logo
أخبار العالم : الكوليرا في اليمن.. بدون إجراءات عاجلة ستُزهق المزيد من الأرواح

أخبار العالم : الكوليرا في اليمن.. بدون إجراءات عاجلة ستُزهق المزيد من الأرواح

الأحد 1 يونيو 2025 11:30 صباحاً
ما زال اليمن يرزح تحت وطأة موجة ثانية من تفشي وباء الكوليرا منذ أذار/مارس 2024؛ لكنه في الشهور الأخيرة يشهد تزايدًا لافتًا في الإصابة بالاسهالات المائية الحادة بما فيها الكوليرا، خاصة في عدن وتعز ومأرب وصنعاء وعمران والمحويت وحجة وأبين وغيرها من المحافظات، التي لم تصدر السلطات في كل منها إعلانًا دقيقًا بأرقام الحالات الحديثة، بفعل الخوف من رد الفعل الاجتماعي والسياسي؛ إلا أن تقارير دولية يتواتر تحذيرها من الإصابات المتزايدة؛ لكن بدون الإعلان عن مؤشراتها.
وقال مدير مركز الترصد الوبائي في عدن في تقارير إعلامية محلية، خلال أيار/مايو، إن مركز العزل الصحي الخاص بالكوليرا في مستشفى الصداقة التعليمي يستقبل يوميا ما لا يقل عن 30 إصابة. وأردف موضحًا أن بعض هذه الحالات تصل من مديريات محافظة عدن، بينما يأتي بعضها الآخر من المحافظات المجاورة مثل لحج وأبين والضالع.
وكان لانخفاض التمويل العالمي لخطة الاستجابة الإنسانية الأممية في اليمن، وخاصة خلال عامي 2024 و2025 دورا في تراجع أنشطة برامج المواجهة، علاوة على ما يعانيه القطاع الصحي في اليمن من انهيار نسبة كبيرة من مقوماته، نتيجة الحرب المستعرة هناك منذ عشر سنوات.
من أهم التحذيرات الدولية التي صدرت حديثًا، في هذا الاتجاه، ما أعلنت عنه لجنة الإنقاذ الدوليةـ في أيار/مايو الماضي، عقب اختتام استجابتها المنقذة للحياة من الكوليرا في اليمن. وحذرت اللجنة، في بيان، من أنه في حال عدم اتخاذ إجراءات عالمية ستظل البلاد معرضة بشكل خطير لأوبئة مستقبلية وأزمات صحية متفاقمة.
مفترق طرق حرج
في عام 2024 وحده، سجّل اليمن أكثر من 260 ألف حالة مشتبه بها، وأكثر من 870 حالة وفاة مرتبطة بالكوليرا. ويُمثل هذا العدد، طبقًا للبيان، 35 في المئة من إجمالي الإصابات العالمية، و18 في المئة من إجمالي الوفيات العالمية الناجمة عن الكوليرا.
وقال القائم بأعمال المدير القطري للجنة في اليمن أشعيا أوعولا: «في ظل محدودية التمويل وتزايد الاحتياجات الإنسانية، تقف استجابة اليمن للكوليرا عند مفترق طرق حرج. وبدون اتخاذ إجراءات عاجلة، ستُزهق المزيد من الأرواح، وقد تتفاقم الأزمة الصحية الهشة أصلاً وتخرج عن نطاق السيطرة. إن الاستثمار في أنظمة الصحة والمياه في اليمن الآن ليس مجرد واجب أخلاقي، بل هو أيضاً التزام بالاستقرار والصمود والكرامة الإنسانية على المدى الطويل. لقد أوضح اليمنيون احتياجاتهم بوضوح: إنهم لا يحتاجون إلى حلول مؤقتة، بل إلى دعم مستدام وهادف لإعادة بناء مستقبلهم».
