logo
متى ينتهي هذا الكابوس؟

متى ينتهي هذا الكابوس؟

الرأي العاممنذ 13 ساعات
للكاتب خالــد شــحام
لقد اصبح الجلوس أمام شاشة الأخبار اليومية قرارا يتطلب شجاعةً وقوةً خاصة ، ليس شجاعةً فقط لتحمل مشاهد الموت والالام والعذاب على الشاشة مباشرة ، بل شجاعة أخرى خاصة لتحمل رؤية وجوهٍ من المسوخ والقردة والمجرمين والخونة ، فهنالك معركةٌ خفية طاحنة تجري في هذه الجلسات ، هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تقديم الجريمة على مرأى العين مقترنة بإطلالات الجناة والمجرمين مع الاقتران بالعجز الكامل عن فعل شيء حقيقي ومؤثر ، ثمة صدام هائل هنا لا يظهر منه شيء على السطح ، كيف يمكن ان يتفاعل المرء مع هذا التحدي العصبي والسيكولوجي ، وكيف تتصادم معايير الانسانية ومحدداتها الداخلية مع ما نشاهده ؟
إن ما يقترفه جيش المخربين والمجرمين في غزة شيء يتعدى تحديَ القوانين الدولية والأعراف الأممية إلى تحدي الإنسانية بفطرتها الداخلية ومسِّها بشيء من الأذى ، لا حاجة هنا لأن يكون الإنسان عربيا أو مسلما أو مسيحيا أو من أي فئة كانت حتى يشعر بهذا الاعتداء على قيمته ومكانته وصورته ، إن العالم بأكمله يعيش مع هذه الحالة مأزقا أخلاقيا ووجوديا أمام هذه العصابة التي تتجاوز قوانين الخالق على خلقه ، وتتجاوز وتعتدي على معالم التحضر والقيمة البشرية وتمثل خطرا مطلقا على كل شيء وكل مجتمعات البشرية .
ومع إطلالة الرئيس ترامب وإعلانه فشل المفاوضات حول الهدنة في غزة ومطالبته بالقضاء على حماس يكون الرئيس وطاقمه الكذاب قد تلقى صفعةً جديدة من المقاومة الفلسطينية تضاف إلى رصيد خسائر سياساته وسقوط الهالة الكاذبة التي أحاط بها نفسه طيلة الشهور الماضية من اعتلائه سدة الرئاسة ، بهذا الإعلان تكون المقاومة الفلسطينية قد ردت على خطاب المجرم نتانياهو بأنها لن تسمح له ولغيره بأن يملي عليها شروط الاستسلام ، وتكون قد أعلنت مرة جديدة بأنها تقف جيدا على قدميها ولم تسقط أو تضعف أو تتنازل ، وخديعة المفاوضات والضغوط و(الوسطاء ) العرب لم تتمكن من الاحتيال على غزة وفشلت في إظهارها في موقف المتسول المترجي الذي يريد أية صفقة بأي ثمن .
و لم تعد المسألة في غزة العزة مسألة إنهاء المقاومة أو تحرير الأسرى الصهاينة والتفاوض حول كل هذا ، المسألة اليوم هي صورة شاملة لعدوان يجري على المنطقة بالتجزيء ثم بالمجمل ضمن خطة صهيونية كبيرة المعالم يتم تسويقها وإعلان وترسيخ نتائجها في الأذهان قبل الوقوع الحقيقي ، الشيء المذهل في الأمر حول هذه الخطة ليس رد الفعل العربي والعالمي الفاضح والعاجز ، بل هو فقدان الولايات المتحدة كامل لياقتها الدبلوماسية وانحيازها المطلق نحو الجريمة الصهيونية ، وتقزيم أكبر دولة في العالم وتحويلها إلى مجرد عبد تابع يجر جيوشه وأسلحته وقدراته لخدمة حفنة من المجرمين وضرب تاريخ كامل من الاستقرار والأمن العالمي وتحويل قوانينه إلى ممسحة .
بعد متابعة متعمقة طيلة الشهور العصيبة الماضية من القتل والتدمير والاعتداء على الأرض العربية يمكن للمرء أن يفكر بطريقة مختلفة الرؤية ، لأننا يجب ان نفهم بأننا أمام خطة وإصرار وحشد على تغيير معالم المنطقة ، وهذا التغيير لا يعني فقط إزالة كل مواقع وبؤر الممانعة من غزة حتى ايران ، بل يتعدى الأمر ذلك إلى إحداث تغييرات استراتيجية كبيرة الأبعاد أطماعها ليست مجرد أطماع تقليدية عرفها العالم ، بل نحن أمام مرحلة استعمارية مولودة من رحم فصول كاملة خبيرة متحورة عن الاستعمار السابق ، لها الخصائص الآتية :-
فالعدو فيها غير معلن حجما وفكرا ونوايا ، كل هذه المحددات مضللة المعالم و مغلفة بالخداع والكذب لأقصى حدودهما وتماهت فيها الضحية المتعاونة مع عدوها ، النوايا الحقيقية لهذه الحملة غير واضحة ومغطاة بحملات السلام والأمن والنعيم ويتم اللعب فيها على وعي الشعوب وتصوير الأمور بحجوم أصغر بكثير من حجمها الحقيقي. وان الإبادة والتهجير القسري هما عنوانان رئيسيان لها ، وهذا ما يفسر تكسير كل الأعراف والقوانين الدولية الحالية المعتادة لفتح المجال أمام الجرائم بحدها الأقصى دون محاسبة ، هذان المصطلحان لا يقتصران على غزة بل هنالك كما يمكن التوقع خطط موازية معدة جيدا لسوريا ولبنان والأردن ومصر أجزاء واسعة من الخليج العربي وربما أبعد كثيرا.

