logo
هل تغلق إيران مضيق هرمز؟

هل تغلق إيران مضيق هرمز؟

النهارمنذ 17 ساعات

مع توقع استمرار الحرب الإسرائيلية على إيران "أسابيع لا أياماً" كما نقلت "سي إن إن" عن مسؤولين أميركيّين وإسرائيليّين، يظهر خيار إغلاق مضيق هرمز، المضيق الذي تشهد مياهه مرور نحو 30 في المئة من الخام العالميّ المنقول بحراً، كخيار معقول بالنسبة إلى طهران. هذا ما أعلنه النائب الإيراني والعميد في الحرس الثوري إسماعيل كوثري يوم السبت. لكن الخطوة ستأتي بنتيجة عكسيّة.
لن تكون الصين مسرورة من ارتفاع أسعار النفط في حال قررت طهران إغلاق المضيق، بما أنها المستورد الأول للذهب الأسود حول العالم. في الواقع، لم يستبعد كينيث بولاك، المدير السابق لشؤون الخليج العربيّ في مجلس الأمن القوميّ بالبيت الأبيض، أن ترسل الصين قوّة بحريّة لتعيد فتح المضيق بالقوّة، كما كتب مؤخّراً في مجلّة "فورين أفيرز". إلى هذا الحدّ ستكون إيران قد انتهكت خطاً أحمر بالنسبة إلى الصين، شريكها التجاريّ الأول لإيران والذي يبقي اقتصادها عائماً بالرغم من العقوبات الأميركيّة.
حتى في حال لم ترغب باستخدام قوّتها العسكريّة، قد تتدخّل الصين ديبلوماسيّاً وربما اقتصاديّاً لدفع إيران إلى التراجع. "سيعاني أصدقاؤهم أكثر من أعدائهم... لذلك يصعب جداً رؤية ذلك يحدث"، على ما قاله لـ "سي إن بي سي" المدير الإداريّ في شركة "إنرجي آوتلوك أدفايزرز" أنس الحاجي.
ذكريات سيّئة
من المتوقّع أن تكون الولايات المتحدة أول دولة تتّجه لفتح المضيق بالقوة. وهذا ما يعيد إلى الأذهان التجربة السيّئة التي عاشتها إيران قبل 27 عاماً. سنة 1988، اصطدمت مدمّرة أميركيّة كانت تحمي ناقلات النفط الكويتيّة بلغم بحريّ إيرانيّ ممّا دفع الرئيس الأسبق رونالد ريغان إلى إطلاق عمليّة عسكريّة دمّرت نصف البحريّة الإيرانيّة في يومين تقريباً.
والألغام البحريّة هي عادة الوسيلة الأسرع لإيران كي تغلق المضيق، علماً أنّها تتمتّع أيضاً بالقدرة على إرسال الزوارق والسفن الحربيّة المجهّزة بالصواريخ والمسيّرات التابعة للحرس الثوري من أجل اعتراض سفن الشحن. بعبارة أخرى، تستطيع إيران اعتماد أساليب الحوثيّين في البحر الأحمر لعرقلة الملاحة، إنّما على نطاق أوسع. ويبلغ عرض المضيق نحو 39 كيلومتراً عند أضيق ممرّاته بينما يبلغ طوله نحو 161 كيلومتراً.
