ بنتائج طويلة المدى مثل الإصابة بالاضطرابات النفسية أو تحقيق النجاح الأكاديمي أو تعزيز المرونة. كما شددوا على أهمية التمييز بين أنواع الشدائد، مثل التهديد مقابل الحرمان، لفهم تأثير كل منها على تطور الدماغ بشكل أدق.
وتضيف هذه الدراسة إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن الدماغ قد يتكيف مع الشدائد بطرق تساعد على تنظيم العاطفة على المدى القصير، لكن هذا التكيف قد ترافقه تكاليف معرفية. وقد يسهم فهم هذه التغيرات في تصميم تدخلات تستهدف تعزيز المرونة النفسية مع تقليل الأثر السلبي في التعليم.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما تأثير التعرض للشدائد في مرحلة الطفولة المتأخرة؟
ما تأثير التعرض للشدائد في مرحلة الطفولة المتأخرة؟

سرايا الإخبارية

timeمنذ 3 أيام

  • سرايا الإخبارية

ما تأثير التعرض للشدائد في مرحلة الطفولة المتأخرة؟

سرايا - كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Molecular Psychiatry أن التعرض للشدائد خلال مرحلة الطفولة المتأخرة يرتبط بتغيرات متسارعة في ترابط الدماغ، وهي تكيفات قد تساعد الأطفال على التعامل مع الضغوط العاطفية، لكنها ترتبط أيضا بتراجع الأداء الأكاديمي. استندت الدراسة إلى بيانات 7,190 طفلًا شاركوا في دراسة "تطور الدماغ والإدراك لدى المراهقين" (ABCD)، وهي مشروع طويل الأمد يتتبع تطور الدماغ والسلوك لدى الأطفال في الولايات المتحدة. وركّز التحليل على صور للدماغ في حالة الراحة تم التقاطها عند سن العاشرة تقريبًا، ثم بعد عامين، بالإضافة إلى تقارير ذاتية عن أحداث حياتية سلبية مثل الخلافات الأسرية أو المرض أو الانتقال إلى منزل جديد خلال تلك الفترة. وأظهرت النتائج انخفاضا ملحوظا في الترابط بين الشبكات القشرية واسعة النطاق والبنى الدماغية تحت القشرية، مثل اللوزة الدماغية والحُصين والمخطط، وهي مناطق رئيسة تتحكم في تنظيم العاطفة والذاكرة والتحكم الحركي. الفقر والتوتر في الطفولة يهددان صحة الأمعاء لاحقا وقد ظهرت هذه الانخفاضات بشكل خاص في الشبكات الحسية الحركية وشبكة الحزام-القشرة الجبهية، واعتبر الباحثون هذه التغيرات مؤشرات على تسارع النضج العصبي استجابةً للشدائد. وبحسب الباحثين، فإن هذه التغيرات العصبية تبدو كاستجابة تكيفية؛ فقد أظهر الأطفال الذين سجّلوا انخفاضا أكبر في الترابط بين القشرة والمناطق تحت القشرية أعراضا أقل من الاضطرابات الداخلية، مثل القلق أو الحزن، وفقًا لتقارير الآباء. ويُعزز ذلك فرضية أن الدماغ قد يعيد ضبط مسار تطوره تحت الضغط لتعزيز المرونة العاطفية. لكن من جهة أخرى، ارتبطت هذه التغيرات نفسها بانخفاض في الأداء الأكاديمي، فقد أبلغ الأطفال الذين طرأ لديهم انخفاض أكبر في الترابط الدماغي عن درجات مدرسية أقل بعد عامين من الفحص الأول، حتى