
دراسات في الخطاب الديني!عدنان عويّد
دراسات في الخطاب الديني!
الجبرية: أو الجبر:
د. عدنان عويّد*
الجبر لغة:
جاء في معجم المعاني الجامع – معجم في اللغة العربية : جبَرَ يَجبُر ، جَبْرًا وجُبُورًا وجِبارةً ، فهو جابِر ، والمفعول مجبور – للمتعدِّي.
والجبر اصطلاحاً: هو إجبار وإكراه لإنسان على فعل أمر ما دون إرادته ورغبته.
وفي المصطلح الديني: هو نفي الفعل حقيقة عن العبد وإضافته إلى الله. و كما يقول الشهرستاني في الملل والنحل: (سُمِّي الجَبريَّة بذلك لأنهم يقولون: إن العبد مُجبَر على أفعاله، ولا اختيار له، وأن الفاعل الحقيقي هو الله تعالى، وأن الله سبحانه أجبر العباد على الإيمان أو الكفر.). (1). وهذا ما قال به 'أبو حسن الأشعري' في كتابه (مقالات الإسلاميين): (هو إجبار الناس وإرغامهم على فعل شيءٍ من غير إرادةٍ أو مشيئة لهم، ويرى الجَبريَّة أن الناس لا اختيار لهم في أفعالهم، ولا قدرة لهم على أن يغيِّروا مما هم فيه شيئًا، وإنما الأفعال لله سبحانه؛ فهو الذي يفعل بهم ما يفعلونه، وجعلوا هذا مطلقًا في جميع أفعالهم، فإذا آمن العبد أو كفر فإن الإيمان أو الكفر الذي وقع منه، والطاعة أو المعصية، ليست فِعلَه إلا على سبيل المجاز، وإنما الفاعل الحقيقي هو الله سبحانه؛ لأن العبد لا يستطيع أن يغير شيئًا من ذلك.). (2)
و(الجبريّة أصناف, هناك الجبرية الخالصة لا تثبت للعبد فعلا ولا قدرة على الفعل بالأصل. وهناك الجبريّة المتوسطة, وهي تثبت للعبد قدرة غير مؤثرة, وهذا ما قال به الأشاعرة في 'نظريّة الكسب.'. وهذا ما جعل المعتزلة يعدون الأشعريّة جبريّة.). (3).
إن'الجَبْريّة أو المجبرة', هي فرقة كلاميّة تنتسب إلى الإسلام، وجوهر عقيدتها هو أنها تؤمن بأن الإنسان مسيّر وليس مخيراً لأنه لا قدرة له على اختيار أعماله، ولذلك فقد اعتبرها علماء أهل السنة والجماعة. من الفرق الضالة المخالفة لمنهج وعقيدة الإسلام الحق. أي مخالفة لأهل السنة والجماعة. ويقال إن أول من قال بهذا المذهب الباطل هو 'الجعد بن درهم' مؤدب 'مروان بن محمد' آخر خلفاء بني أميّة، ولذا كان يلقب بـ'مروان الجعدى'، لأنه تعلم من الجعد مذهبه في القول بخلق القرآن والقدر وغير ذلك. (4).
هذا وقد اعتبر الأشاعرة وأهل السنة عموماً الجبرية في المقام الأول لوصف أتباع جهم بن صفوان (ت 746) وذلك لأن الأشاعرة يعتبرون عقيدتهم بموقف وسط بين القدريّة والجبريّة، ومن ناحية أخرى اعتبر المعتزلة والماتريدية أن الأشعريّة بمثابة جبريّة لأنهم حسب رأيهم رفضوا العقيدة الصحيحة المتمثلة في الإرادة الحرّة. وكذلك استخدم الشيعة (الزيديّة والاسماعيليّة والإماميّة الاثني عشرية) مصطلح الجبرية أو المجبرة متهمين به الأشعريين والحنابلة. مع أن الحنابلة والسلفيين عموما ينتقدون جميع الفرق الكلامية مثل القدرية والجبرية والمرجئة والجهمية المعتزلة. (5).