إلى الآن، لا تضع أميركا ثقلها الهجومي في الحرب. كل ما تفعله هو مساعدة إسرائيل على التصدي للصواريخ الباليستية. إن إغلاق المضيق مع ما سينجم عنه من ارتفاع لأسعار النفط قد يدفع الولايات المتحدة لا إلى فتح المضيق عسكرياً وحسب بل إلى الانخراط في الحرب لتدمير برنامج إيران النووي أو حتى إسقاط النظام. ومن المرجح أن يشاركها في الضربات الاتحاد الأوروبي أيضاً. إذا أغلقت إيران مضيق هرمز فسيمثل ذلك "كارثة" لأوروبا أيضاً بحسب توصيف ضابط الاستخبارات الفرنسي الأسبق كلود مونيكيه.
حسابات معقّدة
ستؤلّب خطوة إغلاق هرمز العالم كلّه تقريباً على إيران. وستتضرر طهران أيضاً بشكل مباشر لأن المضيق يشكّل الطريق الأساسيّ لمعظم وارداتها من السلع كما قال الحاجي، الخبير في شؤون الطاقة. وأضاف: "ليس من مصلحتهم التسبّب بمشاكل لأنّهم سيعانون أولاً".
تصحّ هذه الحسابات في حال كانت إسرائيل تتفادى أصلاً استهداف المنشآت النفطية الإيرانية. لكن الهجمات على تلك البنى التحتية المرتبطة بالطاقة بدأت. حاليّاً، الاستهداف الإسرائيلي الحالي للنّفط الإيرانيّ بطيء وموضعيّ، كما حصل مع ضرب "حقل بارس" في بوشهر ومستودع نفط في طهران ليل السبت-الأحد. وهو لم يبلغ مستوى ضرب جزيرة خَرْج الحيويّة، معبر نحو 90 في المئة من النفط الإيرانيّ إلى العالم. وتردّ طهران بالمثل عبر استهداف بعض منشآت الطّاقة الإسرائيليّة كما حدث مع مجمّع الصناعات البتروكيميائيّة في حيفا. لكن الصواريخ الباليستيّة غير دقيقة بما يكفي كي تحافظ طهران على مسار التوازي في ضرب منشآت الطاقة الإسرائيليّة. علاوة على ذلك، من المرجح أن يكون استهداف إسرائيل للطاقة النفطية الإيرانية استراتيجية لإسقاط النظام لا للضغط عليه كي يأتي إلى طاولة الحوار.
إذا كانت إيران تعتقد أنه لا يزال أمامها فرصة للخروج من الحرب فقد تتفادى التصعيد في هرمز. أما إذا كان نظامها على شفير السقوط فمن المحتمل أن تتغيّر المعادلة. لكن حتى في هذه المنطقة الرماديّة، ثمّة دوماً فرصة لأكثر من خطوة، من بينها تفادي "تسريع" هذا السقوط. باختصار، إنّ باب الاحتمالات مفتوح على مصراعيه في قضيّة مضيق هرمز.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إغلاق مضيق هرمز: ضربة لآسيا ومكاسب لشركات الطاقة الأميركية
إغلاق مضيق هرمز: ضربة لآسيا ومكاسب لشركات الطاقة الأميركية

