logo
فيلم Emelie.. الجريمة قد تنتج عن اختلال نفسي

فيلم Emelie.. الجريمة قد تنتج عن اختلال نفسي

موقع كتابات٠٣-٠٥-٢٠٢٥

خاص: كتبت- سماح عادل
فيلم Emelie فيلم إثارة نفسية يصور سيدة تحاول الانتقام من موت طفلها عن طريق الخطأ.
تدور أحداث الفيلم حول فتاة تدعى 'آنا'، يفترض أنها جليسة أطفال لعائلة، ولكن تختطف على يد 'إميلي ليرو' ورجل مجهول الهوية. ثم تنتحل 'إميلي' شخصية 'آنا' وتدخل منزل 'دان وجويس طومسون'، لرعاية أطفالهما اللذين من المفترض أن تجالسهما 'آنا' أثناء احتفال 'دان وجويس' بعيد زواجهما الثالث عشر.
تتصرف 'إميلي' بسلوك غريب ومزعج في كثير من الأحيان بعد مغادرة الوالدين، إذ يبدو أنها تفضل 'كريستوفر' على إخوته الأكبر سنا. تعلمهم لعبة التنكر، ثم طلبت من الأطفال لعب الغميضة، وأغلقت مودم الإنترنت، وفككت أربطة أحذية الأطفال، وفتحت الخزانة. ثم طلبت من 'جاكوب' الطفل الذي يبلغ 11 عاما فتح سدادة قطنية جديدة لها، ثم وضعتها أمامه وهي تمسح منطقتها الحميمة.
عشاء..
علي الجانب الآخر في المطعم، كان 'دان وجويس' تحت مراقبة الرجل الذي ساعد في اختطاف 'آنا'. يراقب الزوجين من سيارته.
وعودة إلي المنزل بعد أن صدمت 'إميلي' 'سالي' الطفلة الأصغر بإطعام هامسترها الأليف لأفعى 'جاكوب' الأليف، عرضت عليها وعلى 'كريستوفر' شريطا جنسيا من صنع والديهما، يصوران فيه علاقتهما الحميمة بدلا من فيلم عائلي.
شعر 'جاكوب' بغرابة أفعال 'إميلي'، فتش 'جاكوب' أغراض 'إميلي' واكتشف أنها ليست 'آنا' في الواقع. شعر بالرعب لرؤية ما عرضته 'إميلي' لشقيقيه الأصغر على التلفزيون وأطفأه. وصرح في وجه 'إميلي'، فصرخت فيهم 'إميلي' لكي يستعدوا للنوم.
قصة قبل النوم..
أخبرت 'إميلي' 'كريستوفر' قصة عن أم دب كان لديها صغير أحبته كثيرا. وتتابع صور من الماضي ترصد حكاية 'إميلي' التي تعبر عنها تلك القصة، حيث فقدت طفلها الرضيع، تكمل 'إميلي' الحكي قائلة أنه في أحد الأيام، وقعت مأساة، مات صغير الدب، والتقت الأم الدب بالضبع النحيف، الذي قال إنه سيساعدها في إنجاب صغير جديد. وقعت الأم الدب والضبع النحيف في مشكلة وهربتا إلى أرض جديدة للبحث عن صغير جديد.
'إميلي' هي الأم الدب في القصة: في إحدى الليالي، نامت مع طفلها على الأريكة، فاختنق عن طريق الخطأ. تركها موت ابنها العرضي مفجوعة وغير مستقرة. حتى يوم مشئوم، التقت 'إميلي' بـ'الرجل النحيف' الذي يرجح أنه حبيبها الجديد، لكنها لم تستطع إنجاب المزيد من الأطفال، ولم تتمكن من تبني طفل جديد بسبب شروط الأهلية في بلدها.
ونتيجةً لذلك، وقعا في مشاكل قانونية، واضطرتا في النهاية إلى الفرار من كندا إلى الولايات المتحدة، حيث شوهدت 'إميلي' وهي تراقب الأطفال في الملعب قبل أن تنفذ خطتها.
الاستعداد للهروب..
أرسلت 'إميلي' رسالةً نصيةً إلى حبيبها 'الرجل النحيف' تخبره فيها أنها وجدت 'مخبأها' وطلبت منه منع 'دان' و'جويس' من العودة إلى المنزل لكسب بعض الوقت.
ثم تأتي 'ماغي'، جليسة الأطفال المعتادة، لتطمئن عليهم عند الباب الأمامي، لأنها لم تتلق أي أخبار من صديقتها 'آنا'. تتشكك 'ماغي' في أن الأطفال مشاغبين وتندهش لكونهم هادئين إلى هذا الحد، فتطلب رؤيتهم حين تبلغها 'إميلي' أنهم ناموا. وبينما تغادر، تضع 'سالي' رسالة تطلب فيها المساعدة في حقيبة 'ماغي'. تقرأ 'ماغي' الرسالة في سيارتها، لكن 'إميلي' تضربها حتى تفقد وعيها.
