
تحديث "فيسبوك" الأخير.. خطوة تصحيح أم مزيد من التخبط؟
منذ إطلاقه في عام 2004، حصل "فيسبوك" على العديد من التحديثات المختلفة التي أضافت ميزات جديدة جعلته مختلفا للغاية عما كان عليه في البداية، والآن يبدو أن زوكربيرغ يسعى لإعادة إحياء التجربة الأصلية لمنصة " فيسبوك" كآلية جديدة للمنافسة في قطاع منصات التواصل الاجتماعي الشرس.
أعلنت " ميتا" عبر تدوينة في موقعها الرسمي عن إطلاق تحديث جديد يعيد سحر التواصل مع الأصدقاء ومتابعة أخبارهم بسهولة عبر منصة "فيسبوك"، وذلك فيما أطلقت عليه الشركة تجربة "أو جي فيسبوك" (OG Facebook) تماشيا مع الألفاظ الدارجة، ولكن هل يستطيع هذا التحديث إعادة المنصة إلى ساحة المنافسة، خاصة بعد توغل "إنستغرام" و"ت يك توك" وسيطرتهما شبه الكاملة على ساحات التواصل الاجتماعي.
ماذا يتضمن التحديث الجديد؟
بحسب ما أعلنت عنه "ميتا"، فإن التحديث الجديد يضيف واجهة جديدة تماما لمنصة "فيسبوك"، وهذه الواجهة تضم كل ما ينشره الأصدقاء عبر حساباتهم في المنصة، وذلك بدلا من موجز الأخبار العامة الذي يمثل الواجهة الرئيسية للمنصة.
في المعتاد، تقوم صفحة موجز الأنباء بعرض كل المنشورات والتفاصيل من مختلف الحسابات التي يتابعها المستخدم إلى جانب مجموعة كبيرة من المنشورات المقترحة بناء على تفضيلات المستخدم الشخصية، وتأتي هذه الترشيحات من الذكاء الاصطناعي الخاص بالمنصة، فيما يعرف باسم "الخوارزمية" (Algorithm).
إعلان
ولكن بعد التحديث الجديد، تضيف المنصة موجزا خاصا بالأصدقاء، أي أنه لن يعرض أي مقترحات من خوارزمية المنصة، ولا يعني هذا التخلي عن موجز الأنباء المعتاد الذي يعرض الأخبار والمقترحات بناء على الخوارزمية، ولكن الخاصية الجديدة تأتي على شكل موجز مختلف يمكن الوصول إليه من زر الأصدقاء في المنصة.
تمثل هذه الخطوة ابتعادا واضحا عن سياسة "ميتا" و"فيسبوك" خلال السنوات الماضية، إذ كانت الشركة تركز على تطوير الخوارزمية وجعلها أكثر قدرة على تقديم اقتراحات ملائمة، ولكنها ليست غريبة تماما، فالعديد من منصات التواصل الاجتماعي تقدم موجزا مشابها لهذا.
محاكاة للعديد من المنصات
يسعى العديد من منصات التواصل الاجتماعي لتطوير خوارزميات أقوى وأفضل من أجل تقديم اقتراحات أكثر ملاءمة للمستخدمين، وهي آلية تسهم في الترفيه عن المستخدمين والحفاظ عليهم داخل المنصة، فضلا عن الترويج لصناع المحتوى وجعل مهمتهم أسهل.
غير أن هذا لم يمنع المنصات من إضافة موجز أنباء خاص بالأصدقاء أو من يتابعهم المستخدم بشكل مباشر ورئيسي، إذ كانت "فيسبوك" الوحيدة التي لا تملك مثل هذه الخاصية بشكل افتراضي داخل الواجهة الخاصة بها.
