logo
تدشين المرحلة الثانية من معرض بينالي أبوظبي للفن العام

تدشين المرحلة الثانية من معرض بينالي أبوظبي للفن العام

مجلة سيدتي٠٢-٠٣-٢٠٢٥

كشفت دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي النقاب عن هوية الأعمال الفنية المشاركة في الدورة الافتتاحية من معرض بينالي أبوظبي للفن العام ، والتي تتضمن 7 أعمال وتركبيات فنية جديدة، وتستمر فعاليات البينالي حتى 30 إبريل المقبل من العام الجاري 2025.
ويحتضن في مرحلته الثانية تركبيات فنية بأنامل أكثر من 70 فنانًا من الإمارات العربية المتحدة والعالم، زينت مواقع أبوظبي والعين ، وحولتها لاحتفالية بالفن والثقافة والمجتمع، خاصةً وأن هناك 40 عملاً جديدًا زينت هذه المواقع الاستراتيجية.
ويستكمل المعرض فعالياته، والتي بدأت في نوفمبر الماضي 2024، ومن الأعمال الجديدة التي سيحظى الزوار برؤيتها مجموعة أنغا الفنية، وأركيتيكتورا إكسبانديدا، وعائشة حاضر، ولوسيا كوخ، ورند عبدالجبار، وطارق كيسوانسون، إضافةً إلى عمل فني من إبداع أتيليه عزيز القطامي، الذي سيستمرُّ العمل عليه في محطة الحافلات الرئيسية.
المرحلة الثانية من معرض بينالي أبوظبي للفن العالم
تحتضن جدران المعرض تركبيات فنية جديدة صنعت بأيادٍ مبدعة بتنفيذ من حسين شريف، وإميلي جاسر، ونينا أوكور، ورامي قاشوع، وحرفيات الإمارات، وعلياء فريد، ولطيفة سعيد، وتتوزع التركبيات على درب كورنيش أبوظبي، ودرب حدائق أبوظبي العامة ، ودرب محطة الحافلات الرئيسية، ودرب وسط مدينة أبوظبي، ودرب سوق السجاد، ودرب المسرح الوطني، ودرب المجمّع الثقافي، ودرب واحة العين. ويمكن استكشاف دروب البينالي بسهولة إمّا بالسيارة وإمّا سيراً على الأقدام.
بدورها صرحت ريم فضة، مدير البرامج الثقافية في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: "يمثِّل إطلاق بينالي أبوظبي للفن العام علامة بارزة في المشهد الفني لأبوظبي، وتُقدِّم الأعمال الفنية التي نكشف عنها اليوم، كجزء من المجموعة الثانية في بينالي أبوظبي للفن العام، طيفاً متنوّعاً من وجهات النظر حول مفهوم العامة، ضمن سياقنا الثقافي الفريد. وتستكشف هذه التركيبات الفنية العلاقات المتداخلة بين البيئة والمجتمع والحياة الحضرية والأصالة، وكيفية تحديد هذه العناصر للمساحات العامة في أبوظبي والعين".
فعاليات بينالي أبوظبي للفن العام
تحتضن المرحلة الثانية من بينالي أبوظبي للفن العام فعاليات متنوعة وبرنامج فني حافل بالأنشطة وورش العمل والجلسات الحوارية والجولات، والعروض الأدائية والأنشطة الرياضية، كما يتخلل هذه البرنامج عروض أفلام تقام في المجمّع الثقافي، منها «دراما 1882» (2024) للفنان وائل شوقي، وكذلك عروض أدائية عامة بالتعاون مع الفنان كريستوفر جوشوا بينتون والمجتمع في سوق السجاد.
ومن المقرر أن تنظم فعالية جماعية في ختام البينالي تحتفي بعرض أدائي تشاركي تقدمه موبايل أكاديمي برلين، وتعليقًا على انطلاق المرحلة الثانية من البينالي، صرحت كليمنس بيرغال، مدير قسم الفن العام في دائرة الثقافة والسياحة – أبوظبي: "يُعَدُّ بينالي أبوظبي للفن العام إحدى الركائز الثلاث لمبادرة (أبوظبي للفن العام). ويعكس الحدث، من خلال تعدُّد الفنانين وتنوُّع الأعمال الفنية المعروضة، مساعي أبوظبي المستمرة لدمج الفن في نسيج المجتمع، وجعله بمتناول الجميع".
تجدر الإشارة إلى أن بينالي أبوظبي للفن العام يسهم بدوره في تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على المساحات المعمارية والحضرية المهمة، إضافة لتعزيز الإرث الإبداعي والبنية التحتية الثقافية، وجودة الحياة بأبوظبي من خلال ترسيخ الذاكرة الجماعية وصناعة الأماكن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الأسبوع الختامي لبينالي الفنون الإسلامية يشهد برامج ثقافية وعروضًا فنية متنوعة
الأسبوع الختامي لبينالي الفنون الإسلامية يشهد برامج ثقافية وعروضًا فنية متنوعة

