logo
إيران تعيد 1.5 مليون أفغاني إلى بلادهم، وتتهم بعضهم بـ "التجسس لصالح إسرائيل"

إيران تعيد 1.5 مليون أفغاني إلى بلادهم، وتتهم بعضهم بـ "التجسس لصالح إسرائيل"

الوسطمنذ يوم واحد
BBC
اتهم بعض الأفغان في إيران بالعمالة لإسرائيل
امتلأت عينا علي أحمد بالدموع وهو يرفع قميصه ليُظهر كدمات عميقة على ظهره.
يقول إن ضباطاً إيرانيين اعتدوا عليه أثناء احتجازه واتهموه بالتجسس. "استخدموا خراطيم المياه وأنابيب الحديد وألواح الخشب لضربي. عاملونا مثل الحيوانات".
كان يتحدث إلى بي بي سي في وقت سابق من هذا الشهر عند معبر إسلام قلعة على الحدود بين البلدين، قبل أن يعبر عائداً إلى أفغانستان. وقد جرى تغيير اسمه حفاظاً على هويته.
تقول إيران إنها تستضيف أكثر من أربعة ملايين أفغاني بلا وثائق فرّوا من النزاعات في بلادهم، لكنها كثفت عمليات الترحيل في الأشهر الأخيرة.
ففي مارس/آذار، أُعطي من لا يحملون أوراقاً مهلة حتى يوليو/تموز للمغادرة طوعاً، لكن منذ اندلاع مواجهة قصيرة مع إسرائيل في يونيو/حزيران، أعادت السلطات مئات الآلاف من الأفغان قسراً، متذرعة بمخاوف تتعلق بالأمن القومي.
ووفقاً للأمم المتحدة، بلغت عمليات الإعادة اليومية ذروتها في أوائل يوليو/تموز بحوالي 50 ألف شخص يومياً، وغالباً بعد رحلات شاقة.
يقول علي أحمد إن المسؤولين الإيرانيين صادروا أمواله وهاتفه وتركوه "من دون فلس واحد للعودة". وكان علي قد عاش في إيران عامين ونصف العام.
"كبش فداء"
تزامن التشديد الإيراني مع انتشار مزاعم تربط الأفغان بجهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد)، بما في ذلك تقارير في وسائل إعلام إيرانية استندت إلى مصادر في الشرطة تزعم اعتقال بعض الأفراد بتهم التجسس.
وقال شخص طلب عدم الكشف عن اسمه لبي بي سي نيوز أفغان: "نخشى أن نذهب إلى أي مكان، نحن قلقون باستمرار من أن يجري تصنيف تصنيفنا كجواسيس".
ومن الاتهامات الشائعة الأخرى، وفقاً لهذا الشخص: "أنتم الأفغان جواسيس"، و"أنتم تعملون لصالح إسرائيل" أو "تصنعون الطائرات المسيّرة في منازلكم".
ويقول بارنيت روبن، الخبير في شؤون أفغانستان والمستشار السابق لوزارة الخارجية الأمريكية، إن طهران ربما "تبحث عن كبش فداء لتغطية إخفاقاتها في الحرب ضد إسرائيل".
وأضاف: "الحكومة الإيرانية محرجة جداً من إخفاقاتها الأمنية" التي تُظهر أن إيران "تعرّضت لاختراق واسع من قبل الاستخبارات الإسرائيلية".
"لذا كان عليهم أن يجدوا من يلومونه".
ويرى منتقدون أن اتهامات التجسس تهدف أيضاً إلى إضفاء شرعية على خطة الحكومة لترحيل الأفغان غير الموثقين.
وحاولت بي بي سي التواصل مع الحكومة الإيرانية لكنها لم تتلقّ رداً. وقالت وكالة أنباء الجمهورية الإسلامية (إرنا) في 18 يوليو/تموز إن "إعادة اللاجئين الأفغان من دون توتر ومع احترام حقوق الإنسان… هدف يُسعى لتحقيقه على كل المستويات".