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ ساعة واحدة

  • القناة الثالثة والعشرون

إغلاق مضيق هرمز: ضربة لآسيا ومكاسب لشركات الطاقة الأميركية

عاد إلى الواجهة من جديد احتمال لجوء طهران إلى إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الحيوية في منظومة الطاقة العالمية، مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على إيران منذ فجر الجمعة الماضية، واستهداف منشآت للطاقة الإيرانية قرب الخليج العربي للمرة الأولى. وزاد من حدة هذه المخاوف إعلان عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، أن بلاده تدرس بجدية خيار إغلاق المضيق الإستراتيجي، في خطوة من شأنها أن تنذر بتداعيات خطيرة على أمن الطاقة العالمي. ورغم تصاعد التوتر، أفادت شبكة "سي إن بي سي"، أن تعطيل تدفق النفط العالمي بشكل كامل عبر إغلاق المضيق أمر مستبعد، بل قد يكون مستحيلاً من الناحية العملية، في حين أكدت القوة البحرية المشتركة المتعددة الجنسيات، بقيادة الولايات المتحدة، أن حركة الملاحة التجارية مستمرة في مضيق هرمز رغم الضربات الإسرائيلية الواسعة لإيران. يعد مضيق هرمز واحداً من أهم الممرات المائية وأكثرها حركة في العالم، وهو المنفذ البحري الوحيد لكل من العراق والكويت والبحرين وقطر، ويصنف وفق القانون الدولي جزءاً من أعالي البحار، ما يمنح كل السفن الحق والحرية في العبور عبره. وبحسب المتخصص في النقل البحري الدولي الدكتور وسام ناجي، فإن إغلاق المضيق لا يتم من خلال قصف منشآت الطاقة الإيرانية في بندر عباس أو المرافئ المجاورة، بل عبر إغراق سفينة ضخمة في الممر، خاصة وأن عرض المضيق لا يتجاوز 50 كيلومتراً في أضيق نقاطه، ما قد يؤدي إلى شل الحركة البحرية كلياً. وعن خطورة هذا التهديد، يوضح الدكتور ناجي في تصريح ل"لبنان24" أن مضيق هرمز يُعد شريان النفط الرئيس للعالم الصناعي، ويعبر منه ثلتا الإنتاج النفطي الذي يستهلكه العالم ويعرفه خبراء الطاقة وشركات الملاحة بأنه "العنق الرئيس للعالم" و"نقطة الاختناق" التي تأتي في مقدمة 8 نقاط رئيسية في العالم، تعّد معبراً لنحو 40 مليون برميل من النفط يوميا، وتعتمد دول الخليج على هذا الممر بشكل شبه كامل، فالسعودية تصدر 88% من نفطها عبر المضيق، والعراق 98%، والإمارات 99%، فيما تعتمد إيران والكويت وقطر كلياً عليه لتصدير نفطها. فهذا الذهب الأسود الذي يخرج من دول الخليج العربية يذهب 80 %منه للدول الأسيوية كالصين والهند وكوريا واليابان، فيما يتم نقل الباقي إلى دول أوروبية وإلى أميركا الشمالية. ويعبر المضيق أيضاً كل إنتاج قطر تقريباً من الغاز الطبيعي المسال. وقطر أكبر مصدر له في العالم. وسط ما تقدم،فإن إغلاق هذا المضيق الملقب بفك الأسد سيؤدي، بحسب الدكتور ناجي، الى انهيار اقتصادي عالمي مع ارتفاع صاروخي لأسعار النفط والغاز وسيدفع ثمنها مواطنون ودول بمن فيهم من لا علاقة لهم مباشرة بالنزاع. وليس بعيداً فإن الخطر يكمن أيضاً في حال كثف الحوثيون في اليمن من جهتهم هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر، لكن باعتقاد ناجي، أن الحوثيين استخدموا هذا الاسلوب سابقاً ولم يؤد الدور الرئيسي المرجو، ولا شك أنه سيؤثر على حركة الملاحة موقتا، إنما العنصر الأهم هو إقفال مضيق هرمز الذي سيؤدي الى تضعضع الصناعة الشرق آسيوية ( صينية – يابانية- كورية) لاعتمادها شبه الكلي على النفط الايراني والخليجي. ويشير إلى أن التأثير المباشر سيطال الاقتصادات الآسيوية، خصوصاً الصين، التي ترتبط باتفاقية نفطية ضخمة مع إيران بقيمة تتراوح بين 400 و800 مليار دولار خلال عامين، أي نحو 45 مليار دولار سنوياً من الواردات النفطية ناهيك عن تراجع الانتاج الصناعي المباشر وخسارة السوق الخليجي والإيراني على حد سواء، .أما الولايات المتحدة، وبحسب ناجي، فقد تكون المستفيد الأكبر من هذا التصعيد، نظراً لاعتمادها المتزايد على النفط الصخري المحلي، ما سيمنح شركات الطاقة الأميركية العملاقة فرصة لتحقيق أرباح هائلة من الارتفاع الجنوني في الأسعار، وتعزيز موقع السوق الأميركية عالمياً. في المقابل، ستكون منطقة الشرق الأوسط الخاسر الأكبر من هذه التطورات، إذ ستدفع مجدداً ثمن صراعات الغير، سواء في الحرب أو في السلم، كما يرى ناجي. وفي سياق متصل، أعربت مصادر مصرية عن قلق بالغ من تأثير التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران على حركة الملاحة في قناة السويس، خاصة في ظل استمرار تهديدات الحوثيين في مضيق باب المندب، والتي سبق أن أثرت على حركة السفن في البحر الأحمر. ويؤكد الدكتور ناجي أن أي تراجع في حركة السفن عبر قناة السويس سيحرم الاقتصاد المصري من مصدر رئيسي للعملة الصعبة، إلى جانب التأثيرات السلبية المتوقعة على قطاع السياحة، محذراً من أن مصر قد تجد نفسها في قلب صراع جديد تديره أطراف دولية، في سياق مخطط ظاهره صراع على الممرات المائية، وباطنه أهداف تدميرية أوسع. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

ضربة لآسيا ومكاسب لشركات الطاقة الأميركية
ضربة لآسيا ومكاسب لشركات الطاقة الأميركية