عنف..
تجبر 'إميلي' الأطفال على شرب شراب السعال، لكن 'جاكوب' يجبر نفسه على التقيؤ سرا ليبقى مستيقظا. تصاب 'سالي وكريستوفر' بالنعاس. يتصل 'جاكوب' بصديقه وجاره 'هاوي' طلبا للمساعدة. تبدأ 'إميلي' بجمع أغراض 'كريستوفر'، عازمةً على اختطافه لتحقيق رغبتها في أن تصبح أما مرة أخرى. ثم تخطط لخنق 'جاكوب' بوسادة لأنها اعتبرته مصدر إزعاج في خطتها، لتكتشف أنه هرب للقاء 'هاوي' للحصول على مجموعة جديدة من الألعاب النارية وخطة لإنقاذ إخوته الصغار. استيقظت 'ماغي' وهاجمت 'إميلي' لحماية الأطفال. قتلتها 'إميلي' بينما أخفى 'جاكوب' 'كريستوفر'.
عودة..
في هذه الأثناء، اتصل 'دان' و'جويس' بسيارة أجرة. في طريق عودتهما إلى المنزل، حاول الرجل النحيف إيقافهما بصدم سيارته بسيارة الأجرة ليمنح 'إميلي' وقتً لخططها، لكنه ضحى بنفسه في الحادث ليحقق حلمها في أن تصبح أما مرة أخرى. أخبرت الشرطة الوالدين أن الرجل النحيف لم يكن يحمل هوية وأن السيارة مسروقة.
عثر 'جاكوب' على جثة 'ماغي' في القبو. هددت 'إميلي' 'جاكوب' بقتل سالي ما لم يحضر لها 'كريستوفر'. كما أظهرت له سترة 'هاوي' وطلبت منه مقابلتها في الفناء الخلفي مع 'كريستوفر'. في الفناء الخلفي، سيطر 'جاكوب' على 'إميلي' باستخدام ألعاب هاوي النارية المشتعلة في سلة المهملات وأعاد 'سالي'.
فتحت الشرطة صندوق السيارة المحطمة، ولدهشتهم، عثروا على جثة 'آنا' الحقيقية هامدة في الصندوق، وأدركوا أن 'آنا' الموجودة في منزلهم محتالة. هرع 'دان وجويس' والشرطة إلى المنزل. وضع 'جاكوب' إخوته في سيارة شيفروليه كورفيت الخاصة بوالده في المرآب. خرجت 'إميلي'، فدهسها جاكوب في الممر.
وصلت الشرطة ووالداه، والتقى الأطفال بهم. اتضح أن 'هاوي' ما يزال على قيد الحياة، بعد أن أصيب بجرح في رأسه فقط.
ظهرت 'إميلي' وهي تعرج مبتعدة عن مكان الحادث، مما يوحي بأنها هربت أو يفترض أن السلطات ألقت القبض عليها لاحقا. وينتهي الفيلم علي ذلك.
الفيلم يرصد كيف أن اختلال 'إميلي' النفسي بسبب فقدان طفلها نتيجة خطأ منها أودي بها إلي أن تصبح مجرمة، وقاسية القلب، حتى أنها أصبحت قاتلة. لكنه مع ذلك ركز علي معاملة 'إميلي' للأطفال ولم يهتم برصد تاريخها الشخصي بعمق. كما ركز علي ذكاء 'جاكوب' وقدرته علي التعامل مع الموقف، وإنقاذه لإخوته بمهارة فائقة.
فيلم 'إميلي' هو فيلم رعب وإثارة أمريكي صدر عام ٢٠١٥، من إخراج 'مايكل ثيلين' وتأليف 'ريتشارد ريموند هاري هيربك'. الفيلم من بطولة 'سارة بولجر، وجوشوا راش، وكارلي آدامز، وتوماس باير، وسوزان بورفار، وكريس بيتيم'. صدر الفيلم في ٤ مارس ٢٠١٦ من قبل 'وارنر براذرز'، وحظي بمراجعات إيجابية من النقاد. عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان تريبيكا السينمائي في 22 أبريل 2015. ثم أصدرته شركة دارك سكاي فيلمز في 4 مارس 2016.
منح موقع تجميع المراجعات 'روتن توميتوز' الفيلم نسبة موافقة بلغت 88%، بناء على 34 مراجعة، بمتوسط ​​تقييم 6.54 من 10. وأفاد موقع ميتاكريتيك أن متوسط ​​تقييم الفيلم بلغ 62/100، بناء على 13 مراجعة، مما يشير إلى مراجعات 'إيجابية بشكل عام'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