وطبقًا لكبير مسؤولي الطوارئ الصحية والتغذية في اللجنة، عمرو صالح: «لا تزال الكوليرا قنبلة موقوتة في اليمن. من خلال مكافحتها، وصلنا إلى بعض أكثر المجتمعات تهميشًا في اليمن برعاية منقذة للحياة. لقد شهدنا ذلك بأم أعيننا».
وأكدت اللجنة أن الأسباب الجذرية لتفشي المرض ما زالت دون معالجة؛ فمحدودية الوصول إلى المياه النظيفة، وسوء الصرف الصحي، وسوء التغذية، وضعف النظام الصحي، لا تزال تُعرّض الملايين لخطر الإصابة بأمراض قاتلة.
في عام 2025، تتطلب خطة الاحتياجات الإنسانية والاستجابة 261 مليون دولار أمريكي لتوفير خدمات صحية مُنقذة للحياة لـ 10.6 مليون شخص، بينما هناك حاجة إلى 176 مليون دولار أمريكي لتوفير المياه النظيفة وخدمات الصرف الصحي لأكثر من ستة ملايين شخص.
حتى أيار/مايو 2025، لم يتجاوز تمويل قطاع الصحة 14 في المئة، بينما تجاوز تمويل قطاع المياه والصرف الصحي والنظافة الصحية 7 في المئة بقليل. وبدون استثمار عاجل ـ تقول اللجنة – سيظل ملايين الأشخاص معرضين بشكل خطير لأمراض يمكن الوقاية منها، وستتفاقم دورة الطوارئ الصحية.
وكانت منظمة الصحة العالمية أكدت أن اليمن يتحمل العبء الأكبر من الكوليرا عالميًا. وقد عانى البلد من انتقال مستمر للكوليرا لسنوات عديدة، بما في ذلك أكبر تفشٍّ مُسجَّل في التاريخ الحديث – بين عامي 2017و2020.
وقالت في بيان: «يُلقي تفشي الأمراض المنقولة بالمياه، مثل الكوليرا والإسهال المائي الحاد، عبئًا إضافيًا على نظام صحي مُنهك أصلًا، ويواجه تفشيات أمراض متعددة. وتواجه منظمة الصحة العالمية والجهات الفاعلة الإنسانية ضغوطًا في جهودها لتلبية الاحتياجات المتزايدة بسبب النقص الحاد في التمويل».
في 27 نيسان/أبريل الماضي وقعت الرياض ولندن على اتفاق تمويل منظمة الصحة والعالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» بمبلغ عشرة ملايين دولار، بواقع خمسة مليون دولار من كل بلد؛ لدعم برامج المنظمتين في مواجهة الكوليرا في أكثر المحافظات اليمنية تفشيًا. لكنها تبقى جهود محدودة لن تُحدث فرقا.
وسبق وحذر تقرير أممي من أن وباء الكوليرا سيستمر في الانتشار في حال لم يتم تأمين التمويل المطلوب من أجل «تعزيز عمليات مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، ودعم أنشطة المياه والصرف الصحي، وجهود التواصل بشأن المخاطر المستدامة، وإشراك المجتمع لتحسين المعرفة العامة بتدابير الوقاية».
ما يشهده تفشي الكوليرا في اليمن يؤكد الحاجة إلى إجراءات عالمية عاجلة تلبي الاحتياجات المطلوبة من خلال تغطية التمويل المطلوب؛ بما يعزز من قدرات المواجهة وامكانات محاصرة الأوبئة التي تهدد حاضر اليمن ومستقبله.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بيل جيتس: 200 مليار دولار لإفريقيا خلال 20 عامًا لدعم الصحة والتنمية
بيل جيتس: 200 مليار دولار لإفريقيا خلال 20 عامًا لدعم الصحة والتنمية

