logo
عز الدين: المقاومة موجودة وقوية وجاهزة لأي خيار تقرره القيادة

عز الدين: المقاومة موجودة وقوية وجاهزة لأي خيار تقرره القيادة

الديار٣٠-٠٣-٢٠٢٥

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب
أكّد عضو كتلة "الوفاء للمقاومة" النّائب ​حسن عز الدين​، أنّ "علينا أن ندرك القدرات الّتي تتمتّع بها المقاومة، وأنّ العدو يريد أن يحصل على مكاسب فشِل بالحصول عليها في الميدان".
وأشار، خلال حفل تكريمي أقامه حزب الله في حسينية بلدة كفررمان، إلى أنّهم "عندما يتحدّثون عن الدّبلوماسيّة وعن الضّغط والمجتمع الدولي والأشقّاء العرب، في الواقع لا العلاقات الدّوليّة ولا المجتمع الدّولي ولا مجلس الأمن فعلوا شيئًا لإخراج العدو من أرضنا الّتي يحتلّها، إنّما المقاومة بتظافر جهود أبنائها وبتكاتفها مع بعضهم البعض، استطاعت أن تحرّر الجنوب من رجس هذا الإحتلال".
وشدّد عزّ الدّين على أنّ "العدوان الهمجي على الضاحية الجنوبية لبيروت يُهدّد الاستقرار، وهذا عدوان كبير ويجب على الحكومة أن تعمل وتستخدم كلّ الوسائل والإجراءات المتاحة لها، لأنّ صبرنا له حدود والصّبر في لحظة ما ينفذ، وبالتّالي نصبح أمام خيارات أخرى".
ولفت إلى أنّ "موقفنا ثابت تجاه الحكومة، ويجب أن تتحرّك ليس في ما يتعلق بصدّ العدوان وإخراجه من الأرض الّتي يحتلّها وحسب، بل أيضًا يجب اتخاذ موقف وإجراءات عمليّة اتجاه التّمادي في فرض الشّروط والإملاءات على ​لبنان​ والتّدخل في شؤونه الدّاخليّة، الّتي تمسّ بالسّيادة اللّبنانيّة والقرار الوطني المستقل من قبل الأميركي".
كما ذكر أنّ "المبعوثة الأميركيّة ​مورغان أورتاغوس​ تقول إنّ هناك خرقًا حصل لإتفاق وقف إطلاق النّار قام به إرهابيّون وإسرائيل ردّت وهذا حق لها، وتضيف أنّه ينبغي أن تكون هناك قنوات دبلوماسيّة بين لبنان وإسرائيل، وأنّ على الرّئيسَين العمل على نزع سلاح "حزب الله" لضمان وقف إطلاق النّار".
وأضاف عزّ الدّين: "المبعوث الأميركي إلى الشّرق الأوسط ​ستيف ويتكوف​ يقول أيضًا إنّه سيتمّ الطّلب من لبنان التّوجّه إلى مفاوضات سياسيّة مباشرة وجهًا لوجه مع إسرائيل، وعليه التّوجّه إلى المسار السّلمي، وأنّ لا إعمار للجنوب والمناطق الأخرى قبل إطلاق التّسوية مع تل أبيب".
وأكّد أنّ "هذه الوصاية والأداء والتّدخّل الأميركي في الشّؤون الدّاخليّة مرفوض ولن نقبل به، لأنّه يُشكّل امتهانًا لكرامة اللّبنانيّين وللحكومة وللدّولة ولكل الشّرفاء في لبنان".
وأشار إلى أنّهم "كانوا يتحدّثون عن إيران الّتي كانت تمدّ الأيادي البيضاء وتُقدّم كلّ ما تستطيع من مساعدات وما زالت، ويقولون احتلال إيراني للبنان وهيمنة وسيطرة على القرار اللّبناني، أمّا اليوم الأميركي ماذا يفعل؟"، متسائلًا: "لماذا لم نسمع صوتًا لا من أدعياء السّيادة ولا من الّذين يتحدّثون عن سيادة لبنان واستقلاله؟ أين هذه الأصوات لتستنكر كيف يستبيح الأميركي السّاحة اللّبنانيّة ويتدخّل بكلّ صغيرة وكبيرة، متجاوزًا إرادة اللّبنانيّين وسيادتهم وقرارهم الوطني، وكلّ ذلك لأجل حماية الكيان الصّهيوني وأمنه؟".
وتابع: "إذا كان يظنّ الأميركي أنّه سيتمكّن من أن يحصل على ما يريده الصّهيوني والإسرائيلي من خلال الدّبلوماسيّة ومن خلال السّياسة والفرض والإملاءات، فهو واهم".
وجزم عزّ الدّين أنّ "المقاومة ما زالت موجودة وقويّة وحاضرة وجاهزة لأيّ خيار تقرّره القيادة عندما ينفذ صبرها، وتنفذ الفرصة الّتي أُعطيت للدّولة وللحكومة. وهناك خيارات والكل يعلم أنّ المقاومة عندما تتحدّث فهي لا تتحدّث بالفراغ، بل تتحدّث عن إمكانيّات وعن جهوزيّة وقدرة وقوّة تستطيع من خلالها صدّ العدو".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

