
تأخرت .. لكنها آتية حتما!عمر ظاهر
تأخرت .. لكنها آتية حتما!!
د. عمر ظاهر
ما العمل؟ سؤال طرحه لينين قبل أكثر من مئة وعشرين سنة. وعندما نتذكّر هذا، ونذكره، فليس لأننا مغرمون بلينين، بل لنذكّر أنفسنا بأن الشعوب الأخرى أيضا مرت بالحال المزرية التي نمر بها نحن الآن. نعرف أن الشعب الروسي، بعد أن أجاب لينين عن السؤال، تجاوز في حينه محنته، وبنى امبراطورية عظيمة نقلت البشرية خطوات هامة إلى الأمام على طريق التحرر والتقدم، ودامت سبعين سنة، ثم صار لزاما أن يطرح أحدهم السؤال نفسه: ما العمل؟ وجاء الجواب من فلاديمير بوتين، ونهضت روسيا من جديد!
بوتين ينهض بروسيا، وليس من الكرامة أن نلوم أحدا، عندما تكون التضحية بتحالفنا معه، وثقفنا به، من ضمن الثمن الذي تتطلبه نهضته، فيضحي بهما بلا رحمة أو شفقة. لا ينبغي لنا أن نعتب لأن الأصل في الحياة هو الاعتماد على النفس، وذلك من عزم الأمور. أما التحالفات والصداقات، فمَن استطاع إليه سبيلا.
درسٌ من التاريخ
في تاريخ العرب الحديث، وفق مصادر كثيرة، يمكننا تمييز ثلاث فترات شملت كل بلدانهم بصورة متفاوتة، وهذه الفترات يمكن توصيفها على الوجه الآتي، رغم تداخلها مع عوامل أخرى غير التي نعتمدها كأساس للتوصيف:
أولا، فترة المد التقدمي الذي كان عنوانه التحرر، والديمقراطية، والاشتراكية. هذه الفترة جاءت بعد قيام الثورة البلشفية في روسيا (وعلى إثر انهيار الامبراطورية العثمانية، أو بعد تنفيذ مؤامرة سايكس-بيكو)، وتميزت على وجه العموم بتشكيل الأحزاب الشيوعية، والاشتراكية، والوطنية، وشهدت (ربما أيضا بسبب الاحتكاك مع الاستعمار الغربي) توجها إلى التحرر، والتطور الاجتماعي، رغم سيطرة الرجعية السياسية، والاستعمار.
ثانيا، فترة صعود الحركات القومية، وذلك على إثر انهيار الحركات الشيوعية، بدءً من العراق عام 1963، ثم سيطرة الناصرية، وقيام الانقلابات العسكرية ذات الصبغة القومية بذريعة محاربة الصهيونية. هذه الفترة انتهت بسرعة قياسية القصر – في الحقيقة بالارتباط مع هزيمة حزيران 1967، رغم أن الانقلابات استمرت بعد عام 1967 بحجة تصحيح المسار، في العراق عام 1968، وفي ليبيا، والسودان عام 1969، وفي سورية عام 1970، وفي مصر تحت يافطة 'إزالة آثار العدوان' حتى وفاة القائد العربي جمال عبدالناصر.
ليس هناك أي خلل في أن تكون للأمة روح قومية، إنما كان الخلل فيمن قفزوا على الشعور القومي، واستغلوه شر استغلال، فحولوا تلك الانقلابات العسكرية إلى مفرخة لتوليد الدكتاتوريات، بدلا من بناء القوة لتحرير فلسطين. وجاءت نهاية هذه الفترة، فعليا، عام 1979 بالخيانة التاريخية لأنور السادات في إبرامه اتفاقيات كامب ديفيد مع العدو الصهيوني.
ربما يكون أحد الأسباب الرئيسية لانتكاسة الروح القومية العربية هو أن عقلية الأمة العربية تعاني من الخجل في التمسك بنفسها، وذلك تحت تأثير الإسلام الذي ينحو إلى تبني مفهوم أوسع للأمة، أي الأمة الإسلامية، الأمر الذي يوحي بأن التمسك بالقومية عنصرية بغيضة؛ وأيضا تحت تأثير الشعور بالتعاطف مع الأقليات الكثيرة في العالم العربي، والرغبة في عدم إبداء التعالي إزاءها؛ كذلك تحت تأثير متعمد من أعداء العرب، مخافة توحد مئات الملايين في هوية تشكل مقدمة لظهور قوة مؤثرة على الساحة الدولية. ومع الأسف، فإن الحركات التقدمية أسهمت هي الأخرى في تنفير الشباب من التوجهات القومية لصالح شكل طوباوي من الأممية!