سويفت نيوز

timeمنذ 21 ساعات

  • سويفت نيوز

الأسبوع الختامي لبينالي الفنون الإسلامية يشهد برامج ثقافية وعروضًا فنية متنوعة

جدة – واس : شهد الأسبوع الختامي للنسخة الثانية من بينالي الفنون الإسلامية، الذي تنظمه مؤسسة بينالي الدرعية تحت شعار 'وما بينهما'، في صالة الحجاج الغربية بمطار الملك عبدالعزيز الدولي في جدة، سلسة من الفعاليات والبرامج الثقافية والعروض الفنية المتنوعة على مدى ثلاثة أيام.وشاهد زوار البينالي اليوم عددًا من التجارب الثقافية التي تسلّط الضوء على التراث الثقافي الإسلامي العريق لمختلف مناطق المملكة، من خلال سرديات بصرية ومعرفية تدمج بين الفنون والتعليم، والتقاليد والأفكار المعاصرة.وتتواصل الفعاليات غدًا بمحور 'إعادة تقييم الأطر'، الذي يطرح نقاشات حول التفاعل المجتمعي، ودور المعارض والبرامج الثقافية في بناء مساحات تعليمية نابضة بالحياة، إلى جانب جلسات متخصصة في الفنون المعاصرة، والحرف، والعمارة الإسلامية.ويُختتم البينالي بعد غدٍ السبت بمنتدى 'إمكانيات المستقبل'، الذي يستعرض دور التقنيات الرقمية في إعادة صياغة العلاقة بين الجمهور والفن، من خلال تصميم منصات جديدة للعرض والتفاعل والبحث، بما يعزز استدامة الأثر الثقافي للبينالي، إلى جانب الحفل الختامي لكورال روح الشرق. واشتملت الفعاليات أيضًا على تجارب طهي تفاعلية، وعروض فنية مفتوحة، وأنشطة ترفيهية عائلية، تتيح للزوار استكشاف الفن من زوايا غير تقليدية، فيما يواصل البينالي ترسيخ حضوره كمنصة عالمية تحتفي بجماليات الفن الإسلامي في أجواء يملؤها الشغف بالفن والتاريخ. مقالات ذات صلة

بينالي "أمار" يستعيد "الأغاني الساخرة" في العالم العربي
بينالي "أمار" يستعيد "الأغاني الساخرة" في العالم العربي