هاشتاغز

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المصريون ينتخبون مجلس الشيوخ
المصريون ينتخبون مجلس الشيوخ

الزمان

timeمنذ 29 دقائق

  • الزمان

المصريون ينتخبون مجلس الشيوخ

القاهرة (أ ف ب) – يتوجه المصريون الأسبوع الجاري إلى مراكز الاقتراع للإدلاء بأصواتهم في انتخابات مجلس الشيوخ التي يرى مراقبون أنها لا تعدو كونها خطوة إجرائية أغلب المرشحين إليها مقربون من السلطة وتغيب عنها المعارضة. على مدار يومي الاثنين والثلاثاء سينتخب المصريون 200 من أصل 300 عضو في مجلس الشيوخ، الذي يعين الرئيس عبد الفتاح السيسي ثلث أعضائه. وتنقسم المقاعد المنتخبة بين مرشحين فرديين أو ضمن قائمة مغلقة امتلأت شوارع المدن المصرية بصورهم ضمن دعاية انتخابية امتدت إلى وسائل الإعلام الرسمية والخاصة. اقتراع الأسبوع الجاري هو الثاني في تاريخ مجلس الشيوخ المصري الذي كان يُسمى مجلس الشورى سابقا قبل أن يُلغى في دستور عام 2014 ثم يعاد بعد التعديلات الدستورية عام 2019. وبلغت نسبة المشاركة في الانتخابات السابقة 14 بالمئة. ولم تتقدم سوى قائمة واحدة لخوض الانتخابات، تضم تحالفا من 13 حزبا يتقدمها حزب 'مستقبل وطن' القريب من السلطة وصاحب الأغلبية في مجلس النواب وحزب 'الجبهة الوطنية' الذي يرأسه الوزير السابق عاصم الجزار بدعم من رجل الأعمال المقرب من السلطة إبراهيم العرجاني. وبينما يغيب عن المشهد مرشحو المعارضة المستقلون، تضم 'القائمة الوطنية من أجل مصر' أحزابا كانت تنتمي تاريخيا للمعارضة مثل حزب التجمع اليساري وحزب الوفد الليبرالي والحزب المصري الديموقراطي الاجتماعي. ويعتبر رأي مجلس الشيوخ استشاريا في التعديلات الدستورية ومشروعات القوانين وخطط التنمية العامة والمعاهدات الدولية، وتمتد دورته لخمس سنوات على أن يكون 10 بالمئة من أعضائه نساء. وسوف يتم إعلان نتائج الانتخابات في 4 أيلول/سبتمبر، عقب جولة إعادة في 27 و28 آب/أغسطس. ومن المقرر أن تنطلق انتخابات مجلس النواب في تشرين الثاني/نوفمبر من العام الجاري. وتواجه مصر انتقادات على خلفية حالة الديموقراطية وحقوق الإنسان، في ظل استمرار قمع المعارضة وحرية الإعلام. ورغم إطلاق النظام المصري 'حوارا وطنيا' ضم نقابات وبعض رموز المعارضة انبثق عنه 'لجنة العفو الرئاسي' للنظر في تسوية أوضاع السجناء السياسيين، ما زالت منظمات حقوقية تقدر عدد السجناء السياسيين بعشرات الآلاف وتتهم السلطات باستمرار استهداف المعارضة.