ثالثا، فترة الإسلاموية، فإذا كان السادات قد أعلن على الملأ نهاية تأثير القوى القومية العربية وذلك بإخراج مصر، الشقيقة الكبرى في نظر كل العرب، من الصراع ضد إسرائيل، فإن قيام الثورة الإسلامية في إيران في نفس الفترة (نهاية سبعينات القرن الماضي)، نفخ في الرماد الذي كانت نار الحركات الإسلاموية في العالم العربي تكمن تحتها.
والفترة الإسلاموية قد تكون الآن تلفظ أنفاسها الأخيرة بافتضاح كونها استخدمت الإسلام كواجهة تخفي وراءها الطائفية البغيضة، والإرهاب الدموي كسلاح يستخدمه أعداء الأمة للتضليل، والتجهيل، ولإبقاء الأمة العربية على صراط غير مستقيم.
لا يمكن، بطبيعة الحال، تعميم توصيفاتنا لتكون شاملة، فمثلا بقي نبض الأمة يدل على بقائها على قيد الحياة في حركتين إسلاميتين، في لبنان وفي غزة، هما الأمل الأخير في أن تبقى روح الإسلام في جسد الأمة حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
الإحباط الشامل
إذا كانت الإسلاموية قد انتهت نهايتها المفجعة في أخذها طابعا طائفيا دمويا، وكانت القومجية قد انتهت إلى طريق مسدودة من الاستئثار بالحكم بأي ثمن، فإن فترة الحركات ذات النزعة إلى التحرر، والديمقراطية، والاشتراكية في النصف الأول من القرن الماضي قد انتهت، وانتهى الدور المؤثر لها، لأسباب مشابهة، ولكن بمسميات أخرى، فالدكتاتوريات نخرت جسد تلك الحركات مع أنها لم تتحكم في الدولة، والحكومة، بل في تأسيس مافيات داخلية في الأحزاب، والتحكم بمقدراتها لعقود من العمل السري، مولدة قيادات معتقة ضلت جاثمة على صدور أنصارها حتى انقراضها؛ والطائفية نفسها تجلت في تلك الحركات في انقسامات أفقية وعمودية بين الموالاة للسوفييت، والموالاة للصين، أو حتى تقليد كوبا! وتخوين بعضها بعضا.
لماذا الاستعراض
القصد من هذا التلخيص ليس مجرد استعراض مختصر لتاريخنا القريب، وإنما استقراء لما يمكن أن يأتينا في قادم الأيام، فما يأتي لن يكون خارج ما عرفناه من أطر سياسية وثقافية تركت فينا آثارها. وإن كان لكاتب هذه السطور أن يدلو بدلوه، فليس هناك من أساس لما ندلي به غير التجربة، والمعايشة، والمعاناة.
ربما لن يكون هناك اختلاف كبير في فهمنا للإطار الديني (بصرف النظر عن التدين الشخصي لكل منا) الذي أثبت فشلا كارثيا في نقلنا خطوة إلى أمام، لا على المستوى السياسي، ولا التصارعي، ولا الثقافي. لقد أغرق الطائفيون هذه الأمة في الجهل، وفي الدماء، وعسى أن يكون ما نعيشه اليوم من مأساة مروعة في سورية هو الفصل الأخير في كتاب الطائفية البغيضة. إننا نتمنى أن تكون المأساة التي نشهدها في سورية آخر نفس للطائفية الإسلاموية، وإلا فإنه لو نجح من يقفون وراء الطائفيين في المد في عمر الوباء الطائفي، فإننا يمكن أن نكون مقبلين على بروز حركات اجتماعية عبثية ليس لها في عالم السياسة غير ردود أفعال عشوائية على ما يرونه الدين الذي يمثله هؤلاء الطائفيون المقرفون. إن الإطار الديني، والذي يولّد بشكل طبيعي الطائفية الدموية، ليس مصدر أمل.
