
وكالة الصحافة المستقلة..والطريق الصحفي المهني المحترف
حامد شهاب
باحث إعلامي
في ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة نستذكر باعتزاز وتقدير كل الرايات الصحفية التي ارتقت برسالتها لتقدم خدمتها الصحفية من أجل خير الإنسانية وتقدمها ونهوضها، ونستذكر بإجلال تضحيات شهدائها من أجل أن تبقى الكلمة نبراسا يضيء طريق الأجيال الى غدها المشرق الوضاء.
ومن حسن حظ الصحافة العراقية في مرحلة ما بعد عام 2003 أن هناك توجها لتأسيس وكالات صحافة إخبارية وصحف ومجلات (مستقلة) لتعبر عن توجهات النظام السياسي الديمقراطي الجديد في الاستقلالية والحرفية والمهنية، بعد أن راح كل حزب أو حركة أو تيار سياسي يصدر له عددا من الصحف والمطبوعات التي تعبر عن وجهات نظر حزبه أو حركته أو تياره ، والترويج له بحسب ما يخدم توجهاته هو ، دون مراعاة لمنظومة القيم الصحفية والاجتماعية التي تعد الاستقلالية والمهنية والتعبير الأمثل عن آمال الجمهور العراقي وتطلعاته المشروعة بمختلف مكوناته وقواه السياسية واحدة من أسمى مهامها وتوجهاتها، ما استدعى مجموعة من المثقفين العراقيين والنخب العراقية أن تبحث في الاعوام الاولى ما بين 2005 و 2006 وما بعدها عن استعادة دورها بين هذا السيل الحزبي الدعائي الجارف لتؤسس لها وكالة صحفية مستقلة تعبر عن توجهات كل المجموعات العراقية ومنظومتها السياسية وتكون عراقية التوجه والمضامين والأهداف.
وقد اكتسبت تلك الفكرة اهتمام مثقفينا ونخبنا ومن يهتمون بالشأن الصحفي فتم تأسيس وكالة الصحافة المستقلة (إيبا IPA) لتدخل الساحة الصحفية بين عشرات الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية وقد دكت لها ركائز بعد تلك المسيرة المكللة النجاح .
وفي بيان لمؤسسي الوكالة جاء ' أن وكالة الصحافة المستقلة (independent press agency) بدأت مسيرة عملها لتساهم في ترسيخ المفاهيم الصحيحة لمهنة الصحافة بأنماط بارعة في مقدمتها الدقة والموضوعية والشفافية والنهج المستقل الذي اعتبرته عنوانا لالتزام دائم في ادائها المهني'.
ومما ورد في بيان ديباجة التأسيس أن 'وكالة الصحافة المستقلة' تنتمي الى العراق شعبا وأرضا وتاريخا وحضارة، ترمي لمدً انشطتها الى كل ميادين الحياة ، وتسعى الى ملاحقة الأحداث اليومية بصفاء وصدق ، كيما تجسد الحقيقة وتضعها في المكانة اللائقة ، وتبدد العتمة حتى تمتلأ القلوب والعقول بوهج الحياة المفعمة بالخير والنماء' .
ويضيف بيان التأسيس أنه ' لا سلطان على أداء الوكالة ومنهجها المستقل أو على نخبتها الصحفية المدركة، من أية جهة كانت.. لا تأثير الاَ لضمير ابنائها العاملين المؤمنين بشرف انتسابهم للعمل الصحفي، وتمسكهم بما ينص عليه دستور البلاد '.
ومن ثم يواصل البيان إشارته لها بالقول : 'ولقد انشأت الوكالة لتبقى وتتسع ، ويتعاظم دورها وتأثيرها ، ولتواكب احدث وسائل الوصول بالخبر والتقرير والتحليل والصورة الى كل الاصقاع'.