في "إكس" و"تيك توك" يمكنك أن تجد نوعين من موجزات الأنباء، الأول يدعى "فور يو" (For You) وهو يضم ترشيحات الخوارزمية والمنشورات من الأشخاص التي لا تقوم بمتابعتها بشكل مباشر، والثاني وهو "فولوينغ" (Following)، وهو يضم المحتوى المقدم من الأفراد والحسابات التي تقوم بمتابعتها بشكل شخصي، سواء كانت هذه الحسابات شخصية أو تجارية.
وعلى صعيد آخر، تقدم منصة "بلو سكاي" (Blusky) ميزة مماثلة ولكن أكثر تطورا، إذ تقدم أكثر من موجز أنباء بناء على تفضيلات المستخدم، وهي موجزات يتم توليدها عبر خوارزمية والذكاء الاصطناعي للمنصة تلقائيا، لذا تجد الموجزات الأساسية الخاصة بمن تقوم بمتابعتهم، فضلا عن موجز الاكتشاف والمقترحات، ثم موجزا مخصصا لكل مجال تقرر متابعته.
بهذه الطريقة، استطاعت منصات التواصل الاجتماعي الموازنة بين اكتشاف المنشورات الجديدة والترويج لها وبين متابعة الأشخاص الذين يفضلهم المستخدم ويبحث عنه باستمرار، وهو نهج يختلف تماما عما كانت "فيسبوك" تتبعه في السنوات الماضية.
لماذا يسعى زوكربيرغ لهذا التغيير؟
شهدت "فيسبوك" عددا كبيرا من التغيرات في الآونة الأخيرة، بدءا من إلغاء فرق التحقق من المعلومات ومتابعتها، وصولا إلى هذا التحديث الجديد الذي لن يكون الأخير بحسب وصف زوكربيرغ و"ميتا" في تدوينة الإعلان الرسمية.
فبحسب ما جاء في التدوينة، فإن "فيسبوك" يحصل على المزيد من التحديثات خلال هذا العام الذي تجعله يقترب من التجربة الأساسية القديمة، وذلك من أجل جعل المنصة أكثر متعة ومحققة الهدف الرئيسي لها في تقوية العلاقات الاجتماعية.
بشكل رسمي، فإن السبب وراء هذا التغيير هو رغبة زوكربيرغ ومجلس الإدارة في تحسين المنصة وإعادة رونقها السابق، ولكن ربما يكون هناك أسباب أخرى وراء رحلة التغيير الذي تنوي "فيسبوك" خوضه.
وربما يكون عدد المستخدمين النشط شهريا من ضمن هذه الأسباب، ففي الوقت الذي تمكنت فيه "تيك توك" من القفز بأعداد المستخدمين بشكل مطرد، كانت "فيسبوك" تنمو بمعدل أبطأ مقارنة بحجم المنصة، فضلا عن وجود التحديات القانونية أمام "تيك توك" واعتمادها على نوعية محتوى واحدة بعكس "فيسبوك".
بالطبع، تؤثر تفضيلات أبناء الجيلين "زد" و"ألفا" على حجم المنصات وآلية عملها وتطورها، ومن المهم ملاحظة أن هذه الآلية لعبت في صالح "إنستغرام" أيضا، فقد نمت المنصة وتمكنت من تحقيق أرباح بمعدل يفوق "فيسبوك" رغم أنهما مملوكتين لصالح الشركة الأم ذاتها.
هل تغير "فيسبوك" سياسة الإعلانات الخاصة بها؟
ورغم أن التحديث الجديد يغير طريقة تعامل المستخدمين والخوارزمية مع المحتوى المجاني بشكل كامل، فإن أثره على المحتوى المدفوع ما زال غير معلوم، فبينما يعرض الموجز الجديد المنشورات المجانية من الأصدقاء دون الجهات الأخرى، قد تلتزم "فيسبوك" بعرض الإعلانات وسط هذا الموجز بشكل يحاكي موجز الأنباء الرئيسي.
