logo
الزلزال الذي أطلقه أبو عبيدة

الزلزال الذي أطلقه أبو عبيدة

الجزيرة١٩-٠٧-٢٠٢٥
لم يكن خطاب أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس معهودًا ولا مألوفًا. فالخطاب المتلفز أمس الجمعة 18- 7-2025، رمى بأحجار ضخمة في البركة الراكدة لأمة تعد ربع ساكنة الكوكب الأرضي.
كما أنه كشف في الوقت نفسه عمق الجرح النازف لأهالي غزة والمقاومين الذين تركوا وحدهم في معركة قاربت إتمام عامها الثاني وتكالب فيها الغرب الاستعماري، وقدم بسخاء كل صنوف الدعم والإسناد لإبادة شعب محاصر، يطلب حريته واستقلاله ووقف بصمود أسطوري في مواجهة قصف الطائرات والدبابات التي دكت غزة وسوّتها بالأرض.
فالخطاب بمضمونه ولهجته العالية، شكل لحظة فارقة في مسار الصراع مع الاحتلال، وخاصة في ظل الإنجازات النوعية التي حققتها المقاومة إثر استهدافها عددًا من جنود جيش الاحتلال ومحاولة أسر آخرين.
وهو ما أكَّدته العملية الأخيرة حين سيطر أحد المقاومين على سلاح أحد الجنود، ولولا تعقيدات الميدان لكانت المقاومة أضافت إلى سجلها، إنجازًا عسكريًا، يرفع منسوب الرعب، ويؤدي إلى حالة انهيار نفسي لجنود الاحتلال.
في هذا المقال، سنستعرض دلالات خطاب أبو عبيدة والرسائل التي وجهها، وأثر ذلك على مسار التفاوض والمواجهة.
من البداية عمد أبو عبيدة إلى وضع المحتل في الدائرة الضيقة وحمله المسؤولية الكاملة في إفشال المفاوضات وتبادل الأسرى.
فالاحتلال هو من "نقض العهود وانقلب على الاتفاق المبرم مع المقاومة"، وأبو عبيدة يسعى بذلك إلى توسيع أزمة نتنياهو مع عوائل الأسرى، ومع جزء كبير من الرأي العام الإسرائيلي الذي يضغط لإنهاء الحرب، وعودة الأسرى وحتى بيت نتنياهو الداخلي بدا متصدعًا، وقد ينسحب منه حليفه سموتريتش الذي لا يتوقف عن التلويح بذلك بمناسبة وبغيرها.
فأبو عبيدة يريد وقفًا شاملًا للعدوان على شعب غزة، لكنه يمسك بيده ورقة استمرار المقاومة وبسالتها في مواجهة الاحتلال، وفي ذلك إرباك لنتنياهو وعصابته المجرمة التي روَّجت كذبًا أن المقاومة شارفت على نهايتها.
فالخطاب كان قويًا وهجوميًا على العدو الذي لم يعد لديه أهداف واضحة اللهم إلا الاستمرار في قتل الأبرياء من الأطفال والنساء. كما أن قوة الخطاب لم تكن مفصولة عن قوة الميدان.
وتهديد أبو عبيدة بأسر جنود من جيش العدو الصهيوني، بات أعلى من ممكن، خاصة في ظل الاشتباك المباشر والسيطرة الكلية لمقاوم على جندي إسرائيلي ونزع سلاحه، ولو كانت الظروف سانحة، لكان لدى المقاومة أسرى من ساحة المواجهة.
فأبو عبيدة يضغط بقوة على جرح نتنياهو الذي أخل بالاتفاق. فحصيلة أربعة شهور "مئات الجنود قتلى وجرحى وآلاف المصابين بأمراض نفسية وصدمات" فالاحتلال كلما مرت عليه الأيام في مستنقع غزة، غرق أكثر في رمالها المتحركة، وازداد انكشافًا أمام مقاومة شرعية، استطاعت حشد الرأي العام العالمي لصالح عدالة قضيتها، وتمكنت من كسب المعركة حتى قبل أن تضع أوزارها.
كما ركز الخطاب على تعزيز مفهوم الاستنزاف عبر العمليات النوعية، ورفع سقف المعركة إلى التهديد بأسر جنود كوسيلة تكتيكية لممارسة الضغط من أجل انتزاع وقف فوري للعدوان من طرف المفاوض الفلسطيني.
الرسالة الثانية: مأساة غزة في خذلان أمتها
لم يكن أبو عبيدة ملزمًا بانتقاء كلماته حينما توجه إلى الأمة العربية والإسلامية. فالخطاب كان مباشرًا وشديدًا بحجم الندوب التي خلفها العدوان على غزة الجريحة. فـ "الأنظمة وقوى أمتنا يتفرجون على أشقائهم يقتلون ويجوعون ويمنعون من الماء والدواء" و"رقاب قادة الأمة الإسلامية ونخبها وعلمائها مثقلة بدماء الأبرياء ممن خذلوا بصمتهم".
والحقيقة أنه ليس هناك من تفسير لهذا العجز البنيوي الذي يشل حركة أمة واسعة بزعمائها ونخبها وعلمائها، استطاعت طوال 561 يومًا، الاحتفاظ بصمتها وسلبيتها وتخاذلها أمام شعب يذبح على مرأى ومسمع العالم.
