logo
قائد سلاح الجو الإسرائيلي يقرر توسيع الهجوم على إيران

قائد سلاح الجو الإسرائيلي يقرر توسيع الهجوم على إيران

Independent عربيةمنذ يوم واحد

في اليوم الثاني من الحرب الجارية على إيران، عاد النقاش في إسرائيل حول ما إذا كانت هذه الحرب ستنتهي بتحقيق أبرز أهدافها وهو منع إيران من استمرار تخصيب اليورانيوم والوصول إلى القنبلة النووية، أم إن الطرفين سيدفعان ثمناً كبيراً ثم يعودان إلى طاولة المفاوضات.
أمام المشهدية التي خلفتها الصواريخ الباليستية التي انطلقت من إيران عبر ست رشقات حتى السادسة من صباح السبت، وألحقت دماراً هائلاً عده مطلعون على مدى حجمه وأضراره الأكبر منذ عقود، حيث أدت الصواريخ إلى تدمير كامل لمبان عدة بعضها شاهق في مركز إسرائيل وتل أبيب الكبرى، وإخراجها من الاستخدام مما أبقى مئات الإسرائيليين من دون سكن، حيث نقلوا إلى أماكن سكن خارج بلداتهم، بينما قتل ثلاثة وأصيب ما لا يقل عن 70 بين إصابات خفيفة وصعبة.
إحراق طهران
نسبة غير قليلة من الصواريخ الباليستية التي أطلقت على إسرائيل تجاوزت منظومات الدفاع المتوافرة لدى سلاح الجو "ثاد" الأميركية، "حيتس- 2"، و"حيتس- 3"، وهي منظومات لمواجهة الصواريخ الباليستية إلى جانب "القبة الحديدية" و"العصا السحرية"، و"الليزر" التي استخدمت في مواجهة المسيرات التي أطلقت بمعظمها نحو الشمال، فيما الباليستية نحو المركز وتل أبيب الكبرى، وقلة منها باتجاه الجنوب، وبصورة عامة يتم التصدي لها عبر منظومتي "حيتس" و"ثاد".
وشهد صباح اليوم السبت، تصعيداً للتهديدات بين تل أبيب وطهران، سواء من قبل وزير الأمن يسرائيل كاتس الذي هدد بتدفيع طهران ثمناً باهظاً في أعقاب ما سماه تجاوزها الخط الأحمر باستهداف الصواريخ مناطق سكنية، أو تهديد إيران بمضاعفتها وتوسيع نطاق رشقات الصواريخ الباليستية التي ستصل إلى إسرائيل، وما فهم في تل أبيب من احتمال استهداف مناطق حساسة واستراتيجية بين الجنوب، حيث القواعد العسكرية والمنشآت الحساسة والمفاعل النووي في ديمونة، وبين الشمال الذي يشمل عشرات المواقع الحساسة وحيفا تحديداً، حيث المواد الخطرة في خليج حيفا.
أمام هذه التهديدات قررت إسرائيل توسيع نطاق هجماتها على إيران، وأعلن قائد سلاح الجو تومر بار، أنه سيركز في هجومه، اليوم السبت، على مواقع واسعة النطاق، فإلى جانب منشآت النووي وتخصيب اليورانيوم تركز الهجمات على استهداف مخازن ومنصات إطلاق المسيرات وصواريخ أرض- أرض في محاولة لإحباط القدرة على إطلاق الصواريخ الباليستية التي تشكل تحدياً كبيراً وخطراً لإسرائيل، وفق عسكريين وأمنيين.
أما كاتس الذي دعا إلى جلسة مشاورات في الخندق تحت الأرض في وزارة الأمن بتل أبيب، فهدد بإحراق طهران إذا ما نفذت إيران تهديداتها واستمرت بإطلاق الصواريخ إلى إسرائيل. وبحسبه فإن سلاح الجو "سيواصل مهاجمة إيران وضرب الأهداف الاستراتيجية مما يلحق أضراراً جسيمة بالقدرات الإيرانية ويزيل التهديدات لإسرائيل".