إعلان
وذلك اتباعا للعديد من المنصات الأخرى التي تقدم موجز أنباء خاصا بالأصدقاء، فتعرض أيضا الإعلانات وسط هذا الموجز، ليكون الاختلاف الوحيد أن الموجز لا يضم منشورات مجانية مقترحة من قبل الخوارزمية.
وتجدر الإشارة إلى أن التغير الأساسي الذي حدث في خوارزمية "فيسبوك" سابقا كان في صالح آليات عرض الإعلانات المختلفة، إذ مكن المنصة من عرض الإعلانات بشكل طبيعي أكثر وجعلها لا تبدو مثل الإعلانات.
هل تنجح هذه الخطوة في إعادة "فيسبوك"؟
في الوقت الحالي، أطلقت "ميتا" التحديث الجديد بشكل تجريبي في الولايات المتحدة وكندا فقط، ومن المتوقع أن يمتد إلى بقية مناطق العالم تدريجيا، ذلك في حال نجاح هذا التحديث ورواجه بين المستخدمين في المناطق التجريبية.
ولكن، يمكن القول إن هذا التحديث يأتي استجابة لشكاوى العديد من العملاء الذين يجدون منشورات غريبة وسط موجز الأنباء الخاص بهم، وذلك بعد أن تحول موجز الأنباء بشكل شبه كامل إلى منشورات مقترحة من الخوارزمية.
لذا لا يمكننا التيقن من أثر هذا التحديث في الوقت الحالي، وتبقى الأيام وحدها قادرة على إثبات نجاحه أو فشله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
١٦-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
الدردشة مع "شات جي بي تي".. دعم نفسي من رفيق افتراضي
في عالم يزداد فيه الشعور بالوحدة، يقترح مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا"، حلا قد يبدو غريبا للبعض وهو بناء صداقات مع الذكاء الاصطناعي. ففي لقاء بودكاست أخير، أشار زوكربيرغ إلى أن "الشخص الأميركي في المتوسط لديه أقل من 3 أصدقاء، بينما يحتاج فعليا إلى ما يقرب من 15 صديقا، معتبرا أن الذكاء الاصطناعي قد يسهم في سد هذه الفجوة الاجتماعية، خاصة مع تطور تقنيات التخصيص". ورغم تأكيده أن الذكاء الاصطناعي لا يهدف إلى استبدال الأصدقاء الحقيقيين، فإن اقتراحه بإمكانية استخدامه كصديقة أو حتى كمعالج نفسي أثار جدلا واسعا، حيث وصفه البعض بأنه "بعيد عن الواقع" أو حتى "ديستوبي" (ينذر بمستقبل كئيب). فالروابط الإنسانية، كما يرى الكثيرون، ليست مجرد تفاعل كلامي يمكن محاكاته برمجيا. ومع ذلك، تظل مشكلة الوحدة حقيقية وتزداد تفاقما، خصوصا بين المراهقين. ووفقا لدراسة أجراها مركز "غالوب" في عام 2023، يشعر نحو واحد من كل 4 أشخاص حول العالم بالوحدة بدرجة كبيرة أو متوسطة، أي ما يقرب من مليار شخص. ولعل هذا ما يدفع البعض للبحث عن بدائل جديدة، ولو كانت رقمية. الذكاء الاصطناعي كـ"رفيق رقمي" على منصات مثل تيك توك، تتزايد المقاطع التي تظهر استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي، مثل "شات جي بي تي" (ChatGPT)، في التعامل مع الأزمات العاطفية. ففي أحد المقاطع، تطلب امرأة من الأداة مساعدتها في صياغة رسالة لزوجها تعبر فيها عن مشاعر الإهمال من دون أن تبدو غاضبة. في مقطع آخر، تروّج إحدى صانعات المحتوى لاستخدام الذكاء الاصطناعي كبديل أرخص للعلاج النفسي، معتبرة أنه "أداة متاحة لمن لا يستطيعون تحمّل تكاليف المعالجين الباهظة". هذا الاتجاه