أما القومجيون الذين كانت قضية فلسطين محور وجودهم، فقد اصطدموا هم أولا بجدار صلب من الروح القطرية، وبدلا من مصارحة شعوبهم، والتوجه إلى شكل من الحكم الوطني المعقول، شاركوا في خداع شعوبهم في التعلق بالأوهام، وساروا على نهج التأله، زاعمين أنهم ضرورة تاريخية، فانتهى بهم المطاف إلى العزلة عن شعوبهم، وعن العالم، ليواجهوا منفردين عدوا لا يرحم! لقد خانوا جميعا، وبصور مختلفة، قضية فلسطين، وسقط بسقوط أنظمتهم الأساس الوجودي لحركاتهم، وليس من عاقل يمكنه أن يعقد الآمال عليهم!
التاريخ سيقول كلمته
إن التاريخ يخبرنا أنه، وفي مثل هذه الظروف التي نمر بها، تنجب الأمم منقذيها. التاريخ يخبرنا أيضا أن الأمة العربية، وعلى ضوء تاريخها الحديث تحتاج إلى إطار جامع، ومرن، يمكنه جمع الأمة، والاستفادة من اجتماعها لتحقيق وزن نوعي لها على الساحة الدولية، والدخول في تحالفات متوازنة لا تبعية فيها لمصالح الحلفاء، أو الأصدقاء. العالم يتشكل من جديد عبر صراعات، وعبر تحالفات ندّية، وعبر القوة.
ورغم أن الأحزاب الاشتراكية 'التقدمية'، وفي مقدمتها الأحزاب الشيوعية العربية ارتكبت هي الأخرى أخطاءً (إن لن نقل جرائم) كارثية، لا بد لنا أن نعترف بأن وجودها كانت له مردودات إيجابية على مستوى الوعي، ونشر الثقافة، والإيمان بالأممية، وبالمساواة، ليس فقط بين الجنسين، بل وبين الطوائف المختلفة، حيث كانت أيضا ملاذا للأقليات التي رأت في مناهجها، وبرامجها، حماية لها من الطغيان المفترض للأكثرية، وتطلعت إلى المشاركة على قدم المساواة معها في بناء المجتمع الاشتراكي المنشود.
نحن على ثقة بأن الأغلبية العظمى من أبناء أمتنا خيارهم الاجتماع، عبر عودة موفقة للحركات التقدمية بعد أن ينتفض أنصارها، ويمارسوا نقدا ذاتيا حقيقيا لمسيرتها؛ نستغرب حقا لماذا لم تظهر حتى الآن حركة تقدمية عربية جامعة، ليس بالضرورة على شكل حزب شيوعي عربي، بل حركة سياسية لا دينية فاعلة تجمع الشباب العربي على روح قومية إنسانية عقلانية، وعلى شكل حركة إنقاذ عربية. لكننا على يقين بأنها ستظهر، وهي تنتظر لينينها العربي ليجيب عن السؤال التاريخي: ما العمل؟
نحن، السياسيون المتقاعدون في أوروبا، لن يكون لنا أي تأثير على ما سيقع في العالم العربي الذي نرتبط به ارتباطا روحيا. إنما لنا بضع كلمات لنقولها لمن سيبادرون إلى تأسيس 'حركة الإنقاذ العربية':
أولا، إن أول دولة ستدعمكم هي الصين، وذلك لأنها بحاجة إليكم في صراعها الصامت من أجل تحجيم، وتقزيم أمريكا. لكن إياكم أن تعطوها أكثر مما تأخذون منها. الصين تتفرج الآن على العرب وهم يُذبحون، ويُجوَّعون، ولا تحرك ساكنا لأنها تريد أن تصل الولايات المتحدة الحد الأقصى في اضطهاد العرب حتى يجد العرب في الصين، وفي التبعية لها حلا لمأساتهم. إنقاذ أمتنا بأيدينا نحن، وليس بيدي الصين، فلا تتركوا الصين تستغل مآسينا. تعاملوا معها تعامل الند للند.
أما روسيا، فهي تنهض من كبوتها، ولا تحتمل أن يثقل أي حليف، أو صديق كاهلها، فهي ليست الاتحاد السوفيتي، وهي، على ما يبدو، لا تتهيأ لحرب كبرى، ولذلك لا تجد حاجة إلى تحالفات مع الضعفاء.
ثانيا، لا تمارسوا الصبيانية التي مارسها التقدميون الأولون حين اعتبروا الدين أفيون الشعوب، واستعدَوا البسطاء من الأمة. الإسلام ليس عدوكم. انظروا إلى بوتين، الشيوعي السابق، كيف يستفيد من دعم الكنيسة. أنتم كتقدميين أقرب، بالتأكيد، إلى الله من الإسلامويين الطائفيين.