المبعوث الأميركي يلتقي عائلات الرهائن في تل أبيب
المبعوث الأميركي يلتقي عائلات الرهائن في تل أبيب

الزمان

timeمنذ 29 دقائق

  • الزمان

المبعوث الأميركي يلتقي عائلات الرهائن في تل أبيب

تل ابيب (أ ف ب) – التقى المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف السبت عائلات الرهائن الإسرائيليين المحتجزين في غزة، في وقت تتزايد المخاوف إزاء مصيرهم مع تصاعد حدة الأزمة الانسانية في القطاع بعد نحو 22 شهرا على الحرب. وصفق عدد من المتظاهرين لدى وصول ويتكوف الى 'ساحة الرهائن' في تل أبيب، وناشده مئات الأشخاص الذين تجمعوا تقديم المساعدة، قبل أن يعقد اجتماعا مغلقا مع عائلات المخطوفين أثناء هجوم حماس على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023. وعقب الاجتماع نشر المنتدى بيانا قال فيه إن ويتكوف قدم التزاما شخصيا بأن يسعى هو وترامب لإعادة الرهائن. وأظهرت مقاطع فيديو على الانترنت وصول ويتكوف للقاء 'منتدى عائلات الرهائن'، بينما كان أقاربهم يهتفون 'أعدهم إلى ديارهم' و'نحتاج إلى مساعدتك'. وجاءت زيارة مبعوث الرئيس دونالد ترامب الى تل أبيب غداة زيارته مركزا لـ'مؤسسة غزة الانسانية' المدعومة من الولايات المتحدة والدولة العبرية، للوقوف على آليات إدخال المواد الغذائية إلى القطاع الفلسطيني المدمر والمحاصر، وحيث تحذر الأمم المتحدة ومنظمات دولية من المجاعة. وفي المساء، تجمع نحو 60 ألف شخص في الساحة ذاتها للمطالبة بالإفراج عن الرهائن، بحسب المنتدى. من بين 251 رهينة احتجزوا خلال هجوم حماس الذي أشعل شرارة الحرب، لا يزال 49 محتجزين في غزة، من بينهم 27 يقول الجيش الإسرائيلي إنهم لقوا حتفهم. – حملة 'دعائية' – كان ويتكوف زار الجمعة قطاع غزة، واعدا بزيادة المساعدات مع تصاعد الضغوط الدولية على إسرائيل على خلفية الأوضاع الكارثية في القطاع. واعتبرت حماس في بيان السبت أن تلك الزيارة 'لا تعدو كونها مسرحية مُعدّة مسبقا، لتضليل الرأي العام وتلميع صورة الاحتلال، ومنحه غطاء سياسيا لإدارة التجويع واستمرار عمليات القتل الممنهج للأطفال والمدنيين العزّل من أبناء شعبنا في قطاع غزة'. وواصلت حماس الضغط على عائلات الرهائن بنشرتها مقطع فيديو للرهينة أفيتار ديفيد (24 عاما) للمرة الثانية في يومين، حيث ظهر وهو يبدو هزيلا داخل نفق. دعا الفيديو إلى وقف إطلاق النار، وحذّر من أن الوقت ينفد أمام الرهائن. وقالت عائلة دافيد إن ابنها ضحية حملة دعائية 'دنيئة'، واتهمت حماس بتجويعه عمدا. وتابعت 'إن التجويع المتعمد والتعذيب والإساءة التي تعرض لها أفيتار لأغراض دعائية تنتهك أبسط المعايير الإنسانية والأخلاق الإنسانية الأساسية. لا حدود للحزن والقسوة التي نتحملها'. وعلق الرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ قائلا عبر منصة إكس إن 'وجوه الرهائن (…) تقول كل شيء. أُجبروا على حفر قبورهم بأيديهم. عذبوا بالإعدام. جوّعوا، وتعرضوا للتعذيب، وتدهورت أحوالهم'. وقال وزير الخارجية جدعون ساعر إنه 'وجه رسالة عاجلة إلى نظرائه في جميع أنحاء العالم' و'طلب عقد اجتماع خاص لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة' بشأن هذه القضية. من جهته، قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو عبر إكس إن 'الصور دنيئة ولا تطاق، رهائن إسرائيليون محتجزون منذ 666 يوما في غزة لدى حماس. يجب أن تنتهي محنتهم'. وأضاف بارو أنه 'يجب إطلاق سراحهم دون شروط. ويجب نزع سلاح حماس وإبعادها عن إدارة غزة'، مؤكدا أيضا على