فيلم Emelie.. الجريمة قد تنتج عن اختلال نفسي
فيلم Emelie.. الجريمة قد تنتج عن اختلال نفسي

موقع كتابات

time٠٣-٠٥-٢٠٢٥

  • موقع كتابات

فيلم Emelie.. الجريمة قد تنتج عن اختلال نفسي

خاص: كتبت- سماح عادل فيلم Emelie فيلم إثارة نفسية يصور سيدة تحاول الانتقام من موت طفلها عن طريق الخطأ. تدور أحداث الفيلم حول فتاة تدعى 'آنا'، يفترض أنها جليسة أطفال لعائلة، ولكن تختطف على يد 'إميلي ليرو' ورجل مجهول الهوية. ثم تنتحل 'إميلي' شخصية 'آنا' وتدخل منزل 'دان وجويس طومسون'، لرعاية أطفالهما اللذين من المفترض أن تجالسهما 'آنا' أثناء احتفال 'دان وجويس' بعيد زواجهما الثالث عشر. تتصرف 'إميلي' بسلوك غريب ومزعج في كثير من الأحيان بعد مغادرة الوالدين، إذ يبدو أنها تفضل 'كريستوفر' على إخوته الأكبر سنا. تعلمهم لعبة التنكر، ثم طلبت من الأطفال لعب الغميضة، وأغلقت مودم الإنترنت، وفككت أربطة أحذية الأطفال، وفتحت الخزانة. ثم طلبت من 'جاكوب' الطفل الذي يبلغ 11 عاما فتح سدادة قطنية جديدة لها، ثم وضعتها أمامه وهي تمسح منطقتها الحميمة. عشاء.. علي الجانب الآخر في المطعم، كان 'دان وجويس' تحت مراقبة الرجل الذي ساعد في اختطاف 'آنا'. يراقب الزوجين من سيارته. وعودة إلي المنزل بعد أن صدمت 'إميلي' 'سالي' الطفلة الأصغر بإطعام هامسترها الأليف لأفعى 'جاكوب' الأليف، عرضت عليها وعلى 'كريستوفر' شريطا جنسيا من صنع والديهما، يصوران فيه علاقتهما الحميمة بدلا من فيلم عائلي. شعر 'جاكوب' بغرابة أفعال 'إميلي'، فتش 'جاكوب' أغراض 'إميلي' واكتشف أنها ليست 'آنا' في الواقع. شعر بالرعب لرؤية ما عرضته 'إميلي' لشقيقيه الأصغر على التلفزيون وأطفأه. وصرح في وجه 'إميلي'، فصرخت فيهم 'إميلي' لكي يستعدوا للنوم. قصة قبل النوم.. أخبرت 'إميلي' 'كريستوفر' قصة عن أم دب كان لديها صغير أحبته كثيرا. وتتابع صور من الماضي ترصد حكاية 'إميلي' التي تعبر عنها تلك القصة، حيث فقدت طفلها الرضيع، تكمل 'إميلي' الحكي قائلة أنه في أحد الأيام، وقعت مأساة، مات صغير الدب، والتقت الأم الدب بالضبع النحيف، الذي قال إنه سيساعدها في إنجاب صغير جديد. وقعت الأم الدب والضبع النحيف في مشكلة وهربتا إلى أرض جديدة للبحث عن صغير جديد. 'إميلي' هي الأم الدب في القصة: في إحدى الليالي، نامت مع طفلها على الأريكة، فاختنق عن طريق الخطأ. تركها موت ابنها العرضي مفجوعة وغير مستقرة. حتى يوم مشئوم، التقت 'إميلي' بـ'الرجل النحيف' الذي يرجح أنه حبيبها الجديد، لكنها لم تستطع إنجاب المزيد من الأطفال، ولم تتمكن من تبني طفل جديد بسبب شروط الأهلية في بلدها. ونتيجةً لذلك، وقعا في مشاكل قانونية، واضطرتا في النهاية إلى الفرار من كندا إلى الولايات المتحدة، حيث شوهدت 'إميلي' وهي تراقب الأطفال في الملعب قبل أن تنفذ خطتها. الاستعداد للهروب.. أرسلت 'إميلي' رسالةً نصيةً إلى حبيبها 'الرجل النحيف' تخبره فيها أنها وجدت 'مخبأها' وطلبت منه منع 'دان' و'جويس' من العودة إلى المنزل لكسب بعض الوقت. ثم تأتي 'ماغي'، جليسة الأطفال المعتادة، لتطمئن عليهم عند الباب الأمامي، لأنها لم تتلق أي أخبار من صديقتها 'آنا'. تتشكك 'ماغي' في أن الأطفال مشاغبين وتندهش لكونهم هادئين إلى هذا الحد، فتطلب رؤيتهم حين تبلغها 