المرجعيّة المقدسة للجبريّة:
لقد اعتمد الجبريّة على نصوص مقدسة من القرآن والحديث لتأكيد موقفهم هذا, كقوله تعالى: (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ).{التغابن: 11}. وقوله تعالى: ﴿ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ رَمَى ﴾. [الأنفال: 17]. وقوله تعالى: (لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ* وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ). {التكوير: 28}. وقوله صلى الله عليه وسلم: (واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف. رواه الترمذي. (6).
مبادئ الفرقة الجبرية
الجبر في الأفعال والأقوال:
الجبر أهم هذه المبادئ وأشهرها عند الجبريّة، بل هو مبدؤهم الخاص بأفعال العباد، وأن العباد في أفعالهم مجبرون، وكل ما يصدر عنهم إنما يصدر اضطرارًا, فليس لهم إرادة أو قدرة أو اختيار، فالعبد – كما يقولون – كالريشة المعلقة في الهواء، يُسيِّرها الهواء حيث يشاء؛ فكذلك العبد، هو في يد القدر يُسَيِّره حيث يشاء؛ فجميع أفعال العباد اضطراريّة، والله تعالى أوجد الفعل في العباد، كما أوجده في الجمادات والنباتات، وإذا نُسبت الأفعال إلى العباد، فإنما تنسب مجازًا، ولا تنسب إليه حقيقة.(7)
نفي الصفات عن الله:
القول بأن القرآن حادث مخلوق، كما زعمته المعتزلة، حيث نفت الجبريّة قدم صفات الله، والكلام صفة من صفات الله؛ فإذا كان الكلام، صفة قديمة لله كان القرآن باعتباره كلامًا إلهيًّا قديمًا، وهم ينكرون القدم، إلا على الذات الإلهيّة وحدها، ومن ثم فلا يكون الكلام قديمًاّ، ولا تكون صفات الله قديمة، وينبني عليه القول بخلق القرآن.
لقد اعتقدوا أن الله واحد في ذاته، بمعنى: أنه غير مركب من أجزاء، وأنه لا شريك له في ذاته، بمعنى: أنه غير متعدد، وهو واحد في أفعاله، فلا شريك له، ومن هنا، ذهبوا: إلى أن الله تعالى، لا يتصف بصفات زائدة عليه من العلم والقدرة، والإرادة وغيرها.
وهم لا يصفون الباري تعالى، بصفة يوصف بها الخلق؛ لأن ذلك يقتضي تشبيه الله تعالى بالمخلوقين، ولذلك نفوا وصف الله تعالى، بأنه حيٌّ، عالٍ، سميع، بصير، غني، حكيم، رحيم، ونفوا هذه الصفات عن الله تعالى، وما يماثلها مما يوصف به الخلق.(8).
موقفهم من الجنة والنار:
يؤمنون بأن حركات أهل الخلدين -الجنة والنار- تنقطع، وأن الجنة والنار، تفنيان بعد أن يتنعم أهل الجنة، ويتعذب أهل النار المدة التي قدرها الله تعالى.(9).
الإيمان عند الجبرية:
إن الإيمان عند الجبريّة، يتحقق بمجرد المعرفة، حتى ولو لم يقر باللسان أو جحد اللسان؛ فمن عرف بقلبه، فهو مؤمن، حتى لو أنكر وكفر بلسانه.
والمعرفة عندهم تجب بالعقل قبل ورود السمع؛ إذ أن العقل يمكنه معرفة الخير والشر، ويمكن أن يصل إلى معرفة ما وراء الطبيعة والبعث.(10).
انكار تجسيد الخالق:
ينكر الجبريون أن يكون الله تعالى على العرش، أو أن له كرسيًّا، أو أن يكون في السماء دون الأرض؛ بل الله في نظرهم في كل مكان. وهم ينفون رؤية المؤمنين ربهم في الآخرة. والله يقول عن نفسه: ليس كمله شيء (11).