ويشير بيان المؤسسين الى أن 'وكالة الصحافة المستقلة تضع الآن أمام مختلف وسائل الاعلام أخبارها وتقاريرها لتكون في متناول أيديها، في هذه المرحلة من نشأتها الأولى، شريطة الاشارة اليها كمصدر أدى لها هذه الخدمة دون مقابل، لكن ' إيبا ' تكون خالية المسؤولية القانونية والاخلاقية اذا ما تعمد المستفيد من تقاريرها أو اخبارها اجراء تغييرات لا علاقة لها بالأصل ويستدل من هذه التغييرات وجود أغراض تهدف الى التشويه المتعمد والمقصود'.
ورأى المنضوين تحت لوائها انه ' في مرحلة لاحقة ستلجأ ' المستقلة '، تعزيزا لمكانتها المادية وتطويرا لأساليب انتشارها الى تقاضي الاشتراكات من المستفيدين من خدمتها ، كي تديم وجودها واستمرارها ، ولكي تظل خارج دائرة التأثيرات مهما كان شكلها وحجمها، ولتنأى بنفسها عن اي نفوذ يقودها الى ضياع تجربتها ومنهجها الموضوعي المستقل' .
ومما ورد في ديباجة بيانها التأسيسي أنها ' تريد أن تبقى طليقة اليدَ و الصوت في التعبير عن نهجها المهني، والمتمسك بخدمة ابناء الرافدين، بكل الطيف الذي تميزوا به على مرً العصور. لن تجامل أحدا على حساب الحقيقة المجردة. ولن تعبأ لهوى او ريح تحرفها عن مهنيتها وصدقيتها ، فقد اتفق مؤسسوها أن يترعرع هذا الوليد الجديد ويتطور بسواعدهم وامكاناتهم المادية المتواضعة ، ويسمو بواقع الحياة في كل جوانبها ، إتكالا على الله جلت قدرته ، وتشبثا بكتبه وسننه' '.
ويوضح المعنيون بتأسيسها ' أن (وكالة الصحافة المستقلة) التي أسستها صفوة من المثقفين والصحفيين والادباء في العراق، تحاول أن تختزل المسافات لتنجز أوسع الخطوات على طريق البناء غير التقليدي الذي اختارته لنفسها في خطاب لم تشأ أن يفصح عن كل أمنياتها وطموحاتها، قبل أن تؤسس لأرضية يتكامل فيها الجهد والمنهج' .
وما تزال (وكالة الصحافة المستقلة) تواصل درب مسيرتها الصحفية والإعلامية وفقا لبيان تأسيسها الأول ويدير رئاسة تحريرها حاليا الزميل والصحفي القدير الدكتور نزار عبد الغفار السامرائي، وقد حافظت على ثوابتها الصحفية والمهنية، لكنها بقيت بعيدة عن أحد أسس الصحافة الديمقراطية ألا وهي ( الإثارة ) المرغوبة إن صح التعبير، وهي تنشر أخبار العراق المهمة فقط حاليا وبعض التقارير عن أحداث العراق والمنطقة والاحداث الدولية المهمة، وراحت وكالات وموسوعات صحفية تنافسها في هذه المهنة ، لكنها ما تزال تواكب درب مسيرتها الصحفية المتزنة المعتدلة التي لا يشم منها الإنتماء لأية جهة سياسية ، وهي عراقية الهوى والقلب واللسان.
والدكتور نزار السامرائي بالإضافة الى كونه صحفيا محترفا يقوم بمهام تدريس طلبة قسم الإعلام في جامعة الإسراء ببغداد على أصول الصحافة وفنونها ، ويشارك بفعالية في المؤتمرات والندوات التي تقيمها كليات الإعلام ومراكز بحثية ، وله مسيرة مظفرة في تحليل المضمون وفي التوجهات السردية كونه يميل الى الإنتاج الروائي والقصصي وله منذ أيام شبابه الأولى إصدارات تعبر عن وجهات نظره عن السرد الروائي، وعضو اتحاد الكتاب والادباء، وهو يهتم ايضا بتحليل مضامين الخطاب الإعلامي العراقي ، ويحاول أن يركز هدفه على إيجاد (مشتركات) و(قواسم مشتركة) تخدم توجهات هذا الخطاب بعيدا عن التوجهات الحزبية والفئوية والطائفية التي مزقت النسيج الاجتماعي العراقي وأمعنت في تشتيت قواه باتجاهات لا تنسجم ومهمة الإعلام المهني العراقي المستقل في أن تكون التوجهات الصحفية والإعلامية مسايرة لرغبات وأماني وتطلعات الشعب العراقي في أن يرى له دولة مستقلة ونظاما سياسيا يتوافق مع تطلعاته في الحرية والديمقراطية والاستقلال الحقيقي وليس الصوري ، والذي لايزال التدخل الخارجي يرسم معالم تحركاته على أكثر من صعيد.