عند الأخذ في الاعتبار عدد الأحداث السلبية التي مرّوا بها. كما وُجدت علاقة ضعيفة بين هذه التغيرات وزيادة السلوكيات الخارجية، مثل الفوضى أو عدم الانضباط في الصف. وقال الباحثون: "تشير هذه النتائج إلى وجود مفاضلة في النمو، إذ قد تساعد بعض التكيفات العصبية الأطفال على تخفيف الضغوط العاطفية، لكنها قد تضعف في الوقت نفسه العمليات المعرفية المهمة للتحصيل الأكاديمي". ولعزل تأثير الشدائد عن العوامل الأخرى، كالوضع الاجتماعي والاقتصادي والخلفية الأسرية والتطور الدماغي السابق، استخدم الفريق طريقة إحصائية تُعرف باسم "الترجيح بناءً على درجات الاحتمال"، استنادًا إلى 390 متغيرا خلفيا. وقد سمح لهم ذلك بمحاكاة تصميم تجريبي عشوائي من خلال ضبط المتغيرات المربكة. كما استخدموا تقنية "الانحدار الشبكي المرن" المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لرصد التغيرات الدماغية التي تنبأت بعدد الأحداث السلبية. وأظهرت النتائج اتساقًا عبر مجموعتي التدريب والاختبار. ولاحظ الباحثون عدم وجود فروق كبيرة بين الذكور والإناث، فقد أظهرت النماذج المدربة على بيانات الفتيات دقة مماثلة عند تطبيقها على بيانات الفتيان، والعكس صحيح، ما يشير إلى وجود نمط استجابة عصبية متشابهة للشدائد بين الجنسين في هذه المرحلة العمرية. ورغم أن الدراسة تدعم فرضية أن الشدائد ترتبط بتغيرات في نمو الدماغ، فقد حذّر الباحثون من أن البيانات تبقى رصدية. وأشاروا إلى أن المنهجية تقلل من التحيز لكنها لا تثبت العلاقة السببية. "صدمات الطفولة" تُضعف نمو الدماغ وتؤثر في الأداء الدراسي كما سلّطوا الضوء على محدودية الفترة الزمنية المدروسة، التي قد لا تعكس ضغوطًا مزمنة أو مبكرة، بالإضافة إلى احتمال التحيز في تقارير السلوك المستندة إلى آراء الأطفال أو أولياء أمورهم. وعلى الرغم من أن الارتباطات بين التغيرات الدماغية والسلوك كانت ذات دلالة إحصائية، فإنها بقيت متوسطة من حيث القوة. ولا تزال الآثار طويلة الأمد لتسارع نضج الدماغ غير واضحة، سواء كانت إيجابية أو سلبية أو مختلطة. ودعا الباحثون إلى مواصلة البحث لتتبع هذه التغيرات العصبية حتى سن المراهقة والرشد، وفهم ما إذا كانت تتنبأ بنتائج طويلة المدى مثل الإصابة بالاضطرابات النفسية أو تحقيق النجاح الأكاديمي أو تعزيز المرونة. كما شددوا على أهمية التمييز بين أنواع الشدائد، مثل التهديد مقابل الحرمان، لفهم تأثير كل منها على تطور الدماغ بشكل أدق. وتضيف هذه الدراسة إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن الدماغ قد يتكيف مع الشدائد بطرق تساعد على تنظيم العاطفة على المدى القصير، لكن هذا التكيف قد ترافقه تكاليف معرفية. وقد يسهم فهم هذه التغيرات في تصميم تدخلات تستهدف تعزيز المرونة النفسية مع تقليل الأثر السلبي في التعليم.