لا يقتصر على الترفيه، بل امتد ليشمل تطبيقات متخصصة. تطبيق "ريبليكا" (Replika) يقدم تجربة "رفيق عاطفي" قائم على الذكاء الاصطناعي من خلال محادثات مصممة لمحاكاة الدعم النفسي والشعوري، بينما تركز تطبيقات مثل "بيرد" (Paired) و"لاستينغ" (Lasting) على دعم الأزواج من خلال تمارين واختبارات لتحسين التواصل. أما "ووبوت" (Woebot)، فيقدم محتوى قائما على مبادئ "العلاج المعرفي السلوكي" (CBT)، لمساعدة المستخدمين في التعامل مع التوتر والمشكلات اليومية. ما الذي يجعل الذكاء الاصطناعي جذابا؟ بحسب الدكتورة جودي هو، المتخصصة في علم النفس العصبي السريري، فإن جاذبية هذه الأدوات تكمن في قدرتها على تقديم دعم فوري وسري، من دون أحكام أو تكاليف مالية باهظة. وتضيف لموقع هاف بوست الأميركي "العديد من الأشخاص يشعرون براحة أكبر في التفاعل مع الذكاء الاصطناعي لأنه لا يصدر أحكاما، ولا يحتاج إلى مواعيد، ولا يحملهم عبئا نفسيا". وتشير "هو" إلى أن هذه الأدوات تمثل ملاذا للأشخاص الذين يعانون من وصمة العلاج النفسي، أو لأولئك الذين يعيشون في بيئات تفتقر إلى مختصين نفسيين. ومن منظور تقني بحت، فإن الذكاء الاصطناعي قد يلعب دور "المستجيب الأولي" في التعامل مع الأزمات اليومية أو مشاعر الوحدة العابرة. هل يمكن أن يكون بديلا حقيقيا للعلاج؟ رغم بعض النتائج الإيجابية، مثل تلك التي كشفت عنها دراسة حديثة للباحث ستيفانو بونتوني من كلية وارتون، والتي وجدت أن التفاعل مع رفيق ذكي يمكن أن يقلل الشعور بالوحدة بنسبة تصل إلى 20%، فإن الخبراء يحذرون من الاعتماد المفرط على هذه الأدوات. وتحذر دكتورة "هو" من أن الذكاء الاصطناعي قد يُبسّط مشكلات معقدة، كالصدمات النفسية أو الخيانة أو الغضب المكبوت، عبر إجابات جاهزة لا تراعي الخصوصية العاطفية لكل حالة. في حين تشير كامنيا بوجواني، المتخصصة في التكنولوجيا العاطفية، إلى أن "الذكاء الاصطناعي لا يمتلك القدرة على قراءة مشاعر الإنسان بعمق، ولا يمكنه تقديم تعاطف حقيقي أو المساعدة في حالات الانتحار أو الاضطرابات النفسية الحادة". وتضيف: "الاعتماد المفرط على هذه الأدوات قد يؤدي إلى عزلة اجتماعية، أو إلى بناء علاقات غير صحية مع أدوات رقمية تعتبر بديلا للعلاقات الإنسانية". بعيدا عن الجوانب النفسية، هناك أيضا خطر كبير يتعلق بخصوصية البيانات. فخلافا للمعالجين النفسيين الملزمين بقوانين مثل "إتش آي بي إيه إيه" (HIPAA)، فإن أدوات الذكاء الاصطناعي لا تخضع لنفس الرقابة القانونية. ويحذر كريستوفر كوفمان، أستاذ مساعد في جامعة كاليفورنيا الجنوبية، من أن النماذج اللغوية قد تتعلم من تفاعلات المستخدم من دون علمه، مما يضع البيانات في "منطقة رمادية قانونيا وأخلاقيا". والذكاء الاصطناعي قد يشكل أداة مساعدة لمن لا يستطيع الوصول للعلاج التقليدي أو يحتاج إلى دعم فوري، لكنه لا يمكن أن يحل محل العلاقة الإنسانية أو العمق العلاجي الذي يقدمه متخصص بشري. وتبقى العلاقات العاطفية والنفسية جزءا من التجربة الإنسانية المعقدة، وهي تجربة يصعب اختزالها في خوارزميات، مهما تطورت.