بيروت نيوز

timeمنذ 4 ساعات

  • بيروت نيوز

ضربة لآسيا ومكاسب لشركات الطاقة الأميركية

عاد إلى الواجهة من جديد احتمال لجوء طهران إلى إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الحيوية في منظومة الطاقة العالمية، مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على إيران منذ فجر الجمعة الماضية، واستهداف منشآت للطاقة الإيرانية قرب الخليج العربي للمرة الأولى. وزاد من حدة هذه المخاوف إعلان عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني، إسماعيل كوثري، أن بلاده تدرس بجدية خيار إغلاق المضيق الإستراتيجي، في خطوة من شأنها أن تنذر بتداعيات خطيرة على أمن الطاقة العالمي. ورغم تصاعد التوتر، أفادت شبكة 'سي إن بي سي'، أن تعطيل تدفق النفط العالمي بشكل كامل عبر إغلاق المضيق أمر مستبعد، بل قد يكون مستحيلاً من الناحية العملية، في حين أكدت القوة البحرية المشتركة المتعددة الجنسيات، بقيادة الولايات المتحدة، أن حركة الملاحة التجارية مستمرة في مضيق هرمز رغم الضربات الإسرائيلية الواسعة لإيران. يعد مضيق هرمز واحداً من أهم الممرات المائية وأكثرها حركة في العالم، وهو المنفذ البحري الوحيد لكل من العراق والكويت والبحرين وقطر، ويصنف وفق القانون الدولي جزءاً من أعالي البحار، ما يمنح كل السفن الحق والحرية في العبور عبره. وبحسب المتخصص في النقل البحري الدولي الدكتور وسام ناجي، فإن إغلاق المضيق لا يتم من خلال قصف منشآت الطاقة الإيرانية في بندر عباس أو المرافئ المجاورة، بل عبر إغراق سفينة ضخمة في الممر، خاصة وأن عرض المضيق لا يتجاوز 50 كيلومتراً في أضيق نقاطه، ما قد يؤدي إلى شل الحركة البحرية كلياً. وعن خطورة هذا التهديد، يوضح الدكتور ناجي في تصريح ل'لبنان24″ أن مضيق هرمز يُعد شريان النفط الرئيس للعالم الصناعي، ويعبر منه ثلتا الإنتاج النفطي الذي يستهلكه العالم ويعرفه خبراء الطاقة وشركات الملاحة بأنه 'العنق الرئيس للعالم' و'نقطة الاختناق' التي تأتي في مقدمة 8 نقاط رئيسية في العالم، تعّد معبراً لنحو 40 مليون برميل من النفط يوميا، وتعتمد دول الخليج على هذا الممر بشكل شبه كامل، فالسعودية تصدر 88% من نفطها عبر المضيق، والعراق 98%، والإمارات 99%، فيما تعتمد إيران والكويت وقطر كلياً عليه لتصدير نفطها. فهذا الذهب الأسود الذي يخرج من دول الخليج العربية يذهب 80 %منه للدول الأسيوية كالصين والهند وكوريا واليابان، فيما يتم نقل الباقي إلى دول أوروبية وإلى أميركا الشمالية. ويعبر المضيق أيضاً كل إنتاج قطر تقريباً من الغاز الطبيعي المسال. وقطر أكبر مصدر له في العالم. وسط ما تقدم،فإن إغلاق هذا المضيق الملقب بفك الأسد سيؤدي، بحسب الدكتور ناجي، الى انهيار اقتصادي عالمي مع ارتفاع صاروخي لأسعار النفط والغاز وسيدفع ثمنها مواطنون ودول بمن فيهم من لا علاقة لهم مباشرة بالنزاع. وليس بعيداً فإن الخطر يكمن أيضاً في حال كثف الحوثيون في اليمن من جهتهم هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر، لكن باعتقاد ناجي، أن الحوثيين استخدموا هذا الاسلوب سابقاً ولم يؤد الدور الرئيسي المرجو، ولا شك أنه سيؤثر على حركة الملاحة موقتا، إنما العنصر الأهم هو إقفال مضيق هرمز الذي سيؤدي الى تضعضع الصناعة الشرق آسيوية ( صينية – يابانية- كورية) لاعتمادها شبه الكلي على النفط الايراني والخليجي. ويشير إلى أن التأثير المباشر سيطال الاقتصادات الآسيوية، خصوصاً الصين، التي ترتبط باتفاقية نفطية ضخمة مع إيران بقيمة تتراوح بين 400 و800 مليار دولار خلال عامين، أي نحو 45 مليار دولار سنوياً من الواردات النفطية ناهيك عن تراجع الانتاج الصناعي المباشر وخسارة السوق الخليجي والإيراني على حد سواء، .أما الولايات المتحدة، وبحسب ناجي، فقد تكون المستفيد الأكبر من هذا التصعيد، نظراً لاعتمادها المتزايد على النفط الصخري المحلي، ما سيمنح شركات الطاقة الأميركية العملاقة فرصة لتحقيق أرباح هائلة من الارتفاع الجنوني في الأسعار، وتعزيز موقع السوق الأميركية عالمياً. في المقابل، ستكون منطقة الشرق الأوسط الخاسر الأكبر من هذه التطورات، إذ ستدفع مجدداً ثمن صراعات الغير، سواء في الحرب أو في السلم، كما يرى ناجي. وفي سياق متصل، أعربت مصادر مصرية عن قلق بالغ من تأثير التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران على حركة الملاحة في قناة السويس، خاصة في ظل استمرار تهديدات الحوثيين في مضيق باب المندب، والتي سبق أن أثرت على حركة السفن في البحر الأحمر. ويؤكد الدكتور ناجي أن أي تراجع في حركة السفن عبر قناة السويس سيحرم الاقتصاد المصري من مصدر رئيسي للعملة الصعبة، إلى جانب التأثيرات السلبية المتوقعة على قطاع السياحة، محذراً من أن مصر قد تجد نفسها في قلب صراع جديد تديره أطراف دولية، في سياق مخطط ظاهره صراع على الممرات المائية، وباطنه أهداف تدميرية أوسع.