أربعة أيام كأنها أربع سنوات"
يحمل عبد الله رضائي، وهو اسم مستعار أيضاً، قصة مشابهة لقصة علي أحمد.
يقول عبد الله لبي بي سي عند معبر إسلام قلعة إن نحو 15 ضابطاً إيرانياً اعتدوا عليه وعلى آخرين في مركز الاحتجاز الذي أُودع فيه.
ويضيف: "مزّق شرطيون إيرانيون تأشيرتي وجواز سفري وضربوني بقسوة. واتهموني بأنني جاسوس".
Getty Images
يقدر عدد الأفغان الذين لا يحملون وثائق في إيران بأربعة ملايين
ويؤكد عبد الله أنه لم يمكث في إيران سوى شهرين قبل احتجازه، رغم حصوله على تأشيرة.
"ضربونا بهراوات بلاستيكية وقالوا: أنتم جواسيس، أنتم تدمرون بلدنا".
يصف الأيام الأربعة التي احتُجز فيها بأنها "كانت كأربع سنوات". ويقول إنها شهدت إساءة معاملة متواصلة، وعنفاً جسدياً، ونقصاً في الطعام.
بدأت الادعاءات عبر الإنترنت بشأن تعاون الأفغان مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية في وقت مبكر من الحرب.
في 13 يونيو/حزيران، وهو اليوم الذي هاجمت إسرائيل منشآت نووية وعسكرية إيرانية، أصدرت الحكومة بيانات تحث المواطنين على الإبلاغ عن أنشطة مريبة مثل تحركات غير اعتيادية لشاحنات صغيرة قد تنقل أسلحة لعناصر إسرائيلية.
ثم نشرت قنوات على تيليغرام تضم أعداداً كبيرة من المتابعين رسائل تحذيرية مشابهة لصيغة الحكومة، لكنها أضافت أن على السكان توخي الحذر من "المواطنين الأجانب" – وهو تعبير غالباً ما يُستخدم للإشارة إلى الأفغان في إيران – الذين يقودون شاحنات في المدن الكبرى.
وفي اليوم التالي، أُعلن عن سلسلة اعتقالات لأشخاص يُزعم ارتباطهم بالهجمات الإسرائيلية، من بينهم بعض الأفغان.
وفي 16 يونيو/حزيران، بثت قنوات إخبارية مقطع فيديو يظهر أفغاناً أثناء اعتقالهم بزعم حيازتهم طائرات مسيّرة. وانتشر المقطع سريعاً، لكنه كان قديماً ويظهر مهاجرين اعتُقلوا بسبب وضعهم غير القانوني.
وفي 18 يونيو/حزيران، نشر حساب على تيليغرام منسوب إلى الحرس الثوري الإيراني أن 18 أفغانياً أُوقفوا في مدينة مشهد بتهمة تصنيع طائرات مسيّرة لصالح إسرائيل، وفقاً لمجموعة المراقبة المستقلة "شاهد أفغان".
في اليوم التالي، نُقل عن نائب رئيس الأمن الإقليمي قوله إن الاعتقال "لا علاقة له بتصنيع الطائرات المسيرة" أو بالتعاون مع إسرائيل. وأضاف: "لقد أُلقي القبض عليهم لمجرد وجودهم في إيران بشكل غير قانوني".
لكن منشوراتٍ تربط الاعتقالات بالتجسس انتشرت على نطاقٍ واسع على منصات التواصل الاجتماعي. وتمت مشاركة هاشتاغ "طرد الأفغان مطلبٌ وطني" أكثر من 200 ألف مرة على منصة إكس خلال شهر، وبلغ ذروته بأكثر من 20 ألف مرة في 2 يوليو/تموز.