الجزيرة
١٥-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
شاهد- كيف تغير نظارات ميتا الذكية حياة المكفوفين
يشهد العالم في السنوات الأخيرة تطورات كبيرة في مجال التكنولوجيا المساعدة، حيث تسهم الابتكارات الحديثة في تحسين حياة الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة. ومن بين هذه الابتكارات الحديثة، تبرز نظارة "راي بان" (Ray Ban) الذكية الجديدة من " ميتا" (Meta) التي صنعتها بالتعاون مع عملاق النظارات الإيطالي "إيسيلور لوكسوتيكا" (EssilorLuxottica). وتأتي هذه النظارة مزودة بكاميرا وميكروفونات ومساعد ذكاء اصطناعي قادر على تحديد الأشياء والإجابة عن الأسئلة، وتجمع بين تقنيات الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي من أجل السماح للأفراد بالتفاعل مع العالم من حولهم. وتوفر نظارة "راي بان" حلولًا متطورة تساعد المستخدمين في التنقل، والتعرف على الأشياء، وقراءة النصوص، وحتى التفاعل مع الأفراد والمجتمع بسهولة أكبر. كيف تساعد نظارة "راي بان" الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة؟ بالرغم من أن "ميتا" لم تصمم نظارتها خصوصًا للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، ولكن مجموعة متنامية من هؤلاء المستخدمين ينظرون إلى هذه الأجهزة على أنها أداة تحسن حياتهم أكثر من كونها منتجًا لعشاق التكنولوجيا. إعلان وتعتمد "راي بان" الذكية على مزيج من تقنيات الذكاء الاصطناعي والواقع المعزز، مما يمنحها القدرة على التعرف على البيئة المحيطة، وتحليل المعلومات البصرية، وتحويلها إلى بيانات صوتية مفيدة للأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة. وتشمل هذه التقنيات التعرف على الأشياء والأشخاص، والمساعد الصوتي المدعوم بالذكاء الاصطناعي، والتحكم بالأوامر الصوتية، والتعرف على النصوص وتحويلها إلى صوت، والخرائط والتوجيه الصوتي الذكي. وتستخدم "راي بان" كاميرا مع تقنيات الرؤية الحاسوبية لتحديد الأشياء والأشخاص المحيطين بالمستخدم وتمييزهم. وتستطيع هذه النظارة أن تصف مشهدًا في حديقة، مثل "هناك شجرة كبيرة على اليمين، وطفل يلعب بالكرة على اليسار، ومجموعة من الناس يجلسون على مقاعد في المنتصف". ويتيح الذكاء الاصطناعي في النظارة تقديم وصف صوتي للأماكن، والتعرف على النصوص، والإجابة عن استفسارات المستخدم. وتصف النظارة المشاهد التي يراها المستخدم، مثل الأشخاص والأشياء والأماكن، مما يسمح له بتكوين صورة ذهنية عن محيطه. في حين يتيح التحكم بالأوامر الصوتية للمستخدم التفاعل مع النظارة دون الحاجة إلى استخدام اليدين، مما يسهل عليه التنقل بحرية. وتستطيع "راي بان" قراءة اللافتات، والقوائم، والوثائق بصوت عالٍ للمستخدمين. كما أنها تساعد المستخدم في التنقل عبر الإرشادات الصوتية بناءً على البيئة المحيطة به. ويساعد الجمع بين الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع المعزز الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة على التحرك بأمان في الأماكن العامة. وتستطيع هذه النظارة الذكية أن تخبر المستخدم بوجود "سلم أمامك مكون من 3 درجات" أو "هناك كرسي على بعد مترين على اليسار". وتنبه "راي بان" المستخدم إلى العوائق القريبة، وتتعرف على إشارات المرور، وترشده عبر الأوامر الصوتية. كما أنها تمكّن من التعرف على وجوه الأشخاص المتكرر تفاعلهم مع المستخدم، وإخباره بأسمائهم عند الاقتراب منهم، مما يسهل التفاعل الاجتماعي ويساعد في تعزيز الشعور بالاستقلالية. وعلى سبيل المثال، تخبر "راي بان" المستخدم بأن "محمد" يقترب منه، أو أن "سارة" تقف على بعد عدة أمتار. وفي المتاجر، يمكن لهذه النظارة قراءة أسماء المنتجات، وتحديد الأسعار، وحتى تقديم معلومات عن العروض والتخفيضات، مما يسمح للمستخدمين باتخاذ قرارات الشراء دون الحاجة إلى مساعدة الآخرين. وباستخدام تقنيات "التعرف الضوئي على الحروف" (أو سي آر OCR) يمكن للنظارة قراءة الكتب، والصحف، والقوائم، والفواتير، وتحويلها إلى صوت، مما يتيح للأشخاص الوصول إلى المعلومات المكتوبة بسهولة. وسواء كان ذلك في إعداد وجبة، أو معرفة لون الملابس، أو البحث عن عنصر مفقود في المنزل، يمكن لـ"راي بان" توفير إرشادات صوتية دقيقة تساعد المستخدم في تنفيذ المهام اليومية بفاعلية. الواقع المعزز يحسن الإدراك البصري تعتمد نظارة "راي بان" الجديدة على تقنيات الواقع المعزز التي تتيح للمستخدمين فهم البيئة المحيطة من خلال الصوت والاهتزازات. وتستطيع هذه النظارة تقديم معلومات فورية عن الأشياء المحيطة بالمستخدم، مثل الأثاث، والشوارع، واللافتات، وحتى الأشخاص. كما أنها قادرة على تمييز الألوان، وقراءة النصوص المكتوبة، وتوفير توجيهات تنقل دقيقة للمستخدمين. ويعتمد الواقع المعزز على دمج البيانات الرقمية مع المشهد الحقيقي الذي يراه المستخدم. وفي حالة نظارة "راي بان" فإنها تستخدم كاميرات مدمجة ومستشعرات لمراقبة البيئة المحيطة، وعرض معلومات مسموعة حول الأشياء التي تحيط بالمستخدم. وعلى سبيل المثال، عند توجيه النظارة نحو شارع مزدحم، فإنها تستطيع تقديم معلومات عن إشارات المرور، وعدد الأشخاص من حولها، واتجاهات السير المناسبة. ويمنح الواقع المعزز الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة إحساسًا أعمق بالبيئة المحيطة، مما يساعدهم في الاستقلالية. وبدلًا من الاعتماد على الآخرين لتوضيح ما حولهم، يمكنهم الاستفادة من هذه النظارة للحصول على بيانات مباشرة وفورية، مما يجعلهم يعتمدون على أنفسهم في الحياة اليومية. تحليل البيئة المحيطة بالذكاء الاصطناعي يدمج الذكاء الاصطناعي في هذه النظارة بين قدرات الرؤية الحاسوبية والتعرف على الأصوات، وذلك لتحليل البيئة المحيطة بالمستخدم وتقديم إرشادات واضحة. ومن خلال الكاميرات