Independent عربية

timeمنذ 5 أيام

  • Independent عربية

بينالي "أمار" يستعيد "الأغاني الساخرة" في العالم العربي

معروف أن البينالي يختار في كل دورة، موضوعاً محدداً من الأرشيف الموسيقي العربي من أجل دراسته المعمقة، عبر أنشطة ووسائط عدة بالتعاون مع مجموعة من المتخصصين من مجالات علمية ومهنية مختلفة. وتهدف هذه الأنشطة إلى دراسة الإرث الثقافي في مختلف المناطق العربية وإلى فهم أفضل لخصوصيته ولأطره التاريخية والاجتماعية والسياسية. ويشكل رصيد هذه الأعمال وثائق تاريخية في معرفة التحولات المجتمعية، وهو بالتالي أحد مكونات الذاكرة الجماعية التي يجب حفظها ونشرها في وجه المحاولات الممنهجة لمحوها. تنوعت أعمال هذه الدورة من إقامة فنية إلى إطلاق إصدارٍ سمعي وبحثي جديد، إضافة إلى ندوات وعروض أفلام وثائقية مختصة وسلسلة من الفيديوهات المنتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي. وتختتم الأنشطة بحفلة من الأغاني الساخرة يقدمها المشاركون في الإقامة الفنية. شارك في الأنشطة 10 باحثين ومخرجين إضافة إلى سبعة موسيقيين. وقد أقيمت الدورة الأولى من البينالي بدعم من الحكومة النرويجية والصندوق العربي للثقافة والفنون "آفاق"، وقدمت الندوات في متحف سرسق. أعمال البينالي تكون برنامج البينالي من خمسة أنواع من الأنشطة، هي: إطلاق إصدار موسيقي، وندوات، وعروض أفلام، وعروض سلسلة فيديوهات قصيرة منتجة بواسطة الذكاء الاصطناعي إضافة إلى الإقامة الفنية والحفلة الختامية. في ما يلي نبذة عنهم: أطلقت مؤسسة "أمار" إصدارها الجديد بعنوان "الأغاني الساخرة: أصوات معارضة من بلاد الشام 1920-1950" يستعرض هذا الإصدار مجموعة من الأغاني الساخرة والنقدية التي ظهرت في بلاد الشام خلال فترة الانتدابين الفرنسي والبريطاني، وهي مرحلة شهدت تحولات سياسية واجتماعية عميقة. من خلال تسجيلات أرشيفية نادرة، يكشف هذا العمل عن كيفية تجاوز هذه الأغاني الحدود الاستعمارية لتعبّر بأسلوب يجمع بين الفكاهة والنقد الحاد عن قضايا الهوية والمقاومة والحياة اليومية. تشكل هذه التسجيلات اليوم وثائق تاريخية مهمة في معرفة تحديات تلك الحقبة، ولعل دراستها ونشرها ضرورة للحفاظ على هذا التراث ومنعه من الزوال واعتبارها مكوناً من الذاكرة الجماعية للمنطقة، خصوصاً في وجه محاولات الإبادة والمحو الممنهجين لتاريخها وهويتها. يشمل الكتيب ثلاث دراسات باللغات العربية والإنجليزية والفرنسية إضافة إلى 78 تسجيلاً سمعياً من الأغنيات الساخرة. ندوات بحثية شهد البينالي ندوات دراسية شارك فيها متخصصون في علوم الاجتماع والتاريخ واللسانيات وعلم موسيقى الشعوب حول تأثير الأغنية الساخرة وتطورها في القرن الـ20 في المنطقة العربية. ويشمل ذلك إطلاق إصدار مؤسسة "أمار" الجديد بعنوان "الأغاني الساخرة: أصوات معارضة من بلاد الشام 1920-1950" إضافة إلى أربع حلقات نقاشية تركز على الأغنية الساخرة في مصر وفلسطين والجزائر واليمن، إلى جانب حلقة ختامية تقدم خلاصات واقتراحات عما تمت مناقشته خلال البينالي، يدير هذا النشاط أكرم الريس. عروض أفلام وتفرد البينالي بتخصيص حيز لعروض أفلام تتناول الشأن الموسيقي. قد تكون في بعض الأحيان روائية، وثائقية أو تسجيلية، وفي أحيان أخرى حفلات موسيقية مصورة. وتتم معالجة هذه الأفلام ليس بالضرورة من الجانب السينمائي البحت، إنما من جانب التحليل الإتنوموسيقي. في هذه الدورة تم التركيز على أفلام تطرقت لدور الأغنية الساخرة في مواجهة