'إميلي' أنهم ناموا. وبينما تغادر، تضع 'سالي' رسالة تطلب فيها المساعدة في حقيبة 'ماغي'. تقرأ 'ماغي' الرسالة في سيارتها، لكن 'إميلي' تضربها حتى تفقد وعيها. عنف.. تجبر 'إميلي' الأطفال على شرب شراب السعال، لكن 'جاكوب' يجبر نفسه على التقيؤ سرا ليبقى مستيقظا. تصاب 'سالي وكريستوفر' بالنعاس. يتصل 'جاكوب' بصديقه وجاره 'هاوي' طلبا للمساعدة. تبدأ 'إميلي' بجمع أغراض 'كريستوفر'، عازمةً على اختطافه لتحقيق رغبتها في أن تصبح أما مرة أخرى. ثم تخطط لخنق 'جاكوب' بوسادة لأنها اعتبرته مصدر إزعاج في خطتها، لتكتشف أنه هرب للقاء 'هاوي' للحصول على مجموعة جديدة من الألعاب النارية وخطة لإنقاذ إخوته الصغار. استيقظت 'ماغي' وهاجمت 'إميلي' لحماية الأطفال. قتلتها 'إميلي' بينما أخفى 'جاكوب' 'كريستوفر'. عودة.. في هذه الأثناء، اتصل 'دان' و'جويس' بسيارة أجرة. في طريق عودتهما إلى المنزل، حاول الرجل النحيف إيقافهما بصدم سيارته بسيارة الأجرة ليمنح 'إميلي' وقتً لخططها، لكنه ضحى بنفسه في الحادث ليحقق حلمها في أن تصبح أما مرة أخرى. أخبرت الشرطة الوالدين أن الرجل النحيف لم يكن يحمل هوية وأن السيارة مسروقة. عثر 'جاكوب' على جثة 'ماغي' في القبو. هددت 'إميلي' 'جاكوب' بقتل سالي ما لم يحضر لها 'كريستوفر'. كما أظهرت له سترة 'هاوي' وطلبت منه مقابلتها في الفناء الخلفي مع 'كريستوفر'. في الفناء الخلفي، سيطر 'جاكوب' على 'إميلي' باستخدام ألعاب هاوي النارية المشتعلة في سلة المهملات وأعاد 'سالي'. فتحت الشرطة صندوق السيارة المحطمة، ولدهشتهم، عثروا على جثة 'آنا' الحقيقية هامدة في الصندوق، وأدركوا أن 'آنا' الموجودة في منزلهم محتالة. هرع 'دان وجويس' والشرطة إلى المنزل. وضع 'جاكوب' إخوته في سيارة شيفروليه كورفيت الخاصة بوالده في المرآب. خرجت 'إميلي'، فدهسها جاكوب في الممر. وصلت الشرطة ووالداه، والتقى الأطفال بهم. اتضح أن 'هاوي' ما يزال على قيد الحياة، بعد أن أصيب بجرح في رأسه فقط. ظهرت 'إميلي' وهي تعرج مبتعدة عن مكان الحادث، مما يوحي بأنها هربت أو يفترض أن السلطات ألقت القبض عليها لاحقا. وينتهي الفيلم علي ذلك. الفيلم يرصد كيف أن اختلال 'إميلي' النفسي بسبب فقدان طفلها نتيجة خطأ منها أودي بها إلي أن تصبح مجرمة، وقاسية القلب، حتى أنها أصبحت قاتلة. لكنه مع ذلك ركز علي معاملة 'إميلي' للأطفال ولم يهتم برصد تاريخها الشخصي بعمق. كما ركز علي ذكاء 'جاكوب' وقدرته علي التعامل مع الموقف، وإنقاذه لإخوته بمهارة فائقة. فيلم 'إميلي' هو فيلم رعب وإثارة أمريكي صدر عام ٢٠١٥، من إخراج 'مايكل ثيلين' وتأليف 'ريتشارد ريموند هاري هيربك'. الفيلم من بطولة 'سارة بولجر، وجوشوا راش، وكارلي آدامز، وتوماس باير، وسوزان بورفار، وكريس بيتيم'. صدر الفيلم في ٤ مارس ٢٠١٦ من قبل 'وارنر براذرز'، وحظي بمراجعات إيجابية من النقاد. عرض الفيلم لأول مرة في مهرجان تريبيكا السينمائي في 22 أبريل 2015. ثم أصدرته شركة دارك سكاي فيلمز في 4 مارس 2016. منح موقع تجميع المراجعات 'روتن توميتوز' الفيلم نسبة موافقة بلغت 88%، بناء على 34 مراجعة، بمتوسط ​​تقييم 6.54 من 10. وأفاد موقع ميتاكريتيك أن متوسط ​​تقييم الفيلم بلغ 62/100، بناء على 13 مراجعة، مما يشير إلى مراجعات 'إيجابية بشكل عام'.