والميكروفونات المدمجة، تستطيع النظارة التعرف على وجوه الأشخاص، وتحديد الأشياء وتمييزها، وقراءة النصوص المكتوبة وتحويلها إلى صوت منطوق. وتساعد هذه الإمكانيات الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة في المهام اليومية، مثل التسوق والتنقل والتفاعل الاجتماعي. وتستطيع نظارة "راي بان" التعرف على الوجوه، مما يساعد المستخدم في تحديد الأشخاص الذين يتفاعل معهم. وتفحص النظارة البيئة المحيطة وتقدم معلومات سمعية عنها. كما يستطيع المستخدم إصدار أوامر صوتية، مثل "اقرأ لي هذه اللافتة" أو "أين الباب؟" ليحصل على إجابة فورية. وتدعم النظارة ترجمة اللافتات والنصوص إلى لغات مختلفة لمساعدة المستخدمين في البيئات الدولية. كما أنها تدعم التفاعل مع التطبيقات المساعدة، مثل تطبيق "بي ماي آيز" (Be My Eyes) الذي يربط المستخدمين بمتطوعين لمساعدتهم عبر الفيديو المباشر. وتقرأ هذه النظارة أثناء التسوق المعلومات الموجودة على عبوات المنتجات، وتستطيع في المطاعم قراءة القوائم وتقديم اقتراحات بناءً على تفضيلات المستخدم. كما أنها قادرة أثناء السفر على تقديم إرشادات حول الاتجاهات وأسماء الشوارع وحتى أوقات المواصلات. التحديات والقيود في البداية، واجهت نظارة "ميتا" صعوبة في جذب المستخدمين، لكن شعبيتها ازدادت منذ ذلك الحين. وبالرغم من المزايا العديدة، هناك بعض المشكلات التي تواجهها، مثل التحديات التقنية والاقتصادية والاجتماعية. وتواجه النظارة صعوبة في التعرف على بعض الأشياء أو النصوص في ظروف الإضاءة المنخفضة، وتستغرق بعض عمليات التحليل وقتًا أطول، مما يؤثر في تجربة المستخدم. ويثير استخدام الكاميرا والميكروفون بشكل مستمر في الأماكن العامة مخاوف حول الخصوصية والأمان الرقمي. كما تحتاج النظارة إلى تقليل استهلاك الطاقة لزيادة عمر البطارية وجعلها أكثر عملية للاستخدام اليومي. ولكن، مع استمرار تطور الذكاء الاصطناعي وتقنيات الواقع المعزز، فمن المتوقع أن تتحسن وظائف هذه النظارة لتصبح أكثر دقة وفعالية. وقد تشمل التحسينات المستقبلية ميزات أكثر تطورًا، مثل التفاعل بالأوامر الدماغية، والتكامل مع الأجهزة الذكية الأخرى لتحسين تجربة المستخدم. هذا إلى جانب تطوير الذكاء الاصطناعي ليكون أكثر دقة في التعرف على الأشياء والنصوص، وتحسين التصميم ليكون أكثر راحة وسهولة في الاستخدام اليومي، وإدخال ميزات متقدمة، مثل الإحساس بالمسافات عبر الاهتزازات. وفي الختام، تمثل نظارة "راي بان" خطوة كبيرة نحو تحسين استقلالية الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث توفر لهم أدوات مبتكرة تساعدهم في التفاعل مع العالم بطريقة أكثر سلاسة. ومع تطور التكنولوجيا، تواصل هذه الأجهزة إحداث تغييرات إيجابية في حياة الملايين حول العالم. ومع استمرار الابتكارات، قد نشهد في المستقبل أجهزة أكثر تطورًا قادرة على تغيير حياة الأفراد بشكل جذري.