التحديات الاجتماعية والسياسية في المنطقة العربية. يرافق هذه العروض، نقاد باحثون أو مخرجون من مختلف أنحاء المنطقة العربية لتقديم آرائهم حول الموضوع والحوار مع الحضور. واحتفل البينالي بالفنان اللبناني عمر الزعني في تظاهرة بعنوان "رجع عا بيروت" وقدم سلسلة فواصل فيديو قصيرة منتجة باستخدام الذكاء الاصطناعي. استطاعت التسجيلات السمعية القديمة للفنان عمر الزعني أن تنجو وتعبر من القرن الماضي إلى يومنا هذا، ولكن لم تتوفر مقاطع فيديو توثق نشاطه الفني ويومياته، ونظراً إلى قدرة أعماله على محاكاة التحديات الاجتماعية والسياسية للزمن الحاضر ومن ثم مخاطبة الجيل الجديد، استعانت المؤسسة بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مستندة إلى بعض الصور من هنا ومن هناك، وإلى بعض الأبحاث والحكايات التي تدور حوله وحول أغانيه، لإعادة إحياء تراث هذا الفنان الساخر الملتزم بقضايا الشعب. حفلة موسيقية قدم الفنانون المقيمون في البينالي، حفلة موسيقية استناداً إلى الأغاني الساخرة في أرشيف مؤسسة "أمار"، بما في ذلك أعمال أقل شهرة لعمر الزعني والشيخ إمام وسيد درويش وسلامة الأغواني وموسيقى "الشعبي" الجزائرية وآخرين. وبدت الحفلة نتيجة لإقامة فنية على مدار أسبوع، في مقر مؤسسة "أمار" في قرية قرنة الحمراء، وشارك فيها سبعة فنانين من لبنان والدول العربية، قاموا بتبادل المعلومات والخبرات والتجارب الموسيقية والبحث في أرشيف "أمار" عن الأغاني الساخرة ودراسة المخزون الموسيقي. من خلال هذا المسار التعاوني، أضاء الموسيقيون على أعمال أقل شهرة لعمر الزعني والشيخ إمام وسيد درويش وسلامة الأغواني ولور دكاش وسهام رفقي وغيرهم من الأعلام. جرى الافتتاح الرسمي للبينالي في متحف سرسق – بيروت، بحضور حوالى 100 شخص من فنانين وباحثين ومهتمين. استهلت المؤسسة الحدث بكلمة ترحيبية من مديرة المشروع هبة الحاج فيلدر، أعقبتها كلمة من السفيرة النرويجية، ثم مداخلة ممثلة "آفاق". بعدها، تم تقديم عرض بصري متقن صُمم باستخدام الذكاء الاصطناعي، تناول أرشيف الفنان عمر الزعني، أحد رموز الأغنية الساخرة في لبنان. ثم أقيمت ندوة نقاشية ضمت الدكتورة ديانا عباني، الدكتور نادر سراج، والأب الدكتور بديع الحاج، تم خلالها استعراض نماذج الغنائية الساخرة من بلاد الشام بين عامي 1920 و1950، إضافة إلى خصائصها اللغوية والموسيقية مرفقة بعرض سمعي. ركز المتحدثون على أن هذا النوع من الأغاني هو شكل من أشكال المقاومة الثقافية و"كاريكاتير سمعي" يتجاوز الحدود الاستعمارية، ويعكس فضاء ثقافياً مشتركاً. بلاد الشام ومصر والجزائر قامت مؤسسة "أمار" بإطلاق إصدارها السمعي-البحثي الجديد حول "الأغنية الساخرة" في بلاد الشام بين 1920 و1950، ويتألف من كتيب يتناول جانباً نادراً من التراث الغنائي الساخر في بلاد الشام خلال فترة الانتدابين الفرنسي والبريطاني. ويضم الإصدار مجموعة مختارة من 78 أغنية نادرة عكست ردود فعل الناس على القضايا الاجتماعية والسياسية في تلك الحقبة، حيث تلتقي الروح الشعبية بالتوثيق التاريخي.أما ندوة "الأغنية الساخرة المصرية"، فجمعت بين البحث الأكاديمي والعرض الموسيقي التفاعلي. افتتحت الندوة بعرض مسجل قدمه الباحث الفرنسي فريدريك لاغرانج، المتخصص في الموسيقى المصرية في عصر النهضة، حيث أضاء من خلاله على تطور الأغنية الساخرة في مصر من منتصف القرن الـ19 حتى الثلاثينيات من القرن الـ20، وسياقاتها الاجتماعية والثقافية. أعقبه عرض تحليلي موسيقي قدمه طارق عبدالله، الباحث المصري المتخصص في آلة العود، تناول فيه مفهوم "التطريز الغنائي" وأنواع الفكاهة في الأغنية الساخرة منذ الأربعينيات حتى ميدان التحرير، مستخدماً أداء مباشراً على آلة العود لتوضيح المفاهيم بصورة غير تقليدية ولافتة.