وأضاف كاتس في بيان له، أن "الخلاصة المركزية هي أن التزام السكان بتعليمات الجبهة الداخلية والسلطات أنقذ كثيراً من الأرواح وقلص حجم الأضرار، وهناك حاجة إلى الالتزام بالتعليمات الصادرة عن الجهات الرسمية".
وبينما أشاد كاتس بـ"الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن على الإنجازات العملياتية التي تحققت في مواجهة التهديد الأخطر على وجود إسرائيل"، وفق تعبيره، فإنه شدد على أن "الجيش يواصل العمل بقوة وبدقة".
رقابة عسكرية مشددة
منذ إطلاق الرشقة الأولى من الصواريخ دعا الجيش وقادة الجبهة الداخلية ورؤساء بلدات جميع سكان إسرائيل من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب للامتناع عن التقاط صور للمواقع التي تسقط فيها الصواريخ وإظهار مدى الأضرار التي لحقت بها. كما منعت الرقابة العسكرية منعاً تاماً نشر صور سقوط الصواريخ الإيرانية في مواقع ومنشآت حساسة وعسكرية طاولتها الصواريخ الباليستية، وهي عديدة في المركز والجنوب، وفي حال تداولت وسائل إعلامية بعض الصور، خصوصاً لاشتعال حرائق في أماكن عدة ومناطق واسعة، فإنها تكون جزئية وغير واضح مكانها، مع الإشارة إلى سماح الرقابة بنشر هذه المشاهد الجزئية من الموقع.
الرقابة أيضاً فرضت منع نشر اسم مسؤول أمني سابق كبير، كانت رشقة الصواريخ صباح السبت، تستهدفه حيث يسكن هو وعائلته على بعد 250 متراً من مكان سقوط الصاروخ في "رشون لتسيون"، مما أدى إلى مقتل إسرائيليين وإصابة العشرات. وما سمح نشره حول هذا المسؤول أنه تبوأ مناصب عدة بينها رئاسة جهاز أمني مركزي، ويشغل اليوم منصب المدير العام لإحدى شركات الطاقة المركزية في إسرائيل، ويعد شخصية عامة ومعروفة.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
هذا التعتيم الإعلامي في مقابل الحديث عن استهداف الصواريخ الإيرانية مناطق سكنية ومدنيين استبق تهديدات كاتس وقيادات عسكرية بالرد المؤلم على إيران، ورافقته تحذيرات أمنيين وسياسيين من تداعيات الاستهداف المركزي لمدنيين ومناطق سكنية إيرانية، فمن شأن ذلك أن ينزع الشرعية عن الهجوم الإسرائيلي الذي حظي في بدايته بدعم دول عدة بينها دول أوروبية وقفت قبل اندلاع الحرب في الجبهة المعادية لها بسبب استمرار حربها على غزة ومنع إيصال المساعدات الإنسانية للسكان، وعدت أن من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها ووجودها.