الجزيرة
٠٨-٠٥-٢٠٢٥
- الجزيرة
كيفية منع "ميتا إيه آي" من التدريب بواسطة البيانات الشخصية
تخطط شركة ميتا لاستعمال المعلومات والمحتوى العام على شبكات التواصل الاجتماعي التابعة لها مثل فيسبوك و إنستغرام وتطبيق التواصل الفوري " واتساب" لتدريب الذكاء الاصطناعي "ميتا إيه آي" (Meta AI) بدءا من 27 آيار/مايو المقبل. ويمكن للمستخدم الاعتراض على هذا الإجراء بدون إبداء أسباب. وأوضحت شركة ميتا أنها توفر استمارات عبر الإنترنت للاعتراض على هذا الإجراء بشبكتي فيسبوك وإنستغرام، ولكن لا يمكن الوصول إلى هذه الاستمارات إلا بعد تسجيل الدخول في هذه الخدمات، ويلزم إدخال عنوان البريد الإلكتروني، الذي يستعمله المستخدم للوصول إلى الخدمة المعنية، ويمكن ترك خانة النص الأخرى خالية من البيانات؛ حيث لا يُشترط وجود أسباب للاعتراض على هذا الإجراء. آخر موعد للاعتراض وأوصى مركز حماية المستهلك بولاية شمال الراين وستفاليا الألمانية بعدم الموافقة على استعمال البيانات الخاصة لتدريب الذكاء الاصطناعي حتى 26 آيار/مايو المقبل على أقصى تقدير؛ لأن البيانات الخاصة بعد هذا التاريخ ستصبح جزءا من الذكاء الاصطناعي، ولا يسري الاعتراض المقدم في يوم 27 آيار/مايو أو في أي تاريخ لاحق إلا على المحتويات المنشورة بدءا من وقت الاعتراض. وأشار الخبراء الألمان إلى أن شركة ميتا تريد استعمال "المحتوى العام في منتجات ميتا" إلى جانب البيانات المتاحة بشكل عام لتدريب نماذج الاصطناعي الخاصة بها وتحسينها بدرجة كبيرة، ويمكن للمستخدم الاطلاع على التفاصيل في شرح شركة ميتا لاستخدام المعلومات في الذكاء الاصطناعي التوليدي. وبحسب ما أوضحته الشركة الأميركية فإن المحادثات الشخصية على تطبيق التراسل الفوري "واتساب" لا تعتبر معلومات عامة، ويتم تشفير هذه المعلومات من النهاية إلى النهاية، ولكن بمجرد اتصال تطبيق التراسل الفوري "واتساب" بالذكاء الاصطناعي "ميتا إيه آي" أو ربط الذكاء الاصطناعي "ميتا إيه آي" في المحادثة الجماعية، فإن أجزاء الاتصال مع "ميتا إيه آي" لم تعد مشفرة من النهاية للنهاية، وبالتالي فإنها تصبح معلومات "عامة". وأوضح المركز الألماني أنه يتم استعمال جميع الاستفسارات والرسائل، التي يتم إرسالها إلى روبوت الدردشة بالذكاء الاصطناعي، لتدريب وظيفة الذكاء الاصطناعي "ميتا إيه آي"، وإذا لم يرغب المستخدم في ذلك فإنه يتعين عليه التخلي عن استعمال الذكاء الاصطناعي "ميتا إيه آي" في تطبيق التراسل الفوري "واتس آب" وعدم استعمال خانة الإدخال "ميتا إيه آي" أو النقر على الدائرة الزرقاء أو جلب مساعد الذكاء الاصطناعي إلى المحادثة الجماعية عن طريق "@MetaAI". التعامل بحذر مع البيانات الشخصية وأوصى الخبراء الألمان المستخدمين، الذين يستعملون الذكاء الاصطناعي في تطبيق التراسل الفوري "واتساب" وشبكات التواصل الاجتماعي فيسبوك وإنستغرام أو أي خدمات أخرى لشركة ميتا، بالتعامل بعناية وحذر مع البيانات الشخصية، ولا ينبغي أبدا إدخال البيانات الحساسة مثل الأسماء وتواريخ الميلاد أو المعلومات الصحية، سواء كان في وظيفة "ميتا إيه آي" أو آي مساعد ذكاء اصطناعي آخر. وتجدر الإشارة إلى أنه لا يمكن تعطيل وظيفة "ميتا إيه آي" أو الدائرة الزرقاء أو حتى إخفاؤها في خدمات شركة ميتا، ولذلك يتعين على المستخدم تجاهل هذه الوظيفة في حالة عدم الرغبة في استعمالها.