أن 'المساعدات الإنسانية يجب أن تدخل القطاع بشكل مكثف'. وتبذل الولايات المتحدة ومصر وقطر جهود وساطة للتوصل إلى اتفاق لوقف لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل من شأنه إتاحة إطلاق سراح الرهائن وزيادة كمية المساعدات الداخلة للقطاع. غير أن المحادثات تعثرت الشهر الماضي وتتزايد الضغوط على حكومة بنيامين نتانياهو للتوصل إلى طريقة أخرى لإطلاق سراح الرهائن، أحياء أم أموات. وتتصاعد المطالب الدولية كذلك لفتح معابر غزة أمام مزيد من المساعدات الغذائية بعد أن حذّرت الأمم المتحدة ووكالات إنسانية من أن أكثر من مليوني فلسطيني يواجهون خطر المجاعة. وسجلت مستشفيات قطاع غزة خلال 24 ساعة حتى ظهر السبت '7 حالات وفاة جديدة نتيجة المجاعة وسوء التغذية، من بينهم طفل واحد. وبذلك، يرتفع إجمالي عدد ضحايا المجاعة إلى 169 شهيدا، من بينهم 93 طفلا'، وفق وزارة الصحة التي تديرها حماس في القطاع. ومع استمرار القصف والغارات الجوية التي تحصد يوميا مزيدا من القتلى، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي إيال زامير إن 'المعركة ستستمر بلا هوادة' ما لم يتم إطلاق سراح الرهائن. وقال في بيان عسكري السبت 'بتقديري أننا سنعرف خلال الأيام المقبلة إن كنا سنتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح رهائننا. وإلا، فإن المعركة ستستمر بلا هوادة'. وأضاف أن 'الحملة الحالية من الاتهامات الزائفة بشأن مجاعة مفتعلة هي محاولة متعمدة ومخطط لها وكاذبة لاتهام جيش أخلاقي بارتكاب جرائم حرب'، محمّلا حماس المسؤولية 'عن قتل سكان قطاع غزة ومعاناتهم'. إلى جانب التقارير الصادرة عن خبراء الأمم المتحدة الذين يحذّرون من 'انتشار المجاعة' في غزة، يظهر المزيد من الأدلة على سوء التغذية الخطير والوفيات بين المدنيين الفلسطينيين الأكثر ضعفا. وقالت مدللة دواس (33 عاما) التي تعيش في مخيم للنازحين في مدينة غزة لفرانس برس إن ابنتها مريم البالغة تسعة أعوام لم تكن تعاني من أي أمراض معروفة قبل الحرب، لكن وزنها الآن انخفض من 25 كيلوغراما إلى 10 كيلوغرامات وتعاني سوء التغذية الحاد. وأعلن الدفاع المدني في غزة أن 32 فلسطينيا على الأقل قتلوا السبت في القصف والغارات في مناطق مختلفة من قطاع غزة، بينهم 14 قتلوا 'بنيران الجيش الإسرائيلي' قرب مراكز لتوزيع المساعدات تديرها مؤسسة غزة الإنسانية التي تدعمها إسرائيل والولايات المتحدة. وأعلن مكتب مفوضية الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان الجمعة أن 1373 فلسطينيا قُتلوا منذ 27 أيار/مايو، معظمهم بنيران الجيش الإسرائيلي، أثناء انتظارهم المساعدات. ويؤكد الجيش الإسرائيلي أن جنوده لا يتعمدون استهداف المدنيين ويتهم عناصر حماس بنهب شاحنات المساعدات. وقال المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين (أنروا) عدنان أبو حسنة إن 'الأونروا لديها حوالي 6000 شاحنة جاهزة مخصصة لقطاع غزة لكن المعابر مغلقة بقرار سياسي، هناك 5 معابر برية للقطاع يمكن من خلالها ان يتم إدخال 1000 شاحنة يوميا'. وأسفر هجوم حماس على جنوب إسرائيل عن مقتل 1219 شخصا، معظمهم من المدنيين، وفقا لتعداد أجرته وكالة فرانس برس استنادا إلى أرقام رسمية. وردّت إسرائيل بحرب مدمّرة وعمليات عسكرية لا تزال متواصلة في قطاع غزة، أسفرت عن مقتل ما لا يقل عن 60430 فلسطينيا معظمهم من المدنيين ونصفهم تقريبا أطفال ونساء ومسنون، وفق أرقام وزارة الصحة في غزة التي تديرها حماس وتعتبرها الأمم المتحدة موثوقة.