أمنياتنا لوكالة الصحافة المستقلة بالنجاح والتألق والتوفيق لها وللمشرف على إدارتها ورئاسة تحريرها الزميل العزيز الدكتور نزار عبد الغفار السامرائي (المغرق في الدفاع عن الاستقلالية الصحفية) والابتعاد عما يسميه بـ (الشخصنة) الى حدود كبيرة ، وهو الى حد ما يميل الى مسايرة (مذهب الحنابلة) في بعض التوجهات أزاء نشر نتاجات وتقارير ومتابعات زملائه في وكالته الصحفية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
١٧-٠٥-٢٠٢٥
- موقع كتابات
قمة بغداد … حفلة تنكرية على انقاض وطن
قمة بغداد… حفلة تنكرية على انقاض وطن بقلم …لمياء العامري بينما تتزين شوارع بغداد بالأعلام واليافطات وتغلق الطرق، وتنتشر قوات الأمن ابتهاجا وفرحا باستقبال القادة العرب ، كان هناك شيء آخر يعبر عن ألم وحسرة : أفواه الجياع ممن صحى ولم يجد في بيته رغيف خبز يسد به رمق عائلته … قمة عربية جديدة رقمها (34) ، تنعقد على أرض العراق، البلد الذي يشكو كل يوم من ميزانية خاوية، وبنية تحتية منهكة، وفساد متأصل ومتجذر ينخر عميقا في كل زاوية من مفاصله. سؤال بسيط ، لكنه مؤلم : ماذا قدمت القمم السابقة للعرب ، ما هي إنجازاتها وكيف تجسدت على ارض الواقع العربي المرير الذي يتخبط من سيء إلى اسوأ .. وما هي تكلفة هذه القمة بالذات وفي هذا الوقت الحرج ما تاريخ العراق ؟ قمة بمئات ملايين الدولارات… وبلد يتسول تقدر كلفة تنظيم مؤتمر القمة في بغداد بدورته الحالية بمئات ملايين الدولارات ، ما بين إعادة تأهيل طرق، وتجهيز فنادق خمس نجوم ، وطائرات خاصة ، ومواكب ، وهدايا بروتوكولية. هذه المبالغ تكفي لانشاء مئات المدارس، أو تحسين الكهرباء هذا الملف الشائك الذي اجهض احلام العراقيين بسويعات نوم هاديء ، أو تشغيل آلاف العاطلين من حملة الشهادات الذين قضوا اجمل ايام حياتهم في الدراسة والسعي بغية الحصول على وظيفة تحفظ ماء وجوههم وتحميهم من العوز والحاجة . في المقابل، صرخات يومية تؤكد ان 'الوضع المالي العراقي حرج'، وان الحكومة تقترض لتمويل الرواتب، ووزارة المالية تظهر ببيانات ما انزل الله بها من سلطان تصب في مجملها لازهاق قوة الموظف البسيط لا بل وصلت بهم الجرأة بأن يوقفوا العلاوات التي لا تتعدى ٧ او ٨ الاف دينار سنويا للموظف تحت ذريعة العجز المالي .. ترى من أين لكم هذه المليارات من الدنانير اذن ؟! وهل يكون التقشف في كل شيء… إلا في استعراضاتكم ومنافعكم الشخصية؟. قمة بلا صوت ، لم يُدع الشعب العراقي، ولا ممثلوه الحقيقيون .. لم تُناقش ملفات البطالة والفقر والنازحين .. لم يفتح ملف المستشفيات المتهالكة والشباب الذين يموتون في البحر بحثاً عن فرصة للعيش الكريم. فبينما تبث وقائع مؤتمر القمة على الهواء، يسارع المواطن ليطفئ التلفاز بغية تقليل استهلاك