يوتيوب: العالم الخفي تحت ظلال خوارزمية
يوتيوب: العالم الخفي تحت ظلال خوارزمية

شفق نيوز

time٢٦-٠٤-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

يوتيوب: العالم الخفي تحت ظلال خوارزمية

هناك جانب خفي ليوتيوب، يختبئ خلف خوارزمية مُتحكمة، وهو لا يُشبه ما تعرفه. الغالبية العظمى من فيديوهات يوتيوب، التي تقدر بـ 14.8 مليار فيديو، لم تُشاهد تقريباً حتى الآن. في 23 أبريل/نيسان 2005، نشر موقع يوتيوب أول فيديو له؛ 19 ثانية محرجة لمؤسس المنصة وهو يصف الأفيال في حديقة الحيوانات. ولكن بعد 20 عاماً، انتقل يوتيوب من فكرة للهواة إلى عملاق كبير لدرجة أنه يُوصف بـ "هوليوود الجديدة". يوتيوب هو خدمة البث التلفزيوني رقم واحد في العالم، حيث يشاهد المستخدمون مليارات الساعات يومياً. يتفوق كبار مستخدمي يوتيوب بانتظام على الاستوديوهات الكبيرة. للمقارنة، بيع ما يقدر بنحو 823 مليون تذكرة سينما في جميع أنحاء الولايات المتحدة وكندا في عام 2024. وفي الوقت نفسه، حقق أنجح فيديو لليوتيوبر الشهير MrBeast وحده 762 مليون مشاهدة، أي حوالي مشاهدة واحدة لكل 10 أشخاص على وجه الأرض. هذه هي رؤية يوتيوب التي تروج لها الشركة - أنيقة، واحترافية، ومسلية، وصاخبة - ولكن من وجهة نظر واحدة، كل هذا مجرد واجهة. من منظور آخر، جوهر يوتيوب أشبه بالمقطع أدناه من عام 2020. قبل أن أشاهده، لم يُشاهد إلا مرتين. يُوجه رجل الكاميرا من نافذة غرفته بينما تندلع عاصفة ثلجية في فصل الشتاء. يقول: "ها هو، الثلج يتساقط". يُسمع صوت تلفزيون في الخلفية. يهبط طائر على سياج قريب. تمر 19 دقيقة. لا شيء يحدث. يقول رايان ماكجريدي، الباحث الأول في مبادرة البنية التحتية الرقمية العامة بجامعة ماساتشوستس أمهرست الأمريكية: "إن النقاشات التي نجريها حول يوتيوب مبنية على نظرة سطحية لماهية المنصة الحقيقية. عندما نركز فقط على ما هو شائع، نغفل عن حقيقة أن الغالبية العظمى من الناس يستخدمون يوتيوب كمحمّلين، ونتجاهل الدور الذي يلعبه في مجتمعنا". قضيتُ الشهر الماضي أتصفح إحدى أولى عينات يوتيوب العشوائية التي جُمعت خارج الشركة. رأيتُ جانباً من الإنترنت يبدو أحياناً ضائعاً، جانباً ينبض بالتعبير عن الذات بصدق وشفافية. إنه عالم كامل لن تُبينه لك خوارزمية يوتيوب. يقول ماكجرادي: "يوتيوب ليس مجرد منصة للمحترفين. نعتمد عليه كمصدر أساسي للفيديوهات على الإنترنت. يوتيوب بمثابة بنية تحتية، وأداة أساسية يستخدمها الناس للتواصل". لكشف هذا الجانب من يوتيوب، طوّر ماكجرادي وزملاؤه أداة تُصنف الفيديوهات عشوائياً. جرّبت هذه الأداة أكثر من 18 تريليون رابط محتمل قبل أن تجمع عينة كافية لإجراء تحليل علمي دقيق. ومن بين النتائج، يُقدر الباحثون أن متوسط عدد مشاهدات الفيديو هو 41 مرة فقط. وتُصنّف المنشورات التي تزيد عن 130 مشاهدة في الثلث الأعلى من المحتوى الأكثر شيوعاً على الخدمة. بمعنى آخر، فإن الغالبية العظمى من محتوى يوتيوب يكاد يكون غير مرئي. معظم هذه الفيديوهات ليست مُخصصة لنا لنشاهدها. إنها موجودة لأن الناس يحتاجون إلى مساحة رقمية لتخزين ذكرياتهم. ولا تتأثر بضغوط النقرات و الخوارزميات، بل مكان لا يُشترط فيه أن يكون المحتوى فعالاً، بل يمكن أن يوجد ببساطة. قبل 12 عاماً، نشرت امرأة أمريكية تُدعى إميلي فيديو على يوتيوب بعنوانن "sw33t tats". وعلمتُ أنه أقدم من ذلك، إذ سُجِّل حوالي عام 2008. في الفيديو، تجلس إميلي، التي طلبت حجب اسمها الكامل، في غرفتها الجامعية. تفتح فمها بينما تضع أختها الصغرى قلماً على شفتها السفلى. "توقفي عن الحركة!"، صرخت أختها وهي تبدأ الكتابة، وبالكاد تمكنت الفتيات من السيطرة على ضحكاتهن. فتحت إميلي شفتيها أمام الكاميرا، وفعلت أختها الشيء نفسه، كاشفة عن وشم جميل خاص بها. إميلي، البالغة من العمر 34 عاماً الآن والمقيمة في مدينة نيويورك، نسيت وجود هذا الفيديو حتى سألتها عنه. قالت: "لا أتذكر حتى لماذا رفعته. أعتقد أنني أردت إرساله إلى أختي، ولكن كان علي أيضاً تحرير مساحة على قرصي الصلب. كنت أحتاج فقط إلى مكان أضعه فيه. لا أعرف، إنه مضحك وغريب. أنا سعيدة لأنه لا يزال هنا." نميل إلى افتراض أن سبب استخدام وسائل التواصل الاجتماعي هو محاولة التأثير والشهرة. لكن هذه طريقة خاطئة للتفكير في الأمر، كما يقول إيثان زوكرمان، الذي يقود أبحاث يوتيوب بصفته مدير مبادرة البنية التحتية الرقمية العامة بجامعة ماساتشوستس. صرحت يوتيوب لبي بي سي بأنه من غير الصحيح القول إن المنصة لا تسمح بمشاهدة مقاطع فيديو ذات مشاهدات منخفضة أو محتوى من قنوات صغيرة. وأوضحت يوتيوب أن وظيفة الخوارزمية هي مساعدة المستخدمين في