وشملت الندوة عرضاً لأعمال ساخرة لإسماعيل ياسين، الشيخ إمام، محمود عبدالعزيز وعلي الحجار، إلى جانب عرض فيلم وثائقي بعنوان الشيخ المغني لهيني سرور حول حياة الشيخ إمام ودوره في ترسيخ الأغنية الساخرة كأداة فنية مقاومة، وذلك بالتعاون مع نادي لكل الناس. وفي الندوة المخصصة للأغنية الفلسطينية، أبرز البرنامج تداخل الفن مع قضايا النضال، لا سيما في السياق الفلسطيني. وبينما تعذر حضور الباحث حازم جمجوم نتيجة ظرف طارئ، قامت منسقة البرنامج، هبة الحاج فلدر، بإلقاء محاضرتها نيابة عنه. كانت الكلمة تلخيصاً لندوة كان من المزمع أن يقدمها جمجوم بعنوان "فلسطين: قرن من الموسيقى والنضال"، التي كانت ستستعرض تحولات الأغنية الفلسطينية الساخرة والاحتجاجية في سياقاتها السياسية والتاريخية المختلفة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقدم البينالي ندوة بعنوان "الأغنية الساخرة في الجزائر – تاريخ وواقع". قدم الندوة الفنان والباحث في التراث الشعبي عبدالقادر بن دعماش، وحاوره الباحث الفرنسي جان لامبير، بدأت الندوة بعرض لتاريخ الثقافي وتنوعها عبر المناطق المختلفة في الجزائر، تخللها حديث عن تنوع الأنماط الموسيقية، من التراث الأندلسي، والموسيقى التقليدية الكلاسيكية، والموسيقى الفلكلورية البدوية، وصولاً إلى الأشواق (الموال) وغيرها من الأنماط التي تعكس غنى المشهد الثقافي الجزائري، مع التأكيد أن الأغنية الساخرة في الجزائر لم تكن مجرد شكل فني، بل أداة نضالية في مواجهة الاستعمار وتثبيت الهوية الوطنية. وتناول المحاضر تطور هذا الفن منذ بدايات القرن الماضي، حيث لعبت الأغنية الساخرة دوراً فاعلاً في معالجة كثير من القضايا والمواضيع، مثل أزمة الإفقار، الأزمات الاقتصادية، الواقع الاجتماعي، النضال ضد المستعمر، الظروف السياسية، وانتقاد السلطات، إضافة إلى دورها في إيقاظ الوعي والروح الوطنية. وقد تخلل الندوة عرض لنماذج سمعية مختارة من الأغاني الشعبية الساخرة التي شكّلت علامات بارزة في هذا السياق. اختتمت سلسلة الندوات الخاصة بـ"الأغاني الساخرة" ندوة عن اليمن. وقدم الباحث في علوم موسيقى الشعوب جان لامبير مداخلة تمحورت حول تجميع أولي ونادر لأرشيف الأغاني الساخرة الأقل شهرة في اليمن، بالتحديد تلك التي تناولت مواضيع سياسية واجتماعية، وظهرت في وقت مبكر مع بدايات التسجيلات الصوتية الأولى في عدن. حاوره أكرم الريس، العضو المؤسس في الهيئة الإدارية لـ"أمار". جاءت الجلسة تحت عنوان "من مقبرة الأناضول إلى حصاد الوطن"، في إشارة إلى المراحل التاريخية التي مر بها اليمن من المعارك ضد الإمبراطورية العثمانية إلى نهايات الاستعمار البريطاني. وهذا عبر عرض بصري مدعوم بأمثلة سمعية، سلطت الندوة الضوء على التأثير المباشر للمعارك والتحولات السياسية في الفن والموسيقى. كما أبرزت كيف تحول الغناء إلى وسيلة رمزية للتعبير عن الانتماء القومي، خصوصاً مع تصاعد الحركة القومية في خمسينيات القرن الماضي. وأكدت الندوة أهمية دراسة الأغاني الساخرة في عدن، ودورها بوصفها مرآة للذاكرة الجماعية للنضال السياسي والاجتماعي، مشيرة إلى ندرة الأبحاث في هذا الحقل وضرورة توثيقه أكاديمياً.