انتكاسة لمخزومي في بيروت: طموح السراي يصطدم بضعف التمثيل السني
انتكاسة لمخزومي في بيروت: طموح السراي يصطدم بضعف التمثيل السني

الديار

timeمنذ ساعة واحدة

  • الديار

انتكاسة لمخزومي في بيروت: طموح السراي يصطدم بضعف التمثيل السني

بينما يستعدّ اللبنانيون لإنجاز الاستحقاق البلدي في جنوب لبنان يوم السبت المقبل، تعود الجبهة الجنوبية لتتصدر المشهد، ليس فقط كحدّ ملتهب، بل كمسرحٍ مفتوحٍ على احتمالات التفجير، في ظل تصعيد إسرائيلي متواصل بلغ ذروته مع تهديدات علنية أطلقها رئيس حكومة الاحتلال، وتصريحات اميركية تعيد خلط أوراق الداخل اللبناني تحت عنوان الاستثمار والسلاح. إن ما نشهده اليوم من غارات على القرى الجنوبية، وتحذيرات مموّهة تحت غطاء الاقتصاد، ليس إلا استكمالًا لمحاولات تطويع لبنان عبر أدوات متعدّدة: نارية واقتصادية وسياسية. في هذا المناخ المتداخل بين الأمن والسيادة والضغط الدولي، يتقدّم الجنوب مجددًا في واجهة الأحداث، بينما تتكثّف اللقاءات والمواقف لرسم معالم المرحلة المقبلة، داخليًا وعربيًا ودوليًا. هذا وصعّد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس لهجته تجاه لبنان، موجّهًا تحذيرات مباشرة إلى حزب الله، ومهدّدًا بأن «أي هجوم من الأراضي اللبنانية سيقابل بردّ غير مسبوق»، على حدّ تعبيره. تصريحات نتنياهو، التي أتت خلال جلسة وزارية أمنية في تل أبيب، أعادت تسليط الضوء على هشاشة الوضع عند الحدود الجنوبية للبنان، في ظل استمرار الغارات والاعتداءات الإسرائيلية شبه اليومية على مناطق في جنوب لبنان، والتي استهدفت مؤخرًا منشآت مدنية وأراضي زراعية، وأسفرت عن سقوط شهداء وجرحى من المدنيين. وكالعادة، لجأ نتنياهو إلى الخطاب التهوِيلي لتبرير الاعتداءات الممنهجة على السيادة اللبنانية، متذرّعًا بوجود ما وصفه بـ «تهديدات مباشرة» من جانب حزب الله. لكن مصادر أمنية لبنانية مطّلعة ترى أن التصعيد الأخير يخدم، في جوهره، أجندة داخلية إسرائيلية تعاني من أزمات متلاحقة على المستويين السياسي والعسكري، لا سيما بعد فشل جيش الاحتلال في تحقيق مكاسب ميدانية حقيقية في قطاع غزة، والتعرض لخسائر نوعية في المواجهات الأخيرة مع المقاومة. تصعيد «إسرائيلي» في جنوب لبنان يسفر عن ثلاثة شهداء وشهد جنوب لبنان، أمس الأربعاء، اعتداءً إسرائيليًا جديدًا، تمثل في سلسلة من الغارات الجوية التي استهدفت مناطق متفرقة، وأسفرت عن سقوط ثلاثة شهداء، وسط مخاوف من تأثير هذا التصعيد في الانتخابات البلدية المرتقبة في الجنوب. ففي بلدة عين بعال – قضاء صور، استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية سيارة مدنية، ما أدى إلى استشهاد حسين نزيه برجي، الذي ادعى جيش العدو الاسرائيلي انه قيادي في حزب الله بينما لم تعلق المقاومة حتى اللحظة على المزاعم الاسرائيلية. أما في بلدة ياطر – قضاء بنت جبيل، فقد استُهدفت آلية من نوع «بوكلين» كان يقودها