إغلاق مضيق هرمز: ضربة لآسيا ومكاسب لشركات الطاقة الأميركية
إغلاق مضيق هرمز: ضربة لآسيا ومكاسب لشركات الطاقة الأميركية

ليبانون 24

timeمنذ 4 ساعات

  • ليبانون 24

إغلاق مضيق هرمز: ضربة لآسيا ومكاسب لشركات الطاقة الأميركية

عاد إلى الواجهة من جديد احتمال لجوء طهران إلى إغلاق مضيق هرمز، أحد أهم الممرات الحيوية في منظومة الطاقة العالمية، مع تصاعد الهجمات الإسرائيلية على إيران منذ فجر الجمعة الماضية، واستهداف منشآت للطاقة الإيرانية قرب الخليج العربي للمرة الأولى. وزاد من حدة هذه المخاوف إعلان عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني ، إسماعيل كوثري، أن بلاده تدرس بجدية خيار إغلاق المضيق الإستراتيجي، في خطوة من شأنها أن تنذر بتداعيات خطيرة على أمن الطاقة العالمي. ورغم تصاعد التوتر، أفادت شبكة "سي إن بي سي"، أن تعطيل تدفق النفط العالمي بشكل كامل عبر إغلاق المضيق أمر مستبعد، بل قد يكون مستحيلاً من الناحية العملية، في حين أكدت القوة البحرية المشتركة المتعددة الجنسيات، بقيادة الولايات المتحدة ، أن حركة الملاحة التجارية مستمرة في مضيق هرمز رغم الضربات الإسرائيلية الواسعة لإيران. يعد مضيق هرمز واحداً من أهم الممرات المائية وأكثرها حركة في العالم، وهو المنفذ البحري الوحيد لكل من العراق والكويت والبحرين وقطر، ويصنف وفق القانون الدولي جزءاً من أعالي البحار، ما يمنح كل السفن الحق والحرية في العبور عبره. وبحسب المتخصص في النقل البحري الدولي الدكتور وسام ناجي، فإن إغلاق المضيق لا يتم من خلال قصف منشآت الطاقة الإيرانية في بندر عباس أو المرافئ المجاورة، بل عبر إغراق سفينة ضخمة في الممر، خاصة وأن عرض المضيق لا يتجاوز 50 كيلومتراً في أضيق نقاطه، ما قد يؤدي إلى شل الحركة البحرية كلياً. وعن خطورة هذا التهديد، يوضح الدكتور ناجي في تصريح ل"لبنان24" أن مضيق هرمز يُعد شريان النفط الرئيس للعالم الصناعي، ويعبر منه ثلتا الإنتاج النفطي الذي يستهلكه العالم ويعرفه خبراء الطاقة وشركات الملاحة بأنه "العنق الرئيس للعالم" و"نقطة الاختناق" التي تأتي في مقدمة 8 نقاط رئيسية في العالم، تعّد معبراً لنحو 40 مليون برميل من النفط يوميا، وتعتمد دول الخليج على هذا الممر بشكل شبه كامل، فالسعودية تصدر 88% من نفطها عبر المضيق، والعراق 98%، والإمارات 99%، فيما تعتمد إيران والكويت وقطر كلياً عليه لتصدير نفطها. فهذا الذهب الأسود الذي يخرج من دول الخليج العربية يذهب 80 %منه للدول الأسيوية