الأسبوع

timeمنذ 5 ساعات

  • الأسبوع

بيل جيتس: 200 مليار دولار لإفريقيا خلال 20 عامًا لدعم الصحة والتنمية

بيل جيتس دعا بيل جيتس، مؤسس شركة مايكروسوفت والرئيس المشارك في مؤسسة جيتس الخيرية العالمية، القادة الأفارقة إلى اغتنام اللحظة الحالية لتسريع التقدم في مجالي الصحة والتنمية، وذلك من خلال الابتكار والشراكات الفاعلة، رغم التحديات العالمية المتزايدة. وأعلن جيتس أن غالبية إنفاقه البالغ 200 مليار دولار خلال العقدين القادمين سيُوجَّه إلى القارة الإفريقية، بالشراكة مع الحكومات التي تضع صحة ورفاهية شعوبها على رأس أولوياتها، قائلًا: "لقد التزمت مؤخرًا بأن أتبرع بكامل ثروتي خلال العشرين عامًا القادمة، ومعظم هذا التمويل سيُخصص لمساعدة أفريقيا في مواجهة تحدياتها". جاء ذلك خلال خطاب ألقاه اليوم الإثنين، في قاعة نيلسون مانديلا بمقر الاتحاد الإفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا، بحضور أكثر من 12 ألف مشارك من مسؤولين حكوميين ودبلوماسيين وعاملين في قطاع الصحة وقادة شباب، سواء بالحضور المباشر أو عبر الإنترنت. وأكد جيتس أن إطلاق إمكانيات الإنسان من خلال تحسين الصحة والتعليم، يجب أن يمكن كل دولة إفريقية من التوجه نحو الازدهار، مضيفًا: "هذا المسار مثير ويستحق أن نكون جزءًا منه". وشارك جيتس بعد كلمته في جلسة حوارية مع الدكتور بولين باسينغا، مدير المؤسسة في أفريقيا، حيث ناقشا أولويات التنمية في القارة والاستثمارات المطلوبة لدفع عجلة التقدم المستدام. وشهد اللقاء، دعوات متكررة من قادة أفارقة بارزين للتعاون والمساءلة المشتركة، من بينهم الدكتورة نغوزي أوكونجو إيويالا، المديرة العامة لمنظمة التجارة العالمية، والسيدة أمينة محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة. وقالت الناشطة الإفريقية البارزة غراسا ماشيل إن "الوضع الراهن يمثل لحظة أزمة"، مشددة على أهمية الشراكات طويلة الأمد في مسار التنمية الإفريقية، مضيفة: "شراكة السيد جيتس الطويلة مع أفريقيا تعكس فهمًا عميقًا لتحديات القارة واحترامًا لقيادتها وابتكاراتها". ودعت الدكتورة أوكونجو إيويالا إلى تعزيز الاستثمارات في الرعاية الصحية الأولية، ووصفت التقدم الصحي في إفريقيا بأنه ثمرة القيادة الحكومية القوية والمجتمعات المرنة والشراكات المثمرة. من جانبه، شدد جيتس على أن الاستثمار في الرعاية الصحية الأولية هو الأكثر تأثيرًا، مؤكدًا أن دعم الأم قبل وأثناء الحمل وضمان التغذية السليمة للطفل خلال السنوات الأربع الأولى يحدث فرقًا جوهريًا. وأشاد جيتس بدول مثل إثيوبيا ورواندا وزيمبابوي وموزمبيق ونيجيريا وزامبيا كنماذج لنجاح القيادة المحلية في تسخير الابتكار لتعزيز الأنظمة الصحية، وتوسيع الخدمات الصحية الأساسية، واستخدام البيانات لخفض وفيات الأطفال، وتطبيق أدوات متقدمة لمكافحة الملاريا والإيدز، رغم الضغوط المالية. دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل إفريقيا كما تطرق جيتس إلى دور الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل إفريقيا، مشيدًا بالشباب الإفريقي الذي يحتضن هذه التكنولوجيا ويستخدمها لحل تحديات محلية. ولفت إلى تجربة رواندا في توظيف الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، خاصة من خلال استخدام التصوير بالموجات فوق الصوتية المدعوم بالذكاء الاصطناعي لتحديد حالات الحمل عالية الخطورة. وأشار إلى أن مؤسسته ستعزز التزامها تجاه إفريقيا، مذكّرًا بأن أول مكتب للمؤسسة في القارة افتتح في إثيوبيا قبل 13 عامًا، وأن لديها الآن مكاتب في جنوب إفريقيا وكينيا ونيجيريا والسنغال، ما يعزز فرص التعاون والشراكة المحلية. وتأتي زيارة جيتس الحالية لإثيوبيا ونيجيريا بهدف الاطلاع على واقع أولويات الصحة والتنمية بعد تقليص المساعدات الدولية، وإعادة تأكيد التزامه ودعم مؤسسته لمسيرة التقدم في القارة. بيل جيتس يتوجه إلى نيجيريا ومن المقرر أن يتوجه جيتس إلى نيجيريا للقاء الرئيس بولا أحمد تينوبو، والمشاركة في فعالية "Goalkeepers Nigeria" إلى جانب عدد من العلماء المحليين لمناقشة استراتيجية الذكاء الاصطناعي الوطنية وتوسيع حلول الرعاية الصحية. وتأتي الجولة بعد إعلان تاريخي للمؤسسة في 8 مايو الماضي يقضي بإنفاق 200 مليار دولار خلال عشرين عامًا من أجل دعم ثلاثة أهداف رئيسية: إنهاء الوفيات التي يمكن الوقاية منها بين الأمهات والأطفال، القضاء على الأمراض المعدية الفتاكة، وتمكين الملايين من الخروج من دائرة الفقر نحو الازدهار، وستختتم المؤسسة أعمالها بعد استكمال هذه المهمة بحلول عام 2045. وقد ساهمت مؤسسة جيتس، على مدار العقدين الماضيين، بالتعاون مع شركائها في أفريقيا، في تطوير اللقاحات، وتعزيز النظم الصحية، وإطلاق أكثر من 100 ابتكار طبي، وإنقاذ أكثر من 80 مليون شخص من خلال شراكات مثل "غافي" والصندوق العالمي لمكافحة الإيدز والسل والملاريا.