كهرباء المولدات . والنتيجة الختامية لمؤتمر صرفت عليه المليارات … شعارات مستهلكة ونتائج محفوظة تتجسد في مجملها ، ندين ونستنكر ، 'نؤكد على مركزية القضية الفلسطينية'، 'نرفض التدخلات الأجنبية'… كلام فرغ من محتواه منذ السبعينات، ويُعاد إنتاجه كل عام، بينما تزداد الأزمات، ويتآكل الموقف العربي الهزيل من جذوره. يتحدث الرؤساء والملوك عن السيادة، بينما تستضيف اراضيهم جيوشا أجنبية .. يتحدثون عن الديمقراطية ، بينما لا توجد انتخابات حقيقية في كثير من الدول الحاضرة وأن وجدت يتخللها التزوير والنتائج معروفة سلفا . يتحدثون عن الكرامة، بينما نصف شعوبهم تحت خط الفقر .. العرب ليسوا بحاجة إلى قمم، بل هم أحوج ما يكونون إلى كرامة. العراقي ليس بحاجة إلى 'صورة تذكارية جماعية' هو بأمس الحاجة إلى دولة تعالج فقره وتشعر بمعاناته وتحفظ خيراته وثرواته .. وتنهي هذا الواقع المزري المرير .. العراقي يرفض ان يكون هو وثرواته خادما للحكومات الأنوية المستبدة ، لسنا بحاجة إلى مطار جديد لاستقبال الضيوف ، بل إلى مستشفى مجاني لأطفالنا. هذا ليس كرماً ولا سيادة ولا انجازا او نجاح … هذه حفلة تنكرية تُقام فوق أنقاض وطن متهريء الاجزاء يتكالب عليه اللصوص والخونة..


وكالة الصحافة المستقلة
٠٣-٠٥-٢٠٢٥
- وكالة الصحافة المستقلة
وكالة الصحافة المستقلة..والطريق الصحفي المهني المحترف
حامد شهاب باحث إعلامي في ذكرى اليوم العالمي لحرية الصحافة نستذكر باعتزاز وتقدير كل الرايات الصحفية التي ارتقت برسالتها لتقدم خدمتها الصحفية من أجل خير الإنسانية وتقدمها ونهوضها، ونستذكر بإجلال تضحيات شهدائها من أجل أن تبقى الكلمة نبراسا يضيء طريق الأجيال الى غدها المشرق الوضاء. ومن حسن حظ الصحافة العراقية في مرحلة ما بعد عام 2003 أن هناك توجها لتأسيس وكالات صحافة إخبارية وصحف ومجلات (مستقلة) لتعبر عن توجهات النظام السياسي الديمقراطي الجديد في الاستقلالية والحرفية والمهنية، بعد أن راح كل حزب أو حركة أو تيار سياسي يصدر له عددا من الصحف والمطبوعات التي تعبر عن وجهات نظر حزبه أو حركته أو تياره ، والترويج له بحسب ما يخدم توجهاته هو ، دون مراعاة لمنظومة القيم الصحفية والاجتماعية التي تعد الاستقلالية والمهنية والتعبير الأمثل عن آمال الجمهور العراقي وتطلعاته المشروعة بمختلف مكوناته وقواه السياسية واحدة من أسمى مهامها وتوجهاتها، ما استدعى مجموعة من المثقفين العراقيين والنخب العراقية أن تبحث في الاعوام الاولى ما بين 2005 و 2006 وما بعدها عن استعادة دورها بين هذا السيل الحزبي الدعائي الجارف لتؤسس لها وكالة صحفية مستقلة تعبر عن توجهات كل المجموعات العراقية ومنظومتها السياسية وتكون عراقية التوجه والمضامين والأهداف. وقد اكتسبت تلك الفكرة