"المشاعر المعادية لأفغانستان على وسائل التواصل الاجتماعي الإيرانية ليست جديدة، لكن الفرق هذه المرة هو أن المعلومات المضللة جاءت من وسائل الإعلام التابعة لإيران"، وفقاً لباحث مستقل في "شاهد أفغان".
من "قتلة متسلسلين" إلى "جواسيس"
غادر أكثر من 1.5 مليون أفغاني إيران منذ يناير/كانون الثاني، بحسب وكالة الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وقال متحدث باسم وزارة شؤون اللاجئين والإعادة في حكومة طالبان لبي بي سي إن أكثر من 918 ألف أفغاني دخلوا أفغانستان من إيران بين 22 يونيو/حزيران و22 يوليو/تموز.
وكان بعضهم يعيش في إيران منذ أجيال.
ومنذ سبعينيات القرن الماضي، فرّ ملايين الأفغان إلى إيران وباكستان، مع موجات كبيرة خلال الغزو السوفيتي لأفغانستان عام 1979، وموجة أحدث في عام 2021 عندما عادت حركة طالبان إلى السلطة.
ويحذر خبراء من أن أفغانستان تفتقر إلى القدرة على استيعاب الأعداد المتزايدة من مواطنيها العائدين قسراً إلى بلد يخضع لحكم طالبان. فالبلاد تعاني أصلاً من تدفق كبير للعائدين من باكستان، التي تجبر بدورها مئات الآلاف من الأفغان على المغادرة.
في البداية، كان يُرحَّب بالأفغان في إيران، كما تقول الدكتورة خديجة عباسي، المتخصصة في قضايا النزوح القسري في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية في لندن. لكن المشاعر المناهضة للأفغان ازدادت تدريجياً، مع تصوير وسائل الإعلام الحكومية للاجئين الأفغان على أنهم "عبء اقتصادي" على المجتمع، على حد قولها.
وقد تبع ذلك انتشار روايات زائفة عن المهاجرين الأفغان في إيران.
في التسعينيات، نُسبت سلسلة من حوادث الاغتصاب والقتل في طهران – من دون أدلة – إلى شخص أفغاني، ما أدى إلى تصاعد جرائم الكراهية. لكن تبيّن لاحقاً أن القاتل إيراني.
وعندما هاجر نحو مليوني أفغاني إلى إيران في موجة ما بعد 2021، انتشرت منشورات مبالغ فيها على وسائل التواصل تدعي أن أكثر من 10 ملايين أفغاني يعيشون في البلاد. وكانت إيران الدولة المجاورة الوحيدة التي سمحت بدخول اللاجئين والمهاجرين على نطاق واسع في ذلك الوقت.
وتقول عباسي إن طرد الأفغان من إيران "قد يكون من الموضوعات النادرة التي يتفق بشأنها معظم الإيرانيين مع الحكومة"، رغم أن أكثر من 1300 ناشط إيراني وأفغاني وقّعوا في يوليو/تموز رسالة مفتوحة تطالب بإنهاء المعاملة "اللاإنسانية" للأفغان في إيران.
اليوم، تنتشر مشاعر العداء للأفغان على نطاق واسع. وتقول عباسي: "أصبحت خطيرة جداً، لذلك يحاول الناس البقاء في منازلهم".
لكن بالنسبة لأعداد هائلة لم يعد هذا خياراً. إذ ما تزال الحدود مكتظة بالناس.
أما عبد الله، فقد دمر الترحيل خططه.
"لقد فقدت كل شيء"، كما يقول.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

