
هل نضجت ظروف الوساطة بين إسرائيل وإيران؟
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي يقول اليوم إن بلاده لا ترغب بتوسعة الصراع مع إسرائيل وإنما ستدافع عن نفسها، والحديث يشكل تراجعاً عن وعيد الأمس باستهداف قواعد أميركا وبريطانيا وفرنسا لأنها تساعد تل أبيب في صد هجمات طهران، ويمكن أن يمثل أيضاً انفتاحاً على وساطة توقف الأزمة وتنهي القتال.
واستبعاد توسعة إيران للحرب رسالة طمأنة لدول المنطقة تشجعها على بذل مزيد من الجهود من أجل إنهاء الصراع بين طهران وتل أبيب، ولكن هل تهيئة ظروف الوساطة التي يمكنها أن تقود نحو هذه الغاية، أم أنها لا تزال بعيدة في ظل تهديدات أحد الطرفين الآخر بأيام قاسية جداً وليالٍ شديدة الضرر على البشر والحجر فيهما؟
الرسائل التي بعثت بها إيران إلى إسرائيل عبر قبرص لم يعرف محتواها بعد، لكنها قد تعكس استعداد طهران لإنهاء الحرب، السؤال هو مقابل ماذا، وما "التخريجة" التي تتيح للطرفين إغماد السيوف من دون أن يطاولها عار الهزيمة، بخاصة أن كلاً منهما أكثر من التهديدات خلال اليومين الماضيين إلى حدود قللت فرص إنهاء القتال.
صحيح أن إيران نفت ما أعلنته قبرص عن رسائلها، ولكنها لم تعارض تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأن البلدين سينعمان بالسلام قريباً، منوها عبر منصة "تروث" بأن اتصالات مكثفة تجرى حالياً بين المتخاصمين لإنهاء الحرب، ولا نستبعد إعلان ترمب وقف القتال بينهما تماماً كما فعل مع الهند وباكستان أخيراً.
كل شيء ممكن في السياسة، المهم أن تجد له "التخريجة" المناسبة وتختار له وسيطاً يستطيع إقناع الخصمين بها. لا شك أن النهايات تستوجب دائماً من الطرفين أو أحدهما تقديم التنازلات لكنها في نهاية المطاف تجنب الدول مزيداً من الموت والدمار، وتحفظ ماء وجه المهزوم من خلال تجنيبه رفع الراية البيضاء أمام أعين شعبه.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في ميزان التفوق الميداني تبدو إسرائيل أكثر تحقيقاً لأهدافها، لكن القول الفصل لمن يحميها ويساعدها في المواجهة، هناك ساسة في تل أبيب يخشون تدخلاً أميركياً يجبرها على وقف القتال قبل أن يتحقق حلم نتنياهو بإسقاط نظام طهران، فكل ما هو دون ذلك برأيهم يعد سلاماً زائفاً لن يجلب الاستقرار والسلام إلى المنطقة أبداً.
أياً كانت النهاية التي يعمل من أجلها ترمب فلن تشمل السماح لإيران بامتلاك برنامج نووي ينتهي بقنبلة نووية، فهذا خط أحمر وضعه بنفسه قبل أي طرف آخر، وجميع التصريحات الغربية تؤيده ولم تتزحزح عنه، حتى إن الحرب الدائرة اليوم زادت الأطراف المعنية إصراراً عليه وتشبثا به وربما ضافت إليه قيوداً أكبر وأكثر.
الترويكة الأوروبية عرضت التفاوض مع إيران حول برنامجها النووي، لكن ثقة طهران بهم تزعزعت منذ أن وقفوا عاجزين عن إقناع ترمب بالانسحاب من الاتفاق السابق، ثم تركوها منذ مايو (أيار) 2018 وحتى اليوم تعاني العقوبات الأميركية وتتفاوض مع إدارات البيت الأبيض المتعاقبة من أجل الوصول إلى اتفاق جديد.
هناك تقارير نفتها طهران لاحقاً تتحدث عن طلبها وساطة الدوحة ومسقط في الحرب، لم تتخل عمان عن التزاماتها أبداً تجاه المفاوضات النووية، لكن إيران لا تجد جدوى من حوار يلتئم في ظل القصف الإسرائيلي لمدنها ومنشآتها، وطاولة تعقد تحت شرط أميركي بالتخلي عن تخصيب اليورانيوم بشكل كامل فوق أراضيها.