ما تأثير التعرض للشدائد في مرحلة الطفولة المتأخرة؟
ما تأثير التعرض للشدائد في مرحلة الطفولة المتأخرة؟

رؤيا نيوز

timeمنذ 3 أيام

  • رؤيا نيوز

ما تأثير التعرض للشدائد في مرحلة الطفولة المتأخرة؟

كشفت دراسة جديدة نُشرت في مجلة Molecular Psychiatry أن التعرض للشدائد خلال مرحلة الطفولة المتأخرة يرتبط بتغيرات متسارعة في ترابط الدماغ، وهي تكيفات قد تساعد الأطفال على التعامل مع الضغوط العاطفية، لكنها ترتبط أيضا بتراجع الأداء الأكاديمي. استندت الدراسة إلى بيانات 7,190 طفلًا شاركوا في دراسة 'تطور الدماغ والإدراك لدى المراهقين' (ABCD)، وهي مشروع طويل الأمد يتتبع تطور الدماغ والسلوك لدى الأطفال في الولايات المتحدة. وركّز التحليل على صور للدماغ في حالة الراحة تم التقاطها عند سن العاشرة تقريبًا، ثم بعد عامين، بالإضافة إلى تقارير ذاتية عن أحداث حياتية سلبية مثل الخلافات الأسرية أو المرض أو الانتقال إلى منزل جديد خلال تلك الفترة. وأظهرت النتائج انخفاضا ملحوظا في الترابط بين الشبكات القشرية واسعة النطاق والبنى الدماغية تحت القشرية، مثل اللوزة الدماغية والحُصين والمخطط، وهي مناطق رئيسة تتحكم في تنظيم العاطفة والذاكرة والتحكم الحركي. وقد ظهرت هذه الانخفاضات بشكل خاص في الشبكات الحسية الحركية وشبكة الحزام-القشرة الجبهية، واعتبر الباحثون هذه التغيرات مؤشرات على تسارع النضج العصبي استجابةً للشدائد. وبحسب الباحثين، فإن هذه التغيرات العصبية تبدو كاستجابة تكيفية؛ فقد أظهر الأطفال الذين سجّلوا انخفاضا أكبر في الترابط بين القشرة والمناطق تحت القشرية أعراضا أقل من الاضطرابات الداخلية، مثل القلق أو الحزن، وفقًا لتقارير الآباء. ويُعزز ذلك فرضية أن الدماغ قد يعيد ضبط مسار تطوره تحت الضغط لتعزيز المرونة العاطفية. لكن من جهة أخرى، ارتبطت هذه التغيرات نفسها بانخفاض في الأداء الأكاديمي، فقد أبلغ الأطفال الذين طرأ لديهم انخفاض أكبر في الترابط الدماغي عن درجات مدرسية أقل بعد عامين من الفحص الأول، حتى عند الأخذ في الاعتبار عدد الأحداث السلبية التي مرّوا بها. كما وُجدت علاقة ضعيفة بين هذه التغيرات وزيادة السلوكيات الخارجية، مثل الفوضى أو عدم الانضباط في الصف. وقال الباحثون: 'تشير هذه النتائج إلى وجود مفاضلة في النمو، إذ قد تساعد بعض التكيفات العصبية الأطفال على تخفيف الضغوط العاطفية، لكنها قد تضعف في الوقت نفسه العمليات المعرفية المهمة للتحصيل الأكاديمي'. ولعزل تأثير الشدائد عن العوامل الأخرى، كالوضع الاجتماعي والاقتصادي والخلفية الأسرية والتطور الدماغي السابق، استخدم الفريق طريقة إحصائية تُعرف باسم 'الترجيح بناءً على درجات الاحتمال'، استنادًا إلى 390 متغيرا خلفيا. وقد سمح لهم ذلك بمحاكاة تصميم تجريبي عشوائي من خلال ضبط المتغيرات المربكة. كما استخدموا تقنية 'الانحدار الشبكي المرن' المعتمدة على الذكاء الاصطناعي لرصد التغيرات الدماغية التي تنبأت بعدد الأحداث السلبية. وأظهرت النتائج اتساقًا عبر مجموعتي التدريب والاختبار. ولاحظ الباحثون عدم وجود فروق كبيرة بين الذكور والإناث، فقد أظهرت النماذج المدربة على بيانات الفتيات دقة مماثلة عند تطبيقها على بيانات الفتيان، والعكس صحيح، ما يشير إلى وجود نمط استجابة عصبية متشابهة للشدائد بين الجنسين في هذه المرحلة العمرية. ورغم أن الدراسة تدعم فرضية أن الشدائد ترتبط بتغيرات في نمو الدماغ، فقد حذّر الباحثون من أن البيانات تبقى رصدية. وأشاروا إلى أن المنهجية تقلل من التحيز لكنها لا تثبت العلاقة السببية. كما سلّطوا الضوء على محدودية الفترة الزمنية المدروسة، التي قد لا تعكس ضغوطًا مزمنة أو مبكرة، بالإضافة إلى احتمال التحيز في تقارير السلوك المستندة إلى آراء الأطفال أو أولياء أمورهم. وعلى الرغم من أن الارتباطات بين التغيرات الدماغية والسلوك كانت ذات دلالة إحصائية، فإنها بقيت متوسطة من حيث القوة. ولا تزال الآثار طويلة الأمد لتسارع نضج الدماغ غير واضحة، سواء كانت إيجابية أو سلبية أو مختلطة. ودعا الباحثون إلى مواصلة البحث لتتبع هذه التغيرات العصبية حتى سن المراهقة والرشد، وفهم ما إذا كانت تتنبأ بنتائج طويلة المدى مثل الإصابة بالاضطرابات النفسية أو تحقيق النجاح الأكاديمي أو تعزيز المرونة. كما شددوا على أهمية التمييز بين أنواع الشدائد، مثل التهديد مقابل الحرمان، لفهم تأثير كل منها على تطور الدماغ بشكل أدق. وتضيف هذه الدراسة إلى مجموعة متزايدة من الأدلة على أن الدماغ قد يتكيف مع الشدائد بطرق تساعد على تنظيم العاطفة على المدى القصير، لكن هذا التكيف قد ترافقه تكاليف معرفية. وقد يسهم فهم هذه التغيرات في تصميم تدخلات تستهدف تعزيز المرونة النفسية مع تقليل الأثر السلبي في التعليم.