بيرس مورغان ويائير نتنياهو في مواجهة حامية.. سخرية واتهامات متبادلة
بيرس مورغان ويائير نتنياهو في مواجهة حامية.. سخرية واتهامات متبادلة

عين ليبيا

timeمنذ 8 ساعات

  • عين ليبيا

بيرس مورغان ويائير نتنياهو في مواجهة حامية.. سخرية واتهامات متبادلة

شهدت الساحة الإعلامية صداماً حاداً بين يائير بنيامين نتنياهو، نجل رئيس وزراء إسرائيل، والإعلامي البريطاني الشهير بيرس مورغان، على خلفية تقرير نشرته شبكة 'بي بي سي' عن إصابات الأطفال في قطاع غزة جراء القصف الإسرائيلي، ما أثار جدلاً واسعاً بين الطرفين وتبادل اتهامات حادة وتصريحات لاذعة على منصات التواصل الاجتماعي. وبدأ الخلاف عندما نشرت 'بي بي سي' تقريراً يكشف عن إصابة أكثر من 160 طفلاً في غزة بالرصاص، من بينهم 95 إصابة في الرأس أو الصدر، أغلبهم دون سن 12 عاماً، وعلق بيرس مورغان بسخرية على التقرير قائلاً: 'الجيش الأكثر أخلاقية في العالم'. ورد يائير نتنياهو بشكل حاد، متهمًا التقرير بأنه 'افتراء دموي على الطريقة القروسطية' ومتهماً شبكة 'بي بي سي' بالتأثر بقطر مالياً، كما سلط الضوء على دور الناتو والجيش البريطاني في مقتل آلاف الأطفال في أفغانستان والعراق، في إشارة إلى أخ مورغان. ورد بيرس مورغان بدوره بتحدٍ على يائير لطلب والد الأخير التوقف عن التهرب من طلبات المقابلة الإعلامية التي يوجهها منذ بداية الحرب، معبراً عن رغبته في طرح عدة أسئلة على بنيامين نتنياهو. واتسعت المواجهة الكلامية لتصل إلى اتهامات يائير لمورغان بالسماح لمنصته بأن تكون منبرًا 'للمعادين للسامية والنازيين'، ونفى استضافة مقابلات مع قنوات يصفها بـ'حزب الله' أو 'قنوات آيات الله'، وواصل السجال بتوجيه انتقادات متبادلة حول مواقف الإعلاميين البريطانيين تجاه إسرائيل والاتهامات التاريخية للجيش البريطاني. مورغان دعى يائير للحضور إلى برنامجه 'Piers Uncensored' للدفاع عن موقفه ومناقشة آراء والده، لكنه اعتبر رده الأخير بأنه 'غير متزن'. ورد يائير بأن رفض المشاركة جاء بسبب التحيز في البرنامج، حيث وصفه بأنه 'سيرك' يضم أربعة معارضين لإسرائيل لا يسمح له بالكلام، مستعرضًا مقارنة تاريخية بين إسرائيل والمملكة المتحدة تعكس وجهة نظره في الصراع الحالي والتاريخ الاستعماري البريطاني. مورغان واصل التحدي قائلاً إنه سيكشف للجمهور 'الحقيقة' إذا لم يظهر يائير في البرنامج. التبادل الكلامي لم يخلُ من إشارة يائير إلى معاملة الإعلامي البريطاني لضيفته المحامية البريطانية ناتاشا هاوسدورف، التي تدافع عن إسرائيل، واصفًا إياها بـ'المريعة' بسبب عدم السماح لها بالكلام. في حين رد مورغان بسخرية، مشيراً إلى وجود ضيوف مؤيدين لإسرائيل يظهرون في برنامجه ويثبتون أنفسهم. تقرير إسرائيلي يكشف فشلًا استراتيجيًا في الموساد وفتح وحدة خاصة في الشاباك لمتابعة قادة حماس أبدت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية مؤخراً خيبة أمل كبيرة من أداء جهاز الموساد في تحقيق أحد الأهداف المركزية، حيث أشار تقرير نشرته صحيفة 'معاريف' إلى فشل استراتيجي ونقطة سوداء تُسجّل على الموساد، لعدم قدرته على تحييد قادة حركة 'حماس' الذين يتنقلون بحرية في الشرق الأوسط وأوروبا. وأدى هذا الفشل إلى فتح وحدة خاصة داخل جهاز الشاباك تتولى متابعة 'حماس الخارج'، رغم أن هذا خارج نطاق صلاحيات الشاباك التقليدية، ما يعكس ضعفاً في التنسيق والعمل الأمني. التقرير أشار إلى أن قيادة حماس الخارجية لا تزال حرة، وهو ما يشكل إخفاقًا ينعكس سلباً على جهود إسرائيل في ملف الأسرى والمواجهة الشاملة مع الحركة. في المقابل، أكد رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير خلال زيارته لغزة على استمرار العمليات العسكرية بلا هوادة حتى تحقيق الأهداف، مع إشارة إلى أن المعركة الحالية تسير في ظروف معقدة وتعتمد على قيادة مهنية وحازمة بعيداً عن التدخلات السياسية. التقرير تطرق أيضاً إلى ضعف المستوى السياسي في إسرائيل الذي وصف بأنه يقود البلاد إلى أزمة حادة، مع دعوات لتوحيد الجهود وقيادة متماسكة لتحسين الأداء الأمني والعسكري. وشدد على ضرورة اتخاذ قرارات مهنية وحاسمة والعمل بجدية في ساحات القتال كافة، مع تسليط الضوء على أهمية الخطط العسكرية التي يجهزها الجيش لمواصلة القتال في غزة، بما في ذلك احتمال حصار مدينة غزة وتوجيه ضربات مكثفة. التقرير لفت إلى أن ملف المساعدات الإنسانية في غزة شهد تراجعاً بسبب قرارات سياسية عاطفية، مع دعوة لإغراق القطاع بالإمدادات الغذائية لضمان عدم احتكارها من قبل حماس، في خطوة تعزز من الضغط على الحركة.