فالمقاومة والشعب الفلسطيني لا يستطيعون السكوت عن مستوى الإذلال والهوان الذي تسبح فيه الأمتان العربية والإسلامية، والحال أن كل هذا القهر والظلم الممارس على الفلسطينيين، إنما مصدره التفريط والتحلل من كل الالتزامات العربية والقومية تجاه فلسطين.
وصدق أبو عبيدة حينما أشار في معرض خطابه إلى أن الاحتلال ما كان له أن يرتكب كل هذه الجرائم والإبادة الجماعية "إلا وقد أمن العقوبة وضمن الصمت واشترى الخذلان". والواقع أن الوضع العربي والإسلامي يزداد سوءًا ويستمر في انحداره بما يجعلنا في ذيل الأمم والأقوام.
فلا أحد معفى من مسؤولية الدم النازف في غزة، وهو يعلم كما يعلم كثيرون أن الأمة بإمكانها وقف العدوان، وباستطاعتها أن تنتصر للمكلومين من النساء والشيوخ والأطفال الذين يسقطون بالرصاص، كما يسقطون من شدة الجوع.
والفلسطينيون الذين استغاثوا بأشقائهم، لم يطلبوا منهم تحريك الجيوش للقتال معهم وإن كان هذا حقهم وواجب على أمتنا ولكن أين نحن اليوم من اتفاقية الدفاع المشترك التي صارت نسيًا منسيًا. فأهل غزة طلبوا كسر الحصار وتمكينهم من الحد الأدنى الذي يبقيهم أحياء، قادرين على الصمود والدفاع عن الأرض والعرض.
الرسالة الثالثة: المجتمع الدولي منحاز
الواضح أن المجتمع الدولي منحاز إلى كيان الإجرام والولايات المتحدة على رأسه توفر الحماية والسلاح الذي يقتل به الأبرياء. كذلك دول غربية كثيرة، تعلن دعمها للاحتلال وتدوس بأقدامها على قواعد القانون الدولي الإنساني وقيم العدالة والإنصاف.
والخطير أن ترامب لم يجد مانعًا في دفع أهل غزة نحو هجرة قسرية مخالفة للقانون وتندرج ضمن جرائم الحرب. فنحن نشهد اليوم، إفلاس النظام الليبرالي الذي أنتج جشعًا وظلمًا وعدوانًا على الشعوب المضطهدة، وعلى رأسها الشعب الفلسطيني الذي تجاوزت محنته، قرنًا من الزمان.
لا يبدو في الأفق القريب أن معاناة الإنسان المقهور باتت تقترب من نهايتها. فالعالم الذي تسيطر عليه الولايات المتحدة لا يزال متعثرًا في سيره نحو إنهاء هيمنة، أضرت كثيرًا بتوازناته وعدالة أركانه.
الرسالة الرابعة: على شعوب الأمة بذل كل ما تستطيع
يحار المرء حين يتابع المسيرات والمظاهرات الضخمة التي انطلقت في أغلب العواصم العالمية ويتابع بكثير من الاحترام والتقدير مفكرين ونوابًا برلمانيين وإعلاميين من أوساط غربية، وانخراطهم المبدئي والإنساني مع غزة.
وواضح جدًا أن حركة التضامن التي انطلقت من الغرب فاقت بكثير الفعاليات في العالمين العربي والإسلامي. من هذه الحقيقة الساطعة جاء خطاب أبو عبيدة للشعوب لمضاعفة جهودها والانخراط بقوة في مختلف الفعاليات؛ من أجل كسر الحصار، وفتح المعابر، وإدخال المساعدات.
حتى العملاء خصهم أبو عبيدة في خطابه بنداء. فكيان الاحتلال يستثمر في الحروب والمآسي لخلق الفتن وبث الانقسامات. فاعتماد الاحتلال على العملاء في فلسطين، يكاد، يكون ظاهرة قديمة.
والرسالة التي وجهها أبو عبيدة لهؤلاء، لم توجه اللوم لمن باعوا أنفسهم للمحتل الغاصب وإنما فتحت أمامهم باب التوبة والعودة إلى حضن الوطن قبل فوات الأوان.
والمقاومة معنية بقطع الطريق على المحتل حتى لا يجد مدخلًا إلى أبناء الشعب الفلسطيني. والرهان على حجم التضحيات والدماء التي سالت بغزارة، والوعي الذي عبر عنه الأهالي، قد يكون ذلك حافزًا لهم للقفز من مركب الاحتلال والالتحام مع الشعب في معركة الكرامة والحرية.
على سبيل الختم
لم يكن خطاب أبو عبيدة خطابًا عاديًا وإنما أحدث بلغته ومصطلحاته المنتقاة بعناية، رجة مدوية في ضمير أمتنا وأحرار العالم. فهل سيلقى الخطاب ردًا من دوائر القرار العربي والإسلامي؟ وهل سنرى في القريب قرارات تنصف غزة وأهلها الصابرين؟
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تقاطعه أميركا.. اعترافات مرتقبة بدولة فلسطين في مؤتمر بنيويورك
تقاطعه أميركا.. اعترافات مرتقبة بدولة فلسطين في مؤتمر بنيويورك

