logo
"الناجون من السجون".. محنة السوريين بعد الأسد

"الناجون من السجون".. محنة السوريين بعد الأسد

Independent عربيةمنذ 13 ساعات

بينما كانت الاحتفالات بسقوط الأسد تصدح وسط دمشق، كان آلاف السوريين يتوجهون إلى سجون النظام بحثاً عن أحبائهم الذين اعتقلوا واختفت أخبارهم منذ أعوام أو ما يفوق عقداً بالنسبة إلى كثيرين، حتى فرحة "انتصار الثورة" لم تشغلهم وما إن فتحت أبواب السجون حتى تهافتوا إليها بحثاً عن صورة أو ورقة تقودهم إلى مصير أولادهم وإخوتهم وأزواجهم، وعندما فشلوا تفحصوا جدران الزنازين لعلها تحمل علامة تهدئ مخاوفهم.
حتى ذاكرة السجناء المحررين لم تنجُ من البحث، فقد نبشها المتلهفون أملاً بصوت أو ملمح أو اسم مر بها للغائب الذين لا يعرفون إن كان تعفن بين جثث المقابر الجماعية، أو حرق في أفران المعتقلات أو التهمته الظلمة في مكان مجهول.
المصير المجهول للمعتقلين والمفقودين اليوم هو جانب واحد من مأساة شعب بأكمله رواها وثائقي جديد أنتجته هيئة الإذاعة البريطانية حديثاً بعنوان "الناجون من السجون السورية"، امتد على نحو 75 دقيقة فقط لكنه لخص أكثر من خمسة عقود متواصلة تحت حكم نظام البعث، وختم بأسئلة مصيرية حول مرحلة ما بعد الأسد.
شقيقان ممن شاءت الأقدار بأن يخرجوا أحياء عادوا مع المصورين إلى السجون التي اعتقلوا فيها والزنازين الضيقة التي تعذبوا بين جدرانها، استذكروا ما عاشوه من ألم بأنفاس متثاقلة تفضح قهراً يعشش في الصدور ويوغل في القلوب إلى أعماق لا يمكنهم سبرها اليوم ويخشون ظلالها على مستقبلهم ونظرتهم للدولة والوطن.
المحنة التي عاشها الشقيقان شادي وهادي هارون، دفعتهما للهرب خارج سوريا بعد إطلاق سراحهما، وجعلتهما يكرسان حياتهما لتوثيق حالات اعتقال واختفاء الثوار على نظام الأسد، كانت روحيهما تعودان إلى السجن مع كل قصة يسمعانها ويقرآنها لكن وحدهم العائدون من الموت يستطيعون فهم ما يقال عن العالم الآخر.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
في سجن صيدنايا تنقل الأخوان هارون بين الزنازين حيث كان كل منهما يتألم مرتين، واحدة على أيدي الجلادين وأخرى بصرخات تعذيب شقيقه المتسللة عبر شقوق الجدران أو الفتحات الصغيرة في الأبواب الحديدية، ومع كل كلمة كانا يصفان فيها ما جرى تثقل مقلتيهما بالدموع، فتتحرر تارة وتدفن تحت الجفن تارة أخرى.
يلتقط الشقيقان قطع الأوراق المتناثرة على الأرض في السجن، فيفككان شيفرة الاعتقال الذي كان يعرف البشر بالأرقام، وعندما تتلف الوثائق أو تضيع يزول كل أمل بأن تعرف مصير صاحب الملف وكأنه لم يمر من هنا أصلاً، بينما الحقيقة أنه عاش في هذا المكان أبشع فصل في حياته كلها، وغالباً ما يكون الفصل الأخير.
عندما تختطف من الشوارع، وهو الوصف الوحيد المناسب لعملية الاعتقال حتى ولو كان رجال الأمن هم من فعلوا ذلك، قد لا تصل إلى السجن مباشرة، فهناك شقق سكنية سخرتها "الدولة" للتحقيق معك قبل أن تتحول إلى رقم وتودع في زنانة، وهناك في الشقة تعيش عينة مما سترى وممن ستعامل معهم حتى الموت.
في الشقة تبوح بكل شيء إن كان هناك أصلاً ما تقوله، فكثر ممن خرجوا في التظاهرات بداية الثورة كانوا يظنون أنها مسألة أيام ويسقط النظام في سوريا كما جرى في دول أخرى، ولكن عندما وجدوا أنفسهم تحت أقدام الضابط "الإله" في تلك الشقة أدركوا أنهم أكباش فداء لحرب طويلة على "الإرهاب" بدأها النظام للتو.