«في حوار مفتوح مع الليبيين».. تيتيه تناقش الطريق إلى الانتخابات ومحاسبة المعرقلين
«في حوار مفتوح مع الليبيين».. تيتيه تناقش الطريق إلى الانتخابات ومحاسبة المعرقلين

الوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الوسط

«في حوار مفتوح مع الليبيين».. تيتيه تناقش الطريق إلى الانتخابات ومحاسبة المعرقلين

شاركت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيتيه، أمس الجمعة، في حوار مفتوح عبر تطبيق «زووم» مع 239 مشاركة ومشاركاً ليبياً، تناول قضايا متعددة من بينها الخيارات المطروحة لإجراء الانتخابات، وآليات المساءلة المحتملة للمعرقلين، فضلاً عن سبل تعزيز مشاركة النساء والشباب والأشخاص ذوي الإعاقة في العملية السياسية. وقالت البعثة إنها تتحفظ عن ذكر أسماء المشاركين وانتماءاتهم احتراماً لخصوصيتهم. ويُعد هذا الاجتماع الافتراضي الثاني الذي تعقده الممثلة الخاصة خلال الشهر الماضي، في إطار جهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا لتعزيز التواصل المتبادل مع الجمهور بشأن العملية السياسية، بحسب بيان نشرته البعثة الأممية عبر موقعها الإلكتروني. ومنذ شهر مايو، أجرت البعثة مشاورات مباشرة مع نحو 1000 شخص في مختلف أنحاء البلاد، وشارك 1250 آخرين عبر الإنترنت، بما في ذلك لقاءات مركزة مع قادة مجتمعيين ونساء وشباب ونقابيين ومكونات ثقافية وأشخاص من ذوي الإعاقة، وفق البيان. وحتى 9 أغسطس الجاري، تتيح البعثة للجمهور المشاركة في استطلاع للرأي حول المقترحات التي قدمتها اللجنة الاستشارية، وهي هيئة مكونة من خبراء ليبيين في المجالات القانونية والدستورية والسياسية شكّلتها البعثة لتقديم المشورة بشأن أفضل السبل لتجاوز الجمود السياسي وتوحيد مؤسسات الدولة. وقالت الممثلة الخاصة: «لكل فرد دور في إنجاح أي عملية سياسية»، داعية الليبيين إلى المشاركة في الاستطلاع الإلكتروني، والعمل مع البعثة بعد الإعلان عن خارطة الطريق على مساءلة قادتهم بشأن تنفيذها. وأضافت: «لقد طال أمد هذه الأوضاع، وتغييرها يتطلب جهداً جماعياً. الديمقراطية والشمولية ليستا حدثاً عابراً، بل هما عمليتان تتشكلان مع مرور الوقت». مقترح بإنشاء «جمعية تأسيسية» وخلال الاجتماع عبر تطبيق «زووم»، أعرب بعض المشاركين عن قلقهم من أن العديد من المسارات المؤدية إلى الانتخابات قد جُرّبت من قبل دون نجاح، معتبرين أن السبيل الوحيد للمضي قدماً يتمثل في إنشاء «جمعية تأسيسية» عبر منتدى حوار وطني لتعيين حكومة جديدة تشرف على الانتخابات. فيما أيد آخرون تنظيم انتخابات رئاسية وتشريعية متزامنة، واعتماد نهج «الدستور أولاً». وقالت إحدى المشاركات: «ليست لدينا ثقة في الأجسام القائمة حالياً، ويجب إزالتها حتى تنجح أي خارطة طريق. فهي من يطيل أمد الأزمة ويخلق المشكلات». وأضاف مشارك آخر: «القوة الفعلية ليست بيد الأجسام السياسية، بل بيد الجماعات المسلحة. كيف يمكن أن نحقق الديمقراطية في ظل وجود هذه القوى على الأرض؟» وشارك آخرون مخاوفهم، مشيرين إلى أن الوضع الأمني غير ملائم لإجراء الانتخابات. تشكيل حكومة موحدة وسأل عدد من المشاركين: «هل ستشكل العقوبات رادعاً للمعرقلين؟»