الجزيرة

timeمنذ 26 دقائق

  • الجزيرة

تقاطعه أميركا.. اعترافات مرتقبة بدولة فلسطين في مؤتمر بنيويورك

واشنطن- في مسعى جديد لإعادة إحياء حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي تستضيف الأمم المتحدة المؤتمر الدولي رفيع المستوى للتسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتطبيق حل الدولتين برئاسة فرنسا والسعودية في نيويورك، بهدف وضع خارطة طريق تؤدي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة تعيش بسلام بجوار إسرائيل. ويأتي المؤتمر وسط توقعات بخطوات غير مسبوقة من بعض الدول الأوروبية للاعتراف الرسمي بدولة فلسطين، في حين أعلنت الولايات المتحدة وإسرائيل مقاطعة الحدث واعتراضهما العلني على مخرجاته المرتقبة. وكان من المقرر عقد هذا المؤتمر الدولي منتصف يونيو/حزيران الماضي بمشاركة قادة عالميين، بينهم الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ، لكن التصعيد العسكري بين إيران وإسرائيل آنذاك حال دون ذلك. وتم تحديد موعد جديد يومي 28 و29 يوليو/تموز الجاري لانطلاق الاجتماعات التحضيرية في نيويورك على مستوى وزراء الخارجية، تمهيدا لقمة أوسع على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول المقبل، وسط ترقب لتحول دولي قد تعيد معه بعض العواصم الغربية صياغة موقفها من الدولة الفلسطينية. يهدف المؤتمر إلى إحياء عملية السلام المتعثرة ووضع أسس واقعية لتحقيق حل الدولتين بعد سنوات من الجمود، وقال الرئيس الفرنسي ماكرون إن هدف المؤتمر هو "إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح تعترف بوجود إسرائيل وأمنها". وتم لهذا الغرض تشكيل 8 مجموعات عمل لصياغة مقترحات تفصيلية في مختلف الملفات، وبينها تثبيت وقف دائم لإطلاق النار في غزة ، وتأمين إطلاق سراح المحتجزين، وبدء إعادة إعمار القطاع المحاصر، إلى جانب إصلاح مؤسسات السلطة الفلسطينية. وتشمل أجندة المؤتمر أيضا بحث سبل تحقيق التنمية الاقتصادية للدولة الفلسطينية وضمان احترام القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة. وقد وصف السفير الفلسطيني لدى الأمم المتحدة رياض منصور الاجتماع بأنه "فرصة فريدة لتحويل القانون والإجماع الدوليين إلى خطة واقعية، ولإظهار العزم على إنهاء الاحتلال وحل النزاع بشكل نهائي". سقف توقعات منخفض ورغم الآمال الكبيرة فإن دبلوماسيين خفضوا سقف التوقعات بشأن ما سيحققه المؤتمر فعليا، فبعد أن كانت بعض الأطراف تأمل إعلان دولي جماعي للاعتراف بدولة فلسطين خلال الاجتماع تراجعت تلك الطموحات نحو التركيز على خطوات مرحلية نحو الاعتراف بدلا من إعلانات فورية. ويرى مراقبون أن تحقيق اعترافات جديدة سيظل مرهونا بتقدم إجراءات بناء الثقة بين طرفي النزاع، بما في ذلك التوصل إلى هدنة دائمة في غزة وتحسين الأوضاع الإنسانية، والتزام الجانب الفلسطيني بترتيبات أمنية تضمن أمن إسرائيل. ومع ذلك، يبقى أحد أهم أهداف المؤتمر المعلنة هو زيادة عدد الدول المعترفة