ثالثا، لتكن الروح القومية عندكم حقيقية، دون أن تكونوا عنصريين، فأنتم يريد الأعداء سحقكم لأنكم عرب، ولن ينفعكم وضع أي بعد بينكم وبين العروبة، بل كونوا روح العروبة التقدمية، الإنسانية. وفي هذا السياق، لا بد من الحفاظ على نفس الروح الكلاسيكية في الحركات التقدمية فيما يتعلق بالأقليات، لكن هذا لا يعني إطلاق العنان للعواطف، ونسيان أن الهدف من الحركة هو مصلحة العرب في تجنب الانسحاق تحت أقدام الكبار، وليس النفخ في روح إحياء الامبراطوريات البائدة للأقليات.
رابعا، لا بأس في أن يكون تنظيمكم سريا في البداية، ولكن اعملوا وكأنكم ستتحولون بعد استقرار العالم إلى تنظيم علني، فلا تكون عليكم مآخذ من أمتكم.
خامسا، ابتعدوا عن محاولة المركزية، واتركوا كل قطر يعمل ضمن إطار عام.
سادسا، أحيلوا كبار السن منكم على التقاعد الكريم كي لا تتكرر تجربة القادة الدببة الذين قضوا أعمارهم في الجبال حتى انقطعت صلتهم بالحياة في المدن، وصار همهم البقاء في 'القيادة الحكيمة' لأنهم كانوا لا يجيدون أي عمل يكسبون منه قوت يومهم، فتحولوا إلى طفيليين يعتاشون على أحزابهم.
سابعا، لا تنافقوا بأن تكونوا من أنصار حقوق المرأة حين يتعلق الأمر بنساء الآخرين، وتتمسكوا بالتقاليد الاجتماعية الموروثة حين يتعلق الأمر بنسائكم.
إن التاريخ يكاد يصرخ بأن الأمة العربية حبلى بحركة تقدمية جامعة، وأن ولادتها باتت قاب قوسين أو أدنى. وحتى لو كانت الولادة عسيرة، فإنها حاصلة لا محال.
تأخرت .. لكنها آتية حتما!
2025-03-17

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
الذكاء الاصطناعي أكبر تهديد لدولة اسرائيل
رغم ان ادبياتنا المدرسية اوالثقافية اوالفنية عن الإسلام وسيره الرسالة كانتومازالت تشير على ان اليهود اواليهودية هي واحده من اهم قوة التحديالرسالة الاسلامية ايام النبي محمد وصحابته ، ذالك اقرت بقوةتأثيرهم عندما فرضوا انفسهم بمجتمع الجزيرة بقوتهم بالعمل والتجارة وصفاتاخلاقية وثقافية اخرى،واستمر الحالب بقوة بعد النكبة ومازالت، ومع ذالك طلمانتذكر ايام طفولتنا، بقصص شعبية عن تجارب العرب والمسلمين مع شخصياتوتجمعات يهودية في بغداد والمحافظات ،فرغم الغل والكراهية التي تلون لغتهموتجاربهم ضد اليهود عموما واسرائيل خصوصا فانهم لم يستطيعوا ان يخفواحرص وتفوق الشخصية اليهودية بالعمل الخلاق الدؤب ، هذه المدرسةالنموذجية كانت يهودية وتلك المشفى كانت للدكتور اليهودي الفلاني، وهذهالتجارة تعلمنها من اليهود الإعلاني ،والمنطقة العمرانية تلك كان يسكنها اليهودقبل هجرتهم او تهجيرهم ،وهذا الوزارة العرقية تاسست على يد اليهودي الامينالمخلص سين وتلك المؤسسة الثقافية التي أسسها صاد، وحتى نحن الذينترعرعنا بمجتمع محاصر بكراهية اليهود والحرب ضدهم حتى النصر عليهموشطبهم من فلسطين ايام الحزب والثورة ، كنا نشعر بالفخر والامل، بالفخربان هذه البلاد عاشت بها اطياف مختلفه على مدى الالف السنين متسالمةمتعايشه بحكم القانون والنظام ، ومتاملين ،بانه لابد ان