، وفي هذا الصدد، أشارت الممثلة الخاصة إلى أن اللجنة الاستشارية أوصت في تقريرها المقدم إلى البعثة بضرورة تشكيل حكومة موحدة قبل الانتخابات، وأن هذا الموضوع كان حاضراً في جميع المشاورات العامة للبعثة. وتابعت: «نعتقد أن وجود حكومة موحدة أمر مهم، وكيفية تشكيل هذه الحكومة ستكون جزءاً من التفاوض حول خارطة الطريق. وما سنخلص إليه سيستند إلى آراء الجمهور من خلال الاستطلاع وإلى نتائج المشاورات الأخرى». وأكدت الممثلة الخاصة، مع ذلك، أن السبيل لتغيير المؤسسات هو عبر الانتخابات. وقالت إن الهدف هو الانتقال من المراحل «الانتقالية» إلى مرحلة «الانتخابات» التي ستفرز قيادة ذات تفويض شعبي تتحمل مسؤولية مستقبل ليبيا وتكون خاصة لمساءلة الليبيين. وأضافت: «في تطوير خارطة الطريق، المسألة تتعلق بكيفية الوصول إلى الانتخابات وما يجب القيام به لضمان إجرائها بأمان. هناك أطراف تعتقد أن مصالحها ستتضرر بشدة إذا جرت الانتخابات، وبالتالي فإن حافزها سيكون التعطيل. وهذا قد يعرّض العملية للخطر، ولذلك يجب أن نأخذ هذه التحديات بعين الاعتبار ونعمل على إدارتها بفعالية». إطار قانوني يحسم الخلافات ويتضمن أحكاماً بشأن العقوبات وقد استعرضت الممثلة الخاصة بعض مقترحات اللجنة الاستشارية للتعامل مع العقبات التي منعت إجراء الانتخابات في السابق، بما في ذلك وضع إطار قانوني يحسم بوضوح القضايا المتعلقة بتوقيت الانتخابات ومتطلبات الترشح. وقالت: «يتضمن الإطار القانوني أيضاً أحكاماً بشأن العقوبات، كما يتناول بعض القضايا الأمنية، ليس جميعها، إذ إن بعضها يتطلب معالجة ميدانية، لكنه يساهم في توفير الظروف اللازمة لإجراء انتخابات ناجحة». وطرح أحد المشاركين سؤالاً حول ما تقوم به البعثة لتعزيز حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، فيما تساءل آخر عن وجود ضمانات لمشاركة الشباب في العملية السياسية. وأعربت إحدى النساء عن قلقها من الصعوبات التي تواجه النساء الراغبات في المشاركة السياسية، ووصفت تجربتها كمرشحة في الانتخابات البلدية بأنها كانت «مرعبة». وقالت: «تعرّضت لتهديدات غير مباشرة، وحملات تشويه، وسوء استخدام لصور شخصية لي على منصات التواصل الاجتماعي، بل وتهديدات مباشرة وجهاً لوجه. كما ضغطت عليّ بعض الشخصيات للانسحاب من الترشح». تيتيه: مشاركة النساء إسهام أساسي لتطور المجتمع وردّت الممثلة الخاصة عليها قائلة: «أشكرك على شجاعتك وإقدامك. وأود أن أؤكد أن ليبيا لا تحتاج إليك وحدك، بل إلى جميع النساء الليبيات للمشاركة في النقاش حول مستقبل بلدهن، والمساهمة في صنع القرار بشأن كيفية تحقيق هذا المستقبل. أحياناً يُخيّل للبعض أن أصوات النساء غير مرحّب بها، لكن مشاركة النساء ليست منافسة مع الرجال، بل هي إسهام أساسي لتطور المجتمع». وأضافت أن هدف البعثة لا يقتصر على دعم أصوات النساء، بل يشمل أيضاً تمثيل مصالح جميع شرائح المجتمع، بما في ذلك الأشخاص ذوي الإعاقة والشباب والمكوّنات الثقافية، في المفاوضات حول خارطة الطريق السياسية.