بفلسطين على الصعيد الدولي، إذ تشير تقارير إلى أن أكثر من 140 دولة -من أصل 193 عضوة بالأمم المتحدة- تعترف حاليا بدولة فلسطين، في حين لا تزال دول غربية كبرى -مثل بريطانيا وألمانيا والولايات المتحدة- ترفض الإقدام على هذه الخطوة حتى الآن. قوبلت الجهود الأممية لتنظيم المؤتمر برفض قاطع من الولايات المتحدة التي أعلنت رسميا مقاطعتها الحدث وعدم مشاركة أي ممثل عنها في جلساته، معتبرة أن المؤتمر "يقوض المساعي الجارية لإنهاء الحرب في غزة". وأفادت تقارير بأن الإدارة الأميركية وجهت رسائل دبلوماسية تحذيرية إلى عدد من العواصم تحثها على عدم الحضور، ولوحت بعواقب دبلوماسية بحق الدول التي تقدم على "خطوات مناهضة لإسرائيل". وفي السياق ذاته، شن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو هجوما لاذعا على فرنسا، واصفا إعلانها المرتقب للاعتراف بفلسطين بأنه "خطوة متهورة تعرقل جهود السلام وتخدم الدعاية لحماس"، وأكد عبر منصة إكس أن "واشنطن ترفض بشدة هذه الخطوة". كما صرح السفير الأميركي لدى إسرائيل مايك هاكابي بأن "إقامة دولة فلسطينية لم تعد هدفا حقيقيا للسياسة الخارجية الأميركية"، في انعكاس واضح لتحول في مواقف إدارة ترامب الثانية وتبنيها نهجا أقرب إلى مواقف اليمين الإسرائيلي المتشدد. من جهتها، أعلنت إسرائيل مقاطعة المؤتمر، معتبرة أنه "يتجاهل قضية الرهائن ويمنح شرعية ل حماس". ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب للمحكمة الجنائية الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة مساعي الاعتراف الأوروبي بأنها "مكافأة للإرهاب وتكرار لخطأ غزة"، محذرا من أن إقامة دولة فلسطينية في الوقت الراهن ستشكل "منصة لإبادة إسرائيل". اعترافات أوروبية مرتقبة وحظي المؤتمر بزخم إضافي بعد إعلان ماكرون مؤخرا أن فرنسا قررت الاعتراف رسميا بدولة فلسطين خلال جلسات الجمعية العامة في سبتمبر/أيلول، ويستعد ماكرون ليصبح أول زعيم لدولة مجموعة السبع يقدم على مثل هذه الخطوة التي توصف بـ"التاريخية". وتنسجم الخطوة مع توجه أوروبي آخذ في التصاعد نحو الاعتراف بالدولة الفلسطينية، فخلال عام 2024 اعترفت كل من أيرلندا والنرويج وإسبانيا رسميا بدولة فلسطين. ورغم تحفظ دول غربية أخرى نافذة فإن محللين يرون أن تصاعد العنف في غزة وتدهور الأوضاع الإنسانية وتوسع الاستيطان الإسرائيلي غيّر قناعات كثيرين في أوروبا بأن حكومة إسرائيل الحالية لا تعتزم فعليا إنهاء الاحتلال، مما يدفع هؤلاء إلى اعتبار الاعتراف الأحادي بفلسطين "ورقة ضغط" ممكنة لتغيير حسابات تل أبيب. يذكر أن فرنسا تؤكد أن اعترافها المرتقب سيتم فقط بدولة فلسطينية لا تشمل قيادات حركة المقاومة الإسلامية، وهو الشرط نفسه الذي تضعه بريطانيا أيضا. وقد رحبت القيادة الفلسطينية بهذه التحركات، واعتبرتها انتصارا للحق الفلسطيني وخطوة تعزز فرص السلام، حيث أشاد الرئيس محمود عباس بما سماه "قرارا شجاعا يسهم في إرساء أسس السلام العادل على أساس حل الدولتين".