ياتي اليوم الذييستطيع به اليهودي وغيره ان يكون بيننا مواطنا او عملا او مستثمرا او حتىزائرا للعراق والعكس ممكن لكل عراقي ان يكون صالح للتعامل معهم ، يسافرليقيم او يعيش او يعمل داخل اسرائيل ، خاصة بعد الاستقرار النسبي الذيصنعته اتفاقية كامب ديفد، وقصص حكم القانون والنظام والعدالة الذي نقلوهلنا زملائنا في كلية القانون من فلسطيني الضفة والأردن في بداية الثمانيناتمن القرن الماضي، ولهذا توقعنا لن يطول الزمن حتى تكون اسرائيل التيجمعت خبرائها وأذكيائها من كل المجتمعات المتفوفة وبدعم من الدول العظمى، ان تكون مفخرتنا الحضارية امام العالم وهي تعيش بيننا سالمة مسلحه لتنويروادارة واستقرار للشرق الأوسط ، ولما اشتعل ارهاب القاعدة واستهداف مصالح الأمريكان بحجة انحيازها لإسرائيل ضد مصالح العرب والمسلمين توقعنا من اسرائيل المتفرجة ان تخففمن ضغوطاتها وتعنتها ضد حقوق من يشاركوها الارض والهواء والماء منالفلسطينيين ، واذا لم تستطيع ان تحررهم ليكونوا لهم دولتهم التي تديرشؤونهم وشجونهم ويتخلصوا من هذا العبء البشري والإداري والمالي والمعنويبالقليل يخففوا من التمييز بالحقوق والواجبات للفلسطينيين وبين مواطنيهماليهود ليستفيدوا من قوة العمل والتجارة معهم ،بالقليل ان يغلبوا دكائهم علىحقدهم الاسود من خلال استعمال الفلسطينيين جسر للعرب والمسلمينبالإضافة إلى قطع الحجة على اكثر من مليار عربي ومسلم– تجير نخبهمالدينية والدنيوية نضالاتهم او جهادهم في سبيل هذه القضية ، وبنفس الوقتيخففوا على داعمهم في الوجود ،الحليف الأمريكي الذي كان ومازال فيمنتهى الاحراج لما تمثله اسرائيل من ركن او هو المسيطر على كل اركان الامنالقومي الأمريكي ، يد يقاتل الارهاب العالمي ويد اخرى يمد اسرائيل بكلالامكانيات العسكرية والمالية والدبلوماسية من اجل حمايتها بما فيها إرباكوضعها العالمي بقيم السلام والأمن وحقوق الإنسان وحكم القانون للحد الذيتتحدى المؤسسات الاممية وتصدر قانون لمعاقبة اعلى محكمة عالمية ساهمتهي بقيمها وبوجودها لحماية الحقوق الادمية والنظام والاستقرار العالمي، ولهذا فان التصعيد الشعبي الأمريكي والعالمي ضد اليهود والحادث بقتلالدبلوماسيين الإسرائيلين امام المتحف اليهودي اليوم الذي تغطيه الماكنةالامريكية المتغابية (معادات السامية) لن تزيد إلا النقمة الامريكية وغيرها ، ونعتقد اعلان الرئيس الامريكي في زيارته الاخيرة للشرق الوسط بجعل دبيهي محطة الذكاء الاصطناعي العالمي في هذا الجزء من الكرة الأرضية وليست اسرائيل التي صرف الأمريكان من اجل وجودها عشرات الترليونات ، ذكرتنا على الفور بحجم خسارات إسرائيل بما سماه نتنياهو سياسة فرضالسلام بقوة استسلام الضحايا مذنبين او ابرياء لإبقاءها على قيد الوجودوالحياة ،


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
ظاهرة ارتفاع أسعار بورصة بطاقة الناخب في الانتخابات البرلمانية العراقية؟