تيتيه تتحاور مع الليبيين حول الانتخابات والمساءلة وخارطة الطريق السياسية
تيتيه تتحاور مع الليبيين حول الانتخابات والمساءلة وخارطة الطريق السياسية

أخبار ليبيا

timeمنذ يوم واحد

  • أخبار ليبيا

تيتيه تتحاور مع الليبيين حول الانتخابات والمساءلة وخارطة الطريق السياسية

عقدت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة، هانا تيتيه، لقاءً افتراضيًا عبر تطبيق 'زوم' مع 239 مشاركاً ومشاركة من مختلف أنحاء ليبيا، لبحث مسارات العملية السياسية، والخيارات المطروحة لإجراء الانتخابات، وآليات محاسبة المعرقلين. اللقاء الثاني من نوعه ويُعد اللقاء الثاني من نوعه خلال شهر، ضمن سلسلة مشاورات أطلقتها البعثة منذ مايو الماضي، وشملت لقاءات مباشرة مع قرابة 1000 شخص، إضافة إلى مشاركة 1250 آخرين عبر الإنترنت، من بينهم قادة مجتمعيون ونساء وشباب وأشخاص من ذوي الإعاقة. وأشارت تيتيه إلى أهمية دور كل فرد في إنجاح العملية السياسية، داعية الليبيين إلى المشاركة في استطلاع إلكتروني تجريه البعثة حتى التاسع من أغسطس الجاري، بشأن المقترحات المقدّمة من اللجنة الاستشارية، وهي هيئة ليبية من خبراء قانونيين ودستوريين وسياسيين مكلفة بتقديم توصيات لكسر الجمود السياسي وتوحيد مؤسسات الدولة. جمعية تأسيسية تتولى تعيين حكومة جديدة وخلال اللقاء، عبّر عدد من المشاركين عن شكوكهم حيال جدوى المسارات السابقة، داعين إلى تشكيل جمعية تأسيسية عبر منتدى حوار وطني تتولى تعيين حكومة جديدة تشرف على الانتخابات، فيما دعم آخرون خيار الانتخابات المتزامنة ونهج 'الدستور أولاً'. كما أبدى البعض مخاوف من الوضع الأمني ونفوذ الجماعات المسلحة، معتبرين أنه يعيق إجراء انتخابات نزيهة. ورداً على تساؤلات بشأن العقوبات ضد المعرقلين، أكدت تيتيه أن اللجنة الاستشارية أوصت بتشكيل حكومة موحدة قبل الانتخابات، وأن هذا المطلب تكرر في جميع المشاورات العامة التي أجرتها البعثة. وشددت على أن تغيير المؤسسات لا يتم إلا عبر الانتخابات، مشيرة إلى أهمية الانتقال من المراحل الانتقالية إلى مرحلة مؤسسات ذات تفويض شعبي ومسؤولية واضحة أمام الليبيين. وتطرقت تيتيه إلى الإطار القانوني المقترح من اللجنة، والذي يتضمن أحكامًا تتعلق بموعد الانتخابات، وشروط الترشح، والعقوبات ضد المعرقلين، فضلاً عن مقترحات لمعالجة التحديات الأمنية. كما تناول اللقاء قضايا المشاركة السياسية للنساء والشباب وذوي الإعاقة، حيث تحدثت إحدى المرشحات السابقات عن تعرضها لحملات تشويه وتهديدات أثناء خوضها للانتخابات البلدية. وردّت تيتيه مؤكدة على أهمية شجاعة النساء ومشاركتهن في صنع القرار، مؤكدة أن البعثة ملتزمة بتمثيل كل مكونات المجتمع في مفاوضات خارطة الطريق. وأوضحت تيتيه أن العملية السياسية لا يمكن أن تنجح دون شمولية ومشاركة حقيقية من جميع الفئات، داعية إلى تضافر الجهود لإنهاء المرحلة الانتقالية وفتح الطريق أمام استقرار مستدام في ليبيا. يمكن قراءة الخبر من المصدر من هنا

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store