تزامناً مع ذلك كشف تقرير إسرائيلي من دون إيضاحات وتسميات أن إسرائيل لم تحظَ في هذا الهجوم بتحالف واسع لمواجهة الصواريخ والهجوم الإيراني عليها كالتحالف الذي حظيت به في هجوم السنة الماضية، وهذا في حد ذاته يبقي الخطر متزايداً على الجبهة الداخلية، مع عدم إمكانية التصدي لجميع الصواريخ الباليستية والمسيرات التي تطلق على إسرائيل. وهو جانب أسهم في إثارة النقاش الإسرائيلي حول سؤال: كيف ومتى ستنتهي هذه الحرب؟
بحسب تقرير إسرائيلي، فإن بعض دول الشرق الأوسط ساعدت في عملية الاعتراض بالتعاون والتنسيق مع القيادة المركزية للجيش الأميركي، ونقل عن مسؤول إسرائيلي رفيع أن قوات أميركية شاركت بفعالية في التصدي للصواريخ الباليستية التي أطلقت على إسرائيل حتى صباح السبت.
تهديد وجودي
وفق الجيش، فإن الهجوم الإسرائيلي على إيران اليوم السبت، يشمل أهدافاً عدة، "وهو هجوم لم يقتصر على بنك الأهداف التي وضعها الجيش لهذه الحرب، وإنما أيضاً عديد من الأهداف التي تشكل تهديداً وجودياً على سكان إسرائيل".
هذا التهديد الوجودي، يعني من وجهة نظر أمنيين، المنشآت النووية وتخصيب اليورانيوم وأيضاً مخازن الصواريخ والمسيرات ومنصات إطلاقها. ونقل عن مسؤول أمني إسرائيلي أن الحاجة تتطلب اليوم تنفيذ عمليات حازمة ودقيقة لضمان حرية الطيران الإسرائيلي في إيران من دون تهديد خطر عليه لتنفيذ مهمته والعودة بسلامة إلى تل أبيب".
إلى ذلك كشف تقرير إسرائيلي، اليوم السبت، أن قائد سلاح الجو تومر بار وضع خطة الهجوم بالتعاون مع رئيس الأركان السابق هرتسي هليفي، وتم تعديلها أخيراً مع رئيس الأركان الحالي إيال زامير، بحيث تم تدريج أولويات تنفيذ الأهداف وفق ضرورة إزالة التهديد وليس أهمية التهديد، وهكذا لم يتم وضع المنشآت النووية ضمن أولويات الخطة.
الخطة وضعت بعدما ضمنت إسرائيل تحييد قدرات وكلاء إيران في لبنان وسوريا واليمن، وهي مناطق حاولت إيران من خلالها بناء وكلاء يستخدمون طائرات مسيرة وصواريخ أرض- بحر تشكل خطراً على إسرائيل ومنشآتها الاستراتيجية، وفق التقرير الإسرائيلي.
واستهدفت المرحلة الأولى من الخطة التي نفذت صباح أمس الجمعة، هيئة الأركان العامة للجيش الإيراني، وتصفية ثلاثة مراكز قيادة عسكرية، هي هيئة الأركان الإيرانية، وعلى رأسها رئيس الأركان. ومقر الحرس الثوري الإيراني وقائده. ومقر سلاح الجو الإيراني بما في ذلك قائد السلاح.
وقد نفذ هذا الهجوم بهدف خلق فوضى وشل القيادة والسيطرة، بحسب ما نقل المحلل العسكري آفي أشكنيازي عن مسؤول عسكري، مضيفاً أن سلاح الجو ركز جهوده بعد ذلك على استهداف منظومة صواريخ أرض- جو وأرض- أرض، وبحسبه فإن "الهدف هو ضمان حرية الحركة الجوية فوق إيران، وتقليص حجم منظومات الصواريخ والطائرات المسيرة بصورة فورية، حتى تتمكن منظومة الدفاع الجوي الإسرائيلية من التعامل بصورة أفضل مع التهديدات".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل وإيران صراع من أجل الهيمنة والنفوذ
إسرائيل وإيران صراع من أجل الهيمنة والنفوذ