على أبواب السجن تستقبل بالضرب والإهانات، ثم توصم بـ"حرف قرمزي" للإرهاب لتعيش به "عاركاً" داخل الزنزانة وتدفع ثمن "وهنك لنفسية الأمة"، في البداية تفكر فقط بفترة المحنة التي ستمضيها في المعتقل، ثم يختفي السؤال ليحل مكانه فراغ بحجم العالم تستمتع فيه إما بسيجارة مغمسة بالدم، أو بسماحة كافية لتنام على الأرض، ليس على حائط أو مثبتاً لواحدة من أدوات التعذيب الكثيرة في معتقلات الأسد.
الحقيقة الأقسى التي تعرفها في السجن هي أن الدولة مجرد مقاطعة تحكمها عصابة لا يفرط الزعيم بأفرادها من أجلك، ومن يعتقلك بينهم يكون هو الآمر الناهي في مصيرك، وإن كان السجان رئيس الاستخبارات الجوية جميل الحسن فلا شفاعة لك حتى ولو توسط بشار الأسد نفسه لإخراجك، كما حصل مع الشقيقين هارون.
"إن كتب لك الخروج قبل الموت سترى العالم منقسماً بين فئتين، الأولى تراك سبباً في خراب البلاد، والثانية تكره إطلاق سراحك لأنه فرج لم ينعم به أحباؤها"، أما الطامة الكبرى فتصيبك عندما ينفر منك الناس خشية على أنفسهم وعائلاتهم، بينما كنت تظن نفسك بطلاً سيحمل على الأكتاف وتفرش له الورد وتنظم به القصائد.
لا يهم، ستعتاد الغربة في وطنك برحابة صدر كلما تذكرت ماذا كان ينتظرك لو بقيت في السجن، وفي وثائقي "بي بي سي" يقول طبيب في أحد المستشفيات العسكرية للنظام السابق إن عبارة "توقف القلب والتنفس" هي العبارة التي وصفت وفاة كل معتقل مات تحت التعذيب ووصل إليهم هيكل عظمي بجلد متعفن ومتقرح.
شهادات كثيرة استدعاها الفيلم في حقيقة أن عشرات الآلاف من السوريين قضوا في سجون النظام السابق، والجلاد يقول إن "صلاحيات التعذيب إلى حدود القتل" كانت عرضاً مفتوحا من دون الخشية من أي حساب أو عقاب، فمن يصل المعتقلات هو في عداد الأموات ما لم تنقذه وساطة أو يدفع في إطلاق سراحه أموال طائلة.
"تجارة المعتقلين" كانت تدار عبر شبكات تضم ضباطاً وأطباء ومحامين وقضاة، وخدماتها التي تراوح ما بين معرفة مكان الاحتجاز وصولاً إلى إطلاق السراح تكلف مبالغ كبيرة تضطر العائلات إلى بيع منازلهم وممتلكاتهم أحياناً، وهذه شهادة من أحد الأشخاص الذين مارسوا هذه التجارة وظهروا في الفيلم بوجوه معتمة.
بين "الوجوه المعتمة" في الفيلم، رجال خجلون من ماضيهم ولن "يقصوه على أولادهم"، وآخرون نفذوا الأوامر كي لا ينضموا إلى المعتقلين ويعيشوا عذابهم، وفئة ثالثة لا تعرف إن كانت مذنبة أم ضحية لنظام زرع أفكاراً مسمومة في عقول الناس لعقود من الزمن حتى باتوا عبيدا لها وله من دون أن يشعروا أو يفكروا.
من خشية الناس الحديث في شؤون البلاد حتى داخل بيوتهم، إلى حياة عسكرية يعيشها الطلبة في المدارس، مروراً بعضوية البعث الإلزامية للوظيفة وكتب القومية المفروضة في المناهج، ثم الخدمة الإلزامية المجبولة بالإهانة، وبعدها الفساد الذي تحول إلى خلق، والمحسوبية التي أصبحت آلية عمل رسمية معتمدة في الدولة.
كل هذه العوامل وأكثر ستنتج سفاحين برأي أصحاب الوجوه المعتمة، لكن المبرر لم يسعف أحدهم على نسيان عبارة رددها سجين في لحظاته الأخيرة قبل الموت تعذيباً "سأشكوكم لله، عز وجل، حين ألتقيه"، والجلاد اليوم مثل غيره في الفيلم لا يمانع الخضوع للمحاكمة في شأن ما فعل، وانتظارها يبعث قلقاً من أنواع كثيرة.
المحاكمة ينتظرها أيضاً المعتقلون المحظوظون بالبقاء أحياء، وعائلات المفقودين الذين لم يعرف مصيرهم حتى الآن، سؤال واحد يدور في خلد الأخوين هارون يتوقان لطرحه على جلاديهما هو، لماذا؟ لكنهم يعرفون أن الإجابة لن تشفيهما، والأخطر أنها لن تمنع سؤالاً أكبر يواجه جميع السوريين اليوم، ماذا سنفعل بعد كل ما جرى، وهل يمكن أن نعود شعباً واحداً لنبني دولة تسودها المواطنة ويحكمها القانون؟