فرنسا.. توقيف ممرضة بتهم اعتداء جنسي على رُضّع وتصويرهم
فرنسا.. توقيف ممرضة بتهم اعتداء جنسي على رُضّع وتصويرهم

شفق نيوز

timeمنذ 29 دقائق

  • شفق نيوز

فرنسا.. توقيف ممرضة بتهم اعتداء جنسي على رُضّع وتصويرهم

شفق نيوز– باريس أوقفت السلطات الفرنسية ممرضة تعمل في أحد مستشفيات شمال شرق العاصمة باريس، بتهمة الاعتداء الجنسي على رُضّع داخل قسم حديثي الولادة، بالإضافة إلى توثيق هذه الأفعال عبر تسجيلات مصورة. وأفادت صحيفة "لوفيغارو" نقلاً عن مكتب المدعي العام في مدينة بوبيني الواقعة ضمن إقليم سين سان دوني شمال باريس، بأن الممرضة، البالغة من العمر 26 عاماً، والتي تعمل بقسم حديثي الولادة بمستشفى مونتروي، تواجه تهماً تتعلق بـ"الاعتداء الجنسي على قاصرين دون سن الخامسة عشرة، وتصوير مواد إباحية للأطفال". كما وُجهت تهم مماثلة إلى شريكها، الذي أُوقف أيضاً بتهمة "التحريض على الاعتداء الجنسي"، إلى جانب "التواطؤ في الاعتداء على القاصرين". ورغم طلب النيابة العامة فرض الحبس الاحتياطي على المتهمين، قررت المحكمة وضعهما تحت المراقبة القضائية، مع فرض قيود صارمة تحظر عليهما التواصل فيما بينهما، وتمنعهما من مغادرة دائرة سين سان دوني، إلى جانب حظر ممارسة أي نشاط مهني له علاقة بالقصّر. وأشارت صحيفة "لوفيغارو" إلى أن المتهمة حضرت الأربعاء الماضي إلى مركز شرطة كليشي سو بوا، المدينة الواقعة أيضاً ضمن إقليم سين سان دوني، وأبلغت عن الأفعال التي ارتكبتها. جاء ذلك بعد انطلاق تحقيقات إثر انتشار عدة مقاطع فيديو على منصة "تيك توك" تحذر من وجود "فضيحة في مستشفى" ضمن الدائرة 93 (رمز إقليم سين سان دوني)، حيث ظهر في أحد الفيديوهات الذي حصد أكثر من 1.4 مليون مشاهدة، رجل يدّعي أن "شخصين يعملان مع الأطفال الرضع يستمتعان بالاعتداء عليهم". وبحسب المصادر، يشمل التحقيق أيضاً وقائع تتعلق بحيازة وتسجيل وتبادل محتويات ذات طابع إجرامي تتعلق بالأطفال. وقال مصدر أمني للصحيفة: "إنها قضية نادرة ومقلقة نظراً لصغر سن الضحايا للغاية والمكان الذي ارتُكبت فيه الأفعال". وسيتعين على التحقيقات أن تحدد الفترة الزمنية التي ارتُكبت خلالها هذه الاعتداءات الجنسية وعدد الضحايا المعنيين. كما ينبغي توضيح طبيعة العلاقة بين الممرضة والرجل الذي يُقدَّم على أنه المحرِّض الرئيسي في القضية، وفقاً للمصدر نفسه. وفي بيان صحفي نُشر أمس الجمعة، أوضحت إدارة مجموعة مستشفيات "غران باري نور-إست" أن "الممرضة المتهمة كانت تعمل حصرياً في قسم الإنعاش لحديثي الولادة بمستشفى مونتروي التي تتبع للمجموعة"، وهو القسم الذي يُعنى برعاية الأطفال الخُدّج، ولم تكن تعمل في قسم الولادة. وأضافت إدارة المجموعة: "في حال تأكيد صحة أفعال هذه الممرضة من خلال التحقيقات الشرطية الجارية، فإنها تمثل انحرافاً خطيراً على المستوى الشخصي تدينه المؤسسة بشكل قاطع، وهي لا تعكس بأي حال من الأحوال سلوكا جماعياً داخل القسم". وقد أثارت الشائعات حالة من الذعر والقلق يومي الأربعاء والخميس الماضيين، حيث "تلقت المؤسسة اتصالات من أمهات قلقات، بعضهنّ وضعن مواليدهن في المستشفى قبل عام"، على حد تعبير إدارة المجموعة. وبحسب المجموعة ذاتها، فقد تمّ "تعليق عمل الممرضة المعنية بشكل احترازي في انتظار نتائج التحقيقات الأمنية الجارية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store