المواطن علي حسن عبد اللطيف سويدان أثناء قيامه بإزالة أنقاض منزله المتضرر، ما أدى إلى استشهاده على الفور. وفي بلدة عيترون، نفّذت مسيّرة إسرائيلية غارة أخرى، أسفرت عن سقوط شهيد ثالث لم تعلن الجهات الرسمية عن اسمه بعد. أورتاغوس تساوم من الدوحة: الاستثمارات ممكنة... في تصريح لافت خلال مشاركتها في منتدى اقتصادي عقد في العاصمة القطرية الدوحة، أعلنت مورغان أورتاغوس، نائبة مبعوث الرئيس الأميركي الى الشرق الأوسط، أن «صندوق النقد الدولي ليس الخيار الوحيد أمام لبنان»، مشيرة إلى إمكان اعتماد البلاد على استثمارات دولية مباشرة بدلًا من القروض المشروطة، شرط تأمين بيئة مناسبة لجذب هذه الاستثمارات. لكن اللافت في كلام أورتاغوس كان ربطها الواضح بين تحوّل لبنان إلى بلد جاذب للاستثمار وبين نزع سلاح حزب الله، حيث لمّحت إلى أن الاستقرار الأمني والسياسي – وفق منظورها – لا يمكن أن يتحقق في ظل وجود سلاح الحزب. وأضافت أورتاغوس أن لديها «خطة كبيرة للبنان» تسمح له بالخروج من أزمته دون اللجوء إلى مزيد من المديونية، شرط أن يُعاد بناء الثقة مع المجتمع الدولي والمستثمرين، معتبرة أن «الفرصة لا تزال قائمة، لكنها مشروطة بخطوات سيادية واضحة». وتشير أوساط سياسية إلى أن الطرح الأميركي الجديد يعيد تظهير المعادلة التي تربط تخلي لبنان عن سلاح المقاومة مقابل حصوله على الدعم والاستثمارات، كما اعتبرت الاوساط ان تصريح اورتاغوس يأتي وفق قراءة أحادية تتجاهل سنوات من السياسات المالية الفاشلة والفساد المستشري في مؤسسات الدولة. عون – عباس: تفاهم مشترك على ضبط السلاح وتنظيم الوضع الأمني والاجتماعي في المخيمات هذا وعُقدت أمس في بيروت قمة استثنائية جمعت بين رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ورئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزاف عون، في أول لقاء مباشر بين الجانبين بهذا المستوى منذ سنوات. وقد صدر عن اللقاء بيان مشترك تضمن نقاطًا أساسية تُشكّل في مضمونها خارطة طريق جديدة لتنظيم العلاقة الفلسطينية – اللبنانية، خصوصًا في الشق الأمني المتعلق بالمخيمات. وجاء في مقدمة هذه النقاط: - تشديد قاطع على مبدأ حصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية، ومنع استخدام الأراضي اللبنانية لأي أنشطة عسكرية أو أمنية خارجة عن سلطة الدولة، وذلك في انسجام تام مع قرارات الحوار الوطني اللبناني والإجماع السياسي القائم منذ سنوات حول ضرورة إنهاء مظاهر التفلت الأمني في المخيمات. - إرساء آلية تنسيق أمني مشترك بين الأجهزة اللبنانية والفصائل الفلسطينية الرسمية، لضبط أي تجاوزات ومنع تكرار الاشتباكات المتنقلة التي شهدتها بعض المخيمات مؤخرًا، والتي أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى، وتسببت بنزوح مئات العائلات، كما حصل في عين الحلوة خلال الاشتباكات الأخيرة التي استمرت لأيام. - تأكيد مشترك على الرفض القاطع