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تطبيع العنف السياسي في الولايات المتحدة في عهد ترمب
تطبيع العنف السياسي في الولايات المتحدة في عهد ترمب

Independent عربية

timeمنذ 5 ساعات

  • Independent عربية

تطبيع العنف السياسي في الولايات المتحدة في عهد ترمب

العنف السياسي كان حاضراً منذ نشأة السياسة نفسها. فقد مارسه كل من اليسار واليمين ضد الأعداء السياسيين - لا باعتباره انحرافاً عرضياً - بل كسمة طبعت الحركات السياسية الراديكالية. وكان فلاديمير لينين (الزعيم الثوري المؤسس للاتحاد السوفياتي) قد طور علماً قائماً على الإرهاب، معتبراً العنف أداةً لا بد منها لإسقاط الدولة. أما الزعيم النازي أدولف هتلر فقد قال في كتابه "كفاحي"، إن "الشرط الأول والأساس للنجاح هو الاستخدام الدائم والممنهج للعنف". وبالمثل، تبنى بينيتو موسوليني الزعيم الإيطالي - سواءٌ في بداياته كاشتراكي أو بعد تحوله لاحقاً إلى الفاشية - العنف السياسي كأداة لا غنى عنها. وقد دأب المتطرفون على شيطنة خصومهم، والإصرار على الرد بالعنف مبررين ذلك بأية وسيلة. لذا، لا جديد فعلياً في تصاعد العنف السياسي الذي بات جزءاً معتاداً وأكثر تجذراً في الحياة الأميركية. وعلى رغم أن قسماً كبيراً منه يستهدف "الديمقراطيين"، فإن "الجمهوريين" أنفسهم لم يكونوا بمنأى عنه. فقد شهدت حملة الانتخابات الرئاسية لعام 2024 محاولتي اغتيال استهدفتا دونالد ترمب، كذلك تعرض السياسي ستيف سكاليس الذي يتولى اليوم زعامة الأغلبية "الجمهورية" في مجلس النواب، لإطلاق نار أثناء مباراة بيسبول عام 2017. جديرٌ بالملاحظة أن ما يُعرف بـ"غرف الصدى" على وسائل التواصل الاجتماعي" [حيث تعرض الخوارزميات للمستخدمين آراء متشابهة فلا يسمعون سوى "صدى" أفكارهم]، إلى جانب سهولة الحصول على السلاح، يشكلان بيئة خصبة تستقطب طيفاً واسعاً من المهمشين وأصحاب نظريات المؤامرة والمتطرفين ذوي النزعات الألفية. لكن وفق أي مقياس موضوعي، يبقى العنف السياسي في جوهره عنفاً مضاداً للثورة، وفي الوقت الراهن، من الواضح أن هذا النمط من العنف تغذيه خطابات حركة "ماغا"، من خلال تجريد الضحايا من إنسانيتهم ​​والسخرية منهم. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) في ولاية مينيسوتا، أقدم مسلح مؤيد لدونالد ترمب ومعارض للإجهاض، بعدما تنكر في زي شرطي، على قتل ميليسا هورتمان الرئيسة السابقة لـ"مجلس نواب مينيسوتا" Minnesota House of Representatives، وزوجها مارك، بدم بارد. وأطلق المهاجم نفسه 17 رصاصة على السنياتور الديمقراطي جون هوفمان وزوجته إيفيت، لكنهما نجوَا بأعجوبة. وقد حدث ذلك في ولاية يُطلق عليها تاريخياً لقب "مينيسوتا اللطيفة". وسارع أنصار حركة "ماغا" على الفور إلى توجيه اللوم نحو "الليبراليين". فقد نشر العضو في "مجلس الشيوخ" عن ولاية يوتا السيناتور مايك لي، صوراً للمسلح مع تعليق جاء فيه: "هذا ما يحدث عندما لا يحصل الماركسيون على مبغاهم". وفي جملة واحدة قصيرة، روج السيناتور لي لمغالطتين: الأولى، أن القاتل كان معارضاً سياسياً لحركة "ماغا" ولم يكن مؤيداً لترمب، والثانية، أن المصدر الحقيقي للعنف هو الماركسيون والماركسية. قد تكون لدى الولايات المتحدة مشكلات كثيرة، لكن التمسك بمبادئ كارل ماركس، أو حتى الإلمام بها، ليسا من بينها. أما المنشور الثاني للسيناتور "الجمهوري" لي: "كابوس في شارع والتز (نُشر في الأصل مع خطأ إملائي)"، فكان محاولة ساخرة وغريبة لإلقاء اللوم على حاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، وكأنه هو المسؤول عن حادثة إطلاق النار. مع مقتل شخصين وإصابة اثنين بجروح خطرة، وتيتم أطفال أصبحوا بلا والدين، وترويع مجتمع هادئ وتقدمي بفعل هذا العنف، جاء رد اليمين الأميركي بأن الليبراليين هم الذين يتحملون المسؤولية عن كل ما حدث. من هنا، لا داعي للاعتذار، أو حتى لإبداء التعاطف. فبالنسبة إلى هؤلاء، الأمر لا يستحق الاهتمام. صحيح أن ترمب قال في البداية إنه لا مكان للعنف السياسي، لكنه سرعان ما خصص وقتاً ليؤكد أنه لن يتصل بحاكم ولاية مينيسوتا تيم والز، لمناقشة ما جرى، لأنه - على حد تعبيره - شخص "فوضوي"، "يفتقر إلى الكفاءة"، وهو "حاكمٌ سيئ". في منطق ترمب، لا مكان للتعاطف. وحده العداء السياسي يعلو على كل اعتبار. وقبل أسبوعين فقط، تعرض السيناتور "الديمقراطي" أليكس باديلا للطرح أرضاً والاعتداء الجسدي، على يد عناصر تابعين لوزيرة الأمن الداخلي الأميركية كريستي نويم، وذلك لتجرئه على محاولة التحدث خلال مؤتمر صحافي في ولاية كاليفورنيا. وكان عناصر الحماية يدركون تماماً أنه سيناتور أميركي، فقد عرف عن نفسه مرات عدة. وعلى رغم توثيق الحادثة بالفيديو، فإن إدارة ترمب لجأت ببساطة إلى الكذب. ونُقل عن الرئيس الأميركي قوله إن باديلا - وهو نجل مهاجرَيْن مكسيكيين عملا في وظائف متواضعة ليتمكنا من إرساله للدراسة في "معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا" - "يبدو وكأنه مهاجر غير شرعي". اللافت أنه من بين 53 سيناتوراً "جمهورياً" في "مجلس الشيوخ"، لم يُعرب سوى اثنين من زملاء باديلا عن رفضهم لما جرى، فيما آثر الباقون الصمت. ولم تكن تلك حادثة منعزلة. ففي مايو (أيار) الماضي، اعتُقل عمدة نيوارك راس باراكا، ووُجهت إلى النائبة لامونيكا ماكيفر تهمة الاعتداء الجنائي على عناصر "إدارة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك" وعرقلة عملهم. وفي الأسبوع الماضي فقط، تعرض براد لاندر