دراسة تلقي الضوء على أداة تشخيصية جديدة لمرض "السوداوية"
دراسة تلقي الضوء على أداة تشخيصية جديدة لمرض "السوداوية"

جو 24

time٢٩-١١-٢٠٢٤

  • جو 24

دراسة تلقي الضوء على أداة تشخيصية جديدة لمرض "السوداوية"

جو 24 : سلطت دراسة جديدة الضوء على أداة يمكن من خلالها تشخيص مرض عقلي حاد يعرف بـ"السوداوية"، بشكل مبكر، ما يساعد على توفير العلاج المناسب بسرعة، وتجنب الحاجة إلى علاجات أكثر تعقيدا. وفي هذه الدراسة، أظهرت استجابة الأشخاص الذين يعانون من السوداوية، وهو شكل شديد من الاكتئاب، فرقا واضحا عند مشاهدة أفلام عاطفية مقارنة بالأشخاص الذين يعانون من اكتئاب أقل حدة. وهذه الاكتشافات قد تساهم في تشخيص "السوداوية" بشكل أسرع، مما يتيح للمرضى الحصول على العلاج المناسب في وقت مبكر لتجنب العلاجات الأكثر تدخلا التي قد تكون ضرورية إذا تأخر التشخيص. وقال الدكتور فيليب موسلي، أستاذ الطب النفسي العصبي في معهد "كيو آي إم آر بيرغهوفر" للبحوث الطبية في أستراليا: "منذ أن تم التعرف على الاكتئاب كحالة طبية، وحتى منذ العصور اليونانية القديمة، تم ملاحظة أن بعض المصابين بالاكتئاب يظهرون أعراضا جسدية واضحة. فهم يتوقفون عن الأكل، يفقدون القدرة على النوم، كما تقل سرعة تفكيرهم بشكل ملحوظ، وغالبا ما يكونون في حالة صحية سيئة للغاية". ويصف المتخصصون السوداوية بأنها مرض عقلي يتميز باضطراب الوجدان وتغلب الغم والحزن والقلق لدى المريض. ولا تستجيب السوداوية عادة للعلاج النفسي التقليدي. وأشارموسلي إلى أن الدراسةالجديدة تعد محاولة لتطوير أداة تشخيصية تساعد المتخصصين في تحديد أنواع الاكتئاب بدقة ما يسمح بتطبيق علاج موجه ومبكر. وشملت الدراسة 30 مريضا يعانون من السوداوية و40 مريضا يعانون من أنواع أخرى من الاكتئاب. وشاهد المشاركون في الدراسة مقطعي فيديو: الأول كان مقطعا من عرض كوميدي لِريكي غيرفايز، والثاني كان فيلما قصيرا عن سيرك متنقل بعنوان "سيرك الفراشة"، والذي وصفه موسلي بـ"المؤثر جدا". وأثناء مشاهدة الفيديوهات، تم تسجيل النشاط الدماغي وتعابير الوجه للمشاركين باستخدام جهاز تتبع وآلة تصوير بالرنين المغناطيسي. وأظهرت النتائج فرقا كبيرا بين مجموعتي المرضى. حيث ظل المرضى المصابون بالأنواع الأخرى من الاكتئاب يضحكون ويبتسمون أثناء مشاهدة مقاطع غيرفايز الكوميدية، في حين كان المصابون بالسوداوية يظهرون عدم استجابة تامة ولا أي حركة في وجوههم، ووصفهم موسلي بأنهم "مثل التماثيل" من دون أي تعبيرات عاطفية. وأظهر جهاز التصوير بالرنين المغناطيسي أن أدمغة المرضى المصابين بأنواع أخرى من الاكتئاب كانت تنشط، خصوصا في منطقة الدماغ المسؤولة عن الاستجابات العاطفية التلقائية والمعروفة بالمخيخ. بينما في أدمغة المرضى المصابين بالسوداوية، كانت تلك المناطق العاطفية من الدماغ تظهر نشاطا منخفضا، ما يشير إلى عدم تفاعلها مع مناطق الدماغ الأخرى ذات الصلة بالمهام العاطفية. وأشار موسلي إلى أن هذه النتائج قد توفر أداة تشخيصية مفيدة تتيح للأطباء تحديد السوداوية في وقت مبكر، ما يساعد على توفير العلاج المناسب بسرعة وتجنب الحاجة إلى علاجات أكثر تعقيدا مثل العلاج بالصدمات الكهربائية أو التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة. ويعتبر العلاج بالصدمات الكهربائية علاجا يتضمن إرسال تيار كهربائي عبر الدماغ أثناء التخدير العام، ما يؤدي إلى حدوث نوبة كهربائية قصيرة تهدف إلى تحسين الأعراض. أما التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة، فيستخدم الموجات المغناطيسية لتحفيز مناطق معينة من الدماغ. وأشار موسلي إلى أن التشخيص المبكر للسوداوية يسمح باستخدام الأدوية التي تعمل على تحسين توازن الكيمياء الدماغية بشكل فعال، ما يساعد المرضى على تجنب العلاجات الأكثر تدخلا في وقت لاحق. تم نشر نتائج الدراسة في مجلة Molecular Psychiatry. المصدر: ذي صن تابعو الأردن 24 على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store