اهتمام مثقفينا ونخبنا ومن يهتمون بالشأن الصحفي فتم تأسيس وكالة الصحافة المستقلة (إيبا IPA) لتدخل الساحة الصحفية بين عشرات الصحف والمجلات والمواقع الإخبارية وقد دكت لها ركائز بعد تلك المسيرة المكللة النجاح . وفي بيان لمؤسسي الوكالة جاء ' أن وكالة الصحافة المستقلة (independent press agency) بدأت مسيرة عملها لتساهم في ترسيخ المفاهيم الصحيحة لمهنة الصحافة بأنماط بارعة في مقدمتها الدقة والموضوعية والشفافية والنهج المستقل الذي اعتبرته عنوانا لالتزام دائم في ادائها المهني'. ومما ورد في بيان ديباجة التأسيس أن 'وكالة الصحافة المستقلة' تنتمي الى العراق شعبا وأرضا وتاريخا وحضارة، ترمي لمدً انشطتها الى كل ميادين الحياة ، وتسعى الى ملاحقة الأحداث اليومية بصفاء وصدق ، كيما تجسد الحقيقة وتضعها في المكانة اللائقة ، وتبدد العتمة حتى تمتلأ القلوب والعقول بوهج الحياة المفعمة بالخير والنماء' . ويضيف بيان التأسيس أنه ' لا سلطان على أداء الوكالة ومنهجها المستقل أو على نخبتها الصحفية المدركة، من أية جهة كانت.. لا تأثير الاَ لضمير ابنائها العاملين المؤمنين بشرف انتسابهم للعمل الصحفي، وتمسكهم بما ينص عليه دستور البلاد '. ومن ثم يواصل البيان إشارته لها بالقول : 'ولقد انشأت الوكالة لتبقى وتتسع ، ويتعاظم دورها وتأثيرها ، ولتواكب احدث وسائل الوصول بالخبر والتقرير والتحليل والصورة الى كل الاصقاع'. ويشير بيان المؤسسين الى أن 'وكالة الصحافة المستقلة تضع الآن أمام مختلف وسائل الاعلام أخبارها وتقاريرها لتكون في متناول أيديها، في هذه المرحلة من نشأتها الأولى، شريطة الاشارة اليها كمصدر أدى لها هذه الخدمة دون مقابل، لكن ' إيبا ' تكون خالية المسؤولية القانونية والاخلاقية اذا ما تعمد المستفيد من تقاريرها أو اخبارها اجراء تغييرات لا علاقة لها بالأصل ويستدل من هذه التغييرات وجود أغراض تهدف الى التشويه المتعمد والمقصود'. ورأى المنضوين تحت لوائها انه ' في مرحلة لاحقة ستلجأ ' المستقلة '، تعزيزا لمكانتها المادية وتطويرا لأساليب انتشارها الى تقاضي الاشتراكات من المستفيدين من خدمتها ، كي تديم وجودها واستمرارها ، ولكي تظل خارج دائرة التأثيرات مهما كان شكلها وحجمها، ولتنأى بنفسها عن اي نفوذ يقودها الى ضياع تجربتها ومنهجها الموضوعي المستقل' . ومما ورد في ديباجة بيانها التأسيسي أنها ' تريد أن تبقى طليقة اليدَ و الصوت في التعبير عن نهجها المهني، والمتمسك بخدمة ابناء الرافدين، بكل الطيف الذي تميزوا به على مرً العصور. لن تجامل أحدا على حساب الحقيقة المجردة. ولن تعبأ لهوى او ريح تحرفها عن مهنيتها وصدقيتها ، فقد اتفق مؤسسوها أن يترعرع هذا الوليد الجديد ويتطور بسواعدهم وامكاناتهم المادية المتواضعة ، ويسمو بواقع