بينالي: رحلة عبر الزمن والإبداع
بينالي: رحلة عبر الزمن والإبداع

الحدث

time١٥-٠٥-٢٠٢٥

  • الحدث

بينالي: رحلة عبر الزمن والإبداع

بقلم ـ خليل إبراهيم القريبي في شمال شرق مدينة جدة النابضة بالحياة، وعلى امتداد عبق التاريخ الذي تحتضنه، استضافت عروس البحر الأحمر معرض ومتحف بينالي للفنون الإسلامية ٢٠٢٥، مُحوِّلاً إياها إلى محطة إشعاع ثقافي عالمي. كانت زيارتي لهذا الحدث الفني الاستثنائي بمثابة رحلة بصرية وروحية عميقة، حيث تلاقت عراقة الماضي الإسلامي الزاهر بإبداعات الحاضر المتجددة، منذ اللحظة التي وطأت فيها قدماي أرض المعرض، استقبلتني أجواء روحانية هادئة، عزَّزتها التصاميم المعمارية الأنيقة التي استلهمت روح الفن الإسلامي الأصيل مع لمسة عصرية جذابة. كان التنظيم الاحترافي للمعرض الذي استقطب مشاركات واسعة من مؤسسات دولية مرموقة وفنانين من شتى بقاع الأرض، دلالة واضحة على الأهمية الكبيرة التي يحظى بها هذا الحدث في المشهد الثقافي المحلي والعالمي. أثار إعجابي التنوُّع الغني في الأعمال الفنية المعروضة، التي شملت مختلف تجليات الإبداع الإسلامي عبر العصور، فتجلَّى جمال الخط العربي في لوحات آسرة تحمل بين طياتها آيات الذكر الحكيم وأبيات الشعر الرصين، بينما أسرتني دقة الزخارف الهندسية التي عكست براعة الفنان المسلم في التجريد والتنظيم، ولم تغب فنون الحرف اليدوية الأصيلة، التي تحمل عبق التاريخ وحكايات الأجيال، لتضفي على المعرض لمسة من الأصالة والتراث العريق. إلى جانب هذه الروائع التاريخية، كان الحضور اللافت للفنانين المعاصرين الذين استلهموا من التراث الإسلامي لتقديم رؤى فنية مبتكرة ومعاصرة، من أبرز ملامح البينالي. تَجسَّد هذا الإبداع في المعروضات الفنية الجديدة التي قدمها فنانون من مختلف أنحاء العالم، مستخدمين وسائط فنية متنوعة للتعبير عن مفاهيمهم وأفكارهم المستوحاة من جوهر الثقافة الإسلامية. وقد وُحِّدت هذه الأعمال تحت مظلة عنوان البينالي العميق (وَمَا بَيْنَهُمَا)، المُستوحَى من الآية الكريمة ( وَمَا خَلَقْنَا السّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَآ إِلاّ بِالْحَقّ ) التي تصف عظمة خلق الله تعالى، ليُضفي على المعرض بُعداً تأمّلياً وروحياً يدعونا للتفكر في العلاقة بين الخالق والمخلوق وبين الماضي والحاضر. تجلَّى هذا المفهوم بوضوح في مختلف صالات العرض والمساحات الخارجية التي ضمَّت تحفاً وأعمالاً فنية متنوعة، كل منها يحمل في طياته محاولة فريدة لفهم روعة الخلق وعظمة الخالق. ولقد أضافت القطع النادرة التي تزيَّنت بالياقوت والزمرُّد والألماس بُعداً فاخراً واستثنائياً للمعرض، ما عكس مدى الاهتمام بالتفاصيل والحرص على تقديم أجود وأندر التحف. كما لفت انتباهي بشكل خاص قسم الأدوات الحربية والمعارك التاريخية، الذي جَسَّد قوة وبراعة الصناعة الإسلامية في هذا المجال، وبلغت الروعة ذروتها في المعروضات ذات العلاقة بالحضارات المتنوعة وهدايا البلاط الملكي في قرون متعددة من الزمن، حيث تضمنت قطعاً ذات فخامة غير مسبوقة؛ تُجسد أُبَّهة تلك الحقبة وذوقها الرفيع. ومع هذا الثراء الفني والمعرفي، أعترف بأسفي بأنه لم يتسنَّ لي استكمال الجولة الكاملة في أرجاء هذا الصرح الفني الشاسع، فكل عمل فني كان يستوقفني بجماله ودقته، ويستدعي مني التأمُّل والتفكُّر مليّاً. شاركني هذه الرحلة الشيقة ابناي الروائيان، مُهنَّا و غِنَى، اللذان أبديا بدورهما انبهاراً كبيراً لما شاهداه من إبداعات فنية، وتشاركنا أطراف الحديث حول المعاني والأفكار التي أثارتها هذه الأعمال، وأدركنا ثلاثتنا أن بينالي ليس مجرد معرض فني عابر، بل هو تجربة ثقافية وفكرية تستحق التوقف والتأمل في كل زاوية من زواياه. وبذلك؛ تبادلنا الوعود بتكرار الزيارة في أقرب فرصة ممكنة لاستكمال استكشاف ما تبقى من صالات العرض، والانغماس بشكل أعمق في هذا العالم الفني الملهم، قبل انتهاء مدته المقررة في ٢٥ الجاري ٢٠٢٥م. بينالي الفنون الإسلامية ليس مجرد معرض فني، بل هو منصة ثقافية مهمة تعزز تقديرنا للإرث الفني الإسلامي العظيم، وتؤكد على قدرته على التجدد والتأثير في مختلف العصور.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store