أخبار العالم : تعز.. أكثر من 22500 حالة إصابة بالفاشيات مذ مطلع العام الجاري
أخبار العالم : تعز.. أكثر من 22500 حالة إصابة بالفاشيات مذ مطلع العام الجاري

نافذة على العالم

timeمنذ 8 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار العالم : تعز.. أكثر من 22500 حالة إصابة بالفاشيات مذ مطلع العام الجاري

الاثنين 2 يونيو 2025 05:00 مساءً نافذة على العالم - تعز.. أكثر من 22500 حالة إصابة بالفاشيات مذ مطلع العام الجاري أعلن مكتب الصحة بمحافظة تعز عن أكثر من 22500 حالة إصابة بالفاشيات في تعز منذ مطلع العام الجاري. وقال المسؤول في الإعلام الصحي بمحافظة تعز، تيسير السامعي -في بيان نشره بصفحته على فيسبوك- إن السلطات الصحية، سجلت 22,544 حالة إصابة بفاشيات (الملاريا، الكوليرا، الضنك، حمى الإنحناء، حمى وادي النيل، الحصبة) منذ 1 يناير وحتى 31 مايو الماضي. وتوزعت حالات الإصابات حسب السامعي بين (18,832 حالة إصابة بالكوليرا، و1460 حالة إصابة بحمى الضنك وحمى الإنحناء، وحمى وادي النيل، و1260 حالة إصابة بالكوليرا، و992 حالة إصابة بالحصبة). وبشأن حالات الوفاة، أكد السامعي وفاة تسع حالات مرتبطة بتلك الأمراض تم تسجيها خلال الفترة، منها 5 حالات نتيجة الحصبة، و3 نتيجة الكوليرا، وحالة وحيدة نتيجة حمى الضنك.

دولة جديدة تسجل أول إصابة بإنفلونزا الطيور
دولة جديدة تسجل أول إصابة بإنفلونزا الطيور

24 القاهرة

timeمنذ 9 ساعات

  • 24 القاهرة

دولة جديدة تسجل أول إصابة بإنفلونزا الطيور

قالت المنظمة العالمية لصحة الحيوان اليوم الاثنين، إن لاتفيا أبلغت عن أول حالة ظهور لفيروس إنفلونزا الطيور شديد العدوى من النوع (إتش5إن1) بين الدواجن، وفقًا لـ رويترز. دولة جديدة تسجل أول إصابة بإنفلونزا الطيور وأكدت المنظمة العالمية للدواجن، أن تفشي المرض حدث في قطيع من 190 طائرًا من الدواجن في الفناء الخلفي في منطقة بيرزجاليس. وألغت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عقدًا مُنح لشركة موديرنا بقيمة 700 مليون دولار للقاح موديرنا ضد إنفلونزا الطيور. انتشار إنفلونزا الطيور وفي وقت سابق، ألغت شركة الأدوية الأمريكية أوف أمريكا، حصولها على امتيازات لتطوير لقاح إنفلونزا الطيور للبشر في مراحله الأخيرة، بالإضافة إلى الحق في شراء الجرعات، وفقًا لرويترز. وحصلت شركة موديرنا في يناير على 590 مليون دولار من إدارة بايدن لتعزيز تطوير لقاح إنفلونزا الطيور، ودعم توسيع الدراسات السريرية لما يصل إلى خمسة أنواع فرعية إضافية من جائحة الإنفلونزا. وكان هذا بالإضافة إلى 176 مليون دولار منحتها وزارة الصحة والخدمات الإنسانية الأمريكية العام الماضي لاستكمال تطوير واختبار المرحلة المتأخرة من لقاح قائم على mRNA ضد فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 قبل ظهور الوباء. أمريكا تلغي تمويلًا بقيمة 700 مليون دولار للقاح موديرنا ضد إنفلونزا الطيور وزارة الزراعة البرازيلية تستبعد وجود إنفلونزا الطيور في مزرعة تجارية بولاية توكانتينز

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store