المراقب المالي في مدينة نيويورك، للضرب والاعتقال على يد عناصر الوكالة نفسها، لمجرد مطالبته برؤية مذكرة توقيف. يُشار إلى أن جميع هؤلاء هم من "الديمقراطيين"، وثلاثة منهم من ذوي البشرة الملونة. عام 2022، عندما جرى اقتحام منزل رئيسة "مجلس النواب" آنذاك نانسي بيلوسي في محاولة لاغتيالها (لكنها لم تكن في المنزل) - أصيب زوجها الثمانيني بول بيلوسي بكسر في الجمجمة جراء ضربة بمطرقة. في البداية انتشرت شائعة لا أساس لها من الصحة في أوساط حركة "ماغا"، مفادها أن الحادثة نتجت عن لقاء مثلي انتهى على نحو عنيف، قبل أن تتحول القصة برمتها إلى مادة للسخرية. في المقابل، تحول ترمب إلى كوميدي ساخر، قائلاً: "سنواجه نانسي بيلوسي المجنونة، التي دمرت سان فرانسيسكو - كيف حال زوجها، هل يعلم أحد؟". ولم يتوقف عند هذا الحد، بل أضاف: "هي تعارض بناء جدار على حدودنا، على رغم أن لديها جداراً حول منزلها - ويبدو واضحاً أنه لم يجدِ نفعاً كما ينبغي". دونالد ترمب الابن - النسخة المصغرة عن والده - انضم إلى موجة السخرية، معيداً نشر صورة تظهر مطرقة وملابس داخلية وُصفت بأنها: "زي بول بيلوسي في عيد الهالوين". طبعاً خلال أحداث السادس من يناير (كانون الثاني) الماضي، حين اقتحم آلاف الأشخاص مبنى الكابيتول، وهتف بعضهم مطالباً بإعدام نائب ترمب آنذاك مايك بنس، بينما اقتحم آخرون مكتب نانسي بيلوسي، بدا كل ذلك وكأنه جزءٌ طبيعي من المشهد. لساعات طويلة، امتنع ترمب عن التدخل لوقف الهجوم، بل نُقل عنه تلميحه إلى أن بنس ربما يستحق الشنق بالفعل. وحين عاد إلى السلطة، أصدر عفواً عاماً من دون تمييز، عن أكثر من 1000 شخص من مقتحمي الكابيتول، بمن فيهم الذين تورطوا بأعمال عنف، واعتدوا على أكثر من 1000 عنصر من الشرطة، وتسببوا بسقوط عدد من القتلى. في نظر ترمب، هؤلاء هم الوطنيون الحقيقيون. تم تغليف العنف السياسي ضد الأعداء المتصورين بروح ساخرة - في مسعى إلى إقناع الناس بأنه لا داعي للقلق في شأن هؤلاء الضحايا، ولا على ما يجري في شوارع الولايات المتحدة أو داخل مؤسساتها الفيدرالية. مع ذلك، يبقى الخطاب غير المسؤول الذي يحرض على العنف، أمراً مرفوضاً أياً كان مصدره على امتداد الطيف السياسي. وعلى عكس الاحتجاج السلمي، فإن هذا النوع من الخطاب لا يندرج ضمن حرية التعبير - بل يُعد جريمة صريحة. أما إلقاءُ اللوم على ضحايا العنف السياسي، أو التقليل من معاناتهم، أو التغاضي عن محاولات تطبيع الاستبداد من خلال تعويد الناس على تقبل مشاهد القمع، فجميعها ممارسات لا تقل خطورة، وتستدعي القلق بالمقدار نفسه. إنها ببساطة ممارسات خاطئة، ولا شيء فيها يدعو إلى الضحك. إيريك لويس هو محامٍ في مجال حقوق الإنسان وعضو في مجلس إدارة صحيفة "اندبندنت"