الحياة في كل جوانبها ، إتكالا على الله جلت قدرته ، وتشبثا بكتبه وسننه' '. ويوضح المعنيون بتأسيسها ' أن (وكالة الصحافة المستقلة) التي أسستها صفوة من المثقفين والصحفيين والادباء في العراق، تحاول أن تختزل المسافات لتنجز أوسع الخطوات على طريق البناء غير التقليدي الذي اختارته لنفسها في خطاب لم تشأ أن يفصح عن كل أمنياتها وطموحاتها، قبل أن تؤسس لأرضية يتكامل فيها الجهد والمنهج' . وما تزال (وكالة الصحافة المستقلة) تواصل درب مسيرتها الصحفية والإعلامية وفقا لبيان تأسيسها الأول ويدير رئاسة تحريرها حاليا الزميل والصحفي القدير الدكتور نزار عبد الغفار السامرائي، وقد حافظت على ثوابتها الصحفية والمهنية، لكنها بقيت بعيدة عن أحد أسس الصحافة الديمقراطية ألا وهي ( الإثارة ) المرغوبة إن صح التعبير، وهي تنشر أخبار العراق المهمة فقط حاليا وبعض التقارير عن أحداث العراق والمنطقة والاحداث الدولية المهمة، وراحت وكالات وموسوعات صحفية تنافسها في هذه المهنة ، لكنها ما تزال تواكب درب مسيرتها الصحفية المتزنة المعتدلة التي لا يشم منها الإنتماء لأية جهة سياسية ، وهي عراقية الهوى والقلب واللسان. والدكتور نزار السامرائي بالإضافة الى كونه صحفيا محترفا يقوم بمهام تدريس طلبة قسم الإعلام في جامعة الإسراء ببغداد على أصول الصحافة وفنونها ، ويشارك بفعالية في المؤتمرات والندوات التي تقيمها كليات الإعلام ومراكز بحثية ، وله مسيرة مظفرة في تحليل المضمون وفي التوجهات السردية كونه يميل الى الإنتاج الروائي والقصصي وله منذ أيام شبابه الأولى إصدارات تعبر عن وجهات نظره عن السرد الروائي، وعضو اتحاد الكتاب والادباء، وهو يهتم ايضا بتحليل مضامين الخطاب الإعلامي العراقي ، ويحاول أن يركز هدفه على إيجاد (مشتركات) و(قواسم مشتركة) تخدم توجهات هذا الخطاب بعيدا عن التوجهات الحزبية والفئوية والطائفية التي مزقت النسيج الاجتماعي العراقي وأمعنت في تشتيت قواه باتجاهات لا تنسجم ومهمة الإعلام المهني العراقي المستقل في أن تكون التوجهات الصحفية والإعلامية مسايرة لرغبات وأماني وتطلعات الشعب العراقي في أن يرى له دولة مستقلة ونظاما سياسيا يتوافق مع تطلعاته في الحرية والديمقراطية والاستقلال الحقيقي وليس الصوري ، والذي لايزال التدخل الخارجي يرسم معالم تحركاته على أكثر من صعيد. أمنياتنا لوكالة الصحافة المستقلة بالنجاح والتألق والتوفيق لها وللمشرف على إدارتها ورئاسة تحريرها الزميل العزيز الدكتور نزار عبد الغفار السامرائي (المغرق في الدفاع عن الاستقلالية الصحفية) والابتعاد عما يسميه بـ (الشخصنة) الى حدود كبيرة ، وهو الى حد ما يميل الى مسايرة (مذهب الحنابلة) في بعض التوجهات أزاء نشر نتاجات وتقارير ومتابعات زملائه في وكالته الصحفية.