كالصين والهند وكوريا واليابان، فيما يتم نقل الباقي إلى دول أوروبية وإلى أميركا الشمالية. ويعبر المضيق أيضاً كل إنتاج قطر تقريباً من الغاز الطبيعي المسال. وقطر أكبر مصدر له في العالم. وسط ما تقدم،فإن إغلاق هذا المضيق الملقب بفك الأسد سيؤدي، بحسب الدكتور ناجي، الى انهيار اقتصادي عالمي مع ارتفاع صاروخي لأسعار النفط والغاز وسيدفع ثمنها مواطنون ودول بمن فيهم من لا علاقة لهم مباشرة بالنزاع. وليس بعيداً فإن الخطر يكمن أيضاً في حال كثف الحوثيون في اليمن من جهتهم هجماتهم على الملاحة في البحر الأحمر، لكن باعتقاد ناجي، أن الحوثيين استخدموا هذا الاسلوب سابقاً ولم يؤد الدور الرئيسي المرجو، ولا شك أنه سيؤثر على حركة الملاحة موقتا، إنما العنصر الأهم هو إقفال مضيق هرمز الذي سيؤدي الى تضعضع الصناعة الشرق آسيوية ( صينية – يابانية- كورية) لاعتمادها شبه الكلي على النفط الايراني والخليجي. ويشير إلى أن التأثير المباشر سيطال الاقتصادات الآسيوية، خصوصاً الصين، التي ترتبط باتفاقية نفطية ضخمة مع إيران بقيمة تتراوح بين 400 و800 مليار دولار خلال عامين، أي نحو 45 مليار دولار سنوياً من الواردات النفطية ناهيك عن تراجع الانتاج الصناعي المباشر وخسارة السوق الخليجي والإيراني على حد سواء، .أما الولايات المتحدة، وبحسب ناجي، فقد تكون المستفيد الأكبر من هذا التصعيد، نظراً لاعتمادها المتزايد على النفط الصخري المحلي، ما سيمنح شركات الطاقة الأميركية العملاقة فرصة لتحقيق أرباح هائلة من الارتفاع الجنوني في الأسعار، وتعزيز موقع السوق الأميركية عالمياً. في المقابل، ستكون منطقة الشرق الأوسط الخاسر الأكبر من هذه التطورات، إذ ستدفع مجدداً ثمن صراعات الغير، سواء في الحرب أو في السلم، كما يرى ناجي. وفي سياق متصل، أعربت مصادر مصرية عن قلق بالغ من تأثير التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران على حركة الملاحة في قناة السويس، خاصة في ظل استمرار تهديدات الحوثيين في مضيق باب المندب، والتي سبق أن أثرت على حركة السفن في البحر الأحمر. ويؤكد الدكتور ناجي أن أي تراجع في حركة السفن عبر قناة السويس سيحرم الاقتصاد المصري من مصدر رئيسي للعملة الصعبة، إلى جانب التأثيرات السلبية المتوقعة على قطاع السياحة، محذراً من أن مصر قد تجد نفسها في قلب صراع جديد تديره أطراف دولية، في سياق مخطط ظاهره صراع على الممرات المائية، وباطنه أهداف تدميرية أوسع.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store