على الجميع اليوم تحمل مسؤولية وطنية وأخلاقية في فضح ممارسات الأحزاب السياسية والتي تستغل الإسلام والطائفة والمذهب كغطاء لتحقيق مآربها الانتخابية. هذه الأحزاب وكما فعلت في السابق , تُعدّ الآن خططًا مدروسة لتوظيف المال السياسي وموارد الدولة للترويج لمرشحيها وقوائمها الانتخابية، في محاولة لتكريس الفساد وخداع الناخبين. لذا هناك واجب أخلاقي ووطني على الجميع ، بكل شفافية ونزاهة وكفاءة ، بكشف نقاط الفساد ووضعها أمام الرأي العام لفضح هذه الممارسات المخيبة للآمال. والأهم من ذلك، توعية الناخب بأهمية اختيار صوته الانتخابي بعناية لمن يستحق، ولدعم المرشحين الذين يمتلكون القدرة والنزاهة والكفاءة لتحسين أوضاعه الاقتصادية والاجتماعية، وتوفير الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم. وكذلك التنبيه بانه ينبغي على الناخب، حتى في ظل الحاجة الماسة والملحة للمال، أن يرفض بيع بطاقته الانتخابية، لأن هذا الفعل ليس فقط غير قانوني، بل هو انتهاك صارخ للأخلاق والمسؤولية الوطنية وحتى عقيدته الدينية. وفي مشهد يثير الغثيان ويدمي القلب، تتكشف لنا في العراق ظاهرة بيع بطاقات الناخب، تلك الجريمة الأخلاقية التي تنسف أسس الديمقراطية وتحول إرادة الشعب إلى سلعة رخيصة تُباع وتُشترى في سوق سوداء للأصوات. مؤخرا ومن خلال البرامج الحوارية في مختلف الفضائيات العراقية الاخبارية التي تتناول في برامجها الحوارية الانتخابات البرلمانية القادمة يؤكد معظمهم بأن أسعار بطاقات الناخب وصلت إلى 150 دولارًا ومع توقعات بارتفاعها إلى 500 دولار خلال الأسابيع القادمة والتي قد تبلغ ذروة اسعارها وقبل أيام من موعد الانتخابات البرلمانية المقررة 11 نوفمبر 2025، الى مبالغ خيالية تفوق أسعار شرائها في الانتخابات السابقة وحتى قد تتجاوزها , أنها ليست مجرد أرقام ، بل هي وصمة فساد صارخة على جبين النظام الانتخابي والسياسي العراقي، ودليل ساطع لا لبس فيه على ما وصل إليه انحطاط القيم والمثل وتفشي الفساد المالي الانتخابي. إن هذه الظاهرة المدانة ليست مجرد فعل غير قانوني، بل هي خيانة لكل مواطن عراقي يحلم بمستقبل أفضل. بيع بطاقة الناخب ليس سوى صفقة شيطانية يقايض فيها المواطن صوته، الذي هو أمانة ومسؤولية، ليُسلم مصيره ومصير بلده إلى تجار السياسة. هؤلاء الذين يشترون الأصوات ليسوا سوى مافيا احزاب منظمة تستغل عوز و فقر الناس وحاجتهم، لتضمن مقاعد برلمانية تمنحهم حصانة تحولهم إلى أباطرة الفساد، ينهبون ثروات العراق تحت غطاء القانون والحصانة البرلمانية التي تمنح لهم . نواب البرلمان الذين يفترض أن يكونوا ممثلي الشعب وصوت المظلومين، يتحولون إلى تجار أصوات يدفعون مئات الدولارات لشراء كراسيهم. هؤلاء ليس هدفهم خدمة المواطن، بل الإثراء غير المشروع، مستغلين الحصانة البرلمانية كدرع يحميهم من المساءلة. أي ديمقراطية هذه التي تبنى على صفقات مشبوهة؟ وأي شرعية لبرلمان يتشكل من نواب اشتروا مقاعدهم بدماء آمال الشعب وفقره؟ إن هذه الظاهرة ليست جديدة، فقد لوثت انتخابات سابقة كما في 2014 و 2018، حيث تراوحت أسعار بطاقات الناخب بين 150 ووصلت في ذروتها الى 1500 دولار . حتى المرجعية الدينية، ممثلة بالسيد علي السيستاني، اضطرت في حينها لإصدار فتوى دينية ملزمة تحرم هذه الممارسة عام 2014 ، لكن يبدو أن ضمائر البعض قد ماتت، وأن جشعهم للسلطة والمال قد تجاوز كل الحدود الأخلاقية والدينية ونرى تصعيدًا في هذا العبث السياسي، حيث يتحول المواطن الناخب إلى سلعة في مزاد علني، والبرلمان إلى سوق لتجارة الحصانات من المسائلة القانونية لهم . إن هذا الفساد الانتخابي يهدد أسس الديمقراطية ويرسخ انعدام الثقة بالنظام السياسي. فكيف يمكن لمواطن أن يثق ببرلمان يتشكل من نواب اشتروا مقاعدهم؟ وكيف يمكن لنائب دفع مئات من الدولارات لكل صوت أن يخدم الشعب بصدق، بينما هو مدين لجيوبه الخاصة ولمن سانده في هذا المزاد ؟ إن هؤلاء النواب لن يكونوا سوى أدوات لتكريس نفوذ الفساد، يستغلون مناصبهم لتعويض ما أنفقوا ولجمع المزيد من الثروات غير المشروعة، بينما يعاني المواطن العراقي من الفقر وانعدام الخدمات. والأشد إيلامًا هو صمت الجهات المسؤولة وتخاذلها عن مواجهة هذه الظاهرة. أين المفوضية العليا المستقلة للانتخابات؟ أين القضاء؟ أين الإجراءات الحازمة لمحاسبة من يشترون الأصوات ومن يبيعونها؟ إن غياب المحاسبة يشجع على استمرار هذا العبث، ويجعل من الانتخابات مسرحية هزلية لا تعبر عن إرادة الشعب، بل عن جشع قلة من المتنفذين. إن هذه الظاهرة ليست مجرد انتهاك قانوني، بل هي طعنة في قلب الديمقراطية العراقية. إنها خيانة لتضحيات ملايين العراقيين الذين يحلمون بوطن يحترم إرادتهم. إن بيع بطاقة الناخب هو بيع للضمير، وبيع لمستقبل الأجيال، وبيع للأمل في عراق أفضل. وعلى المواطن العراقي أن يدرك أن صوته ليس سلعة، بل سلاح للتغيير. وعلى الأحزاب والمسؤولين أن يتحملوا مسؤوليتهم الأخلاقية والقانونية لوقف هذا العبث، وإلا فإن البرلمان القادم لن يكون سوى نادٍ لتجار الحصانة، يعبثون بمصير العراق وثرواته. هذه الممارسة تشكل تهديدًا حقيقيا لنزاهة العملية الانتخابية، حيث تعكس بصورة واضحة طرق احتيالية وعمليات نصب واسعة النطاق باستخدام المال السياسي للتأثير على النتائج، مما يعزز انعدام الثقة بالنظام السياسي، خاصة مع نسبة المشاركة المنخفضة (41% في انتخابات 2021) والتي كانت بمشاركة فعالة ومؤثرة من قبل التيار الصدري في حينها والذي حصل على 73 مقعدآ , ولكن اليوم ومع الانسحاب التيار الوطني الشيعي الصدري من هذه الانتخابات القادمة فما هو المتوقع من نسبة المشاركة الحقيقية والتي يتوقع ألا تصل بأحسن الأحوال الى 30 % او حتى اقل. لذا فإن ظاهرة بيع بطاقات الناخب هي وصمة فساد واضح وصريح ستبقى و تطبع على جبين العملية السياسية في العراق. إنها ليست مجرد جريمة، بل هي انتحار للديمقراطية وخيانة للشعب. فلنقل لا لهذا الفساد، ولنحافظ على صوتنا كأمانة ومسؤولية، لا كسلعة تُباع في سوق النخاسة السياسية. إن العراق يستحق برلمانًا يمثل إرادة شعبه، لا جشع احزاب الاسلام السياسي وتجارة مرشحيهم .