الأمناء

timeمنذ 2 ساعات

  • الأمناء

إسرائيل وإيران صراع من أجل الهيمنة والنفوذ

لا يختلف إثنان أن النظام الإيراني صنيعة الغرب والمتابع للشؤون الإيرانية يعلم جيدا أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله الخميني وصل للحكم على متن طائرة فرنسية في 1 فبراير 1979 بدعم سياسي كبير من الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية خلفا ل شاه إيران محمد رضاء بهلوي الذي كان يدير الحكم في إيران بنظام ملكي علماني بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية وكان شاه إيران يعد كشرطي للمنطقة العربية والشرق الأوسط وتم الإطاحة به لعدد من الأهداف الإستراتيجية للدول الغربية منها صد التمدد الشيوعي القادم من الإتحاد السوفيتي آنذاك ومن أجل تطويق الدول العربية المناهضة للكيان الصهيوني في فلسطين وشيء آخر من أجل بناء وإيجاد توزان سياسي في المنطقة بين السنة والشيعة لصالح أمن دولة إسرائيل ولا يختلف إثنان كذلك أن الكيان الصهيوني "إسرائيل" صنيعة الغرب وتحديدا المملكة المتحدة التي إحتلت أرض فلسطين تحت مسمى الإنتداب في 11 ديسمبر 1917 واعطت وعدها الشهير "بوعد بلفور" لليهود وذلك بإقامة وطن قومي لهم في 2 نوفمبر من نفس العام ومع حلول 24 أبريل 1920 أعلن رسميا عن إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وفي 15 مايو 1948 أعلن آرثر جونز وزير الدفاع البريطاني إنهاء الإنتداب البريطاني بعد إعلان قيام دولة إسرائيل بيوم واحد فقط من قبل رئيس الوكالة اليهودية ديفيد بن غوريون بدعم أمريكي واضح وصريح من خلال إعتراف الرئيس الأمريكي آنذاك هاري إس ترومان وقبل ذلك الدعم الأمريكي لوعد بلفور المشئوم، الملخص النهائي أن النظام الإيراني "الخميني" والكيان الصهيوني "إسرائيل" كليهما أنظمة سياسية متطرفة صنعهما الغرب وتم تأسيسهما ودعمهما لمواجهة الخطر الإسلامي بإعتقادهم وتصوراتهم والمتمثل في الدول "السنية" التي لديها تأريخ طويل من الصراع الحضاري والعسكري والديني الممتد لقرون مضت والتي كانت تسمى بالفتوحات او بالحروب الصليبية،. ولكن بسبب صعف المحور السُني وعلاقته الجيدة مع الدول الغربية في الوقت الراهن لم يلتفت الغرب إليهم كثيراً إلا من باب الشراكة الإقتصادية والإتفاقيات الأمنية والعسكرية ، وعلى النقيض من ذلك تماماً شهدت المنطقة ظهور إيران كقوة عسكرية صاعدة إلى جانب صناعة كيانات إرهابية مسلحة وووكلاء لها في المنطقة وكذلك سعيها الحثيث لـ إمتلاك السلاح النووي والتسريع بتخصيب اليورانيوم المخصب الذي ترى فيه إسرائيل وأمريكا والدول الأوربية وكذلك دول المنطقة تهديدا مباشرا لها وللأمن الإقليمي والعالمي خصوصا مع قيام المليشيات المسلحة التابعة للنظام الإيراني بأعمال إرهابية ضد إسرائيل وضد الملاحة البحرية في البحر الأحمر وخليج عدن وإطلاق