بالنسبة إلى قطر التي أدت وتؤدي دوراً في مفاوضات إسرائيل و"حماس" منذ هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، فلن تمانع المساهمة في إنهاء التوتر بين طهران وتل أبيب، لكن ما الأوراق التي يمكن أن تغري بها الدوحة تل أبيب أو واشنطن من أجل المضي في السلام إن كانت الخطط وضعت أصلاً لنصل إلى هذه النقطة.
موسكو أيضاً عرضت التوسط للتهدئة بين طهران وتل أبيب بعد مكالمة بين الرئيسين الروسي والأميركي، ترمب منفتح على وساطة فلاديمير بوتين وفي الوقت نفسه لا يمكنه تحديد "موعد نهائي" لعودة الإيرانيين إلى طاولة المفاوضات النووية مع واشنطن، وفق ما أفادت صحافية في شبكة "أي بي سي نيوز" صباح اليوم الأحد.
عرضت تركيا المساعدة في الشأن ذاته أيضاً، وهناك اتصالات كثيرة ومكثفة تجرى لوقف التصعيد منذ اليوم الأول للحرب، وكل ذلك قد ينتج شيئاً قريباً شرط أن ترعاه أميركا وتدفع تل أبيب نحو قبوله ووقف طائراتها وصواريخها من التحليق فوق مدن إيران وقصف المنشآت النووية والعسكرية والاقتصادية وحتى السياسية.
المتحدث العسكري الإسرائيلي يقول اليوم إن هدف هجوم بلاده ليس إسقاط النظام في طهران وإنما وقف تهديدات إيران الوجودية، ربما تكون أول إشارة بأن منحى الحرب بدأ يأخذ خطاً تنازلياً أو في الأقل تباطأ خطر التصعيد ليعم المنطقة بأكملها، ويبقى للأيام أو ربما الساعات المقبلة حق تعزيز التفاؤل أو تبديده وقلب معادلاته.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ ساعة واحدة
- صحيفة سبق
إيران تشترط وقف الهجمات الإسرائيلية لاستئناف التفاوض.. وتحذر من خروج التصعيد عن السيطرة
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، ليل الأحد، إن طهران مستعدة للعودة إلى المسار الدبلوماسي إذا توقفت الهجمات الإسرائيلية على أراضيها، مؤكداً أن "الظروف ستُصبح مهيأة حينها للعودة إلى التفاوض". وحذّر عراقجي، في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني، من أن "النار التي أشعلتها إسرائيل قد تخرج عن السيطرة"، في إشارة إلى التصعيد العسكري المتواصل منذ الجمعة الماضية. وكشفت "سكاي نيوز عربية" نقلاً عن مصدر مطّلع على المحادثات، أن إيران أبلغت قطر وسلطنة عمان بأنها لن تدخل في أي مفاوضات جادة قبل استكمال ردّها العسكري على الضربات الإسرائيلية. وأضاف المصدر – الذي رفض الإفصاح عن هويته – أن "طهران أوضحت أنها لن تتفاوض تحت القصف". ونفى المصدر دقة التقارير التي تحدثت عن سعي إيراني لإشراك الولايات المتحدة في وساطة لوقف إطلاق النار أو استئناف المحادثات النووية، مشيرًا إلى أن "الاتصالات مع قطر وعمان لا تشمل وساطة أميركية في الوقت الحالي". وكانت سلطنة عمان قد أعلنت إلغاء الجولة السادسة من المحادثات النووية بين إيران والولايات المتحدة، والتي كان من المفترض عقدها في مسقط، الأحد، بعد تصاعد التوترات. وكانت تلك المحادثات قد بدأت في أبريل الماضي، عقب تهديد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب باستخدام القوة في حال فشل المسار الدبلوماسي. ومع انطلاق الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على منشآت عسكرية ونووية في إيران، بدأت الشكوك تتزايد حول مستقبل هذه المفاوضات. وفي سياق متصل، قال ترامب، الأحد، إن الولايات المتحدة "لا علاقة لها" بالقصف الإسرائيلي، لكنه لوّح باستخدام القوة إذا استهدفت إيران المصالح الأميركية، داعيًا الجانبين لاحقًا إلى "إبرام اتفاق".