معلومات عن ضبط 7 ملايين دولار في مطار بيروت
معلومات عن ضبط 7 ملايين دولار في مطار بيروت

Independent عربية

timeمنذ 6 ساعات

  • Independent عربية

معلومات عن ضبط 7 ملايين دولار في مطار بيروت

ضبطت السلطات اللبنانية 7 ملايين دولار في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت، بحسب ما ذكرت مصادر خاصة لقناة "الحدث". وأفادت المصادر بأن "الأموال المهربة ضبطت بحقائب سفر على متن طائرة آتية من دولة أفريقية إلى لبنان"، مضيفة أن "أصحاب الحقائب التي تحوي الأموال المهربة من بلدة في جنوب لبنان". وتابعت أن مكتب الجرائم المالية كلف متابعة "الأموال المضبوطة" في مطار بيروت، بينما أشارت القناة إلى أن حاكم "مصرف لبنان" كريم سعيد أمر بوضع المبلغ المصادر في خزنة داخل البنك المركزي ووجه بمتابعة التحقيقات. مصادر الحدث: ضبط 7 مليون دولار في مطار رفيق الحريري الدولي ببيروت الأموال المهربة ضبطت بحقائب سفر على متن طائرة قادمة من دولة أفريقية إلى لبنان أصحاب الحقائب التي تحتوي على الأموال المهربة من بلدة في جنوب لبنان تكليف مكتب الجرائم المالية بمتابعة "الأموال… — ا لـحـدث (@AlHadath) June 28, 2025 يذكر أن صحيفة "وول ستريت جورنال" أشارت في بداية العام الحالي إلى أن إسرائيل حذرت اللجنة المسؤولة عن الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان من أن إيران تمول "حزب الله" بواسطة حقائب سفر مملوءة بالدولارات النقدية تصل إلى مطار بيروت الدولي. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) ونقلت الصحيفة عن مسؤول دفاع أميركي وأشخاص مطلعين على الشكوى الإسرائيلية قولهم إن تل أبيب اشتكت للجنة وصول مبعوثين ودبلوماسيين إيرانيين إلى مطار بيروت الدولي وفي حوزتهم حقائب مليئة بالدولارات النقدية. وزعمت إسرائيل أن إيران تتعامل مع مواطنين أتراك لتهريب الأموال من إسطنبول إلى بيروت جواً. وأفادت "وول ستريت جورنال" نقلاً عن مسؤول دفاع أميركي تحدث نيابة عن لجنة الإشراف على اتفاق وقف إطلاق النار التي تقودها واشنطن وتضم ممثلين عن أميركا وفرنسا وإسرائيل ولبنان وقوات الـ"يونيفيل" الأممية، بأن اللجنة نقلت الشكوى الإسرائيلية إلى الحكومة اللبنانية. وأضافت الصحيفة أن مسؤولين في الدول المشاركة في اللجنة قالوا إنهم على علم باستخدام إيران لمطار بيروت لتهريب الأموال لـ"حزب الله" وإنهم يعتقدون بأن المزاعم الإسرائيلية ذات صدقية.

ستارمر يعتذر من "جزيرة الغرباء" في وصف الهجرة
ستارمر يعتذر من "جزيرة الغرباء" في وصف الهجرة