التهديدات المتواصلة من قبل القيادات السياسية والعسكرية الإيرانية ضد الدول المجاورة وضد المصالح الغربية في المنطقة مما أدى بدوره إلى فرض الولايات المتحدة الأمريكية وبعض الدول الأوروبية منذ سنوات عددا من العقوبات الإقتصادية والسياسية ضد الحكومة الإيرانية وضد الشخصيات والشركات والكيانات المرتبطة بها أضف إلى ذلك إطلاق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أخيرا دعوة صريحة للنظام في طهران بتفكيك البرنامج النووي والتوقف عن تقديم الدعم والإسناد للتنظيمات الإرهابية، الولايات المتحدة الأمريكية وجهت رسائل سياسية وعسكرية عديدة لطهران للتوقف عن مشاريعها التخريبية والإرهابية في المنطقة والعالم ولكن يبدوا أن المسؤولين الإيرانيين لم يستوعبوا فحوى تلك الرسائل مما أدى بدوره إلى الهجوم الإسرائيلي المباغت والعنيف على إيران رغم سلسلة المفاوضات السياسية بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية في مسقط منذ أبريل الماضي ، وهذا يُعد غباءاً سياسياً من قبل الإيرانيين الذين لم يفهموا المزاج الغربي بالشكل الصحيح وربما فهموا ولكنهم ظنوا أنهم قد أصبحوا قوة عظمى لا يستهان بها في المنطقة والعالم ونسوا أو تناسوا انهم مجرد أدءة من أدوات الغرب صُنعوا من أجل تنفيذ أجندة سياسية محددة مسبقاً ورسمت لهم خطوطاً حمراء لا يحق لهم تعديها وهم مثل غيرهم من الدول الوظيفية في المنطقة، ومن تلك الخطوط الحمراء عدم التفوق العسكري والتكنولوجي وعدم التوسع الجغرافي العشوائي على حساب ضرتها إسرائيل ولكنها تجاهلت كل تلك الخطوط المرسومة ولم تكتفي بما حصلت عليه من مكاسب سياسية وجغرافية على الأرض العربية وذهبت إلى أبعد من ذلك مما أدخلها في صراع علني متعدد الأشكال مع الغرب ومع إسرائيل وافضى ذلك إلى المواجهة العسكرية المباشرة مع إسرائيل ومن خلفها الدول الغربية لمنعها من الهيمنة السياسية والعسكرية على المنطقة وكذلك القضاء على التهديد المباشر لـ أمن إسرائيل وإيقاف توسع نفوذها على حساب الحلم اليهودي القديم في إقامة دولتهم الكبرى من النيل إلى الفرات وتوسعها في المنطقة وفق مخطط سايكس بيكو ومخطط الشرق الأوسط الجديد الذي تطرق إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهوا بعد الضربة العسكرية الأولى ضد إيران ، الصراع الإسرائيلي الإيراني الحاصل الان لن ينتهي جذرياً إلا بإزاحة إحداهما للأخر حتى يظمن الهيمنة والنفوذ المنفرد على المنطقة وفي المحصلة النهائية سوف تفشل كل المشاريع السياسية الدخيلة على المنطقة العربية طال الزمن أو قصر وهذه سنة الله في الأرض ووعده لعباده الصالحين قال تعالى :{ وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي إرتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئاً ومن كفر بعد ذلك فأولئك هم الفاسقون } النور 55