للتوطين، والتشديد على أن الفلسطينيين في لبنان هم ضيوف مؤقتون إلى حين العودة إلى ديارهم، مع التمسك الكامل بحق العودة كمسار لا يمكن التراجع عنه في أي تسوية سياسية مستقبلية. وقد حرص الجانبان على تجديد الالتزام بـ «الهوية الفلسطينية الوطنية» كإطار جامع لكل المبادرات السياسية. - البدء بإجراءات لتحسين الوضع الاجتماعي والحقوقي للاجئين الفلسطينيين في لبنان، خصوصًا في مجالات العمل، التعليم، والخدمات الصحية، بما يخفف من معاناتهم اليومية ويقلّص احتمالات التطرّف أو الانجرار نحو العنف، في ظل ظروف إنسانية واقتصادية خانقة، يعانيها أكثر من 174 ألف لاجئ مسجل لدى الأونروا في لبنان بحسب التقديرات الرسمية. المطارنة الموارنة: ارتياح للعملية الانتخابية وتركيز على النزوح السوري في بيانهم الشهري الصادر عن اجتماعهم الدوري في بكركي، عبّر مجلس المطارنة الموارنة عن ارتياحهم لمسار العملية الانتخابية البلدية والاختيارية، مؤكدين أن «الجو الديموقراطي العام الذي طغى على الاستحقاق يُعدّ مؤشرًا إيجابيًا على استمرار الروح الجمهورية في البلاد، رغم هشاشة الواقع السياسي وتعقيدات المشهد الداخلي». وأشار البيان إلى أن مشاركة المواطنين، رغم الظروف الاقتصادية الخانقة وغياب التمويل المركزي، عكست تمسك اللبنانيين بحقهم في الاختيار المحلي وتقرير مصيرهم الإنمائي والمعيشي في ظل لامركزية شبه واقعية فرضها الفراغ السياسي العام. وفي هذا السياق، شدد المطارنة على أهمية احترام نتائج صناديق الاقتراع، بعيدًا عن الضغوط الحزبية والطائفية، داعين إلى ترجمة هذا الاستحقاق إلى دينامية إصلاحية في المجالس البلدية المنتخبة، خصوصًا في ما يتعلق بالخدمات الأساسية، والنفايات، والمياه، والإنارة. كما رحّب المطارنة برفع العقوبات الدولية عن سورية، معتبرين أنها «خطوة تُمهّد لعودة تدريجية للأمن والاستقرار في الجوار السوري، وقد تسهم، إن أُرفقت بضمانات أممية، في فتح الباب أمام عودة كريمة وآمنة للنازحين السوريين الموجودين في لبنان، والذين يرزح البلد تحت وطأة أعبائهم الاقتصادية والاجتماعية». أما داخليًا، فقد أولى المجلس ملف سجن رومية أولوية خاصة، في ضوء ما يُنقل من معطيات حول التدهور الخطر في أوضاع السجناء، لا سيما من الناحية الصحية والغذائية، وفي ظل اكتظاظ يفوق خمسة أضعاف القدرة الاستيعابية للسجن المركزي في لبنان. ولفت البيان إلى «أن الكرامة الإنسانية لا تُجزّأ، وأن حقوق المساجين في الطبابة والغذاء والمياه النظيفة تُعدّ من أساسيات أي منظومة عدالة». وطالب المطارنة بـ «معالجة جذرية لهذا الملف، تشمل تسريع المحاكمات، وتفعيل السجون البديلة، وتحديث البنى التحتية المتهالكة». كما دعا المجلس الحكومة اللبنانية إلى «عدم إغفال البعد الإنساني في المقاربة الأمنية»، مشيرًا إلى أن «العدالة الحقيقية تُقاس بمدى احترامها لكرامة الإنسان، وليس فقط بصرامتها في العقاب». صفعة لمخزومي في