Independent عربية
منذ 2 ساعات
- Independent عربية
حرب نتنياهو على إيران هذيان خلاصي
هناك مقاربتان واضحتان لفهم الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران، الذي يبدو شبه محتوم أن يتصاعد في الأيام المقبلة. الأولى تقول إن "إسرائيل فعلت ما كان لا بد من أن تفعله" لمنع إيران من المضي قدماً في تطوير قدرات نووية عسكرية. وقد وصف العملية رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو - الذي بدا في ذروة حماسته - بأنها كانت ضربة استباقية. بناءً على هذا المنطق، فإن إضعاف إيران جيوسياسياً خلال عامي 2024 و2025 - من خلال تقويض القوة العسكرية لـ"حزب الله"، أبرز أذرعها الإقليمية، وسقوط نظام الأسد في سوريا، والهجمات الإسرائيلية الناجحة على أنظمة الدفاع الجوي في طهران في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 - خلق فرصة لضرب البرنامج النووي وتأخيره. لكن ما تتجاهله هذه السردية هو أن التقدم النووي الإيراني - بما في ذلك تعزيز وتحديث البنية التحتية لتخصيب اليورانيوم، وتخزين أكثر من 300 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60 في المئة (علماً أن النسبة المطلوبة للدرجة العسكرية هي 90 في المئة، والانتقال من 60 إلى 90 ليس بالمسألة الطويلة) - كان نتيجة مباشرة لقرار الرئيس الأميركي دونالد ترمب عام 2018، الذي جاء بدفع مكثف من نتنياهو، الانسحاب الأحادي من الاتفاق النووي لعام 2015، المعروف باسم "خطة العمل الشاملة المشتركة" Joint Comprehensive Plan of Action. عام 2015، زعم نتنياهو أن بوسعه التوصل إلى "اتفاق أفضل"، من دون أن يقدم أي بديل واقعي. ثم عام 2018، شرح لترمب أن فرض "أقصى ضغط من العقوبات" سيدفع إيران إلى القبول بذلك الاتفاق الأفضل. لكن ما حدث كان عكس ذلك تماماً. أما القراءة الثانية، فترتبط بمزيج من نهج نتنياهو المضطرب تجاه إيران، وشعوره بأنه منقذ مرسل، والصورة الذاتية التي ترسخت لديه بعد أحداث السابع من أكتوبر عام 2023. فهو لا يرى في إيران تهديداً للحضارة اليهودية فحسب، بل للغرب برمته، وهو ما يرسخ في ذهنه صورة تتجاوز كونه مجرد حامي إسرائيل، وهي الصورة التي تعزّزت فترة وجيزة بعد هجوم "حماس" في السابع من أكتوبر 2023 (وتضررت بصورة كبيرة منذ ذلك الحين بسبب عدد القتلى في قطاع غزة). وعلى رغم ذلك، يبدو أنه مقتنع بأن هذا الدور هو ما ينبغي أن يخلده التاريخ له. وغالبًا ما يُغفل عن قصد أن نتنياهو نفسه هو من حوّل التهديد الإيراني إلى مسألة إسرائيلية خالصة. فقد دعا إلى تعاون دولي لمواجهة إيران، لكن عندما نجح هذا التعاون في التوصل إلى اتفاق، عارضه بشدة. يرى بعض المتابعين، بمن فيهم نتنياهو نفسه، أن في ذلك تشبهاً بتشرشل [في الصلابة والقيادة التاريخية في مواجهة "شر مطلق" كما كان يفعل ونستون تشرشل مع النازية]، لكن آخرين يرونه أقرب إلى نيرون [الإمبراطور الذي أحرق روما]. قد تمر أيام، وربما أسابيع - بحسب مدى اتساع رقعة الحرب وطول أمدها - قبل التمكن من إجراء تقييمٍ شامل للضرر الذي ألحقته إسرائيل بالبرنامج النووي الإيراني. ومع ذلك، بدأت تتضح بعض ملامح المشهد الأوسع. وتكمن المعضلة الكبرى التي ستواجهها طهران خلال الأيام المقبلة في تحديد نطاق الرد الانتقامي المتوقع: فهل تكتفي بمواجهة مباشرة مع إسرائيل، أم توسع ردها لتستهدف مواقع أميركية في منطقة الخليج؟ تنظر طهران إلى الهجوم الإسرائيلي على أنه تم بتواطؤ أميركي، على رغم نفي واشنطن المتكرر وسعيها إلى تصوير الهجوم على أنه عمل إسرائيلي منفرد. ومن غير المرجح أن تقبل إيران بهذه الرواية. ومع ذلك، فإن أي تصعيد من جانبها في هذا الاتجاه قد يستجلب رداً عسكرياً من جانب الولايات المتحدة - وهو تصعيد خطر يمكن أن يفتح الباب أمام هجمات تطاول منشآت نفطية سعودية أو إماراتية. وفيما يبدو احتمال إقدام طهران على خطوة غير عقلانية من هذا النوع ضئيلاً، فإن خطر التصعيد الإقليمي لا يزال قائماً. لكن ديناميكيات الحرب لم تُحدد أو تتبلور بعد، وكثير منها يعتمد على الكيفية التي تفسر بها طهران مجريات الأحداث. وإذا خلصت إلى أن الهدف النهائي هو الدفع نحو تغيير نظامها، فإن كل ما يبدو اليوم "قرارات عقلانية"، قد يصبح عرضة للمراجعة. ستواجه الولايات المتحدة كذلك في الأيام القليلة المقبلة معضلة مزدوجة. فعليها أولاً أن تبذل قصارى جهدها لتفادي الانزلاق إلى حرب لا مصلحة فعلية لها فيها، وذلك على رغم إشادة ترمب بالضربات الإسرائيلية التي استهدفت المنشآت النووية في طهران واعتبارها "ممتازة"، وتحذيره من أن "ما هو آتٍ أعظم". إذ لا يبدو أن هناك أية مكاسب ملموسة يمكن لواشنطن أن تحققها من هذا التصعيد، لا بل إن الأخطار أكبر. وفي واشنطن، تتنامى شكوك مزمنة ومزعجة - امتدت عبر إدارات باراك أوباما ودونالد ترمب وجو بايدن، والآن تعود مجدداً مع ترمب - مفادها أن بنيامين نتنياهو يتلاعب لجر الولايات المتحدة نحو مواجهة عسكرية مباشرة مع إيران. ولم يسهم الهجوم الإسرائيلي الأخير في تبديد هذه المخاوف، على رغم إعلان ترمب لصحيفة "وول ستريت جورنال" أنه وفريقه كانوا على علمٍ مسبق بخطط إسرائيل للهجوم، وهو تصريح أدلى به بعد يومٍ واحد فقط من دعوته العلنية لإسرائيل إلى عدم تنفيذ الضربة. وفي حين أن تفاصيل كثيرة عن الدور الأميركي في ما يجري ما زالت غير معروفة، إلا أن المؤشرات تفيد بوجود صراع روايات متضادة بين كل من القدس وواشنطن. فعلى رغم تفاخر ترمب بمعرفته المسبقة بالهجوم، تشير تسريبات إلى أن واشنطن منزعجة في الخفاء من التحدي الذي قام به نتنياهو، ومن تجاهله الصارخ للمصالح الأميركية. قد يكون ترمب مرتاحاً موقتاً لكون التصعيد مع إيران يصرف الانتباه عن أزمته في لوس أنجليس، لكنه في الوقت نفسه قد يشعر بالإهانة نتيجة تجاهل نتنياهو التام لمطالبه، وهو ما لا ينعكس إيجاباً على صورته كرئيس. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) هذا يقودنا إلى التحدي الثاني أمام الولايات المتحدة، وهو إقناع إيران وإغراؤها بالعودة إلى طاولة المفاوضات على رغم الهجوم الذي تعرضت له، مع إيصال رسالة ضمنية مفادها أن واشنطن لا تسعى إلى إحداث "تغييرٍ في النظام". من المؤكد أن الرئيس الأميركي سيحاول استغلال الحرب كفرصة للضغط على طهران للتفاوض، أو مواجهة صراع أكثر شراسة واستنزافاً، من شأنه أن يدمر اقتصادها المتداعي أساساً ويقوض عائداتها النفطية. لكن تحقيق ذلك يتطلب تجاوباً من إيران، ومن المبكر جداً الحكم على مدى واقعية هذا السيناريو في هذه المرحلة المبكرة. وسيحظى ترمب في هذا المسعى [الدبلوماسي] بدعم من السعودية، التي تتمتع بنفوذ كبير عليه. لكن، كلما طال أمد الحرب وازداد دمارها وتصعيدها، بات من الصعب على الولايات المتحدة تحقيق أي من هذين الهدفين المزدوجين أما إسرائيل، فستجد نفسها في مواجهة مع التحديات الجوهرية نفسها التي كانت قائمة من قبل. يمكن لنتنياهو أن يواصل التفاخر كما يشاء بأنه غيّر مسار التاريخ، وأنقذ الغرب، وأدى دور ونستون تشرشل في مواجهة "هتلريي إيران" - لكن في المحصلة النهائية، يبقى التحدي الأكبر الذي يواجه إسرائيل اليوم وغداً، هو ما يحدث في قطاع غزة، لا في طهران. إن الإنكار المتهور للصراع الإسرائيلي - الفلسطيني لا يمكن تصحيحه أو تجاوزه من خلال إعاقة البرنامج النووي الإيراني، مهما بلغت أهميته. ألون بينكاس هو قنصل عام إسرائيلي سابق لدى الولايات المتحدة وكان مستشاراً سياسياً لرئيسي وزراء سابقين هما: شمعون بيريز وإيهود باراك