قصص مجوّعي غزة.. محمد جميل حجي
قصص مجوّعي غزة.. محمد جميل حجي

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

قصص مجوّعي غزة.. محمد جميل حجي

يقول الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش إن الوضع في قطاع غزة يكشف أن النظام الإنساني العالمي يلفظ أنفاسه الأخيرة. وتعكس شهادات تلقتها الجزيرة من القطاع الفلسطيني هذا الأسبوع جانبا من هذا الوضع، حيث حالة من البؤس والحرمان والخذلان يعيشها السكان في ظل استمرار العدوان الذي لم يقتصر على القتل والتدمير وإنما امتد أيضا إلى التجويع. محمد جميل حجي مواطن غزي تعرض للإصابة جراء القصف الإسرائيلي وخضع لعمليات جراحية لاستخراج شظايا من بطنه، كما تعرض لإصابة في قدمه، ومع ذلك فهو يشكو من مرور 20 يوما لم يحصل فيها على ما يحتاجه الإنسان من طعام وشراب. مأساة حجي تكفي وحدها لشرح جزء كبير من الواقع في غزة في ظل تجبر الاحتلال وصمت العالم، فهو مصاب وزوجته مريضة وكذلك أحد أبنائه ولا يجدون الطعام ناهيك عن الغذاء.

ستارمر يعتزم الضغط على ترامب لوقف إطلاق النار في غزة
ستارمر يعتزم الضغط على ترامب لوقف إطلاق النار في غزة

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ستارمر يعتزم الضغط على ترامب لوقف إطلاق النار في غزة

قالت الحكومة البريطانية إن رئيس الوزراء كير ستارمر سيضغط على الرئيس الأميركي دونالد ترامب في قضيتي غزة والاتفاق التجاري خلال لقائهما المرتقب، اليوم الاثنين، في أسكتلندا. وحسب بيان صادر عن داونينغ ستريت أمس، فإن ستارمر يتعزم الضغط على ترامب "لإنهاء المعاناة التي لا توصف" في غزة، وأيضا فيما يخص المحادثات التجارية، وذلك خلال اللقاء المقرر بين الزعيمين اليوم في منتجع الغولف الخاص بالرئيس الأميركي في اليوم الثالث من زيارته مسقط رأس والدته. وأفاد البيان بأنه من المتوقع أن يضغط ستارمر على ترامب لحضه على إحياء مفاوضات وقف إطلاق النار المتعثرة بين إسرائيل و حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة، مع تفاقم أزمة الجوع في القطاع الفلسطيني المحاصر. وينعقد الاجتماع في تيرنبري في جنوب غرب أسكتلندا بينما أعربت دول أوروبية عن قلقها المتزايد إزاء الوضع في غزة، وفي الوقت الذي يواجه فيه ستارمر ضغوطا داخلية لاتباع نهج فرنسا والاعتراف بدولة فلسطينية. كما ذكر البيان أنه من المتوقع أن يرحب ستارمر "بعمل إدارة الرئيس ترامب مع الشركاء في قطر ومصر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة". وأضاف البيان أن ستارمر "سيناقش مع ترامب بشكل أكبر ما يمكن فعله لضمان وقف إطلاق النار بشكل عاجل، وإنهاء المعاناة والمجاعة التي لا توصف في غزة، وإطلاق سراح الرهائن الذين تم احتجازهم بوحشية لفترة طويلة". وكان ستارمر قد دعم جهود الأردن والإمارات لإيصال مساعدات إلى غزة عن طرق إلقائها جوا. لكن مسؤولي الإغاثة الإنسانية يشككون في قدرة هذه المساعدات على إيصال ما يكفي من الغذاء بأمان لأكثر من مليوني نسمة في المنطقة. وقال البيان إن ستارمر وترامب سيناقشان أيضا "التقدم المحرز في تنفيذ اتفاقية التجارة بين بريطانيا والولايات المتحدة" التي تم توقيعها في الثامن من مايو/أيار وخفضت بموجبها الرسوم الجمركية على بعض الصادرات البريطانية ولكنها لم تدخل حيز التنفيذ بعد. إعلان وبنى الزعيمان علاقة جيدة على الساحة العالمية رغم خلفياتهما السياسية المختلفة، حيث أشاد ترامب بستارمر "لقيامه بعمل جيد للغاية" في منصبه قبل محادثاتهما اليوم الاثنين. ويأتي اللقاء بعد يوم من توصل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى اتفاق تاريخي لإنهاء المواجهة عبر الأطلسي بشأن الرسوم الجمركية وتجنب حرب تجارية شاملة. وبعد لقائهما، سينتقل الزعيمان إلى أبردين في شمال شرق أسكتلندا، حيث من المتوقع أن يفتتح الرئيس الأميركي رسميا ملعبا جديدا للغولف في منتجعه غدا الثلاثاء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store