الرد على الجَبريَّة:
في التحليل السوسيولوجي والأنثربويولوجي (الأناسي) تعتبر الجبريّة في سياقها العام موقفاً سلبيّاً من الحياة بالنسبة للإنسان ودوره ومكانته في هذه الحياة, فتاريخ المجتمعات البشرية من خلال دراسات العصور التاريخيّة للبشريّة, بين لنا بأن بناء هذه الحياة في كل مفرداتها قام بها الإنسان منذ أن صنع وسائل إنتاجه الأوليّة بيده وصولا إلى كل حالات تطور هذه الوسائل, وما تركته هذه الوسائل ذاتها من تغيير في حياة الإنسان وإعادة تشكيل هذه الحياة بشكل مستمر ماديّاً وفكريّا.
إن النص المقدس (القرآن والحديث) كثيراً ما أشار إلى حريّة الإرادة الإنسانيّة في اختيارات وممارسة نشاط هذا الإنسان في بيئته الطبيعيّة والاجتماعيّة معاً.
فالآيات في ذلك كثيرة، منها قوله تعالى: ﴿ مِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الدُّنْيَا وَمِنْكُمْ مَنْ يُرِيدُ الْآخِرَةَ ﴾ [آل عمران: 152]، وقوله تعالى: ﴿ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ ﴾ [البقرة: 272]. وقوله تعالى ({ قُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شاءَ فَلْيَكْفُرْ } [ الكهف: 29 ], وقوله تعالى: ({ إِنَّ هذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شاءَ اتَّخَذَ إِلي رَبِّهِ سَبِيلاً } [ الإنسان: 29 ], وقوله : ({ اعْمَلُوا ما شِئْتُمْ إِنَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [ فصّلت: 40 ].
وفي الحديث روى الشيخانِ عن الخليفة 'عمر بن الخطاب' قوله: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئٍ ما نوى). (رواه البخاري ومسلم.).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة رجل أعطى بي ثم غدر ورجل باع حرا فأكل ثمنه ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره) رواه البخاري.
كاتب وباحث من سوريّة
d.owaid333d@gmail.com
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الهوامش:
1- (الملل والنحل للشهرستاني جـ 1 ص ـ 87). الناشر مؤسسة الحلبي. دون تاريخ النشر. بتصرف.
2- (مقالات الإسلاميين – أبو الحسن الأشعري – جـ 1 صـ 338). الناشر مطبعة الدولة – استانبول
3- (موقع اليوم السابع: من هم 'الجبرية'.. ولماذا رآهم أهل السنة والجماعة 'فرقة ضالة'؟ محمد عبد الرحمن. ).
كذلك يراجع : (شرح العقيدة الطحاوية لابن أبي العز الحنفي جـ 2 صـ: 349).
4- المرجع ذاته. موقع اليوم السابع. بتصرف.
5- الويكيبيديا. بتصرف.
6- (موقع اسلام ويب.عقيدة القدرية والجبرية .(ولمعرفة عقيدة الجبرية والقدرية راجع كتب العقيدة، وراجع الفتاوى التالية مع إحالاتها: 9192 ، 36591، 35375.) كما وردة في مقال الموقع ذاته. بتصرف.
7- للاستزادة في معرفة مبدئ الجبرية راجع: موقع المعلومات: ما هي الفرقة الجبرية. محمود عاطف. بتصرف.
8- موقع معلومات – ما هي الفرقة الناجية – المرجع نفسه – بتصرف.
9- موقع معلومات – ما هي الفرقة الناجية – المرجع نفسه – بتصرف.
10 – موقع معلومات – ما هي الفرقة الناجية – المرجع نفسه – بتصرف.
11- موقع معلومات – ما هي الفرقة الناجية – المرجع نفسه – بتصرف.