بيروت شكّلت نتائج الانتخابات البلدية الأخيرة في العاصمة بيروت صفعة قوية للنائب فؤاد مخزومي، في ظل الاتهامات التي وُجّهت إليه بمحاولة توظيف هذا الاستحقاق لتحقيق طموحاته السياسية، لا سيما في ما يتعلّق برئاسة الحكومة بعد الانتخابات النيابية المقبلة. وتشير مصادر متابعة إلى أن مخزومي ادى دورًا محوريًا في تشكيل لائحة تحالف الاحزاب، واختار معظم المرشحين السنّة فيها، في محاولة لتكريس نفسه ممثلًا أول للطائفة السنية على مستوى العاصمة. وتلفت المصادر إلى أن رهان مخزومي على دعم القوات اللبنانية وبعض الشخصيات المحسوبة على خطها السياسي، بما في ذلك ترشيحه لرئاسة الحكومة قبل طرح اسم نواف سلام، يعزز الانطباع بأن حركته في هذه الانتخابات لم تكن فقط بلدية الطابع، بل مدروسة في سياق طموح سياسي أوسع. غير أن النتائج، بحسب هذه المصادر، أظهرت بوضوح ضعف التمثيل السني الذي يتمتع به مخزومي، إذ جاءت الأصوات التي نالتها لائحة التحالف دون الكتلة التصويتية المعروفة لجمعية المشاريع، ما كشف هشاشة الحضور الشعبي لمخزومي داخل الشارع السني في بيروت، خلافًا لما كان يسعى إلى تثبيته عبر صناديق الاقتراع. زيارة نيكول أمين الجميّل إلى معراب: معركة اتحاد بلديات المتن انطلقت في مؤشر سياسي وانتخابي لافت، حطّت رئيسة بلدية بكفيا - المحيدثة نيكول الجميّل رحالها في معراب، حيث التقت رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع، في زيارة تحمل أكثر من دلالة في توقيتها ومضمونها، خصوصًا مع اقتراب استحقاق انتخاب رئيس لاتحاد بلديات المتن الشمالي، الذي بات يختزن في طياته أبعادًا تتخطى الحسابات الإنمائية إلى ما يشبه معركة رمزية على زعامة القضاء المسيحي الأوسع في جبل لبنان. الزيارة، التي أتت بعد اتصالات غير معلنة، تأتي على خلفية ترشح الجميّل في وجه ميرنا المرّ، التي تستند إلى إرث سياسي وشبكة نفوذ واسعة خلفها النائب والوزير الراحل ميشال المرّ، في وقت تعاني فيه الساحة المتنية من تباينات بين قوى «المسيحيين السياديين» حول مقاربة المعركة: هل تكون مواجهة سياسية صريحة مع المرّ؟ أم تسوية محلية تقطع الطريق على استقطاب عمودي داخل القرى والبلدات المتنية؟ داخل القيادة القواتية تحديدًا، لا يبدو القرار محسومًا: فهناك من يعتبر أن دعم نيكول الجميّل هو تموضع طبيعي في سياق مشروع سياسي مشترك قائم على ثوابت سيادية واضحة، بينما يُفضّل آخرون التفاهم مع المرّ باعتبارها «شخصية مستقلة» تملك حضورًا محليًا واسعًا، وتُشكّل امتدادًا لتركيبة متنية دقيقة، يصعب كسر توازناتها. لكن مصادر مواكبة للقاء أشارت إلى أن الزيارة كانت إيجابية جدًا، وجرى خلالها نقاش في العمق حول إمكان توحيد الجهود في هذه المرحلة المفصلية، لا سيما مع تراجع الحضور المسيحي الفاعل في الدولة، والحاجة إلى إعادة رسم خارطة تحالفات جديدة تعيد تصليب الساحة المسيحية في مواجهة محاولات التذويب السياسي والاجتماعي.