هل نضجت ظروف الوساطة بين إسرائيل وإيران؟
هل نضجت ظروف الوساطة بين إسرائيل وإيران؟

Independent عربية

timeمنذ 3 ساعات

  • Independent عربية

هل نضجت ظروف الوساطة بين إسرائيل وإيران؟

وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يقول اليوم إن بلاده لا ترغب بتوسعة الصراع مع إسرائيل وإنما ستدافع عن نفسها، والحديث يشكل تراجعاً عن وعيد الأمس باستهداف قواعد أميركا وبريطانيا وفرنسا لأنها تساعد تل أبيب في صد هجمات طهران، ويمكن أن يمثل أيضاً انفتاحاً على وساطة توقف الأزمة وتنهي القتال. واستبعاد توسعة إيران للحرب رسالة طمأنة لدول المنطقة تشجعها على بذل مزيد من الجهود من أجل إنهاء الصراع بين طهران وتل أبيب، ولكن هل تهيئة ظروف الوساطة التي يمكنها أن تقود نحو هذه الغاية، أم أنها لا تزال بعيدة في ظل تهديدات أحد الطرفين الآخر بأيام قاسية جداً وليالٍ شديدة الضرر على البشر والحجر فيهما؟ الرسائل التي بعثت بها إيران إلى إسرائيل عبر قبرص لم يعرف محتواها بعد، لكنها قد تعكس استعداد طهران لإنهاء الحرب، السؤال هو مقابل ماذا، وما "التخريجة" التي تتيح للطرفين إغماد السيوف من دون أن يطاولها عار الهزيمة، بخاصة أن كلاً منهما أكثر من التهديدات خلال اليومين الماضيين إلى حدود قللت فرص إنهاء القتال. صحيح أن إيران نفت ما أعلنته قبرص عن رسائلها، ولكنها لم تعارض تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن البلدين سينعمان بالسلام قريباً، منوها عبر منصة "تروث" بأن اتصالات مكثفة تجرى حالياً بين المتخاصمين لإنهاء الحرب، ولا نستبعد إعلان ترمب وقف القتال بينهما تماماً كما فعل مع الهند وباكستان أخيراً. كل شيء ممكن في السياسة، المهم أن تجد له "التخريجة" المناسبة وتختار له وسيطاً يستطيع إقناع الخصمين بها. لا شك أن النهايات تستوجب دائماً من الطرفين أو أحدهما تقديم التنازلات لكنها في نهاية المطاف تجنب الدول مزيداً من الموت والدمار، وتحفظ ماء وجه المهزوم من خلال تجنيبه رفع الراية البيضاء أمام أعين شعبه. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في ميزان التفوق الميداني تبدو إسرائيل أكثر تحقيقاً لأهدافها، لكن القول الفصل لمن يحميها ويساعدها في المواجهة، هناك ساسة في تل أبيب يخشون تدخلاً أميركياً يجبرها على وقف القتال قبل أن يتحقق حلم نتنياهو بإسقاط نظام طهران، فكل ما هو دون ذلك برأيهم يعد سلاماً زائفاً لن يجلب الاستقرار والسلام إلى المنطقة أبداً. أياً كانت النهاية التي يعمل من أجلها ترمب فلن تشمل السماح لإيران بامتلاك برنامج نووي ينتهي بقنبلة نووية، فهذا خط أحمر وضعه بنفسه قبل أي طرف آخر، وجميع التصريحات الغربية تؤيده ولم تتزحزح عنه، حتى إن الحرب الدائرة اليوم زادت الأطراف المعنية إصراراً عليه وتشبثا به وربما ضافت إليه قيوداً أكبر وأكثر. الترويكة الأوروبية عرضت التفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، لكن ثقة طهران بهم تزعزعت منذ أن وقفوا عاجزين عن إقناع ترمب بالانسحاب من الاتفاق السابق، ثم تركوها منذ مايو (أيار) 2018 وحتى اليوم تعاني العقوبات الأميركية وتتفاوض مع إدارات البيت الأبيض المتعاقبة من أجل الوصول إلى اتفاق جديد. هناك تقارير نفتها طهران لاحقاً تتحدث عن طلبها وساطة الدوحة ومسقط في الحرب، لم تتخل عمان عن التزاماتها أبداً تجاه المفاوضات النووية، لكن إيران لا تجد جدوى من حوار يلتئم في ظل القصف الإسرائيلي لمدنها ومنشآتها، وطاولة تعقد تحت شرط أميركي بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم بشكل كامل فوق أراضيها. بالنسبة إلى قطر التي أدت وتؤدي دوراً في مفاوضات إسرائيل و"حماس" منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فلن تمانع المساهمة في إنهاء التوتر بين طهران وتل أبيب، لكن ما الأوراق التي يمكن أن تغري بها الدوحة تل أبيب أو واشنطن من أجل المضي في السلام إن كانت الخطط وضعت أصلاً لنصل إلى هذه النقطة. موسكو أيضاً عرضت التوسط للتهدئة بين طهران وتل أبيب بعد مكالمة بين الرئيسين الروسي والأميركي، ترمب منفتح على وساطة فلاديمير بوتين وفي الوقت نفسه لا يمكنه تحديد "موعد نهائي" لعودة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات النووية مع واشنطن، وفق ما أفادت صحافية في شبكة "أي بي سي نيوز" صباح اليوم الأحد. عرضت تركيا المساعدة في الشأن ذاته أيضاً، وهناك اتصالات كثيرة ومكثفة تجرى لوقف التصعيد منذ اليوم الأول للحرب، وكل ذلك قد ينتج شيئاً قريباً شرط أن ترعاه أميركا وتدفع تل أبيب نحو قبوله ووقف طائراتها وصواريخها من التحليق فوق مدن إيران وقصف المنشآت النووية والعسكرية والاقتصادية وحتى السياسية. المتحدث العسكري الإسرائيلي يقول اليوم إن هدف هجوم بلاده ليس إسقاط النظام في طهران وإنما وقف تهديدات إيران الوجودية، ربما تكون أول إشارة بأن منحى الحرب بدأ يأخذ خطاً تنازلياً أو في الأقل تباطأ خطر التصعيد ليعم المنطقة بأكملها، ويبقى للأيام أو ربما الساعات المقبلة حق تعزيز التفاؤل أو تبديده وقلب معادلاته.