2025-03-07

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
الاستعداد العقلي والنفسي في الانسان
بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى : {وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا } صدق الله العلي العظيم (20الاسراء) تراودنا افكار احيانا في موضوعات شتى. منها لماذا لا يرزقنا الله ما نطلب منه.؟ ولماذا نرى فلان الغير مؤمن في بحبوحة من العيش , وفلان المؤمن يعيش في ظنك وفقر وعوز. وبلدان كافرة لا تعرف قيمة لدين الله , نجدهم اقوياء يسيطرون ويظلمون المؤمنين . كيف يقبل الله بذلك .؟وهناك اسئلة اخرى. فلان كان يدعوا الله ليل نهار ان ينصره على عدوه . وفلان يطلب الرزق بالمال. ولما بدل الله حاله من حال الظليمة الى استلام السلطة نسى الله وصار يحكم كالطغاة , ويسرق مال الله والعباد . هل في القران هل في القران .. هذا التصرف الالهي في الكون من قبل الله { انما يتصرف حسب القابلية عند الانسان واستعداده} لانلو اعطى الله الانسان كل ما يطلب دون وجود قابلية واستعداد .. ففث الانسان يوجد من كل صنفين متقابلين . فهو فيه علم يقابله الجهل. وعنده مستوى من الكفر يقابله اليقين . وعنده كرم مقابل البخل. وشجاعة مقابل الجبن .. وهكذا .!! لذلك تجد المجتمع قديما كانوا مع رسول الله{ص} صلوا معه وسمعوا حديثه وعرفوا منه الحق والباطل. ولكنهم ليس عندهم كلهم قابلية واستعداد لتطبيق ما قرئوه في القران , وليس عندهم استعداد لتطبيق ما يريده النبي{ص} لذلك تركوا وصايا النبي في اهل بيته{ع} فهم يعرفونهم انهم سادة الخلق منصبين من الله , ولكن استعدادهم الفكري والنفسي لا يرتقي الى مساوى ابي ذر الغفاري وسلمان وعمار والمقداد. حتى الذين حاربوا الحسين{ع} في كربلاء قتلوا اهله واصحابه وسبوا عياله. لم يقل احد منهم انهم كفار او خارجين عن الدين . بل لان المال اغراهم الى حد ان ينكر ما جاء عنهم في القران وما بلغ عنه الرسول{ص} فيهم . يقابل هؤلاء اصحاب الحسين{ع} والمتمسكين ينهج الحسين عندهم الاستعداد والامكانية ان يعطي ماله وحياته مقابل احياء ذكر الحسين{ع} بينما راينا شيعة في زمن الطاغية اسم امه فاطمة وابوه عبد علي او عبد الصاحب ولكنه كان ينتقم من انصار الحسين{ع} ويكتب التقارير ضدهم وهو يعلم انهم سينعدمون, فما هو المانع الذي حجب عنهم رؤية الحق في الصراع قديما وحديثا..؟ ربما البعض يقول عدم رؤية الحق بوضوح وانه انخدع بالشعارات وتحت عناوين براقة كاذبة كحب الوطن او ظاهرة المدنية والتقدم . لا يعتقد احد ان الله لم يزوده بعوامل المعرفة. يقول تعالى :{ وَمَنْ أَرَادَ الْآخِرَةَ وَسَعَىٰ لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَٰئِكَ كَانَ سَعْيُهُم مَّشْكُورًا كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا}.. يعد الحق في منظور أمير المؤمنين(ع) عبارة عن الفكر الذاتي هوالعامل المحرك للفرد والمجتمع في بناء الذات والمجتمع، لما عرض على عمر بن سعد قتال الحسين{ع}طلب مهلة ليس للتفكرومعرفة جهة الحق , بل لمعرفة الفائدة من قتل الحسين {ع} لذلك اشتهر عنه انه قال: فواللّه ما أدري وإنــــــــي لـحائرٌ// أفكّرُ في أمــــري على خطرينِ//أأتركُ ملكَ الرّيِّ والرّيُّ مـــنيتي//أم أرجعُ مأثــــــوماً بقتلِ حسينِ ــ اذن هو متاكد ان طريق الحسين هو الحق/ ثم برر فعله بقوله : وإنَّ إلهَ العرشِ يغفرُ زلّتي// ولو كنتُ فيها أظلمَ الثقلينِ. ولا يظن احد انه يترك بدون اعانة من الله في الصبر والثبات على الحق .يقول تعالى :[والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين) العنكبوت – 69. ]. والله الغني هو المتصرف بعباده لا يتصرف بمقتضى ذاته { لانه لا يظلم احدا} ولكن يتصرف بمقتضى المقابل وامكانيته ..كان بامكان يوسف {ع} ان ينال ما تريد زليخه. ولكن معرفته بالحكم ابعدته . وسجنه الحق الذي كان في قلبه . فكم شخص في السجن وهو ملتزم بالحق واخر طليق وهو مجرم.{ كُلًّا نُّمِدُّ هَٰؤُلَاءِ وَهَٰؤُلَاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُورًا} صدق الله العلي العظيم .