Independent عربية

timeمنذ 9 ساعات

  • Independent عربية

ستارمر يعتذر من "جزيرة الغرباء" في وصف الهجرة

يشعر رئيس الوزراء كير ستارمر بـ"الأسف الشديد" بعد خطاب ألقاه في مايو (أيار) الماضي، وقال ضمنه إن المملكة المتحدة تواجه خطر التحول إلى "جزيرة من الغرباء" في حال فشل السيطرة على الحدود ومنع تدفق المهاجرين غير الشرعيين. وخلال مقابلة مع صحيفة "ذا أوبزرفر" قال ستارمر إنه كان يجب أن يقرأ الخطاب بعناية أكبر لعله تجنب استخدام مصطلح "جزيرة الغرباء" الذي وضع رئيس الوزراء محط انتقاد شديد شعبياً وحزبياً بسبب مقارنته بكلمة ألقاها إينوك باول عام 1968. تعبير ستارمر شابه خطاب "أنهار الدم" الشهير الذي ألقاه الوزير المحافظ إينوك باول عام 1968، وقال خلاله إن السكان البيض في بريطانيا سيكونون "غرباء في بلدهم"، ويعرف عن باول يمينيته الشديدة التي تمثل اتجاهاً مختلفاً عن حزب العمال. اعترف رئيس الوزراء بأنه "نادم جداً" على استخدام التعبير الذي ورد ضمن خطاب باول، وقال إنه كان أمراً خاطئاً لكنه لم يكُن يعرف بماضي المصطلح وكذلك القائمون على كتابة خطاباته، فهو فقط أراد وصفاً يعبر عن ضرر الهجرة غير المنضبطة. وبعد الخطاب قال المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء إن "ستارمر يتحمل مسؤولية كلامه، بما في ذلك القول إن الهجرة ألحقت أضراراً كبيرة بالاقتصاد البريطاني"، لكن ذلك لم يمنع تحليل الخطاب من زوايا عدة ومختلفة إعلامياً في الأقل. وثمة من يرى أن ستارمر أراد التودد لليمين البريطاني، واحتواء هؤلاء الذين ينتقدون إخفاق سياسات الهجرة الحكومية خلال الأعوام الماضية، وحتى عجز حكومته عن إيقاف "مهاجري القوارب" بعد مرور عام على وصولها إلى السلطة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأرقام المهاجرين عبر البحر شكلت للحكومة حرجاً كبيراً أخيراً بعدما تبين أنها وصلت إلى مستويات قياسية وبلغت خلال الأشهر الخمسة الأولى عام 2025 نحو 15 ألف لاجئ بزيادة 42 في المئة مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي. وفي يوم واحد نهاية مايو (أيار) الماضي وصل إلى البلاد نحو ألفي لاجئ على ظهر 20 مركباً أبحروا على مرأى ومسمع الشرطة الفرنسية، فانتقد النائب اليميني وزعيم حزب "ريفورم" نايجل فاراج، فشل سياسة الحكومة في ضبط الحدود. وخطابات فاراج في البرلمان تتردد أصداؤها طويلاً وسط الشارع البريطاني، وباتت انتقاداته تؤثر في الحكومة لأنه يزداد شعبية، واتسعت قاعدة حزبه حتى بات ثاني أكبر الأحزاب في بريطانيا (230 ألفاً) بعدد الأعضاء بعد "العمال". وتقول الاستطلاعات إن "ريفورم" قد يكسب الانتخابات العامة لو جرت اليوم، وخشية ستارمر وحزبه من هذه المعطيات تدفع الحكومة باتجاه التشدد في ملف الهجرة، لكن جميع محاولات ضبطها حتى اليوم لم تجدِ نفعاً والأرقام في ازدياد. وآخر المحاولات البريطانية في وقف "هجرة القوارب" تتمثل في توقيع اتفاق مع باريس يتيح لهم إعادة لاجئ واحد ممن يصلوا إلى منطقة فرنسية بعيدة من الشواطئ، في مقابل قبول دخول واحد يمكن أن ينضم إلى عائلته في المملكة المتحدة. لم يبرم الاتفاق بعد وهناك خمس دول في الاتحاد الأوروبي من بينها اليونان ومالطا وقبرص، أرسلت إلى بروكسل تعترض على تطبيقه لأنه يفتح الباب أمام فرنسا لإعادة المهاجرين الوافدين من أراضيها، لكن الأمل في إنجازه قائم ويتوقع إعلانه خلال زيارة الدولة التي يجريها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لندن الشهر المقبل. إضافة إلى هذا الاتفاق تأمل الحكومة البريطانية في أن تبدأ باريس قريباً بتنفيذ تشريع يسمح للشرطة الفرنسية بإجراء دوريات بعمق 300 متر داخل المياه كي تتمكن من منع القوارب الصغيرة من الإبحار إلى الشواطئ الإنجليزية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store