الوطن
منذ 3 ساعات
- الوطن
حقوق المهاجرين تثير الاحتجاجات بالولايات المتحدة
شهدت الولايات المتحدة مظاهرات حاشدة مناهضة للرئيس دونالد ترمب، شارك فيها ملايين المتظاهرين في مئات الفعاليات بمختلف المدن، وفق تقديرات منظمي حركة «لا للملوك». وجاءت هذه الاحتجاجات رفضًا لما وصفوه بـ«نزعة استبدادية» في حكم ترمب، وللدفاع عن الديمقراطية وحقوق المهاجرين. انتشار واسع امتدت المظاهرات من نيويورك إلى لوس أنجلوس، ومن شيكاغو إلى تكساس، ورافقتها لافتات تدعو إلى إسقاط «الحكم الفردي»، وهتافات مثل «لا ملوك.. لا تيجان». وفي سياتل، قدّر المسؤولون عدد المشاركين بأكثر من 70 ألف شخص. وفي أتلانتا، امتلأ موقع التجمع الرسمي، واضطر آلاف للوقوف خارجه. أما في فيلادلفيا، فقد رفع المحتجون شعارات مناهضة للأوليغارشية، وطالبوا بوقف عمليات الترحيل. ردع أمني على الرغم من الطابع السلمي لمعظم الفعاليات، وقعت مواجهات متفرقة. ففي لوس أنجلوس، استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع بعد انتهاء الفعالية الرسمية. وفي بورتلاند، واجهت قوات الهجرة مظاهرة أمام مقرها، ما أدى لاعتقالات، واعتبار الحدث «شغبًا». أما في مدينة سولت ليك بولاية يوتا، فقد شهدت مظاهرة إطلاق نار، أدى إلى إصابة شخصين واعتقال المشتبه به. حضور واسع في نيويورك، سار المتظاهرون على الجادة الخامسة، رافعين أعلامًا أمريكية ولافتات مؤيدة لفلسطين ورافضة سياسات الهجرة. وظهرت رموز واحتجاجية، مثل تمثال الحرية ومجسمات كاريكاتيرية لترمب يرتدي تاجًا. أما في لوس أنجلوس، فقد شهدت المظاهرة ظهورًا نادرًا لمشاة البحرية بزيهم القتالي، لحماية منشآت فيدرالية. وعبر بعض المتظاهرين عن تراجعهم عن تأييدهم السابق لترمب، كما في حالة بيتر فارادي، الذي قال: «صوتت له، لكني نادم». حوادث متفرقة في كولبيبر بفرجينيا، صدم سائق شاب حشدًا من المتظاهرين، مما أسفر عن إصابة شخص وتوجيه تهمة القيادة المتهورة له. وفي تكساس، تم إغلاق «الكابيتول» مؤقتًا بسبب تهديد أمني ضد مشرعين ديمقراطيين. واعتُقل مشتبه به لاحقًا دون الكشف عن مزيد من التفاصيل. تفاعل مجتمعي في مينيسوتا، وعلى الرغم من دعوات حاكم الولاية إلى إلغاء الفعاليات بعد إطلاق نار استهدف مشرعين ديمقراطيين، خرج الآلاف في مدن، مثل دولوث وسانت بول. كما شاركت جموع غفيرة في ولايات الجنوب، مثل كارولينا الشمالية وميسيسيبي، حيث أبدى المحتجون تضامنًا واسعًا مع المجتمعات المهاجرة والسوداء، وسط دعوات إلى حماية الديمقراطية الأمريكية من التآكل. رسالة احتجاجية في بيان صدر بعد انتهاء الفعاليات، قالت حركة «لا للملوك»: «اليوم، من الولايات الحمراء والزرقاء، من المدن الكبرى والبلدات الصغيرة، قال الأمريكيون كلمتهم: نحن لا نملك ملوكًا». وعلى الرغم من التوترات الأمنية، عبّرت المظاهرات عن تماسك مجتمعي ورفض متزايد لسياسات يُنظر إليها على أنها تهدد القيم الدستورية الأمريكية. أسباب احتجاجات «لا للملوك» ضد ترمب: 1. رفض الاستبداد والنزعة السلطوية 2. الدفاع عن الديمقراطية والمؤسسات المدنية 3. رفض ممارسات الهجرة القمعية 4. الاعتراض على عسكرة المدن 5. القلق من الاستهداف العرقي 6. الغضب من تراجع الصحة العامة 7. التضامن الوطني العابر للولايات 8. دعم قضايا عالمية وحرية التعبير