وكالة الصحافة المستقلة
٢٧-٠٢-٢٠٢٥
- وكالة الصحافة المستقلة
مدارس العراق تحتفل بعيد المعلم. ومناشدات مستعجلة للسيد السوداني بتثبيت محاضري 2020_2020
حامد شهاب كاتب وإعلامي احتفل طلبة مدارس العراق بعامة ومدارس بغداد بخاصة بعيد المعلم ، وهم يقفون إجلالا واحتراما لهذا اليوم الكبير، حيث تعد وقفتهم تقديرا لمعلميهم ومدرسيهم ، ومن غرس منابع العلم والأخلاق وكل العلوم في عقولهم وأحسنوا تربية الأجيال. لقد بقي معلمو العراق وأساتذته بحق شموعا تنير طريق الظلمة الى حيث تأمل الأجيال العراقية أن تتسلق ذري المجد وتشرق شمسهم ، وهم الذين تشهد لهم الدنيا بأنهم أحفاد حضارة علمت الدنيا أنهم أول من وضعوا حروف الكتابة والتمدن والحضارة،وكيف تتكون الدول وتبنى الحضارات، وبقيت رؤوسهم مرفوعة برغم ما يضمر لهم من محاولات تآمر تعددت أشكالها وألوانها من دول الجوار ومن دول كبرى طغت وإستكبرت ، وتجاوزت كل الحدود ، ولكن إرادة العراقيين وبمعونة رب السموات والارض ورسولهم العربي ، تأبى إلا ان تبقى رؤوسهم مرفوعة بعون الله. وفي مقابل تلك الخدمة الجليلة يأمل معلمو العراق وأساتذته ان تتحقق أمانيهم في أن يجدوا من أعلى رأس الهرم في الدولة برئاساتها الثلاث من يهتم بأحوالهم ويقدر جهودهم في تربية الأجيال ليوفر لهم السكن والرواتب التي تليق بهم..ويتم كذلك تثبيت عقود محاضري 2020_ 2020 الذين مضى على مباشرتهم ومن ثم تثبيتهم أكثر من أربع سنوات، وهم مايزالون بلا تثبيت من رئاسة الوزراء التي لم تنظر الى مطالبهم المشروعة في أن تجد من يهتم بمعاناتهم وهم الذين أفنوا زهرة شبابهم من أجل تربية الأجيال وتنشئتها، وهي سابقة لم تحدث أن أبقت وزارة التربية الصامتة عن مأساتهم أن أبقتهم بلا تثبيت في سنوات سابقة.. ونجد التأكيد لسيادة رئيس الوزراء بأن أولادك وبناتك من محاضري 2020 _2020 هم أمانة في أعناقك وأن لاتخذلهم هذا العام في موازنتكم الجديدة 2025 ..وخيرات العراق تغطي بلدان العالم ، أما بعض الجيران فقد غصت المليارات بإيراداتهم من خزائن الارض العراقية ومن موازناتها..وكثير من العراقيين لايجدون وسيلة للحفاظ على بقية كرامتهم وبخاصة المتقاعدين القدامي منهم ، الذين هم الآخرون يعيشون في أحوال الكفاف. لقد إحتفلت مدارس بغداد وكل مدارس العراق بعيد المعلم ..وهذه مدرسة منهل العلم إحدى مدارس بغداد في منطقة الدورة برفقة مديرتهم الست إيمان اللامي ومعلمات مدرستهم ، وكذلك مدرسة أور بحي الجامعة وورودها الزاهية برفقة معلميهم وادارة مدرستهم ومن تلامذتها عمار ولمار ، وهم يرددون هتافات تشيد بالعراق ودور المعلم في العطاء وفي الرقي وفي بناء الاجيال العراقية الجديدة وهي تنهل من بحور العلم وتصعد في مراكبه الى حيث الاماني الكبرى في صنع عراق يعيش جميع العراقيين تحت ظلاله الوارفة بأمن وإستقرار وطمأنينة ، وهم يحيون المعلم العراقي ويباركون وقفاته المشرفة في أنه هو من أتقنهم العلم والأدب وشرف القيم والأخلاق الفاضلة ، وبنى تلك الاجيال الجديدة مع عوائلهم الكريمة ليصنعوا غد العراق الأفضل. تحية للمعلم في عيده الميمون .. وكل عام ومعلمو العراق وأساتذته الإجلاء بالف خير ، فهم خير ما يمكن أن يضيئوا لنا دروب الظلمة ، ويرفدوا البلد بعقول نيرة وإختراعات وكفاءات وإدارات للدولة في كل روافدها..وكل عام ومعلمو العراق بالف خير.