العثور على مقاطع الفيديو التي يرغبون في مشاهدتها، وهذا سيزيد من قيمتها، وهذا يشمل أحياناً مقاطع فيديو ذات عدد مشاهدات منخفض. يقول بوت بولوينكل، المتحدث باسم يوتيوب: "يكمن سحر يوتيوب في أنه سواء حصد الفيديو 60 مشاهدة أو ستة ملايين مشاهدة، يُمكن للناس إيجاد ما يرغبون، وتعلم مهارة جديدة، والاستمتاع بوقتهم، ومشاركة آرائهم مع العالم". ويضيف: "تبدأ كل قناة من الصفر، ومنه يُمكنها بناء جمهورها الخاص وتنمية أعمالها". لم يكن زوكرمان وزملاؤه أول من بحثوا عن عيوب يوتيوب. فبين عامي 2009 و2012، على سبيل المثال، تضمنت هواتف آيفون ميزة تتيح للمستخدمين نشر مقاطع الفيديو مباشرة على يوتيوب ببضع نقرات. وأفاد يوتيوب بأن عمليات التحميل عبر الأجهزة المحمولة ارتفعت بنسبة 400 في المئة يومياً. وما لم يُضف المستخدمون عنواناً مخصصاً، فإن أسماء جميع هذه المقاطع تتبع تنسيقاً قياسياً، مما يُسهل البحث عنها بعد أكثر من عقد. وقد استكشف بعض مُعدلي المحتوى على الإنترنت هذه المقاطع، التي يبدو أن عددها بالملايين. حتى أن أحدهم أنشأ مُشغلاً مُخصصاً يُتيح التنقل بينها. ويقول زوكرمان إنه بدون توصيات الخوارزمية، ستجد أن يوتيوب عبارة عن دراسة للحياة اليومية، حيث يقوم الناس بتوثيق اللحظات الصغيرة في حياتهم واستخدام الأدوات المتاحة لتبادل أفكارهم. في جنوب آسيا، على سبيل المثال، يقول زوكرمان إن يوتيوب والشبكات المشابهة تُعتبر بمثابة أداة مراسلة فيديو للأشخاص ذوي الإلمام المحدود بالقراءة والكتابة أو الأميّين. في الواقع، يأتي معظم محتوى يوتيوب من خارج الولايات المتحدة. وقدّر مختبر زوكرمان أن أكثر من 70 في المئة من مقاطع فيديو يوتيوب مُقدّمة بلغات غير الإنجليزية. ستجد صياداً في أمريكا الجنوبية يُلوح من قاربه، أو عمال بناء يتحدثون باللغة الهندية عن مدى افتقادهم لوطنهم. تندرج مقاطع الفيديو هذه تحت ما يُطلق عليه زوكرمان محتوى "الأصدقاء والعائلة"، حيث تأتي جميع التعليقات والتفاعلات من أشخاص يبدو أنهم يعرفون المستخدم شخصياً. إذا انتشر أي من هذه الفيديوهات على نطاق واسع، فهذا يعني أن خطأ كبيراً قد وقع. وهذا ليس ما يسعى إليه معظم مستخدمي يوتيوب، كما يقول زوكرمان. لحظات صغيرة معظم مقاطع يوتيوب غير المُشاهدة لا تحتوي على التسلية كثيراً: عروس تستعد لجلسة تصوير، رجل كوري غاضب يُثرثر عن السياسة، ست ثوانٍ من مُدرب فنون قتالية، بدون سياق. لقطات من كاميرا لوحة القيادة لسيارة تُكافح للهروب من موقف سيارات، امرأة تُعلن عن حصان للبيع في عام 2018، إلى آخره من المقطاع الخاصة. تسجيلات شاشة لا حصر لها لألعاب الفيديو - وجدت دراسة أجرتها جامعة ماساتشوستس أمهرست أن الأشخاص الذين يلعبون ألعاب الفيديو يُشكلون ما يقرب من 20 في المئة من محتوى يوتيوب. أحياناً، تصادف شيئاً ممتعاً، أو في أغلب الأحيان، غريباً. ثلاثة رجال يصفعون مؤخرات بعضهم البعض على أنغام أغنية لجيمس براون. امرأة تستعرض نوعاً من البولونيا المقطعة مسبقاً. أو قناة "فضاءات وأشياء أخرى"، حيث يغني طفل أغنية راب عن كوكب نبتون ويشارك تعازيه بوفاة الملكة إليزابيث. يبدو أن هذا الأخير يندرج ضمن فئة "أشياء أخرى". بعض الفيديوهات مؤلمة، استمعتُ إلى رجل مُسن يصف كيف يعيش في سيارة في مزرعة، مُقايضاً العمل اليدوي بمأوى. وكان هناك تكريم مؤثر لقطٍ راحل من مالكه، تايلر. يقول وهو يُحبس دموعه: "لم تنجُ كيكو. المكان هادئ للغاية بدونها". بعد بضع عشرات من الفيديوهات، توقفتُ لأشاهد راقصة باليه شابة تطفو برشاقة على خشبة المسرح، تتأرجح جيئة وذهاباً أمام حشد صامت. يقول زوكرمان: "بصفتنا باحثين، نقضي وقتاً طويلاً في مشاهدة هذه اللقطات. قد يشبه الأمر إلى حد كبير النظر إلى صور شخصية لأشخاص. معظمها ممل، لكنها أحياناً تكون مؤثرة، بل ومُقلقة. وفي بعض الأحيان، تجد شيئاً يكشف لك الكثير عن كيفية تواصل البشر". لكن مقاطع الفيديو المفضلة لدي بلا منازع كانت لبيل هيلمان، المعروف باسم "ذا ووف درايفر". يبلغ من العمر 58 عاماً ويعمل في مجال العقارات بالقرب من بالتيمور، الولايات المتحدة. لكن هذا ليس شغفه. ما يهتم به هيلمان حقاً هو كلابه، وطريقة رعايته الفريدة لهم. يقول في أحد مقاطع الفيديو : "لم ترَ شيئاً كهذا من قبل". أضمن أنه محق. صنع هيلمان أكثر من 50 مركبة مصممة خصيصاً ليصطحب كلاب الهاسكي الأربعة معه في ما يُطلق عليه "التزلج الحضري". يستخدم هيلمان منصات التواصل الاجتماعي لتوثيق مغامراتهم على مسارات شرق الولايات المتحدة. يشبه الأمر إلى حد ما سباقات الزلاجات التي تجرها الكلاب في إيديتارود . إلا أن الكلاب هنا عادة ما تُربط إلى جانب أجهزته البطيئة، ودراجاته