ساحة التحرير
منذ يوم واحد
- ساحة التحرير
الوهابية والصهيونية: تحالف على جثّة الأمة!بقلم: نضال بن مصبــاح
الوهابية والصهيونية: تحالف على جثّة الأمة! بقلم: نضال بن مصبــاح صحيفة: ساحة التحرير المقدمة: في الوقت الذي تمزّق فيه قنابل الاحتلال أجساد أطفال غزة، وتقصف بيوت الآمنين فوق رؤوسهم، تخرج شعوب الغرب إلى الشوارع، تقتلع صمتها، وتصرخ باسم فلسطين. أما في عواصم 'الإسلام النفطي'، فلا صوت يعلو فوق فتاوى الطاعة، ولا دمعة تُذرف إلا لخسارة منتخب هنا، وغياب راقصة هناك! والكارثة؟ أنَّ منابر المساجد أصبحت أبواقًا للخذلان، وعمائم الوهابية صارت أداة لتبرير الجريمة وتكفير المظلومين! النص : في زمن تُدكُّ فيه غزة بالصواريخ، وتُنتزع أحشاء الرضّع من بين الأنقاض، يقف العالم على طرفي نقيض: شعوب الغرب تثور في الشوارع، تتحدى حكوماتها، ترفع راية فلسطين فوق برلماناتها، بينما صمتٌ مخزٍ يخيّم على مستعمرات 'النفط'، وتكفيرٌ علني لكل مقاوم، وتجريمٌ لكل من تحرّك لنصرة الأرض والعرض. لكن الصدمة ليست في صمت الملوك، بل في نباح العمائم. صمتٌ وهابيٌّ لا يشبه الحياد، بل يُشبه المؤامرة. لا يتلو آيات الرحمة، بل يُرتّل فتاوى التطبيع. لا يبكي على شهداء غزة، بل يصطفّ مع القاتل، يبرّر جرائمه من عبر فضائيات تتقن العربية بل وتحمل أسمها لكنها عبرية الهواء صهيونية الهوية تشمت بالمقاومة وتطعن في عقيدتها و دمائها. الوهابية لم تكن يومًا دينًا..بل وظيفة. مشروع وُلد في حضن الاستعمار البريطاني، هدفه تفكيك الإسلام من داخله، تمامًا كما وُلد الكيان الصهيوني لتمزيق فلسطين من خارجها. الاثنان صنيعة استعمارية: أحدهما يرتدي 'الشماغ' ويتحدث بلغة القرآن، والآخر يرتدي 'الكيباه' ويتحدث بلغة الموت. لكن كليهما يلتقيان في نقطة واحدة: عداء الحق، وخيانة المظلوم. انظر إلى باريس ومدريد وأمستردام: أي بقعة في المعمورة لم تُصب بفيروس الوهابية، تجد التظاهرات. الأعلام الفلسطينية ترفرف، والمثقفون يقفون مع غزة. ثم انظر إلى عواصم النفط: الشعوب مكمّمة، والمنابر مرعوبة، والخطباء يتحدثون عن 'طاعة ولي الأمر' وأحكام 'الاستنجاء' و'الاغتسال من الجنابة' وكأن غزة مجرد إشاعة لا تستحق الذكر. بل ويدعون على حماس، وعلى كل من يقاوم! الوهابية ليست مذهبًا، بل طاعون. ليست دعوة، بل خيانة مغلّفة بآيات. ليست إصلاحًا، بل انقلاب على الإسلام المقاوم، وتحويله إلى إسلام خنوع منزوع الأنياب، حيث الجهاد 'إرهاب'، والمقاومة 'فتنة'، والصهاينة 'أهل كتاب' يُوالون، بينما المقاومون 'روافض' يُكفَّرون! وهنا بيت الداء: الوهابي لا يقاتل إلا مسلمًا. ذهبوا للقتال في سوريا بزعم الدفاع عن 'أهل السنّة'، لكنهم اليوم لا يرون في غزة أهلًا ولا سنّة! قاتلوا في اليمن بحجّة العروبة، لكنهم لا يرون في غزة عربًا! أرادوا 'تحرير' ليبيا، لكنهم لا يرون في غزة شعبًا يستحق الحياة! هل تعلم لما كل هذا الحقد على غزة؟ ببساطة، لانها فضحتهم! كشفت عُهرهم المذهبي والسياسي. وها نحن نراهم عراة، يحاولون تغطية سوأتهم بخطاب طائفي بائس. فليعلموا أن الشعوب لم تعد تنطلي عليها تلك الأكاذيب. سنجز لحاهم النجسة، ونهتف لغزة فوق رؤوسهم. لقد خسروا معركة الوعي، كما خسروا شرف الموقف. إن ما يفعله الصهاينة في غزة هو إبادة جسدية، وما يفعله الوهابيون في العقول هو تبرير تلك الإبادة، وتدجين الضمير، وتخدير الأمّة باسم 'الطاعة' و'الفتن' و'درء المفاسد'. الخاتمة: الوهابية والصهيونية وجهان لعملة واحدة: الأولى تغتال روح الأمة، والثانية تغتال جسدها. ومن لا يزال يشك، فليقارن فقط بين دموع الغرباء على غزة، وبرود عمائم النفط أمام مشاهد الأطفال المحترقين. من يوالِ الصهيوني باسم الدين، ليس إلا صهيونيًا بثوب عربي، ومحرقة غزة لن تُبقي' لحى' متواطئة إلا وتحرقها 2025-05-23