موقع كتابات
منذ يوم واحد
- موقع كتابات
من أمام الكعبة المشرفة…
اللهم يا أرحم الراحمين، ومن هذا المكان المبارك الطاهر، ومن أمام كعبة المسلمين، الكعبة المشرفة التي خصها الله بالتكريم والتشريف والتعظيم، ادعوك يا واسع العطاء ويا مجيب الدعاء، أسألك وأنا أقف أمام بيتك الحرام وفي مقامك العظيم أن تتقبل حجي ودعائي وتغفر لي ذنبي وتعتق رقبتي من النار وترزقني القبول والرضا، وأن تعود بي إلى أهلي سالمًا غانمًا مغفورًا يا رب العالمين، وقد محيت كل ذنوبي وبدلت سيئاتي بالحسنات. اللهم اجعل لأهلي من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا، وارزقهم من حيث لا يحتسبون، وبارك لهم في أعمارهم وأرزاقهم، وألبسهم ثوب العافية والرضا، وأنت القادر والمقتدر. اللهم احفظ أصدقائي وبارك لي في صحبتهم، واغفر لهم ذنوبهم، وحقق لهم أمانيهم، وارزقهم السعادة التي لا تزول، والهداية التي لا تنقطع، وقربًا منك فلا ينتهي يا رب العالمين. أدعوك ومنك الاستجابة، اللهم وأنا قريب أمام الكعبة، اجعلنا جميعًا من المقبولين عندك ومن المرحومين، ومن الذين يسيرون على صراطك المستقيم حتى نلقاك وأنت راضٍ عنا يا أكرم الأكرمين، يا الله…….. يا الله……. يا الله. اللهم إنا ندعوك فاستجب، وصلى اللهم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.