الرئيس الإسرائيلي: الهجمات على إيران تهدف لتغيير الشرق الأوسط
الرئيس الإسرائيلي: الهجمات على إيران تهدف لتغيير الشرق الأوسط

العربية

timeمنذ 5 ساعات

  • العربية

الرئيس الإسرائيلي: الهجمات على إيران تهدف لتغيير الشرق الأوسط

قال الرئيس الإسرائيلي، إسحاق هيرتسوغ، اليوم الأحد، إن الهجمات على إيران تهدف لتغيير الشرق الأوسط وذلك فيما تتواصل الهجمات بين البلدين لليوم الثالث على التوالي. إيران نتنياهو يتوعد إيران بثمن باهظ.. وكاتس يلوح بسيناريو بيروت كما قال خلال زيارته إلى مدينة بات يام جنوب تل أبيب بعد تعرضها لصواريخ إيرانية، إن الهجوم الإسرائيلي على إيران يهدف إلى الدفاع عن السلام العالمي وليس عن إسرائيل فقط. وأوضح أن إسرائيل تدافع عن نفسها، لكنها تدافع أيضا عن الشرق الأوسط، وعن الإنسانية ذاتها، وعن السلام العالمي، حسب قوله. كذلك، وجه هيرتسوغ نداء إلى قادة مجموعة السبع المقرر اجتماعهم في كندا غدا الاثنين، دعاهم فيه إلى التعاون مع إسرائيل "لإزالة الأسلحة النووية" الإيرانية ، حتى يتمكن الشرق الأوسط من الانتقال إلى السلام والحوار والتعايش والتقارب. مسؤول عسكري إسرائيلي: لدينا قائمة كبيرة من الأهداف في إيران لم نضربها بعد #قناة_العربية #إيران #إسرائيل — العربية (@AlArabiya) June 15, 2025 "ثمن باهظ" بدوره، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأحد، أن إيران ستدفع ثمناً باهظاً جداً لقصفها المدنيين والنساء والأطفال، وفق تعبيره. وشدد في تصريحات ألقاها، اليوم الأحد، خلال زيارة إلى بات يام، على أن إسرائيل ستحقق أهداف الحرب وستزيل التهديد النووي الإيراني. كذلك حذر من أن "إسرائيل تواجه عدوًا قاسيًا يُخطط لتدميرها". وختم قائلا: "سنُسدد لهم ضربةً مُضاعفة، وسننتصر". "سيناريو بيروت" بدوره، لوح وزير وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، بسيناريو مشابه لما جرى في بيروت، بإشارة إلى الغارات الإسرائيلية العنيفة على الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية العام الماضي والتي حولتها إلى ركام. وأكد كاتس أن الجيش سيستهدف المواقع النووية في طهران وغيرها. إيران تهدد في المقابل، هدد الجيش الإيراني بمواصلة الرد على الغارات الإسرائيلية. وتوعد الحرس الثوري برد قاس "سيجعل إسرائيل تندم على اعتدائها"، وفق تعبيره. كذلك، شدد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، على أن رد بلاده على الهجمات الإسرائيلية سيكون "أكثر حسما وشدة" إذا استمرت الأعمال العدائية الإسرائيلية. وأضاف أن الجيش الإيراني رد حتى الآن "بقوة وبشكل مناسب. كما اعتبر بزشكيان أن "الولايات المتحدة لها دور مباشر في الاعتداءات الإسرائيلية". وكان التوتر الإقليمي قد تصاعد بشكل حاد منذ أن شنت إسرائيل، الجمعة، هجوما عسكريا واسع النطاق استهدف منشآت نووية إيرانية وقادة عسكريين وبنى تحتية في قطاع الطاقة. وردت إيران بإطلاق موجات من الطائرات المسيرة والصواريخ باتجاه إسرائيل ما أدى إلى سقوط قتلى وجرحى.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store