جزين وقضاؤها: صراع بين التيار العوني والقوات وانقسام "الثنائي"
جزين وقضاؤها: صراع بين التيار العوني والقوات وانقسام "الثنائي"

المدن

timeمنذ ساعة واحدة

  • المدن

جزين وقضاؤها: صراع بين التيار العوني والقوات وانقسام "الثنائي"

قبل أيام من يوم "الحسم البلدي" جنوباً، وبينما تُشحذ السكاكين السياسية في جزين المدينة، حُسمت المعارك في تسع بلديات من القضاء بالتزكية وهي:وادي الليمون، كفرجرة، عازور، وادي جزين، كرخا، قطين وحداب، الحمصية، صيدون وجرنايا. تزكية صامتة تحكمها التفاهمات العائلية والتقاطعات المحلية، في قضاء تحوّل إلى مرآة صغيرة للصراع اللبناني الكبير بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. فشل محاولات التوافق لكن في القرى والبلدات الأخرى، لا صوت يعلو فوق معارك صناديق الاقتراع. انفجرت التناقضات العائلية والسياسية معاً، وانقلب التوافق إلى انقسام، وتحول الشقيق إلى خصم انتخابي. في كفرحونة، حيث يتشارك الشيعة والمسيحيون العيش والجغرافيا، فشلت محاولات التوافق على مجلس بلدي من 15 عضواً. هذا رغم سعي البعض إلى اعتماد مبدأ المداورة في الرئاسة، خصوصاً من جانب الناخبين الشيعة، الذين يشكلون الكتلة الأكبر عددًا. لكن المطلب لم يلقَ قبولاً. فتبعثرت أوراق التسوية وانقسمت البلدة على ثلاث لوائح و31 مرشحاً. لائحة "كفرحونة للغد الأفضل" تجمع مرشحين شيعة ومسيحيين على أساس مداورة بين جيمس الهندي وإبراهيم عجروش. في المقابل، دخلت القوات اللبنانية بلائحة يرأسها جوزيف قهوجي، فيما يخوض التيار الوطني الحر المعركة بلائحة منفصلة يرأسها أسعد الهندي. في مليخ، البلدة التي تتشاركها الطائفتان الشيعية والمسيحية، مع أكثرية شيعية، تتنافس لائحتان رئيسيتان "مليخ تجمعنا"، وتضم مرشحين شيعة مستقلين إلى جانب ثلاثة مرشحين محسوبين على حزب القوات اللبنانية، في مواجهة لائحة"التنمية والوفاء"، المدعومة من التيار الوطني الحر والثنائي الشيعي. صراع بين التيار والقوات في كفرفالوس، حيث لا تهدأ الخصومات السياسية حتى في قلب القرى الصغيرة، تدخل البلدة الانتخابات على وقع بلدية متصدعة. خمسة من أصل تسعة أعضاء استقالوا على دفعتين بين 2019 و2025، ما انعكس شللاً في العمل البلدي وتراكمًا في الأزمات والخلافات. اليوم، تُعدّ البلدة معقلاً انتخابياً للنائبة القواتية غادة أيوب، وتشهد معركة مكشوفة بين فريقين تقليديين لائحة "أوفياء كفرفالوس" يرأسها بول الشماعي، رئيس البلدية الحالي، وتحظى بدعم التيار الوطني الحر، وتضم العضوين السابقين جوزيتا الشماعي وسليم سليم. وفي مواجهتها، تقف لائحة "كفرفالوس تستحق الأفضل" برئاسة ريمون نهرا، المدعومة من القوات اللبنانية. انقسام الثنائي الشيعي في روم، الصورة لا تزال ضبابية رغم اقتراب الاستحقاق. معركة غير محسومة على 12 مقعداً، وتحالفات متشابكة. بدأت بلائحة عائلية مدعومة من مرشح القوات اللبنانية سابقاً عجاج حداد ، وانتهت إلى اصطفاف حزبي قد لا يعكس مزاجه. لائحة "عائلات روم"، أجمع عليها حركة أمل والحزب الشيوعي والقوات اللبنانية ومستقلون ومدعومة من النائب السابق إبراهيم عازار، وتقترح مداورة في الرئاسة بين ناهي حداد وأنطوان حداد. في المقابل، ترأس جوني حداد لائحة "معاً لروم"، مدعومة من حزب الله والتيار الوطني الحر وتضم مستقلين، وقواتيين وتحظى بدعم حداد. وبحسب المعلومات، يعود سبب دعم عجاج للتيار الوطني الحر بدلًا من القوات اللبنانية إلى توتّر العلاقة بينه وبين القوات، وذلك بعد الانتخابات النيابية الأخيرة ودعم النائبة غادة أيوب. " مارون