الهوائية المتكئة، وعرباته الكهربائية المخصصة للمشي. يبدو أن كلاب هيلمان متحمسة للمشاركة. نشر أكثر من 2400 فيديو على يوتيوب خلال السنوات الـ 14 الماضية، يتضمن العديد منها أغانٍ روك أصلية . (يقول هيلمان إنه ألف أكثر من 100 أغنية لفرقة WoofDriver). يبذل جهداً كبيراً، حيث يسافر مع طائرات بدون طيار ومجموعات من الأصدقاء لتوثيق رحلاته. حتى أنه دفع أموالاً لمشاهير عبر منصة Cameo للترويج لفيديوهاته. لكن رغم كل هذا الجهد، غالباً ما لا تحظى قناته باهتمام كبير. وتحظى العديد من مقاطع الفيديو بمشاهدات قليلة جداً. لا أحظى بجمهور كبير في كثير من الأحيان، لكن هذا لا يزعجني. كنتُ معجباً جداً بمدى سعادة الكلاب لدرجة أنني فكرتُ في وقت ما: "لا بد لي من مشاركة هذا". يقول هيلمان: "ربما يُلهم هذا شخصاً ما للعناية بكلابه بشكل أفضل، لكنني في الحقيقة أستخدم يوتيوب كأداة لتخزين هذه اللقطات، لذا لدي مكان لتوثيق مغامراتي". يوتيوب لا يدفع الفواتير، ووف درايفر لا يبيع أي شيء - مع أنه مستعد لتزويدك بالأبعاد إذا كنت ترغب في بناء زلاجة كلاب حضرية خاصة بك. يقول هيلمان: "أفعل ذلك فقط بسبب المتعة التي يجلبها لي". "إذا بحثت عنه، سوف تجده" عادةً، لا تُشبه مقاطع يوتيوب العشوائية مقاطع ووف درايفر المُنتجة بعناية، ولكنه يُمثلها تمثيلاً جيداً. وكما هو الحال مع محتوى هيلمان، فإن غالبية مقاطع يوتيوب غير المُشاهدة تتراوح بين الحيادية والإيجابية بشكل كبير. لا ينطبق الأمر نفسه على ما يتصدر المشهد أو يُصبح "تريند". تشير الأبحاث إلى أن خوارزمية يوتيوب تُضخم السلبية، وتُرسخ الصور النمطية، وتُقلل من سيطرة المستخدمين على المحتوى الذي لا يرغبون بمشاهدته. على مر السنين، واجه يوتيوب انتقادات متزايدة بسبب مخاوف بشأن خطاب الكراهية والتطرف السياسي والمعلومات المضللة. إلى جانب منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، استُخدم يوتيوب من قِبل عصابات المخدرات، وسخّره الإرهابيون كأداة للترويج والتجنيد. يقول يوتيوب إنه اعتمد مجموعة من الإرشادات منذ بداياته لتحديد ما هو مسموح به على المنصة. ويؤكد أنه ضاعف جهوده للوفاء بمسؤولياته. ومن طرق قياس نجاحه " معدل المشاهدات المخالفة ". ففي عام 2017، لكل 10,000 مشاهدة على يوتيوب، كان هناك ما بين 63 و72 مشاهدة من محتوى ينتهك سياسات يوتيوب، لكن هذا العدد انخفض اليوم إلى ما بين ثماني وتسع مشاهدات، وفقاً للشركة. يقول موقع يوتيوب إنه يمنح المستخدمين عدة طرق لإدارة توصيات يوتيوب ونتائج البحث، مثل حذف سجل المشاهدة. عندما شرعت مبادرة البنية التحتية الرقمية العامة في دراسة يوتيوب، كان أحد دوافعها توثيق مدى شيوع خطاب الكراهية والمعلومات المضللة على المنصة. يقول ماكجريدي: "إذا بحثت عنه، فستجده"، ولكن مقارنة بمجموع الفيديوهات على يوتيوب، يُعد هذا نادراً للغاية. ومع ذلك، لا يهم مدى ندرة الفيديو الضار إذا حقق عدداً كبيراً من المشاهدات، كما يقول ماكجريدي، ويظل المحتوى الضار مشكلة خطيرة على يوتيوب. في السنوات الأخيرة، واجهت جوجل موجة من التدقيق من قِبل صانعي السياسات، مع قوانين جديدة وأكوام هائلة من اللوائح المقترحة، ناهيك عن سلسلة من قضايا مكافحة الاحتكار. ولكن عندما يتجه النقاش التنظيمي إلى مقاطع الفيديو على يوتيوب نفسها، ينصب التركيز دائماً تقريباً على المحتوى الذي ينتشر بسرعة، كما يقول ماكجرادي. وهذا يتجاهل الالتزامات التي ينبغي أن يتحملها موقع يوتيوب، لأنه وفقاً لماكجرادي، فإن الشركة تدير جزءاً من البنية التحتية الأساسية. يقول ماكجريدي: "الإنترنت يعاني من مشاكل عميقة، ولا يمكننا تجاهل الطريقة التي تُفاقم بها شركات التكنولوجيا هذه المشاكل. ما يُشعرني بالأمل هو أنه عندما نجد طريقة للنظر في كيفية استخدام الناس للإنترنت، فإن الكثير منه لا يزال يُشبه الإنترنت في بداياته. "التواصل" بكل معنى الكلمة، إنه مكان يُشارك فيه الناس العاديون أنفسهم ويُبدعون في أعمال رائعة." يوتيوب الذي نتحدث عنه - ذلك الذي يعجّ بالمشاهير والفضائح والانتشار المُصطنع - لا يروي إلا جزءًا من القصة. أغلبها موجود في لحظات هادئة، بكاميرات مرتجفة وأصوات غير متكلفة. شاهدتُ مئات من هذه الفيديوهات. كانت موجودة ليشاهدها العامة، لكن من الواضح أيضاً أن معظم الناس لم يُحمّلوا هذا المحتوى للغرباء. كان الأمر أشبه بكشف سر، فيلم وثائقي ضخم وغير مُنظم عن حياة الإنسان. لكن مشاهدته كانت أيضاً بمثابة عمل مُضنٍ مقارنة بالترفيه المُثير للرعب الذي تُقدمه الخوارزمية. في النهاية، أغلقتُ علامات التبويب وعدتُ إلى صفحة يوتيوب الرئيسية، إلى عالم الإنترنت المُصقول للشركات.