موقع كتابات
منذ 5 أيام
- موقع كتابات
الدين نظام اجتماعي أخلاقي وشعائر تعبدية
أن الدين موضوع مهم جدا في حياة الإنسان فقد أخذ حيزا واسعا من الدلالات للوصول إلى مفهوم الدين واشتقاقاته ومنها التدين وعندما نقرأ في القرآن الكريم ( أن الدين عند الله الإسلام ) ونحن نعرف أن كلمة الإسلام هي مفهوم شامل لكل فرد في هذا العالم حيث أن كل الرسل والنبيين يؤكدون على الإسلام أي الخضوع والتوجه والعبادة للإله الواحد هو الله تعالى لا شريك له وليس له كفوا أحد وأن الله قد أختار من بين خلقه في هذا الكون الواسع المعروف والغير معروف ( الإنسان ) ليكون خليفة في الأرض وجعل من ذريته خلفا بعد خلف حتى قيام الساعة ولم يتركهم هملا بدون رعاية أو توجيه في هذه الحياة الدنيا وهي الاختبار الحقيقي والفتنة الكبرى لغرض أعداده إلى الحياة الأبدية فقد بعث فيهم الأنبياء والرسل بتعاليم وشرائع ومنهاج وأسس وثوابت لغرض العيش وتنظيم حياتهم وسلوكيات وممارسات متعددة للوصول إلى مراد الله تعالى لهذا الإنسان المختار بدقة وعناية ألاهية لمنحه حياة حرة كريمة منظمة ومن هذه المقدمة البسيطة نستطيع منها الانطلاق إلى محاولة معرفة معنى (الدين )وبما أننا مسلمون من أتباع النبي الخاتم محمد صلوات الله عليه علينا أن نأخذ مفهوم ديننا من الكتاب المرسل إلينا من الله تعالى القرآن الكريم لهذا نستعرض من خلاله معنى كلمة الدين وكيف استعملها وطرحها بدقة حسب ما وردت فيه فأن كلمة الدين تعتبر كلمة واسعة المعنى ومفهوم مطاط بمعانيها الكثيرة في حياتنا اليومية منها . 1- الاعتقاد والسلوك والالتزام بمبادئ وأفكار معينة بعينها كمنهج اعتقادي طوعي وفكري حر كما قال الله تعالى (أن الدين عند الله الإسلام ) عمران 19 و(لكم دينكم ولي دين )الكافرون 6 . 2- الخضوع والطاعة كما قال تعالى (وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين حنفاء ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة وذلك الدين القيم )البينة 5 , 3- وقد جاءت كلمة الدين بمفهوم السلطة والمُلك والسلطان كما ذُكرت (ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك )يوسف 76 , 4- وقد جاءت بمعنى القانون والشريعة والسنن التي تنظم الحياة الأسرية والمجتمع والفرد على مختلف أنواعه وجنسه كسلوك يومي من قبل المشرع الأول الخالق لهذه البشرية في كل زمان ومكان (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك) الشورى 13 . 5- وكذلك الجزاء والعقاب المطلق لله تعالى خالق الخلق المتفرد بالوحدانية بهذه العقوبات في الآخرة حصرا من دون غيره من العباد على أفعاله ومعتقداته . 6- ومنها الطاعة والإدارة والهيمنة والقدرة المطلقة على الخلائق والسموات والأرض والكون جميعا كما قال تعالى (وله ما في السموات والأرض وله الدين واصبا أفغير الله تتقون ) النحل 52 . أذن أن الدين بمفهوم القرآن يعني ( الملك-السلطان-الجزاء-السلوك والمبادئ-الحُكم-القانون-الخضوع-الطاعة –العمل الصالح –الإيمان بالله وحده)أن هذه المفاهيم تعبر عن التعاليم المقدسة الصادرة من مصدر واحد هو الله تعالى للعمل بها من قبل الإنسان وهي مفاهيم وقيم اجتماعية تصب في بودقة واحدة تسمى (الدين) وهي ممارسات فردية وجماعية في حياته اليومية للوصول إلى درجة الكمال الأخلاقي المراد له أن هذه السلوكيات الفكرية والعملية للفرد هي السبيل الوحيد للوصول إلى عبادة الله تعالى بالإضافة إلى الشعائر التعبدية الأخرى بعيدا عن الرهبانية والتعصب والاعتكاف عن البشر والمجتمع والابتعاد عن خدمة المجتمع وإصلاحه وتحضره وهي (الصلاة – الصوم – الزكاة – الحج )كلها تؤدي إلى العدالة والمساواة وحفظ الإنسان من إتباع الشهوات والزلات والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما قال تعالى (من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ولنجزينهم أجرهم بأحسن ما كانوا يعلون )النحل 97 وكذلك (ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا) النساء 124 فأن العمل الصالح والإيمان بالله والعلاقات المثمرة بالقيم والأخلاق والمبادئ التي تبني المجتمع عبر عأن الذين أمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئة من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا فلهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون )البقرة 62