ضد مارون " في بلدة عاراي، الأصغر من أن تحتمل انقساماً على تسعة مقاعد، تنحصر المعركة بين لائحتين متقابلتين تعكسان الانقسام السياسي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، لكن بوجوه من نفس العائلة. مارون إدمون سويدي يترأس لائحة "عاراي للكل" المدعومة من العونيين، في مواجهة مارون يوسف سويدي على رأس لائحة "عاراي يتجمعنا" المدعومة من القوات. هنا، لا خلاف على الاسم ولا على النَسَب، بل على الخيار السياسي، في بلدة باتت عائلتها الواحدة ساحة لاصطفافين متقابلين. معارك عائلية في بكاسين، البلدة التي كانت على وشك أن تمرّ بهدوء في قطار التزكية، انقلب المشهد في اللحظة الأخيرة. خمسة عشر مقعداً بلدياً عادوا إلى ساحة المعركة، بعدما كسر ثلاثة مرشحين منفردين وهم حبيب خوري، مارون عزيز، وجو مطر الاتفاق المبرم، ووقفوا في وجه لائحة يرأسها يوسف نصر، مدعومة بتحالف واسع من العائلات والأحزاب. تحوّلت التسوية إلى مواجهة، والعائلات إلى جبهات متقابلة، في مشهد يختزل هشاشة التوافقات البلدية حين تتجاوز السياسة واجهة الابتسامات العائلية. في قيتولي، المشهد مختلف في الشكل لكنه مشابه في الجوهر. خمسة عشر مقعداً يتنافس عليها مرشحون ضمن لوائح عائلية الطابع، تضمّ في طيّاتها وجوهاً حزبية من مشارب متعددة، لكن من دون غلبة سياسية واضحة. المداورة كانت الحل المعتمد، اللائحتان الأساسيتان هما "قيتولي الخضراء" برئاسة كامل شاكر مدعوم من القوات، و"قيتولي التاريخ والمستقبل" برئاسة جوزيف السروع ويقال إنه مدعوم من الوزير هيكتور الحجار، الذي أصدر بياناً يعلن فيه أنه على مسافة واحدة من جميع المرشحين. أما في بنواتي، القرية السنّية الصغيرة، حيث المعركة تدور على 9 مقاعد بلدية، فالتنافس بين لائحتين يعكس انقساماً عمودياً داخل العائلات نفسها. الأولى تمثل الجيل الشاب، وتدعو إلى التغيير والمشاركة الفاعلة، بينما تجمع الثانية بين الشباب والمخضرمين، مستندة إلى خبرات وتجارب سابقة. ليست المعركة هنا سياسية بالمعنى الكلاسيكي، بل صراع على تمثيل الهوية الاجتماعية للبلدة. أصوات ترتفع، خلافات تتسع، والعائلة الواحدة تتوزّع بين لائحتين، لكلٍ منها سرديته الخاصة عمّا تعنيه بنواتي ومن يملك حق رسم مستقبلها. في قضاء جزين، حيث تتقاطع خطوط الطوائف مع خرائط الأحزاب وتشابكات العائلات، لا شيء محسوم حتى اللحظة. معارك سياسية برداء عائلي، وتسويات تنهار في اللحظة الأخيرة. كل بلدة تروي حكاية، وكل مواجهة تخفي ما هو أعمق من صندوق اقتراع: إنها معركة على النفوذ، على الذاكرة الجماعية، وعلى إعادة رسم توازنات السلطة المحلية في جنوبٍ يقف على حافة الاشتعال تحت رماد الانتخابات.

حيدر تابع أوضاع الضمان الاجتماعي ومطالب النقابات المستقلة
حيدر تابع أوضاع الضمان الاجتماعي ومطالب النقابات المستقلة

الديار

timeمنذ 2 ساعات

  • الديار

حيدر تابع أوضاع الضمان الاجتماعي ومطالب النقابات المستقلة

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب اجتمع وزير العمل محمد حيدر أمس مع "اللجنة الفنية" للصندوق الوطني للضمان الاجتماعي، واطلع على عملها الرامي الى تعزيز وضع الصندوق وتسهيل معاملات المضمونين. واستقبل حيدر سفير باكستان سلمان أطهر في زيارة بروتوكولية تم فيها البحث في السبل الآيلة الى تعزيز العلاقات بين البلدين. واطلع أيضاً من اتحاد النقابات المستقلة في لبنان على أوضاعها وما تطالب به لتحسين ظروف العاملين في القطاعات المنضوية في الاتحاد.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store