لماذا يجذب روتين تنظيف المنزل جمهور منصات التواصل الاجتماعي؟
لماذا يجذب روتين تنظيف المنزل جمهور منصات التواصل الاجتماعي؟

شفق نيوز

time٠٧-٠٤-٢٠٢٥

  • شفق نيوز

لماذا يجذب روتين تنظيف المنزل جمهور منصات التواصل الاجتماعي؟

تقضي كاريس هاردينغ كثيراً من الوقت في تنظيف وترتيب المنزل الذي تعيش فيه مع أطفالها، شأنها في ذلك شأن كثير من الأمهات. لكن بخلاف معظم هؤلاء الأمهات، تحظى كاريس -بينما تقوم بتلك الأعمال اليومية- بمتابعة الآلاف من المشاهدين عبر الإنترنت. وتبلغ كاريس من العمر 27 ربيعاً وهي أُمٌّ لثلاثة أطفال، وتعيش في سوانزي – إحدى مدن مقاطعة ويلز في المملكة المتحدة. وفي خضمّ اتجاه يلقى رواجاً عبر منصات التواصل الاجتماعي تحت وَسْم "#ريسيت" (أو إعادة الضبط)، تقوم كاريس بتصوير نفسها بينما تؤدي مهامّ روتينية يومية: مثل تلميع الأسطُح ونفْض الغبار وترتيب فوضى المكان. وتحظى كاريس بمتابعة أكثر من 100 ألف شخص عبر تطبيقَي تيك توك وإنستغرام؛ حيث أصبحت واحدة من مؤثّرات كثيرات متفرّغات يتكسّبن مادياً من عَرض حياتهنّ اليومية على الشاشات. تقول كاريس: "لم يخطر ببالي أبداً ولو للحظة واحدة، أن الأعمال اليومية الروتينية التي أقوم بها في حياتي يمكن أن تكون مثار اهتمام الناس". وبدأت كاريس نشْر مقاطع فيديو لها وهي تقوم بتلك الأعمال، في عام 2022، منذ ولادة طفلها الثاني، حين قرّرت أنها بحاجة إلى الشروع في "عمل منظّم" تضيفه كل مساء إلى ما تقوم به من أعمال روتينية يومية. وتقول كاريس إنها وبعد أن ينام أطفالها الثلاثة، تقوم كل يوم بتصوير مقطع فيديو مدته 20 دقيقة تجوب خلالها أرجاء المنزل؛ حيث تنظّف الأسطح هنا وتعيد ترتيب الأشياء هناك، استعداداً لليوم التالي. ثم تقوم كاريس بعد ذلك بتقطيع الفيديوهات الأصلية إلى مقاطع صغيرة قبل أن تنشر تلك المقاطع عبر منصات التواصل الاجتماعي. تقول كاريس: "أحب أن أشارك الأشياء التي يمكن تنفع الأمهات؛ لأن الأمومة شيء صعب – هناك الكثير من المهامّ التي تحتاج الأم إلى القيام بها". وتؤكد كاريس أن الواقعية أمر مهم بالنسبة لها، لكنها تضيف أنها لم تفكر أبداً في أن تجعل الآخرين يشعرون بشيء من الدونية. "إنني أنظّف بيتي لكي تصبح حياتي أسهل، هذا هو هدفي قبل أي شيء آخر"، وفقاً لكاريس. وتضيف: "نعم، استلهِموا المحتوى، واستخدِموه لتحفيز أنفسكم، لكنْ رجاءً لا تنظروا إلى ما أعرضه من حياتي ثم تنظروا إلى أنفسكم نظرة دونية، وإذا حدث ذلك، فإنني أقول لكم انصرفوا عن متابعتي". ننتقل إلى مؤثّرة أخرى، وهي إميلي جونز، من منطقة أمانفورد بمقاطعة ويلز البريطانية. وتبلغ إميلي من العمر 32 عاماً، وهي أُمّ لطفلين، وتحظى بمتابعة أكثر من 13 ألف شخص عبر تطبيق إنستغرام. وتقول إميلي إنها تحاول أن تبدو صادقة و"شفافة مئة بالمئة" بينما تقوم بتقديم "نصائح موفّرة للوقت" في أعمال تنظيف وترتيب المنزل. تقول إميلي: "إذا توفّرت لديّ ساعة من الزمن أو نصف ساعة، حيث يكون طفلي غافياً، أقول لنفسي ستستغرق أعمال التنظيف وإعادة الترتيب نصف ساعة، على نحو تبدو معه الأمور طبيعية وحقيقية بالنسبة لي". "لا يمكن أن نقوم بالتنظيف طوال اليوم، هذا مستحيل؛ فأنا أُمّ لطفلين صغيرين وأحاول أن أقوم في الوقت ذاته بمهامَّ أخرى إلى جانب مهام الأمومة. هذا فضلاً عن قيامي بالمهام التي يقوم بها كل الأشخاص الآخرين". وثمة أكثر من 11 مليون منشور عبر منصة إنستغرام تحت وَسْم #كلينينغ (أو تنظيف)، وأكثر من 2.6 مليون منشور تحت وسم #ريسيت (أو إعادة الضبط). وتحظى رو داي بنحو مليونَي متابع عبر منصات إنستغرام، وتيك توك، وفيسبوك ويوتيوب – حيث تعدّ واحدة من أكثر المؤثرين شهرة في مجال روتين التنظيف اليومي بالمملكة المتحدة. وتبلغ رو داي من العمر 30 عاماً، وتعيش في منطقة هارتفوردشير شرقيّ إنجلترا. وتنشر رو داي مقاطع فيديو تبلغ مدّتها 60 دقيقة، تطلق عليها اسم "ساعة تنظيف على السريع"، وتضع لنفسها ضابطاً للوقت، بينما تحاول الوصول إلى أعلى مستوى ممكن في مهمة التنظيف. تقول رو داي: "أفضّل قضاء أقلّ وقت ممكن في أعمال التنظيف، وأشعر أن الناس أيضاً يفضّلون ذلك". وتشير رو داي إلى أن غالبية الذين ينشرون محتوى خاصاً بأعمال التنظيف المنزلية الروتينية هم من النساء، لكنّ هناك تزايداً في أعداد مَن يقومون بذلك من المؤثرين الرجال أيضاً. تقول رو داي: "لا أظنّ أنه من التمكين في شيء أن أقوم بكل أعمال التنظيف وحدي... وإذا كنا سنتحدث عن النوع الاجتماعي -من حيث الذكورة أو الأنوثة أو غير ذلك-، فلا ينبغي أن يقتصر الأمر على الإناث فقط فيما يتعلق بمهام التنظيف المنزلية اليومية". وتشير رو داي إلى أن هناك الكثير من صانعي المحتوى الذكور الآن الذين تشاهدهم: "في الحقيقة، عندما أصادف مقطع فيديو لرجل يقوم بمهام ترتيب المنزل، فإنني أتفرّغ لمشاهدته". وتستدرك رو داي قائلة: "أحبّ حقيقة أن المجال لا تزال تسيطر عليه النساء، لكن الكثير من الرجال بدأوا يظهرون على الساحة أيضاً". "مريح للبال" تقول ستيفاني بيكر، الباحثة في علم الاجتماع بجامعة سانت جورج في لندن، إن أعمال التنظيف طالما كانت من المَهام النسائية. وترى بيكر أن صناعة محتوى عن مهام التنظيف ونشْره عبر منصات التواصل الاجتماعي هو شيء "يمنح شعورا بالقوة". وتوضّح الباحثة: "الآن بات في إمكان المرأة التكسُّب مادياً من شيء لطالما كانت تقدّمه بلا مقابل". وتشير بيكر إلى أن اهتمام الجمهور بمثل هذا المحتوى ليس جديداً، فثمة إقبال جماهيري على الاهتمام بالمحتوى الخاص بأساليب المعيشة المختلفة. "هذا النوع من المحتوى كان موجوداً قبل ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، لكن ما حدث هو أنّ هذه الوسائل سهّلت الوصول إلى ذلك المحتوى"، وفقاً لبيكر. وتضيف الباحثة: "ربما تكون الوسائط قد تغيّرت وكذلك الجمهور، لكن الاهتمام بتطوير الذات وتحسين أسلوب المعيشة مستمرٌ منذ أجيال". وترى سِيري برادشو، الباحثة في علم النفس بجامعة سوانزي البريطانية، أنه من الممكن أن ينخدع الناس عندما يشاهدون مقاطع فيديو لتنظيف المنزل وترتيبه مُدتُها 60 ثانية فقط لمهام يستغرق إنجازُها ساعات. "هذا فضلاً عن شعور بعض المشاهدين بأنه ينبغي لهم أن يشبهوا أصحاب تلك الفيديوهات"، وفقاً لبرادشو. وتقول باحثة علم النفس إنها تتفهم ما الذي يجذب الناس إلى مشاهدة محتوى روتين تنظيف المنزل: "إنه ذلك الشعور بأنك تُنجز شيئاً يحتاج إلى الإنجاز.. وهو إنجاز يتمّ بوتيرة سريعة للغاية.. وهذا شيء مريح للبال"، على حدّ تعبيرها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store